المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌354 - باب الوضوء من البول والغائط - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ١٧

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌أبوابُ مَا يَجِبُ مِنْهُ الوُضُوءُ وَمَا لَا يَجِبُ

- ‌353 - بَابُ الوُضُوءِ مِنَ الحَدَثِ

- ‌354 - بَابُ الوُضُوءِ مِنَ البَوْلِ وَالغَائِطِ

- ‌355 - بَابُ الوُضُوءِ مِنَ المَذْيِ

- ‌356 - بَابُ الوُضُوءِ مِنَ الوَدْيِ

- ‌357 - بَابُ الوُضُوءِ مِنَ التقَاءِ الخِتَانَيْنِ

- ‌358 - بَابُ نَسْخِ الوُضُوءِ مِنَ التِقَاءِ الخِتَانَيْنِ، وَالأَمْرِ بِالغُسْلِ

- ‌359 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الوُضُوءِ مِنَ النَّوْمِ

- ‌360 - بَابُ تَرْكِ الوُضُوءِ مِنَ النَّوْمِ

- ‌361 - بَابٌ: لَا وُضُوءَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ بِخَاصَّةٍ

- ‌362 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي أَنْ لَا وُضُوءَ إِلَّا عَلَى المُضْطَجِعِ

- ‌363 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي النَّوْمِ فِي الصَّلَاةِ، هَلْ يَنقُضُ الوُضُوءَ

- ‌364 - بَابُ مَا وَرَدَ فِي وُضُوءِ مَنْ خَالَطَ النَّوْمُ قَلْبَهُ

- ‌365 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الوُضُوءِ عَلَى كُلِّ نَائِمٍ إِلَّا مَنْ خَفَقَ بِرَأْسِهِ

- ‌366 - بَابُ مَا رُوِيَ في أَنَّ الغِشْيَانَ حَدَثٌ

- ‌367 - بَابُ الوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ

- ‌368 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي الوُضُوءِ مِنْ أَلْبَانِ الإِبِلِ

- ‌369 - بَابُ تَرْكِ الوُضُوءِ مِنَ اللَّبَنِ عَامَّةً

الفصل: ‌354 - باب الوضوء من البول والغائط

‌354 - بَابُ الوُضُوءِ مِنَ البَوْلِ وَالغَائِطِ

2106 -

حَدِيثُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ:

◼ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشِّعْبِ، نَزَلَ فَبَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَلَمْ يُسْبِغِ الوُضُوءَ. فَقُلْتُ: الصَّلَاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: «الصَّلَاةُ أَمَامَكَ» . فَرَكِبَ، فَلَمَّا جَاءَ المُزْدَلِفَةَ نَزَلَ فَتَوَضَّأَ، فَأَسْبَغَ الوُضُوءَ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى المَغْرِبَ، ثُمَّ أَنَاخَ كُلُّ إِنْسَانٍ بَعِيرَهُ فِي مَنْزِلِهِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ العِشَاءُ فَصَلَّى، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا [شَيْئًا].

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م)، والزيادة لمسلم.

[التخريج]:

[خ 139 "واللفظ له"، 1672/ م (276/ 1280) والزيادة له ولغيره/ د 1916/ كن 4220/ حم 21814/ طا 1192/ طاو 90 / ثو 458/ مي 1907/ عه 3955/ بغز 19/ طح (2/ 214/3967) / طحق 1428/ حب 1590، 3861/ عط (حاكم 152) / مطغ 631/ مسن 2961/ ودع 110، 294/ هق 9576/ هقع 6264، 10091/ ملك (تمهيد 13/ 156)، (مشب 1/ 426 - 427) / بغ 1937 / بغت (1/ 229) / حداد 1413/ فرو (أربعين ق 28/أ-ب) / عساكر (مساواة 24) / همذ 35/ مراغي (ص 210)].

ص: 49

[السند]:

قال البخاري: حدثنا عبد الله بن مَسْلَمة، عن مالك، عن موسى بن عقبة، عن كُرَيْب مولى ابن عباس، عن أسامة بن زيد، أنه سمعه، به.

وقال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، به، وفيه الزيادة.

رِوَايَةُ: ((وُضُوءًا لَيْسَ بِالبَالِغِ)). وَلَمْ يَقُلْ: ((وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا)):

• وَفِي رِوَايَةٍ مُخْتَصَرًا: ((أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَاتٍ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الشِّعْبِ نَزَلَ فَبَالَ - وَلَمْ يَقُلْ أُسَامَةُ: أَرَاقَ المَاءَ - قَالَ: فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا لَيْسَ بِالبَالِغِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الصَّلَاةَ. قَالَ: «الصَّلَاةُ أَمَامَكَ»، قَالَ: ثُمَّ سَارَ حَتَّى بَلَغَ جَمْعًا، فَصَلَّى المَغْرِبَ وَالعِشَاءَ)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م (278/ 1280) واللفظ له/ مش 148/ ش 14232 مختصرًا/ بغس 43/ مخلص 383 / مسن 2963/ بغد 11/ مشب 134 - 137/ الشيخات الست للبرزالي (ص 103)].

[السند]:

قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك،

ص: 50

(ح) وحدثنا أبو كريب، - واللفظ له - حدثنا ابن المبارك، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب مولى ابن عباس، قال: سمعت أسامة بن زيد، به.

رِوَايَةٌ مُخْتَصَرة:

• وَفِي رِوَايَةٍ مُخْتَصَرًا: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ، مَالَ إِلَى الشِّعْبِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ فَتَوَضَّأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُصَلِّي [المَغْرِبَ]؟ فَقَالَ: «الصَّلَاةُ (المُصَلَّى) أَمَامَكَ».

[الحكم]:

صحيح (خ)، والزيادة صحيحة.

