الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذلك أجمع أهل العلم عليه إذا كان على هذا التفسير الذي فسرنا ورأوا العشر سنين وما قاربها -يعني: كالثمان والتسع- حيازة فيما بين المتداعيين قال ابن القاسم: وكان مالك لا يوقت الحيازة لا عشر سنين ولا غيرها، وكان يرى ذلك على قدر ما ينزل من الأمر ورأى فيه الإمام رأيه، وتابعه ابن الماجشون على ذلك، وإن ذلك قد يكون بعضه أقوى من بعض مثل أن يكون الطالب مجاورا لحائزه مقيما معه ببلده عالما بإحداثه في ذلك، وبما هدم وبنى لا ينكر ولا يدفع، فإن هذه حالة إقرار لا شيء له معها فيما ادعى من ذلك وأثبت أصله، وإن لم يكن على ما وصفنا وكان غائبا عنه أو كان المطلوب مدعيا لشراء لم يثبته وما أشبه هذا -فذلك للطالب الذي له البينة على أنه له أو لأبيه أو لمن أخذ ذلك عنه إذا حلف أنه لم يخرج منه ولم يزل من يده أو من أخذ عنه بما يخرج به بالمال ومن يدريه يحلف على نفسه بالبت وفيما سواه بعلمه، وذهب ابن القاسم وابن وهب وابن عبد الحكيم، وأصبغ إلى توقيت ذلك بعشر سنين وما قارب العشر، وهذا في العقار والرباع والأرضين، وسيأتي الكلام على الحيوان والعروض إن شاء الله تعالى.
والدليل على ما ذهب إليه ابن القاسم قوله صلى الله عليه وسلم: «من حاز على خصمه شيئا عشر سنين فهو أحق به» واستدل أئمتنا رحمهم الله تعالى بالعرف والعادة، ويشترط في الحيازة أن يكون المحوز عليه غير خائف من الحائز ولا بينه وبينه قرابة ولا مصاهرة ولا مصادقة ولا شركة على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
(تنبيه) : وفي [الطرر على التهذيب] لأبي الحسن الطنجي عن أبي الحسن الصغير قال عند قوله في التهذيب: ومن أقامت بيده دار سنين
الفنية والعلمية في [تفسير المنار] ولكنه مطول، وقد كثر اقتراح الناس على أن أختصره أو أكتب تفسيرا مختصرا، فشرعت وعلى الله توكلت.
ثالثا: الضرورة أو الحاجة التي دعت إلى العدول عن كتابة المصحف بالرسم العثماني إلى كتابته حسب قواعد الإملاء:
أ- إن القرآن هو الأصل الذي يرجع إليه المسلمون في معرفة عقائدهم وعباداتهم وقد حث الله على تلاوته وتدبر آياته واستنباط الأحكام منه، وتحكيمه في جميع الشئون والأحوال، وبينت السنة النبوية فضائله، وحثت على تعلمه وتعليمه والتعبد بتلاوته والعمل بما فيه من أحكام، وقد كان السلف رحمهم الله يعرفون الرسم العثماني، فيسهل عليهم قراءة القرآن بذلك الرسم، وقاموا بما وجب عليهم من تدبره وأخذ الأحكام منه وتحكيمه فيما شجر بينهم - خير قيام.
ولما طال الأمد، ووضعت قواعد جديدة للإملاء وسار عليها الكتاب، وألفها القراء بكثرة استعمالها كتابة وقراءة، شق عليهم أن يقرءوا القرآن بالرسم الذي كتبت به المصاحف العثمانية، فتيسيرا عليهم، ودفعا للحرج عنهم يجوز أن يكتب القرآن بالمصاحف وغيرها حسب قواعد الإملاء؛ لتمكن الجمهور من تلاوته بسهولة تلاوة صحيحة، ويتعبدوا بقراءته دون تحريف، ويتحفظوه على طريق مستقيم، فإن الشريعة سمحة سهلة، جاءت بالتيسير ورفع الحرج، قال الله تعالى:{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (1) وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (2) ومن
(1) سورة البقرة الآية 185
(2)
سورة الحج الآية 78
القواعد الثابتة في الشريعة أن المشقة تجلب التيسير.
ب- في عهد بني أمية كثر دخول الأعاجم في الإسلام، واختلط بهم مسلمو العرب، وكثر اللحن، وخيف على كثير من المسلمين أن يلحنوا في قراءة القرآن، فأمر الخليفة عبد الملك بن مروان بنقط المصحف وشكله؛ صيانة له من اللحن والتحريف في القراءة، وتصدى لذلك الحجاج بن يوسف الثقفي، فأمر الحسن البصري ويحيى بن يعمر فقاما بنقطه وشكله، ولم يكن ذلك بدعا من القول ولا ابتداعا في الدين؛ لبنائه على مقاصد الشريعة في حفظ القرآن وتيسير تعلمه وتعليمه وإبلاغه للناس، هداية لهم وإقامة للحجة عليهم، ثم ثبت إجماع الأمة على نقط المصحف وشكله، واستمر العمل على ذلك إلى عصرنا فلم يعرف من أنكر ذلك مع طول العهد.
وقد أجمع الصحابة والتابعون ومن بعدهم على أن جمع أبي بكر الصديق القرآن أولا وجمع عثمان بن عفان له ثانيا من محامدهما رضي الله عنهما.
ولا شك أن كتابة المصحف حسب القواعد الإملائية من جنس جمع القرآن أولا وثانيا ومن جنس نقطه وشكله، من جهة البناء على مقاصد الشريعة والاعتماد على المصالح العامة، إذ كل منها يرجع في حكمه إلى المصالح العامة التي شهدت لها أدلة الشريعة جملة وإن لم يدل عليها بخصوصها دليل معين. فكانت كتابته حسب القواعد الإملائية مشروعة.
إن القرآن لم ينزل مكتوبا، وإنما نزل وحيا متلوا، فأملاه النبي صلى الله عليه وسلم على كتبته وكان أميا، فكتبوه بالرسم المعهود عندهم، وكانوا ضعافا في صناعة
الكتابة، ولذا حصل بعض الاختلاف في رسم كتابتهم، بل في رسم بعض الكلمات في مصاحف الأمصار المنتسخة من المصحف العثماني، فيجوز أن يكتب أيضا بالرسم الإملائي.
وقد ذكر ذلك الاختلاف الشيخ أبو عمرو الداني في كتابه [المقنع]، وبين سبب هذا الاختلاف فقال:
باب
ذكر ما اختلفت فيه مصاحف أهل الأمصار بالإثبات والحذف
أخبرني الخاقاني قال: حدثنا الأصبهاني قال: حدثنا الكسائي عن ابن الصباح قال: قال محمد بن عيسى عن نصير: وهذا ما اختلف فيه أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل المدينة وأهل مدينة السلام وأهل الشام في كتابة المصاحف.
