المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌415 - باب المسح على النعلين - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٢٠

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌أَبْوَابُ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ وَالجَورَبَيْنِ وَغَيْرِهِمَا

- ‌405 - بَابُ مَشْرُوعِيَّةِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ

- ‌406 - بَابُ أَوَّلُ مَنْ لَبِسَ الخُفَّينِ فِي الإِسْلَامِ

- ‌407 - بَابُ الخُفِّ الذِي مَسَحَ عَلَيهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌408 - بَابُ كَيْفِيَّةِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ

- ‌409 - بَابُ مُدَّةِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ لِلمُسَافِرِ، وَالمُقِيمِ

- ‌410 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي تَرْكِ التَّوْقِيتِ فِي المَسْحِ

- ‌411 - بَابُ لُبْسِ الخُفَّينِ عَلَى طَهَارَةٍ

- ‌412 - بَابُ مَنْ نَزَعَ خُفَّهُ وَغَسَلَ قَدَمَيهِ

- ‌413 - بَابُ المَسْحِ عَلَى الجَورَبَينِ

- ‌414 - فَصْلٌ فِيمَا وَرَدَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ فِي المَسْحِ عَلَى الجَورَبَينِ

- ‌415 - بَابُ المَسْحِ عَلَى النَّعْلَيْنِ

- ‌416 - بَابُ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ فِي النَّعْلَيْنِ وَلا يَمْسَحُ عَلَى النَّعْلَيْنِ

- ‌417 - بَابُ المَسْحِ عَلَى العَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ

- ‌418 - بَابُ المَسْحِ عَلَى الجَبَائِرِ

الفصل: ‌415 - باب المسح على النعلين

‌415 - بَابُ المَسْحِ عَلَى النَّعْلَيْنِ

2528 -

حديثُ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ:

◼ عَنِ المغيرةِ بنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الجَورَبَينِ، وَالنَّعْلَينِ)).

[الحكم]:

مختلفٌ فيه:

فضَعَّفَهُ: سفيانُ الثوريُّ، وعبدُ الرحمنِ بنُ مَهديٍّ، ويحيى القطانُ، ويحيى بنُ مَعِينٍ، وعليُّ بنُ المدينيِّ، وأحمدُ، ومسلمٌ، وأبو داودَ، والنسائيُّ، والعُقيليُّ، والدارقطنيُّ، والبيهقيُّ، وابنُ العربيِّ، والمنذريُّ، والنوويُّ، وابنُ القيمِ، وابنُ الوزيرِ، والمباركْفُوريُّ، والكشميريُّ.

وصَحَّحَهُ: الترمذيُّ، وابنُ خُزيمةَ، وابنُ حِبانَ، وابنُ حزمٍ، وابنُ الجوزيِّ، وابنُ التركماني، ومغلطاي، والزركشيُّ، والعينيُّ، والقاسميُّ، وأحمد شاكر، والألبانيُّ.

والراجحُ: أنه شاذٌّ معلولٌ، كما ذهبَ إليه جمهورُ الأئمةِ.

[الفوائد]:

نقل ابنُ رَجَبٍ اتفاقَ العلماءِ على عدمِ العملِ بأحاديث المسح على النَّعْلينِ. (شرح علل الترمذيُّ 1/ 327).

ص: 635

[التخريج]:

[د 157 ((واللفظ له)) / ت 100/ كن 160/ ......... ].

سبقَ تخريجُهُ وتحقيقُهُ في باب: "المسح على الجوربين"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).

* * *

ص: 636

2529 -

حديثُ عَلِيٍّ:

◼ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، أَنَّهُ دَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَكْرَهُونَ الشُّرْبَ قَائِمًا؟ قَالَ: فَأَخَذَهُ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا، وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:«هَكَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لِلطَّاهِرِ مَا لَمْ يُحْدِثْ» .

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ دون ذِكر (النَّعْلينِ)، والمحفوظُ في هذا الحديثِ: أنه مَسَحَ عَلَى رِجلَيهِ، وليسَ على نَعْليهِ.

[التخريج]:

[حم 970 ((واللفظ له)) / خز 212/ هق 356، 357/ ...... ].

سبقَ تخريجُهُ وتحقيقُهُ في باب: "صفة الوضوء من غير حدث"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).