[التخريج]:

[خ 1667 "واللفظ له" / ن 3047 "والزيادة له ولغيره" / كن 4212/ بغس 40، 41 / طحق 1434 "والرواية له"].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا مُسدَّد، حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن موسى بن عقبة، عن كريب مولى ابن عباس، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، به.

تحقيق الرواية:

رواها النسائي في (الصغرى، والكبرى) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا حماد، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن أسامة بن زيد، به.

ورواه أبو القاسم البغوي في (مسند أسامة بن زيد 40) قال: حدثنا

ص: 51

ابن مَنيع، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا حماد بن زيد، به.

ورواه البغوي في (41) قال: حدثنا ابن منَيع، قال: حدثناه عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن موسى بن عقبة، قال حماد: وقد سمعت أخاه إبراهيم بن عقبة يخبر به أيضًا عن كريب.

وإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

رِوَايَةُ: ((صَبَبْتُ عَلَيْهِ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَاتٍ، فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الشِّعْبَ الأَيْسَرَ الَّذِي دُونَ المُزْدَلِفَةِ، أَنَاخَ، فَبَالَ (فَقَضَى حَاجَتَهُ) ثُمَّ جَاءَ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ (فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَيْهِ) الوَضُوءَ، فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا، فَقُلْتُ: الصَّلَاةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ (المُصَلَّى) أَمَامَكَ» ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَى المُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى، ثُمَّ رَدِفَ الفَضْلُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ جَمْعٍ))

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م)، والروايات للبخاري.

[التخريج]:

[خ 181 والروايات له ولغيره، 1669 واللفظ له / م (277/ 1280) / كن 4213/ جع 317 / عل 6722/ عه 3941، 3943 - 3945/ منذ 329/ خلاد (ق 115/ب-116/أ) / طب (1/ 162/386) / محد 792/ مهندس (ق 2/ب) / مسن 2948، 2962/ محلى

ص: 52

07/ 129) / ودع 108، 109/ هقغ 1667/ هق 391، 9563/ ردف (ص 48)].

[السند]:

قال البخاري (181): حدثني محمد بن سَلَّام، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، عن يحيى، عن موسى بن عقبة، عن كريب مولى ابن عباس، عن أسامة بن زيد، به.

وقال (1669): حدثنا قتيبة، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة، عن كريب مولى ابن عباس، به.

وقال مسلم (277/ 1280): وحدثنا محمد بن رُمْح، أخبرنا الليث، عن يحيى بن سعيد، عن موسى بن عقبة مولى الزبير، عن كريب مولى ابن عباس، به.

ص: 53

رِوَايَةُ ((ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى الغَائِطِ، فَلَمَّا رَجَعَ صَبَبْتُ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ، فَلَمَّا جَاءَ الشِّعْبَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى الغَائِطِ، فَلَمَّا رَجَعَ صَبَبْتُ عَلَيْهِ مِنَ الإِدَاوَةِ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَكِبَ، ثُمَّ أَتَى المُزْدَلِفَةَ فَجَمَعَ بِهَا بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ))

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م (281/ 1280) / عه 3953/ مسن 2966/ طب (1/ 161/380) واختصره].

[السند]:

قال مسلم: حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عطاء مولى سباع، عن أسامة بن زيد، به.

ص: 54

رِوَايَةُ: عَنْ كُرَيْبٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ:

• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ كُرَيْبٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ: كَيْفَ صَنَعْتُمْ حِينَ رَدِفْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشِيَّةَ عَرَفَةَ؟ فَقَالَ: جِئْنَا الشِّعْبَ الَّذِي يُنِيخُ النَّاسُ فِيهِ لِلمَغْرِبِ (لِلمُعَرَّسِ)، فَأَنَاخَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاقَتَهُ وَبَالَ - وَمَا قَالَ: أَهَرَاقَ المَاءَ - ثُمَّ دَعَا بِالوَضُوءِ، [فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ المَاءَ] 1 فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا لَيْسَ بِالبَالِغِ (بِالسَّابِغِ [جِدًّا])، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الصَّلَاةَ. فَقَالَ:((الصَّلَاةُ أَمَامَكَ)) فَرَكِبَ حَتَّى جِئْنَا المُزْدَلِفَةَ فَأَقَامَ المَغْرِبَ، ثُمَّ أَنَاخَ النَّاسُ فِي مَنَازِلِهِمْ، وَلَمْ يَحُلُّوا حَتَّى أَقَامَ العِشَاءَ الآخِرَةَ، فَصَلَّى، ثُمَّ حَلُّوا. قُلْتُ: فَكَيْفَ فَعَلْتُمْ حِينَ أَصْبَحْتُمْ؟ قَالَ: رَدِفَهُ الفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَانْطَلَقْتُ أَنَا فِي سُبَّاقِ قُرَيْشٍ عَلَى رِجْلَيَّ.

[الحكم]:

صحيح (م)، دون الزيادتين والروايتين وهما صحيحتان.

[التخريج]:

[م (279/ 1280) واللفظ له/ د 1912 / حم 21742/ مي 1906 والرواية الأولى له ولغيره والثانية له والزيادة الثانية له ولغيره/ عه 3940/ بغس 26/ مسن 2964 والزيادة الأولى له/ هق 9577].

[السند]:

قال مسلم: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا يحيى بن آدم، حدثنا زهير أبو خيثمة، حدثنا إبراهيم بن عقبة، أخبرني كريب، به.

تحقيق الزيادة الأولى:

قال أبو نعيم في (المسند المستخرج): ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن علي، ثنا علي بن الجعد، أنبأ زهير، عن إبراهيم بن عقبة، عن

ص: 55

كريب. وثنا أبو أحمد، ثنا ابن شِيرَوَيْهِ، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ يحيى بن آدم، ثنا زهير أبو خيثمة، ثنا إبراهيم بن عقبة، أخبرني كريب، أنه سأل أسامة بن زيد

فذكره.

