المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5 - باب بشارتهم بالجنة ورفع منزلتهم بالوقوف عند ما أوجبه الشارع وسنه - استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول - صلى الله عليه وسلم - وذوي الشرف - جـ ٢

[السخاوي]

فهرس الكتاب

- ‌3 - بَابُ مَشْرُوعِيةِ الصَّلاةِ عَلَيْهِمْ تَبَعًا للمُصْطَفَى في الصَّلاة وَغَيْرِهَا، مِمَّا يَزِيدُهُمْ فَخْرًا وشَرَفًا

- ‌4 - بَابُ دُعَائِهِ صلى الله عليه وسلم بالبَرَكَةِ في هذا النَّسْلِ المُكَرَّمِ

- ‌5 - بَابُ بشَارَتِهِم بالجنَّة ورَفْعِ مَنْزِلَتِهِم بالوُقُوفِ عنْد مَا أَوْجَبَهُ الشَّارِعُ وَسَنَّهُ

- ‌6 - بَابُ الأَمَانِ بِبَقَائِهِم وَالنَّجَاةِ في اقْتِفَائِهِمْ

- ‌7 - بَابُ خُصُوصِيَّاتِهِم الدَّالة على مَزِيدَ كَرَامَاتِهِمْ

- ‌8 - بَابُ إكْرام السَّلَف لأهْلِ البيْتِ مِنْ الصَّحَابة والمُقْتَفينَ طريقهُمْ في الإصَابةِ

- ‌9 - بَابُ مُكَافَأة الرَّسُولِ(1)عليه السلام لِمَنْ أحْسَنَ إلَيْهِمْ في يَوْمِ القِيامةِ

- ‌10 - بابُ إِشَارَةِ المُصْطَفَى بما حصلَ بعْدهُ عَلَيْهِمْ من القتْلِ والشِّدَّة

- ‌11 - بَابُ التَّحْذير منْ بُغْضهمْ وعدَاوَتِهِمْ والتَّنْفِير عَنْ سَبِّهِم ومُسَاءتهِمْ

- ‌خاتمَةٌ: تَشتَملُ عَلَى أُمُورٍ مُهِمَّةٍ

- ‌ثانيها: اللَّائق بِمَحَاسِن أَهْلِ البيْتِ اقْتِفَاءُ آثَارِ سَلَفِهِمْ، والمَشْيُ على سُنَّتِهِمْ في سُكُونِهمْ وَتَصَرُّفِهِم

- ‌ثالثها: اللَّائق بِمُحِبِّهِمْ أَنْ يُنْزِلَهُمْ مَنْزِلتَهُمْ، فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مَوْصُوفًا بَالْعِلْمِ قَدَّمَهُ على غَيْرِهِ، عَلى الحُكْمِ الَّذِي أَسْلَفْتُهُ فِي البَابِ الأَوَّلِ(1)415

- ‌خاتمة البحث والتَّحقيق

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌5 - باب بشارتهم بالجنة ورفع منزلتهم بالوقوف عند ما أوجبه الشارع وسنه

‌5 - بَابُ بشَارَتِهِم بالجنَّة ورَفْعِ مَنْزِلَتِهِم بالوُقُوفِ عنْد مَا أَوْجَبَهُ الشَّارِعُ وَسَنَّهُ

(1)

تقدَّمت في الباب الثَّاني عدَّةُ أحاديث في التَّنصيصِ على دخولهم في شفاعته، وغضبه حيثُ قيل إنهم لا ينتفعون بقرابته

(2)

.

193 -

وعن أبي الزِّناد، عن زيد بن عليٍّ في قوله عز وجل:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)}

(3)

، قال:"إِنَّ مِنْ رِضَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يَدْخُلَ أَهْلُ بَيْتِهِ الجنَّة"

(4)

. رواه الجِعَابيُّ

(5)

.

(1)

في (م): وسنَّته.

(2)

انظر الأحاديث: رقم (125، 126، 127، 128، 129، 130، 131، 132، 133، 135).

(3)

الضحى (آية: 5).

(4)

الرواية في (ز): "أن لا يُدْخِلَ أهلَ بيْتِه النَّار".

(5)

لم أقف عليه في المصدر المذكور.

وأبو الزِّناد، هو عبد الله بن ذكوان، كنيته أبو عبد الرحمن المدني. مات سنة (130 هـ). (ثقة فقيه). "التقريب"(ص 504). ويحتمل أن يكون مَوْج بن علي الكوفي، فهو مذكورٌ فيمن روى عن زيد بن علي بن الحسين، وكنيته أبو الزِّناد. (لم أقف له على ترجمة)؛ فالله أعلم بالصواب. وزيد بن علي، هر ابن الحسين بن علي بن أبي طالب. مات سنة (122 هـ)، (ثقة) وقد مضى عند الأثر رقم (168). ولم أقف على من تحت أبي الزِّنَاد لأحكمَ على بقية رجاله.

• وهذا القول مرويِّ عن ابن عباس رضي الله عنما:

أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(30/ 232) قال: حدَّثني عبَّاد بن يعقوب، قال ثنا الحكم بن ظُهَيْر، عن السُّدِّي، عن ابن عباس في قوله تعالى:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} ، قال:"إنَّ من رضى محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أنْ لا يَدخُلَ أحدٌ من أهل بيته النَّار". وإسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا، لأجل الحَكَم بن ظُهَيْر. =

ص: 459

194 -

وعن عاصمِ بن أبي النَّجُودِ، عن زرِّ بن حُبيْش، عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إِنَّ فاطمةَ حَصَّنَتَ فَرْجَها فَحَرَّمَ الله ذُرِّيَّتَها على النَّار". أخرجه تمَّام في "فوائده"

(1)

، والبزَّار في "مسنده"

(2)

، والطَّبرانيُّ في "الكبير"

(3)

بلفظ: "فحرَّمها الله وذُرِّيَّتَها على النَّار"

(4)

.

= عبَّاد بن يعقوب، هو الرَّواجَني، أبو سعيد الكوفي، مختلفٌ فيه، والخلاصة أنه صدوق في نفسه إلَّا أنه كان غاليًا في الرَّفض، شتَّامًا لعثمان بن عفان رضي الله عنه! وقد مضى. والحَكَم بن ظُهَيْر، هو أبو محمد بن أبي ليلى الكوفي الفزاري؛ أجمع الأئمة على ضعفه. قال يحيى بن معين: كذَّاب. وقال مرة: ليس بشيء.

وقال البخاري: تركوه، منكر الحديث. وقال أبو زرعة: واهي الحديث، متروك الحديث. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، لا يُكتب حديثه. وقال الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال النسائي والترمذي: متروك الحديث. وقال الترمذي في موضع: ليس بثقة، ولا يُكتب حديثه. وقال أبو داود: لا يُكتب حديثه. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة. وقال الحافظ: متروك، رُمِي بالرفض، واتَّهمه ابن معين. انظر:"الجرح والتعديل"(3/ 118)، و"تاريخ ابن معين"(2/ 124)، و"التاريخ الكبير"(2/ 345)، و"التاريخ الصغير"(2/ 195)، و"سؤالات الآجري"(1/ 231)، و"ضعفاء ابن الجوزي"(1/ 226)، و"الميزان"(2/ 336)، و"مختصر الكامل"(ص 240)، و"التهذيب"(2/ 427)، و"التقريب"(ص 262). والسُّدِّيُّ، هو السُّدِّيُّ الكبير إسماعيل بن عبد الرحمن (صدوق يهم، رمي بالتشيع)، وقد مضى، والله أعلم.

(1)

(4/ 316 - الروض البسَّام) - رقم (1493) من طريق معاوية بن هشام، عن عمرو بن غياث، عن عاصم بن أبي النجود به.