كتبوا في سورة (البقرة) إلى آخرها في بعض المصاحف (إبرهم) بغير ياء، وفي بعضها بالياء، قال أبو عمرو: وبغير ياء وجدت أنا ذلك في مصاحف أهل العراق في البقرة خاصة، وكذلك رسم في مصاحف أهل الشام، وقال معلى بن عيسى الوراق عن عاصم الجحدري (إبرهم) في (البقرة) بغير ياء، كذلك وجد في الإمام وحدثنا الخاقاني شيخنا قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد قال: تتبعت رسمه في المصاحف فوجدته كتب في البقرة خاصة (إبرهم) بغير ياء، قال نصير: وفي بعضها (فيضاعفه)(245) بالألف، وفي بعضها بغير ألف، وفي بعضها (قل بئس ما يأمركم به)(92) مقطوع، وفي بعضها (بئسما) موصولة، وفي بعضها (ملئكة) وكتابه (285) بالألف، وفي
بعضها (وكتبه) بغير ألف.
وفي (آل عمران) في بعض المصاحف (ويقاتلون الذين)(21) بالألف، وفي بعضها (ويقتلون) بغير ألف، وفي (المائدة) في بعض المصاحف (نحن أبنؤا الله)(18) بالواو والألف، وفي بعضها (أبناء الله) بغير واو، وفي بعضها (نخشا أن تصيبنا دائرة)(52) بالألف، وفي بعضها بالياء، وفي بعضها (فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا ساحر مبين)(110) بالألف، وفي بعضها (سحر) بغير ألف، وفي بعضها أو كفارة طعام مساكين (95) بالألف، وفي بعضها (مسكين) بغير ألف.
وفي (الأنعام) في بعض المصاحف فالق الحب (95) بالألف، وفي بعضها (فلق) بغير ألف، وفي بعض المصاحف وجعل الليل سكنا (96) بغير ألف، وفي بعضها (وجاعل) بالألف، وفي بعضها لئن أنجيتنا (63) بالياء والتاء والنون، وفي بعضها (أنجينا) بالياء والنون.
وفي (الأعراف) في بعض المصاحف (كل ما دخلت أمة)(38) مقطوعة، وفي بعضها (كلما) موصولة، وفي بعضها يأتوك بكل سحار عليم (112) الألف بعد الحاء، وفي بعضها (ساحر) الألف قبل الحاء، وفي بعضها (إذا مسهم طيف)(201) بغير ألف، وفي بعضها (طائف) بألف، وفي بعضها وريشا ولباس التقوى (26) بغير ألف، وفي بعضها (ورياشا) بالألف، قال أبو عمرو: ولم يقرأ بذلك أحد من أئمة العامة إلا ما رويناه عن المفضل بن محمد الضبي عن عاصم، وبذلك قرأنا من طريقه.
وفي (براءة) كتبوا في بعض المصاحف (ولأوضعوا)(47) بغير
ألف، وفي بعضها (ولا أوضعوا) بألف.
وفي (يونس) في بعض المصاحف (إن هذا لساحر)(76) بالألف، وفي بعضها (لسحر مبين) بغير ألف، وفي بعضها (وقال فرعون ائتوني بكل سحار)(79) الألف بعد الحاء، وفي بعضها (سحر) بغير ألف.
وفي (إبراهيم) في بعض المصاحف (وذكرهم بأيم الله)(5) قال أبو عمرو: يعني: بياء من غير ألف، وقد رأيته أنا في بعض مصاحف أهل المدينة والعراق، وكذلك ذكره الغازي بن قيس في كتابه بياءين من غير ألف، قال نصير: وفي بعضها بأيام الله بألف وياء واحدة.
وفي (الحجر) في بعض المصاحف وأرسلنا الرياح لواقح بألف على الإجماع، وبعضها (الريح) ، بغير ألف على واحدة.
وفي (بني إسرائيل) في بعض المصاحف (أو كلهما)(23) بغير ألف، وفي بعضها (أو كلاهما) بألف وليس في شيء من المصاحف فيها ياء، وفي بعضها سبحان ربي (93) بالألف، وفي بعضها (سبحن) بغير ألف، ولا يكتب في جميع القرآن بألف غير هذا الحرف اختلفوا فيه.
وفي (الكهف) في بعض المصاحف فله جزاء الحسنى (88) بغير واو، في بعضها (جزؤا) بالواو، وفي بعض المصاحف (فهل نجعل لك خراجا)(94) بألف، وفي بعضها (خرجا) بغير ألف، وفي بعض المصاحف (تذروه الريح)(45) بغير ألف، وفي بعضها (الرياح) بألف.
وفي (طه) في بعض المصاحف (لا تخف دركا)(77) بغير ألف، وفي بعضها (لا تخاف) بألف.
وفي (الأنبياء) كتبوا في بعض المصاحف (قال ربي)(4) بالألف، وفي بعضها (قل ربي) بغير ألف، وفي بعضها أن لا إله إلا أنت (87) ، وفي بعضها بغير نون، وفي بعضها في ما اشتهت أنفسهم (102) مقطوع، وفي بعضها موصول.
وفي (الحج) في بعض المصاحف (إن الله يدافع)(38) بالألف، وفي بعضها بغير ألف.
وفي (المؤمنون) في بعض المصاحف قال كم لبثتم (112) بألف، وفي بعضها (قل) بغير ألف، وفي بعضها (قل إن لبثتم إلا قليلا)(114) بألف، وفي بعضها (قال) بالألف، وفي بعضها (سيقولون لله لله لله)(85، 87، 89) ثلاثتها بغير ألف، وفي بعضها: الأول (لله) بغير ألف، والاثنان بعده (الله الله) ، وفي بعض المصاحف كل ما جاء أمة رسولها (44) مقطوع، وفي بعضها (كلما) موصولة، وفي بعضها (أم تسئلهم خراجا)(72) بألف، وفي بعضها (خرجا) بغير ألف، وكتبوا فخراج ربك (72) في جميع المصاحف بالألف.
وفي (الفرقان) في بعض المصاحف (فيها سرجا)(61) بغير ألف، وفي بعضها (سراجا) بالألف.
وفي (الشعراء) في بعض المصاحف (أتتركون فيما ههنا آمنين)(146) موصولة، وفي بعضها في ما مقطوعة، وفي بعضها (فارهين)(149) بألف، وفي بعضها (فرهين) بغير ألف، وكذلك (حاذرون)(56) و (حذرون) .
وفي (النمل) في بعض المصاحف (تهدي العمي)(81) بالتاء بغير
ألف، وفي بعضها (بهادي) بألف وياء بعد الدال، وفي بعضها (فناظرة)(35) بالألف، وفي بعضها (فنظرة) بغير ألف.
