الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثها: اللَّائق بِمُحِبِّهِمْ أَنْ يُنْزِلَهُمْ مَنْزِلتَهُمْ، فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مَوْصُوفًا بَالْعِلْمِ قَدَّمَهُ على غَيْرِهِ، عَلى الحُكْمِ الَّذِي أَسْلَفْتُهُ فِي البَابِ الأَوَّلِ
(1)
415
- ويُرْوَى كما عند أبي نُعَيْمٍ في "الحلية" وغيره
(2)
، من حديثِ
(3)
الحسنِ، عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ الحِكْمَةَ تَزِيدُ الشَّرِيفَ شَرَفًا، وتَرْفَعُ الْعَبْدَ المَمْلُوكَ حَتَّى تُجْلِسَهُ مَجَالِسَ المُلُوكِ"
(4)
.
(1)
انظر: (ص 374 - 375).
(2)
أخرجه أبو نُعيم (6/ 173) وقال: "غريب من حديث الحسن، تفرَّد به عمرو، عن صالح". وابن عدي في "الكامل"(5/ 1793) في ترجمة عمرو بن حمزة. وابن حبَّان في "المجروحين"(1/ 373) في ترجمة صالح بن بشير المري، والقضاعي في "مسند الشهاب"(2/ 105) - رقم (979)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 84) - رقم (71)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه"(1/ 139) - رقم (116)، وعبد الغني الأزدي في "آداب المحدِّث" كما عزاه العراقي في "تخريج الإِحياء"(1/ 11)، والعسكري في "الحث على العلم"(ص 16) كما عزاه بعض الباحثين؛ جميعهم من طريق عمرو بن حمزة، عن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالكٍ مرفوعًا.
(3)
(حديث) لم سقطت من (ز).
(4)
إسنادُهُ منكرٌ.
فيه عمرو بن حمزة، العبْسيّ، وفي بعض المصادر: القيْسيّ، وسمَّاه ابن حبَّان (القيْنيّ) البصريّ.
قال البخاريُّ، والعُقيليُّ:"لا يُتابع في حديثه". "التاريخ الكبير"(6/ 325)، و"الضعفاء الكبير" (3/ 265). وقال ابن عدي:"مقدار ما يرويه غير محفوظ". "الكامل"(5/ 1793). وقال الدَّارقطنيُّ: =
وقيل: إِنَّه موقوفٌ على أنسٍ، أو من كلامِ الحسن
(1)
.
= "ضعيف الحديث". "تعليقات الدَّارقطنيِّ على المجروحين"(ص 134). وقال الحُسيْنيُّ: "في نظر". "التذكرة"(2/ 1262). وذكره ابن حبَّان في "الثقات"(8/ 479)!
أمَّا صالح، فهو ابن بشير بن وادع المُرِّيُّ الزَّاهد الواعظ، أبو بشر البصريّ، لم يخرج له من الستة سوى الترمذي، وهو علة الحديث؛ فلقد غلب عليه الخير والصَّلاح حتى غفل من الإِتقان في الحفظ، فكان يروي الشيء الذي سمعه من ثابت والحسن وهؤلاء على التَّوهُّم، فيجعله عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! كما قال ابن حبان. ولذا تكلَّم فيه الأئمة، وترك بعضُهم حديثه:
قال الإِمام أحمد: هو صاحب قصص، ليس هو صاحب حديث وآثار، ولا يعرف الحديث! وقال الفلَّاس: منكر الحديث جدًّا، يُحدِّث عن قوم ثقات أحاديث مناكير. وقال الجوزجاني: كان قاصًّا واهي الحديث. وقال ابن المديني: ليس بشيء، ضعيفٌ ضعيف. وقال النسائي وابن طاهر المقدسي: متروك الحديث. وقال البخاري: شكر الحديث.
وقال أبو حاتم: شكر الحديث، يُكتب حديثه، وكان من المتعبِّدين، ولم يكن في الحديث بذاك القوي. وقال ابن حبان: ظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الأثبات، واستحقّ الترك عند الاحتجاج. وقال أبو داود: لا يُكتب حديثه. وضعَّفه ابن معين، والدَّارقطنيُّ وابن حجر. انظر:"التاريخ الكبير"(4/ 273)، و"الجرح والتعديل"(4/ 396)، و"أحوال الرجال"(ص 204)، و"سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني"(ص 56)، و"سؤالات الآجري"(1/ 363)، و"المجروحين"(1/ 372)، و"تذكرة الحفاظ"(ص 117)، و"ذخيرة الحفاظ"(1/ 549)، و"ميزان الاعتدال"(3/ 397)، و"التقريب"(ص 443).
والحسن البصريّ، مشهور بالتدليس والإِرسال، وقد عنعنه، وتُكلِّم في سماعه من أنس بن مالك، ولكن صحَّح الإِمام أحمد، وأبو حاتم سماعه منه. انظر:"جامع التحصيل"(ص 198). وقد ضعَّف إسناده الحافظ العراقيّ في "تخريج أحاديث الإِحياء"(1/ 11)، والسيوطي في "الجامع الصغير" رقم (3827)، وتبعه المناوي في "الفيض"(3/ 416) ، والغماري في "المداوي"(3/ 451)، والألباني في "ضعيف الجامع" رقم (2785).
(1)
قال العسكري كما في "فيض القدير"(3/ 416): "ليس هذا من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، بل من كلام الحسن وأنس". وقال ابن عدي: "وهذا الحديث لا يُوصله عن صالح المُرِّيّ غير عمرو بن حمزة، وغيره يرسله".
ثم رواه عن الحسن مرسلًا (5/ 1793) فقال:
حدَّثنا محمود بن عبد البر، ثنا الترجماني، ثنا صالح المُرِّيّ، عن الحسن، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
…
وذكره.
• وله رواية موقوفة على ابن عبَّاس رضي الله عنهما: =
بل يُروى عن مالكِ بن دينارٍ قال: "قَرَأْتُ في بَعْضِ كُتُبِ اللَّهِ
…
"، فذكره
(1)
.
416 -
وللعسكريِّ
(2)
من حديثِ حمَّادِ بنِ سلمةَ، عن ثابتٍ، عن أنس رضي الله عنه، أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"اِتَّبِعُونِي تَكُونُوا بُيُوتًا"
(3)
، أي تشرفوا.
وأراد البيوت
(4)
من بيوت العرب الَّذي يجمع شرف القبيلة. يقال: البيتُ في بني فلان، أي
(5)
الشَّرف.
417 -
ومن حديثِ أبي بكر بنِ عبد الرَّحمن، عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، أنَّه سمع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:
"أَفْضَلُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِيمينِ"
(6)
. أي: بين أبوين كريمين
= من طريق العلاء بن عمرو الحنفي، عن ابن أبي زائدة، عن أبي خُلْدة، عن أبي العالية قال:
"كنت آتي ابن عبَّاس وقريشٌ حوله، فيأخذني بيدي فيُجلسني معه على السرير، فتغامزتْ بي قريش، ففطن لهم ابن عبَّاس، فقال: "هكذا هذا العلم يزيد الشَّريف شرفًا، ويُجْلس المملوك على الأسِرَّة".
أخرجه الدِّينوري في "المجالسة"(2/ 182) - رقم (303) بهذا الإِسناد. ومن طريقه ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق"(18/ 177) - ترجمة أبي العالية، والبرزالي في "مشيخة ابن جماعة"(2/ 591).
وفيه العلاء بن عمرو الحنفي، قال الذَّهبيُّ في "الميزان" (4/ 127):"متروك الحديث".
(1)
أخرجه العسكريّ -كما عزاه بعض الباحثين- من طريق أحمد بن محمد بن أنس المطوعيّ، عن صالح المُرِّيّ، عن مالك بن دينار قال:"قرأت في بعض كتب الله: إنَّ الحكمة تزيد الشَّريف شرفًا، وترفع الممْلُوك حتى تجلسه مجالس المُلُوك".
(2)
لم أجده في "الأمثال" للعسكري في مظانه، وقد عزاه للمصدر المذكور المتقي الهندي في "كنز العمال"(1/ 201) - رقم (1014)، وقال:"فيه العبَّاس بن بكَّار".
(3)
حديثٌ باطلٌ.
وتتمَّته: "وهاجروا تُوَرِّثُوا أبناءكم مجْدًا". المتَّهم بوضعه العبَّاس بن بكَّار الضَّبِّيُّ. تقدم برقم (187).
(4)
كذا بالأصل و (ل)، وفي بقية النُّسخ:(البيت) بالإِفراد.
(5)
(أي) سقطت من (م).
(6)
إسنادُهُ ضعيفٌ، وله شواهد كثيرة يتقوَّى بها.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(3/ 379) - رقم (3098) من طريق بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، عن ابن لهيعة، عن عُقيل بن خالد. عن ابن شهاب، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
____
= أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي ذرٍّ أنه سمع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:"لا تقوم السَّاعة حتى يغلب على الدُّنيا لكع ابن لكع، وأفضل الناس مؤمن بين كريمين". قال الطبراني عقب روايته: "لم يروه عن الزهري إلا عقيل، ولا عن عقيل إلَّا ابن لهيعة؛ تفرَّد به عبد الله بن يوسف، ولا يُروى عن أبي ذرِّ إلَّا من هذا الوجه".
قلتُ: ورجاله ثقات سوى بكر بن سهل بن إسماعيل الدَّمياطي شيخ الطبراني، وعبد الله بن لهيعة.
أمَّا بكر بن سهل، فمتكلِّمٌ فيه، فلقد أنكروا عليه حديثًا رواه عن سعيد بن كثير، وقد ضعَّفه النسائي كما في "المغني في الضعفاء"(1/ 177) للذهبي، وقال:"متوسط". وقال في "النبلاء"(13/ 425): "حمل الناس عنه، وهو مقارب الحال".
أقول: ومَنْ هذا وَصْفُهُ فأقلُّ أحواله أنه صدوق له أغاليط.
