المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌414 - فصل فيما ورد عن بعض الصحابة في المسح على الجوربين - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٢٠

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌أَبْوَابُ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ وَالجَورَبَيْنِ وَغَيْرِهِمَا

- ‌405 - بَابُ مَشْرُوعِيَّةِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ

- ‌406 - بَابُ أَوَّلُ مَنْ لَبِسَ الخُفَّينِ فِي الإِسْلَامِ

- ‌407 - بَابُ الخُفِّ الذِي مَسَحَ عَلَيهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌408 - بَابُ كَيْفِيَّةِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ

- ‌409 - بَابُ مُدَّةِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ لِلمُسَافِرِ، وَالمُقِيمِ

- ‌410 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي تَرْكِ التَّوْقِيتِ فِي المَسْحِ

- ‌411 - بَابُ لُبْسِ الخُفَّينِ عَلَى طَهَارَةٍ

- ‌412 - بَابُ مَنْ نَزَعَ خُفَّهُ وَغَسَلَ قَدَمَيهِ

- ‌413 - بَابُ المَسْحِ عَلَى الجَورَبَينِ

- ‌414 - فَصْلٌ فِيمَا وَرَدَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ فِي المَسْحِ عَلَى الجَورَبَينِ

- ‌415 - بَابُ المَسْحِ عَلَى النَّعْلَيْنِ

- ‌416 - بَابُ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ فِي النَّعْلَيْنِ وَلا يَمْسَحُ عَلَى النَّعْلَيْنِ

- ‌417 - بَابُ المَسْحِ عَلَى العَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ

- ‌418 - بَابُ المَسْحِ عَلَى الجَبَائِرِ

الفصل: ‌414 - فصل فيما ورد عن بعض الصحابة في المسح على الجوربين

‌414 - فَصْلٌ فِيمَا وَرَدَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ فِي المَسْحِ عَلَى الجَورَبَينِ

2522 -

حديثُ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ موقوفًا:

◼ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه: ((أَنَّهُ كَانَ يَمْسَحُ عَلَى الجَورَبَينِ وَالنَّعْلَينِ)).

[الحكم]:

موقوفٌ صحيحٌ، وصَحَّحَهُ ابنُ حَجَرٍ، والعظيمُ آبَادِي، والمباركفوريُّ، والألبانيُّ.

[التخريج]:

[عب 782 ((واللفظ له))، 785/ ش 1999، 2000، 1983، 1984، 38347/ علحم 4964/ منذ 478/ مخلص 2240 وفيه قصة/ مقط (1/ 410) / هق 1368/ كر (40/ 524)].

[التحقيق]:

جاءَ هذا الأثرُ من طُرُقٍ عن أَبي مسعودٍ:

الطريقُ الأولُ: عن همام بن الحارث، عن أبي مسعودٍ:

رواه عبدُ الرزاقِ في (مصنفه 785) -ومن طريقه: ابنُ المنذرِ في (الأوسط 478)، والطبرانيُّ في (الكبير 9239)

(1)

- عنِ الثوريِّ، عنِ

(1)

رواه الطبرانيُّ في (الكبير) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق به، ولكن جعله من مسند عبد الله بن مسعود، ونظنَّه وهمًا، فقد رواه ابنُ المنذرِ عن إسحاق، عن عبد الرزاق به، على الصحيح، عن أبي مسعود، وهو في (المصنف) لعبد الرزاق عن أبي مسعود كذلك، وبسب هذا وقعَ الهيثميُّ في نفس الوهم فقال: وعن عبد الله بن مسعود، ثم قال:"رواه الطبرانيُّ في (الكبير)، ورجاله موثقون"(مجمع الزوائد 1381).

ص: 614

الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن همامِ بنِ الحارثِ، عن أبي مسعودٍ، باللفظِ المذكورِ.

ورواه ابنُ أَبي شيبةَ في (مصنفه 1983) قال: حدثنا ابنُ نُميرٍ، عنِ الأعمشِ، به.

وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُهُ كُلُّهم ثقاتٌ أثباتٌ من رجالِ الشيخينِ.

وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في (صحيح أبي داود 1/ 278).

الطريقُ الثاني: عن يُسَيرِ بنِ عمرٍو، عن أبي مسعودٍ:

رواه ابنُ أبي شيبةَ في (المصنف 2000) قال: حدثنا وكيعٌ، عنِ الأعمشِ، عن المسيّبِ بنِ رَافعٍ، عن يُسَيرِ بنِ عَمْرٍو، قال:((رَأَيتُ أَبَا مَسْعُودٍ بَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الجَورَبَينِ)).