وفي (القصص) في بعض المصاحف (قالوا ساحران تظاهرا)(48) بألف، وفي بعضها (سحران) بغير ألف بعد السين.
وفي (الروم) في بعض المصاحف (وما أنت تهد العمي)(53) بغير ألف ولم يثبتوا فيها ياء، وفي بعضها (بهاد) بألف وليس فيها ياء. التي في (الروم) ليس فيها في شيء من المصاحف ياء، والتي في (النمل)(81) فيها ياء في جميع المصاحف، وفي بعضها وما آتيتم من ربا (39) بالألف بغير واو، وفي بعضها (ربوا) بالواو.
وفي (الأحزاب) في بعض المصاحف (يسئلون عن أنبائكم)(20) بغير ألف، وفي بعضها (يسألون) بالألف، قال أبو عمرو: ولم يقرأ بذلك أحد من أئمة القراء إلا ما رويناه من طريق محمد بن المتوكل ورويس عن يعقوب الحضرمي، وبذلك قرأنا في مذهبه، وحدثنا أحمد بن عمر قال: حدثنا ابن منير قال: حدثنا عبد الله بن عيسى، قال: حدثنا ابن مينا قالون عن نافع: أن ذلك في الكتاب بغير ألف.
وفي (يس) في بعض المصاحف (وما عملت أيديهم)(35) بالتاء من غير هاء، وفي بعضها (وما عملته) بالهاء، وفي بعضها في شغل فاكهون (55) بالألف، وفي بعضها (فكهون) بغير ألف.
وفي (المؤمن) في بعض المصاحف (وكذلك حقت كلمت ربك)(6) بالتاء، وفي بعضها (كلمة) بالهاء، وفي بعضها (إذ القلوب لدا الحناجر)(18) بالألف، وفي بعضها (لدى) بالياء.
وفي (الدخان) في بعض المصاحف (فيها فاكهين)(27) بالألف، وفي بعضها (فكهين) بغير ألف.
وفي (الأحقاف) في بعض المصاحف (ووصينا الإنسان بوالديه إحسنا)(15) يجعلون أمام الحاء ألفا كذا قال، وصوابه: قبل الحاء، وفي بعضها (حسنا) بغير ألف.
وفي (الطور) في بعض المصاحف (فاكهين)(18) بالألف، وفي بعضها (فكهين) بغير ألف.
وفي (اقتربت) في بعض المصاحف (خاشعا)(7) بالألف، وفي بعضها (خشعا) بغير ألف.
وفي (الرحمن) كتبوا في بعض المصاحف (فبأي آلاء ربكما تكذبان) بالألف، وفي بعضها (تكذبن) بغير ألف من أول السورة إلى آخرها، وفي بعض المصاحف (وجنا الجنتين دان)(54) بالألف، وفي بعضها (وجنى) بالياء.
وفي (الواقعة) في بعض المصاحف (فلا أقسم بمواقع النجوم)(75) بغير ألف، وفي بعضها (بمواقع) بالألف.
وفي (الحديد) في بعض المصاحف (فيضعفه)(11) بغير ألف، وفي بعضها (فيضاعفه) بالألف، وفي بعضها (يضاعف لهم)(18) بالألف، وفي بعضها (يضعف) بغير ألف.
وفي (المنافقون) في بعض المصاحف (وأنفقوا من ما رزقنكم)(10) مقطوع، وفي بعضها (مما) موصول.
وفي (الملك) في بعض المصاحف (كل ما ألقي فيها فوج)(8)
مقطوع، وفي بعضها (كلما) موصول.
وفي (قل أوحي) في بعض المصاحف قل إنما أدعو ربي (20) بغير ألف، وقال أبو عمرو: قال الكسائي: قال الجحدري: هو في الإمام (قل) قاف لام.
وفي (المرسلات) في بعض المصاحف (جمالت)(33) بألف بعد الميم، وفي بعضه (جملت) بغير ألف، قال أبو عمرو: وليس في شيء منها ألف قبل التاء.
وفي (المطففين) في بعض المصاحف (فكهين)(31) بغير ألف، وفي بعضها (فاكهين) بالألف.
وفي (أرأيت) في بعض المصاحف (أريت)(1) بغير ألف، وفي بعضها (أرأيت) بالألف، وفي بعض المصاحف (أرأيتم) بالألف، وفي بعضها (أريتم) بغير ألف في جميع القرآن.
قال أبو عمرو: ورأيت أبا حاتم قد حكى عن أيوب بن المتوكل: أنه رأى في مصاحف أهل المدينة (إنا لنصر رسلنا)(51) في (غافر) بنون واحدة، ولم نجد ذلك كذلك في شيء من المصاحف، وبالله التوفيق.
باب ذكر ما اختلفت فيه مصاحف أهل الحجاز والعراق والشام المنتسخة من الإمام بالزيادة والنقصان
وهذا الباب سمعناه من غير واحد من شيوخنا من ذلك:
في (البقرة) في مصاحف أهل الشام (قالوا اتخذ الله ولدا)(116) بغير
واو قبل (قالوا) وفي سائر المصاحف (وقالوا) بالواو، وفي مصاحف أهل المدينة والشام (وأوصى بها)(132) بألف بين الواوين، قال أبو عبيد: وكذلك رأيتها في الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي سائر المصاحف (ووصى) بغير ألف.
وفي (آل عمران) في مصاحف أهل المدينة والشام (سارعوا إلى مغفرة)(133) بغير واو قبل السين، وفي سائر المصاحف (وسارعوا) بالواو، وفيها في مصاحف أهل الشام (وبالزبر وبالكتب)(184) بزيادة باء في الكلمتين، كذا رواه لي خلف بن إبراهيم عن أحمد بن محمد عن علي عن أبي عبيد عن هشام بن عمار عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر، وعن هشام عن سويد بن عبد العزيز عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن مصاحف أهل الشام، وكذلك حكى أبو حاتم أنهما مرسومان بالباء في مصحف أهل حمص الذي بعث عثمان به إلى الشام وقال هارون بن موسى الأخفش الدمشقي إن الباء زيدت في الإمام يعني: الذي وجه به إلى الشام في (وبالزبر) وحدها، وروى الكسائي عن أبي حيوة شريح بن يزيد أن ذلك كذلك في المصحف الذي بعث به عثمان إلى الشام والأول أعلى إسنادا، وهما في سائر المصاحف بغير باء.
وفي (النساء) قال الكسائي والفراء: في بعض مصاحف أهل الكوفة (والجار ذا القربى)(36) بألف، ولم نجد ذلك كذلك في شيء من مصاحفهم ولا قرأ به أحد منهم، وفي مصاحف أهل الشام (ما فعلوه إلا قليلا منهم)(66) بالنصب، وفي سائر المصاحف (إلا قليل) بالرفع.
