المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌418 - باب المسح على الجبائر - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٢٠

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌أَبْوَابُ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ وَالجَورَبَيْنِ وَغَيْرِهِمَا

- ‌405 - بَابُ مَشْرُوعِيَّةِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ

- ‌406 - بَابُ أَوَّلُ مَنْ لَبِسَ الخُفَّينِ فِي الإِسْلَامِ

- ‌407 - بَابُ الخُفِّ الذِي مَسَحَ عَلَيهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌408 - بَابُ كَيْفِيَّةِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ

- ‌409 - بَابُ مُدَّةِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ لِلمُسَافِرِ، وَالمُقِيمِ

- ‌410 - بَابُ مَا رُوِيَ فِي تَرْكِ التَّوْقِيتِ فِي المَسْحِ

- ‌411 - بَابُ لُبْسِ الخُفَّينِ عَلَى طَهَارَةٍ

- ‌412 - بَابُ مَنْ نَزَعَ خُفَّهُ وَغَسَلَ قَدَمَيهِ

- ‌413 - بَابُ المَسْحِ عَلَى الجَورَبَينِ

- ‌414 - فَصْلٌ فِيمَا وَرَدَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ فِي المَسْحِ عَلَى الجَورَبَينِ

- ‌415 - بَابُ المَسْحِ عَلَى النَّعْلَيْنِ

- ‌416 - بَابُ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ فِي النَّعْلَيْنِ وَلا يَمْسَحُ عَلَى النَّعْلَيْنِ

- ‌417 - بَابُ المَسْحِ عَلَى العَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ

- ‌418 - بَابُ المَسْحِ عَلَى الجَبَائِرِ

الفصل: ‌418 - باب المسح على الجبائر

‌418 - بَابُ المَسْحِ عَلَى الجَبَائِرِ

2541 -

حديثُ عَلِيٍّ:

◼ عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: انْكَسَرَتْ إِحْدَى زَنْدَيَّ [مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجُبِرَ]، فَسَالتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، [فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَصْنَعُ بِالوُضُوءِ؟ ] «فَأَمَرَنِي أَنْ أَمْسَحَ عَلَى الجَبَائِرِ» [قُلْتُ: فَالجَنَابَةُ؟ قَالَ: كَذَلِكَ فَافْعَلْ].

[الحكم]:

بَاطلٌ، وحكمَ عليه بالبطلانِ أو أَشَارَ إلى ذلكَ: الشافعيُّ، وابنُ مَعِينٍ، وأحمدُ، وأبو حَاتمٍ، وعبدُ اللهِ بنُ أحمدَ، والعقيليُّ، وابنُ عَدِيٍّ، والدرقطنيُّ، وابنُ حزمٍ، والبيهقيُّ، وابنُ القيسرانيِّ، والإشبيليُّ، وابنُ الجَوزيِّ، وابنُ القطانِ، وابنُ الصَّلاحِ، والضياءُ المقدسيُّ، والنوويُّ، وابنُ دَقِيقٍ، وابنُ عبدِ الهادي، وابنُ القَيمِ، والزيلعيُّ، ومغلطاي، وابنُ كَثيرٍ، وابنُ الملقنِ، والبوصيريُّ، وابنُ حَجَرٍ، والعينيُّ، وابنُ الهمام، وبرهانُ الدينِ بنُ مُفْلحٍ، وزكريا السنيكيُّ، والسنديُّ، والصنعانيُّ، والشوكانيُّ، والعظيمُ آبادِي، والألبانيُّ.

[التخريج]:

[جه 605، (زوائد أبي الحسن القطان عقبه)((واللفظ له)) / عب 621/ قط 878، 879/ عد (7/ 564) / عق (3/ 136) / نعيم (طب 411 - 413، 469) / ثعلب 1147/ شاهين (جزء/ رواية المجلي 23) / هق

ص: 667

1096/ هقع 1652/ هقخ 839، 840، 842، 843 ((والزيادات له)) / تحقيق 251].

[السند]:

أخرجه عبدُ الرزاقِ -ومن طريقه ابنُ ماجه-، قال: أخبرنا إسرائيل بن يونس، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عليٍّ، به.