ورواه ابنُ أبي شيبةَ أيضًا (38347)، قال: حدثنا أبو أُسامةَ، قال: حدثنا الأعمشُ، عن المسيّبِ بنِ رَافعٍ، عن يُسَيرِ بنِ عمرٍو، قال: شَيَّعْنَا أبا مسعودٍ حِينَ خَرَجَ

وذكر قِصَّةً، وفيه أنه:((قَضَى الحَاجَةَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى جَورَبَيهِ)).

وكذا رواه الدارقطنيُّ في (المؤتلف)، والمخلص -ومن طريقه ابنُ عساكر في (تاريخ دمشق) - من طريقِ الأعمشِ، عن المسيّبِ، عن يُسَيرٍ، به.

ص: 615

وهذا إسنادٌ صحيحٌ كسابقِهِ، رجالُهُ كُلُّهم ثقاتٌ.

وصَحَّحَهُ ابنُ حَجَرٍ في (التلخيص الحبير 3/ 296)، والمباركفوريُّ في (تحفة الأحوذي 6/ 323).

الطريقُ الثالثُ: عن خالدِ بنِ سعدٍ، عن أبي مسعودٍ:

رواه عبدُ الرزاقِ في (المصنف 782)، وابنُ أَبي شيبةَ في (مصنفه 1984) عن وكيعٍ،

كلاهما: عنِ الثوريِّ، عن منصورٍ، عن خالدِ بنِ سعدٍ، قال:«كَانَ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ يَمْسَحُ عَلَى جَورَبَينِ لَهُ مِنْ شَعْرٍ، وَنَعْلَيهِ» .

ورواه البيهقيُّ في (الكبرى 1353)، من طريق شعبة، عن منصور

به.

ورواه عبد الله بن أحمد في (العلل 4964)، قال: حدثني بن خلاد، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني منصور، عن إبراهيم، قال: حدثني خالد بن سعد: "أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ كَانَ يَمْسَحُ عَلَى الجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ". قال منصور: فلقيت خالد بن سعد فحدثني بمثله.

وهذا إسنادٌ صحيح، رجالُهُ كُلُّهم ثقاتٌ.

وصَحَّحَهُ العظيمُ آبادِي في (عون المعبود 1/ 274)، والمباركفوريُّ في (تحفة الأحوذي 1/ 278)، والألبانيُّ في (صحيح أبي داود 1/ 278).

الطريقُ الرابعُ: عن أبي وائل، عن أبي مسعود:

رواه ابنُ أبي شيبةَ في (مصنفه 1999)، قال: حدثنا وكيعٌ، قال: حدثنا مهديُّ بنُ ميمونٍ، عن واصلٍ الأَحْدبِ، عن أبي وائلٍ، عن عقبةَ بنِ عَمرٍو:

ص: 616

"أَنَّهُ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الجَورَبَينِ".

وهذا إسنادٌ صحيحٌ أيضًا، رجالُهُ كُلُّهم ثقاتٌ. وعقبةُ بنُ عَمرٍو هو أبو مسعودٍ رضي الله عنه.

ص: 617

2523 -

حديثُ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ موقوفًا:

◼ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ:((رَأَيتُ البَرَاءَ تَوَضَّأَ فَمَسَحَ عَلَى الجَورَبَينِ [وَالنَّعْلَينِ])).

[الحكم]:

إسنادُهُ جيدٌ، وصَحَّحَهُ الألبانيُّ.

[التخريج]:

[عب 786/ ش 1996 ((واللفظ له)) / حرب (طهارة 488) / منذ 481/ مشكل 4061 ((والرواية له)) / هق 1369].

[السند]:

أخرجه عبدُ الرزاقِ في (مصنفه) -ومن طريقِهِ ابنُ المنذرِ في (الأوسط) -: عنِ الثوريِّ، عنِ الأَعمشِ، عن إسماعيلَ بنِ رَجَاءٍ، عن أبيه

به.

ورواه ابنُ أَبي شيبةَ، وحربٌ الكرمانيُّ، والبيهقيُّ، من طريقِ الأَعْمشِ

به.

ورواه الطحاويُّ في (شرح مشكل الآثار)، من طريقِ سفيانَ، عن يحيى بنِ هانئٍ، عن رجاءٍ الزبيديِّ، عنِ البَراءِ

به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ جيدٌ، مداره على رجاءِ بنِ ربيعةَ الزبيديِّ، وقد أخرجَ له مسلمٌ حديثًا واحدًا، ووَثَّقَهُ العجليُّ، وابنُ حِبانَ، (تهذيب التهذيب 3/ 266)، وقال الذهبيُّ:"ثقةٌ"(الكاشف 1560)، وقال الحافظُ:"صدوقٌ"(التقريب 1921).