وابن لهيعة ضعيفٌ كما تقدَّم مرارًا، وبقية رجاله رجال الصَّحيح:
فعبد الله بن يوسف، هو التِّنِّيسيّ، أبو محمد الكَلاعيّ (ثقة متقن، من أثبت الناس في الموطأ)، أخرج له البخاري والأربعة عدا ابن ماجه. "التقريب"(ص 559). وعُقَيْل -بالضمِّ- بن خالد، هو ابن عَقيل -بالفتح- الأيلي، أبو خالد الأُمويّ مولاهم (ثقة ثبت)، أخرج له الجماعة. "التقريب"(ص 687). وابن شهاب، تقدَّم غير مرة. وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي (ثقة)، روى له الجماعة. "التقريب"(ص 621).
وأبوه، أحد فقهاء المدينة الملقَّب بـ"راهب قريش" لكثرة عبادته، والصَّحيح أن اسمه كنيتة كما رجَّحه الطبري وابن عبد البر وابن حجر. قال في "التقريب" (ص 1117):"ثقة فقيه عابد"، روى له الجماعة.
قلتُ: يظهر -والله تعالى أعلم- أن في الإِسناد علةً؛ وهي عدم سماع أبي بكر بن عبد الرحمن من أبي ذرٍّ رضي الله عنه، فإنَّ أبا بكر بن عبد الرحمن وُلِدَ في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويظهر أن ذلك -كما سيأتي- كان في آخر خلافته، وكانت وفاة أبي ذرٍّ بالرَّبَذة سنة (32 هـ) في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويدلُّ على عدم سماعه منه أمور:
1 -
أن أبا بكر بن عبد الرحمن كان عند وفاة أبي ذرًّ صغيرًا، فقد استُصْغر يوم الجمل، فرُدَّ من الطريق هو وعروة بن الزبير وعمرهما آنذاك (13 سنة)، ومن المعلوم أن معركة الجمل كانت عام (35 هـ).
2 -
أن الحافظ العلائي نصَّ في "جامع التحصيل"(ص 379) على أنه لم يلقَ زيد بن ثابت، ومعلوم أن وفاة زيد بن ثابت رضي الله عنه سنة (45 أو 48 أو 51 أو 55 هـ) على خلافٍ في ذلك؛ فكيف يلقى أبا ذرٍّ المتوفي سنة (32 هـ)؟ !
3 -
أن العلائي نصَّ في "جامع التحصيل"(ص 289) أيضًا، أن عروة بن الزبير -وهو من أقران أبي بكر بن عبد الرحمن- لم يسمع من علي بن أبي طالب، ومعلوم أن وفاة علي رضي الله عنه سنة (40 هـ). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
____
= 4 - أضفْ إلى ذلك أني لم أجد أبا بكر بن عبد الرحمن من الرواة عن أبي ذرٍّ. كذلك لم أجد أبا ذرٍّ فيمن روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن، وذلك في ترجمتيهما؛ والله تعالى أعلم.
• ويشهد له ما أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7/ 263) - رقم (7316) قال:
حدثنا محمد بن العبَّاس، ثنا جعفر بن محمد بن فُضيْل الجَزَريّ، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أصبغ بن محمد الرَّقي، عن جعفر بن برقان، عن الزُّهري، عن سعيد بن المسيِّب، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أشراط الساعة أن يغلب على الدُّنيا لكع ابن لكع؛ فخير النَّاس يومئذٍ مؤمن بين كريمين".
قال الطبراني بعده: "لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلَّا جعفر بن برقان، ولا عن جعفر إلَّا أصبغ ابن محمد؛ تفرَّد به عمرو بن عثمان".
محمد بن العبَّاس شيخ الطبراني، هو ابن أيوب الأصبهاني الحافظ.
قال أبو نُعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 224): "كان من الحفَّاظ مقدَّمًا فيهم، شديدًا على أهل الزيغ والبدعة، كان ممن يتفقَّه في الحديث ويُفتي به المُفْتين".
وجعفر بن محمد بن فُضيل (صدوق حافظ) كما في "التقريب"(ص 200)، أخرج له الترمذي.
وأصبغ بن محمد، هو ابن عمرو الأسدي الرَّقّيّ. قال أبو حاتم:"ليس به بأس". "الجرح والتعديل"(2/ 321). وذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 36) ولم يذكر فيه شيئًا.
أمَّا عمرو بن عثمان، فهو ابن سيَّار الكِلابيّ مولاهم. قال الحافظ:"ضعيف، وكان قد عمي". انفرد الترمذي بإخراج حديثه.
وجعفر بن بُرْقان، ثقة كما مضى، إلَّا أنه مضطرب في حديث الزهريّ، فأحاديثه عنه ضعيفة كما سبق.
وبقية رجاله ثقات، مع التنبيه إلى أن رواية ابن المسيِّب عن عمر رضي الله عنه مرسلة. انظر:"جامع التحصيل"(ص 223 - 224).
قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 325): "رواه الطبراني في "الأوسط" بإسنادين، رجال أحدهما ثقات".
• ورواه أبو بكر بن عبد الرحمن موقوفًا على بعض أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:
أخرجه أحمد في "المسند"(5/ 430) من طريق أبي كامل، ثنا إبراهيم بن سعد، ثنا ابن شهاب، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن بعض أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يسمِّ أبا ذرًّ أو غيره- فال:"يوشك أن يغلب على الدُّنيا لكع ابن لكع، وأفضل النَّاس مؤمن بين كريمين"؛ لم يرفعه.
وإسناده صحيح، رجاله كلُّهم ثقات. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
____
= أبو كامل شيخ أحمد، هو مظفَّر بن مُدْرك البغدادي، أخرج له الترمذي والنسائي، وروى عنه الإِمام أحمد في "المسند" مائتين وسبعة عشر حديثًا. "معجم شيوخ أحمد في المسند" (ص 341). قال الحافظ:"ثقة متقن، كان لا يُحدُث إلَّا عن ثقة". "التقريب"(ص 950).
وإبراهيم بن سعد، هو ابن إبراهيم الزهري، أبو إسحاق المدني. (ثقة حجَّة تُكلِّم فيه بلا قادح)، أخرج له الجماعة. "التقريب"(ص 108)، وابن شهاب، تقدَّم غير مرة.
وعبد الملك بن أبي بكر، وأبوه، مضيا قريبًا.
قال الحافظ الهيثمي: "رواه أحمد ولم يرفعه، ورجاله ثقات". "مجمع الزوائد"(7/ 320).
قلتُ: وشطره الأول "يوشك أن يغلب على الدُّنيا لكع ابن لكع"، له شواهد كثيرة مرفوعة إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عن جماعة من الصَّحابة رضي الله عنه.
1 -
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عند أحمد (5/ 389)، والترمذي وحسَّنه (4/ 493) - رقم (2209).
2 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه عند أحمد (2/ 326، 358).
3 -
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عند ابن حبَّان (15/ 116) - رقم (6721)، والطبراني في "الأوسط"(1/ 271) - رقم (632).
4 -
عن أبي بردة رضي الله عنه عند الطبراني في "الكبير"(22/ 195) - رقم (512).
5 -
عن ابن نيار رضي الله عنه عند أحمد (3/ 466).
• ويُروى من حديث كعب بن مالكٍ رضي الله عنه مرفوعًا:
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 82) - رقم (165) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان، ثنا إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جدِّه، أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم سئل أيّ الناس أفضل؟ قال:"مؤمنٌ بين كريمين".
ورجاله رجال الصَّحيح، عدا معاوية بن يحيى الصَّدَفيّ، فهو ضعيف.
محمد بن عبد الله الحضرميّ، هو المُلقَّب "مُطَيَّن"(ثقة)، تقدَّم.
وعبد الله بن عمر بن أبان، منسوب ههنا إلى جدِّه الثاني، وإلَّا فهو عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الأُموي مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفي، المُلقَّب بـ (مَشْكُدانة)، بضم الميم والكاف بينهما معجمة ساكنة، من شيوخ مسلم وأبي داود، وأخرج له النسائي بالواسطة.
قال في "التقريب"(ص 529): "صدوق، فيه تشيُّع".
وإسحاق بن سليمان، هو أبو يحيى العبْدي الرازي، من رجال الستة (ثقة فاضل). "التقريب"(ص 129).=
مؤمنين
(1)
، فيكون قد اجتمع له الإيمان والكرم وغيره
(2)
في أبويه.
418 -
وقال صلى الله عليه وسلم: "النَّاسُ مَعَادِنٌ في الخَيْرِ والشَّرِّ، خِيَارُهُم فِي الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُم فِي الإِسْلامِ إِذا فَقُهُوا"
(3)
.
419 -
ولأحمدَ بنِ منيعٍ، وأبي يعلى في "مسندَيْهِما" عن عليٍّ رضي الله عنه أنَّه صلى الله عليه وسلم قال
= أمَّا معاوية بن يحيى الصَّدَفيُّ، فهو أبو رَوْح الدِّمشقيُّ، أخرج حديثه الترمذي وابن ماجه؛ وهو مجمع على ضعفه. فلقد وهَّاه ابن معين، والجوزجاني، والسَّاجي.
وضعَّفه أبو زرعة، وأبو داود، والنسائي، وابن عدي، والبزار، والذهبي وابن حجر.
وجعل أبو حاتم والدَّارقطنيُّ ما رواه عنه الهقل مستقيم؛ كأنه من كتاب! وأما ما رواه عنه إسحاق ابن سليمان فأحاديث منكرة، كأنه من حفظه! وأمر الدَّارقطنيُّ باجتناب هذه الأحاديث.
- انظر: "تاريخ دمشق"(59/ 283 - 289)، و "التهذيب"(10/ 198)، و "المغني في الضعفاء"(2/ 417)، و"التقريب"(ص 957).
والزُّهري (مجمع على توثيقه وإمامته)، سبق مرارًا.
وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري (ثقة عالم)، روى له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي. "التقريب"(ص 586).
وأبوه، عبد الله بن كعب، (تابعي ثقة، يُقال له رؤية)، روى له الجماعة عدا الترمذي. "التقريب" (ص 537). وهو يتقوَّى بجميع ما سبق قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 82):"أخرجه الطبراني في "الكبير" وفيه معاوية بن يحيى؛ أحاديثه مناكير".