وفي (المائدة) في مصاحف أهل المدينة ومكة والشام (يقول الذين آمنوا)(53) بغير واو قبل (يقول) وفي مصاحف أهل الكوفة والبصرة وسائر العراق (ويقول) بالواو، وفيها في مصاحف أهل المدينة والشام (من يرتدد منكم) (54) بدالين قال أبو عبيد: وكذا رأيتها في الإمام بدالين وفي سائر المصاحف (يرتد) بدال واحدة.
وفي (الأنعام) في مصاحف أهل الشام (ولدار الآخرة)(32) بلام واحدة، وفي سائر المصاحف بلامين، وفيها في مصاحف أهل الكوفة (لئن أنجينا من هذه)(63) بياء من غير تاء، وفي سائر المصاحف (لئن أنجيتنا) بالياء والتاء، وليس في شيء منها ألف بعد الجيم، وفيها في مصاحف أهل الشام (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولدهم شركائهم)(137) بالياء، وفي سائر المصاحف (شركاؤهم) بالواو.
وفي (الأعراف) في مصاحف أهل الشام (قليلا ما يتذكرون)(3) بالياء والتاء، وفي سائر المصاحف (تذكرون) بالتاء من غير ياء، وفيها في مصاحف أهل الشام (ما كنا لنهتدي)(43) بغير واو قبل (ما) وفي سائر المصاحف (وما) بالواو، وفيها في مصاحف أهل الشام في قصة صالح (وقال الملأ الذين استكبروا)(75) بزيادة واو قبل (قال) وفي سائر المصاحف (قال) بغير واو، وفيها في مصاحف أهل الشام (وإذ أنجاكم من آل فرعون)(141) بألف من غير ياء ولا نون، وفي سائر المصاحف (أنجينكم) بالياء والنون من غير ألف.
وفي (براءة) في مصاحف أهل المدينة والشام (الذين اتخذوا مسجدا ضرارا)(107) بغير واو قبل (الذين) وفي سائر المصاحف (والذين)
بالواو، وفيها في مصاحف أهل مكة (تجري من تحتها الأنهار) بزيادة (من) وفي سائر المصاحف بغير (من) .
وفي (يونس) في مصاحف أهل الشام (هو الذي ينشركم في البر والبحر)(22) بالنون والشين، وفي سائر المصاحف (يسيركم) بالسين والياء.
وفي (سبحان) في مصاحف أهل مكة والشام (قال سبحان ربي هل كنت)(93) بألف، وفي سائر المصاحف (قل) بغير ألف.
وفي (الكهف) في مصاحف أهل المدينة ومكة والشام (خيرا منهما منقلبا)(36) بزيادة ميم بعد الهاء على التثنية، وفي سائر مصاحف أهل العراق (منها) بغير ميم على التوحيدة، وفيها في مصاحف أهل مكة (ما مكنني فيه ربي)(95) بنونين، وفي سائر المصاحف (مكني) بنون واحدة.
وفي (الأنبياء) في مصاحف أهل الكوفة (قال ربي يعلم القول)(4) بألف، وفي سائر المصاحف (قل ربي) بغير ألف، وفيها في مصاحف أهل مكة (ألم ير الذين كفروا)(30) بغير واو بين الهمزة واللام، وفي سائر المصاحف (أو لم ير الذين) بالواو.
وفي (المؤمنون) في مصاحف أهل البصرة (سيقولون الله قل أفلا تتقون)(87)(سيقولون الله قل فأنى تسحرون)(89) بالألف في الاسمين الأخيرين، وفي سائر المصاحف (لله) فيهما قال أبو عبيد: وكذلك رأيت ذلك في الإمام، وقال هارون الأعور عن عاصم الجحدري: كانت في الإمام (لله)(لله) وأول من ألحق هاتين الألفين نصر بن
عاصم الليثي، وقال أبو عمرو: كان الحسن يقول: الفاسق عبيد الله بن زياد زاد فيهما ألفا، وقال يعقوب الحضرمي: أمر عبيد الله بن زياد أن يزاد فيهما ألف.
قال أبو عمرو: وهذه الأخبار عندنا لا تصح لضعف نقلتها واضطرابها وخروجها عن العادة إذ غير جائز أن يقدم نصر وعبيد الله هذا الإقدام من الزيادة في المصاحف مع علمهما بأن الأمة لا تسوغ لهما ذلك، بل تنكره وترده وتحذر منه ولا تعمل عليه، وإذا كان ذلك بطل إضافة زيادة هاتين الألفين إليهما، وصح أن إثباتهما من قبل عثمان والجماعة رضوان الله عليهم على حسب ما نزل به من عند الله تعالى، وما أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم، واجتمعت المصاحف على أن الحرف الأول (سيقولون لله)(58) بغير ألف قبل اللام، وفيها في مصاحف أهل الكوفة (قل كم لبثتم)(112) و (قل إن لبثتم)(114) بغير ألف في الحرفين، وفي سائر المصاحف (قال) بالألف في الحرفين، وينبغي أن يكون الحرف الأول في مصاحف أهل مكة بغير ألف والثاني بالألف؛ لأن قراءتهم فيهما كذلك، ولا خبر عندنا في ذلك عن مصاحفهم إلا ما رويناه عن أبي عبيد أنه قال: ولا أعلم مصاحف أهل مكة إلا عليها - يعني: على إثبات الألف في الحرفين -.
وفي (الفرقان) في مصاحف أهل مكة (وننزل الملائكة تنزيلا)(25) بنونين وفي سائر المصاحف (ونزل) بنون واحدة.
وفي (الشعراء) في مصاحف أهل المدينة والشام (فتوكل على العزيز الرحيم)(217) بالفاء، وفي سائر المصاحف (وتوكل) بالواو.
وفي (النمل) في مصاحف أهل مكة (وليأتينني بسلطان مبين)(21)
بنونين، وفي سائر المصاحف بنون واحدة.
وفي (القصص) في مصاحف أهل مكة (قال موسى ربي أعلم)(37) بغير واو قبل (قال) وفي سائر المصاحف (وقال) بالواو.
وفي (يس) في مصاحف أهل الكوفة (وما عملت أيديهم)(35) بغير هاء بعد التاء، وفي سائر المصاحف (وما عملته) بالهاء، وفي الزمر في مصاحف أهل الشام (تأمرونني أعبد)(64) بنونين، وفي سائر المصاحف (تأمروني أعبد) بنون واحدة.
وفي (المؤمن) في مصاحف أهل الشام (كانوا هم أشد منكم)(21) بالكاف، وفي سائر المصاحف (أشد منهم) بالهاء، وفيها في مصاحف أهل الكوفة (أو أن يظهر في الأرض الفساد) بزيادة الألف قبل الواو، وروى هارون عن صخر بن جويرية وبشار الناقط عن أسيد: أن ذلك كذلك في الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفى سائر المصاحف (وأن يظهر) بغير ألف.