وقد رواه عنه ثقتان: الأولُ: ابنُهُ إسماعيلُ بنُ رَجاءٍ، وهو ثقةٌ كما في

ص: 618

(التقريب 443).

والثاني: يحيى بنُ هانئٍ المراديُّ، وهو ثقةٌ أيضًا، (التقريب 7661).

وقال الألبانيُّ: "هذا سندٌ صحيحٌ على شرطِ مسلمٍ"(صحيح أبي داود 1/ 279).

* * *

روايةٌ:

•وفي روايةٍ ((أَنَّ البَرَاءَ بنَ عَازِبٍ كَانَ لا يَرَى بِالمَسْحِ عَلَى الجَورَبَينِ بَأْسًا)).

[الحكم]:

صحيحٌ بما تَقَدَّمَ، وإسنادُهُ مُنقَطِعٌ.

[التخريج]:

[ش 1995].

[السند]:

أخرجه ابنُ أَبي شيبةَ في (المصنف)، قال: حدثنا الثقفيُّ، عن إسماعيلَ بنِ أُميةَ، قال: بَلَغَنِي أن البراءَ بنَ عازبٍ

فذكره.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ غير أنه منقطعٌ، لم يذكرْ إسماعيلُ مَن بلَّغَهُ عنِ البراءِ رضي الله عنه.

ويَشهدُ له الروايةُ السابقةُ.

* * *

ص: 619

2524 -

حديثُ أَنَسٍ موقوفًا:

◼ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: ((أَنَّهُ كَانَ يَمْسَحُ عَلَى الجَورَبَينِ)).

[الحكم]:

صَحيحٌ، وصَحَّحَهُ الألبانيُّ.

[التخريج]:

[عب 779/ ش 1990 ((واللفظ له)) / علل الحربي (مغلطاي 2/ 280) / علحم 5644/ منذ 479/ طب (1/ 244/ 686)].

[السند]:

رواه ابنُ أَبي شيبةَ في (مصنفه 1990)، عن وكيعٍ، عن هشامٍ الدَّستُوائيِّ، عن قتادةَ، عن أنسٍ، به.

ورواه الطبرانيُّ في (الكبير)، من طريقِ هشامٍ الدستوائيِّ

به.

[التحقيق]:

هذا إسنادُهُ صحيحٌ، رجاله ثقاتٌ.

وقال الألبانيُّ: "وهذا إسنادٌ صحيحٌ على شرطِ الشيخينِ"(صحيح أبي داود 1/ 280).

ورواه عبدُ الرزاقِ في (مصنفه) -ومن طريقه ابنُ المنذرِ في (الأوسط) - قال: أخبرنا مَعْمَرٌ، عن قتادةَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ:((أَنَّهُ كَانَ يَمْسَحُ عَلَى الجَورَبَينِ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَمْسَحُ عَلَيهِمَا مِثْلَ الخُفَّينِ)).

وهذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ، إلا أنَّ روايةَ مَعْمَرٍ، عن قتادةَ فيه مقالٌ، ولكنه هنا متابعٌ.

ص: 620

ورواه عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ في (العلل) قال: حدَّثني محمد بن عبيد بن حساب، قال: حدثنا أبو رجاء الكليبي، عن أبي الطفيل، قال:((رَأَيتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يَمْسَحُ عَلَى الجَورَبَينِ)).

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، أبو رَجَاءٍ الكليبيُّ هو رَوحُ بنُ المسيّبِ، قال أبو حاتم:"صالحٌ ليسَ بالقويِّ"، وقال ابنُ مَعِينٍ:"صُويلحٌ"، وقال ابنُ عَدِيٍّ:"أحاديثُهُ غيرُ محفوظةٍ"، وقال ابنُ حِبانَ:"يروي الموضوعات عنِ الثقاتِ لا تحلُّ الروايةُ عنه"(اللسان 3/ 486).

ورواه الحربيُّ في (علله) - كما في (شرح ابن ماجه لمغلطاي 2/ 280) - قال: ثنا عليُّ بنُ مسلمٍ، ثنا محمدُ بنُ القاسمِ، ثنا أبو طَاهرٍ، قال:((رَأَيتُ أَنَسًا تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى جَورَبَيهِ، وَنَعْلَيهِ)).

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، قال الحربيُّ:"أبو طاهرٍ رجلٌ يَتَولَّى الحَسَنَ، حَدَّثَ عنه شَهْرٌ بحديثٍ منكرٍ".

وأبو طَاهرٍ هذا هو مولى الحسينُ بنُ عليٍّ، ذكره البخاريُّ في (التاريخ الكبير 9/ 46)، وابنُ أبي حَاتمٍ في (الجرح والتعديل 9/ 397)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابنُ حِبانَ في (الثقات 5/ 575).