وإسناده صحيح، رجاله ثقات.

تحقيق الزيادة الثانية والروايتين:

قال الدارمي: حدثنا أبو نعيم، حدثنا زهير، عن إبراهيم بن عقبة، قال: أخبرني كريب، به.

وهذا أيضًا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

رِوَايَةُ ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ

• وَفِي رِوَايَةٍ، وَفِيهَا زِيَادَةٌ: ((

ثُمَّ رَكِبَ حَتَّى أَتَى جَمْعًا، وَنَزَلَ فَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ صَلَّى صَلَاةَ المَغْرِبِ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ صَلَّى صَلَاةَ العِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا سُبْحَةٌ)).

[الحكم]:

صحيح المتن بغير هذا السياق، وهذا إسناد ضعيف.

[التخريج]:

[هق 9565].

[السند]:

قال البيهقي: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي رحمه الله، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن شعيب البزمهراني، حدثنا أحمد بن حفص

ص: 56

ابن عبد الله، حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب مولى ابن عباس، أنه قال: سألت أسامة بن زيد: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دفع من عرفة؟

الحديث.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه عبد الله بن محمد بن شعيب البزمهراني، لم نجد له ترجمة.

والحديث في صحيح مسلم (1280) من طريق زهير أبي خيثمة، عن إبراهيم بن عقبة، بلفظ:((فَرَكِبَ حَتَّى جِئْنَا المُزْدَلِفَةَ، فَأَقَامَ المَغْرِبَ، ثُمَّ أَنَاخَ النَّاسُ فِي مَنَازِلِهِمْ، وَلَمْ يَحِلُّوا حَتَّى أَقَامَ العِشَاءَ الآخِرَةَ، فَصَلَّى، ثُمَّ حَلُّوا))، وقد سبق قريبًا.

ص: 57

رِوَايَةُ: صَبَبْتُ-حَلُّوا رِحَالَهُمْ

• وَفِي رِوَايَةٍ، قال: فَلَمَّا أَتَى الشِّعْبَ، نَزَلَ فَبَالَ - وَلَمْ يَقُلْ: أَهْرَاقَ المَاءَ- فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ (ثُمَّ أتَيْتُهُ بِالْإِدَاوَةِ [مِنْ مَاءٍ]) 1 فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا، فَقُلْتُ: الصَّلَاةَ. فَقَالَ: ((الصَّلَاةُ أَمَامَكَ)).

قَالَ: ثُمَّ أَتَى المُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى المَغْرِبَ، ثُمَّ حَلُّوا (حَطُّوا) 2 (دَخَلُوا) 3 (نَزَعُوا) 4 رِحَالَهُمْ، وَأَعَنْتُهُ ثُمَّ صَلَّى العِشَاءَ)).

[الحكم]:

صحيح دون قوله: ((ثم حلوا رحالهم)).

[التخريج]:

[ن 619 والرواية الرابعة له/ كن 1723/ حم 21749 واللفظ له/ مش 149 والرواية الثالثة له/ حمد 558 والروايتان الأولى والثانية له ولغيره/ طر (ق 88/ب) / زرقي (2/ 197) واختصره/ مكة 2809 والزيادة له/ خز 2927، 2931/ بغس 38 واختصره، 39، 44، 45].

[السند]:

قال أحمد: حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، قال: أخبرني أسامة بن زيد، به.

وقال ابن أبي شيبة في (المصنف) -ومن طريقه أبو القاسم البغوي في (مسند أسامة 45): حدثنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن عقبة، به.

ورواه ابن خزيمة في (الصحيح 2927) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، حدثنا سفيان، به.

ص: 58

ورواه النسائي في (الصغرى، والكبرى): أخبرنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن عقبة ومحمد بن أبي حرملة، عن كريب، عن ابن عباس، عن أسامة بن زيد، به. فجمع سفيان بين إبراهيم بن عقبة وابن أبي حرملة.

ورواية ابن أبي حرملة بَيَّنها الحُميدي في (مسنده) فقال: ثنا سفيان قال: ثنا إبراهيم بن عقبة ومحمد بن أبي حرملة. قال سفيان: قال أحدهما: أخبرني كريب، عن ابن عباس، عن أسامة. وقال الآخر: أخبرني كريب، عن أسامة. وكان ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة حتى أتى المزدلفة.

وكذا بَيَّنها أبو خيثمة، كما عند أبي القاسم البغوي في (مسند أسامة 38) قال: حدثنا ابن عيينة، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن أسامة بن زيد وابن أبي حرملة، عن كريب، عن أسامة، به مختصرًا.

ومداره عند الجميع على سفيان بن عيينة، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، ولكن أخطأ ابن عيينة في إسناده، ومتنه:

أما السند: فزاد فيه بين كريب وأسامة (عبد الله بن عباس رضي الله عنه.

وقد رواه عن إبراهيم جماعة، فلم يذكروا:((ابن عباس))، وهم:

1، 2 - عبد الله بن المبارك وزهير بن حرب، عند مسلم (1280)، وغيره.

3 -

محمد بن إسحاق، عند أحمد (21761)، وأبي داود (1915).

ص: 59

4 -

سفيان الثوري، عند أبي داود (1912)، والنسائي في (الصغرى 3048)، و (الكبرى 4211)، وغيرهما.

5 -

حماد بن زيد، عند النسائي في (الكبرى 4212).

6 -

وهيب بن خالد، عند أبي عوانة في (المستخرج 3946).

7 -

معمر بن راشد، عند أحمد في (المسند 21832).