(2)

(3/ 235 - كشف) - رقم (2651) من طريق معاوية بن هشام، بمثل إسناد ومتن تمَّام. قال البزار:"لا نعلم رواه عن عاصم هكذا إلَّا عمرو، وهو كوفي لم يُتابع على هذا، وقد رواه غير معاوية عن عمرو بن غياث عن عاصم عن زرّ مرسلًا".

(3)

(3/ 41) - رقم (2625)، وفي (22/ 406) - رقم (1018) من طريق هشام بن معاوية به.

(4)

إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا، لأجلِ عمرو بنِ غياث.

معاوية بن هشام، هو أبو الحسن الكوفي القصَّار، مولى بني أسد، وثَّقه أبو داود، والعجلي والذهبي، وقال الإِمام أحمد: هو كثير الخطأ. ولذا قال في "التقريب" صدوق له أوهام. "التهذيب"(10/ 197)، و"التقريب"(ص 956).=

ص: 460

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

____

= وعمر بن غياث، وقيل: عمرو بن غياث، هو الحضرمي الكوفي؛ منكر الحديث. قال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا على قلة حديثه، يروي عن عاصم ما ليس من حديثه إن سمع من عاصم ما روى عنه، ولعلَّه سمع في اختلاط عاصم؛ لأنَّ عاصمًا اختلط في آخره. وقال أبو حاتم والبخاري: منكر الحديث. وقال الدارقطني وغيره: ضعيف. وقال ابن عدي: كان مرجئًا. وقال الذهبي في "ترتيب الموضوعات": شيعيّ واهٍ. "الميزان"(5/ 261)، و"المجروحين"(2/ 88)، و"ترتيب الموضوعات"(ص 132).

وعاصم بن أبي النَّجُود، هو ابن بَهْدلة الأسدي مرلاهم، الكوفي، القارئ المشهور، قال ابن معين والنسائي: لا بأس به. ووثَّقه أحمد، وأبو زرعة، وابن حبَّان. وقال الدارقطني: في حفظه شيء. وقال العقيلي: لم يكن فيه إلَّا سوء الحفظ. ولذ قال الحافظ في "التقريب"(ص 471): "صدوق له أوهام، حجَّة في القراءة". وزرّ -بكسر أوله وتشديد الراء- هو ابن حُبَيْش الأسدي الكوفي، أبو مريم (ثقة جليل مخضرم). "التقريب"(ص 336).

وقد سئل الدَّارقطنيُّ -رحمه الله تعالى- عن الحديث فقال: "يرويه عمرو بن غياث، واختُلف عنه؛ فرواه معاوية بن هشام، عن عمرو بن غياث الحضرمي، عن عاصم، عن زرٍّ عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وخالفه أبو نعيم؛ فرواه عن عمرو بن غياث، عن عاصم، عن زرٍّ مرسلًا. ويقال: عمر بن غياث، وهو من شيوخ الشِّيعة من أهل الكوفة". انظر: "العلل الواردة في الأحاديث" للدارقطني (5/ 65 - 66). بل قال عنه شيخ الإِسلام ابن تيمية في "منهاج السنة"(4/ 26 - 64): "كذبٌ باتِّفاق أهل المعرفة بالحديث". وانظر بحث: "الأحادث والآثار التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية" لوليد بن أحمد الحسين -نُشر بمجلة الحكمة، العدد السادس (1416 هـ).

• والحديث أخرجه أيضًا:

- الحاكم في كتاب معرفة الصَّحابة -ذكر مناقب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (3/ 165) - رقم (4726)، وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وتعقَّبه الذهبي بأنه ضعيف، تفرَّد به معاوية وفيه ضعفٌ، عن ابن غياث، وهو واهٍ بمرَّة. وأبو نُعيم في "فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم"(ص 124) - رقم (139)، و"الحلية"(4/ 188) في ترجمة زرٍّ، وقال:"هذا غريب من حديث عاصم، عن زرٍّ، تفرَّد به معاوية". والعُقيلي في "الضعفاء الكبير"(3/ 184) في ترجمة عمر بن غياث. وابن حبان في "المجروحين"(2/ 88) في ترجمة ابن غياث. وانظر: "تذكرة الحفاظ" رقم (287)، وابن عدي في "الكامل" (5/ 1714) في ترجمة عمر بن غياث. وانظر:"ذخيرة الحفاظ"(2/ 936) - رقم (1933). ومن طريقه ابنُ الجوزيِّ في "الموضوعات"(2/ 227) -رقم (782). وابن عساكر في ترجمة الحسين بن علي من "تاريخ دمشق"(14/ 174) -رقم (3515). وأورده أيضًا من طريق تليد، عن عاصم بن أبي النجود به. وتليدٌ كذَّاب.

ص: 461

195 -

وابنُ شاهين في "مسند الزَّهراء" من حديثه باللفظين

(1)

. وكذا هو عنده من وجهٍ آخر عن عاصم، لكنَّه قال: عن زرٍّ، عن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ فاطمةَ أحْصَنَتْ فَرْجَها فحرَّمها الله وذرِّيَّتَهَا على النَّار"

(2)

.

(1)

"فضائل الزهراء" له رقم (10)، وأخرجه في "الكتاب اللطيف"(ص 230) - رقم (182) من طريق معاوية به مثله.

(2)

أخرجه في "فضائل فاطمة" -رقم (11) من طريق حفص بن عمرو الأيلي، عن عبد الملك بن الوليد بن معدان وسلام بن سليمان القارئ، عن عاصم، عن زرٍّ، عن حذيفة مرفوعًا. وأبو القاسم المهرواني في "المهروانيات"(ص 136) - رقم (69) من طريق ابن عُقْدة، عن يونس بن سابق، عن حفص بن عمر الأيلي به.

قال الخطيب البغدادي في تخريجه (ص 137): "كذا روى هذان هذا الحديث عن عاصم، عن زرٍّ، عن حذيفة. وخالفهما عمرو بن غياث، فرواه عن عاصم، عن زرٍّ، عن عبد الله، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم تسليمًا. ذكر ذلك معاوية بن هشام عن عمرو. وخالفهم أبو نعيم الفضل بن دكين؛ فرواه عن عمرو بن غياث، عن عاصم، عن زرٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم تسليمًا مرسلًا، وقول أبي نعيم أشبه بالصواب".

قلتُ: وحفص بن عمرو، عن ابن دينار الأيلي. قال فيه أبو حاتم: كان شيخًا كذَّابًا. وقال الساجي: كان يكذب. وقال العقيلي: يحدِّث عن الأئمة بالبواطيل. وقال ابن عدي: أحاديثه كلَّها إما منكر المتن وإما منكر الإِسناد، وهو إلى الضعف أقرب. "لسان الميزان"(2/ 369 - 370)، و"مختصر الكامل"(ص 283).

• والحديث يُروى موقوفًا على ابن مسعودٍ رضي الله عنه من قوله:

أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 184) من طريق أحمد بن موسى الأزدي، عن معاوية بن هشام، عن عمر بن غياث، عن عاصم، عن زرٍّ، عن ابن مسعود موقوفًا، ورجَّح العقيلي رواية الوقف على الرفع، فقال عقب روايته:"وهذا أولى". اهـ.

• فائدة: جاء عن محمد بن علي بن موسى الرضا المتوفى (220 هـ)، وهو من أئمة أهل البيت، أن الحديث محمولٌ على ذرِّيَّتها الذين هم أولادهما خاصة. أخرج أبو نُعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان" (2/ 242) من طريق جعفر بن محمد بن مزيد قال: كنت ببغداد، فقال لي محمد بن منده بن مهربزد: هل أدخلك على ابن الرضى؟ قلت: نعم، فأدخلني، فسلَّمنا عليه وجلسنا، فقال له: حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن فاطمة أحصنت فرجها فحرَّم الله ذرِّيَّتها على النار"، قال: خاصٌّ للحسن والحسين رضي الله عنهما. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"(3/ 266) ص طريق أبي نُعيم به. قال العلَّامة الألباني رحمه الله: "وهذا تأويل جيِّد لو صحَّ الحديث". "السلسلة الضعيفة"(1/ 462).