ومداره عندهم: على زيدِ بنِ عليٍّ،

به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ وَاهٍ؛ فيه: عمرُو بنُ خالدٍ الواسطيُّ، قال أحمدُ:"كذَّابٌ، يروي عن زيدِ بنِ عليٍّ، عن آبائِهِ، أحاديث موضوعة"، وكذلك كذَّبه ابنُ مَعِينٍ، وأبو داودَ، واتَّهَمَهُ بالوضعِ إسحاقُ بنُ راهويه، وأبو زرعةَ، وقال أبو حاتم، والنسائيُّ، والدارقطنيُّ:"متروكٌ". انظر (تهذيب التهذيب 8/ 26 - 27).

ولَخَّصَ حالَهُ ابنُ حَجَرٍ فقال: "متروكٌ ورَمَاهُ وكيعٌ بالكذبِ"(التقريب 5021).

قلنا: بل رَمَاهُ بالكذبِ ووضعِ الحديثِ غيرُ واحدٍ كما سبقَ بيانُهُ؛ ولذا قال الذهبيُّ: "كذَّبُوه"(الكاشف 4150).

ومن أَجْلِ عمرِو بنِ خالدٍ، ضَعَّفَ هذا الحديثَ جماعةٌ من النُّقَّادِ:

فقال أبو حاتم: ((هذا حديثٌ باطلٌ لا أَصلَ له، وعمرُو بنُ خَالدٍ: متروكُ الحديثِ)) (العلل 102).

وقال العقيليُّ: ((لا يُعرفُ هذا الحديثُ إلا من حديثِ عمرِو بنِ خَالدٍ هذا)) (الضعفاء 3/ 268).

ص: 668

وذكره ابنُ عَدِيٍّ في ترجمتِهِ، مع عدةِ أحاديث، ثم قال:((وهذه الأحاديثُ التي يرويها عمرُو بنُ خَالدٍ، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، ليستْ هي بمحفوظةٍ ولا يرويها غيرُهُ، وهو المتَّهَمُ فيها))، ثم قالَ أيضًا:((ولعمرِو بنِ خالدٍ غير ما ذكرتُ من الحديثِ، وعامةُ ما يرويه موضوعاتٌ)) (الكامل 5/ 126).

وقال الدارقطنيُّ عقبه: ((عمرُو بنُ خالدٍ الواسطيُّ متروكٌ)) (السنن 878).

وقال ابنُ حزمٍ: ((هذا خبرٌ لا تحلُّ روايته إلا على بيانِ سقوطه؛ لأنه انفردَ به أبو خالدٍ عمرُو بنُ خالدٍ الواسطيُّ، وهو مذكورٌ بالكذبِ)) (المحلى 2/ 75)،

وضَعَّفَهُ البيهقيُّ في (السنن الكبرى 1096)، وفي (معرفة السنن 2/ 40)، وفي (الخلافيات 2/ 500 - 501)، وقال أيضًا:((ولا يثبتُ، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في هذا البابِ شيءٌ)) (السنن 2/ 196).

وضَعَّفَهُ: ابنُ القيسراني في (ذخيرة الحفاظ 780)، والإشبيليُّ في (الأحكام الوسطى 1/ 180)، وابنُ الجوزيِّ في (التحقيق 251)، وابنُ القطان في (بيان الوهم 3/ 325 - 326)، والضياءُ المقدسيُّ في (السنن والأحكام 384)، والنوويُّ في (المجموع 2/ 324)، وقال:((واتفقوا على ضَعْفِهِ؛ لأنه من رواية عمرِو بنِ خالدٍ الواسطيِّ، واتفقَ الحفاظُ على ضَعْفِهِ)

وابنُ دَقِيقٍ في (الإمام 3/ 175 - 176)، وابنُ عبدِ الهادي في (تنقيح التحقيق 1/ 349)، وفي (تعليقة على العلل لابن أبي حاتم صـ 51)، وابنُ القيمِ في (حاشية سنن أبي داود 1/ 367 - 368)، والزيلعيُّ في (نصب الراية (1/ 186 - 187)، ومغلطاي في (شرح ابن ماجه 3/ 207 - 208)، وابنُ كَثيرٍ في (إرشاد الفقيه 1/ 76)، وابنُ الملقنِ في (البدر المنير 2/ 610