8 -

إبراهيم بن طهمان، عند البيهقي في (السنن الكبير 9565).

فرواه ثمانيتهم - وغيرهم -: عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب مولى ابن عباس، عن أسامة، به. لم يذكروا (ابن عباس).

وكذا رواه موسى بن عقبة، كما في البخاري (139، 1667)، ومسلم (1280)، وغيرهما.

ومحمد بن أبي حرملة، كما في البخاري (1669)، ومسلم (1280)، وغيرهما.

فروياه عن كريب عن أسامة، لم يذكرا فيه (ابن عباس) وهو الصحيح.

ولذا قال الإمام أحمد: ((خالف سفيان في هذا الحديث الناس. يعني: ليس بين كريب وأسامة في هذا الحديث ابن عباس)) (مسند أسامة للبغوي ص 93).

وقال أبو بكر بن أبي شيبة - لما حَدَّث بهذا الحديث عن ابن عيينة -: ((وَهِم سفيان في هذا الحديث، سمعه كريب من أسامة، ليس فيه ابن عباس. والحديث على ما رواه ابن المبارك)) (مسند أسامة للبغوي ص 93).

وقال ابن خزيمة: ((لا أعلم أحدًا أدخل ابن عباس بين كريب وبين أسامة في

ص: 60

هذا الإسناد إلا ابن عيينة. رواه يحيى بن سعيد الأنصاري، عن موسى بن عقبة، عن كريب، أخبرني أسامة)) (الصحيح 3/ 395).

وقال ابن عبد البر: ((والصحيح في هذا الحديث طَرْح ابن عباس من إسناده؛ وإنما هو لكريب عن أسامة بن زيد.

وكذلك رواه يحيى بن سعيد الأنصاري وحماد بن زيد، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن أسامة؛ مثل رواية مالك سواء. ولم يُخالَف فيه على موسى بن عقبة فيما علمتُ.

ورواه إبراهيم بن عقبة، واختُلف عليه فيه: فرواه سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن عقبة ومحمد بن أبي حرملة جميعًا، عن كُريب، عن ابن عباس، عن أسامة بن زيد؛ مثله بمعناه، أدخلا بين كريب وبين أسامة عبد الله بن عباس.

ورواه حماد بن زيد، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن أسامة.

ورواه إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة، عن كُريب، عن أسامة، لم يَذكر ابن عباس.

وكذلك رواه ابن المبارك، عن إبراهيم بن عقبة؛ مثل رواية حماد بن زيد.

فدل ذلك كله على ضعف رواية ابن عيينة وصحة رواية مالك ومَن تابعه، وأن ليس لابن عباس ذِكر صحيح في هذا الحديث)) (التمهيد 13/ 157 - 158).

وقال المزي: ((عن سفيان، عن إبراهيم بن عقبة ومحمد بن أبي حرملة، كلاهما عن كريب، عن ابن عباس، به. كذا قال، والصحيح عن أسامة))

ص: 61

(تحفة الأشراف 1/ 48).

وأقره ابن كثير في (البداية والنهاية 7/ 586).

وأما الخطأ في المتن: فقوله في آخر الحديث: ((ثُمَّ حَلُّوا رِحَالَهُمْ، وَأَعَنْتُهُ عَلَيْهِ)).

فالمحفوظ ما في البخاري (139)، ومسلم (1280)، وغيرهما من رواية مالك عن موسى بن عقبة بسنده، قال:((ثُمَّ أَنَاخَ كُلُّ إِنْسَانٍ بَعِيرَهُ فِي مَنْزِلِهِ)).

وكذا في رواية زهير أبي خيثمة عن إبراهيم بن عقبة، عند مسلم (1280) قال:((ثُمَّ أَنَاخَ النَّاسُ فِي مَنَازِلِهِمْ، وَلَمْ يَحُلُّوا حَتَّى أَقَامَ العِشَاءَ الآخِرَةَ)).

وقد سبقت كلتا الروايتين.

ص: 62

رِوَايَةُ زَادَ: قَدْرُ مَا وَضَعْنَا عَنْ رَوَاحِلِنَا

• وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: ((أَفَضْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ الشِّعْبِ فَتَوَضَّأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُصَلِّي؟ فَقَالَ: ((المُصَلَّى أَمَامَكَ))، حَتَّى أَتَى جَمْعًا، فَصَلَّى المَغْرِبَ، وَلَمْ يَكُنْ إِلَّا قَدْرُ مَا وَضَعْنَا عَنْ رَوَاحِلِنَا، ثُمَّ صَلَّى العِشَاءَ)).

[الحكم]:

إسناده صحيح.

[التخريج]:

[طحق 1433/ طبري (كبير 18/ 820)].

[السند]:

قال الطحاوي: حدثنا محمد بن خزيمة، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد، عن موسى بن عقبة، عن كُرَيْب بن أبي مسلم، عن أسامة بن زيد، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.

ص: 63

رِوَايَةُ ((فَأَتَى النَّقْبَ الَّذِي يَنْزِلُهُ الأُمَرَاءُ وَالخُلَفَاءُ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَفَعَ - أَوْ: أَفَاضَ - مِنْ عَرَفَةَ، فَأَتَى النَّقْبَ الَّذِي يَنْزِلُهُ الأُمَرَاءُ وَالخُلَفَاءُ. قَالَ: فَبَالَ، فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا حَسَنًا بَيْنَ الوُضُوءَيْنِ (وُضُوءًا خَفِيْفًا لَيْسَ بِالبَالِغِ)، ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ، قُلْتُ: الصَّلَاةَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: ((الصَّلَاةُ أَمَامَكَ)) قَالَ: فَأَتَى جَمْعًا، فَأَقَامَ فَصَلَّى المَغْرِبَ، ثُمَّ لَمْ يَحُلَّ بَقِيَّةُ النَّاسِ حَتَّى أَقَامَ فَصَلَّى العِشَاءَ)).