* * *

ص: 637

2530 -

حديثُ ابْنِ عُمَرَ:

◼ عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: ((أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ وَنَعْلَاهُ فِي قَدَمَيْهِ، مَسَحَ ظُهُورَ قَدَمَيْهِ بِيَدَيْهِ، وَيَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ هَكَذَا)).

• وفي روايةٍ 2: ((أَنَّ ابنَ عُمَرَ كَانَ يَتَوَضَّأُ وَنَعْلَاهُ فِي رِجْلَيْهِ وَيَمْسَحُ عَلَيْهِمَا، وَيَقُولُ: كَذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ)).

• وفي روايةٍ 3: ((أَنَّهُ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ فِي رِجْلَيْهِ، فَمَسَحَ ظُهُورَهُمَا

)).

[الحكم]:

غريبٌ بهذا اللفظِ، واستنكره ابنُ عَدِيٍّ.

وصَحَّحَهُ ابنُ القطانِ، وابنُ حَجَرٍ، والعينيُّ، والقاسميُّ، والألبانيُّ.

[اللغة]:

(المَسْحُ): "يُطْلَقُ عَلَى الغَسْلِ الخَفيفِ، يُقَالُ: مَسَحَ أَطْرَافَهُ لمن تَوَضَّأَ، ذكره أبو زَيدٍ اللُّغَويُّ، وابنُ قُتَيبَةَ وغيرُهُما"(فتح الباري لابن حجر 1/ 268).

[التخريج]:

تخريج السياق الأول: [طح (1/ 35، 97/ 160، 618) ((واللفظ له)) / مخلدي (ق 302/أ)].

تخريج السياق الثاني: [بز 5918].

تخريج السياق الثالث: [عد (4/ 328)].

[السند]:

رواه الطحاويُّ: حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا أحمد بن الحسين

ص: 638

اللهبي، قال: حدثنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر

به، بلفظ السياق الأول.

وكذا رواه المخلديُّ في (الفوائد المنتخبة)، من طريق عبد الله بن حمزة الزبيري، عن ابن أبي فديك

به، نحوه.

ورواه البزارُ: عن إبراهيم بن سعيد، حدثنا روح بن عبادة، عن ابن أبي ذئب، عن نافع: أن ابن عمر

به، بلفظ السياق الثاني.

وكذا رواه ابنُ عَدِيٍّ في (الكامل 4/ 328)، من طريق محمد بن المغيرة، عن خالد بن إسماعيل، عن ابن أبي ذئب

به، بلفظ السياق الثالث.

ذكره ابنُ عَدِيٍّ في ترجمة خالد مع جملة من حديثِهِ ثم قال: "وهذه الأحاديثُ بهذه الأسانيد مناكيرُ، ولخالدِ بنِ إسماعيلَ هذا غير ما ذكرت من الحديثِ، وعامةُ حَديثِهِ هكذا كما ذكرتُ، وبَيَّنْتُ أَنَّها موضوعات كلها".

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ؛ ولذا صَحَّحَهُ ابنُ القطانِ في (بيان الوهم 4/ 125، 5/ 222)، وابنُ حَجَرٍ في (الدراية 1/ 83)، والعينيُّ في (نخب الأفكار 2/ 302)، والقاسميُّ في (المسح على الجوربين صـ 43)، والألبانيُّ في (صحيح أبي داود 1/ 285).

ولكن تَفَرُّدُ ابنِ أبي ذِئْبٍ بهذا الحديثِ عن نافعٍ لا يُطَمْئِنُ، فهو وإن كان ثقةً جليلًا فقيهًا، إلا أنه ليسَ من أصحابِ نافعٍ المشاهيرِ، بل لم يَذْكرْهُ ابنُ المدينيِّ في أصحابِ نافعٍ أصلًا، وذكره النسائيُّ في الطبقةِ الخامسةِ من أصحابِ نافعٍ. انظر (شرح علل الترمذي 2/ 619).