(1)
العبارة في (ز): أي أبوين بين كريمين!
(2)
كذا بالأصل (وغبره)، وفي بقية النسخ:(وفيه وفي أبويه).
(3)
متَّفقٌ عليه.
سبق من رواية البخاري من طرقٍ عن عبيد الله بن عمر العُمَري، عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عن أبى هريرة برقم (369). وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة -باب خيار الناس (4/ 1958) - رقم (2526) من طرقٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا:
الأول: عن يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيِّب.
الثاني: عن جرير، عن عُمَارة، عن أبي زُرعة.
الثالث: عن المغيرة بن عبد الرحمن الحِزامي، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج. ولفظه:"تجدون النَّاسَ معادن، فخيارُهم في الجاهليةِ خيارُهم في الإسْلامِ إذا فَقُهُوا".
"يَا عَلِيُّ! يَدْخُلُ النَّارَ فيك رَجُلانِ، مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، ومُبْغِضٌ مُفْرِطٌ، كلاهما في النَّارِ"
(1)
.
(1)
لم أقف عليه بهذا اللفظ مرفوعًا عند ابن منيع وأبي يعلى.
وإنما هو عندهما موقوفٌ على علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(4/ 250، 251) - رقم (3939، 3940، 3941) من ثلاثة طرق:
الأول: عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عليٍّ رضي الله عنه.
وفيه ابن أبي ليلى سيِّئ الحفظ جدًّا، تقدَّم برقم (119). وبقية رجاله ثقات، مضوا.
الثاني: عن هلال بن خبَّاب، عن عون بن أبي جُحيفة، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه.
هلال بن خبَّاب [وقع في "المطالب": حباب، بالمهملة] وثَّقه الإمام أحمد، وابن معين، ومحمد بن عبد الله بن عمار، والمفضَّل الغلابي. ولكنه اختلط قبل موته. قال في "التقريب" (ص 1026):"صدوق تغيَّر بأخرة". وعون (ثقة) كما في "التقريب"(ص 758). وأبوه، أبو جُحيفة صحابي معروف، اسمه وهب بن عبد الله السُّوائي، مشهور بكنيته، صحب عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنهما. قال البوصيري في "مختصر زواند العشرة" (9/ 189):"رواه أحمد بن منيع، ورواته ثقات". اهـ. وهو كما قال.
الثالث: عن هلال، عن زاذان، في عليٍّ رضي الله عنه؛ ولفظه:"هلك فيَّ رجلان، محبٌّ غالٍ، ومبْغضٌ غالٍ". وفي بعضها: "ومبغضٌ مُفْترٍ". هلال تقدَّم آنفًا، وزاذان، هو أبو عمر الكندي، مضى برقم (87) أنه ثقة.
• والرواية الموقوفة على عليٍّ رضي الله عنه رواها عنه كذلك جماعة، منهم:
1 -
أبو البختري سعيد بن فيروز، وهو تقة ثبت فيه تشيُّع قليل، كثير الإرسال. "التقريب"(ص 386).
أخرجه الآجريُّ في "الشريعة"(5/ 2533) - رقم (2034)، وعلي بن الجعد في "الجعديات"(1/ 58) - رقم (126)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 477) - رقم (986)، وأبو بكر الخلال في "السُّنَّة"(2/ 293) - رقم (362) وفي (3/ 500) - رقم (797)، جميعهم من طرقٍ عن شعبة، عن عمرو بن مرَّة، عنه، عن عليٍّ رضي الله عنه.
- وَسَنَدُهُ مُنْقَطِعٌ، أبو البختري لم يسمع عليًّا رضي الله عنه. تقدَّم الإشارة إلى ذلك عند حديث رقم (109).
- وأخرجه الخلال في "السُّنَّة"(3/ 496) - رقم (790)، وابن الأعرابي في "معجمه"(2/ 767) - رقم (1552) مى طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، بمثل الإسناد السابق، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الفضائل"(2/ 571) - رقم (2/ 672) - رقم (1147) من طريق الحسن بن صالح وجعفر الأحمر، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، وعطاء اختلط بأخرة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
____
= 2 - أبو مريم قيس المدائني، وهو مختلفٌ فيه:
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 571) - رقم (964)، وابنه عبد الله في "السُّنَّة"(2/ 571) - رقم (1339) من طريق وكيع، عن نُعيْم بن حَكيم، عنه به.
وفيه أبو مريم، وهو قيس المدائني، مختلفٌ فيه، فقد ذكره ابن حبَّان في "ثقات التابعين" (5/ 314). وفال النسائي:"أبو مربم قيس الحنفي ثقة". بينما قال الدَّارقطنيُّ وتبعه ابن حجر: "مجهول". انظر: "الميزان"(7/ 426)، و"التهذيب"(12/ 208)، و "التقريب"(ص 806).
3 -
أبو السَّوار حسَّان بن حُرَيْث، وهو ثقة. "التقريب"(ص 1157).
أخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 476) - رقم (983)، وعبد الله بن أحمد في "السُّنَّة"(2/ 1338) من طريق وكيع، عن شعبة، عن أبي التَّيَّاح، عنه به.
قال الألباني في "ظلال الجنة"(2/ 476): "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
4 -
أبو حِيرة شِيحَة بن عبد الله الضَّبعي، وهو موثَّق. "ثقات ابن حبان" (4/ 372):
أخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 476) - رقم (984) من طريق وكيع، عن حماد بن أبي نجيح، عن أبي التَّيَّاح، عنه به. قال الألباني في "ظلال الجنة":"إسناده حسن".
• تنبيه: هكذا وقع في "السُّنَّة"(أبو حيرة) بالتحتانية، وهو كذلك في "فتح الباب في الكُنى والألقاب" لابن منده (ص 281). بينما هو في الأسماء والكنى" للإمام أحمد (ص 74) ، و"المقتنى في سرد الكنى" للذهبي (1/ 167)، و "التاريخ الكبير" للبخاري (4/ 265)، و "الجرح والتعديل" (4/ 389)، و "تهذيب التهذيب" (4/ 344)؛ (أبو حِبْرة) بالمهملة المكسورة، ثم موحدة ساكنة.
5 -
عائشة بنت بجدان، وهي غير معروفة:
أخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 477) - رقم (987) من طريق خلاد بن يحيى، عن حسين ابن عقيل، عنها به.
وعائشة بنت بجدان لا تُعرف.
• وأما رواية أبي يعلى عن عليٍّ رضي الله عنه يرفعه إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:
فهي بلفظ: "فيك مثلٌ من عيسى، أبغضته اليهود حتى بهتوا أُمَّه، وأحبَّته النَّصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به". قال: ثم قال عليٌّ: "يهلك فيَّ رجلانِ: محبٌّ مُطْرٍ يُفْرط لي بما ليس فيَّ، ومُبْغِضٌ مُفْترٍ يحمله شنآني على أن يبهتني" -وهو الموقوف الذي أشرت إليه في صدر التخريج-.
- أخرجها أبو يعلى في "مسنده"(1/ 406) - رقم (534)، من طريق الحَكَم بن عبد الملك، عن الحارث بن حَصِيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد رضي الله عنه مرفوعًا إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وهو بهذا الإسناد ضعيفٌ.
الحكم بن عبد الملك، هو القرشيّ البصريّ (ضيف)، أخرج له الترمذي والنسائي وابن ماجه؛ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
____
= ضعَّفه ابن معين، وابن خراش، والنسائي، وابن حبَّان، ويعقوب بن شيبة، والبزار، والذهبي، وابن حجر. قال أبو داود: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: ضطرب الحديث جدًّا، وليس بقوي في الحديث. ووثَّقه العجليّ؛ فأغْرَبَ! انظر:"التهذيب"(2/ 387)، و"سؤالات الآجرِّيّ"(1/ 370)، و "الجرح والتعديل"(3/ 132)، و "الميزان"(2/ 312)، و"الكاشف"(1/ 344)، و"التقريب"(ص 263).
والحارت بن حَصيرة -بفتح المهملة، وكسر المهملة بعدها-، هو الأزديّ الكوفيّ، أخرج له النسائي في "الخصائص"، والبخاري في "الأدب". وهو غالٍ في التَّشيُّع كما قال الدَّارقطنيُّ. وثَّقه ابن معين، والنسائي، وابن حبَّان، والعجلي، وابن نُمير، وضعَّفه ابن عدي، والعُقيلي، ووهَّاه السعدي، قال أبو داود: شيعيّ صدوق. واعتمد الحافظ في "القريب" كلام أبي داود وزاد: "يُخطئ". انظر: "التهذيب"(2/ 128)، و"التقريب"(ص 210).
وأبو صادق، هو الأزدي الكوفي. يُقال اسمه: مسلم بن يزيد، وقيل: عبد الله بن ناجذ، أخرج له ابن ماجه والنسائي في "الخصائص". قال أبو حاتم: مستقيم الحديث. ووثقه الفسوي، وابن حبَّان. قال الحافظ:"صدوق، وحدثه عن عليٍّ مرسل".
وربيعة بن ناجد -وفي بعض المصادر (ناجذ) بالمعجمة- هو الأسدي الأزدي الكوفي، أخرج له ابن ماجه والنسائي في "الخصائص". قال الذهبي في "المغني" (1/ 350):"فيه جهالة". وقال في "الميزان"(3/ 70): "لا يكاد يُعرف". وذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 281)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 473) فلم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. ووثَّقه ابن حبَّان، والعجلي، وابن حجر. انظر:"الثقات"(1/ 229)، و"تاريخ الثقات"(ص 159)، و "التقريب"(ص 323). قال ابن الجوزي في "العلل"(1/ 227)؛ "هذا حديث لا يصحُّ
…
". ثم ساق أقوال أئمة الجرح والتعديل في الحَكَمِ بن عبد الملك، وغيره.
