الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
420 - بَابٌ: مُمَاسَّةُ الجُنُبِ وَمُضَاجَعَتُهُ
2553 -
حَدِيثُ عَائِشَةَ:
◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه، قَالَتْ:((رُبَّمَا اغْتَسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الجَنَابَةِ، ثُمَّ جَاءَ فَاسْتَدْفَأَ بِي، فَضَمَمْتُهُ إِليَّ وَلَمْ أَغْتَسِلْ)).
[الحكم]:
ضعيفٌ مُنْكَرٌ، وأنكره: الفَلَّاسُ -وأقرَّه ابنُ عَدِيٍّ-، والساجيُّ.
وضَعَّفَهُ: البَيْهَقيُّ، وابنُ العربيِّ، ومُغْلَطاي، والألبانيُّ، وأحمد شاكر.
[الفوائد]:
1 -
قال ابنُ المُنْذِرِ: "أجمعَ عوامُّ أهلِ العلمِ على أنَّ عَرَقَ الجُنُبِ طاهرٌ، فممَّنْ ثبتَ عنه من أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عَرَقُ الجُنُبِ طاهرٌ)): ابنُ عُمرَ، وابنُ عباسٍ، وعائشةُ، وبه قال عطاءٌ، وابنُ جُبَيْرٍ، والشَّعْبيُّ، والحسنُ. وكانت عائشةُ والحسنُ وغيرُهما يقولون: عَرَقُ الحائضِ كذلك"(الأوسط 2/ 302).
2 -
قال عليٌّ القاري: "وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ، ثُمَّ يَسْتَدْفِئُ بِي)) أي: يطلبُ الدَّفَاءة - بفتحتين فالمد- وهي الحرارةُ، بأن يَضَعَ أعضاءَهُ على أعضائي من غير حائل قبل أن أغتسلَ. قال السيدُ جمالُ الدينِ: أي: يطلبُ مني الحرارةَ، ومنه قولُهُ تعالى:{لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} . أي: ما تَستدفِئونَ به. وفيه: أن بَشَرةَ الجُنُبِ طاهرةٌ؛
لأن الاستدفاءَ إنما يحصُلُ مِن مَسِّ البَشَرةِ البَشَرةَ. كذا في الطَّيِّبيِّ، وفيه بحثٌ اهـ.
ولعلَّه أرادَ أن الاستدفاءَ يُمكنُ مع الثوبِ أيضًا، فقولُ ابنِ حَجَرٍ:"فيه التصريحُ بطهارةِ الجُنُبِ" غيرُ صحيحٍ" (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 2/ 380).
[التخريج]:
[ت 124 (واللفظ له) / جه 570/ ك 557/ عل 4846/ ش 842/ طس 1970/ جعد 2286/ حق 1431، 1432/ موهب (مُغْلَطاي 2/ 362) / محد 205/ قط 514/ عد (3/ 221) / سمع 311/ ميمي (1/ 87) / هق 889/ هقخ 501/ طوسي 103/ بغ 262/ نبغ 494/ نجاد (حديث ق 212/ ب)].
[السند]:
قال التِّرْمِذيُّ: ثنا هَنَّادٌ، حدثنا وَكِيعٌ، عن حُرَيثٍ، عن الشَّعْبيِّ، عن مَسْروق، عن عائشةَ، به.
ورواه ابنُ راهُويَه عن وَكِيعٍ، به.
ورواه ابنُ راهُويَه أيضًا، وابنُ وَهْب في (مسنده) -ومن طريقه البَيْهَقيُّ-، كلاهما عن عيسى بن يونسَ، نا حُرَيث بن أبي مطر، به.
ورواه ابنُ أبي شَيْبةَ في (المصنف) -وعنه ابنُ ماجه-، وابنُ الجَعْد -وعنه البَغَويُّ في الشرح والأنوار-، كلاهما عن شَرِيكٍ، عَنْ حُرَيثٍ، به.
والحديثُ مدارُه عندَ الجميعِ على حُرَيثِ بنِ أبي مطر، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ حُرَيثٌ ضَعَّفَهُ الأئمةُ: ابنُ مَعِينٍ، والبخاريُّ، وأبو حاتمٍ، والفَلَّاسُ، وابنُ عَدِيٍّ، وغيرُهم، بل قال النَّسائيُّ وغيرُهُ:"متروكٌ"(تهذيب الكمال 5/ 564).