ص: 669

- 614)، والبوصيريُّ في (مصباح الزجاجة 1/ 84)، وابنُ حَجَرٍ في (التلخيص الحبير 1/ 259)، و (الدراية 1/ 83)، وقال أيضًا:((رواه ابن ماجه بسند وَاهٍ جدًّا)) (بلوغ المرام 135)، والعينيُّ في (البناية 1/ 614)، وابنُ الهُمام في (فتح القدير 1/ 158)، وبرهانُ الدينِ بنُ مُفْلِحٍ في (المبدع في شرح المقنع 1/ 114)، وزكريا السنيكيُّ في (الغرر البهية 1/ 190)، والسنديُّ في (حاشية ابن ماجه 1/ 225)، والصنعانيُّ في (سبل السلام 1/ 146)، والشوكانيُّ في (نيل الأوطار 1/ 321)، والعظيمُ آبادِي في (عون المعبود 1/ 534).

وقال الشافعيُّ: ((ولو عرفتُ إسنادَهُ بالصحةِ قلتُ بِهِ)) (الأم 2/ 92 - 93).

وقال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ: ((سمعتُ رجلًا يقولُ ليحيى: تحفظُ عن عبدِ الرزاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن أبي إسحاقَ، عن عاصمِ بنِ ضَمْرةَ، عن عليٍّ، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى الجَبَائِرِ"، فَقَالَ: بَاطلٌ، ما حَدَّثَ به مَعْمَرٌ قَطّ، سمعتُ يحيى يقولُ: عليه بدنة مقلدة مجللة إن كان مَعْمَرٌ حَدَّثَ بهذا قط، هذا بَاطلٌ، ولو حَدَّثَ بهذا عبد الرزاق كان حلالَ الدمِ، مَنْ حَدَّثَ بهذا عن عبد الرزاق؟ قالوا له: فلان، فقال لا والله، ما حَدَّثَ به مَعْمَرٌ، وعليه حجة من هاهنا -يعني: المسجد- إلى مكة، إن كان مَعْمَرٌ حَدَّثَ بهذا)) (العلل ومعرفة الرجال 3944)، (الكامل لابن عدي 1/ 123).

وقال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ: ((وهذا الحديثُ يروونه عن إسرائيلَ، عن عمرِو بنِ خَالدٍ، عن زيدِ بنِ عليٍّ، عن آبائِهِ، عن عليٍّ، "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ عَلَى الجَبَائِرِ"، وعمرُو بنُ خالدٍ لا يَسْوَى حديثه شيئًا)) (العلل ومعرفة الرجال 3945).

ص: 670

وقال في (العلل ومعرفة الرجال رواية المروذي 264): ((سألته -أي: الإمام أحمد- عن حديثِ عبدِ الرزاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن أبي إسحاقَ، عن عاصمِ بنِ ضَمْرةَ، عن عليٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى الجَبَائِرِ؟ فقال: ما يحل، ليسَ من هذا شيء، مِنْ حَدَّثَ بهذا؟ قلتُ: ذكروه عن صاحبِ الزهريِّ، فَتَكَلَّمَ فيه بكلامٍ غليظٍ".

وقال ابنُ الصَّلاحِ: ((هو ضعيفٌ عندَ أهلِ الحديثِ، مشهورٌ بالضعفِ)) (شرح مشكل الوسيط 1/ 248).

وقال الألبانيُّ: "ضعيفٌ جدًّا"(ضعيف سنن ابن ماجه 126).

وقد توبع عمرُو بنُ خالدٍ متابعات واهية؛ ولذا قال ابنُ الملقنِ: "تابعه عليه شرٌّ منه"(البدر المنير 2/ 611).