• فائدة: قال صديق حسن خان في كتابه "الدين الخالص"(3/ 314) تعليقًا على الحديث:
"قلتُ: مصداق من أبغضه في هذه الأمة فرفة الخوارج والنواصب، ففيهم شبه اليهود، وقد مرقوا من الدين كما مرق اليهود من العمل بدينهم. ومصداق من أحبَّه بالإفراط طائفة الرافضة، ففيهم شبه النصارى، لاسيما (النُّصيرية) منهم، فإنهم يقولون بألوهيته رضي الله عنه كما قالت النصارى: إنَّ المسيح ولد الله؛ فهاتان الفرقتان هالكتان بنصِّ هذا الخبر والأثر".
• والحديث أخرجه:
عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(1/ 160)، وكذا في "زوائد الفضائل"(2/ 639) - رقم (1087)، و "السُّنَّة"(2/ 543، 544) - رقم (1262، 1263)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 281)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 484) - رقم (1004)، والنسائي في "الخصائص" رقم =
420 -
(1)
ولِلطَّبَرَانيِّ
(2)
من حديثِ الحجَّاجِ بنِ تَميمٍ، عن ميمون بنِ مِهْران، عن ابن عَبَّاس رضي الله عنهما قال: كنتُ عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وعنده عليٌّ، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:
"يَا عليُّ! سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ يَنْتَحِلُونَ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، لهم نِبْزٌ، يُسَمُّونَ بِالرَّافِضَةِ، فَاقْتُلُوهُمْ، فَإنَّهُمْ مُشْرِكُونَ"
(3)
.
= (100)، وهو في "الكبرى" له (5/ 137) - رقم (8488)، والآجرِّيُّ في "الشريعة"(5/ 2531) - رقم (2132)، والحاكم في "مستدركه"(3/ 132) - رقم (4622) وصحَّحه وتعقَّبه الذَّهبيُّ. وابن الأعرابي في "معجمه"(2/ 765 - 766) - رقم (1550)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 227) - رقم (357)؛ كلُّهم من طرقٍ عن الحكَمَ بن عبد الملك بهذا الإسناد.
(1)
هذا الحديث سقط من (ز، ك، ل، هـ).
(2)
في "المعجم الكبير"(12/ 242) - رقم (12997، 12998) من طريق عمران بن زيد ويوسف بن عدي، كلاهما عن الحجَّاج بن تميم به.
(3)
إسنادُهُ ضعيفٌ، لأجْلِ الحجَّاجِ بنِ تميمٍ.
وهو الجَزريّ، ويُقال: الواسطيّ، انفرد ابن ماجه بإخراج حديثه من الستة؛ ضعَّفه النسانيّ، والأزديّ، والعُقيليّ، وابن عدي، وابن حجر. انظر:"التهذيب"(2/ 183). و "التقريب"(ص 222). وقال الذهبي في ترجمته من "الميزان"(2/ 200): "وأحاديثه تدلُّ على أنه واهٍ". وذكره ابن حبَّان في "الثقات"(6/ 204)! .
وفيه أيضًا عمران بن زيد التغلبي، أبو يحيى المُلائيّ. قال ابن معين: ليس يحتجّ بحديثه.
وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه، وليس بالقوي، ولذا قال الحافظ في "التقريب"(ص 750)؛ "ليِّن". وقد ذكره ابن حبَّان في "الثقات"(7/ 244) - وقد تابعه يوسف بن عبدي التَّيمي مولاهم، وهو ثقة كما في "القريب" (ص 1094). وله متابعٌ ثانٍ سيأتي عند القُطيعي. قال الهيثمي في "المجمع" (10/ 22):"ورجاله وُثِّقوا وفي بعضهم خلاف".
• والحديث أخرجه:
ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 475) - رقم (981)، وأبو يعلى في "مسنده"(4/ 459) - رقم (2586)، والبزار في "مسنده"(4/ 293 - كشف" - رقم (2777)، والقُطيعي في "زوائد فضائل الصحابة"(1/ 440) - رقم (702)، وعبد بن حُميد كما في "المنتخب"(ص 232) - رقم (698)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث"(ص 312) - رقم (1048)، والعُقيليّ في "الضعفاء"(1/ 285) في ترجمة الحجَّاج بن تميم، وأبو نُعيم في "الحلية"(4/ 95)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 548) وضعَّفه، وابن الأعرابي في "معجمه"(2/ 762 - 763) - رقم (1543، 1544)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
____
= وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 175)؛ جميعهم من طريق عمران بن زيد، عن الحجَّاج بن تميم به، بألفاظ متقاربة. وأخرجه القُطيعي في (1/ 417) - رقم (651) من طريق عمران بن دَاوَر القطَّان، عن الحجَّاج به. وهي متابعة لعمران بن زيد؛ وابن دَاوَر (صدوق)، تقدَّم برقم (267).
• والحديث مرويّ من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بسندٍ واهٍ:
رواه يحيى بن المتوكل، عن كثير النَّواء، عن إبراهيم بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدِّه، عنه رضي الله عنه.
أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد المسند"(1/ 103)، وكذا في "السُّنَّة"(2/ 546) - رقم (1268، 1269، 1270)، وابن أبي عدي في "السُّنَّة"(2/ 474) - رقم (978)، والبزار في "مسنده"(3/ 293 - كشف) - رقم (2776)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2664) في ترجمة يحيى بن المتوكل، والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 279)، والآجرِّيُّ في "كتاب الشريعة"(5/ 2518) - رقم (2010)، والبيهقي في "الدلائل"(6/ 547)، وابن الأعرابي في "معجمه"(2/ 764) - رقم (1546، 1547)[ووقع عنده: إبراهيم بن الحسن بن الحسين]، وابن الجوزي في "العلل المتناهة" (1/ 163) - رقم (252)؛ كلُّهم بالإسناد المتقدِّم. قال البيهقي:"تفرَّد به النواء، وكان من الشِّيعة".
قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
"يحيى بن المتوكل، قال فيه أحمد بن حنبل: هو واهي الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء، وكثير النواء ضعَّفه. وقال ابن عدي: كان غاليًا في التَّشيُّع مفرطًا فيه". اهـ.
وقال الذهبي في "تلخيص العلل" برقم (100): "كثير ضعيف، ويحيى واهٍ".
- وأخرجه ابن حبَّان في "المجروحين"(2/ 122) في ترجمة عيسى بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن آبائه، عن أجداده مرفوعًا. قال ابن حبَّان:"يروي عن آبائه أشياء موضوعة، لا يحلُّ". وتقدَّم الكلام على هذا الإسناد تفصيلًا برقم (317).
• ويُروى من حديث فاطمة الزهراء رضي الله عنها بسندٍ فيه متَّهم بالكذب:
أخرجه أبو يعلى في "المسند"(12/ 116) - رقم (6749)، والآجرِّيُّ في "الشريعة"(5/ 2516) - رقم (2007)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 950) في ترجمة أبي الجَحَّاف. والخطيب البغدادي في "الموضح"(1/ 43)، وابن الأعرابي في "معجمه"(2/ 765) - رقم (1549)، وابن عساكر في "التاريخ"(42/ 334) في ترجمة عليٍّ رضي الله عنه، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 165) - رقم (255)؛ كلُّهم من طريق تَليد بن سليمان، عن أبي الججَّاف داود بن أبي عوف، عن محمد بن عمرو الهاشمي، عن زينب بنت علي، عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها.
قال ابن الجوزي في "العلل": "هذا حديث لا يصحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أحمد ويحيى بن معين: تليد كذَّاب". اهـ. وتقدَّم الكلام عليه ص 609.
421 -
وقال يحيى بنُ سعيدٍ: سمعتُ زينَ العابدِين عليَّ بنَ الحُسَينِ رحمه الله وكان أَفْضَلَ هاشميٍّ أَدْرَكتُهُ يقول:
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ" أَحِبُّونَا حُبَّ الإسْلامِ، فَمَا بَرِحَ بِنَا حُبُّكُمْ حَتَّى صَارَ عَلَيْنَا عَارًا"
(1)
.
= وفيه أيضًا ابو الجَحَّاف، تقدَّم الكلام عليه برقم (342). قال ابن عدي:"ولأبي الجحَّاف أحاديث غير ما ذكرته، وهو من غالية أهل التَّشيُّع، وعامة أحاديثه في أهل البيت، ولم أرَ من تكلَّم في الرجال فيه كلامًا. وهو عندي ليس بالقوي، ولا ممن يُحتجُّ به في الحديث".
• تنبيه: وقع في إسناد نُسَخٍ "أبي يعلى" الخطيَّة (حدَّثنا ابن إدريس! )، وكذلك في نُسَخِ "المطالب العالية" الخطيَّة المسندة! والصَّواب أنه (أبو إدريس)، وهي كنية تليد بن سيمان المحاربيّ الكذاب، كما نبَّه عليه الشيخ إرشاد الحق الأثري في هامش "العلل المتناهية"(1/ 165)؛ وترتَّب على هذا الخطأ تحسين الشيخ الأعظميّ للحديث!
أقول: وبسبب هذا التصحيف صحَّح الشيخ حسين أسد الحديث في تعليقه على "مسند أبي يعلى". وتبعه سيد كسروي في تعليقه على "المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي"، رقم (993) فحسَّن الحديث بناءًا على الخطأ الموجود في نسخته (ابن إدريس)؛ والله تعالى أعلم.
(1)
إسنادُهُ صحيحٌ.
أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(5/ 214)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(41/ 392) عن عفَّان بن مسلم، حدَّثنا حمَّاد بن زيد، أخبرنا يحيى بن سعد قال: قال علي بن الحسين:
…
فذكره.
عفَّان بن مسلم، هو أبو عثمان الصَّفّار البصريّ (ثقة ثبت)، روى له الجماعة. "القريب"(ص 681). وحماد بن زيد، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ (ثقتان ثبتان)، تقدَّما غير مرة.
- وأخرجه ابن سعد كذلك في (5/ 214) من طريق عارم بن الفضل، عن حمَّاد بن زيد به. وعارم، لم أجد له ترجمة. وجهالته لا تضرُّ، فلقد تُوبع. وأخرجه أبو نُعيم في "حلية الأولياء"(3/ 136) من طريق أبي أحمد الغِطْريفي محمد بن أحمد، ثنا أبو خليفة، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبيّ، حمَّاد به.