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م (280/ 1280) / حم 21831 "واللفظ له"، 21832 / ن 3048 / كن 4211/ عه 3942، 3946 / بغس 42 / أصم 295/ مسن 2965/ حل (7/ 105 - 106) / هق 9564].

[السند]:

قال مسلم: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا وكيع، حدثنا سفيان، عن محمد بن عقبة، عن كريب، عن أسامة، بنحوه.

وقال النسائي: أخبرنا محمود بن غيلان المروزي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، بنحوه.

وقال أحمد: حدثنا يحيى، عن سفيان، حدثني إبراهيم بن عقبة، عن كريب، به.

ص: 64

رِوَايَةَ زَادَ: ((أَذَّنَ وَأَقَامَ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ زَادَ فِيهَا: ((

فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى جَمْعٍ، أَذَّنَ وَأَقَامَ، ثُمَّ صَلَّى المَغْرِبَ

)).

[الحكم]:

صحيح المتن دون قوله: ((أَذَّنَ، وَأَقَامَ)) فشاذ.

[التخريج]:

[جه 3034 "واللفظ له" / بز 2592/ خز 2930]

[السند]:

قال ابن ماجه: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن أسامة بن زيد، به.

ورواه البزار وابن خزيمة من طريق ابن مهدي، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد رجاله ثقات، ولكن انفرد عبد الرحمن بن مهدي فيه بزيادة:((أَذَّنَ وَأَقَامَ))، وخالفه جماعة، فرووه عن سفيان الثوري، ولم يذكروا:((الأذان))، وهم:

1 -

وكيع بن الجراح، عند مسلم (1280)

(1)

.

2 -

يحيى بن سعيد القطان، عند أحمد في (المسند 21831).

3 -

محمد بن كثير، عند أبي داود في (السنن 1912)، وغيره.

(1)

ولكن وقع فيه وهمٌ حيث قال: ((محمد بن عقبة)) بدل: ((إبراهيم بن عقبة))، وجاء على الصواب في سنن النسائي (الصغرى 3048)، و (الكبرى 4211).

ص: 65

4، 5، 6 - الفريابي، وعثمان بن عمر، وعبيد الله بن موسى، عند أبي عوانة في (المستخرج 3942)، وغيره.

7 -

عبد الرزاق، عند أحمد في (المسند 21832) ولكن قرن معمًرا بالثوري، واختصره.

فرواه سبعتهم وغيرهم عن الثوري، عن إبراهيم بن عقبة بسنده، ليس فيه:((الأذان)).

ووافق الثوري على هذا الوجه: ابن المبارك وزهير وغير واحد كما تقدم قريبًا.

وكذا رواه ابن أبي حرملة، وموسى بن عقبة، كما في الصحيحين، وليس في أحاديثهما زيادة:((الأذان)) كما سبق.

ص: 66

رِوَايَةٌ مُطَوَّلَةٌ وفيها ((البِرّ لَيْسَ بِالْإِيضَاعِ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الشَّمْسُ دَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا سَمِعَ حَطْمَةَ النَّاسِ خَلْفَهُ، قَالَ:((رُوَيْدًا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ؛ فَإِنَّ البِرَّ لَيْسَ بِالْإِيضَاعِ)). قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا الْتَحَمَ عَلَيْهِ النَّاسُ أَعْنَقَ، وَإِذَا وَجَدَ فُرْجَةً نَصَّ، حَتَّى مَرَّ بِالشِّعْبِ الَّذِي يَزْعُمُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ صَلَّى فِيهِ، فَنَزَلَ بِهِ فَبَالَ - مَا يَقُولُ: أَهْرَاقَ الْمَاءَ كَمَا تَقُولُونَ - ثُمَّ جِئْتُهُ بِالْإِدَاوَةِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: قُلْتُ: الصَّلَاةَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: فَقَالَ: ((الصَّلَاةُ أَمَامَكَ)). قَالَ: فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا صَلَّى حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَنَزَلَ بِهَا فَجَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ: المَغْرِبِ، وَالعِشَاءِ الآخِرَةِ.

• وَفِي رِوَايَةٍ (2): ((كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اضْطَمَ عَلَيْهِ النَّاسُ أَعْنَقَ، فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى النَّاسِ قَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ البِرَّ لَيْسَ بِالإِيضَاعِ)). قَالَ: وَقَالَ أُسَامَةُ: سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَزَلَ بِالشِّعْبِ بَيْنَ الْمُزْدَلِفَةِ وَعَرَفَةَ، فَبَالَ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْإِدَاوَةِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، الصَّلَاةَ؟ قَالَ:((الصَّلَاةُ أَمَامَكَ))، ثُمَّ رَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَزَلَ بِالْمُزْدَلِفَةِ.

[الحكم]:

ضعيف بهذا السياق، وقد صح الحديث مفرقًا.

[التخريج]:

[د 1915 واختصره/ حم 21760 لم يذكر البول، 21761 "واللفظ له" / طس 7260 "والرواية الثانية له" / تحقيق 1331].

ص: 67

[التحقيق]:

رواه محمد بن إسحاق، على وجوه ثلاثة:

الوجه الأول: رواه عن إبراهيم بن عقبة عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة، بالرواية الأولى.

رواه أحمد في (المسند 21761) - وعنه أبو داود (1915) - قال: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني إبراهيم بن عقبة، به.

وهذا إسناد رجاله ثقات غير ابن إسحاق، فهو حسن الحديث، ويدلس وقد صرح بالتحديث فلم تُخْشَ عنعنته.

