المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌443 - باب: في حرص النبي صلى الله عليه وسلم على التستر عند الغسل، وحثه على ذلك - ديوان السنة - قسم الطهارة - جـ ٢١

[عدنان العرعور]

فهرس الكتاب

- ‌أَبْوَابُ الجَنَابَةِ

- ‌419 - بَابٌ: المُسْلِمُ لَا يَنْجُسُ وَإِنْ أَجْنَبَ

- ‌420 - بَابٌ: مُمَاسَّةُ الجُنُبِ وَمُضَاجَعَتُهُ

- ‌421 - بَابٌ: الجُنُبُ لَا يُصَلِّي

- ‌422 - بَابٌ: الجُنُبُ يَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ نَاسِيًا

- ‌423 - بَابٌ: قِرَاءَةُ الجُنُبِ لِلْقُرْآنِ

- ‌424 - بَابٌ: مَسُّ الجُنُبِ لِلْمُصْحَفِ

- ‌425 - بَابٌ: مُكْثُ الجُنُبِ فِي المَسْجِدِ

- ‌426 - بَابٌ: جُلُوسُ الجُنُبِ فِي المَسْجِدِ إِذَا تَوَضَّأَ

- ‌427 - بَابٌ: مُرُورُ الجُنُبِ فِي المَسْجِدِ

- ‌428 - بَابٌ: جَوَازُ نَوْمِ الجُنُبِ وَأَكْلِهِ إِذَا تَوَضَّأَ

- ‌429 - بَابٌ: مَا وَرَدَ فِي نَوْمِ الجُنُبِ دُونَ أَنْ يَمَسَّ مَاءً

- ‌430 - بَابٌ: هَلْ يَتَيَمَّمُ الجُنُبُ إِذَا أَرَادَ النَّوْمَ وَكَسِلَ عَنِ الوُضُوءِ

- ‌431 - بَابٌ: الوُضُوءُ لِلْجُنُبِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُعَاوِدَ الجِمَاعَ

- ‌432 - بَابٌ: الغُسْلُ لِمَنْ عَاوَدَ الجِمَاعَ

- ‌433 - بَابٌ: مَا رُوِيَ فِي غَسْلِ الفَرْجِ عِنْدَ المُعَاوَدَةِ

- ‌434 - بَابٌ: المُسْلِمُ يُسْتَشْهَدُ جُنُبًا

- ‌435 - فَصْلٌ فِيمَا رُوِيَ أَنَّ المَلَائِكَةَ غَسَّلَتْ حَمْزَةَ أَيْضًا

- ‌436 - بَابٌ: مَا رُوِيَ أَنَّ المَلَائِكَةَ لَا تَقْرَبُ الجُنُبَ

- ‌437 - بَابٌ: مَا رُوِيَ أَنَّ المَلَائِكَةَ لَا تَحْضُرُ مَنْ يُتَوفَّى جُنُبًا

- ‌438 - بَابٌ: مَا رُوِيَ أَنَّ المَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ جُنُبٌ

- ‌439 - بابٌ: مَا رُوِيَ أَنَّ الجُنُبَ لَا يَحْلِقُ رَأْسَهُ، وَلَا يُقَلِّمُ ظُفُرَهُ، وَلَا يَنْتِفُ إِبْطَهُ

- ‌كِتَابُ الغُسْلِ وَآدَابِهِ

- ‌440 - بَابٌ: وُجُوبُ الِاغْتِسَالِ لِلْجَنَابَةِ

- ‌441 - بَابٌ: الغُسْلُ الوَاحِدُ يَكْفِي لِأَكْثَرَ مِنْ جَنَابَةٍ

- ‌442 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ اغْتِسَالِ الجُنُبِ فِي المَاءِ الدَّائِمِ

- ‌أَبَوابُ التَّسَتُّرِ عِنْدَ الغُسْلِ

- ‌443 - بَابٌ: فِي حِرْصِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى التَّسَتُّرِ عِنْدَ الغُسْلِ، وَحَثِّهِ عَلَى ذَلِكَ

- ‌444 - بَابٌ: فِيمَا وَرَدَ فِي الأَمْرِ بِالتَّسَتُّرِ عِنْدَ الغُسْلِ

- ‌445 - بَابٌ: مَا يَصْنَعُ إِذَا لَمْ يَجِدْ مَا يَسْتَتِرُ بِهِ عِنْدَ الغُسْلِ

- ‌446 - بَابٌ مِنْهُ

- ‌447 - بَابٌ: مَشْرُوعِيَّةُ الِاغْتِسَالِ عُرْيَانًا إِذَا أَمِنَ رُؤْيَةَ العَوْرَةِ

الفصل: ‌443 - باب: في حرص النبي صلى الله عليه وسلم على التستر عند الغسل، وحثه على ذلك

‌443 - بَابٌ: فِي حِرْصِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى التَّسَتُّرِ عِنْدَ الغُسْلِ، وَحَثِّهِ عَلَى ذَلِكَ

2653 -

حَدِيثُ أُمِّ هَاِنئٍ:

◼ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَتْ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ [بَثَوْبٍ]. قَالَتْ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ:((مَنْ هَذِهِ؟ ))، فَقُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:((مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ))، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ

الحَدِيثَ بِطُولِهِ.

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[التخريج]:

[خ 280 (مختصرًا)، 357، 3171، 6158 (واللفظ له) / م 336 (والزيادة له) / ت 2929/ ن 230، 420 (مختصرًا) / كن 280/ جه 468/ طا 416/ حم 26907، 26908، 27379، 27388/ مي 1478/ حب 1183/ عه 806، 2176/ عب 4912/ ش 38083/ حمد 333/ طب (24/ 415/ 1010، 1014)، (24/ 418/ 1017، 1018، 1019)، (24/ 420، 421/ 1021، 1022)، (24/ 431/ 1056) / طس 9090/ طش 3595/ ص 2610/ حق 2113، 2125/ حث 224/ مث 3152/ مسن 759 - 761، 1625/ منذ 642، 2756/ أمع

ص: 405

510، 511/ هق 18، 969، 18224/ شعب 8497/ هقع 18112، 18113/ هقل (5/ 80) / طح (3/ 323/5451) / أمز 722/ متشابه (2/ 760) / بغ 2716/ بغت (8/ 575) / سرج 839، 1030، 1031، 2052 مختصرًا، 2057/ مطغ 388/ هشام (2/ 411) / سعد (2/ 134) / غو (1/ 141 - 143) / حداد 329، 3937/ طاهر (تصوف 68، 70)].