وأبو أحمد الغِطريفيّ، هو صاحب الجزء المعروف بـ "جزء ابن الغِطْريف". قال الخليلي في "الإرشاد" (2/ 796):"ثقة مكثر". وشيخه أبو خليفة، هو الفضل بن الحُباب الجُمحيّ. قال الذَّهبيُّ في "الميزان" (5/ 425):"كان ثقةً عالمًا". ومثله في "تذكرة الحفاظ"(2/ 670): "الإمام الثِّقة". ولم أجد هذا الخبر في "جزئه" الذي أشرت إليه وهو مطبوع، فقد روى عن أبي خليفة ثمانية وأربعين حديثًا وأثرًا ليس هذا منها. =
422 -
وقال أبو معاوية، وأبو خالد، وغيرهما، عن يحيى بن سعيدٍ -أيضًا- سمعتُهُ يقول:
"يَا أَهلَ العِرَاقِ! أَحِبُّونَا بِحُبِّ الإِسْلامِ، فَوَالله مَا زَالَ حُبُّكُمْ بِنَا حَتَّى صَارَ سَبَّةَ"
(1)
.
= وعبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبيّ، من شيوخ البخاري في "الصحيح"(ثقة) كما في "التقريب"(ص 523).
- وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" من طريقين: الأول: عن سليمان بن حرب (41/ 392). والثاني: عن مصعب بن عبد الله الزبيري (41/ 374)، كلاهما عن حمَّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد به.
(1)
إسنادُهُ حسنٌ.
• رواية أبي معاوية عن يحيى بن سعيد:
أخرجها ابن عساكر في "التاريخ"(41/ 392) من طريق سويد بن سعيد، عن أبي معاوية محمد بن خازم [ووقع في المطبوع:(حازم) بالمهملة، والتصويب من مصادر ترجمته] الضَّرير، عنه به.
سويد بن سعيد، هو الحَدَثاني أحد رواة الموطأ (صدوق)؛ تقدَّم. وأبو معاوية، هو الضرير، من مشهور بكنيته، اسمه محمد بن خازم (ثقة)؛ تقدَّم.
• ورواية أبي خالد عن يحيى بن سعيد:
أخرجها ابن عساكر في "التاريخ"(41/ 391)، واللالكلائي في "شرح أصول الاعتقاد"(8/ 1481) - رقم (2682) من طريق أبي سعيد الأشجِّ، عن أبي خالد به عنه.
أبو سعيد الأشجّ، هو عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي الكوفي (ثقة)، روى له الجماعة. "التقريب"(ص 511).
وأبو خالد، هو سليمان بن حبَّان الأزدي، أبو خالد الأحمر الكوفي، أخرج له الجماعة، وثَّقه ابن معين، وابن المديني وابن سعد، وأبو هاشم الرفاعي. "التهذيب"(4/ 163). قال الحافظ "صدوق يُخطئ". "التقريب"(ص 406).
- وأخرجه أبو نُعيم في "حلية الأولياء"(3/ 137) من طريق سَعْدان بن يزيد، ثنا شجاع بن الوليد، ثنا خلف بن حوشب، عن عليِّ بن الحسين قال:"يا معشر أهل العراق! أحبُّونا حبَّ الإسلام، ولا ترفعونا فوق حقِّنا".
سَعْدان بن يزيد، قال فيه أبو حاتم، وابنه عبد الرحمن:(صدوق). "الجرح والتعديل"(4/ 290). وشجاع بن الولبد، هو ابن قيس السُّكوني أبو بدر الكوفي، من شيوخ الإمام أحمد، أخرج له الجماعة، وروى عنه أحمد في "المسند" ثلاثة عشر حديثًا. "معجم شيوخ الإمام أحمد" (ص 206). قال الحافظ:"صدوق، ورع له أوهام". "التقريب"(ص 432). =
423 -
وقال الثَّوريُّ، عن عبيد الله بن مَوْهب:
جاء قومٌ إِلى زين العابدين فأثنوا عليه، فقال: "مَا أَجْرَأَكُمْ، أَوْ مَا
(1)
أَكْذَبكُمْ عَلَى اللهِ، نَحْنُ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا، فَحَسبنَا أَنْ نكُونَ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا"
(2)
.
424 -
وفي "جزء محمَّد بن عاصم" قال: ئنا شَبَابَة، عن الفُضَيْل بن مرزوق قال:
سألتُ عمر بن عليٍّ، وزين العابدين وعمِّي جَعْفَرًا قلتُ: "هل
(3)
فيكم إِنسان من أهْلِ البيتِ مُفْتَرَضة طَاعَتُهُ؟ ". فقالوا: "لا والله، مَن قَالَ هذا فِينا فهو كَذَّابٌ"
(4)
.
= وخَلَف بن حَوْشب، هو أبو يزيد الكوفي العابد (ثقة). أخرج له البخاري تعليقًا، والنسائي في "مسند علي". "التقريب"(ص 298). وأخرجه أبو بكر الخلَّال في "السُّنَّة"(3/ 500) - رقم (798)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(8/ 1481) - رقم (2683) من طريق محمد بن بشر، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن علي بن الحسين، لكنهما قالا:"حتى صار علينا شيئًا" بدل "سَبَّة". ومحمد بن بشر، هو أبو عبد الله الكوفي العبدي الحافظ (ثقة حافظ)"التقريب"(ص 828).
(1)
(ما) لم ترد في الأصل، وأثبتناها من بقية النُّسخ.
(2)
إسنادُهُ حسنٌ.
أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(5/ 214) من طريق قُبَيصة بن عقبة، أخبرنا سفيان، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال: جاء نفرٌ إلى عليّ بن الحسين فأثنوا عليه فقال:
…
فذكره.
وفيه عبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهب، تقدَّم برقم (320) أنه لم يُوثِّقه سوى ابن حبان، وقد قال فيه الحافظ:(مقبول) -يعني عند المتابعة-، وقد تابعه يحيى بن سعيد، وخلف بن حوشب كما مضى قريبًا. أما قُبيصة، فتقدَّم عند رقم (305)(ص 570) أنه (صدوق ربما خالف)، وهو من رجال الشيخين. وسفيان، هو الثوري، تقدَّم مرارًا.
- وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(41/ 391) من ثلاثة أوجه:
الأول: عن قُبيصة. والثاني: عن أبي عامر. والثالث: عن أبي أسامة؛ ثلاثتُهم عن سفيان به، لكن عبيد الله بن مَوْهب قال فيه: حدَّثني مولى لعلي بن الحسين
…
فذكره. وأبو عامر في الطريق الثاني، هو أبو عامر العَقدي، اسمه عبد الملك ابن عمرو القيْسي، مشهور بكنيتة (ثقة)، تقدَّم. وأبو أسامة في الطريق الثالث، هو حماد بن أسامة بن زيد (ثقة ثبت، ربما دلَّس). "التقريب"(ص 267).
(3)
(هل) سقطت من (م).
(4)
إسنادُهُ حسنٌ. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
____
= أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(41/ 392) من طريق محمد بن عاصم بهذا الإسناد. والمِزِّي في "تهذيب الكمال"(20/ 382) في ترجمة زين العابدين؛ من طريق محمد بن عاصم به. وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(5/ 324) في ترجمة عمر بن علي بن الحسين، قال: أخبرنا شَبَابَة بن سوَّار، بهذا الإسناد. وقد مضى رجاله برقم (138).
- وأورده المِزِّيّ في ترجمة عمر بن علي بن الحسين (21/ 446) من طريق أبي بكر بن أبي خيثمة.
• تنبيه: جاءت الرِّواية بهذا اللفظ محرَّفة في سائر النُّسخ (ح، م، ز، ك، ل، هـ): "سألتُ عمرَ بن عليٍّ، وزين العابدين، وعمّي جعفرًا
…
! ". وهو غلط! فقد جاءت الرِّواية الصَّحيحة في "تاريخ ابن عساكر" كما يلي: "سألت عمر بن علي وحسين بن علي عمَّي جعفرِ بنِ محمدٍ"؛ وبيان ذلك كالتالي:
فإنَّ عمر بن علي الذي سأله الفضيْل بن مرزوق، هو عمر بن على بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الملقَّب بـ (عمر بن علي الأصغر). وهو كما في "التقريب" (صدوق فاضل). انظر:(ص 725). وحسين بن علي، هو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، الملقب بـ (حسين الأصغر). وهو كما في "التقريب" (صدوق مقل). انطر:(ص 248). فهما على هذا ابنا علي بن الحسين (زين العابدين)، وهما بالتالي عمَّيْ جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب الملقب بـ (الصادق).
• ويتلخَّص من هذا أنه وقع سَقط في جميع نُسَخِ الكتاب، ولعل أصل العبارة:
"سألتُ عمر بن علي [وسقط: والحسين بن علي ابني] زين العابدين وعمَّي جعفر
…
" إلخ.
ومنشأ هذا الغلط -فيما يظهر- أنَّ النُّساخَ ظنوا المراد من (عمر بن علي): (عمر بن علي بن أبي طالب - الأكبر). وظنوا كذلك أنَّ (الحسين بن علي): (هو الحسين بن علي بن أبي طالب - الأكبر)؛ فوقع عندهم الوَهْم.
ويؤكد ما ذكرتُ أنَّ الرِّواية التي ساقها ابن عساكر طويلةٌ، سأل في الفُضيل بن مرزوق شيخَه عمر بن علي بن الحسين أسئلةً أخرى عما يزعمه الرَّافضة مِن أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أوصى إلى عليًّا وأنَّ عليًّا أوصى إلى الحسن! وأنَّ الحسن أوصى إلى الحسين! وأنَّ الحسين أوصى إلى علي بن الحسين! [يعني أباه] وأنَّ علي بن الحسين أوصى إلى ابنه محمد بن علي! [يعني أخاه الباقر]، فلو كان المراد عمر بن علي الأكبر لما صحَّ أنْ ترد عليه هذه الأسئلة؛ والله تعالى أعلم.