تابعه: عمرُ بنُ موسى بنِ وجيه، كما عند البيهقيِّ في (الخلافيات 842) قال: أخبرنا أبو حازم الحافظ، أنبأ أبو أحمد الحافظ -يعني: ابنَ إسحاقَ النيسابوريَّ- ثنا أبو محمد عبد الله بن زيد، أن ابنَ يزيدَ البجليَّ بالكوفةِ، ثنا عبد الملك بن الوليد، حدثنا يحيى بن كهمس، عن عمر بن موسى، عن زيد بن علي،

به.

وهذا إسنادٌ وَاهٍ؛ عمر بن موسى، قال البخاريُّ:"منكرُ الحديثِ"، وقال ابنُ مَعِينٍ:"كذَّابٌ ليسَ بشيءٍ"، وقال أبو حاتم:"ذاهبُ الحديثِ كان يضعُ الحديثِ"، وقال النسائيُّ، والدارقطنيُّ:"متروكُ الحديثِ"، وقال ابنُ عَدِيٍّ:"هو في عِدادِ مَن يضعُ الحديثِ متنًا وإسنادًا"(لسان الميزان 5698).

ولذا قال البيهقيُّ: ((وتابعه على ذلك عمرُ بنُ موسى بنِ وجيه، فرواه عن

ص: 671

زيدِ بنِ عليٍّ، مثله، وعمرُ بنُ موسى متروكٌ منسوبٌ إلى الوَضْعِ، ونعوذُ باللهِ منَ الخُذْلانِ

)) (السنن الكبير 2/ 195 - 196).

وقد أشارَ البيهقيُّ إلى أنه سَرَقَهُ من عمرِو بنِ خَالدٍ، فقال:"وقد سَرَقَهُ عمرُ بنُ مُوسَى بنِ وجيه، فرواه عن زيدِ بنِ عليٍّ، مثله"(معرفة السنن 1655).

وتابعه أيضًا: عبدُ اللهِ بنُ العلاءِ بنِ زَبْرٍ الدمشقيُّ.

أخرجه البيهقيُّ في (الخلافيات 843) قال: أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي المذكر، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان بالبصرة، حدثنا عبد الله بن محمد البلوي، -وبلى حَيٌّ من اليمنِ، نزل الفسطاط- حدَّثني إبراهيم بن عبيد الله -أو ابن عبد الله- ابن العلاء، عن أبيه، عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،

به.

وهذا إسنادٌ وَاهٍ أيضًا؛ فيه: عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ البلويُّ؛ قال الدارقطنيُّ: "يضعُ الحديثِ"(الميزان 2/ 491).

وقد ضَعَّفَ هذا الإسنادَ البيهقيُّ في (الخلافيات 2/ 502)، وقال:"عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ البلويُّ مجهولٌ، رأينا في أحاديثِهِ المناكيرَ".

وقد قال البيهقيُّ في (السنن الكبرى 2/ 196): ((ورُوي بإسنادٍ آخر مجهول عن زيدِ بنِ عليٍّ، وليسَ بشيءٍ"، ولم يذكرْ هذا الإسناد المجهول، فعلَّق ابنُ الملقنِ على قولِ البيهقيِّ فقال: "ولم يُبينْ في (سننه) مَن هو المجهولُ في الإسنادِ، وبَيَّنَهُ في (خلافياته) فقال: إنه عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ البلويُّ. قال: وهو مجهولٌ رأينا في حديثِهِ المناكيرَ)) (البدر المنير 2/ 612 - 613).

ص: 672

قلنا: والحديثُ مشهورٌ من حديثِ عمرِو بنِ خَالدٍ، وأَكَّدَ ذلك البيهقيُّ فقال:((هذا يُعْرَفُ بعمرِو بنِ خالدٍ الواسطيِّ، عن زيدِ بنِ عليٍّ، عن أبيه، عن جدِّه: أنَّ عليًّا انكسرَ إحدى زنديه، فأمره النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أن يَمْسَحَ عَلَى الجَبَائِرِ)(معرفة السنن 1651).

وكذلك قال العقيليُّ: "لا يُتَابَعُ عليه ولا يُعْرَفُ إلا به "(الضعفاء 3/ 134).