قلتُ: وهو قول الإِمام أبي الفرج ابن الجوزي، قال في "الموضوعات" (2/ 228): "

ثم إنَّ =

ص: 462

196 -

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: شَكَوْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حَسَدَ النَّاسِ، فقال لي:"أمَا ترضى أنْ تكونَ رابعَ أَرْبَعَةٍ، أوَّلُ مَن يَدْخلُ الجَنَّةَ أَنَا، وأنْتَ، والحَسَن، والحُسَيْن رضي الله عنهم وأَزْوَاجُنا عن أَيْمَانِنَا وشمائِلنا، وذُرِّيَّتُنا خَلْفَ أزْوَاجِنا". أخرجه الثَّعلبيُّ

(1)

بسندٍ فيه الكُدَيْميُّ، وهو ضعيف

(2)

.

= الحديثَ محمولٌ على ذرِّيَّتها الذين هم أولادها خاصة الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة، وكذلك فسَّره محمد بن علي بن موسى الرضا فقال: هو خاصٌّ للحسن والحسين صلوات الله عليهم".

(1)

هو الإِمام الحافظ أبو إسحاق أحمد بن محمد النيسابوري، صاحب التفسير، أحد أوعية العلم، روى عن محمد بن الفضل بن خزيمة وجماعة، وعنه الواحديُّ المفسِّر وجماعة، له كتاب التفسير، واسمه:"الكشف والبيان في تفسير القرآن"، و"العرائس في قصص الأنبياء". مات سنة (427 هـ). "سير أعلام النبلاء"(17/ 435) ، و"طبقات المفسرين"(1/ 66).

(2)

إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا.

أخرجه أبو بكر القطيعي في "زوائد الفضائل"(2/ 624) - رقم (1068) قال: حدَّثني محمد بن يونس، ثنا عبيد الله بن عائشة، ثنا إسماعيل بن عمرو، عن عمر بن موسى، عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدِّه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن طريقه الثَّعلبيُّ كما في "تخريج الأحاديث الواردة في الكشاف" للزيلعي (3/ 236) قال: أنا أبو موسى الحمشادي، ثنا أبو عبد الله الحافظ، ثني أبو بكر بن مالك به مثله إسنادًا وستنًا، وابن عساكر في ترجمة الحسين بن علي من "تاريخ دمشق"(14/ 169) - رقم (3508) من طريق الكُديْميّ بسنده ومتنه.

• وإسناده مسلسلٌ بالضُّعفاء:

أولهم: الكُدَيْميّ، وهو محمد بن يونس بن موسى، أبو العباس البصري، أكثر الأئمة على ضعفه واتِّهامه وترك روايته. قال ابن عدي: قد اتُّهم بالوضع، وادَّعى الرِّواية عمن لم يرهم، ترك عامةُ شيوخنا الرِّواية عنه. قال ابن حبان: لعلَّه وضع أكثر من ألف حديث! ! وقال الحاكم: ذاهب الحديث، تركه ابن صاعد، وابن عُقْدة، وسمع منه ابن خزيمة ولم يُحدِّث عنه. وقال الإِمام أحمد: حسن المعرفة ما وُجِدَ عليه إلَّا لصحبته للشاذكوني. وقال الذهبي في "الميزان": أحد المتروكين، وقال في "التذكرة": هو واهٍ. وقال موسى بن هارون وهو متعلِّق بأستار الكعبة: اللَّهُمَّ إني أشهد أن الكديميّ كذَّابٌ يضع الحديث. وقال قاسم المطرز: أنا أُجاثي الكديمي ين يدي الله وأقول: يكذب على نبيِّك. واتَّهمه الدارقطني بالوضع. وقال الحافظ وتلميذه المصنِّف: ضعيف. وأما إسماعيل الخطبي فقال: "ثقة! ما رأيت جمعًا أكثر من مجلسه". فخالف جميع مَنْ سبق! . "الميزان"(6/ 378)، و"التهذيب"(9/ 539)، و"تذكرة الحفاظ"(2/ 618)، و"التقريب"(ص 912). =

ص: 463

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

____

= ثانيهم: إسماعيل بن عمرو البَجَليّ، ضعَّفه أبو حاتم والدَّارقطني. قال ابن عدي: حدَّث بأحاديث لا يُتابع عليها، وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 100)، وأثنى عليه إبراهيم بن أروْمة. "الميزان"(1/ 399).

ثالثهم: عمر بن موسى، هو ابن وجيه الوجيهيّ الحمصيّ، قال فيه النسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث، كان يضع الحديث ويروي المناكير. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال الدَّارقطنيُّ: متروك. وقال ابن عدي: هو بيِّن الأمر في الضعفاء، وهو في عداد من يضع الحديث متنًا وسندًا. "الميزان"(5/ 271)، و"مختصر الكامل"(ص 511)، و"الإِكمال فيمن له رواية في المسند"(ص 308).

• فائدة: قال الشَّريف السَّمْهوديُّ في "جواهر العقدين"(ص 294) عند عزوه للحديث: "

وأخرجه أحمد في "المناقب" -فيما ذكره سبط ابن الجوزي- من طريق شيخه الكُدَيْمي! لأنَّ أحمد لم يكن يروي عن مشايخه إلَّا الثقات؛ ولأنَّ أحمد من كبار الطبقة العاشرة، والكُدَيْمي من الحادية عشرة، ويغلب على ظني أن الراوي له إنما هو عبد الله بن الإِمام أحمد في "زوائده" عن الكُدَيْمي؛ فلْيُحرَّر". اهـ كلامه رحمه الله تعالى.

قلتُ: وتحرير المقال ههنا بأن يُقال: إنَّ الذي رواه عن الكُدَيْميِّ هو تلميذه أبو بكر القُطيعيُّ المتوفى سنة (368 هـ) في "زوائده على الفضائل" كما سبق في التخريج، وليس عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ فضلًا من الإِمام أحمد نَفْسِه؛ فإنَّ نَقْلَ السَّمْهوديِّ الكلام السابق يفيد أن الكُدَيْميَّ من شيوخ أحمد، وليس الأمر كذلك؛ فإنَّ الإمام أحمد مات كما هو معلوم سنة (241 هـ)، فهو كما قال الحافظ في "التقريب"(ص 98) رأس الطبقة العاشرة. والكُدَيْمي مات سنة (286 هـ)، فهو كما في "التقريب"(ص 912) من صغار الحادية عشرة، ولم أجده في شيوخ أحمد في "المسند"، والله أعلم. وراجع:"معجم شيوخ الإِمام أحمد في المسند"، للدكتور عامر حسن صبري.

وقول السَّمْهوديِّ إنَّ عبد الله ابن الإِمام رواه عن الكُديْميِّ ليس بوارد، فعبد الله بن أحمد لم يرو عن الكُدَيْميِّ شيئًا، وإنْ كان من الطبقة الثانية عشر كما في "التقريب"(ص 490، مع التنبيه -كما هو مشهور- إلى عبد الله ابن الإِمام لم يكن يروي إلَّا عمن يأذن له أبوه في الأخذ عنه. وقد تتبَّع الدكتور عامر صبري -في دراسة جادة- شيوخه الذين روى عنهم في "زوائد المسند" وشيوخه الآخرين الذين روى عنهم في "المسند" وليست أحاديثهم في "الزوائد" فبلغوا مائة وخمسين شيخًا، ليس فيهم (محمد بن يونس الكُدَيميّ). انظر: مقدمة الدكتور صبري لكتاب "زوائد عبد الله بن أحمد في المسند"(ص 13 - 63).