• ويُروى هذا الكلام عن علي بن الحسين زين العابدين -رحمه الله تعالى-:
أخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(8/ 1481) - رقم (2684) من طريق شريك، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه قال:"من زعم منَّا أهل البيت أو غيره أنَّ طاعته مفترضة على العباد فقد كذب علينا، ونحن منه براء؛ فاحذر ذلك، إلَّا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأُولي الأمر من بعده".
وسَنَدُهُ ضعيفٌ، فيه جابر الجُعْفيّ ضعيف رافضيّ، تقدَّم الكلام عنه. وشريك النَّخعي (صدوق كثير =
425 -
وقد تقدَّم في الباب الثَّاني قولُ الحسنِ بن الحسن بنِ عليٍّ بنِ أبي طالبٍ لرجل ممَّن يَغْلُو فيهم:
"وَيْحَكُمْ! أَحِبُّونا لله، فَإنْ أَطَعْنَا اللهَ فَأَحِبُّونَا، وَإنْ عَصَيْنَاه فَأَبْغِضُونَا، قُولُوا فِينا الحَقَّ فَإنَّهُ أَبْلَغ فِيما تريدون، ونحن نَرْضَى به عنكم
(1)
"
(2)
.
* * *
= الخطأ)، وهو مدلِّس وقد عنعنه، تقدَّم غير مرة.
- وأخرج اللالكائي أيضًا (8/ 1485) - رقم (2695) عن مصعبٍ قال: قيل لعمر بن علي بن حسين: هل فيكم أهل البيت إنسان مفترض طاعته؟ قال: "لا والله! ما هذا فينا، ومن قال هذا فهو كذَّاب! " وذكرت له الوصية، فقال:"والله لمات أبي وما أوصى بحرفين، قاتلهم الله إن كانوا ليأكلون بنا! ".
• وجاء نحوه عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أنه قال:
"
…
ثم كنَّا ذُرِّيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما فينا إمام مفترضة طاعته، والله ما ادَّعى علي بن الحسين، ولا أحدٌ منزلة عليٍّ
…
" إلخ كلامه، كما نقله عنه الحميري صاحب "شرح رسالة الحور العين"، واستفدتُه من كتاب "الإمام زيد بن علي المُفترى عليه" لشريف الشيخ صالح الخطيب (ص 141).
(1)
كذا بالأصل (عنكم)، وفي بقية النُّسخ (منكم).
(2)
إسنادُهُ حسنٌ.
تقدم في الباب الثاني برقم (138).
رابعها:
426 -
أخبرني غير واحد، منهم أبو عبد الرَّحمن بن محمد أن أبا الحسن الدِّمشقي، أخبرهم عن الشَّرف أبي محمد عيسى بن عبد الرَّحمن، أنا الحافظ الضِّياء أبو عبد الله المقدسيُّ، أنا أبو الحسين أحمد بن حمزة بن علي السُّلَميُّ قراءةً عليه، ثنا أبو بكر يحيى الغزال لفظًا، سمعتُ أبا الفضل حمدًا يقول:
(ح) وأخبرتني عاليًا أُمُّ محمَّدٍ ابنة أبي حفص الحَمَوِيِّ، عن أبي حفص بن الحسن المِزِّيِّ وجماعة، أنا أبو الحسن علي بن أحمد الحَنْبَليُّ مشافهةً، أنا أبو المكارم اللَّبَّان في كتابه، أنا أبو علي الحدَّاد قالا:
أنا أبو نُعَيْم أحمد بن عبد الله، ثنا القاضي أبو الحسن علي بن محمَّد القزوينيُّ إملاءً ببغداد، حذَئني محمَّد بن أحمد [ح 78/ ب] بن عبد الله بن قضاعة، حدَّثني القاسم بن العلاء الهمدانيُّ، حدَّثني الحسن بن علي بن علي الرِّضا بن موسى الكاظم بن جَعْفَر الصَّادق بن محمَّد الباقر بن زين العابدين
(1)
علي بن الحُسين بن علي بن أبي طالبٍ؛ حدَّثني أبي عليٌّ، حدَّثني أبي محمَّدٌ، حدَّثني أبي عليٌّ، حدَّثني أبي موسى، حدَّثني أبي جَعْفرٌ، حدَّثني أبي محمَّدٌ، حدَّثني أبي عليٌّ، حدَّثني أبي الحُسين رضي الله عنه، حدثني أبي عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:
"قَالَ لِي جِبْرِيلُ عليه السلام: يَا مُحَمَّدُ! إنَّ مُدْمِنَ الخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ"
(2)
.
(1)
في (م)، و (هـ): (زين العابدين بن علي بن الحسين
…
)، وهو تحريف.
(2)
إسنادُهُ ضعيفٌ، فيه مجاهيلٌ، والمَتْنُ له شواهد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه أبو نُعيْم في "حلية الأولياء"(3/ 203 - 204) من طريق القاضي أبي الحسن علي بن محمد القزويني بهذا الإسناد.
علي بن محمد القزويني، ومحمد بن أحمد بن قضاعة، والقاسم بن العلاء؛ ثلاثتُهم لم أجد لهم ترجمة.
وأمَّا الحسن بن علي بن محمد بن علي الرِّضا، فهو أبو محمد العسكري. مات سنة (260 هـ)؛ قال فيه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 216):"ليس بشيء". وأثار الحافظ في "لسان الميزان"(2/ 279) إلى تضعيف ابن الجوزي له ولم يتعقَّبه بشيء. وذكره الخطيب في "التاريخ"(7/ 366) ولم يذكر فيه شيئًا.
وأبوه، هو علي بن محمد بن علي الرِّضا بن موسى الكاظم، أبو الحسن العسكري، ذكره الخطيب في "التاريخ"(12/ 56) ولم يذكر فيه شيئًا. وأبوه المذكور، هو محمد بن علي الرِّضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، أبو جعفر، ذكره الخطيب في "التاريخ"(3/ 54) ولم يذكر في شيئًا.
وعلي الرِّضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، انفرد ابن ماجه بإخراج حديثه. قال فيه الحافظ في "التقريب" (ص 705):"صدوق، والخلل ممن روى عنه". وموسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين زين العابدين، أخرج له الترمذي وابن ماجه. قال الحافظ في "التقريب" (ص 979):"صدوق عابد".
وجعفر الصادق بن محمد الباقر، أبو عبد الله الهاشمي (صدوق) أخرج له الستة عدا البخاري، وروى له في "الأدب"، تقدم مرارًا. ومحمد الباقر، وأبوه علي بن الحسين زين العابدين، (ثقتان)، تقدَّما غير مرة.
وقد تكلَّم في إسناده الحافظ ابن حجر، وتبعه المصنِّف. قال ابن حجر:"وهذا المتن بالسند المذكور إلى علي بن موسى، أخرجه أبو نُعيم في "الحلية" بسندٍ له، فيه مَنْ لا يُعرف حاله إلى الحسن العسكري". انظر: "لسان الميزان"(1/ 315)، وقد أورده في ترجمة أحمد بن عبد الله الشِّيعي بلفظه وإسناده.
وأمَّا تضعيف المصنِّف له، فقد قال ابن فهد المكي:"وقد تكلَّم الحافظ السَّخَاويُّ على تسلسل الحديث، ونَفَى عنه الصِّحة، وقال: في المتن مقال"، نقله عن ابن فهدٍ الأيوبيُّ في كتابه "المناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة"(ص 199).
• والحديث يُروى عن أبي هريرة وابن عبَّاس، وعبد الله بن عمرو، وجابر بن عبد الله رضي الله عنه:
• أمَّا حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
فأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(5/ 96) - رقم (24060)، ومن طريقه ابنُ ماجه في كتاب الأشربة - باب مدمن الخمر (2/ 1120) - رقم (3375)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 129) في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ترجمة سعد بن عبد الله، وأبو الشيخ في "طبقات المحدِّثين بأصبهان"(2/ 181) في ترجمة ابن الأصبهاني، وابن عدي في "الكامل"(6/ 2235) في ترجمة ابن الأصبهاني، ومن طريقه ابنُ الجوزيِّ في "العلل المتناهية"(2/ 671) - رقم (1117)، والدَّارقطنيُّ في "الغرائب والأفراد" كما في "أطرافه"(5/ 349) - رقم (5712)؛ كلُّهم من طريق سعد بن سليمان بن الأصبهاني، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
قلتُ: هذا الحديث أخطأ فيه سعد بن سليمان بن الأصبهاني، وهو مضطرب الحديث كما قال ابن عدي في "الكامل"(6/ 2235)، تفرَّد به فجعله عن أبي هريرة كما صرَّح ابن عدي.
ولذا خالفه سليمان بن بلال التَّيميّ وهو ثقة كما في "التقريب"(ص 405)، فرواه عن سهيل، عن محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر أبا هريرة؛ أخرجه البخاري في "التاريخ"(1/ 129) في ترجمة سعد بن عبد الله - من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه أبي بكر عبد الحميد بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال به.
- والبيهقي في "شعب الإيمان"(5/ 12) - رقم (5597) من طريق ابن أبي مريم، عن سليمان بن بلال به؛ لكنه قال: عن محمد بن عبيد الله. ومحمد بن عبد الله لم يذكر فيه البخارى جرحًا ولا تعديلًا.
ولذا قال البخاري عن رواية ابن الأصبهاني: "ولا يصح حديث أبي هريرة في هذا". وقال ابن عدي: "
…
وهذا الخطأ من ابن الأصبهاني، حيث قال عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ كان هذا الطريق أسهل عليه. وقد رُوي عن سهيلٍ بإسنادٍ آخر مرسلًا". وقال ابن الجوزي:"وهذا لا يصحُّ، تفرَّد به محمد بن سليمان"، ثم ذكر أقوال أئمة الجرح في ابن الأصبهاني. وقال الدَّارقطنيُّ في "الأفراد":"تفرَّد به محمد بن سليمان الأصبهاني عن سهيل".