[السند]:

قال البخاري (357): حدثنا إسماعيل بن أبي أُوَيْس، قال: حدثني مالك بن أنس، عن أبي النَّضْر مولى عُمرَ بن عُبَيد الله: أن أبا مُرَّةَ مولى أمِّ هانئ بنتِ أبي طالب أخبره، أنه سمِع أمَّ هانئ بنتَ أبي طالب تقول

فذكره.

ص: 406

رِوَايَة: ((فَأُتِيَ بِثَوْبٍ فَسُتِرَ عَلَيْهِ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى بَعْدَمَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ يَوْمَ الفَتْحِ، فَأُتِيَ بِثَوْبٍ فَسُتِرَ عَلَيْهِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ

)) الحَدِيثَ.

[الحكم]:

صحيح (م).

[التخريج]:

[م 336 (كتاب الصلاة) "واللفظ له" / حم 26899/ عب 4858 (مختصرًا) / حق 2126/ طب (24/ 422، 424/ 1025، 1030، 1032) / طش 2899/ مسن 1624/ هش 5].

[السند]:

قال مسلم: وحدثني حَرْمَلة بن يحيى ومحمدُ بن سلَمةَ المُرَاديُّ، قالا: أخبرنا عبد الله بن وَهْب، أخبرني يونس، عن ابن شِهاب، قال: حدثني ابن عبد الله بن الحارث، أن أباه عبد الله بن الحارث بن نَوْفَل، قال: سألتُ وحرَصتُ على أن أَجِدَ أحدًا مِن الناس يُخبِرني أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سبَّح سُبْحةَ الضُّحى، فلم أجدْ أحدًا يُحدِّثني ذلك، غيرَ أن أمَّ هانئ بنتَ أبي طالب أخبرتْني

فذكره.

وسيأتي تخريجُه كاملًا برواياته في موسوعة الصلاة إنْ شاءَ اللهُ تعالى.

ص: 407

رِوَايَةٌ ((فَأَمَرَ بِثَوْبٍ فَسُتِرَ عَلَيْهِ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ، بِلَفْظ:((فَأَمَرَ بِثَوْبٍ فَسُتِرَ عَلَيْهِ، فَاغْتَسَلَ)).

[الحكم]:

صحيحٌ، وصَحَّحَهُ: ابنُ خُزَيمةَ، وابنُ حِبَّانَ، وأصْلُه في (الصحيحين) بغير هذا اللفظ.

[التخريج]:

[كن 570/ جه 614/ حم 26889/ خز 1312/ حب 1182، 2538/ عه 2177/ طب (24/ 422/ 1026، 1027، 1028)، (24/ 425/ 1033) / طس 6684/ طش 1801/ هق 4966/ حداد 711].

[السند]:

قال النَّسائيُّ: أخبرنا محمد بن سلَمة، قال: حدثنا ابنُ وَهْب، قال: أخبرني يونسُ بنُ يزيدَ، عن ابنِ شِهابٍ، قال: حدثني عُبَيد الله بنُ عبد الله بن الحارث، أن أباه عبد الله بن الحارث بن نَوْفَل، حدَّثه أن أمَّ هانئ بنتَ أبي طالب أخبرتْه

فذكره.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ صحيحٌ، وانظر الرواياتِ السابقةَ.

ص: 408

رِوَايَةُ ((فَسَتَرَهُ -يَعْنِي: أَبَا ذَرٍّ - فَاغْتَسَلَ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الفَتْحِ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَأَتَيْتُهُ، فَجَاءَ أَبُو ذَرٍّ بِجَفْنَةٍ فِيهَا مَاءٌ. قَالَتْ: إِنِّي لَأَرَى فِيهَا أَثَرَ الْعَجِينِ. قَالَتْ: فَسَتَرَهُ -يَعْنِي: أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه فَاغْتَسَلَ، [ثُمَّ سَتَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَا ذَرٍّ فَاغْتَسَلَ]، ثُمَّ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، وَذَلِكَ فِي الضُّحَى.

[الحكم]:

منكَرٌ بذِكر أبي ذَرٍّ رضي الله عنه، والمحفوظُ في (الصحيحين) وغيرِهما أن فاطمة رضي الله عنها هي التي سترتْه. وأما ذِكر الجَفْنةِ التي بها أثَرُ العجينِ فثابتٌ من غيرِ هذا الوجهِ.

[التخريج]:

[حم 26887 (واللفظ له) / خز 253/ حب 1184/ عب 4911/ ...... ].

وسبقَ تخريجُه وتحقيقُه في: (باب حُكم الماء المختلطِ بطاهر)، حديث رقم (؟؟؟؟).

وقد ذكرنا في ذلك البابِ رواياتٍ أخرى للجَفْنة التي بها أثَرُ العجين، فانظرها هناك.

وأمَّا بقيَّةُ روايات حديثِ أمِّ هانئ، فستأتي -إن شاء الله- في "موسوعة الصلاة".

* * *

ص: 409

2654 -

حَدِيثُ مَيْمُونَةَ:

◼ عَنْ مَيْمُونَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: ((وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غُسْلًا، فَسَتَرْتُهُ بِثَوْبٍ

)) الحَدِيثَ بِطُولِهِ.

[الحكم]:

متفق عليه (خ، م).

[التخريج]:

[خ 266، 276 (واللفظ له)، 281/ م 337/ حم 26856/ ....... ].

وسيأتي كاملًا بتخريجه ورواياتِه -قريبًا- في باب: (صفة الغُسل).

* * *

ص: 410

2655 -

حَدِيثُ أَبِي السَّمْحِ:

◼ عَنْ أَبِي السَّمْحِ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ قَالَ:((وَلِّنِي قَفَاكَ))، فَأُوَلِّيهِ قَفَايَ [وَأَنْشُرُ الثَّوْبَ] 1، فَأَسْتُرُهُ بِهِ، فَأُتِيَ بِحَسَنٍ أَوْ حُسَيْنٍ رضي الله عنهما، فَبَالَ عَلَى صَدْرِهِ، فَجِئْتُ أَغْسِلُهُ (فَأَرَادُوا أَنْ يَغْسِلُوهُ) 1، فَقَالَ:(([رُشَّهُ (رُشُّوهُ رَشًّا) 2 فإنهُ] 2؛ يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الجَارِيَةِ، وَيُرَشُّ مِنْ بَوْلِ الغُلَامِ)).

[الحكم]:

إسنادُهُ حسَنٌ، وحَسَّنَه: البخاريُّ.

وصَحَّحَهُ: ابنُ خُزَيمة، والحاكمُ، وابنُ السَّكَن، وابنُ حَزْم، والبَيْهَقيُّ، وعبدُ الحقِّ الإشبيليُّ، وأبو العباسِ القُرْطُبيُّ، وابنُ المُلَقِّنِ، وابنُ حَجَرٍ، والألبانيُّ.

