المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌420 - باب: مماسة الجنب ومضاجعته - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٢١

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌أَبْوَابُ الجَنَابَةِ

- ‌419 - بَابٌ: المُسْلِمُ لَا يَنْجُسُ وَإِنْ أَجْنَبَ

- ‌420 - بَابٌ: مُمَاسَّةُ الجُنُبِ وَمُضَاجَعَتُهُ

- ‌421 - بَابٌ: الجُنُبُ لَا يُصَلِّي

- ‌422 - بَابٌ: الجُنُبُ يَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ نَاسِيًا

- ‌423 - بَابٌ: قِرَاءَةُ الجُنُبِ لِلْقُرْآنِ

- ‌424 - بَابٌ: مَسُّ الجُنُبِ لِلْمُصْحَفِ

- ‌425 - بَابٌ: مُكْثُ الجُنُبِ فِي المَسْجِدِ

- ‌426 - بَابٌ: جُلُوسُ الجُنُبِ فِي المَسْجِدِ إِذَا تَوَضَّأَ

- ‌427 - بَابٌ: مُرُورُ الجُنُبِ فِي المَسْجِدِ

- ‌428 - بَابٌ: جَوَازُ نَوْمِ الجُنُبِ وَأَكْلِهِ إِذَا تَوَضَّأَ

- ‌429 - بَابٌ: مَا وَرَدَ فِي نَوْمِ الجُنُبِ دُونَ أَنْ يَمَسَّ مَاءً

- ‌430 - بَابٌ: هَلْ يَتَيَمَّمُ الجُنُبُ إِذَا أَرَادَ النَّوْمَ وَكَسِلَ عَنِ الوُضُوءِ

- ‌431 - بَابٌ: الوُضُوءُ لِلْجُنُبِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُعَاوِدَ الجِمَاعَ

- ‌432 - بَابٌ: الغُسْلُ لِمَنْ عَاوَدَ الجِمَاعَ

- ‌433 - بَابٌ: مَا رُوِيَ فِي غَسْلِ الفَرْجِ عِنْدَ المُعَاوَدَةِ

- ‌434 - بَابٌ: المُسْلِمُ يُسْتَشْهَدُ جُنُبًا

- ‌435 - فَصْلٌ فِيمَا رُوِيَ أَنَّ المَلَائِكَةَ غَسَّلَتْ حَمْزَةَ أَيْضًا

- ‌436 - بَابٌ: مَا رُوِيَ أَنَّ المَلَائِكَةَ لَا تَقْرَبُ الجُنُبَ

- ‌437 - بَابٌ: مَا رُوِيَ أَنَّ المَلَائِكَةَ لَا تَحْضُرُ مَنْ يُتَوفَّى جُنُبًا

- ‌438 - بَابٌ: مَا رُوِيَ أَنَّ المَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ جُنُبٌ

- ‌439 - بابٌ: مَا رُوِيَ أَنَّ الجُنُبَ لَا يَحْلِقُ رَأْسَهُ، وَلَا يُقَلِّمُ ظُفُرَهُ، وَلَا يَنْتِفُ إِبْطَهُ

- ‌كِتَابُ الغُسْلِ وَآدَابِهِ

- ‌440 - بَابٌ: وُجُوبُ الِاغْتِسَالِ لِلْجَنَابَةِ

- ‌441 - بَابٌ: الغُسْلُ الوَاحِدُ يَكْفِي لِأَكْثَرَ مِنْ جَنَابَةٍ

- ‌442 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ اغْتِسَالِ الجُنُبِ فِي المَاءِ الدَّائِمِ

- ‌أَبَوابُ التَّسَتُّرِ عِنْدَ الغُسْلِ

- ‌443 - بَابٌ: فِي حِرْصِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى التَّسَتُّرِ عِنْدَ الغُسْلِ، وَحَثِّهِ عَلَى ذَلِكَ

- ‌444 - بَابٌ: فِيمَا وَرَدَ فِي الأَمْرِ بِالتَّسَتُّرِ عِنْدَ الغُسْلِ

- ‌445 - بَابٌ: مَا يَصْنَعُ إِذَا لَمْ يَجِدْ مَا يَسْتَتِرُ بِهِ عِنْدَ الغُسْلِ