وأعله في "العلل الواردة في الأحاديث"(10/ 114 - 115) بما ذكرتُ من مخالفة سليمان بن بلال لابن الأصبهاني، وقال أيضًا:"وقال حمَّاد بن سلمة: عن عاصم، عن أبي صالح، عن عبد الله بن عمرو قوله؛ قاله عنه عبد الرحمن بن مهدي". اهـ. وهذا الطريق الموقوف على عبد الله بن عمرو رجَّحه ابن الجوزي في "العلل"(2/ 672)، فلقد ساق كلام الدَّارقطنيِّ السابق وعقَّب عليه بقوله:"قلت: وهذا هو الصحيح، والطريق الذي قبله لا يثبت". اهـ. ويعني بالذى قبله طريق سعد بن سليمان بن الأصبهاني.
وقال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"(3/ 102): "هذا إسناد فيه مقال، محمد بن سليمان ضعَّفه النسائي وابن عدى، وقوَّاه ابن حبَّان. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يُحتجّ به؛ وباقي رجال الإسناد ثقات". وقد تقدَّم الكلام على ابن الأصبهاني برقم (105).
* * *
• وأمَّا حديث ابن عبَّاس رضي الله عنهما فله أربعة طرق:
الأول: عن الحسن بن صالح، عن سعد بن المنكدر قال: حُدِّثت عن ابن عبَّاس قال: قال =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد وثن".
أخرجه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 272)، ومن طريقه ابنُ الجوزيِّ في "العلل المنناهية"(2/ 671) - رقم (1116)، وعبد بن حميد في "مسنده" كما في "منتخبه"(ص 234) - رقم (708).
ورجاله ثقات، إلَّا أن الرَّاوي عن ابن عبَّاس لا يُعرف، وعليه فالإسناد ضعيف. قال ابن الجوزي:"الراوي عن ابن عبَّاس مجهول. والحسن بن صالح، قال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات". اهـ.
قلتُ: لم أجد كلام ابن حبَّان في "المجروحين" في مظانه، مع أنه وثَّقه كما في "الثقات" له (6/ 164). وذكره البخاري في "الصحيح"، وروى له الباقون. قال الحافظ في "التقريب" (ص 239):"ثقة فقيه عابد. رُمِيَ بالتَّشيُّع". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 74): "ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن ابن المنكدر قال: حُدِّثت عن ابن عبَّاس".
• ورواه ابن أبي نجيح، عن ابن المنكدر، عن ابن عبَّاس:
رواه عنه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(9/ 239) - رقم (17070)؛ وابن أبي نَجيح، هو أبو معشر (ضعيف الحديث). تقدَّم ضمن تخريج الأثر (305).
الثاني: عن إسرائيل، عن ثُويْر بن أبي فاختة، عن سعيد بن جُبير، عنه رضي الله عنه يرفعه إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من مات مدمن خمرٍ لقي الله كعابد وثن".
أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 26) - رقم (1553)، والطبراني في "الكبير"(12/ 36) - رقم (12428).
وإسناده ضعيفٌ جدًّا. فيه ثُويْر بن أبي فاختة. قال سفيان الثوري: كان من أركان الكذب.
وقال ابن حبَّان: كان يقلب الأسانيد حتى يجيء في رواياته أشياء كأنها موضوعة! قال النسائي: ليس بثقة. وقال الذهبي: واهٍ. انظر: "المجروحين"(1/ 205)، و"ضعفاء النسائي" رقم (96)، و "الكاشف"(1/ 286).
وضعَّفه ابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرَّازيان، كما في "الجرح والتعديل"(2/ 472)، وتحرَّف اسمه على الحافظ الهيثمي إلى (يزيد بن أبي فاختة)! ولذا قال في "المجمع" (5/ 74):"وفي إسناد الطبراني يزيد بن أبي فاختة ولم أعرفه؛ وبقية رجاله ثقات".
* * *
الثالث: عن إسرائيل، وَالمعلَّى بن هلال، كلاهما عن حكيم بن جُبير، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس مرفوعًا:"من لقي الله مدمن خمر كان كعابد وثن".
أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 26) - رقم (1553)، وأبو نُعيم في "حلية الأولياء"(9/ 253) عن إسرائيل، والدَّارقطنيُّ في "الغرائب والأفراد" كما في "أطرافه"(3/ 164) - رقم (2324)، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 672) - رقم (1119) عن المعلَّى بن هلال.
قال الدَّارقطنيُّ عقبه: "تفرَّد به حكيم بن جُبير عن سعيد بن جُبير، ولم يروه عنه غير المعلَّى بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هلال". وتعقبه ابن الجوزي (2/ 673) بقوله: "قلت: هذا القول من الدَّارقطنيِّ وَهْمٌ، فإنَّا قد رويناه عن العوَّام عن سعيد، وهذا الحديث لا يصحُّ".
قلتُ: وهو كما قال ابن الجوزي، فستأتي عقب هذا الطريق رواية العوَّام، عن سعيد بن جُبير، فتفرُّدُ حكيمٍ عن سعيدٍ لا يصحُّ. أمَّا حَكيم بن جُبير فهو ضعيف شيعي، كما تقدَّم برقم (69).
وأمَّا المعلَّى بن هلال؛ فهو كذَّاب! قال ابن حجر: "اتَّفق النُّقَّاد على تكذيبه". "التقريب"(ص 961).
قال ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 26): "قال أبي: حديث حكيم عندي أصحُّ. قلت لأبي: فحَكيم بن جُبير أحبُّ إليك أو ثُويْر؟ فقال: ما فيهما إلَّا ضعيفٌ غالٍ في التَّشيُّع. قلتُ: فأيُّهما أحبُّ إليك؟ قال: هما متقاربان".
* * *
الرَّابع: عن عبد الله بن خِراش بن حوشب، عن العوَّام بن حوشب، عن سعيد بن جُبير، عنه رضي الله عنه مرفوعًا، بلفظ:"من لقي الله مدمنَ خمرٍ لقيه كعابدٍ وثن".
أخرجه ابن حبَّان كما في "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان"(12/ 167) - رقم (5347) ومن طريقه الضياء في "المختارة"(10/ 330) - رقم (356). وابن عدي في "الكامل"(4/ 1525) في ترجمة عبد الله بن خِراش، ومن طريقه ابنُ الجوزيِّ في "العلل المتناهية"(2/ 672) - رقم (1118) من طرقٍ عن عبد الله بن خِراش بهذا الإسناد.
وفي عبد الله بن خِراش بن حوشب، اتَّهمه السَّاجيّ وابن عمَّار بالكذب! تقدَّم الكلام عليه ضمن تخريج حديث رقم (225). قال ابن الجوزي:"وهذا لا يصحُّ".
* * *
• وأمَّا حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فله ثلاثة طرق:
الأول: عن الخليل بن زكريا، عن عوف بن أبي جميلة، عن الحسن بن أبي الحسن، عنه رضي الله عنه مرفوعًا، بلفظ:"شارب الخمر كعابد وثن، وشارب الخمر كعابد اللات والعُزى"؛ أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده - بغية الباحث"(ص 167) - رقم (524).
وفي الخليل بن زكريا الشَّيباني البصري، أخرج له ابن ماجه حديثًا واحدًا. قال قاسم المطرَّز: كذَّاب. وقال العُقيلي: يُحدِّث بالبواطيل. وقال الذهبي: متَّهم. وقال الأزدي وابن حجر: متروك. ووثقه جعفر بن محمد بن شاكر فشذَّ! انظر: "الكشف الحثيث"(ص 110)، و "الكاشف"(1/ 375)، و "التقريب"(ص 302).
الثاني: عن ثابت بن محمد، عن فِطْر بن خليفة، عن مجاهد، عنه رضي الله عنه. مقتصرًا على قوله:"شارب الخمر كعابد وثن".
أخرجه البزار في "البحر الزخار"(6/ 367) - رقم (2382)، وقال عقبه:"لم يُدْخِل ثابتُ بنُ محمدٍ بين فِطرٍ ومجاهدٍ أحدًا". اهـ، وذلك لأن البزار أخرج قبله حديثًا من طريق محمد بن الحسن الأسدى، عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فِطْر بن خليفة، عن يونس بن خبَّاب، عن مجاهد به برقم (2380)، فجعل بين فِطرٍ ومجاهدٍ يونس بن خبَّاب، بينما ثابت بن محمد رواه عن فِطْر، عن مجاهد مباشرة. وفِطْر ممن روى عن مجاهد. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 70):"رواه البزار، وفيه فِطْر بن خليفة وهو ثقة، وفيه كلام لا يضرُّ".
قلتُ: تكلَّم في فِطرٍ الدَّارقطنيُّ وغيره، والأكثر على توثيقه، تقدَّم برقم (73). وفات الهيثمي الكلام على ثابت بن محمد، وهو الشَّيبانيّ. قال فيه الدَّارقطنيُّ:"ليس بالقوي، لا يضبط، وهو يُخطئ في أحاديث كثيرة". قال الحاكم" "ليس بضابط". ووثَّقه مُطيَّن، وابن حبَّان. وقال أبو حاتم: صدوق. انظر: "تهذيب التهذيب" (2/ 13 - 14).
ولذا قال ابن حجر في "التقريب"(ص 187): "صدوق زاهد، يُخطئ في أحاديث". وعلى كل فهو من شيوخ البخاري في "الصحيح"، وروى عنه الترمذي بالواسطة.
الطربق الثالث: عن حمَّاد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عنه رضي الله عنه موقوفًا عليه من قوله.
أشار إليه الدَّارقطنيُّ في "العلل"(10/ 115)، وابن الجوزي في "علله" أيضًا (2/ 672) ورجَّحها على الرواية المرفوعة.
• وأما حديث جابر رضي الله عنه فله طريقان:
الأول: عن يعقوب بن حُميد بن كاسب، وسحنون بن عيسى التَّنوخي، كلاهما عن سعيد بن محمد بن أبي موسى، عن أبي المنكدر، عنه مرفوعًا.