ومتنُ حديثِهِ هذا غريبٌ، وقد اخْتُلِفَ في فَهْمِهِ؛ فقال البزارُ عقبه: "وهذا

ص: 639

الحديثُ لا نَعْلَمُ رواه عن نافعٍ إلَّا ابنُ أَبي ذِئْبٍ، ولا نَعْلَمُ رواه عنه إلا روح

(1)

، وإنما كان يَمْسَحُ عليهما؛ لأنه تَوَضَّأَ من غيرِ حَدَثٍ، وكان يَتَوَضَّأُ لكُلِّ صَلَاةٍ من غيرِ حَدَثٍ فهذا معناه عندنا".

فتَعَقَّبَهُ مغلطاي فقال: "وفيه نظر؛ لأنَّ ابنَ عمرَ وإن كان مذهبه الوضوء لكُلِّ صَلَاةٍ، فليس ذلك من مذهبِهِ صلى الله عليه وسلم، وقد قال:(كَذَلِكَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ)، على [ضَعْفِهِ]

(2)

؛ لأنه حديثٌ منكرُ الإسنادِ، والخبرُ مجهولٌ" (شرح ابن ماجه 2/ 288). يعني: حديثَ ابنِ عمرَ في الوضوءِ لكُلِّ صَلَاةٍ، وقد تَقَدَّمَ في "كتاب الوضوء".

وقال الطحاويُّ: "فأخبرَ ابنُ عمرَ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد كَانَ في وقتٍ ما كان يَمْسَحُ عَلَى نَعْليهِ يَمْسَحُ على قَدَمَيهِ، فقد يحتمل أن يكونَ مَا مَسَحَ على قَدَمَيهِ هو الفرضُ، وما مَسَحَ على نَعْليهِ كان فَضْلًا"(شرح معاني الآثار 1/ 97).

قلنا: وفي (الصحيحين) عنِ ابنِ عمرَ خلافه، فقدأخرجَ الشيخان عن عُبَيدِ بنِ جُرَيجٍ، أنَّ ابنَ عُمَرَ، قَالَ:«رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ النَّعْلَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ، وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا» .

وقد بوَّبَ البخاريُّ عليه: "باب غسل الرجلين في النَّعْلَينِ، ولا يَمْسَحُ على النَّعْلَينِ".

قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ: "ليسَ في الحديثِ الذي ذكره تصريحٌ بذلك، وإنما

(1)

وتعقبه العينيُّ فقال: "قوله: (ولا نعلم رواه عنه إلا روح) تعارضه رواية الطحاوي؛ فإن الراوي عنه روايته ابن أبي فديك"(نخب الأفكار 2/ 303).

(2)

قال محقق الكتاب: في الأصول كلمة غير واضحة، وقد أثبت ما يناسب السياق.

ص: 640

هو مأخوذٌ من قولِهِ: (يَتَوَضَّأُ فِيهَا)؛ لأن الأصلَ في الوضوءِ هو الغسلُ؛ ولأن قولَهُ: (فِيهَا) يدلُّ على الغسلِ، ولو أريدَ المسح لقال:(عَلَيْهَا). قوله: (ولا يَمْسَحُ عَلَى النَّعْلَينِ) أي: لا يكتفي بالمسح عليهما كما في الخُفَّينِ" (فتح الباري 1/ 268).

* * *

ص: 641

2531 -

حديثٌ آخَرُ عَنِ ابنِ عُمَرَ:

◼عَنْ عُبَيْدِ بنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قِيلَ لِابنِ عُمَرَ: رَأَيْنَاكَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ نَرَ أَحَدًا يَفْعَلُهُ غَيْرَكَ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالُوا: رَأَيْنَاكَ تَلْبَسُ هَذِهِ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ؟ ! قَالَ: ((إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُهَا، وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا، وَيَمْسَحُ عَلَيْهَا)).

[الحكم]:

صحيحُ المتنِ دون زيادة: (وَيَمْسَحُ عَلَيْهَا) فَشَاذَّةٌ، وأشارَ البيهقيُّ إلى شُذوذِهَا.

[التخريج]:

[خز 211/ هق 1377].

[السند]:

أخرجه ابنُ خُزيمةَ -ومن طريقِهِ البيهقيُّ-، قال: نا عبدُ الجبارِ بنُ العلاءِ، نا سفيانُ، نا محمدُ بنُ عَجْلانَ، عن سعيدٍ -هو ابنُ أبي سعيدٍ المقبريُّ-، عن عُبيدِ بنِ جُريجٍ، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ حسنٌ، من أجلِ محمدِ بنِ عَجلَانَ؛ ولذا صَحَّحَهُ ابنُ خُزيمةَ، وجوَّدَهُ ابنُ حَجَرٍ في (الدراية 1/ 83).