ولذا حَسَّنه ابن عبد الهادي في (تنقيح التحقيق 3/ 531)، وأقرَّه الزيلعي في (نصب الراية 3/ 66، 128).

وقال الألباني: ((إسناده حسن صحيح)) (صحيح أبي داود 6/ 173).

قلنا: لكن انفرد ابن إسحاق عن إبراهيم بن عقبة بزيادات لم يذكرها كل من رواه عنه. وهي:

- قوله: ((فَلَمَّا وَقَعَتِ الشَّمْسُ دَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا سَمِعَ حَطْمَةَ النَّاسِ خَلْفَهُ قَالَ: رُوَيْدًا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ؛ فَإِنَّ البِرَّ لَيْسَ بِالإِيضَاعِ)).

- وقوله: ((فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا التَحَمَ عَلَيْهِ النَّاسَ أَعْنَقَ، وَإِذَا وَجَدَ فُرْجَةً نَصَّ، حَتَّى مَرَّ بِالشِّعْبِ الذِي يَزْعُمُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ صَلَّى فِيهِ)).

فقد روى الحديثَ عن إبراهيم جماعة، لم يذكروا هذه الزيادات، وهم:

1، 2 - عبد الله بن المبارك وزهير بن حرب، كما في مسلم (1280)، وغيره.

ص: 68

3 -

سفيان بن عيينة، كما عند أحمد في (المسند 21749)، والحميدي (558)، وغيرهما.

4 -

سفيان الثوري، كما عند أبي داود (1912)، والنسائي في (الصغرى 3048، والكبرى 4211)، وغيرهما.

5 -

حماد بن زيد، كما عند النسائي في (الكبرى 4212).

6 -

وُهَيْب بن خالد، كما عند أبي عوانة في (المستخرج 3946).

7 -

معمر بن راشد، كما عند أحمد في (المسند 21832).

8 -

إبراهيم بن طهمان، كما عند البيهقي في (السنن الكبير 9565).

فرواه ثمانيتهم - وغيرهم - عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب مولى ابن عباس، عن أسامة، به. لم يذكروا هذه الزيادات.

الوجه الثاني: رواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسامة، به، لم يذكروا قصة البول.

رواه أحمد في (المسند 21760) قال: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني هشام بن عروة، به.

وهذا إسناد رجاله ثقات غير ابن إسحاق، فهو حسن الحديث، كما سبق، وقد صرح بالتحديث.

ولكن الحديث مشهور عن هشام بن عروة عن أبيه قال: ((سُئِلَ أُسَامَةُ وَأَنَا جَالِسٌ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ حِينَ دَفَعَ؟ قَالَ: كَانَ يَسِيرُ العَنَقَ، فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ)).

ص: 69

هكذا رواه غير واحد من أصحاب هشام، وهم:

1، 2 - مالك بن أنس ويحيى القطان، كما في البخاري (1666، 2999، 4413)، وغيره.

3، 4، 5، 6 - حماد بن زيد، وعبدة بن سليمان، وعبد الله بن نُمَيْر، وحميد بن عبد الرحمن، عند مسلم (4413)، وغيره.

7 -

وكيع بن الجراح، عند ابن ماجه (3032).

8، 9 - عبد العزيز بن محمد، وجرير بن عبد الحميد، عند البزار (2573، 2574).

10 -

سفيان، عند النسائي (الكبرى 4209).

فرواه عشرتهم - وغيرهم - عن هشام بن عروة بسنده مقتصرين على قوله المذكور.

وخالفهم ابن إسحاق، فزاد هذه الزيادات عن هشام وانفرد بها.

ولذا قال الدارقطني: ((تَفَرَّد به محمد بن إسحاق، عن هشام، عن أبيه، بهذه الألفاظ)) (أطراف الغرائب والأفراد 1/ 142).

وقد سئل ابن معين عن ابن إسحاق فقال: ((

انظروا ما صنع في حديث هشام بن عروة: فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً

")) (تاريخ ابن أبي خيثمة-السِّفر الثالث 2/ 324).

الوجه الثالث: رواه عن يحيى بن عَبَّاد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال: قال أسامة بن زيد، بالرواية الثانية.

رواه الطبراني في (الأوسط 7260) قال: حدثنا محمد بن راشد، نا

ص: 70

إبراهيم بن سعيد، ثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن إسحاق، به.

وهذا إسناد ضعيف؛ لعنعنة ابن إسحاق، ولا يُعْرَف سماع لعباد من أسامة رضي الله عنه.

وقد قال الطبراني عقبه: ((لم يَرْوِ هذا الحديث عن محمد بن عباد إلا ابن إسحاق، ولا عن ابن إسحاق إلا يحيى بن سعيد. والمشهور من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسامة)).

قلنا: مدار الطرق كما سبق على ابن إسحاق، وقد جَمَع الأسانيد بمتن واحد مع اختلاف ألفاظ الثقات على هذه المتون. ولعل هذا من قِبل ابن إسحاق، فقد قال أحمد عنه:((هو حسن الحديث، ولكن إذا جَمَع عن رجلين. قلتُ: كيف؟ قال: يُحَدِّث عن الزهري ورجل آخر، فيَحمل حديث هذا على هذا. ثم قال: قال يعقوب: سمعت أبي يقول: سمعت المغازي منه ثلاث مرات، ينقصها ويغيرها)) (العلل رواية المروذي 51).

ص: 71

رِوَايَةُ ((أَهْرَاقَ المَاءَ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: ((أَنَا رَدِيفُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، فَلَمَّا جِئْنَا الشِّعْبَ - أَوْ: إِلَى الشِّعْبِ - نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَأَهْرَاقَ المَاءَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، فَلَمْ يُتِمَّ الوُضُوءَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تُصَلِّي؟ قَالَ: «الصَّلَاةَ أَمَامَكَ». فَرَكِبْنَا حَتَّى جِئْنَا جَمْعًا، فَنَزَلَ فَتَوَضَّأَ فَأَتَمَّ الوُضُوءَ، ثُمَّ أَذِنَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى المَغْرِبَ، ثُمَّ صَلَّى العِشَاءَ، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا)).