ص: 673

روايةٌ:

• وفي روايةٍ: أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه كُسِرَتْ يَدُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَسَقَطَ اللواءُ مِنْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:((اجْعَلُوهُ فِي يَسَارِهِ، فَإِنَّهُ صَاحِبُ اللواءِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ))، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَصْنَعُ بِالجَبَائِرِ؟ فَقَالَ:((امْسَحْ عَلَيْهَا)).

[الحكم]:

لا أصل له بهذا السياق، وكذا قال البدرُ العينيُّ.

[التخريج]:

[مختصر الكرخي (البناية 1/ 614)].

[التحقيق]:

قال العينيُّ في (البناية شرح الهداية 1/ 614): "رواه الكرخيُّ في (مختصره) بإسنادِهِ إلى عليٍّ رضي الله عنه".

قلنا: ولم نقفْ على سندِهِ، ولا وجدناه بهذا اللفظِ عند غيره.

ولهذا قال العينيُّ: "هذا الحديثُ لا أصلَ له، والذي رُويَ عن عليٍّ رضي الله عنه هو انكسارُ إحدى زنديه، وأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ بالمسحِ على الجبائرِ، وهو أيضًا غيرُ صحيحٍ، رواه ابنُ ماجه في (سننه) "(البناية شرح الهداية 1/ 614).

* * *

ص: 674

روايةٌ مُطَوَّلَةٌ:

◼ وفي روايةٍ: عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَالتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الجَبَائِرِ يَكُونُ عَلَى الكَسِيرِ كَيْفَ يَتَوَضَّأُ صَاحِبُهَا، وَكَيْفَ يَغْتَسِلُ إِذَا أَجْنَبَ؟ قَالَ:«يَمْسَحَانِ بِالمَاءِ عَلَيْهَا فِي الجَنَابَةِ وَالوُضُوءِ» ، قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ فِي بَرْدٍ يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ إِذَا اغْتَسَلَ؟ قَالَ: «يَمُرُّ عَلَى جَسَدِهِ» ، وَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} «وَيَتَيَمَّمُ إِذَا خَافَ» .

[الحكم]:

ضعيفٌ جدًّا، وضَعَّفَهُ الدارقطنيُّ، والبيهقيُّ، وابنُ الجوزيِّ، وابنُ دَقِيقِ العيدِ، وابنُ عبدِ الهادي، وابنُ الملقنِ، وابنُ حَجَرٍ.

[التخريج]:

[قط 876 ((واللفظ له))، 877/ هقخ 844، 845/ تحقيق 250].

[السند]:

أخرجه الدارقطنيُّ (876) -ومن طريقه البيهقيُّ في (الخلافيات 844)، وابنُ الجوزيِّ في (التحقيق) -، قال: ثنا دعلج بن أحمد، نا محمد بن علي بن زيد الصائغ بمكة، حدثنا أبو الوليد وهو خالد بن يزيد المكي، نا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ثنا الحسن بن زيد، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب، به.

وقال الدارقطنيُّ (877) -ومن طريقه البيهقيُّ في (الخلافيات 845) -: ثنا دعلج بن أحمد، نا محمد بن علي بن زيد، نا أبو الوليد، نا إسحاق بن عبد الله، نا عبد الرحمن بن أبي الموال، عن الحسن بن زيد،

به.

ص: 675

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ وَاهٍ؛ فيه علتان:

الأولى: أبو الوليد خالد بن يزيد، كذَّبَهُ أبو حاتم، وابنُ مَعِينٍ، وقال ابنُ حِبانَ:"يروي الموضوعات عن الأثبات"(لسان الميزان 2910).

وبه ضَعَّفَ الحديثَ: الدارقطنيُّ في (السنن)، والبيهقيُّ في (السنن الكبرى 2/ 196)، وابنُ الجوزيِّ في (التحقيق 250).

الثانية: الانقطاع بين زيد بن علي بن الحسين، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.

فزيدٌ لم يدركْ عليًّا، وروايتُه عنه مرسلة (جامع التحصيل 216).