[التخريج]:

[د 375 (واللفظ له) / ن 229، 309 (مختصرًا) / كن 279، 362/ جه 531 (والزيادة الثانية والرواية الأولى له ولغيره)، 588 (والزيادة الأولى له) / خز 302 (والرواية الثانية له ولغيره) / ........... ].

سبقَ تخريجُه وتحقيقُه في: (باب ما جاء في التَّفرِقة بين بول الغلام وبولِ الجارية).

* * *

ص: 411

2656 -

حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ:

◼ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبِيتَ عِنْدَكَ اللَّيْلَةَ، فَأُصَلِّيَ بِصَلَاتِكَ. قَالَ:((لَا تَسْتَطِيعُ صَلَاتِي)). فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ، فَسُتِرَ (فَسَتَرْتُهُ) بِثَوْبٍ وَأَنَا مُحَوِّلٌ عَنْهُ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ فَعَلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، وَقُمْتُ مَعَهُ، حَتَّى جَعَلْتُ أَضْرِبُ بِرَأْسِي الجُدُرَاتِ مِنْ طُولِ صَلَاتِهِ، ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ لِلصَّلَاةِ، فَقَالَ:((أَفَعَلْتَ؟ )) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:((يَا بِلَالُ، إِنَّكَ لَتُؤَذِّنُ إِذَا كَانَ الصُّبْحُ سَاطِعًا فِي السَّمَاءِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ الصُّبْحَ، إِنَّمَا الصُّبْحُ هَكَذَا مُعْتَرِضًا))، ثُمَّ دَعَا بِسَحُورٍ فَتَسَحَّرَ.

[الحكم]:

ضعيفٌ جدًّا، وضَعَّفَهُ: البُوصيريُّ.

[التخريج]:

[حم 21503 (واللفظ له) / عل (جامع 12153) (والرواية له) / تخ (4/ 117) / كر (4/ 149) / خل 543 (مختصرًا) / بقي (رجب 5/ 322) / الصيام ليونس بن يعقوب القاضي (رجب 5/ 322)].

[السند]:

قال أحمد: حدثنا يحيى بن غَيْلانَ، حدثنا رِشْدِينُ -يعني: ابنَ سعدٍ، حدثني عَمرو بن الحارث. قال: وحدثني رِشْدِين، عن سالم بن غَيْلانَ التُّجِيبيِّ، حدَّثه أن سُلَيمانَ بنَ أبي عثمانَ، حدَّثه عن حاتم بنِ أبي عَدِيٍّ أو عَدِيِّ بن حاتم الحِمْصي، عن أبي ذَرٍّ، به.

ورواه أبو يَعْلَى: عن أحمد بن عيسى، عن [عبد الله]

(1)

بن وَهْب، عن

(1)

تحرَّف في (جامع المسانيد) إلى: (محمد).

ص: 412

سالم، به.

ومدارُه عندَهم على سالم بن غَيْلانَ، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فهذا الإسنادُ برُمَّتِه (سالم بن غَيْلان، عن سُلَيمانَ بنِ أبي عثمانَ، عن حاتم بن أبي عَدِي)، ضَعَّفَهُ عددٌ من أهل العلم:

قال البخاري: "سُلَيمان بن أبي عثمانَ التُّجِيبي، عن حاتم بن عَدِي، روَى عنه سالم بن غَيْلان، إسنادُهُ مجهولٌ"(التاريخ الكبير 4/ 29).

وقال أبو حاتم: "هؤلاء مجهولون"(الجرح والتعديل 4/ 134).

وقال الدَّارَقُطْني: "وسُلَيمان بن أبي عثمانَ التُّجِيبي مِصْريٌّ متروك"(سؤالات البَرْقاني للدارقطني 194).

وفي (فتح الباري لابن رجب 5/ 322): "وقال الدَّارَقُطْنيُّ -فيما نقله عنه البَرْقاني- في هؤلاء الثلاثة: سالم وسُلَيمانُ وحاتم: مِصْريون متروكون، وذَكَر أن روايةَ حاتم عن أبي ذَرٍّ لا تَثبُت".

قلنا: إلا أن حاتمَ بنَ عَدِيٍّ قال فيه العِجْليُّ: "ثقة"(الثقات 238)، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 4/ 178)، وقال الدَّارَقُطْنيُّ:"لا يصِحُّ خبرُه"(الميزان 1600).

وسالم بن غَيْلانَ "ليس به بأسٌ" كما في (التقريب 2184).

قال الهَيْثَميُّ: "رواه أحمدُ، وفيه رِشْدِين بن سعد، وفيه كلامٌ كثير، وقد وُثِّقَ"! (مجمع الزوائد 5017).

قلنا: اقتصارُ الهَيْثَميّ على إعلالِ الحديثِ برِشْدِينَ قُصورٌ، لا سيَّما وقد

ص: 413

تُوبِع من عبد الله بن وَهْب، كما عند أبي يَعْلَى.

وقال البُوصيريُّ: "رواه أبو يَعْلَى، وأحمد بن حَنْبَل مختصرًا، ومدار إسنادَيْهِما على سُلَيمانَ بن أبي عثمانَ التُّجِيبي، وهو مجهول"(إتحاف الخيرة 3/ 98).

* * *

ص: 414

2657 -

حَدِيثُ حُذَيْفَةَ:

◼ عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: صَلَّيتُ (قُمْتُ) مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم [ليلةً] في رمضانَ، فَقَامَ يَغْتَسِلُ فسترتُهُ، ففضلتْ فَضْلَةٌ في الإناءِ، فقال:((إنْ شِئْتَ فأَرقهُ، وإن شئتَ فصُبَّ عليكَ)) قال: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، هذه الفَضْلةُ أحبُّ إليَّ مما أصُب عليه، واغتسلتُ به وسترني، فقُلتُ: لا تستُرني، فقال:((بلى، لأستُرنك كما سترتني)).

[الحكم]:

إسنادُهُ ساقطٌ. وضَعَّفَهُ ابنُ حَجَر.

[التخريج]:

[صلاة 101 (واللفظ له) / سعد (4/ 251) / مش (خيرة 673)، (مط 161) (والرواية والزيادة له) / طاهر (تصوف 1019) / كر (12/ 277) / حلب (5/ 2155)].

[السند]:

رواهُ الفَضْلُ بنُ دُكَيْن في (الصلاة) -وعنه ابنُ أبي شَيْبةَ، وابنُ سعدٍ- قال: حدثنا زُهَير، عن جابرٍ الجُعْفيِّ، عن سعد بن عُبَيدة، عن صِلَةَ

(1)

بن زُفَرَ، عن حُذَيفةَ، به.