[الحكم]:

صحيح المتن، دون:((أَهْرَاقَ المَاءَ))، فشاذة.

[التخريج]:

[زرقي (2/ 197) / بغس 27].

[التحقيق]:

رُوي من طريقين:

الطريق الأول:

رواه الأزرقي في (أخبار مكة) قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثني جدي، أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة، عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس، قال: سمعت أسامة بن زيد، به.

وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: مسلم بن خالد، ضعيف، ولخص حاله الحافظ فقال:((صدوق كثير الأوهام)) (التقريب 6625).

ص: 72

الثانية: أن المحفوظ عن موسى بن عقبة ما رواه مالك وغيره، بلفظ:((نَزَلَ فَبَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَلَمْ يُسْبِغِ الوُضُوءَ، فَقُلْتُ: الصَّلَاةَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: «الصَّلَاةُ أَمَامَكَ». فَرَكِبَ، فَلَمَّا جَاءَ المُزْدَلِفَةَ نَزَلَ فَتَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الوُضُوءَ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى المَغْرِبَ، ثُمَّ أَنَاخَ كُلُّ إِنْسَانٍ بَعِيرَهُ فِي مَنْزِلِهِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ العِشَاءُ)). رواه البخاري (139)، وغيره كما سبق.

الطريق الثاني:

رواه أبو القاسم البغوي في (مسند أسامة 27) قال: حدثنا ابن مَنيع، قال: حدثناه إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، قال: حدثنا موسى بن عقبة، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن أسامة بن زيد، بنحوه.

وهذا إسناد رجاله ثقات، غير حاتم بن إسماعيل، فقد قال الحافظ:((صدوق يهم، صحيح الكتاب)) (التقريب 994).

قلنا: وقد وهم في إسناد هذا الحديث ومتنه:

فأما السند: فقال: ((عن موسى بن عقبة عن إبراهيم بن عقبة))، والمحفوظ أن موسى وأخاه إبراهيم كليهما رواه عن كريب، كما تقدم في الروايات السابقة.

ولذا قال أبو القاسم البغوي: ((لا أعلم أن أحدًا حَدَّث بهذا الحديث عن موسى بن عقبة، عن إبراهيم بن عقبة- غير حاتم بن إسماعيل، إلا أن موسى قد سمع هذا الحديث من كريب نفسه)) (مسند أسامة، ص: 90).

وقد ذكره عنه أبو بكر الخطيب البغدادي في كتابه "المزيد" فقال: ((وذِكر إبراهيم بن عقبة خطأ)) (جامع الآثار لابن ناصر الدين 6/ 104).

ص: 73

وعَقَّب عليه ابن ناصر الدين قائلًا: ((قلت: إبراهيم بن عقبة رواه عن كريب متابعة لأخيه موسى)).

وأما وهمه في المتن: فإن المحفوظ في الحديث أن أسأمة قال فيه: ((بَالَ)) ولم يقل: ((أَهْرَاقَ المَاءَ)) كما هو مُبيَّن في رواية زهير أبي خيثمة عن إبراهيم بن عقبة، في مسلم (279/ 1280) وغيره، حيث جاء فيه:((فَأَنَاخَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاقَتَهُ وَبَالَ - وَمَا قَالَ: أَهْرَاقَ المَاءَ -)).

ص: 74

2107 -

حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ:

◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ:((نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الشِّعْبِ بَعْدَمَا دَفَعَ مِنْ عَرَفَاتٍ، فَبَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تُصَلِّي؟ فَقَالَ لِي: ((الصَّلَاةُ أَمَامَكَ، لَيْسَتْ هَاهُنَا)). فَلَمَّا بَلَغَ جَمْعٌ صَلَّيْنَا، وَلَمْ نَزِدْ عَلَى أَنْ فَرَّقْنَا بَيْنَ رِحَالِنَا، ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ)).

[الحكم]:

صحيح المتن كما سبق، وهذا إسناد خطأ بذكر ابن عباس، والصواب:(عن أسامة)) كذا قال ابن البخاري.

[التخريج]:

[خيثم (ص 69) / مشب 133].

[السند]:

رواه خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في (حديثه) - ومن طريقه ابن البخاري في (مشيخته) - فقال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عوف الطائي بحمص قال: حدثنا شُقْران - يعني هاشم بن عمرو-، حدثنا شعيب بن إسحاق، حدثنا الأوزاعي، حدثنا عبد الله بن عامر، عن موسى بن عقبة، قال: حدثني كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس، به.

[التحقيق]:

هذا إسناد ضعيف؛ فيه: عبد الله بن عامر الأسلمي ((ضعيف)) (التقريب 3406).

قلنا: وقد أخطأ في إسناده، حيث جعله من مسند ابن عباس. والمحفوظ عن موسى بن عقبة من رواية مالك عنه في البخاري (139) وغيره، قال:

ص: 75

(عن كريب مولى ابن عباس، عن أسامة بن زيد، به))، وهو ما صوبه ابن البخاري فقال:((وقد رواه كريب عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما وهو الصواب)) (مشيخة ابن البخاري 1/ 422).