والراوي عنه محمدُ بنُ القاسمِ الأسديُّ، ترجمَ له البخاريُّ في (التاريخ الكبير 1/ 214) ولم يذكرْ فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابنُ حِبانَ في (الثقات 7/ 378)، وقال الذهبيُّ:"قديمٌ، لا يُعْرفُ"(الميزان 4/ 11).

* * *

ص: 621

روايةُ: جَورَبَينِ مِنْ صُوفٍ:

• وفي روايةٍ: عَنِ الأَزْرَقِ بنِ قَيْسٍ، قَالَ:((رَأَيتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ أَحْدَثَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَمَسَحَ عَلَى جَورَبَينِ مِنْ صُوفٍ))، فَقُلْتُ: أَتَمْسَحُ عَلَيهِمَا؟ فَقَالَ: ((إِنَّهُمَا خُفَّانِ وَلَكِنَّهُمَا مِنْ صُوفٍ)).

[الحكم]:

صحيحٌ لغيرِهِ، وإسنادُهُ حسنٌ، وجوَّدَهُ مغلطاي.

[التخريج]:

[الكنى للنسائي (مغلطاي 2/ 280) / لا 1009].

[السند]:

أخرجه النسائيُّ في (الكنى) -ومن طريقه: الدولابيُّ في (الكنى والأسماء) -، عن عمرِو بنِ عليٍّ، قال: أخبرني سهلُ بنُ زيادٍ أبو زيادٍ الطحانُ، قال: حدثنا الأزرقُ بنُ قَيسٍ، قال: رَأَيتُ أَنسَ بنَ مالكٍ

فذكره.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ حسنٌ، رجالُهُ ثقاتٌ غير سهل بن زياد الطحان، فَرَوَى عنه جماعةٌ منهم:

عمرُو بنُ عليٍّ الفلَّاسُ، والإمامُ أحمدُ، وقال عنه أحمدُ:"أبو زِيادٍ الطحانُ، لا أَعْلَمُ إلَّا خَيرًا"(الكنى للدولابي 2/ 560)

(1)

، وقال البزارُ:

(1)

كذا نقله الدولابي تحت باب: "مَن كنيته أبو زياد"، وذكر منهم:"أبو زياد سهل بن زياد الطحان، عمرو بن علي عنه". ثم ذكر كلامَ أحمدَ هذا. وهذا النقلُ لم نقفْ عليه في مظانه، من كتبِ العللِ أوِ السؤالاتِ عنِ الإمامِ أحمدَ، ولا نقله غير الدولابي!.

ص: 622

"رجلٌ بَصريٌّ حَدَّثَ عنه غيرُ واحدٍ من أهلِ البصرةِ، ليسَ به بَأْسٌ"(مسند البزار 17/ 219)، وقال أبو يعلى الموصليُّ في (مسنده 7077): "حدثنا إسحاقُ بنُ أبي إسرائيلَ، حدثنا سهلُ بنُ زيادٍ الحربيُّ -بصريٌّ ثقةٌ- قال: حَدَّثني الأزرقُ بنُ قَيسٍ

الحديث"

(1)

. وذكره ابنُ حِبانَ في (الثقات 8/ 291).

وقال الذهبيُّ: "صدوقٌ"(تاريخ الإسلام 4/ 1123)

(2)

، وقال في (الميزان 3576): "ما ضَعَّفُوهُ

(3)

"، زَادَ ابنُ حَجَرٍ: "وفي ثقاتِ ابنِ حِبانَ: سهل بن زياد من أهل البصرة، يروي عن داود بن أبي هند، وعنه بشر بن يوسف. فالظاهرُ أنه هو. وقال الأزديُّ: سهل بن زياد الطحان أبو زياد عن سليمان التيمي وطبقته: منكرُ الحديثِ" (اللسان 4/ 198).

قلنا: الأزديُّ مُتَكَلَّمٌ فيه فلا يُقبلُ جَرْحُهُ، وحالُ زِيادٍ هذا لا ينزلُ عن مرتبةِ الصَّدوقِ.

ولذا جوَّدَ إسنادَهُ مغلطاي في (شرح ابن ماجه 2/ 280).

* * *

(1)

وهذا النقلُ وغيرُهُ دَلَّنَا عليه صاحب (التذييل على كتب الجرح والتعديل 1/ 129)، وكتابُهُ هذا فوائده غزيرة، فجزاه الله خيرًا.