وقال الحافظُ: "ضعيفٌ"(التقريب 1182).
وقد استنكرَ حديثَه هذا كلٌّ من:
* الحافظ الفَلَّاس، حيثُ قال عن حُرَيثٍ:"ضعيفُ الحديثِ، روَى حديثين منكرين"(تهذيب الكمال 5/ 564).
وهذا الحديثُ هو أحدُهما، كما بيَّنهُ ابنُ عَدِيٍّ في (الكامل 2/ 200)، وأقرَّهُ عليه.
* والحافظ زكريا الساجي، بيَّن ذلك مُغْلَطاي فيما نقله عنه، حيثُ قال:"ولَمَّا ذكره الساجيُّ قال: "ضعيفُ الحديثِ، عندَه مناكيرُ"، ثم ذَكر له هذا الحديثَ فقط"(الإعلام 2/ 363).
وأشارَ لذلك أيضًا الدَّارَقُطْنيُّ، بقوله:"ولم يتابَعْ عليه"(تعليقاته على المجروحين لابنِ حِبَّانَ ص 79).
وضَعَّفَهُ أيضًا كلٌّ من:
* البَيْهَقي، حيثُ قال:"تفرَّدَ به حُرَيثُ بنُ أبي مَطَر، وفيه نظرٌ. ورُوي من وجهٍ آخَرَ ضعيفٍ عن عَلْقَمةَ، عن عائشةَ، مختصرًا"(السنن 1/ 187).
ولم نجدْهُ من طريقِ عَلْقَمةَ. وقال أيضًا: "تفرَّدَ به حُرَيثُ بنُ أبي مَطَر، وهو ضعيفٌ؛ ضَعَّفَهُ ابنُ مَعِينٍ والبخاريُّ وغيرُهما"(الخلافيات 2/ 215)، و (مختصر الخلافيات 1/ 266).
* ابن العربيِّ المالكيّ، حيثُ قال:"إسنادُهُ لم يصحَّ ولم يَستقِمْ؛ فلا يثبُتُ به شيءٌ"(عارضة الأحوذي 1/ 91).
* مُغْلَطاي في (شرحه على ابن ماجه 2/ 362).
* أحمد شاكر في تحقيقه لجامع التِّرْمِذي.
* الألبانيّ، ضَعَّفَهُ في (الضعيفة 5657)، و (ضعيف أبي داودَ 1/ 115).
وخالفَ في ذلك آخرون:
* فقال التِّرْمِذيُّ: "ليسَ بإسنادِهِ بأسٌ".
* وقال الحاكمُ: "صحيحٌ على شرطِ مسلم! ".
* وحَسَّنَهُ القاري في (المرقاة 2/ 147).
وكلُّ ذلك غيرُ مسَلَّم؛ لِمَا سبقَ ذِكرُه. وأمَّا قولُ الحاكمِ: "صحيحٌ على شرطِ مسلمٍ"، فقد تَعَقَّبَهُ فيه مُغْلَطاي، فقال:"وفيه نظرٌ؛ من حيث إن حُرَيثًا الفزاريَّ أبا عَمرٍو الحَنَّاطَ الكُوفيَّ لم يخرِّج له مسلمٌ في كتابِهِ شيئًا، وأنَّى له ذلك مع قولِ البخاريِّ فيه: "فيه نظرٌ"! وفي روايةٍ: "ليسَ عندهم بالقوي
…
" وذكرَ بقيةَ كلام النُّقَّادِ فيه، ثم قال: "وكأنَّ أبا عبد الله لَمَحَ كوْنَ شَرِيكٍ في الإسنادِ، وأنه ممن يخرِّج مسلمٌ حديثَه؛ فاعتمَده، وسها عمَّن عداه" (شرح مُغْلَطاي على ابن ماجه 2/ 362، 363).
هذا، وقد ذكرَ الحاكمُ أن الحديثَ قد رُوي من طريقِ سعيدِ بنِ المُسَيِّبِ وعُروةَ، عن عائشةَ، ثم قال:"والطريقُ إليهما فاسدٌ".