وفي (الشورى) في مصاحف أهل المدينة والشام (بما كسبت أيديكم)(30) بغير فاء قبل الباء، وفي سائر المصاحف (فبما كسبت) بزيادة فاء.
وفي (الزخرف) في مصاحف أهل المدينة والشام (يا عبادي لا خوف عليكم)(68) بالياء، وفي مصاحف أهل العراق (يا عباد) بغير الياء، وكذا ينبغي أن يكون في مصاحف أهل مكة؛ لأن قراءتهم فيه كذلك، ولا نص عندنا في ذلك في مصاحفهم، إلا ما حكاه ابن مجاهد: أن ذلك في مصاحفهم بغير ياء، ورأيت بعض شيوخنا يقول: إن ذلك في مصاحفهم
بالياء، وأحسبه أخذ ذلك من قول أبي عمرو إذ حكى أنه رأى الياء في ذلك ثابتة في مصاحف أهل الحجاز، ومكة من الحجاز. والله أعلم.
وحدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا محمد بن قطن، قال: حدثنا سليمان بن خلاد، قال: حدثنا اليزيدي، قال أبو عمرو:(يا عبادي) رأيتها في مصاحف أهل المدينة والحجاز بالياء، وفيها في مصاحف أهل المدينة والشام (ما تشتهيه الأنفس)(71) بهائين، ورأيت بعض شيوخنا يقول: إن ذلك كذلك في مصاحف أهل الكوفة، وهو غلط، قال أبو عبيد: وبهاءين رأيته في الإمام، وفي سائر المصاحف (تشتهي) بهاء واحدة.
وفي (الأحقاف) في مصاحف أهل الكوفة (بوالديه إحسانا)(15) بزيادة ألف قبل الحاء وبعد السين، وفي سائر المصاحف (حسنا) بغير ألف.
وفي (القتال) قال خلف بن هشام البزار: في مصاحف أهل مكة والكوفيين (فهل ينظرون إلا الساعة إن تأتهم)(18) بالكسر مع الجزم.
وفي (الرحمن) في مصاحف أهل الشام (والحب ذا العصف والريحان)(12) بالألف والنصب، وفي سائر المصاحف (ذو العصف) بالواو والرفع، قال أبو عبيد: وكذلك رأيتها في الذي يقال له الإمام مصحف عثمان رضي الله عنه، وفيها في مصاحف أهل الشام (ذو الجلال والإكرام)(78) آخر السورة بالواو، وفي سائر المصاحف (ذي الجلال والإكرام) بالياء، والحرف الأول (27) في كل المصاحف بالواو.
وفي (الحديد) في مصاحف أهل الشام (وكل وعد الله الحسنى)(10) بالرفع، وفي سائر المصاحف (وكلا) بالنصب، وفيها في مصاحف أهل
المدينة والشام (فإن الله الغني الحميد) بغير (هو) .
وفي سائر المصاحف (هو الغني) بزيادة (هو) ، وفي (والشمس) في مصاحف أهل المدينة والشام (فلا يخاف عقبها)(15) بالفاء، وفي سائر المصاحف (ولا يخاف) بالواو حدثنا ابن خاقان قال: حدثنا أحمد المكي قال: حدثنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: هذه الحروف التي اختلفت في مصاحف الأمصار مثبتة بين اللوحين وهي كلها منسوخة من الإمام الذي كتبه عثمان ثم بعث إلى كل أفق مما نسخ بمصحف، وهي كلها كلام الله عز وجل.
حدثنا خلف بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا القاسم بن سلام قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر المدني أن أهل الحجاز وأهل العراق اختلفت مصاحفهم في هذه الحروف قال القاسم: وهي اثنا عشر حرفا: كتب أهل المدينة في (سورة البقرة)(وأوصى بها إبراهيم بنيه)(132) بألف، وكتب أهل العراق (ووصى) بغير ألف.
وفي (آل عمران) كتب أهل المدينة (سارعوا إلى مغفرة)(133) بغير واو، وأهل العراق (وسارعوا) بالواو.
وفي (المائدة) كتب أهل المدينة (يقول الذين آمنوا)(53) بغير واو، وأهل العراق (ويقول) بالواو وفيها أيضا كتب أهل المدينة (من يرتدد منكم)(54) بدالين، وأهل العراق (من يرتد) بدال واحدة.
وفي (براءة) أهل المدينة (الذين اتخذوا مسجدا)(107) بغير واو، وأهل العراق (والذين) بالواو.
وفي (الكهف) أهل المدينة (خيرا منهما منقلبا)(36) على اثنين، وأهل العراق (خيرا منها) على واحدة.
وفي (الشعراء) أهل المدينة (فتوكل على العزيز الرحيم)(217) بالفاء، وأهل العراق (وتوكل) بالواو.
وفي (المؤمن) أهل المدينة (وأن يظهر في الأرض الفساد)(26) بغير ألف، وأهل العراق (أو أن) بألف.
وفي (عسق) أهل المدينة (بما كسبت أيديكم)(30) بغير فاء، وأهل العراق (فبما) بالفاء.
وفي (الزخرف) أهل المدينة (تشتهيه الأنفس)(71) بهاءين، وأهل العراق (تشتهي) بهاء واحدة.
وفي (الحديد) أهل المدينة (فإن الله الغني الحميد)(24) بغير (هو) .
وفي (والشمس وضحاها) أهل المدينة (فلا يخاف عقباها)(15) بالفاء، وأهل العراق (ولا يخاف) بالواو، حدثنا أحمد بن عمر قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن عيسى قال: حدثنا قالون عن نافع: أن الحروف المذكورة في مصاحف أهل المدينة على ما ذكر إسماعيل سواء.
حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا ابن مجاهد قال: في مصاحف أهل مكة في (التوبة)(تجري من تحتها الأنهار) بزيادة (من) .
وفي (سبحان)(قال سبحان ربي)(93) بألف.
وفي (الكهف)(ما مكنني فيه)(95) بنونين.
وفي (الأنبياء)(ألم ير الذين كفروا)(35) بغير واو.
وفي (الفرقان)(وننزل الملائكة)(25) بنونين.
وفي (النمل)(أو ليأتينن)(21) بنونين.
وفي (القصص)(قال موسى ربي أعلم)(37) بغير واو.
وحدثنا ابن غلبون قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن أنس قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز وأيوب بن تميم عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر (ح) وحدثنا الخاقاني قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا هشام بن عمار عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر، قال أبو عبيد واللفظ له: قال هشام (ح) وحدثنا سويد بن عبد العزيز أيضا عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أم الدرداء: عن أبي الدرداء: أن هذه الحروف في مصاحف أهل الشام، وهي ثمانية وعشرون حرفا في مصاحف أهل الشام: في (البقرة)(قالوا اتخذ الله ولدا)(116) بغير واو.