(2)

وزاد: "قال أبو حاتم: تكلم فيه، وما رأينا إلا خيرًا"اهـ. وقد أشارَ محققُ (تاريخ الإسلام) إلى وهم الذهبيِّ في نقله ذلك، وهو كما قال؛ فإن أبا حاتم قال ذلك في الراوي الذي بعده، وهو سهل بن زياد القطان، وأما الطحانُ، فسكت عنه، انظر (الجرح والتعديل 4/ 197).

(3)

كذا في كلِّ طبعاتِ الميزانِ، ووقع في (لسان الميزان 3699) -طبعة أبي غدة وحدها- زيادة:"صدوقٌ إن شاء الله".

ص: 623

روايةُ: جَورَبَينِ لَهُ مِرْعِزًّا:

• وفي روايةٍ: عَنْ سَعِيدِ بنِ عَبدِ اللَّهِ بنِ ضِرَارٍ، قَالَ:((رَأَيتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ أَتَى الخَلَاءَ، ثُمَّ خَرَجَ وَعَلَيهِ قَلَنْسُوَةٌ بَيضَاءُ مَزْرُورَةٌ، فَمَسَحَ عَلَى القَلَنْسُوَةِ، وَعَلَى جَورَبَينِ لَهُ مِرْعِزًّا أَسْوَدَينِ، ثُمَّ صَلَّى)).

[الحكم]:

إسنادُهُ ضعيفٌ بهذا السَّياقِ.

[اللغة]:

(المرعزي): "كالصوفِ يخلص من شَعْرِ العنزِ"(العين 2/ 334)، (تهذيب اللغة 3/ 221)، (الصحاح 3/ 879).

[التخريج]:

[عب 753 ((واللفظ له)) / ش 1994، 37511/ منذ 503 ((مقتصرًا على مسحِ القلنسوة)) / هق 1370].

[السند]:

رواه عبدُ الرزاقِ في (مصنفه): عنِ الثوريِّ، عنِ الأَعمشِ، عن سعيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ ضِرارٍ، به.

ورواه البيهقيُّ: من طريقِ إبراهيمَ بنِ طهمان، عن سفيانَ الثوريِّ، عنِ الأعمشِ، أظنُّه عن سعيدِ بنِ عبدِ اللهِ

به.

ورواه ابنُ المنذرِ في (الأوسط) من طريقِ جريرٍ، عنِ الأَعمشِ

به.

ورواه ابنُ أبي شيبةَ في موضعين من (المصنف)، قال: حدثنا ابنُ مهديٍّ، عن سفيانَ، عن واصلٍ، عن سعيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ ضِرارٍ: أنَّ أنسَ بنَ مالكٍ

فذكره.

ص: 624

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ، مدارُه على سعيدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ ضِرارٍ، ذكره ابنُ حِبانَ في (الثقات 4/ 280)، ولكن قال أبو حاتم:"ليسَ بقويٍّ"(الجرح والتعديل 4/ 36)، واعْتَمَدَهُ الذهبيُّ في (الميزان 3221)، و (ديوان الضعفاء 1622).

* * *

ص: 625

2525 -

حديث عَلِيٍّ موقوفًا:

◼ عَنْ عَمْرِو بنِ حُرَيثٍ، قَالَ:((رَأَيتُ عَلِيًّا بَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى الجَورَبَينِ)).

[الحكم]:

صحيحٌ بمجموعِ طُرُقِهِ.

[التخريج]:

[ش 1998/ منذ 477 ((واللفظ له))].

[التحقيق]:

انظره عقب الرواية الآتية.

ص: 626

روايةٌ:

• وفي روايةٍ: عَنْ كَعْبِ بنِ عَبدِ اللَّهِ، قَالَ:((رَأَيتُ عَلِيًّا بَالَ فَمَسَحَ عَلَى جَورَبَيهِ وَنَعْلَيهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي)).

[الحكم]:

صحيحٌ بمجموعِ طُرُقِهِ.

[التخريج]:

[عب 781 ((واللفظ له)) / ش 1992، 1997، 37512/ عد (5/ 182) / هق 1366، 1367/ سعد (8/ 351، 360) / تخ (7/ 224)].

[التحقيق]:

رُوي هذ الأثرُ عن عليٍّ رضي الله عنه من عِدَّةِ طُرُقٍ:

الطريق الأول: عن عمرِو بنِ حُرَيثٍ، عن عليٍّ:

أخرجه ابنُ أبي شيبةَ في (مصنفه 1998)، قال: حَدَّثَنا وكيعٌ، قال: حدثنا يزيدُ بنُ مَرْدَانْبَه

(1)

، عن الوليدِ بنِ سريعٍ، عن عمرِو بنِ (حُرَيثٍ)

(2)

:

(1)

مَرْدَانْبَه: بفتح الميم وسكون الراء المهملة وفتح الدال المهملة وبعد الألف نون ساكنة. انظر (حاشية تهذيب الكمال 2/ 241).