ورواه ابنُ طاهر وابنُ عساكرَ وابنُ العَدِيم: مِن طريق ابن دُكَيْن، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ساقطٌ؛ عِلَّتُه: جابرٌ، وهو الجُعْفيُّ؛ متروكٌ متَّهَمٌ، وسبقَ مِرارًا.

(1)

تحرَّف اسمُه في المطبوع من (كتاب الصلاة) إلى: (سلمة)، والصواب المثبَت كما في مصادر التخريج، وكلُّهم رَوَوْه مِن طريق الفَضْل بن دُكَيْن.

ص: 415

وبه أعلَّه ابنُ حَجَرٍ في (المطالب 2/ 441)، والبُوصيريُّ في (الإتحاف 1/ 380).

ووهِمَ جابرٌ في سندِهِ ومتْنِه؛ وإنما رواه سعدُ بنُ عُبَيدةَ، عن المُسْتَوْرِد بنِ الأحنفِ، عن صِلَةَ بنِ زُفَرَ، عن حُذَيفةَ رضي الله عنه، قال: ((صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ البَقَرَةَ

)) الحديثَ بطوله في وصْف صلاته صلى الله عليه وسلم ليلًا، ليس فيه ذِكرُ الغُسل.

كذا رواه مسلمٌ (772) وغيرُه، من طريقِ الأعمشِ، عن سعدٍ، به.

وزعم البُوصيريُّ أن جابرًا قد تُوبِع، فقال:"لكن لم ينفردْ به، فقد رواه الحارثُ بنُ أبي أسامةَ في (مسنده): عن عُمرَ بنِ سعيدِ بنِ مَسْروق، عن أبيه، عن مَكْحولٍ، عن محمد بنِ سُوَيْد الفِهْري، عن حُذَيفةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مطوَّلًا"(الإتحاف 1/ 380).

قلنا: وهذا وهَمٌ فاحشٌ، وبيانه في الرواية التالية.

[تنبيه]:

عزا ابنُ رجبٍ هذا الحديثَ في (فتح الباري 1/ 189) لابنِ أبي عاصمٍ في (الصيام)، ولم نقفْ عليه.

وأما الحافظ العِراقيُّ فلم يقفْ على إسنادِ هذا الحديثِ، فقال:"لم أجِدْه"(تخريج أحاديث الإحياء ص 631).

ص: 416

رِوَايَةُ ((فَأَخَذْتُ ثَوْبَهُ، فَسَتَرْتُ عَلَيْهِ)):

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الْعَتَمَةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي أَنْ أَتَعَبَّدَ بِعِبَادَتِكَ [اللَّيْلَةَ]. فَذَهَبَ وَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَى البِئْرِ أَوْ إِلَى البَيْتِ، فَأَخَذْتُ ثَوْبَهُ، فَسَتَرْتُ عَلَيْهِ وَوَلَّيْتُ ظَهْرِي حَتَّى اغْتَسَلَ، ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبِي فَسَتَرَ عَلَيَّ حَتَّى اغْتَسَلْتُ، ثُمَّ أَتَى المَسْجِدَ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، وَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِسُورَةِ البَقَرَةِ، لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا سَأَلَ، وَلَا آيَةِ خَوْفٍ إِلَّا اسْتَعَاذَ، وَلَا مَثَلٍ إِلَّا فَكَّرَ، حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ:((سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيمُ))، وَيُرَدِّدُ فِيهِ شَفَتَيْهِ حَتَّى أَظُنَّ أَنَّهُ يَقُولُ:((وَبِحَمْدِهِ))، فَمَكَثَ فِي رُكُوعِهِ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ

الحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَفِي آخِرِهِ: قَالَ حُذَيْفَةُ رضي الله عنه: فَمَا تَعَبَّدْتُ عِبَادَةً كَانَتْ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْهَا.

[الحكم]:

إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا. وأصْلُ الحديثِ عند مسلمٍ دون ذِكر الغُسل، وبغير هذا السياق، وليس عنده كثيرٌ منَ الألفاظِ المذكورةِ هنا.

[التخريج]:

[حث 241 (واللفظ له) / حل (6/ 128) (والزيادة له)].

[السند]:

رواهُ الحارثُ بنُ أبي أسامةَ -ومن طريقه أبو نُعَيم في (الحلية) -، قال: حدثنا عُمر بن سعيد، ثنا سعيدٌ، عن مكحُول، عن مُحمد بن سُوَيْد الفِهْري، عن حُذَيفة، به.

قال أبو نُعَيم: "غريبٌ من حديثِ سعيدٍ ومحمدٍ، لم نكتبْه إلا من حديثِ

ص: 417

عُمرَ بنِ سعيد".

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ عُمر بن سعيد هذا هو أبو حفْص الشامي الدِّمَشْقي، وهو متروكٌ، وكذَّبه الساجيُّ، انظر ترجمته في (لسان الميزان 5629).

وشيخه سعيد هو ابن عبد العزيز التَّنُوخي، الثقة الإمام.

[تنبيه]:

قال البُوصيريُّ: "رواه الحارثُ بنُ أبي أسامةَ في (مسنده) عن عُمرَ بن سعيد بن مَسْروق عن أبيه"!! (إتحاف الخِيَرة 1/ 380)، وكذا صنعَ الحافظُ في (المطالب 2/ 441)!.

وفرْقٌ كبير بين قول الحارث في (مسنده): ((حدثنا عُمر بن سعيد، ثنا سعيد))، وبين هذا النقل؛ فالحارث لا يدرِك عُمَرَ بن سعيد بن مَسْروق هذا قطعًا، بل لا يدرِك بعضَ تلاميذه كابن طَهْمَانَ المتوفَّى سنة (168 هـ)، وقد وُلِد الحارث سنة (186 هـ).

وإنما هو عُمر بن سعيد الدِّمَشْقيُّ المتروك، كما جاء مُبيَّنًا في المصادر الأخرى.

كما أنه راوية سعيد بن عبد العزيز التَّنُوخي كما في (اللسان 6/ 107)، والتَّنُوخي هو الذي يَروي عن مَكْحول، ولم يتنبَّه لهذا الخطإِ محقِّقو (المطالب العالية)!!.

* * *

ص: 418

2658 -

حَدِيثُ ابنِ مَسْعُودٍ:

◼ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ:((كُنْتُ أَسْتُرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ [بِرِدَائِهِ]، وَأُوقِظُهُ إِذَا نَامَ، وَأَمْشِي مَعَهُ فِي الأَرْضِ الوَحْشَاءِ (وَحِشًا))).