وفي (آل عمران)(سارعوا)(133) بغير واو، وفيها (بالبينات وبالزبر وبالكتب)(84) ثلاثتهن بالباء.
وفي (النساء)(إلا قليلا منهم)(66) بالنصب.
وفي (المائدة)(يقول الذين آمنوا)(53) بغير واو، وفيها (من يرتدد منكم عن دينه)(54) بدالين.
وفي (الأنعام)(والدار الآخرة)(32) بلام واحدة، وفيها (قتل أولادهم شركائهم)(137) بنصب (الأولاد) وخفض (الشركاء) .
وفي (الأعراف)(قليلا ما يتذكرون)(3) ، وفيها (ما كنا لنهتدي)
(43)
بغير واو، وفيها في قصة صالح (وقال الملأ)(75) بالواو وفيها (وإذ أنجكم)(141) بغير نون.
وفي (براءة)(الذين اتخذوا)(107) بغير واو.
وفي (يونس)(هو الذي ينشركم)(22) بالنون والشين وفيها (إن الذين حقت عليهم كلمت ربك)(96) على الجمع.
وفي (بني إسرائيل)(قال سبحان ربي)(93) على الخبر.
وفي (الكهف)(خيرا منهما)(36) على اثنين.
وفي (المؤمنون)(سيقولون لله)(85، 87، 89) ، ثلاثتهن بغير ألف.
وفي (الشعراء)(فتوكل على العزيز)(217) بالفاء.
وفي (النمل)(إننا لمخرجون)(67) على نونين.
وفي (المؤمن)(أشد منكم)(21) بالكاف، وفيها (وأن يظهر في الأرض)(26) بغير ألف.
وفي (عسق)(بما كسبت أيديكم)(30) بغير فاء.
وفي (الرحمن)(والحب ذا العصف والريحان)(12) بالنصب، وفيها (تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام)(87) بالرفع.
وفي (الحديد)(فإن الله الغني الحميد)(24) بغير (هو) .
وفي (والشمس)(فلا يخاف عقباها)(15) بالفاء.
حدثنا الخافاقني قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا علي قال: قال أبو عبيد: اختلفت مصاحف أهل العراق والكوفة والبصرة في خمسة أحرف: كتب الكوفيون في (الأنعام)(لئن أنجينا)(63) بغير تاء.
وفي (الأنبياء)(قال ربي يعلم)(4) بالألف.
وفي (المؤمنون)(قل كم لبثتم)(112)(قل إن لبثتم)(114) بغير ألف فيهما.
وفي (الأحقاف)(بوالديه إحسانا)(15) بألف قبل الحاء، وأخرى بعد السين، وكتبها المصريون (لئن أنجيتنا) بالتاء (قل ربي يعلم) بغير ألف (قال كم لبثتم)(قال إن لبثتم) بالألف (بوالديه حسنا) بغير ألف.
قال أبو عمرو: وروي لنا عن ابن القاسم وأشهب وابن وهب: أنهم رأوا في مصحف جد مالك بن أنس الذي كتبه حين كتب عثمان بن عفان رضي الله عنه المصاحف أخرجه إليهم مالك في (حم عسق)(فبما كسبت)(30) بالفاء.
وفي (الزخرف)(ما تشتهي الأنفس)(71) .
وفي (الحديد)(فإن الله هو الغني الحميد)(24) بزيادة (هو) .
وفي (والشمس)(ولا يخاف)(15) بالواو، وسائر الحروف على ما رواه إسماعيل عن مصاحف أهل المدينة، وروى خارجة بن مصعب عن نافع أنه قال: في الإمام في (الحديد)(هو الغني) بزيادة (هو) .
وفي (والشمس)(ولا يخاف) بالواو، وقد ذكرنا حكاية أبي عبيد عن الإمام في رسم هذه الحروف وغيرها فأغنى ذلك عن الإعادة.
وقال أبو حاتم في مصحف أهل المدينة في (يوسف)(وقال الملك اتون)(54) بنقصان ياء، وفي مصحف أهل مكة في آخر النساء (فآمنوا بالله ورسوله)(171) ، وفي مصحف أهل حمص الذي بعث به في المصحف الذي بعث به عثمان إلى (الشام)(ثم كيدوني) بالياء (وما كان للنبي) بلامين.
وفي (الكهف)(للتخذت عليه) .
قال أبو عمرو: فهذا جميع ما انتهى إلينا بالروايات من الاختلاف بين مصاحف أهل الأمصار، وقد مضى من ذلك حروف كثيرة في الأبواب المتقدمة والقطع عندنا على كيفية ذلك في مصاحف أهل الأمصار على قراءة أئمتهم غير جائز إلا برواية صحيحة عن مصاحفهم بذلك إذ قراءتهم في كثير من ذلك قد تكون على غير مرسوم مصحفهم، ألا ترى أن أبا عمرو قرأ (يا عبادي لا خوف عليكم)(168) في (الزخرف) بالياء، وهو في مصاحف أهل البصرة بغير ياء؟ ! فسئل عن ذلك فقال: إني رأيته في مصاحف أهل المدينة بالياء فترك ما في مصحف أهل بلده، واتبع في ذلك مصاحف أهل المدينة.
وكذلك قراءته في (الحجرات)(لا يألتكم من أعمالكم شيئا)(14) بالهمزة التي صورتها ألف وذلك مرسوم في جميع المصاحف بغير ألف.
وكذلك قراءته أيضا في (المنافقون)(وأكون من الصالحين)(10) بالواو والنصب، وذلك في كل المصاحف بغير واو مع الجزم، قال أبو عبيد: وكذا رأيته في الإمام قال: واتفقت على ذلك المصاحف.
وكذلك أيضا قراءته في (المرسلات)(وإذا الرسل وقتت)(11) بالواو من الوقت، وذلك في الإمام، وفي كل المصاحف بالألف، وكذلك قراءته.
وقراءة ابن كثير في (البقرة)(أو ننسأها)(106) بهمزة ساكنة بين السين والهاء وصورتها ألف، وليست كذلك في مصاحف أهل مكة ولا في غيرها
وكذلك قراءة ابن عامر وعاصم من رواية حفص بن سليمان في (الزخرف)(قال أولو جئتكم)(24) بالألف، ولا خبر عندنا إن ذلك
كذلك مرسوم في مصاحف أهل الشام ولا في غيرها.