- ‌446 - بَابٌ مِنْهُ

- ‌447 - بَابٌ: مَشْرُوعِيَّةُ الِاغْتِسَالِ عُرْيَانًا إِذَا أَمِنَ رُؤْيَةَ العَوْرَةِ

الفصل: ‌420 - باب: مماسة الجنب ومضاجعته

‌420 - بَابٌ: مُمَاسَّةُ الجُنُبِ وَمُضَاجَعَتُهُ

2553 -

حَدِيثُ عَائِشَةَ:

◼ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه، قَالَتْ:((رُبَّمَا اغْتَسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الجَنَابَةِ، ثُمَّ جَاءَ فَاسْتَدْفَأَ بِي، فَضَمَمْتُهُ إِليَّ وَلَمْ أَغْتَسِلْ)).

[الحكم]:

ضعيفٌ مُنْكَرٌ، وأنكره: الفَلَّاسُ -وأقرَّه ابنُ عَدِيٍّ-، والساجيُّ.

وضَعَّفَهُ: البَيْهَقيُّ، وابنُ العربيِّ، ومُغْلَطاي، والألبانيُّ، وأحمد شاكر.

[الفوائد]:

1 -

قال ابنُ المُنْذِرِ: "أجمعَ عوامُّ أهلِ العلمِ على أنَّ عَرَقَ الجُنُبِ طاهرٌ، فممَّنْ ثبتَ عنه من أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عَرَقُ الجُنُبِ طاهرٌ)): ابنُ عُمرَ، وابنُ عباسٍ، وعائشةُ، وبه قال عطاءٌ، وابنُ جُبَيْرٍ، والشَّعْبيُّ، والحسنُ. وكانت عائشةُ والحسنُ وغيرُهما يقولون: عَرَقُ الحائضِ كذلك"(الأوسط 2/ 302).

2 -

قال عليٌّ القاري: "وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ، ثُمَّ يَسْتَدْفِئُ بِي)) أي: يطلبُ الدَّفَاءة - بفتحتين فالمد- وهي الحرارةُ، بأن يَضَعَ أعضاءَهُ على أعضائي من غير حائل قبل أن أغتسلَ. قال السيدُ جمالُ الدينِ: أي: يطلبُ مني الحرارةَ، ومنه قولُهُ تعالى:{لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} . أي: ما تَستدفِئونَ به. وفيه: أن بَشَرةَ الجُنُبِ طاهرةٌ؛

ص: 31

لأن الاستدفاءَ إنما يحصُلُ مِن مَسِّ البَشَرةِ البَشَرةَ. كذا في الطَّيِّبيِّ، وفيه بحثٌ اهـ.

ولعلَّه أرادَ أن الاستدفاءَ يُمكنُ مع الثوبِ أيضًا، فقولُ ابنِ حَجَرٍ:"فيه التصريحُ بطهارةِ الجُنُبِ" غيرُ صحيحٍ" (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 2/ 380).

[التخريج]:

[ت 124 (واللفظ له) / جه 570/ ك 557/ عل 4846/ ش 842/ طس 1970/ جعد 2286/ حق 1431، 1432/ موهب (مُغْلَطاي 2/ 362) / محد 205/ قط 514/ عد (3/ 221) / سمع 311/ ميمي (1/ 87) / هق 889/ هقخ 501/ طوسي 103/ بغ 262/ نبغ 494/ نجاد (حديث ق 212/ ب)].

[السند]:

قال التِّرْمِذيُّ: ثنا هَنَّادٌ، حدثنا وَكِيعٌ، عن حُرَيثٍ، عن الشَّعْبيِّ، عن مَسْروق، عن عائشةَ، به.

ورواه ابنُ راهُويَه عن وَكِيعٍ، به.

ورواه ابنُ راهُويَه أيضًا، وابنُ وَهْب في (مسنده) -ومن طريقه البَيْهَقيُّ-، كلاهما عن عيسى بن يونسَ، نا حُرَيث بن أبي مطر، به.

ورواه ابنُ أبي شَيْبةَ في (المصنف) -وعنه ابنُ ماجه-، وابنُ الجَعْد -وعنه البَغَويُّ في الشرح والأنوار-، كلاهما عن شَرِيكٍ، عَنْ حُرَيثٍ، به.

والحديثُ مدارُه عندَ الجميعِ على حُرَيثِ بنِ أبي مطر، به.