أما بالنسبة لرواية أبي بكر القطيعيّ عن الضعفاء والمتروكين والكذَّابين فليس فيه غرابة، قال شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في "منهاج السنَّة" (5/ 23) تعليقًا على زوائد القطيعي: "

وأحمد صنَّف كتابًا في "فضائل الصَّحابة" ذكر فيه فضل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وجماعة من =

ص: 464

197 -

وعند الطَّبرانيِّ في "الكبير"

(1)

من حديث أبي رافع رضي الله عنه أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لعليٍّ رضي الله عنه: "إنَّ أوَّلَ أَرْبَعَةٍ يَدْخُلُونَ الجنَّة؛ أَنا، وأَنت، والحَسَنَ، والحُسَيْن، وذَرَارِينَا خَلْفَ ظُهُورنا، وأَزْواجُنا خلفَ ذرارينا، وشِيعتُنا عن أَيْمَاننا وعن شمائلنا". وسندُهُ ضعيفٌ جدًّا

(2)

.

198 -

ولابن السَّرِيِّ

(3)

، والدَّيلميِّ في "مسنده"

(4)

من حديثِ أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"نحنُ بَنُو عَبْدِ المطَّلبِ ساداتُ أَهْلِ الجنَّةِ؛ أَنا، وحَمْزَةُ، وعَلِيٌّ، وجَعْفَرُ بنُ أَبي طالبٍ، والحَسَنُ، والحُسَيْنُ، والمَهْدِيُّ"

(5)

.

= الصَّحابة، وذكر فيه ما رُويَ في ذلك من صحيح وضعيفٍ للتعريف بذلك، وليس كلُّ ما رواه يكون صحيحًا، ثم إنَّ في هذا الكتاب زياداتٍ من روايات ابنه عبد الله، وزيادات من رواية القطيعيّ عن شيوخه، وهذه الزِّيادات التي زادها القُطيعيّ غالبها كذب! ". اهـ.

(1)

(1/ 319) - رقم (950).

(2)

إسناده ضعيف جدًّا كما قال المؤلِّف.

أخرجه في "المعجم الكبير" من طريق حرب بن الحسن الطحَّان، عن يحيى بن يعلى، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدِّه، وقد مضى الكلام على إسناده برقم (142).

(3)

هو أبو الحسين محمد بن حامد بن السَّرِيّ، لم أجد له ترجمة، وكتابه ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون" (1/ 584) بعنوان:(جزء أبي الحسين) قال: وهو مترجم بـ"كتاب السُّنة".

(4)

(4/ 284) - رقم (6840) من طريق عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري، عن عبد الملك بن قريب الأصمعي، عن كِدَام بن مِسْعر بن كِدَام، عن أبيه، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا، كما نقله محقق الديلمي من "زهر الفردوس"(4/ 121)، وأخرجه أبو نُعيم في "تاريخ أصبهان"(2/ 310) - في ترجمة عبد الملك بن قريب الأصمعي، من طريق عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري به مثله. والخطيب البغدادي في "تاريخه"(9/ 440) - في ترجمة عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري، من طريق أبى نُعيم به سندًا ومتنًا. ومن طريقه أبو الفرج ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 223) - رقم (350).

(5)

حديثٌ موضوعٌ:

قال أبو بكر الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 440): "هذا الحديث منكر جدًّا، وهو غير ثابت، وفي إسناده غير واحد من المجهولين". ووافقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 233) إذ ساق كلام الخطيب تعليقًا على الحديث. وقال الذهبي في "تلخيص العلل"- رقم (172): "سنده مظلم، وُضِعَ =

ص: 465

199 -

وعن سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قتادةَ، عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"وَعَدَني ربِّي في أَهْلِ بيْتي مَنْ أَقرَّ منهم

(1)

بالتَّوحيدِ، وليَ بالبلاغِ أنْ لا يُعَذِّبَهم". رواه الحاكم

(2)

وقال: "صحيح الإِسناد ولم يخرِّجاه"

(3)

.

= على مِسْعر، عن قتادة، عن أنس".

قلتُ: وله طريقٌ آخر، إسناده منكر، سيُورده المؤلف برقم (274).

(1)

(منهم) لم ترد في (ز).

(2)

في "المستدرك"(3/ 163) -رقم (4718) في كتاب معرفة الصحابة- ذكر مناقب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، من طريق أحمد بن مهدي بن رستم، عن الخليل بن عمر بن إبراهيم، عن عمر بن سعيد الأبح، عن سعيد بن أبي عَروبة به. وقال:"هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه! "، وتعقَّبه الذهبي بأنه منكر لم يصح.

- وأخرجه الدَّيلميّ في "الفردوس"(4/ 382) - رقم (7112) بإسناده كما في "زهر الفردوس"(4/ 152)، من طريق ابن أبي أخي هلال، عن الخليل بن عمر به مثله سندًا ومتنًا.

(3)

إسنادُهُ منكرٌ، لأجلِ عمرَ بنِ سعيدٍ الأبحِّ.

أحمد بن مهدي بن رستم، هو أبو جعفر الأصبهاني. قال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه وكان صدوقًا.

وقال ابن النجار: كان من الأئمة الثقات. ووثقه محمد بن يحيى بن منده. "الجرح والتعديل"(2/ 79)، و"طبقات المحدثين بأصبهان"(3/ 12) ، و"السِّير"(12/ 597). والخليل بن عمر بن إبراهيم، هو أبو محمد البصري، وثَّقه ابن حبان ويعقوب بن سفيان، والذهبي. وقال الحافظ: صدوق ربما خالف. "الميزان"(2/ 460)، و"الكاشف"(1/ 376)، و"التقريب" (ص 302). وعمر بن سيد الأبحّ. قال فيه البخاري: منكر الحديث. وقال ابن عدي: في بعض ما يرويه عن سعيد ابن ابي عَروبة إنكار. اهـ فهو علة الإِسناد. "الميزان"(5/ 240)، و"ضعفاء ابن الجوزي"(2/ 210)، و"مختصر الكامل"(ص 519). وسعيد ابن أبي عَروبة (ثقة حافظ له تصانيف، كثير التدليس، واختلط، وكان أثبت الناس في قتادة). "التقريب"(ص 384). وقتادة (ثقة ثبت). "التقريب"(ص 798) وقد مضى.

• والحديث فيه علة أُخرى؛ فإنَّ سعيدَ بن أبي عَروبة اختلط في آخر عمره، وقد طالت مدة اختلاطه، فقل: خمس سنين، وقيل: عشر، وقيل: ثلاث عشرة. وقد صرَّح الأئمة يحيى بن معين، وأبو أحمد بن عدي بأنه خلَّط، وأنَّ من سمع منه قديمًا فسماعه صحيح، كسماع يزيد بن زُريع. ومن سمع -منه بعد اختلاطه فليس بشيء ولا يُعتمد. انظر:"الكواكب النيرات"(ص 42 - 46)، و"كتاب المختلطين"(ص 41 - 43).

وعمر بن سعيد الأبحّ مع نكارة حديثه فقد سمع من سعيد بن أبي عَروبة قبل وفاته بسبعة أيام =

ص: 466

200 -

وعن عبد الرَّحمن بن الغَسيل، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمةَ رضي الله عنها:

"إنَّ اللهَ غَيْرُ مُعَذِّبِكِ ولا وَلَدِكِ". أخرجه الطبراني في "الكبير"

(1)

، ورجاله ثقات

(2)

.

201 -

وهو عند السَّمَرْقَنْدِيِّ

(3)

وغيره من هذا الوجه؛ لكن في العبَّاس رضي الله عنه؛ ولفظه:

"يا عبَّاسُ! إنَّ اللهَ غَيْرُ مُعَذِّبكَ، ولا أَحد مِنْ وَلَدِكَ".