إلا أن المحفوظَ في هذا الحديثِ بغيرِ زيادة المسح، هكذا رواه جَبلُ الحفظِ الإمامُ مالكٌ، عن سعيدٍ المقبريِّ، عن عُبيدِ بنِ جُريجٍ، عنِ ابنِ عمرَ، كما في (البخاري 166)، و (مسلم 1187)، وغيرهما.

وكذلك رواه عبيدُ اللهِ بنُ عمرَ، عن سعيدٍ المقبريِّ، بمثل رواية مالكٍ،

ص: 642

كما في (الطبقات لابن سعد 4/ 167).

وابنُ عَجْلَانَ نفسُهُ قد روى الحديثَ بدون زيادة: (المسح)، كما في (أخبار مكة للفاكهي 99)، عن محمدِ بنِ أبي عمرَ، عن سفيانَ بنِ عيينةَ، عن محمدِ بنِ عَجْلَانَ

به.

وهذا إسنادٌ صحيحٌ إلى ابنِ عَجْلانَ.

ولذا قال البيهقيُّ: "وهذه الزيادةُ -يعني: "وَيَمْسَحُ عَلَيْهَا"- إن كانتْ محفوظةً؛ فلا تنافي غسلهما، فقد يغسلهما في النَّعْلِ ويَمْسَحُ عليهما كما مَسَحَ بِنَاصِيتِهِ وعلى عِمامتِهِ، والله أعلم".

فَتَعَقَّبَهُ الذهبيُّ فقال: "ما هذا التفسير طائلًا"(المهذب في اختصار السنن 1/ 285).

ص: 643

2532 -

حديثُ ابنِ عَبَّاسٍ:

◼ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً، وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ)).

[الحكم]:

منكرٌ بِذِكْرِ (المَسْحِ عَلَى النَّعْلَينِ)، وأَنْكره البيهقيُّ -وأقرَّه ابنُ دَقيقٍ، وابنُ القَيمِ، والزيلعيُّ، ومغلطاي- وضَعَّفَهُ ابنُ حَجَرٍ.

[التخريج]:

[عد (5/ 41) / هق 1372].

[السند]:

أخرجه ابنُ عَدِيٍّ -ومن طريقِهِ البيهقيُّ-: عن محمدِ بنِ بشرٍ القزازِ، ثنا أبو عميرٍ، ثنا رَوَّادٌ، عن سفيانَ، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن عطاءِ بنِ يَسارٍ، عنِ ابنِ عباسٍ، به.

أبو عميرٍ هو عيسى بنُ محمدٍ الرمليُّ، وَرَوَّادٌ هو ابنُ الجَرَّاحِ.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه: رَوَّادٌ، وهو ابنُ الجَرَّاحِ، ضعيفٌ، وروايتُهُ عنِ الثوريِّ خاصة فيها ضعفٌ شَدِيدٌ، قال ابنُ حَجَرٍ:"صدوقٌ اخْتَلَطَ بأَخَرَةٍ فَتُرِكَ، وفي حديثِهِ عنِ الثوريِّ ضعفٌ شديدٌ"(التقريب 1958).

فإن قيل: قد توبع رَوَّادٌ؛ فقد أخرجه البيهقيُّ في (السنن الكبرى 1373): من طريق زيدِ بنِ الحُبَابِ، عن سفيانَ فَذَكَرَهُ بإسنادِهِ:((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ عَلَى النَّعْلَيْنِ)).

قلنا: روايةُ زيدِ بنِ الحُبَابِ عنِ الثوريِّ فيها ضعفٌ، فقد كان يُخطئُ في

ص: 644

حديثِ الثوريِّ كما في (التقريب 2124).

وقد خالفهما جماعةٌ منَ الثقاتِ الأثباتِ من أصحابِ الثوريِّ؛ وهم:

1) الفريابيُّ، عند البخاريِّ (157).