ص: 32

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ حُرَيثٌ ضَعَّفَهُ الأئمةُ: ابنُ مَعِينٍ، والبخاريُّ، وأبو حاتمٍ، والفَلَّاسُ، وابنُ عَدِيٍّ، وغيرُهم، بل قال النَّسائيُّ وغيرُهُ:"متروكٌ"(تهذيب الكمال 5/ 564).

وقال الحافظُ: "ضعيفٌ"(التقريب 1182).

وقد استنكرَ حديثَه هذا كلٌّ من:

* الحافظ الفَلَّاس، حيثُ قال عن حُرَيثٍ:"ضعيفُ الحديثِ، روَى حديثين منكرين"(تهذيب الكمال 5/ 564).

وهذا الحديثُ هو أحدُهما، كما بيَّنهُ ابنُ عَدِيٍّ في (الكامل 2/ 200)، وأقرَّهُ عليه.

* والحافظ زكريا الساجي، بيَّن ذلك مُغْلَطاي فيما نقله عنه، حيثُ قال:"ولَمَّا ذكره الساجيُّ قال: "ضعيفُ الحديثِ، عندَه مناكيرُ"، ثم ذَكر له هذا الحديثَ فقط"(الإعلام 2/ 363).

وأشارَ لذلك أيضًا الدَّارَقُطْنيُّ، بقوله:"ولم يتابَعْ عليه"(تعليقاته على المجروحين لابنِ حِبَّانَ ص 79).

وضَعَّفَهُ أيضًا كلٌّ من:

* البَيْهَقي، حيثُ قال:"تفرَّدَ به حُرَيثُ بنُ أبي مَطَر، وفيه نظرٌ. ورُوي من وجهٍ آخَرَ ضعيفٍ عن عَلْقَمةَ، عن عائشةَ، مختصرًا"(السنن 1/ 187).

ولم نجدْهُ من طريقِ عَلْقَمةَ. وقال أيضًا: "تفرَّدَ به حُرَيثُ بنُ أبي مَطَر، وهو ضعيفٌ؛ ضَعَّفَهُ ابنُ مَعِينٍ والبخاريُّ وغيرُهما"(الخلافيات 2/ 215)، و (مختصر الخلافيات 1/ 266).

ص: 33

* ابن العربيِّ المالكيّ، حيثُ قال:"إسنادُهُ لم يصحَّ ولم يَستقِمْ؛ فلا يثبُتُ به شيءٌ"(عارضة الأحوذي 1/ 91).

* مُغْلَطاي في (شرحه على ابن ماجه 2/ 362).

* أحمد شاكر في تحقيقه لجامع التِّرْمِذي.

* الألبانيّ، ضَعَّفَهُ في (الضعيفة 5657)، و (ضعيف أبي داودَ 1/ 115).

وخالفَ في ذلك آخرون:

* فقال التِّرْمِذيُّ: "ليسَ بإسنادِهِ بأسٌ".

* وقال الحاكمُ: "صحيحٌ على شرطِ مسلم! ".

* وحَسَّنَهُ القاري في (المرقاة 2/ 147).

وكلُّ ذلك غيرُ مسَلَّم؛ لِمَا سبقَ ذِكرُه. وأمَّا قولُ الحاكمِ: "صحيحٌ على شرطِ مسلمٍ"، فقد تَعَقَّبَهُ فيه مُغْلَطاي، فقال:"وفيه نظرٌ؛ من حيث إن حُرَيثًا الفزاريَّ أبا عَمرٍو الحَنَّاطَ الكُوفيَّ لم يخرِّج له مسلمٌ في كتابِهِ شيئًا، وأنَّى له ذلك مع قولِ البخاريِّ فيه: "فيه نظرٌ"! وفي روايةٍ: "ليسَ عندهم بالقوي

" وذكرَ بقيةَ كلام النُّقَّادِ فيه، ثم قال: "وكأنَّ أبا عبد الله لَمَحَ كوْنَ شَرِيكٍ في الإسنادِ، وأنه ممن يخرِّج مسلمٌ حديثَه؛ فاعتمَده، وسها عمَّن عداه" (شرح مُغْلَطاي على ابن ماجه 2/ 362، 363).

هذا، وقد ذكرَ الحاكمُ أن الحديثَ قد رُوي من طريقِ سعيدِ بنِ المُسَيِّبِ وعُروةَ، عن عائشةَ، ثم قال:"والطريقُ إليهما فاسدٌ".