ولم نقفْ عليه من هذين الطريقين، ويغْني عن ذلك قولُ الحاكمِ عنهما:"والطريقُ إليهما فاسدٌ".
[تنبيهان]:
1 -
تحرَّف اسمُ "حُرَيث" في (شرح السنة) و (الأنوار) إلى: "حصين"، ولم يتنبَّه لذلك مُحقِّقَا الكِتابَينِ؛ فظَنَّاها متابعةً!، وقد نبَّه على ذلك الألبانيُّ في (الضعيفة 5657).
2 -
وقعَ الحديثُ في أمالي ابنُ سَمْعونَ (311) من طريقِ شَرِيكٍ، عن حُرَيثٍ، بإسنادِهِ إلى عائشةَ رضي الله عنها، أنها قالت:"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ، ثُمَّ يَدْخُلُ مَعِي فِي لِحَافِي، فَيُبَاشِرُنِي وَأَنَا جُنُبٌ".
وهذا فيه وَهَمٌ من وجهين:
الأَولُ: أن المتنَ المرويَّ من هذا الطريقِ إنما هو باللفظِ المخَرَّجِ آنفًا عند التِّرْمِذيِّ وغيرِه.
الثاني: أن المتنَ المذكورَ عند ابنِ سَمْعونَ محفوظٌ من طرقٍ أُخرى بلفظ: ((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُبَاشِرُنِي وَأَنَا حَائِضٌ، وَيَدْخُلُ مَعِي فِي لِحَافِي وَأَنَا حَائِضٌ، وَلَكِنَّهُ كَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ)).
فالظاهرُ أنه حَدَثَ خلْطٌ بين المَتْنَيْنِ، والله المستعان.
* * *
2554 -
أَثَرُ ابنِ عُمَرَ:
◼ عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: ((إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ أَسْبِقَهَا إِلَى الغُسْلِ، فَأَغْتَسِلَ، ثُمَّ أَتَكَوَّى
(1)
بِهَا حَتَّى أَدْفَأَ، ثُمَّ آمُرَهَا فَتَغْتَسِلَ)).
[الحكم]:
موقوفٌ صحيحٌ.
[اللغة]:
قولُه: ((أَتَكَوَّى بِهَا)): قال الخَطَّابيُّ: "معناه: أستدفِئ بها، وأصْلُه منَ الكَيِّ، وهو لَذْعُ الحديدةِ المُحْماةِ"(غريب الحديث 2/ 408).
[التخريج]:
[عب 1073 (واللفظ له) / ش 831/ حل (5/ 64) / (غخطا 2/ 408) معلقًا].
[السند]:
رواه عبد الرزاق: عنِ الثَّوْريِّ، عن جَبَلةَ بنِ سُحَيْمٍ التَّيْميِّ، قال: سمِعتُ ابنَ عُمرَ
…
فذكره.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ صحيحٌ موقوفٌ، على شرطِ الشيخينِ.
وتُوبِعَ عليه الثَّوْريُّ؛ فأخرجه ابنُ أبي شَيْبةَ عن حفْصٍ ووَكِيع، عن مِسْعَرٍ، عن جَبَلةَ، به، بلفظ: ((إِنِّي لَأَغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ، ثُمَّ أَتَكَوَّى بِالمَرْأَةِ
(1)
تصحَّفت في المطبوع من مصنف عبد الرزاق إلى: (أتكرى) بالراء، وقد جاءت على الصواب عند ابن أبي شَيبة، والخَطَّابي، وهكذا وردت في (النهاية 4/ 212) وغيرِه.
قَبْلَ أَنْ تَغْتَسِلَ)).
وعَلَّقَهُ الخَطَّابيُّ في (غريبه): عن حَجَّاجِ بنِ مِنْهالٍ، أخبرنا شُعبةُ، أنبأنا جَبَلةُ بنُ سُحَيْمٍ، به.
* هذا، وفي البابِ عددٌ منَ الآثارِ الموقوفةِ على الصحابةِ رضي الله عنهم، وليستْ على شرطنا؛ لضعْفِها، فراجعها إن شئتَ في (مصنَّف ابن أبي شَيبة) باب:"في الرجل يَستدفِئ بامرأته بعد أن يغتسل"، و (مصنَّف عبد الرزاق) باب:"مباشرة الجُنُب".
* * *