الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويجعل أصبعيه في أذنيه؛ لحديث أبي جحيفة رضي الله عنه،قال:((رأيت بلالاً يؤذن، أتتبع فاه، هاهنا وهاهنا، وإصبعاه في أذنيه)) (1)،ويلوي عنقه فيلتفت يمينًا لحيَّ على الصلاة، وشمالاً لحيَّ على الفلاح؛ لحديث أبي جحيفة رضي الله عنه قال:((رأيت بلالاً خرج إلى الأبطح فأذَّنَ، فلما بلغ حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح لوى عُنُقه يمينًا وشمالاً ولم يستدر)) (2).
ويؤذِّن في أول الوقت
؛ لقول جابر بن سمرة رضي الله عنه: ((كان بلال لا يؤخر الأذان عن الوقت، وربما أخَّر الإقامة
(1) أحمد في المسند، 4/ 308، والترمذي، كتاب الصلاة، باب ما جاء في إدخال الإصبع في الأذن عند الأذان، برقم 197، وابن ماجه، كتاب الأذان، باب السنة في الأذان، برقم 711.
(2)
أبو داود، كتاب الصلاة، باب المؤذن يستدير في أذانه، برقم 520، وأصل حديث أبي جحيفة متفق عليه: البخاري، برقم 634، ومسلم، برقم 503.
شيئًا)) (1)،ومن السنة أن يكون المؤذن قوي الصوت؛ لحديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه يرفعه:((فقمْ مع بلالٍ فألقِ عليه ما رأيتَ فليؤذِّن به؛ فإنه أندى صوتًا منك)) (2). ويستحب أن يكون صوت المؤذن حسنًا (3)؛ لحديث أبي محذورة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أعجبَه صوتُهُ، فعلَّمَهُ الأذان (4)، والأفضل أن يكون عالمًا بالوقت بنفسه؛ ليتمكن من الأذان في أوَّل الوقت؛ ولأنه قد يتعذّر عليه من يخبره بالوقت، ولكن لا حرج في أذان الأعمى إذا كان له من يخبره بدخول الوقت؛ لأن ابن أمِّ مكتوم رضي الله عنه كان رجلاً أعمى لا يؤذن حتى يقال:((أصبحت أصبحت)) (5)، ويجب أن يكون المؤذن
(1) أخرجه ابن ماجه، في كتاب الأذان، باب السنة في الأذان، برقم 713، وأحمد بنحوه في المسند، 5/ 91، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، 1/ 243.
(2)
أبو داود، كتاب الصلاة، باب كيف الأذان، برقم 499، وابن ماجه، كتاب الأذان، باب بدء الأذان، برقم 706، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، 1/ 265.
(3)
انظر: سبل السلام للصنعاني، 2/ 70.
(4)
ابن خزيمة في صحيحه، 1/ 195، برقم 377.
(5)
متفق عليه من حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم: البخاري، كتاب الأذان، باب أذان الأعمى إذا كان له من يخبره، برقم 617، ومسلم، كتاب الصيام، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بأذان الفجر، برقم 1092.
أمينًا؛ لقوله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} (1)؛ ولحديث ابن أبي محذورة عن أبيه عن جده: ((أُمناءُ المسلمين على صلاتهم وسحورهم: المؤذنون)) (2)؛ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: ((والمؤذن مؤتمن)) (3)، وينبغي للمؤذن أن يبتغي بأذانه وجه الله تعالى؛ لحديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: يا رسول الله، اجعلني إمام قومي، فقال:((أنت إمامُهُم واقتدِ بأضعفهم، واتَّخِذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا)) (4). وأما إعطاء المؤذن من بيت مال المسلمين
(1) سورة القصص، الآية:26.
(2)
البيهقي 1/ 426،وحسنه الألباني لشاهده عن الحسن، في إرواء الغليل،1/ 239.
(3)
أبو داود، برقم 517، والترمذي، برقم 207، وتقدم تخريجه.
(4)
أبو داود، كتاب الصلاة، باب أخذ الأجر على التأذين، برقم 531، والترمذي، كتاب الصلاة، باب ما جاء في كراهية أن يأخذ المؤذن على الأذان أجرًا، برقم 209، والنسائي، كتاب الأذان، باب اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجرًا، برقم 672، وابن ماجه، كتاب الأذان، باب السنة في الأذان، برقم 714، وأحمد، 4/ 21، 217، وصححه الألباني في إرواء الغليل، 5/ 315، برقم 1492.