(2)

تصحَّفَ في مطبوعِ (المصنف) وأصولِهِ إلى: "كريب"، والصوابُ المثبتُ كما رواه ابنُ المنذرِ من طريقِ يزيدَ، ولا يُعْرَفُ في الرواةِ من يُسمَّى (عمرو بن كريب)، أما ابنُ حُريثٍ: فهو معروفٌ بالروايةِ عن عليٍّ، وروايةُ الوليدِ بنِ سريع عنه، انظر ترجمته في (تهذيب الكمال 21/ 581 - 582)، بل يزيدُ والوليدُ كلٌّ منهما يُعْرَفُ بأنه مولى آل عمرو بن حريث. لا جَرَمَ قد أثبته محققا (طبعة الفاروق 2003)، و (طبعة دار كنوز إشبيليا 2004) للمُصَنَّفِ، على الصوابِ، وذكر الأخيرُ في الحاشية، أنه وقعَ:"في [أ، ج، خ، ك، هـ]: (كريب) ". ولم يذكرِ النسخ التي ذكرت (حريث)، لكن ظاهر كلامه أن ما عدا هذه النسخ وقع فيها (حريث) على الصواب، والله أعلم.

ص: 627

"أَنَّ عَلِيًّا

"، فذكره بلفظِ الروايةِ الأُولى.

ورواه ابنُ المنذرِ في (الأوسط 477)، قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب، أنا جعفر بن عون، ثنا يزيدُ بنُ مَرْدَانْبَه،

به.

وهذا إسنادٌ حسنٌ؛ رجالُهُ كُلُّهم ثقاتٌ عدا الوليد بن سريع، فصدوقٌ كما في (التقريب 7424).

وأما يزيدُ بنُ مَرْدَانْبَه: فثقةٌ، وَثَّقَهُ ابنُ مَعِينٍ، ووكيعٌ، والعجليُّ، وابنُ حِبانَ، وغيرُهُم، وقال أبو حاتم:"لا بأسَ به"(تهذيب التهذيب 11/ 359)؛ ولذا قال الذهبيُّ: "ثقةٌ"(الكاشف 6355).

وعمرُو بنُ حُريثٍ هو القرشيُّ المخزوميُّ صحابيٌّ صغيرٌ (التقريب 5008).

الطريقُ الثاني: عن كعبِ بنِ عبدِ اللهِ، عن عليٍّ:

رواه عبدُ الرزاقِ في (مصنفه 773): عنِ الثوريِّ، عنِ الزِّبْرِقَانِ، عن كعبِ بنِ عبدِ اللهِ، قال: "رَأَيتُ عَليًّا

" فذكره بلفظِ الروايةِ الثانيةِ.

ورواه ابنُ أَبي شيبةَ في (مصنفه)، وابنُ عَدِيٍّ في (الكامل)، وابنُ حزمٍ في (المحلى)، من طريقِ الثوريِّ

به.

وتابع الثوري إسرائيل، كما عند ابنِ سَعدٍ في (الطبقات الكبرى)، والبيهقيِّ في (الكبرى 1367).

وهذا إسنادٌ لينٌ، كعبُ بنُ عبدِ اللهِ هو العبديُّ، ذكره البخاريُّ في (التاريخ الكبير 7/ 224)، وابنُ أبي حَاتمٍ في (الجرح والتعديل 7/ 162)، ولم

ص: 628

يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابنُ حِبانَ في (الثقات 5/ 334) على قاعدته.

وقال ابنُ حَجَرٍ: "كعبُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ سعدِ بنِ صُرَيْمٍ له إدراكٌ، وقتل ولده عبد الله بن كعب مع عليٍّ وكان معه اللواءُ، ذكره ابنُ الكلبيِّ. وأخوه خالدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو شاعرٌ جاهليٌّ، ذكره ابنُ الكلبيِّ أيضًا، وفي (تاريخ البخاري): كعبُ بنُ عبدِ اللهِ العبديُّ يُعَدُّ في الكوفيين، ورأى عليًّا يمسحُ على جَورَبَيهِ، ثم سَاقَهُ من طريقِ الثوريِّ، عنِ الزِّبْرِقَانِ، عنه، فكأنَّه هذا"(الإصابة 9/ 342).

وقد رواه شعبةُ فقال: "عن أبي الورقاء، سمع رجلًا من قومِهِ يقالُ له: عبدُ اللهِ بنُ كَعْبٍ، يقول: رَأَيتُ عليًّا

" فذكره. أخرجه البيهقيُّ في (الكبرى 1366).