2) يحيى بنُ سعيدٍ القطانُ، عند أبي داود (137)، والترمذيِّ (42)، وغيرِهِما.

3) وكيعٌ، عند أحمدَ (2072).

4) عبدُ الرزاقِ، عند أحمدَ (3450).

5) أبو عاصمٍ النبيلُ، عند الدارميِّ (714).

6) عليُّ بنُ زِيادٍ، عند سحنون في (المدونة 1/ 114).

7) عبيدُ اللهِ بنُ موسى، عند عبدِ بنِ حمُيدٍ في (المنتخب 702).

8) أبو شهابٍ، عند المروزيِّ في (زوائده على الطهور لأبي عبيد 103).

ثمانيتهم -وغيرهم- عنِ الثوريِّ، عن زيدِ بنِ أَسلمَ، عن عطاءِ بنِ يَسارٍ، عنِ ابنِ عباسٍ:((أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً)). ولم يذكروا (المسحَ عَلَى النَّعْلَينِ).

وكذا رواه جماعةٌ من أصحابِ زيدِ بنِ أَسْلَمَ، كـ: داودَ بنِ قَيسٍ، وسليمانَ بنِ بِلالٍ، وعبدِ العزيزِ الدراورديِّ، ومحمدِ بنِ عَجْلَانَ، وورقاء بنِ عمرَ، ومحمدِ بنِ جعفرَ بنِ أَبي كَثيرٍ، وغيرهم. كلهم: عن زيدٍ، عن عطاءِ بنِ يَسارٍ، عنِ ابنِ عباسٍ، به. دون ذكر (المسح على النعلين)، وربما ذكر بعضُهم صفةَ الوضوءِ مفصلةً، وفيها أنه صلى الله عليه وسلم غَسَلَ رجليهِ، دون (المسْحِ عَلَى النَّعْلَين).

ص: 645

وقد تَقَدَّمَ تخريجُهُ في بابِ: "صفةِ الوضوءِ"، وباب:"مشروعية الوضوء مرة مرة".

ولذا قال البيهقيُّ -عقبَ روايةِ رَوَّادٍ-: "هكذا رواه رَوَّادُ بنُ الجَرَّاحِ، وهو يَنْفَرِدُ عنِ الثوريِّ بمناكيرَ؛ هذا أحدُهَا، والثقاتُ رووه عنِ الثوريِّ دون هذه اللفظة". ثم قال: "ورُوي عن زيدِ بنِ الحُبابِ، عنِ الثوريِّ هكذا وليسَ بمحفوظٍ"، وسَاقَهُ بسندِهِ. ثم قال:"والصحيحُ رواية الجماعةِ".

وأقرَّه: ابنُ دَقِيقٍ في (الإمام 2/ 205)، وابنُ القَيمِ في (حاشية سنن أبي داود 1/ 141)، والزيلعيُّ في (نصب الراية 1/ 188)، ومغلطاي في (شرح ابن ماجه 2/ 288).

وقال ابنُ طَاهرٍ المقدسيُّ: "ورواه رَوَّادُ بنُ الجَرَّاحِ -وقال في روايتِهِ: ((وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ)) - عنِ الثوريِّ، عن زيدِ بنِ أَسْلَمَ، عن عطاءِ بنِ يَسارٍ، عنِ ابنِ عباسٍ. وهذا ما أنكر على رَوَّادٍ روايته عنِ الثوريِّ"(ذخيرة الحفاظ 2/ 713).

وضَعَّفَهُ ابنُ حَجَرٍ في (الدراية 1/ 82).

فقولُ ابنِ التركمانيِّ: "وما ذكره البيهقيُّ من حديثِ زيدِ بنِ الحُبَابِ، عنِ الثوريِّ، في المسحِ على النَّعْلينِ حديثٌ جيدٌ"(الجوهر النقي 1/ 288). ليس بجيدٍ.

وقد رُوي من طريقٍ أُخرَى عن زيدٍ، بزيادةِ المسحِ على النَّعْلينِ:

فقد روى عبدُ الرزاقِ في (المصنف 791)، عن مَعْمَرٍ، عن يزيدَ بنِ أبي زِيادٍ، عن أبي ظبيانَ الجَنْبيِّ، قال: رَأَيْتُ عَلِيًّا بَالَ قَائِمًا حَتَّى أَرْغَى، ثُمَّ

ص: 646

تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ، ثُمَّ دَخَلَ المسْجِدَ فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَجَعَلَهُمَا في كُمِّهِ، ثُمَّ صَلَّى.