ص: 76

2108 -

حَدِيثُ المُغِيرَةِ:

◼ عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ:((أَمَعَكَ مَاءٌ؟ ))، قُلْتُ: نَعَمْ. فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، فَمَشَى حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ [فقَضَى حَاجَتَهُ] 1، ثُمَّ جَاءَ، فَأَفْرَغْتُ عَلَيْهِ الإِدَاوَةَ، [فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ] 2 فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ [شَأْمِيَّةٌ] 3، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْهَا، حَتَّى أَخْرَجَهُمَا مِنْ أَسْفِلِ الجُبَّةِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أَهْوَيْتُ لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقَالَ:((دَعْهُمَا؛ فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ))، فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا.

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[التخريج]:

[خ 182، 203، 206، 363 "والزيادة الأولى والثالثة له ولغيره"، 388، 2918 "والزيادة الثانية له ولغيره"، 4421، 5798، 5799 "واللفظ له" / م 274 / د 150 /

].

وقد سبق الحديث برواياته في (فصل المسح على الخفين)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ).

ص: 77

2109 -

حَدِيثُ حُذَيْفَةَ

◼ عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: «أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبَالَ قَائِمًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَجِئْتُهُ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ» .

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[التخريج]:

[خ 224 واللفظ له، 2471 / ن 26 - 28 / كن 24، 24، 25، 26

].

والحديث مخرج برواياته في (كتاب قضاء الحاجة، باب البول قائمًا)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ).

ص: 78

2110 -

حَدِيثُ جَرِيرٍ:

◼ عَنْ هَمَّامِ بْنِ الحَارِثِ، قَالَ: رَأَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بَالَ ثُم تَوَضَّأ [مِنْ مَطْهَرَةِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يَتَوَضَّأُ مِنْهَا الْعَامَّةُ] 1 وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَسُئِلَ، فَقَالَ:(([وَمَا يَمْنَعُنِي، وَقَدْ] 2 رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ مِثْلَ هَذَا)).

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م)، عدا الزيادتين وهي صحيحة كذلك.

[التخريج]:

[خ 387 "والسياق الأول له" / م 272 / ت 94 "والزيادة الثانية له ولغيره" / حمد 815 "والزيادة الأولى له ولغيره" / ..... ].

والحديث مخرج برواياته في (فصل المسح على الخفين)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ).

ص: 79

2111 -

حَدِيثُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ

◼ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ، فَقُلْتُ: لَأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا. قَالَ: فَجَاءَ المَسْجِدَ، فَسَأَلَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: خَرَجَ وَوَجَّهَ هَاهُنَا. فَخَرَجْتُ عَلَى إِثْرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ، حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ البَابِ، وَبَابُهَا مِنْ جَرِيدٍ، حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَاجَتَهُ، فَتَوَضَّأَ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ

الحديث بطوله.

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[التخريج]:

[خ 3674 "واللفظ له"، 7097 / م 2403 /

].

[السند]:

قال البخاري: حدثنا محمد بن مسكين أبو الحسن، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا سليمان، عن شَريك بن أبي نَمِر، عن سعيد بن المسيب قال: أخبرني أبو موسى الأشعري، به.

وسيأتي بتمامه في كتاب المناقب إن شاء الله.

ص: 80

2112 -

حَدِيثُ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ:

◼ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ المُرَادِيَّ أَسْأَلُهُ عَنِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّيْنِ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ يَا زِرُّ؟ فَقُلْتُ: ابْتِغَاءَ العِلْمِ. فَقَالَ: ((إِنَّ المَلَائِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ)). [فَقَالَ: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ تَسْأَلُ؟ ] 1 فَقُلْتُ: إِنَّهُ حَكَّ فِي صَدْرِي (نَفْسِي) 1 [شَيْءٌ مِنَ] 2 المَسْحِ عَلَى الخُفَّيْنِ بَعْدَ الغَائِطِ وَالبَوْلِ، وَكُنْتَ امْرَأً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجِئْتُ أَسْأَلُكَ: هَلْ سَمِعْتَهُ يَذْكُرُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ قَالَ: ((نَعَمْ، كَانَ [رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم] 3 يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفَرًا- أَوْ: مُسَافِرِينَ- أَنْ لَا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ إِلَّا مِنْ جَنَابَةٍ، لَكِنْ مِنْ غَائِطٍ وَبَوْلٍ وَنَوْمٍ

)).

[الحكم]:

حديث حسن، وصححه: البخاري، والترمذي، وابن خزيمة، والعُقيلي، وابن حبان، والخطابي، وابن عبد البر، وابن حزم، وابن العربي، وابن الجوزي، وعبد الغني المقدسي، وبهاء الدين المقدسي، والضياء المقدسي، والنووي، والعراقي، وابن الملقن، وابن حجر، والعيني.

وحَسَّنه: الجورقاني، وابن عساكر، وابن الصلاح، والألباني.

[التخريج]:

[ت 97، 3829 "واللفظ له"، 3830، 4061 "والرواية الأولى له، والزيادة الثانية له ولغيره" / ن 127 والزيادة الثالثة له ولغيره، 163 والزيادة الأولى له ولغيره، 164/ كن 163، 166، 186 - 188، 11288/ جه 481، 4101/

].

الحديث مخرج برواياته مع تحقيقها في (باب التوقيت في المسح على الخفين)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ).

ص: 81

2113 -

حَدِيثُ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكٍ الخَطْمِيِّ:

◼ عَنْ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكٍ الخَطْمِيِّ قَالَ: «خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ سِكَكِ المَدِينَةِ، فَانْتَهَى إِلَى سُبَاطَةِ قَوْمٍ، فَقَالَ: ((يَا حُذَيْفَةُ، اسْتُرْنِي))، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَالَ قَائِمًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الخُفِّ وَصَلَّى» .

[الحكم]:

منكر بهذا السياق، وضَعَّفه الهيثمي.

[التخريج]:

[طب (17/ 179)].

والحديث مخرج مع تحقيقه في (أبواب المسح على الخفين)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ).

ص: 82