= لا غير، فيكون حديثه ليس بشيء كما قال ابن معين. قال الحاكم (3/ 163) عقب رواية الحديث:"قال عمر بن سعيد الأبح: ومات سعيد ابن أبي عَروبة يوم الخميس، وكان حدَّث بهذا الحديث يوم الجمعة مات بعده بسبعة أيام في المسجد؛ فقال قوم: لا جزاك الله خيرًا، صاحب رفض وبلاء. وقال قوم: جزاك الله خيرًا، صاحب سنَّة وجماعة، أدَّيت ما سمعتَ". اهـ.

(1)

(11/ 210) - رقم (11685).

(2)

إسنادُهُ رجالُهُ موثَّقون، إلَّا إسماعيل بن موسى فإنه لا يكاد يُعرف.

أخرجه في "الكبير" من طريق محمد بن مرزوق، عن إسماعيل بن موسى بن عثمان الأنصاري، عن صيفي بن ربعي، عن عبد الرَّحمن بن الغسيل به.

محمد بن مرزوق، هو ابن النعمان البصري، منسوب ههنا إلى جدِّه، وإلَّا فهو محمد بن محمد بن مرزوق. ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 126). وقال في "التقريب" (ص 893):"صدوق له أوهام". وإسماعل بن موسى الأنصاري، قال ابن أبي حاتم:"سمعت أبي يقول: لا أعرفه، هو مجهول". "الجرح والتعديل"(2/ 196). وقال الذهبي: "مجهول". "الميزان"(1/ 414). وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 43)، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(1373) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وصَيْفي بن ربْعي، هو أبو هاشم الأنصاري الكوفي. أطلق أبو حاتم توثيقه بقوله:"صالح الحديث، ما أرى بحديثه بأسًا". وذكره ابن حبان في "الثقات" إلَّا أنه قال: "يخطئ". "التهذيب"(4/ 405)، ولذا قال الحافظ:"صدوق يهم". "التقريب"(ص 456). وعبد الرَّحمن بن الغسيل، هو ابن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري، أبو سليمان المدني، معروف بـ "ابن الغسيل". وثَّقه ابن معين، وأبو زرعة، والدارقطنيُّ، والنَّسائيُّ. وقال في مرة: ليس به بأس، وفي أخرى: ليس بقوي. وقال ابن عدي: هو ممن يُعتبر حديثه ويُكتب. قال الحافظ: "صدوق فيه لين". "التقريب"(ص 581). وعكرمة سبق مرارًا، وهو (ثقة ثبت).

(3)

في "جزئه في فضائل العباس"(ق 6/ أ) بالإسناد المذكور.

ص: 467

202 -

وأخرجه الطَّبرانيُّ من حديث سَهْل بنِ سَعْد رضي الله عنهما، أنَّه صلى الله عليه وسلم قال:"يا عَمُّ! سَتَرَكَ اللهُ وذُرِّيَّتَكَ مِنْ النَّار"

(1)

.

203 -

وعن عمران بن حُصَيْن رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"سألتُ ربِّي أن لا يُدْخِلَ النَّارَ أَحَدًا من أَهْلِ بيْتي، فأَعْطَانِي ذلك". ذكره المُحِبُّ الطَّبريُّ

(2)

، ومن قبله الدَّيلميُّ

(3)

، وولدُهُ معًا بلا إسنادٍ.

204 -

وكذا عند المُحبِّ -أيضًا

(4)

- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:

"اللَّهُمَّ إنَّهم عِتْرَةُ رَسُولكَ، فَهَبْ مُسيئَهُمْ لِمُحْسِنِهِمْ

(5)

، وهَبْهُم لي؛ فَفَعَلَ، وهو فَاعِلٌ". قال:"قلت: ما فعل؟ "، قال:"فَعَلَهُ ربُّكُمْ بِكُمْ، وَيَفْعَلُهُ بمنْ بَعْدَكُمْ".

205 -

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنَّه صلى الله عليه وسلم قال له:"يا عليُّ! إنَّ الله قد غَفَرَ لك، ولِذُرِّيَّتِكَ، وَلِوَلَدِكَ، ولأَهْلِكَ، ولِشِيعَتِكَ، ولِمُحبِّي شِيعَتِكَ؛ فأَبْشِرْ، فإنَّك الأنْزَعُ البَطِين". أخرجه الدَّيلميُّ في "مسنده"

(6)

من حديث داود بن سليمان بن يوسف، عن علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ ولا يصحُّ

(7)

.

(1)

لم قف عليه عند الطبراني بهذا اللفظ، والذي في "المعجم الكبير" (6/ 205) - رقم (6020) بلفظ:"اللَّهُمَّ اغفر للعبَّاس وأبناء العبَّاس وأبناء أبناء العبَّاس". وإسناده متروك، تقدَّم برقم (145).

(2)

في "ذخائر العُقْبى"(ص 53)، وعزاه لأبي سعيد، والملاء في "سيرته"، ولم أقف على إسناده.

(3)

في "مسنده"(2/ 310) - رقم (3403)، وعزاه المتقي الهندي في "الكنز"(12/ 95) - رقم (34150) لأبي القاسم بن بشران في "أماليه" عن عمران بن حصين.

(4)

"ذخائر العُقْبى"(ص 53)، وعزاه للملاء، ولم أقف على إسناده لأحكمَ على رجاله.

(5)

في (ز): (فهب مسيئَهم محسنَهم) بدون اللام.

(6)

(5/ 329) - رقم (8337)، من طريق داود بن سليمان بن يوسف به.

(7)

حديثٌ موضوعٌ: =

ص: 468

وقد سبق في الباب الثَّاني عن أبي رافع، أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يا عليُّ! أنتَ وشيعَتُكَ تَرِدُونَ عليَّ الحوضَ رِوَاء

"، الحديث

(1)

.

206 -

ولأحمد في "المناقب"

(2)

عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا معشرَ بني هاشم! والذي بَعَثَني بالحقِّ نَبيًّا لو أَخَذْتُ بحَلْقَةِ الجنَّةِ ما بدأتُ إلَّا بِكُمْ"

(3)

.

= آفته داود بن سليمان بن يوسف الجرجاني الغازي. قال فيه يحيى بن معين: "كذَّاب، يشتري الكتب". وقال أبو حاتم الرازي: "مجهول". وقال الحافظ الذهبي: "وبكلِّ حالٍ فهو شيخ كذَّاب، له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضا؛ رواها عنه علي بن مهرويه القزويني الصدوق عنه". وذكره ابن عراق في جملة الرواة الوضَّاعين والكذَّابين. انظر: "تاريخ بغداد"(8/ 363)، و"الضعفاء والمتروكون" لابن الجوزي (1/ 2623)، و"الميزان"(3/ 12)، و"اللسان"(2/ 484)، و"تنزيه الشريعة"(1/ 58).

ومحمد بن علي بن مهْرويه الراوي عنه، هو أبو الحسن القزويني يُعرف بـ (علان)، وقد يُقال:(الصامغاني)، مشهور، كتب الحديث الكثير، وهو صدوق كما قال الذهبي؛ ولكن يُؤخذ عليه نسخة علي بن موسى الرضا التي رواها عن ابن داود كما قال أبو بكر الخطيب في ترجمته، وختمها بقوله: "

وكان شيخًا مُسنًّا، ومحلّه الصدق". وبقية رجاله ثقات. "التدوين في أخبار قزوين" (3/ 416)، و"تاريخ بغداد" (12/ 69).

والحديث أورده ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(1/ 402) وأعلَّه بداود بن سليمان الغازي. والفتَّني الهندي في "تذكرة الموضوعات"(ص 98) وقال: "في داود الوضَّاع"، والشوكاني في "الفوائد المجموعة"(ص 384)، وقال:"في إسناده وضَّاع".

(1)

إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا.

مضى برقم (142).