وكذلك أيضا قراءة عاصم من الطريق المذكور في (الأنبياء)(قال رب احكم بالحق)(112) بالألف، ولا رواية عندنا كذلك أن ذلك مرسوم في شيء من المصاحف في نظائر لذلك كثيرة ترد عن أئمة القراءة، بخلاف مرسوم مصحفهم، وإنما بينت هذا الفصل ونبهت عليه؛ لأني رأيت بعض من أشار إلى جمع شيء من هجاء المصاحف من منتحلي القراءة من أهل عصرنا قد قصد هذا المعنى وجعله أصلا، فأضاف بذلك ما قرأ به كل واحد من الأئمة من الزيادة والنقصان في الحروف المتقدمة وغيرها إلى مصاحف أهل بلده وذلك من الخطأ الذي يقود إليه إهمال الرواية وإفراط الغباوة وقلة التحصيل، إذ غير جائز القطع على كيفية ذلك إلا بخبر منقول عن الأئمة السالفين رواية صحيحة عن العلماء المختصين بعلم ذلك المؤتمنين على نقله وإيراده لما بيناه من الدلالة. وبالله التوفيق.
قال أبو عمرو: فإن سأل سائل عن السبب الموجب لاختلاف مرسوم هذه الحروف الزوائد في المصاحف قلت: السبب في ذلك عندنا أن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه لما جمع القرآن في المصاحف ونسخها على صورة واحدة وآثر في رسمها لغة قريش دون غيرها مما لا يصح ولا يثبت نظرا للأمة واحتياطا على أهل الملة، وثبت عنده أن هذه الحروف من عند الله عز وجل كذلك منزلة، ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسموعة، وعلم أن جمعها في مصحف واحد على تلك الحال غير ممكن إلا بإعادة الكلمة مرتين وفي رسم ذلك، كذلك من التخليط والتغيير للمرسوم ما لا خفاء به ففرقها في المصاحف لذلك، فجاءت مثبتة في بعضها، ومحذوفة في بعضها لكي
تحفظها الأمة كما نزلت من عند الله عز وجل، وعلى ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا سبب اختلاف مرسومها في مصاحف أهل الأمصار.
فإن قال قائل: فما تقول في الخبر الذي رويتموه عن يحيى بن يعمر وعكرمة مولى ابن عباس عن عثمان رضي الله عنه: أن المصاحف لما نسخت عرضت عليه فوجد فيها حروفا من اللحن فقال: اتركوها فإن العرب ستقيمها أو ستعربها بلسانها، إذ ظاهره يدل على خطأ في الرسم.
قلت: هذا الخبر عندنا لا يقوم بمثله حجة، ولا يصح به دليل من جهتين: إحداهما: أنه مع تخليط في إسناده واضطراب في ألفاظه - مرسل؛ لأن ابن يعمر وعكرمة لم يسمعا من عثمان شيئا ولا رأياه، وأيضا فإن ظاهر ألفاظه ينفي وروده عن عثمان رضي الله عنه؛ لما فيه من الطعن عليه مع محله من الدين ومكانه من الإسلام وشدة اجتهاده في بذل النصيحة واهتمامه بما فيه الصلاح للأمة، فغير ممكن أن يتولى لهم جمع المصحف مع سائر الصحابة الأخيار الأتقياء الأبرار نظرا لهم ليرتفع الاختلاف في القرآن بينهم، ثم يترك لهم فيه مع ذلك لحنا وخطأ يتولى تغييره من يأتي بعده ممن لا شك أنه لا يدرك مداه ولا يبلغ غايته ولا غاية من شاهده، هذا ما لا يجوز لقائل أن يقوله، ولا يحل لأحد أن يعتقده.
فإن قال: فما وجه ذلك عندك لو صح عن عثمان رضي الله عنه؟ قلت: وجهه أن يكون عثمان رضي الله عنه أراد باللحن المذكور فيه التلاوة دون الرسم إذ كان كثير منه لو تلي على حال رسمه لانقلب ذلك معنى التلاوة وتغيرت ألفاظها ألا ترى قوله: (أولأ اذبحنه) و (لا أوضعوا) و (من نباءى المرسلين) و (سأوريكم) و (الربوا) وشبهه مما زيدت الألف
والياء والواو في رسمه لو تلاه تال لا معرفة له بحقيقة الرسم على حال صورته في الخط لصير الإيجاب نفيا ولزاد في اللفظ ما ليس فيه ولا من أصله فأتى من اللحن بما لا خفاء به على من سمعه مع كون رسم ذلك كذلك جائزا مستعملا، فأعلم عثمان رضي الله عنه إذ وقف على ذلك: أن من فاته تمييز ذلك وعزبت معرفته عنه ممن يأتي بعده سيأخذ ذلك عن العرب إذ هم الذين نزل القرآن بلغتهم فيعرفونه بحقيقة تلاوته ويدلونه على صواب رسمه، فهذا وجهه عندي. والله أعلم.
فإن قيل: فما معنى قول عثمان رضي الله عنه في آخر هذا الخبر لو كان - الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف؟ قلت: معناه، أي: لم توجد فيه مرسومة بتلك الصور المبنية على المعاني دون الألفاظ المخالفة لذلك، إذ كانت قريش ومن ولي نسخ المصاحف من غيرها قد استعملوا ذلك في كثير من الكتابة، ولسلكوا فيها تلك الطريقة ولم تكن ثقيف وهذيل مع فصاحتهما يستعملان ذلك فلو أنهما وليتا من أمر المصاحف ما وليه من تقدم من المهاجرين والأنصار لرسمتا جميع تلك الحروف على حال استقرارها في اللفظ ووجودها في المنطق دون المعاني والوجوه إذ ذلك هو المعهود عندهما والذي جرى عليه استعمالها هذا تأويل قول عثمان عندي لو ثبت وجاء مجيء الحجة. وبالله التوفيق.
حدثنا خلف بن إبراهيم المقرئ قال: حدثنا أحمد بن محمد المكي قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا القاسم بن سلام قال: حدثنا حجاج عن هارون قال: أخبرني الزبير بن الخريت عن عكرمة قال: لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان رضي الله عنه فوجد فيها حروفا من
اللحن فقال: لا تغيروها فإن العرب ستغيرها أو قال: ستعربها بألسنتها لو كان الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف.
حدثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا عمرو بن مرزوق قال: حدثنا عمران القطان عن قتادة عن نصير بن عاصم عن عبد الله بن أبي فطيمة عن يحيى بن يعمر قال: قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: في القرآن لحن تقيمه العرب بألسنتها.