[الحكم]:

ضعيفٌ، وأُعِلَّ بالإرسالِ.

[التخريج]:

[حث 1013 (واللفظ له) / فة (2/ 535) (والرواية له ولغيره) / كر (33/ 81) (والزيادة له)].

[السند]:

رواهُ الحارث بن أبي أسامة: عن عبد العزيز بن أَبانَ، حدثنا المَسْعُودي، عن عبد الملك بن عُمير، عن أبي المَلِيح، عن ابن مسعُود، به.

[التحقيق]:

هذا سندٌ ساقطٌ؛ عبد العزيز متروكٌ، وكذَّبه ابنُ مَعِين وغيرُه كما في (التقريب 4083).

وقد تُوبِع، فرواه الفَسَوِيُّ عن عُبَيد الله بنِ موسى، ثنا المَسْعُودي، به.

كذا رواه يعقوبٌ الفَسَوِي عن عُبَيد الله.

وخالفه ابنُ سعدٍ:

فرواه في (الطبقات 3/ 142): عن عُبَيد الله مقرونًا بوَكِيع، كلاهما عن المَسْعُودي، عن عبد الملك، عن أبي المَلِيح، مرسلًا.

وكذا رواه البَلَاذُري في (أنساب الأشراف 11/ 217) عن ابنِ سعدٍ والحسينِ

ص: 419

ابنِ عليِّ بنِ الأسودِ، كلاهما عن عُبَيدِ اللهِ بنِ موسى، عن المَسْعُودي به مرسلًا.

وكذا رواه ابنُ أبي شَيْبةَ في (المصنَّف 32890) عن وَكِيع به مرسلًا.

والفَسَوِيُّ إمامٌ حافظٌ، فلعلَّ قولَه في (تاريخه): ((عن عبد الله أنه كان يوقظ النبي صلى الله عليه وسلم

)) مِن تصرُّفِ بعضِ النُّسَّاخِ، وصوابه: ((أن عبد الله

)).

فكثير من النساخ لا يدركون الفرقَ بين (عن) و (أن) في هذه الحالة. والله أعلم.

والمسعودي كان قدِ اختلطَ، ووَكِيع ممن سمِع منه قبل الاختلاط -كما قال أحمد-، فروايتُه أَوْلى، لا سيما وقد رواه ابنُ سعدٍ وغيرُه عن عُبَيدِ اللهِ مثلَ روايةِ وَكِيعٍ.

وقد تُوبِع عُبَيدُ الله على الروايةِ الموصولةِ عند الفَسَوِيِّ:

فرواه ابنُ عساكر في (تاريخه): من طريقِ بكرِ بنِ بكَّارٍ، نا المَسْعُودي، نا عبد الملك بن عُمَير، عن أبي المَلِيحِ الهُذَلي، عن ابنِ مسعود، به.

ولكن بكر بن بكَّار القَيْسي ضَعَّفَهُ أبو حاتم وابنُ مَعِين وغيرُهما (تهذيب التهذيب 1/ 479).

وتبقى الروايةُ المرسلةُ هي الأقوى والأرجح.

لا سيما وروايةُ المَسْعُودي عن عبد الملك بن عُمَير متكلَّمٌ فيها؛ فقد قال ابنُ مَعِين: "أحاديثه عن الأعمش مقلوبة، وعن عبد الملك أيضًا"(تاريخه/ رواية الدُّوري 2105).

ثم إن أبا المَلِيح بنَ أسامةَ الهُذَليَّ لا يُعرَفُ له سماعٌ من ابنِ مسعودٍ، بل

ص: 420

هو لم يُدرِكْه؛ فقد مات أبو المَلِيح (سنة 112)، وقيل:(سنة 108)، ومات ابنُ مسعود (سنة 32 أو 33)، فبين وفاتَيْهما ما يَقرُب مِن ثمانين عامًا، فأنَّى له السماعُ منه؟! لا جَرَمَ أنْ كانت أكثرُ رواياته عنه بواسطة.

* * *

ص: 421

2659 -

حَدِيثُ أَبِي المَلِيحِ مُرْسلًا:

◼ عَنْ أَبِي المَلِيحِ الهُذَلِيِّ، قَالَ:((كَانَ عَبْدُ اللهِ رضي الله عنه يَسْتُرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ، وَيُوقِظُهُ إِذَا نَامَ، وَيَمْشِي مَعَهُ فِي الأَرْضِ وَحِشًا)).

[الحكم]:

ضعيفٌ؛ لإرساله.

[التخريج]:

[ش 32890 (واللفظ له) / سعد (3/ 142) / بلا (11/ 217) / كر (33/ 81)].

[السند]:

رواه ابنُ أبي شَيْبةَ وابنُ سعدٍ: عن وَكِيع -زاد ابنُ سعد: وعُبَيد الله بن موسى-، كلاهما: عن المَسْعُودي، عن عبد الملك بن عُمَير، عن أبي المَلِيح الهُذَليِّ، قال:

فذكره مرسلًا.

ورواه البَلَاذُري في (أنساب الأشراف 11/ 217): عن ابن سعد والحسين بن عليِّ بن الأسود، كلاهما عن عُبَيد الله بن موسى، عن المَسْعُودي، به.

ورواه ابن عساكرَ: من طريق وَكِيع، عن المَسْعُودي، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لإرساله. وانظر الحديث السابق.

* * *

ص: 422

2660 -

حَدِيثُ ابنِ عَبَّاسٍ:

◼ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ أَمَرَ عَلِيًّا، فَوَضَعَ لَهُ غُسْلًا، ثُمَّ أَعْطَاهُ ثَوْبًا، فَقَالَ:((اسْتُرْنِي، وَوَلِّنِي ظَهْرَكَ)).

[الحكم]:

ضعيفٌ، وضَعَّفَهُ الألبانيُّ.

[التخريج]:

[حم 2911 (واللفظ له) / طب (11/ 291/ 11773) / ضيا (12/ 86/ 99) / حمام 32].

[السند]:

رواه أحمد -ومن طريقه الطَّبَراني، والحُسَيني-: عن حَجَّاج بن محمد، ثنا شَرِيك، عن

(1)

سِمَاك، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس، به.

ورواه الضِّياء من طريق الطَّبَراني به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه عِلتان:

الأُولى: شَرِيك -وهو ابنُ عبد الله النَّخَعي-؛ سيِّئ الحفظ، قال الحافظ:"صدوقٌ، يخطئ كثيرًا"(التقريب 2787).