(2)

بل أخرجه القطيعي في "زوائد الفضائل" وليس أحمد (2/ 619 و 668) - رقم (1058 و 1139) من طريق عبَّاد بن يعقوب، عن موسى بن عمير، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدِّه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعًا.

- والآجُرِّيُّ في "الشريعة"(5/ 2280) - رقم (1764) من طريق عبَّاد بن يعقوب به.

(3)

إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا.

فيه موسى بن عمير، وهو القرشي مولاهم، أبو هارون الجعدي الكوفي الضرير. قال أبو حاتم: ذاهب الحديث، كذَّاب. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يُتابعه عليه الثقات. وقال محمد بن عبد الله بن نُمير، وأبو زرعة، والدارقطني، ويعقوب بن سفيان: ضعيف. وقال =

ص: 469

207 -

وعن سفيان بن اللَّيل، عن الحسن بن علي، عن أبيه علي ابن أبي طالب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"أَوَّلُ من يَرِدُ عليَّ حَوْضِي أَهْلُ بَيْتِي، ومَنْ أَحبَّني مِنْ أُمَّتي". أخرجه الطَّبرانيُّ في "الأوائل"

(1)

، ومن طريقه الدَّيلميُّ في "مسنده"

(2)

من طريق السَّرِيِّ بنِ إسماعيل أحدِ الهَلْكى، وسفيان هذا كان غاليًا في الرَّفض

(3)

.

ومع هذا فقد جمع الطَّبرانيُّ بينه وبين حديث: "أوَّلُ النَّاسِ يَرِدُ عليَّ الحَوْضَ

= الحاكم: ليس حديثه بالقائم. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الحافظ: متروك، وقد كذَّبه أبو حاتم. انظر:"الجرح والتعديل"(8/ 155)، و"الميزان"(6/ 554)، و"التهذيب"(10/ 324)، و"ضعفاء الدارقطني"(ص 364)، و"ضعفاء النسائي"(ص 236)، و"التقريب"(ص 984).

وعبَّاد بن يعقوب، هو الرَّواجني الرَّافضي (من غلاة الشيعة، صدوق في الحديث) سبق مرارًا. وبقية رجاله ثقات.

• وله طريقٌ آخر عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ لكنه ضعيفٌ جدًّا:

أخرجه أبو بكر الآجُرِّيُّ في "الشريعة"(5/ 2280) - رقم (1765)، وأبو بكر الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 445) في ترجمة عبد الله بن الحسن بن علي البزار -من طريق عبد الرحمن بن مسلم المقرئ، عن نُعيم بن قنبر قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أنِّي أخذتُ بحلقة باب الجنَّة ما بدأتُ إلَّا بكم يا بني هاشم".

- ومن طريقه ابن الجوزيِّ في "العلل المتناهية"(1/ 286) وقال عقبه: "هذا حديث لا يصحُّ. قال ابن حبان: نُعيم يضع الحديث على أنس".

(1)

(ص 66) - رقم (38) - باب أول من يرد على النبي صلى الله عليه وسلم حوضه، من طريق يحيى بن عثمان بن صالح الوحَّاظيّ، عن نُعيم بن حمَّاد المروزيّ، عن محمد بن فُضَيل، عن السَّرِيّ بن إسماعيل، عن الشَّعبيّ، عن سفيان بن الليل، عن الحسن بن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم! (هكذا في "الأوائل" المطبوع).

(2)

لم أقف عيه بهذا اللفظ في "الفردوس" في مظانه، وعزاه له المتقي الهندي في "الكنز"(12/ 100) - رقم (34178).

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة"(2/ 348) - رقم (748).

(3)

إسنادُهُ منكرٌ.

تقدَّم الكلام على إسناده عند حديث رقم (161).

ص: 470

فقراءُ المهاجرينَ، الشُّعث رؤوسًا

"، الحديث

(1)

، بقوله بعد هذه الطبقة، أي

(1)

إسنادُهُ صحيحٌ.

أخرجه الطبراني في "الأوائل"(ص 67) -رقم (39) - باب أول من يرد الحوض بعد هذه الطبقة، من طريق أحمد بن خليد، عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن محمد بن مهاجر، عن العباس بن سالم، عن أبي سلام الحبشي، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه: "

أوَّل النَّاس يَرِدُ عليه فقراء المهاجرين الشُّعْث رؤوسًا، الدُّنْس ثيابًا، الذين لا ينكحون المتمتِّعات، ولا تفتح لهم السُّدد". والترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع -باب ما جاء في صفة أواني الحوض (4/ 543) - رقم (2444) من طريق محمد بن إسماعيل، عن يحيى بن صالح، عن محمد بن المهاجر به. لكنه قال: "المتنعِّمات" بدل: "المتمتِّعات". قاله أبو عيسى: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وابن ماجه في كتاب الزهد -باب ذكر الحوض (2/ 1438) - رقم (4303) من طريق محمود بن خالد الدمشقي، عن مروان بن محمد، عن محمد بن مهاجر به. وبقيّ بن مخلد في "جزئه في الحوض" -رقم (19) بمثل رواية ابن ماجه إسنادًا ومتنًا. وأحمد في "المسند" (5/ 275) من طريق حسين بن محمد، عن ابن عياش، عن محمد بن المهاجر به مثله. والطبراني في "المعجم الكبير" من طريقين:

الأول: عن أبي زرعة الدمشقي، عن أبي مسهر عبد الأعلى، عن صدقة بن خالد، عن زيد بن واقد، عن أبي سلام به (2/ 99) - رقم (1437)؛ لكنه قال:"المتمنِّعات" بدل: "المتنعِّمات".

وبهذا الطريق أخرجه في "مسند الشاميين" له (2/ 211) - رقم (1206).

والثاني: عن حفص بن عمر بن الصباح الرَّقيِّ، عن عبد الله بن جعفر الرّقيّ، عن عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن سليمان بن يسار، عن ثوبان به، بمثل اللفظ السابق.

وأخرجه في "مسند الشاميين" أيضًا (2/ 211) - رقم (1206) من طريق أحمد بن المعلَّى، عن هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد به؛ إلَّا أنه قال:" ...... وأكثر الناس ورودًا عليَّ فقراء المهاجرين". والحاكم في "المستدرك"(4/ 204) -رقم (7374) من طريق محمد بن إسحاق الصنعاني، عن عبد الله بن يوسف التنيسي، عن محمد بن المهاجر به. قال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرِّجاه"، ووافقه الذهبي.

وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور"(ص 97 - 98) باب ما جاء في حوض، من طريق محمد بن إسحاق (لكنه قاله: الصغاني) به مثله، وهو في النسخة التي حقَّقها عامر أحمد حيدر برقم (135 و 136). والآجُرِّي في "الشريعة" -باب الإيمان بالحوض الذي أعطي للنبي صلى الله عليه وسلم (ص 315) من طريق الفريابي، عن صفوان بن صالح، عن الوليد بن مسلم، عن يحيى بن الحارث الذِّماري وشيبة بن الأحنف الأوزاعي، كلاهما عن أبي سلام به، ولفظه: "يا رسول الله! من أوَّل الناس ورودًا له؟ -يعني الحوض-. قال: فقراء المهاجرين

" الحديث. وابن أبي عاصم في "السُّنَّة" (2/ 347) من وجهين:

الأول: عن سويد بن عبد العزيز، عن أبي محمد شدَّاد الضرير، عن أبي سلام به، ورقمه (747). =

ص: 471

المذكورة في الحديث الأوَّل، مع صحَّة هذا وضَعْفِ ذاك. وكذا وَرَدَ في أوَّل ما يَرِدُ عليه الحوضَ غير هذين، وهم "المتحابُّون في الله"

(1)

، وأصحُّها حديث الفقراء.