قال: قيل: فما تأويل الخبر الذي رويتموه أيضا عن هشام بن عروة عن أبيه: أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن عن قوله: إن هذان لساحران (20- 63) وعن والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة (4- 162) وعن إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى (5- 69) ؟ فقالت: يا ابن أختي، هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتابة. قلت: تأويله ظاهر، وذلك أن عروة لم يسأل عائشة فيها عن حروف الرسم التي تزاد فيها لمعنى وتنقص منها لآخر، تأكيدا للبيان، وطلبا للخفة، وإنما سألها فيه عن حروف من القراءة المختلفة الألفاظ المحتملة الوجوه على اختلاف اللغات التي أذن الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام ولأمته في القراءة بها واللزوم على ما شاءت منها تيسيرا لها وتوسعة عليها، وما هذا سبيله وتلك حاله فعن اللحن والخطأ والوهم والزلل بمعزل؛ لفشوه في اللغة، ووضوحه في قياس العربية، وإذا كان الأمر في ذلك كذلك فليس ما قصدته فيه بداخل في معنى المرسوم ولا هو من سببه في شيء، وإنما سمى عروة ذلك لحنا وأطلقت عائشة على مرسومه كذلك الخطأ على جهة الاتساع في الأخبار وطريق المجاز في العبارة إذا كان ذلك مخالفا
لمذهبهما وخارجا عن اختيارهما، وكان الأوجه والأولى عندهما والآكثر والأفشى لديهما لا على وجه الحقيقة والتحصيل والقطع؛ لما بيناه قبل من جواز ذلك وفشوه في اللغة، واستعمال مثله في قياس العربية، مع انعقاد الإجماع على تلاوته كذلك، دون ما ذهبا إليه إلا ما كان من شذوذ أبي عمرو بن العلاء في إن هذين (20-63) خاصة هذا الذي يحمل عليه هذا الخبر ويتأول فيه دون أن يقطع به على أن أم المؤمنين رضي الله عنها مع عظيم محلها وجليل قدرها واتساع علمها ومعرفتها بلغة قومها لحنت الصحابة وخطأت الكتبة وموضعهم من الفصاحة والعلم باللغة موضعهم الذي لا يجهل ولا ينكر هذا ما لا يسوغ ولا يجوز، قد تأول بعض علمائنا قول أم المؤمنين أخطأوا في الكتاب، أي: أخطأوا في اختيار الأولى من الأحرف السبعة بجمع الناس عليه لا أن الذي كتبوا من ذلك خطأ لا يجوز؛ لأن ما لا يجوز مردود بإجماع، وإن طالت مدة وقوعه، وعظم قدر موقعه وتأول اللحن أنه القراءة واللغة، كقول عمر رضي الله عنه: أبي أقرؤنا وإنا لندع بعض لحنه، أي: قراءته ولغته، فهذا بين. وبالله التوفيق.
حدثنا الخاقاني: قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن عن قول الله عز وجل: إن هذان لساحران، وعن قوله: والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة، وعن قوله تبارك وتعالى: إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى فقالت: يا ابن أختي، هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب.
فإن قال قائل: فإذ قد أوضحت ما سئلت عنه من تأويل هذين الخبرين
فعرفنا بالسبب الذي دعا عثمان رضي الله عنه إلى جمع القرآن في المصاحف وقد كان مجموعا في الصحف على ما رويته لنا في حديث زيد بن ثابت المتقدم قلت: السبب في ذلك بين فذلك الخبر على قول بعض العلماء، وهو أن أبا بكر رضي الله عنه كان قد جمعه أولا على السبعة الأحرف التي أذن الله عز وجل للأمة في التلاوة بها ولم يخص حرفا بعينه، فلما كان زمان عثمان ووقع الاختلاف بين أهل العراق وأهل الشام في القراءة وأعلمه حذيفة بذلك- رأى هو ومن بالحضرة من الصحابة أن يجمع الناس على حرف واحد من تلك الأحرف، وأن يسقط ما سواه فيكون ذلك مما يرتفع به الاختلاف ويوجب الاتفاق إذا كانت الأمة لم تؤمر بحفظ الأحرف السبعة، وإنما خيرت في أيها شاءت لزمته وأجزأها كتخييرها في كفارة اليمين بالله بين الإطعام والكسوة والعتق، لا أن يجمع ذلك كلا فكذلك السبعة الأحرف.
وقيل: إنما جمع الصحف في مصحف واحد، لما في ذلك من حياطة القرآن وصيانته وجعل المصاحف المختلفة مصحفا واحدا متفقا عليه وأسقط ما لا يصح من القراءات ولا يثبت من اللغات وذلك من مناقبه وفضائله رضي الله عنه . اهـ. وإذا ثبت ذلك فلم لا يجوز أن يكتب المصحف بالرسم الإملائي بعد إحكامه وضبط قواعده، بل هو أولى منه وأدق وأحسن نظاما وأوضح قراءة وأسهل تلاوة؟
ونوقش ذلك بما يأتي:
أ- وقد يقال: لا حرج في قراءة القرآن بالرسم العثماني: فإن سهولة القراءة تدور على معرفة الرسم والتمرين على القراءة به أيا كان، فإذا عني
الإنسان بالرسم العثماني وتعهده بالقراءة سهلت عليه القراءة به كالقراءة حسب قواعد الإملاء، فإنها سهلت بمعرفة الرسم الإملائي وتطبيقه كتابة وقراءة، وهذا أمر عام في جميع اللغات، فإن مبناها المعرفة والمحاكاة والتلقي.
ويشهد لذلك سهولة القراءة في المصحف بالرسم العثماني على من تعلموا طوال القرون الماضية في الكتاتيب إلى العصر الحاضر مع انتشار قواعد الإملاء والعمل بها تأليفا وقراءة، فالسهولة والصعوبة والوضوح والاشتباه ليس ذاتيا لهذا أو ذاك، وإنما يرجع ذلك إلى التعهد والعناية، والإهمال والإعراض.
ب- على أن هناك كلمات تكتب في الرسم الإملائي على طريقة الرسم العثماني مستثناة من القواعد الإملائية ولم يعق ذلك العصريين عن قراءتها أو كتابتها ولم يشق عليهم متابعة الرسم العثماني فيها مثل حذف الألف من ذلك، وهذا، وهؤلاء، ولكن، وأولئك. . . إلخ، ومثل زيادة الواو في أولئك، وأولو الألباب، وأولي أجنحة، وزيادة الألف في مائة.
ج- إن المشقة التي يعانيها من لم يعرف الرسم العثماني في تلاوة القرآن ليست من جنس الضرورة إلى جمع القرآن ولا من جنس الحاجة إلى نقطه وشكله، فإنه يمكن القضاء على تلك المشقة بمعرفة الرسم العثماني والتمرس بالقراءة على مقتضاه كما تقدم بيانه، بخلاف الضرورة إلى جمع القرآن أولا وثانيا: فإنها لا ترتفع إلا بجمعه ولا يقضى عليها إلا به، وكذا الحال في الحاجة إلى نقطه وشكله، فإنها لا تزول إلا بذلك ولا تندفع إلا به، إذ العجمة تتزايد بدخول الأعاجم في الإسلام، وضعف اللسان