فكنى شعبةُ الزِّبْرِقَانَ (أبا الورقاء)، والمشهورُ:(أبو الزرقاء). انظر (الكنى لمسلم 1253)، و (الجرح والتعديل 3/ 611)، و (الثقات 6/ 340).

وقلب اسم (كعب بن عبد الله) إلى (عبد الله بن كعب).

ولذا قال البخاريُّ: "زبرقان بن عبد الله العبدي، عن كعب بن عبد الله، روى عنه الثوري وإسرائيل، كنَّاه شعبةُ: أبو الورقاء الكوفيُّ عن عبد الله بن كعب، وَهِمَ فيه"(التاريخ الكبير 3/ 435)، وقال في ترجمة كعبٍ:"وقال أبو داود: وكان شعبةُ يقول: عبد الله بن كعب، وَهِمَ فيه"(التاريخ الكبير 7/ 224).

وقال أبو حاتم: "كعب بن عبد الله العبدي كوفيٌّ، وقال شعبة: عبد الله بن كعب وهو وَهْمٌ"(الجرح والتعديل 7/ 162).

ص: 629

وَوَهِمَ الذهبيُّ وهمًا آخر، فذكرَ الزِّبْرِقَانَ في (الميزان 2828) وقال:"وقال البخاريُّ: في حديثِهِ وهم". وسبقَ الذهبيّ لذلك ابنُ عَدِيٍّ؛ حيثُ قَالَ في ترجمةِ الزِّبْرِقَانِ: "عن كعب بن عبد الله، روى عنه الثَّوريُّ وإسرائيلُ، فيه وهمٌ، سمعتُ ابنَ حماد يذكره، عنِ البخاريِّ"(الكامل 5/ 181)، ونحوهما العقيليّ في (الضعفاء 2/ 75).

قلنا: وعبارةُ البخاريِّ في موضعين من (التاريخ) تدلُّ بلا مرية أنه يريدُ توهيم شعبة، وليس الزبرقان، وقد علَّق على قولِ البخاريِّ هذا الشيخُ المعلميُّ فقال:"والمعنى كما هو الظاهر أن شعبةَ رحمه الله وهم في قوله: (عبد الله بن كعب)، والصوابُ: (كعب بن عبد الله)، ووقعَ في ترجمةِ الزِّبْرِقَانِ من (الميزان): "وقال البخاريُّ: في حديثه وهم"، ولم يتَعَقَّبَهُ في (اللسان)، واللهُ المستعانُ"(التاريخ الكبير 3/ 435/ حاشية 3).

وقد وَثَّقَ الزِّبْرِقَانَ: ابنُ مَعِينٍ، وابنُ حِبانَ، وقال يعقوبُ بنُ سفيانَ:"لا بأسَ بِهِ". انظر (التذييل على كتب الجرح والتعديل 389).

الطريقُ الثالثُ: عن مالك بن الجون، عن عليٍّ:

رواه ابنُ سَعْدٍ في (الطبقات)، قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا مسعود بن سعد الجعفي، عن عمرو بن قيس، عن خالد بن سعيد، عن مالك بن الجون، قال:"رَأَيْتُ عَليًّا .... " فذكره.

وهذا إسنادٌ لينٌ؛ فيه: مالك بن الجون، ويقال: الجوين، ترجمَ له البخاريُّ في (التاريخ الكبير 7/ 306)، وابنُ سَعْدٍ في (الطبقات 8/ 360)، وابنُ أبي حَاتمٍ في (الجرح والتعديل 8/ 207)، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابنُ حِبانَ في (الثقات 5/ 385) كعادته.

ص: 630

والراوي عنه خالد بن سعيد، ترجمَ له البخاريُّ في (التاريخ الكبير 3/ 151)، وابنُ أبي حاتم في (الجرح والتعديل 3/ 333)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابنُ حِبانَ في (الثقات 6/ 255).

الطريقُ الرابعُ: عن خِلَاسٍ، عن عليٍّ:

رواه ابنُ أبي شيبةَ في (مصنفه 1992، 37512) قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عبد الله بن سعيد، عن خِلَاسٍ

به.

وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا، عبدُ اللهِ بنُ سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ المقبريُّ:"متروكٌ"، كما في (التقريب 3356).

وبالجملةِ فأثرُ عليٍّ يَصحُّ بمجموعِ طُرُقِهِ الأُخْرَى.

* * *

ص: 631

2526 -

حديثُ أَبِي أُمَامَةَ موقوفًا:

◼ عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ:((رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَمْسَحُ عَلَى الجَوْرَبَيْنِ [وَالخُفَّينِ وَالعِمَامَةِ])).

[الحكم]:

حَسَنٌ، وحَسَّنَهُ الألبانيُّ.