208 -

وعن ليث بن أبي سُلَيْم، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوَّلُ مَنْ أَشفعُ له مِنْ أُمَّتِي أَهْلُ بيْتي، ثم الأَقربُ فالأَقربُ مِنْ قريش، ثم الأَنصارُ، ثم مَنْ آمَنَ بي واتَّبَعَني من اليمن، ثم مِنْ

(2)

سَائر العربِ، ثم الأعاجمُ، وأوَّلُ مَنْ أَشْفَعُ له أوَّلًا أفضل". أخرجه أبو طاهر المُخلِّص

(3)

في السَّادس من حديثه

(4)

، والطَّبرانيُّ

(5)

، وغيرهما، كالدَّارقطنيِّ

(6)

في أوَّل الرَّابع من "أفراده"

(7)

.

= الثاني: عن هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، عن زيد بن واقد، عن بشر بن عبيد الله، عن أبي سلام به، ورقمه (749). والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" - رقم (64) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن شدَّاد أبي عبد الله، عن أبي سلام به.

(1)

أخرجه الدَّيلميُّ في "الفردوس بمأثور الخطاب"(1/ 27) - رقم (40) عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه، بلفظ:"أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ الحوْضَ يومَ القيامة المتحابُّون في الله عز وجل". ولم أقف على إسناده.

(2)

(من) لم ترد في (ز).

(3)

هو الإِمام أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المُخَلِّص -بضم الميم، وفتح الخاء، وكسر اللام- اسم لس يُخَلِّص الذهب من الغش ويفصل بينهما، صاحب الفوائد الحديثية. وُلِدَ سنة (305 هـ)، وسمع أبا القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد. وعنه هبة الله اللالكائي، وأبو سعد السَّمَّان. كان إمامًا، محدِّثًا، صدوقًا. مات سنة (393 هـ). "تاريخ بغداد"(3/ 124)، و"الأنساب"(5/ 228).

(4)

"الفوائد المنتقاة" لأبي طاهر المخلِّص (6/ 69/ 1) كما عزاه بعض الباحثين. ويوجد منه الجزء التاسع، ضمن مجاميع موجودة في تشستربتي، وفي مكتبة فيض الله، وفي الظاهرية. انظر:"المنتخب من مخطوطات الحديث بالظاهرية" للألباني (ص 401 - 402).

(5)

في "المعجم الكبير"(12/ 321) - رقم (13550) من طريق أبي الربيع الزهراني، عن حفص بن أبي داود، عن ليث به.

(6)

في "الغرائب والأفراد" كما في "أطرافه" للمقدسي (3/ 421) - رقم (3127) من طريق أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، عن أبي الربيع الزهراني به.

(7)

إسنادُهُ متروكٌ.

مداره على حفص بن أبي داود، وهو حفص بن سليمان، أبو عمر الأسدي مولاهم، الكوفي =

ص: 472

209 -

وعند الطَّبرانيِّ

(1)

، والبزَّار

(2)

، وابنِ شاهين

(3)

،

= الغاضري، صاحب عاصم بن أبي النَّجُود؛ وقد تفرَّد به. قال البخاري: تركوه. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة. وقال الذهبي: كان ثبتًا في القراءة، واهيًا في الحديث؛ لأنه كان لا يُتقن الحديث ويُتقن القرآن ويُجوِّده، وإلَّا فهو في نفسه صادق. وبالغ ابن خِرَاش فقال: كذَّاب يضع الحديث! ! وقال ابن طاهر المقدسي وابن حجر: متروك الحديث. زاد الحافظ. مع إمامته في القراءة. انظر: "الميزان" 2/ 319)، و"ذخيرة الحفَّاظ"(2/ 1027)، و"التقريب"(ص 257).

وفي إسناده -أيضًا- ليث بن أبي سليم، الليثي الكوفي، روى له مسلم مقرونًا بغيره. قال الإمام أحمد: مضطرب الحديث، ولكن حدَّث عنه الناس. وقال يحيى بن سعيد والنسائي: ضعيف. وقال ابن معين: لا بأس به. وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره. وقال السعدي: يُضعَّف حديثه. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة، وقد روى عنه شعبة والثوري وغيرهما من ثقات الناس، ومع الضعف الذي فيه يُكتب حديثه. انظر:"ميزان الاعتدال"(5/ 509)، و"مختصر الكامل" ترجمة رقم (1617). وحَكَمَ بوضعه الشيخ الألباني في "الضعيفة"(2/ 161) برقم (732)، والشيخ أحمد الغماري في "المداوي" (3/ 138) بقوله:"قلتُ: هذا حديثٌ باطلٌ موضوعٌ ظاهرُ الرَّكاكة لفظًا ومعنًى، وقد اعترف المؤلف بوضعه [يريد السيوطي] وإقراره لابن الجوزي على ذلك، فلا معنى لإيراده هنا، فهو ملومٌ على ذلك جدًّا".

• والحديث أخرجه:

ابن عدي في "الكامل"(2/ 790) في ترجمة حفص بن سليمان، من طريق محمد بن عبد الله، عن أبي الربيع به. والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(2/ 48)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 422) كلاهما من طريق الدَّارقطنيِّ به، قال الدَّارقطنيُّ كما في "أطراف الغرائب" (3/ 421):"تفرَّد به ليث، وعنه حفص بن أبي داود، وهو حفص بن سليمان بن المغيرة، صاحب عاصم في القراءة". قال ابن الجوزي: "قلتُ: أما ليث فغاية في الضعف عندهم، إلَّا أن المتَّهم بهذا حفص

"، ثم ساق كلام الأئمة في حفص المذكور. ووافقه السيوطي في "اللآلئ" (2/ 450).

(1)

في "المعجم الأوسط"(2/ 269) - رقم (1848) من طريق أحمد، عن الفيض بن وثيق الثقفي، عن سعيد بن السائب الطائفي، عن حمزة بن عبد الله بن سبرة، عن القاسم بن حبيب، عن عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

وذكره، قال الطبراني:"لا يُروى هذا الحديث عن عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر إلَّا بهذا الإسنادا تفرَّد به سعيد بن السائب". وهو متعقَّبٌ كما سيأتي. وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 381): "رواه البزار والطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم".

(2)

في "مسنده"(4/ 172 - كشف) - رقم (3470) بنفس الإِسناد؛ لكنه قال: عن القاسم بن جبيرة؛ وهو تصحيف سيأتي التنبيه عليه.

(3)

عزاه إليه الحافظ ابن حجر في "الإِصابة"(4/ 318).

ص: 473

وغيرهم

(1)

، من حديث عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر، أنَّه سمع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:

"إنَّ أوَّلَ مَنْ أشفعُ له من أُمَّتي أَهْلُ المدينةِ، ثم أَهْلُ مكَّةَ، ثم أَهْلُ الطائفِ"

(2)

.

* * *

(1)

كابن أبي عاصم في "الأوائل" - رقم (181) ووقع في إسناده (القاسم بن حمير! ) وهو تحريف سيأتي التنبيه عليه. والفاكهي في "أخبار مكة"(3/ 70) - رقم (1817) من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، عن بشر بن السَّرِيّ، عن سعيد بن السائب به.

(2)

إسنادُهُ ضعيفٌ، لجهالة بعض رواته، واضطراب إسناده.