العلةُ الثانيةُ: أنه من رواية سِمَاك بنِ حَرْب عن عِكْرِمةَ، وروايته عن عِكْرِمةَ

(1)

وقع هنا في بعض نسخ (المسند) زيادة: (حسين بن عبد الله) بين شَرِيك وسِمَاك، وهو خطأ كما نبَّه عليه محقِّقو طبعة الرسالة. وقد رواه الطَّبَراني وغيرُه من طريق أحمدَ على الصواب بدون ذِكر (حسين)، وكذا نقله ابن كثير في (الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمام صـ 88).

ص: 423

خاصَّةً مضطربةٌ كما في (التقريب 2624).

وغفَل عن ذلك بعضُ أهل العلم فصحَّحوا الحديث:

فقال الحُسَيني: "هذا إسنادٌ صحيحٌ"(الإلمام بآداب دخول الحمام ص 187).

وقال ابنُ كثير: "وهذا إسنادٌ جيِّدٌ، وليس هو في شيءٍ من الكتبِ السِّتَّةِ من هذا الوجهِ، والله أعلم"(الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمام ص 88).

وقال الهَيْثَميُّ: "رواه أحمدُ والطَّبَرانيُّ في (الكبير)، ورجاله رجالُ الصحيحِ"(المجمع 1456)، وتبِعه على ذلك محمد بن يوسف الصالحيُّ في (سُبُل الهدى والرشاد 8/ 62).

قلنا: كلا؛ بل هو ضعيفٌ كما علِمتَ، وشَرِيك لم يحتجَّ به الشيخان. قال المِزِّيُّ:"استَشهَدَ به البخاريُّ في (الجامع)، وروَى له في (رفع اليدين في الصلاة) وغيرِه. وروَى له مسلمٌ في (المتابعات) "(تهذيب الكمال 12/ 475).

والحديثُ ضَعَّفَهُ الألبانيُّ في (الضعيفة 2751).

* * *

ص: 424

2661 -

حَدِيثٌ آخَرُ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ:

◼ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ مِنْ وَرَاءِ حُجُرَاتٍ، وَمَا رَأَى عَوْرَتَهُ أَحَدٌ قَطُّ)).

[الحكم]:

إسنادُهُ ضعيفٌ، وضَعَّفَهُ ابنُ رجبٍ.

[التخريج]:

[بز 4945/ سرج 1033/ طب (11/ 85/ 11126) (واللفظ له)].

[السند]:

رواه البَزَّارُ: عن بِشْر بن آدمَ، والسَّرَّاجُ: عن عُبَيد الله بن جَرير، والطَّبَرانيُّ: عن محمد بن زكريا، ثلاثتُهم: عن عبد الله بن رَجاء، حدثنا إسرائيلُ، عن مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس، به.

قال البَزَّارُ: "لا نعلمه يُروَى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِن وجهٍ متَّصِلٍ بأحسنَ من هذا الإسناد".

[التحقيق]:

هذا سندٌ ضعيفٌ؛ مسلم هو ابنُ كَيْسانَ المُلَائيُّ الأعور

(1)

، ضَعَّفَهُ الأئمةُ: البخاريُّ، وأحمدُ، وابنُ مَعِين، وأبو حاتم، وغيرُهم، وضَعَّفَهُ الحافظُ في

(1)

وفي هذه الطبقة مسلم آخَرُ يروي أيضًا عن مجاهد، ويروي عنه إسرائيل، وهو مسلم بن عِمْرانَ البَطِين، وهو ثقة، ولكننا رجَّحْنا أن المراد هنا هو ابن كَيْسانَ المُلَائي؛ لأن البَزَّارَ والطَّبَرانيَّ قد ساقا الحديثَ مع جملة أحاديثَ من طريق إسرائيلَ عن مسلم الأعور عن مجاهد، وجزم ابنُ رجبٍ والهَيْثَميُّ بأنه مسلم بن كَيْسانَ المُلَائي، كما ستجده في التحقيق، والله أعلم.

ص: 425

(التقريب 6641).

ومع ذلك فقد حسَّنَ إسنادَهُ في (فتح الباري 6/ 577)! وتبِعه على ذلك عليٌّ القاري في (جمع الوسائل في شرح الشمائل 2/ 175).

وقد ذكره الحافظُ ابنُ رجبٍ في (الفتح له 1/ 334، 2/ 383)، وقال:"ومسلمٌ المُلَائيُّ فيه ضعْف".

وقال الهَيْثَميُّ: "رواه الطَّبَرانيُّ في (الكبير)، وفيه مسلم المُلَائي، وقدِ اختلطَ في آخِر عمرِه". (المجمع 1460).

وقال في موضعٍ آخَرَ: "رواه البَزَّارُ، ورجاله ثقات"! (مجمع الزوائد 14207).

* * *

ص: 426

2662 -

حَدِيثُ الغَافِقِيِّ:

◼ عَنْ مَالِكِ بنِ عَبْدِ اللهِ -وَقِيلَ: ابنُ عُبَادَةَ، وَقِيلَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مَالِكٍ- الغَافِقِيِّ قَالَ: أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا طَعَامًا، ثُمَّ قَالَ:((اسْتُرْ عَلَيَّ حَتَّى أَغْتَسِلَ)). فَقُلْتُ: [هَلْ] كُنْتَ جُنُبًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ((نَعَمْ)). فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه، فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ:[إِنَّ] هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ أَكَلْتَ وَأَنْتَ جُنُبٌ! فَقَالَ: ((نَعَمْ، إِذَا تَوَضَّأْتُ أَكَلْتُ وَشَرِبْتُ، وَلَا أُصَلِّي وَلَا أَقْرَأُ حَتَّى أَغْتَسِلَ)).

[الحكم]:

ضعيفٌ، وضَعَّفَهُ: النَّوَويُّ، والغَسَّانيُّ، والهَيْثَميُّ، وشمسُ الحقِّ الأبادي، والألبانيُّ.

[التخريج]:

[طب (19/ 295/ 656)(واللفظ له)، (إمام 3/ 75) / صحا 4513 (والزيادتان له) / طح (1/ 88) /

].

سبق تخريجُه وتحقيقُه في (باب: قراءة الجُنُب للقرآن).

* * *

ص: 427

2663 -

حَدِيثُ سَهْلٍ:

◼ عَنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي زَمَانِ القَيْظِ (الحَرِّ)، فَنَزَلَ مَنْزِلًا، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ، فَقَامَ العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ رضي الله عنه فَسَتَرَهُ بِكِسَاءٍ مِنْ صُوفٍ [حَتَّى اغْتَسَلَ، وَفَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ، وَكُنْتُ مَعَهُ قَرِيبًا]. قَالَ سَهْلٌ رضي الله عنه: فَنَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ جَانِبِ الكِسَاءِ وَهُوَ رَافِعٌ رَأْسَهُ (رَافِعًا يَدَيْهِ) إِلَى السَّمَاءِ، وَهُوَ يَقُولُ:((اللَّهُمَّ اسْتُرِ العَبَّاسَ وَوَلَدَهُ مِنَ النَّارِ)).