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 515) عن ابن كاسب به. وابن حبَّان في "المجروحين"(2/ 326) عن سحنون - في ترجمة سعيد بن محمد به. وفيه سعيد بن محمد بن أبي موسى، أبو عثمان المدني، وفي بعض المصادر: المديني. قال ابن أبي حاتم: "الجرح والتعديل"(4/ 58): "سألت أبي عنه فقال: حديثه ليس بشيء".
وقال ابن حبَّان: "يقلب الأخبار، روى عن ابن المنكدر بنسخة، منها أشياء مستقيمة تشبه حديث الثقات، وأشياء مقلوبة لا تشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد
…
"، ثم روى الحديث بالإسناد المتقدِّم وقال: "
…
والبلبة في تلك الأحاديث من سعيد بن محمد بن أبي موسى". انظر: "المجروحين" (1/ 326).
الثاني: عن إسحاق بن زريق، عن عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّيِّ، عن سعيد بن خالد الخُزاعيّ، عن محمد بن المنكدر، عنه مرفوعًا.
أخرجه الدَّارقطنيُّ في "الغرائب والأفراد" كما في "أطرافه"(2/ 382) - رقم (1683)، ومن طريقه ابنُ الجوزيِّ في "العلل المتناهية" (2/ 673) - رقم (1120). قال الدَّارقطنيُّ:"تفرَّد به سعيد بن خالد عن ابن المنكدر". =
هذا حديثٌ غريبٌ، اتَّصل لنا بقول
(1)
كلِّ واحدٍ من رواته: "أشهد بالله، وأشهد لله
(2)
لقد أخبرني فلان".
وقَرَأْتُهُ كذلك على شَيْخِنَا رحمه الله في جملة "مسلسلات
(3)
ابن المُفَضَّل"
(4)
؛ رواه ابنُ المُفَضَّل، عن السِّلَفِيِّ، عن أبي عليٍّ الحسن بنِ أحمد بنِ مهرة، عن أبي نُعَيْمٍ فوقع لنا عاليًا.
وقال أبو نُعَيْم عَقِبَهُ: "هذا حديث رَوَتْه العِتْرَة الطَّيِّبة ولم نكْتُبه على هذا الشَّرط بالشَّهادة بالله ولله إلَّا عن هذا الشَّيخ. وقد رُوي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم من غير طريق"؛ انتهى
(5)
.
وهذه التَّرجمة - أعني رواية جعفر الصَّادق، عن أبيه الباقر، عن زينِ العابدين عليِّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليِّ بن أبي طالب، كما قال الحاكم أبو عبد الله
= قلتُ: وسعيد بن خالد الخُزاعي المذكور مجمعٌ على ضعفه؛ ضعَّفه البخاريُّ، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابن حبَّان، والدارقطنيُّ. انظر:"تهذيب التهذيب"(4/ 19).
(1)
في (م)، و (هـ): (يقول كل واحد
…
)!
(2)
في (ز): أُشْهد الله. وفي (ل)؛ وأَشهد بالله.
(3)
في (م): مفصَّلات.
(4)
كتاب "مسلسلات ابن المفصَّل" اسمه: "الأربعون المسلسلات"، وهو جزء ضخم كما أفاده الحافظ ابن حجر، وقد ذكره ضمن مروياته في "المعجم المفهرس" رقم (939)، و "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس"(1/ 411) و (2/ 537).
• وابن المُفضَّل هو: علي بن المفصَّل بن علي المقدسي الإسكندراني المالكي. وُلِدَ سنة (544 هـ)، وتفقَّه على جماعة، منهم صالح ابن بنت مُعَافى، والحافظ أبي طاهر السَّلَفيِّ ولزمه سنوات، وأكثر عنه وانقطع إليه. روى عنه الزكيان المندري والبرزالي. رحل وجمع وصنَّف، فمن مصنَّفاته:"الصِّيام"، و "الأربعون في طبقات الحفَّاظ". مات في مستهل شعبان سنة (611 هـ). "سير أعلام النبلاء"(22/ 66)، و"شذرات الذهب"(5/ 47).
(5)
انظر: "حلية الأولياء"(3/ 204).
وقال ابن الجَزَريِّ -رحمه الله تعالى- "هذا حديث جليل المقدار من رواية هؤلاء السادات الأخيار، أئمة الآل الأطهار، رواه الحافظ أبو نُعيم في كتابه
…
" إلخ، كلامه؛ نقله الأيوبي في "المناهل السلسلة" (ص 199).
صاحب "المستدرك" - أَصَحُّ أسانيد أهلِ البيتِ؛ لكن بشرطِ أن يكون الرَّاوي عن جَعْفَرٍ ثقة
(1)
. واقْتَصَرْتُ عليه لكثرة من اجتمع فيه من أَهْلِ البَيْتِ.
وعندي مُسَلْسَلاتٌ اجتمع فيها أربعة عشر أبًا من أهْلِ البيت
(2)
، وإِلَّا ففي "مسند الإِمام أحمد" مسند أهْل البيت، اشتمل على مسند الحسنِ والحسينِ، وعقيلٍ وجعفرٍ ابنيْ أبي طالبٍ، وعبد الله بنِ جعفر
(3)
رضي الله عنهم
(4)
، [وقدَّم عليًّا
(5)
رَأْسَهم في "مسند العشرة"]
(6)
.
وكذا عندنا في "الذُّرِّيَّة الطَّاهرة" جملة أحاديث من مسانيد أهْلِ البيت، بل عندي الشيء الكثير من ذلك ممَّا لو تتَبَّعْتُهُ وَأَوْرَدْتُّهُ لطال الكتاب، والله الهادي الى الصَّواب.
وقد قال السَّيِّدُ شهابُ الدِّينِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ الحُسَيْنِيُّ
(7)
صاحب "المدرسة الشَّرَيفيَّة البهائيَّة"
(8)
:
(1)
انظر: "كتاب معرفة علوم الحديث" للحاكم (ص 55).
(2)
لعل المصنِّف ذكَرَ أكثرها في كتابه "الجواهر المكلَّلة في الأخبار المسلسلة"، فلقد ذكر فيه مائة حديث مسلسل، وهو قيد التحقيق في رسالة علمية (ماجستير) يقوم بها أحد طلبة العلم. وانظر:"مؤلفات السَّخَاوي" رقم (135).
(3)
يوجد بِرُمَّتة في "المسند"(1/ 199 - 206) وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر (3/ 167 - 199) من الأرقام (1718) إلى (1762). وقد وُجِدَ مخطوطًا مستقلًا بعنوان: "جزء فيه مسند أهل البيت"، اعتنى به وخرَّجه وشرح غريبه: عبد الله الليثي الأنصاري (1408 هـ).
(4)
وقع في الأصل اضطراب في سياق الكلام: "اشتمل على مسند الحسن والحسين وجعفر ابني أبي طالب وعقيل وعبد الله بن جعفر رضي الله عنه! )، والمثبت من بقية النُّسخ.
(5)
ما بين المعقوفتين لم يرد في (ز).
(6)
في (م)، و (ك)، و (ل) زيادة: رضي الله عنه.
(7)
لم أقف على ترجمته.
(8)
المدرسة الشَّريفية: من مدارس فقهاء الشافعية بمصر، وَقَفَها سنة (612 هـ) الأمير الشريف فخر الدِّين أبو نصر إسماعيل بن حصن الدولة فخر العرب ثعلب الجعفري الزينبي، يعود نسبه إلى علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، أحد أمراء مصر في الدولة الأيوبية. انظر:"خطط المقريزي"(2/ 373).
وأشار النُّعيمي في "الدَّارس في تاريخ المدارس"(1/ 238) إلى مدرسة أخرى بنفس الاسم موجودة في دمشق، درَّس بها نجم الدِّين الدمشقي سنة (690 هـ).
وَخِلّ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ قَبِيلِي
…
وَضَع الشَّمْسِ للرَّائي جَلِيُّ
فَقُلْتُ لَهُ وَلَمْ أَفْخَرْ وإِنِّي
…
يَحُقُّ لِمِثْلِيَ الفَخْرُ العَلِيُّ
مُحَمدٌ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ جَدِّي
…
وأُمي فَاطِمٌ وأَبِي عَلِيُّ
آخره:
وصلَّى الله على سيدنا محمَّد، أشرف رسله وخلقه، وعلى أهل بيته، وأصحابه، وأنصاره، وأزواجه، وأشياعه، وأتباعه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا
(1)
.
* * *
(1)
جاء في (م)، و (ك): مما وُجِدَ بخطِّ المؤلف: "وانتهى تصنيفه في رمضان سنة سبع وسبعين وثمان مائة، وحسبنا الله ونعم الوكيل، والحمد لله ربِّ العالمين".
وفي (م): "واتَّفق الفراغ من تعليقه يوم الاثنين خامس ذي القعدة عام ثمانية وأربعين وتسع مائة، على يد الفقير المعترف بالعجز والتقصير، أحمد بن عبد الحفيظ المبلِّغ خَلْفَ الشَّافعي في الرَّوضة الشَّريفة على الحالِّ بها أفضل الصَّلاة والسَّلام. غفر الله لكاتبه ولمالكه ولقارئه ولسامعه، ولمن دعا لهما بالرَّحمة والمغفرة، ولجميع المسلمين؛ آمين يا ربَّ العالمين".
وفي (ز): "انتهت كتابته يوم الأربعاء سادس عشر من شوال عام أربع وأربعين وألف من نسخةٍ بخطِّ الشَّيخ عبد القادر بن عبد الوهاب القرشي؛ تاريخها في شهر ربيع الأول سنة 88 هـ".
وفى (ك): "وتمت مقابلته بحسب الطاقة والإمكان يوم الثلاثاء سادس رجب الفرد سنة أربع وستين ومائة وألف، وصلَّى الله على سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم".
وفي (ل): "وكان تمام كتابته ولله الحمد والمنه في يوم الأحد المبارك ثالث عشر ذي القعدة الحرام سنة 928 هـ، وصلَّى الله على سيِّدنا محمد وآله وصجه وسلَّم، وحسبنا الله ونعم الوكيل. تمت.
"كتبه السَّيِّد باقر حسين صانه الله من كلِّ شين، جمادى الثانية سنة 1312 هـ".