ولم نقفْ عليه من هذين الطريقين، ويغْني عن ذلك قولُ الحاكمِ عنهما:"والطريقُ إليهما فاسدٌ".

ص: 34

[تنبيهان]:

1 -

تحرَّف اسمُ "حُرَيث" في (شرح السنة) و (الأنوار) إلى: "حصين"، ولم يتنبَّه لذلك مُحقِّقَا الكِتابَينِ؛ فظَنَّاها متابعةً!، وقد نبَّه على ذلك الألبانيُّ في (الضعيفة 5657).

2 -

وقعَ الحديثُ في أمالي ابنُ سَمْعونَ (311) من طريقِ شَرِيكٍ، عن حُرَيثٍ، بإسنادِهِ إلى عائشةَ رضي الله عنها، أنها قالت:"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ، ثُمَّ يَدْخُلُ مَعِي فِي لِحَافِي، فَيُبَاشِرُنِي وَأَنَا جُنُبٌ".

وهذا فيه وَهَمٌ من وجهين:

الأَولُ: أن المتنَ المرويَّ من هذا الطريقِ إنما هو باللفظِ المخَرَّجِ آنفًا عند التِّرْمِذيِّ وغيرِه.

الثاني: أن المتنَ المذكورَ عند ابنِ سَمْعونَ محفوظٌ من طرقٍ أُخرى بلفظ: ((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُبَاشِرُنِي وَأَنَا حَائِضٌ، وَيَدْخُلُ مَعِي فِي لِحَافِي وَأَنَا حَائِضٌ، وَلَكِنَّهُ كَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ)).

فالظاهرُ أنه حَدَثَ خلْطٌ بين المَتْنَيْنِ، والله المستعان.

* * *

ص: 35

2554 -

أَثَرُ ابنِ عُمَرَ:

◼ عَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: ((إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ أَسْبِقَهَا إِلَى الغُسْلِ، فَأَغْتَسِلَ، ثُمَّ أَتَكَوَّى

(1)

بِهَا حَتَّى أَدْفَأَ، ثُمَّ آمُرَهَا فَتَغْتَسِلَ)).

[الحكم]:

موقوفٌ صحيحٌ.

[اللغة]:

قولُه: ((أَتَكَوَّى بِهَا)): قال الخَطَّابيُّ: "معناه: أستدفِئ بها، وأصْلُه منَ الكَيِّ، وهو لَذْعُ الحديدةِ المُحْماةِ"(غريب الحديث 2/ 408).

[التخريج]:

[عب 1073 (واللفظ له) / ش 831/ حل (5/ 64) / (غخطا 2/ 408) معلقًا].

[السند]:

رواه عبد الرزاق: عنِ الثَّوْريِّ، عن جَبَلةَ بنِ سُحَيْمٍ التَّيْميِّ، قال: سمِعتُ ابنَ عُمرَ

فذكره.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ صحيحٌ موقوفٌ، على شرطِ الشيخينِ.

وتُوبِعَ عليه الثَّوْريُّ؛ فأخرجه ابنُ أبي شَيْبةَ عن حفْصٍ ووَكِيع، عن مِسْعَرٍ، عن جَبَلةَ، به، بلفظ: ((إِنِّي لَأَغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ، ثُمَّ أَتَكَوَّى بِالمَرْأَةِ

(1)

تصحَّفت في المطبوع من مصنف عبد الرزاق إلى: (أتكرى) بالراء، وقد جاءت على الصواب عند ابن أبي شَيبة، والخَطَّابي، وهكذا وردت في (النهاية 4/ 212) وغيرِه.

ص: 36

قَبْلَ أَنْ تَغْتَسِلَ)).

وعَلَّقَهُ الخَطَّابيُّ في (غريبه): عن حَجَّاجِ بنِ مِنْهالٍ، أخبرنا شُعبةُ، أنبأنا جَبَلةُ بنُ سُحَيْمٍ، به.

* هذا، وفي البابِ عددٌ منَ الآثارِ الموقوفةِ على الصحابةِ رضي الله عنهم، وليستْ على شرطنا؛ لضعْفِها، فراجعها إن شئتَ في (مصنَّف ابن أبي شَيبة) باب:"في الرجل يَستدفِئ بامرأته بعد أن يغتسل"، و (مصنَّف عبد الرزاق) باب:"مباشرة الجُنُب".

* * *

ص: 37