[الحكم]:

منكَرٌ، وسندُهُ واهٍ. وأنكره: ابنُ حِبَّانَ، وابنُ عَدِيٍّ، وابنُ طاهرٍ.

وضَعَّفَهُ: الذَّهَبيُّ، والهَيْثَميُّ، والبُوصيريُّ.

[التخريج]:

[ك 5511 (واللفظ له) / فحم 1811 (والرواية الأولى له) / فة (1/ 504) (مختصرًا) / مجر (1/ 134 - 135/ جر 1733/ عد (2/ 101) / لك 2725/ صبغ 1840/ سبع 29 = (مخلص 3123) والرواية الثانية له ولغيره/ مخلص 1559/ كر (26/ 306 - 310) / بلا (4/ 11) / نرسي (معروف) 62 (والزيادة له ولغيره) / فر (زهر الفردوس) (1/ ق 197)].

[التحقيق]:

انظر الكلام عليه عَقِبَ الرواية الثالثة.

ص: 428

رِوَايَةٌ:

• وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ سَهْلٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزَاةٍ لَهُ فِي يَوْمٍ حَارٍّ، فَوُضِعَ لَهُ مَاءٌ فِي جَفْنَةٍ يُبْرِدُ بِهِ، فَجَاءَ العَبَّاسُ فَوَلَّاهُ ظَهْرَهُ وَسَتَرَهُ بِكِسَاءٍ كَانَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ:((مَنْ هَذَا؟))، قَالَ: عَمُّكَ العَبَّاسُ. قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى اطَّلَعْنَا عَلَيْهِ مِنَ الكِسَاءِ، قَالَ:((سَتَرَكَ اللهُ يَا عَمِّ، وَذُرِّيَّتَكَ مِنَ النَّارِ)).

[الحكم]:

منكَرٌ، وسندُهُ واهٍ كسابقه.

[التخريج]:

[طب (6/ 154) / ني 1062 (واللفظ له) / نعيم (طب) 150/ كر (26/ 307، 309)].

[التحقيق]:

انظر الكلامَ عليه عَقِبَ الرواية التالية.

ص: 429

رِوَايَةٌ:

• وَفِي رِوَايَةٍ، عَنْ سَهْلٍ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فِي الْقَيْظِ. قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، أَوْ قَالَ: لِيَتَوَضَّأَ، فَقَامَ إِلَيْهِ العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَسَتَرَهُ بِكِسَاءٍ مِنْ صُوفٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:((مَنْ هَذَا؟))، قَالَ: عَمُّكَ يَا رَسُولَ اللهِ، العَبَّاسُ. فَقَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ خَلَلِ الكِسَاءِ، وَهُوَ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَهُوَ يَقُولُ:((اللَّهُمَّ اسْتُرِ العَبَّاسَ وَوَلَدَ العَبَّاسِ مِنَ النَّارِ)).

[الحكم]:

منكَرٌ، وسندُهُ واهٍ كسابقه.

[التخريج]:

[فحم 1810 (واللفظ له) / صبغ 1841/ زهر 674/ كر (26/ 306، 309) / مجلسان من أمالي الجوهري 9/ مظفر 14].

[التحقيق]:

هذا الحديثُ وَرَدَ من طريقين:

الأول: رواه عبدُ الله بنُ أحمدَ في (زوائده على فضائل الصحابة 1811) عن أحمدَ بنِ عبدِ الصمدِ الأنصاريِّ، ورواه البَغَويُّ في (المعجم 1840)، والفَسَوِيُّ في (المعرفة 1/ 504)، وغيرُهما، عن إبراهيمَ بن سعيد الجَوْهَري، ورواه ابنُ عَدِيٍّ (2/ 101)، والحاكمُ، وغيرُهما، من طريق إبراهيم بن حمزةَ الزُّبَيري، ورواه المُخَلِّصُ (المُخَلِّصيَّات 1559، 3123)، من طريق عليِّ بن عَمرو الأنصاري، ومن طريق محمد بن الحسن وهو ابن زَبَالةَ، ورواه أبو الغنائم النَّرْسيُّ في جزء من (حديث ابن معروف

ص: 430

والوَرَّاق والباقِلَّاني 62)، وابنُ عساكر (26/ 308)، من طريق الحارث بن أبي الزُّبَير.

ستَّتُهم: عن إسماعيلَ بنِ قَيْسِ بنِ سعدِ بنِ زيدِ بنِ ثابتٍ الأنصاريِّ، عن أبي حازمٍ، عن سَهْلِ بنِ سعدٍ، به، بلفظِ السِّياقة الأُولى. وأبو حازم هو سَلَمة بن دينار.

ورواه الطَّبَرانيُّ في (الكبير 5829) -وعنه أبو نُعَيم في (الطب 150) -، والرُّوياني (1062)، وابنُ عساكر (26/ 307، 309)، من طريقِ شُعيبِ بنِ سلمةَ

(1)

، عن أبي مُصْعَبٍ إسماعيلَ بنِ قَيْسٍ، عن أبي حازمٍ، به، بلفظِ السِّياقةِ الثانيةِ.

ورواه البَغَويُّ في (المعجم 1841)، عن أحمدَ بنِ عبدِ الصمدِ الأنصاريِّ.

ورواه عبدُ الله بنُ أحمدَ في (فضائل الصحابة 1810)، عن عبد الله بن مُوسى بن شَيْبةَ،

كلاهما عن إسماعيلَ بنِ قَيْسٍ، عن أبي حازمٍ، به، بلفظِ السِّياقةِ الثالثةِ.

ورواه أبو الفَضْلِ الزُّهْريُّ في (حديثه 674) وأبو محمدٍ الجَوْهريُّ في (مجلسين من أماليه 9) ومن طريقه ابنُ عساكر (26/ 309) -، من طريق عبد الله بن مُوسى بن شَيْبةَ

(2)

، به.

فمدارُه عندَهم على أبي مُصْعَبٍ إسماعيلَ بنِ قَيْسٍ الأنصاريِّ، وهو وَاهٍ؛ قال فيه البخاريُّ والدَّارَقُطْنيُّ:"منكَرُ الحديثِ"، وقال النَّسائيُّ وغيرُه:"ضعيف"

(1)

- تحرَّفَ في مطبوعة الطَّبَراني إلى: "سَعِيد بن سُلَيمان"! .