قال مَعْمَرٌ: ولو شِئْتُ أنْ أُحَدِّثَ أنَّ زيدَ بنَ أَسْلمَ، حَدَّثني عن عطاءِ بنِ يَسارٍ، عنِ ابنِ عباسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، صَنَعَ كما صَنَعَ عليٌّ؛ فَعَلْتُ".

ولكن معمر لا يَكَادُ يَصِحُّ له حديثٌ عن غيرِ الزهريِّ وابنِ طَاوسٍ، كما قال البخاريُّ وابنُ مَعِينٍ وغيرُهُما.

كيف، وقد خالفَ الجماعةَ؟!، ثم إنه شَاكٌّ في روايتِهِ، غير جازمٍ بها.

فَذِكْرُ (المسحِ عَلَى النَّعْلَينِ) مُنْكَرٌ، لا يَصحُّ.

* * *

ص: 647

2533 -

حديثُ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ:

◼ عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه، قَالَ:((رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ)).

[الحكم]:

ضعيفٌ، وضَعَّفَهُ البيهقيُّ، وابنُ عبدِ البرِّ، والحازميُّ، وابنُ القطانِ، وابنُ عبدِ الهادي، والذهبيُّ، والعظيمُ آبَادِي.

[التخريج]:

[حم 16156 ((مقتصرًا على أوله والزيادة له))، 16158 ((واللفظ له)) / طي 1209/ عدني (كبير 19/ 329) / طب (1/ 222/ 607، 608) / ...... ].

سبقَ تخريجُهُ وتحقيقُهُ في باب: "ما رُوِي في الاقتصار على مَسْحِ القَدَمَيْنِ فِي الوُضُوءِ"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).

* * *

ص: 648

2534 -

حديثُ أَبِي أَوْسٍ:

◼ عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبِي (كُنْتُ مَعَ أَبِي)[عَلَى مَاءٍ مِنْ مِيَاهِ العَرَبِ، فَـ]ـتَوَضَّأَ فَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: أَتَمْسَحُ عَلَى النَّعْلَيْنِ؟ فَقَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَيْهِمَا» .

• وفي روايةٍ: عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، عَنْ أَبِيهِ:((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ [وَقَدَمَيْهِ])).

[الحكم]:

ضعيفٌ، وضَعَّفَهُ البيهقيُّ، وابنُ عبدِ البرِّ، والحازميُّ، وابنُ القطانِ، والعظيمُ آبادِي.

[التخريج]:

تخريج السياق الأول: [حم 16165 ((واللفظ له))، 16181 ((والرواية والزيادة له ولغيره)) / حب 1334 ((واللفظ له)) / ش 2009، 37510/ طب (1/ 222/ 605، 606) / طح (1/ 96، 97/ 612، 613، 614) / قا (1/ 29 - 30) / لا 107/ سعب (4/ 1604)].

تخريج السياق الثاني: [حم 16168 ((واللفظ له)) / سط (صـ 54) ((والزيادة له))].

[السند]:

أخرجه أحمدُ (16165)، عن بهز بن أسد.

وأخرجه ابنُ حِبانَ (1339)، والدولابيُّ في (الكنى 107) -ومن طريقه ابنُ عبدِ البرِّ في (الاستيعاب 4/ 1604) -، من طريقِ هُدبةَ بنِ خَالدٍ.

وأخرجه الطحاويُّ في (شرح معاني الآثار 612)، من طريقِ أبي داودَ

ص: 649

الطيالسيِّ.

والطحاويُّ أيضًا (613)، والطبرانيُّ في (المعجم 1/ 222/ 605)، من طريقِ حَجَّاجِ بنِ المنهالِ.

وأخرجه ابنُ قَانِعٍ في (معجم الصحابة 1/ 29)، من طريقِ أبي سلمةَ التبوذكيِّ.