وأشارَ إلى ذلك ابنُ دَقِيقِ العيدِ فقال: "هكذا في هذه الرواية: زيد بن علي، عن أبيه، وهو منقطعٌ، وليس فيه: زيد بن علي، عن آبائه"(الإمام 3/ 178)، وأقرَّه ابنُ الملقنِ في (البدر المنير 2/ 613).

وقال ابنُ عبد الهادي: "الحسنُ بنُ زيدٍ هذا، هو: ابن علي بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب، وأبوه زيدُ بنُ عليٍّ هو: أخو محمد بن علي الباقر، ولم يدركْ جَدَّهُ عليًّا"(تنقيح التحقيق 1/ 349).

وقال ابنُ حَجَرٍ: "إسنادُهُ وَاهٍ"(الدراية 1/ 84).

* * *

ص: 676

2542 -

حديثُ ابْنِ عُمَرَ:

◼ عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْسَحُ عَلَى الجَبَائِرِ» .

[الحكم]:

ضعيفٌ جدًّا، وضَعَّفَهُ الدارقطنيُّ، والإشبيليُّ، وابنُ الجوزيِّ، والزيلعيُّ، ومغلطاي، وابنُ كَثيرٍ، وابنُ الملقنِ، وابنُ حَجَرٍ، والعينيُّ، وابنُ الهُمَامِ، والألبانيُّ.

[التخريج]:

[قط 785 ((واللفظ له)) / خط (12/ 417) / علج 595/ تحقيق (1/ 219)].

[السند]:

أخرجه الدارقطني -ومن طريقه ابنُ الجوزيِّ في (العلل المتناهية)، وفي (التحقيق) -، قال: حدثنا أبو بكر الشافعي، نا أبو عمارة محمد بن أحمد بن المهدي، ثنا عبدوس بن مالك العطار، نا شبابة، نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عمر

به.

وأخرجه الخطيب في (تاريخ بغداد): من طريق أبي بكر الشافعي

به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه: محمد بن أحمد بن مهدي، أبو عمارة، قال الدارقطنيُّ:"متروكٌ"، وقال الخطيبُ:"وفي حديثه مناكيرُ وغرائبُ"(لسان الميزان 6367).

قال الدارقطنيُّ -عقب الحديث-: "لا يصحُّ مرفوعًا، وأبو عمارة ضعيفٌ

ص: 677

جدًّا".

وأقرَّه: الإشبيليُّ في (الأحكام الوسطى 1/ 180)، وابنُ الجوزيِّ في (العلل المتناهية)، وفي (التحقيق 1/ 219)، والزيلعيُّ في (نصب الراية 1/ 186)، ومغلطاي في (شرح ابن ماجه 3/ 209)، وابنُ كَثيرٍ في (إرشاد الفقيه 1/ 76)، وابنُ الملقنِ في (البدر المنير 2/ 614)، وابنُ حَجَرٍ في (التلخيص الحبير 1/ 259 - 260)، وفي (الدراية 1/ 83)، والعينيُّ في (البناية 1/ 614)، وابنُ الهُمَامِ في (فتح القدير 1/ 158)، والألبانيُّ في (تمام المنة صـ 134).

وقال ابنُ حزمٍ في المسحِ على الجبائرِ: "لم يصحَّ قطّ فيه أثرٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"(المحلى 2/ 61).

وقال البيهقيُّ: "ولا يثبتُ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في هذا البابِ شيءٌ"(السنن 2/ 196).

* * *

ص: 678

2543 -

حديثُ بِلَالٍ:

◼ عَنْ بِلَالٍ رضي الله عنه: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْسَحُ عَلَى الجَبَائِرِ، وَالخُفِّ)).

[الحكم]:

هذا اللفظُ خطأٌ ووَهْمٌ لا وجودَ له في واقعِ الأمرِ، وإنما هو تصحيفٌ من الناسخِ، والإسنادُ منقطعٌ.

[التخريج]:

[معكر 1150].

سبق تحقيقه في باب: "مشروعية المسح على الخُفَّينِ"، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ).

* * *

ص: 679