الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث السادس والثلاثون
عَنْ أبي سَعِيدٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُوْلِ الله صلى الله عليه وسلم: "أنَّ الله تَعَالَى يَقُوْلُ: إِنَّ عَبْدًا أصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ في مَعِيْشَتِهِ تَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أعْوَامٍ لَا يَفِدُ إليَّ لَمَحْرُوْمٌ".
[رَوَاهُ أبو يَعْلِي فِي مُسْنَدِهِ وَابْنُ حِبَّانِ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ]
ــ
هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ -إنْ شَاء الله-
…
أخرجه أبو يعلي (ج 2/رقم 1031)، وابنُ حبان (960)، وابنُ عديّ في "الكامل"(3/ 933)، والبيهقيُّ في "السنن"(5/ 262)، وفي "الشعب"(ج 8/رقم 3838)، والخطيبُ في "تاريخه"(8/ 318)، وابنُ الجوزيّ في "الواهيات"(2/ 74) من طريق خلف بن خليفة، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري به.
قَالَ ابنُ الجوزيّ:
"خلف بن خليفة، والعلاء بن المسيب كثير الغلط. قَالَ الدارقطنيُّ: وقد رواه عبد الرزاق عن الثوري عن العلاء عن أبيه، ورواه ابن فضيل عن العلاء عن يونس بن خباب، عن أبي سعيد ولا يصحُّ منها شيءٌ" أهـ.
قُلْتُ: يبدو لي أن سقطًا وقع في كلام ابن الجوزي يتعلق بالحُكم على خلف بن خليفة، وهو مع صدقه إلَاّ أنه كان اختلط لكنه توبع كما جاء في كلام الدارقطنيّ والخطيب.
فأخرجه الطبرانيُّ في "الأوسط"(ج 1/رقم 490) من طريق محمد بن أبي عمر العدني، قَالَ: حدثنا عبد الرزاق، عن الثوريّ، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن أبي سعيد الخُدْري .. فذكره، وقال: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= "لم يرفع هذا الحديث عن سفيان إلَاّ عبدُ الرَّزَّاق".
ورواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبريُّ، عَن عبد الرزاق في "مصنفه" (ج 5/ رقم 8826) بسنده سواء لكنه قَالَ فيه:"عن العلاء عن أبيه -أو عن رجلٍ- عن أبي سعيد".
هكذا بالشكِّ.
وعبد الرزاق ثقةٌ حافظ، لكنه تغير في آخر عمره رحمه الله فلعل هذا الشك منه. والله أعلم.
وعلى كل حالٍ فالسند منقطع بين المسيب بن رافع وأبي سعيد.
قَالَ ابن معين:
"لم يسمع المسيب من أحدٍ من الصحابة إلا البراء بن عازب وعامر بن عبدة".
وقال ابن عديّ في "الكامل"(3/ 933):
"وقد روى عن الثوري، عن العلاء. وهو غريبٌ".
وقد اختُلف في إسناده.
فرواه محمد بن فضيل، فرواه عن العلاء بن المسيب، عن يونس بن خباب، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا به.
أخرجه البيهقيُّ في "الشعب"(ج 8/رقم 3837)، والخطيب (8/ 318 - 319)، وابن فضيل ثقة، ولكن يونس بن خباب في حفظه ضعف وفي روايته اضطراب، وتركه بعض النقاد كيحيى القطان وابن مهدي، وفوق ذلك فإنه لم يسمع من أحدٍ من الصحابة.
ففي السند ضعف وانقطاع.
ولكن له شواهد عن بعض الصحابة، منهم: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
1 -
أبو هريرة، رضي الله عنه. مرفوعًا:"قَالَ الله عز وجل ": إنَّ عبدًا صَحَّحْتُهُ، ووسعت عليه، لم يزرني في كل خمسة أعوام لمحرومٌ".
أخرجه البخاريُّ في "التاريخ الكبير"(2/ 2/295) معلقًا إشارةً، والعقيليُّ في "الضعفاء"(2/ 206 - 207)، وابنُ عديّ (4/ 1396)، والبيهقيُّ (5/ 262)، وابنُ عساكر في "تاريخ دمشق"(ج 8/ل 283) من هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا صدقة بن يزيد الخراساني، ثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة به.
قَالَ البخاريُّ: "منكرٌ".
وقال العقيليُّ: "وفيه روايةٌ عن أبي سعيد الخُدْري فيها لينٌ أيضًا".
وقال البيهقيُّ: "إسنادُهُ ضعيفٌ".
وقال ابنُ عديّ:
"وهذا عن العلاء منكرٌ كما قاله البخاريُّ، ولا أعلمُ يرويه عن العلاء غير صدقة، وإنما يروي هذا خلف بن خليفة، وهو مشهور به وروى عن الثوري أيضًا، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلعلَّ صدقة هذا سمع بذكر العلاء فظنَّ أنه العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، وكأن هذا الطريق أسهل عليه، وإنما هو العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن أبي سعيد". ولكن له طريق آخر عن أبي هريرة.
أخرجه الخطيبُ في "الموضح"(1/ 266 - 267) من طريق عون بن سلام، حدثنا قيس بن الربيع، عن عباد بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بمثله.
قلْتُ: وهذا سندٌ صالحٌ في المتابعات. وقيس فيه مقالٌ من قبل حفظه، وكذا عباد. وقد حكم أبو حاتم على الحديث بالاضطراب كما في "العلل" =
. . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= (ج 2/رقم 869) لولده، بينما رجح أبو زرعة حديث العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد.
2 -
حديث خباب بن الأرت، رضي الله عنه.
أخرجه أبو يعلي (1) -كما في "المطالب العالية"(ق 40/ 2) - قَالَ: حدثنا أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض، ثنا أبو سعيد، ثنا المسعوديّ، عن ( ....... )(2) بن خباب، عن رجلٍ، عن خباب بن الأرت مرفوعًا:"إنَّ الله عز وجل يقول: "إن عبدًا أصححتُ له جسمه، وأوسعتُ عليه في الرزق يأتي عليه خمسٌ. لم يأت إليَّ فيهنَّ، لمحرومٌ".
وهذا سندٌ ضعيفٌ، لاختلاط المسعودي ولجهالة الراوي عن خباب لكن لعلَّ الحديث بمجموع هذه الطرق يصلحُ لقيام الحجة به.
والله أعلمُ.
(1) ليس في "المسند" المطبوع.
(2)
طمس بالمخطوطة، ولم يظهر إلا "خباب" أو "حيان" ولم أستطع تعيينه. وأستبعد أن يكون يونس بن خباب، لأنهم لم يذكروه من شيوخ المسعودي، ولم يذكروا للمسعودي رواية عنه، إلا لو كانت الرواية شاذة خارجة عن الجادة، فلو صحّ ذلك لكان اختلافًا على يونس فيه وقد مرَّ والله أعلمُ.