خمستُهم: عن حمادِ بنِ سلمةَ، عن يعلى بنِ عطاءٍ، عن أوسِ بنِ أبي أوسٍ، قال: رَأَيْتُ أَبِي

فذكره.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ، ظاهرُهُ الصحة، وقد توبع حماد بن سلمة عليه:

فقد أخرجه ابنُ أبي شيبةَ في (المصنف 2009، 37510) -ومن طريقِهِ الطبرانيُّ في (المعجم الكبير 1/ 222/ 606) -، وأحمدُ (16168، 16181) عن وكيعٍ، والفضلِ بنِ دُكَينٍ.

ورواه بحشل في (تاريخ واسط صـ 54)، عن تَمِيمِ بنِ المُنْتَصِرِ، عن إسحاقَ الأزرقِ.

والطحاويُّ في (شرح معاني الآثار 614)، من طريقِ محمدِ بنِ سعيدٍ الأصبهانيِّ.

خمستُهم: عن شريكٍ النخعيِّ، عن يعلى بنِ عَطاءٍ، عن أوسِ بنِ أبي أوسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبِي

فذكره.

وفي رواية وكيعٍ وإسحاقَ الأزرقِ: عن شريكٍ، عن يعلى بنِ عطاءٍ، عن أوسِ بنِ أبي أوسٍ، عن أبيه:((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ))، زادَ

ص: 650

إسحاقُ: ((وَقَدَمَيْهِ)).

ولكن تَقَدَّمَ في باب: "ما رُوِي في الاقتصارِ على مسحِ القدمينِ في الوضوءِ"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ). أن شعبةَ وهشيمًا قد رَوَيَاهُ عن يعلى بنِ عطاءٍ، عن أبيه، عن أوسِ بنِ أبي أوسٍ، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه، كذا جَعَلَاهُ من مسندِ أَوسٍ، وزادَ في سندِهِ عطاءً العامريَّ والدَ يَعْلَى.

ولا ريبَ أن هذا الوجهَ أَرْجَحُ لمن أَرَادَ الترجيحَ، أو يقال: إن يعلى اضطربَ في سندِهِ، كما اضطربَ في مَتْنِهِ على وجوهٍ.

وقد بَيَّنَّا هناكَ: أن الحديثَ ضعيفٌ بجهالةِ عطاءٍ، واضطرابِ سندِهِ ومَتْنِهِ، وقد ضَعَّفَهُ لأجلِ ذلك غيرُ واحدٍ منَ العلماءِ، فانظرْ أقوالَهم هناكَ.

ولم يَرِدْ ذكرُ (القَدَمَينِ) إلا من طريقِ هُشيمٍ، وأما ما جاءَ في (تاريخ واسط) من طريقِ إسحاقَ الأزرقِ، عن شَريكٍ، عن يَعْلَى، بزيادةِ:(القَدَمَينِ)؛ فالذي يظهرُ لنا -والله أعلم- أنه وهمٌ منَ النَّاسِخِ، بسببِ انتقالِ بَصَرِهِ إلى الذي قبله، وهو من روايةِ هُشَيمٍ بزيادةِ:(القَدَمَينِ).

* * *

ص: 651

2535 -

حديثُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ:

◼ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ [ثَلَاثًا ثَلَاثًا] 1، وَمَسَحَ عَلَى الجَوْرَبَيْنِ، وَالنَّعْلَيْنِ، [وَالعِمَامَةِ] 2)).

[الحكم]:

ضعيفٌ، وضَعَّفَهُ أبو داودَ، والعقيليُّ، والبيهقيُّ، وابنُ الجوزيِّ، وابنُ دَقِيقِ العِيدِ، والنوويُّ، وابنُ عبدِ الهادي، والذهبيُّ، وابنُ القَيمِ، ومغلطاي، والبوصيريُّ، وابنُ حَجَرٍ، والسنديُّ، والشوكانيُّ، والعظيمُ آبَادِي، والكشميريُّ، والمباركفوريُّ.

[التخريج]:

[جه 560 ((واللفظ له)) / تخ (4/ 333) ((مختصرًا)) / طح (1/ 97) / عق (3/ 278) ((والزيادة الأولى له)) / طس 1108 ((والزيادة الثانية له ولغيره)) / ........ ].

سبقَ تخريجُهُ وتحقيقُهُ في باب: "المسح على الجوربين"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).

* * *

ص: 652