[التخريج]:

ش 1991 ((واللفظ له)) / منذ 483 ((والزيادة له ولغيره)) / باب (مغلطاي 2/ 240)].

أخرجه ابنُ أبي شيبةَ في (مصنفه) قال: حدثنا وكيع، عن حماد بن سلمة، عن أبي غالب

به.

وأخرجه ابنُ المنذرِ: من طريق حجاج، عن حماد

به.

ورواه النيسابوريُّ في (الأبواب) من طريق سليم بن حيان، عن أبي غالب

به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ حسنٌ، رجالُهُ كُلُّهم ثقاتٌ، غير أبي غالب وهو البصري صاحب أبي أمامة، فمختلفٌ فيه:

قال عنه ابنُ مَعِينٍ في (رواية الدارمي 917، ومعاوية بن صالح): " ثقةٌ"، وفي رواية إسحاق بن منصور:"صالح الحديث"، وفي (رواية ابن الجنيد 115):"ليس به بأس". وقال موسى بن هارون الحافظ: "اسمه حزور وهو ثقةٌ"(تاريخ دمشق 12/ 370)، وقال الدارقطنيُّ:"بصريٌّ، يعتبرُ به"، قال البرقانيُّ:"وقلت له مرة أخرى: ثقة؟ قال: نَعَمْ"(سؤالات البرقاني 115).

ص: 632

وقال ابنُ عَدِيٍّ: "لم أَرَ في أحاديثِهِ حديثًا منكرًا جدًّا، وأرجو أنه لا بأسَ به"(الكامل 4/ 224)، وحَسَّنَ الترمذيُّ بعضَ أحاديثِهِ، وصَحَّحَ بَعْضَها، (تهذيب التهذيب 12/ 197).

بينما قال أبو حاتم: "ليس بالقويِّ"(الجرح والتعديل 3/ 316)، وقال النسائيُّ:"ضعيفٌ"(الضعفاء له 665)، وقال ابنُ سَعْدٍ:"كان ضعيفًا، منكرُ الحديثِ"(الطبقات 9/ 236)،

وقال ابنُ حِبانَ: "منكرُ الحديثِ على قِلَّتِهِ لا يجوزُ الاحتجاجُ به إلا فيما يوافقُ الثقات"(المجروحين 1/ 329).

وقال الذهبيُّ: "صالحُ الحديثِ صَحَّحَ له الترمذيُّ"(الكاشف 6776)، وقال في (الميزان 4/ 560):"فيه شيءٌ". وقال الحافظُ: "صدوقٌ يُخطئُ"(التقريب 8298).

فهو حسنُ الحديثِ مالم يخالف، قال الألبانيُّ:"وفي أبي غَالبٍ خِلَافٌ، لا يُنْزِلُ حديثَهُ عن رُتبةِ الحَسَنِ"(الصحيحة 1/ 888).

ولذا قال الألبانيُّ عن إسنادِ حديثنا: "وهذا إسنادٌ حسنٌ"(صحيح أبي داود 1/ 280).

* * *

ص: 633

2527 -

حديثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ موقوفًا:

◼ عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ رضي الله عنه: ((أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى الجَوْرَبَيْنِ)).

[الحكم]:

إسنادُهُ حسنٌ.

[التخريج]:

[ش 2002 ((واللفظ له)) / منذ 485].

[السند]:

رواه ابنُ أبي شيبةَ في (مصنفه)، قال: حدثنا زيد بن حباب، عن هشام بن سعد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، به.

ورواه ابنُ المنذرِ: من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن هشام بن سعد، عن أبي حازم، قال:((رَأَيْتُ سَهْلًا يَمْسَحُ عَلَى الجَوْرَبَيْنِ)).

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ حسنٌ، هشامُ بنُ سَعدٍ المدنيُّ:"صدوقٌ له أوهامٌ"(التقريب 7294).

وأبو حازمٍ هو سلمةُ بنُ دِينارٍ (رَاوِيَةُ سهلِ بنِ سعدٍ رضي الله عنه: ثقةٌ مشهورٌ.

[تنبيه]:

هذا ما وقفنا عليه مما صَحَّ سَنَدُهُ إلى بعضِ الصحابةِ، وقد رُوِي المسحُ على الجَورَبَينِ عن غيرِ مَن ذكرنا منَ الصحابةِ، ولكن بأسانيدَ لا تخلو من مَقَالٍ، فاكتفينا بالصَّحيحِ الثَّابتِ؛ إذِ استيعابُ كُلِّ الآثارِ الوَارِدَةِ في البابِ ليسَ من شرطنا في هذه الموسوعةِ.

* * *

ص: 634