أحمد شيخ الطبراني، لم أجد له ترجمة. والفيْض بن وثيق، قال فيه ابن معين: كذَّاب خبيث! وتعقَّبه الذهبي بقوله: "قلتُ: قد روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وهو مقارب الحال إنْ شاء الله تعالى". زاد ابن حجر: "وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه. وأخرج له الحاكم في "المستدرك" محتجًّا به. وذكره ابن حبان في "الثقات"". انظر: "ميزان الاعتدال"(5/ 444)، و"لسان الميزان"(4/ 542). وسعيد بن السائب، هو ابن يسار الثقفي الطائفي (ثقة عابد). "التقريب"(ص 379). وحمزة بن عبد الله بن سبرة، لم أجد له ترجمة بهذا الاسم، وقد وقع اختلاف كثير في اسمه سأذكره قريبًا عند ذكر بقية طرق الحديث. والقاسم بن حبيب، هو ابن جُبير المكِّي كما نسبه الحافظ في "الإصابة"(4/ 318)؛ ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 169) ونسبه إلى جدِّه، وأنه سمع عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر؛ ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأورده ابن حبان في "الثقات"(7/ 336) منسوبًا إلى جدِّه أيضًا، وقال:"يروي عن عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر المراسيل". والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أنه يُنسب إلى أبيه تارة كما في رواية الطبراني، وينسب إلى جدِّه تارة أُخرى كما هو في رواية البزار؛ وقد لفت إليه النَّظرَ الشَّيخُ المعلِّميُّ -رحمه الله تعالى- في تعليقه على "تاريخ البخاري الكبير" (5/ 404). ومما يُنبَّه عليه أنه وقع في "كشف الأستار" المطبوع:(القاسم بن جُبيرة) وهو تحريف.

وأمَّا عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر، فقد اختُلف في صحبته وبالتالي سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم. وقد جزم بها -أعني صحبته- البخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 404) بقوله في ترجمته:"عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر رضي الله عنه، له صحبة، سمع من النبي صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: لم يسمع". ونفاها عنه أبو حاتم الرازي، قال ابن أبي حاتم:"سمعتُ أبي يقول: عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر؛ لا أعلم له صحبة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم. لم يسمع". انظر: "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص 113)، و"جامع التحصيل" للعلائي (ص 279). وكذلك ابن حبان، فقد أورده في ثقات التابعين من كتابه "الثقات"(5/ 116) وأنه يروى المراسيل، وقال:"وقد وهم من زعم أن له صحبةً". وتعقَّبه الحافظ في "الإِصابة"(4/ 319) بقوله: "قلتُ: فماذا يصنع في قوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكن إذا كان هو أخا محمد بن عبَّاد حكمْنا على أن قوله: (سمع) وهمٌ من بعض رواته؛ لأنَّ والدهما عبَّادًا لا صحبة له". =

ص: 474

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

____

= قلت: جزم بصحبته ابن عبد البر في "الاستيعاب"(3/ 129)، وابن الأثير في "أُسْد الغابة"(3/ 505)، والحافظ ابن حجر في "الإِصابة"(4/ 318).

• وله طريقٌ آخر:

أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(5/ 405) في ترجمة عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر، وفي (5/ 415) في ترجمة عبد الملك بن أبي زهير الثقفي -من طريق عمارة بن عقبة، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن عبد الملك بن أبي زهير، عن عبد الله بن حمزة، عن القاسم بن حبيب به.

عُمَارة بن عُقبة أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 367) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأورد الذهبي في "الميزان"(5/ 214) رجلًا بهذا الاسم، وأنه شيخ لسليمان بن شعبة (لا يُدرى مَنْ هو)، فالله تعالى أعلم.

ومحمد بن مسلم الطائفي، قال فيه أحمد: ما أضعف حديثه، وضعَّفه جدًّا. وقال ابن معين: ليس به بأس. ومرَّةً قال: ثقة. وثالثة: لم يكن به بأس. وقال ابن عدي: أحاديثه حسان غرائب، وهو صالح الحديث، لا بأس به، ولم أَرَ له حديثًا منكرًا. "مختصر الكامل" -رقم (1630). قال في "التقريب" (ص 896): صدوق يُخطئ من حفظه. ورواية محمد بن مسلم الطائفيِّ هذه تابَعَ فيها سعيدَ بنَ مسلم الطائفيَّ، وبها يمكن أن يُستدرك على الحافظ الطبراني قوله عقب إخراج الحديث:"تفرَّد به سعيد بن السائب".

وعبد الملك بن أبي زهير، هو ابن عبد الرحمن الثقفي، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/ 351) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 99). أما الحافظ الذهبي فإنه أورده في "الميزان" (4/ 398) وقال:"لا يكاد يُعرف". وحمزة بن عبد الله، الظاهر أنه ابن أبي تيماء الثّقفيّ كم قال أبو حاتم. "الجرح والتعديل"(5/ 315) و (3/ 213)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقد جاء هكذا منسوبًا في رواية أخرى عند البخاري في "الكبير"(5/ 404)، وتَرْجَمَهُ البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 49) وسكت عنه أيضًا.

وقد اختُلِف في اسمه كثيرًا:

* فوقع في رواية عند الطبراني في "الأوائل"(ص 105) - رقم (76)، ومن طريقه الضِّياء المقدسيّ في "المختارة" (9/ 186) - رقم (167):(حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء! ).

* ووقع في روايةٍ للبخاري في "الكبير"(5/ 414): (حمزة بن أبي سميّ! هكذا).

* ووقع في روايةٍ عزاها الحافظ في "الإِصابة"(4/ 319) للزبير بن بكَّار هكذا: (حمزة بن أبي شمر! ).

والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أنه شخص واحد، وأنَّ هذا الاختلاف الواقع في اسمه مردُّه تصحيفات النُّسَّاخ، أو أخطاء الطابع. =

ص: 475

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

____

= • وفي الإسناد علَّة أُخرى، وهي الاضطراب:

1 -

فقد وقع في رواية عند البخاري في "الكبير" في ترجمة عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر (5/ 404): (

عن القاسم بن جبير، عن عبد الملك بن عبَّاد بن جعفر، عن جرير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم).

2 -

وفي أخرى في ترجمة عبد الملك بن أبي زهير بن عبد الرحمن الثقفي (5/ 414): (

عن حمزة بن أبي سُمَيّ، عن محمد بن عبادة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوَّل من أشفع له أهل المدينة").

3 -

ووقع في رواية عزاها الحافظ في "الإِصابة"(4/ 319) للزبير بن بكَّار: (

عن حمزة بن أبي شمر، عن محمد بن عبَّاد بن جعفر، عن النبي مرسلًا).

ومحمد بن عبَّاد بن جعفر هذا مذكور في "التاريخ الكبير"(1/ 175) من التابعين، وسكت عنه البخاري. وذكره ابن حبان في "الثقات" في موضعين (5/ 356 و 371).

4 -

وفي رواية عند الطبراني في "الأوائل"(ص 105) - رقم (76)، ومن طريقه الضَّياء المقدسيّ في "المختارة" (9/ 168) - رقم (167): (

عن حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء، عن القاسم بن الحسن الثقفي، عن عبد الله بن جعفر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم).

5 -

وفي رواية الطبراني السابقة في "الأوسط"(2/ 269)، وكذا البزار (4/ 172) وقع الإِسناد:(عن سعيد بن السائب، عن حمزة بن عبد الله) هكذا مباشرة بلا واسطة، بينما هو في رواية الطبراني في "الأوائل" - رقم (76)، وأُخرى أشار إليها البخاري في "الكبير" (5/ 404) هكذا:(عن سعيد بن السائب، عن عبد الملك بن أبي زهير، عن حمزة بن عبد الله)؛ هكذا بالواسطة بين سعيد بن السائب وحمزة بن عبد الله؛ والله تعالى أعلم.

• فائدة في الجمع بين هذا الحديث والذي قبله على فرض صحَّتهما:

قال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله تعالى- في "الصواعق المحرقة"(2/ 464): "ويُجمع بينهما بأنَّ ذاك فيه ترتيب من حيثُ القبائلُ، وهذا فيه ترتيب من حيثُ البلدانُ، فيحتمل أن المراد البداءة في قريش بأهل المدينة، ثم مكة، ثم الطائف، وكذا في الأنصار ثم من بعدهم، ومن أهل مكة بذلك على الترتيب، ومن أهل المدينة بذلك كذلك".

ص: 476