(2)

تحرَّف في مطبوعةِ أبي الفَضْل إلى: "شبّة"! ، وسقط منه العنعنة بين إسماعيل وبين أبي حازم! كما سقط إسماعيل من سند مجلسَيِ الجوهري، وجاء مثبتًا في التاريخ.

ص: 431

(الميزان 927).

وقال أبو حاتم: "ضعيفُ الحديثِ، منكَرُ الحديثِ، يحدِّثُ بالمناكيرِ، لا أعلمُ له حديثًا قائمًا"(الجرح والتعديل 2/ 193).

وقال ابنُ حِبَّانَ: "في حديثِهِ مِن المناكيرِ والمقلوباتِ التي يعرِفها مَن ليس الحديثُ صناعتَه. روَى عن أبي حازمٍ عن سَهْلِ بنِ سعدٍ رضي الله عنه قال: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

"، وساقَ له هذا الحديثَ، وآخَر في فضْل العباس أيضًا، (المجروحين 1/ 127).

وفي ترجمته من (الكامل 128) ساقَ ابنُ عَدِي هذين الحديثين، وقال:"وهذان الحديثان في فضائل العباس ليس يَرويهما عن أبي حازمٍ غيرُ إسماعيلَ بنِ قَيْسٍ هذا"، ثم قال:"ولإسماعيلَ بنِ قَيْسٍ غيرُ هذا من الحديثِ، وعامَّةُ ما يرويه مُنكَرٌ"(1/ 301، 302).

وبهذا أعلَّه ابنُ طاهرٍ، فذكرَ الحديثَ في (الذخيرة 2767)، ثم قال:"رواهُ إسماعيلُ بنُ قَيْسٍ، وإسماعيلُ ضعيفُ الحديثِ، منكَرُه".

فأمَّا الحاكمُ فقال: "هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ، ولم يُخرجاهُ"! ! .

فتعقَّبه الذَّهَبي قائلًا: " إسماعيلُ ضعَّفوه"(المستدرك/ مع التلخيص: 3/ 326).

وكذا ضَعَّفَهُ في (السِّيَر 2/ 89)، وعدَّه مِن مناكير إسماعيلَ في (الميزان 1/ 245).

وقال الهَيْثَميُّ: "رواه الطَّبَرانيُّ، وفيه أبو مُصْعَبٍ إسماعيلُ بنُ قَيْسٍ، وهو ضعيفٌ"(المجمع 15476).

ص: 432

وقال البُوصيريُّ: "رواه أبو يَعْلَى بسندٍ فيه إسماعيلُ بنُ قَيْسِ بنِ زيدِ بنِ ثابتٍ، وهو ضعيفٌ"(إتحاف الخِيَرة 6718/ 2).

وقد تُوبِع إسماعيلُ بما لا يُعتدُّ به، كما تراه فيما يلي.

الطريق الثاني:

رواه ابنُ عساكر (26/ 306) من طريقِ الحسينِ بنِ محمدٍ عُبَيدٍ العِجْلِ، نا هارون بن حاتم أبو

(1)

بِشْرٍ البَزَّازُ المقرئ، نا محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي مُلَيْكة لَقِيتُه بالمدينة، عن أبي حازم، عن سَهْل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَسَمَا لِحَاجَةٍ لَهُ، فَلَحِقَهُ العَبَّاسُ رضي الله عنه بِكِسَاءٍ، فَسَتَرَهُ. قَالَ: وَقَالَ لَهُ: ((يَا عَبَّاسُ، سَتَرَكَ اللهُ مِنَ النَّارِ، وَسَتَرَ وَلَدَكَ مِنَ النَّارِ)).

وهذا منكَرٌ جدًّا، مع وهاءِ سندِه؛ فهارون بن حاتم هالكٌ، تركه أبو حاتم وأبو زُرْعة، وأشارَ أبو حاتم إلى أنه يَكذِبُ، فإنه لمَّا سُئِلَ عنه قال:"أسألَ اللهُ السلامةَ"، ورماه الذَّهَبيُّ بالوضعِ كما في (الميزان 4/ 402)، وانظر (اللسان 8193)، و (الكشف الحثيث 812).

فإمَّا أن يكون سرَقَ هذا الحديثَ من إسماعيلَ بنِ قَيْسٍ، أو يكونَ أخطأَ فيه خطأً بيِّنًا، فقد سبقَ قولُ ابنِ عَدِيٍّ عن هذا الحديثِ وآخَرَ معه:"وهذان الحديثان في فضائل العباس ليس يَرويهما عن أبي حازم غيرُ إسماعيلَ بنِ قَيْس هذا".

(1)

في المطبوع: "بن"! وعلَّق عليها المحقق قائلًا: "عن (م)، وبالأصل: "أبو"! ! قلنا: وما بالأصل هو الصواب.

ص: 433

وعليه؛ فمتابعةُ ابنِ أبي مُلَيْكةَ هذه منكَرة، ولا يُعتدُّ بها، وابنُ أبي مُلَيْكة هذا مختلَفٌ فيه: ضَعَّفَهُ عامَّةُ النُّقَّاد، ومَشَّاه أحمدُ وأبو زُرْعة.

[تنبيه]:

ذكر هذا الحديثَ الصالحيُّ في (سُبُل الهدى والرشاد 11/ 101)، وعزاه إلى الرُّويانيِّ، والشاشيِّ، والخَرائِطيِّ، والحاكمِ. ولم نقفْ عليه عند الشاشيِّ ولا الخَرائِطيِّ. وعزاه أيضًا المتقي الهنديُّ في (كَنز العمال 37342) إلى الشاشيِّ.

ص: 434

2664 -

حَدِيثُ جَابِرٍ:

◼ عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَأَتَاهُ العَبَّاسُ بِكِسَاءٍ، فَسَتَرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ عليه السلام:((اللَّهُمَّ اسْتُرِ العَبَّاسَ وَوَلَدَهُ مِنَ النَّارِ)).

[الحكم]:

منكَرٌ، وسندُهُ مُظلِم. وحكَمَ بنكارتِهِ العُقَيليُّ، وتبِعه: الذَّهَبيُّ، وابنُ حَجَر.

[التخريج]:

[عق (3/ 331)].

[السند]:

قال العُقَيليُّ: حدثنا عُقْبة

(1)

بن محمد الضُّبَعي، حدثنا إبراهيم بن سَلْم البَزَّار

(2)

، حدثنا غالب بن الصَّعْب العَمِّي، حدثنا سفيان، عن عَمرو بن دينار، عن جابر، به.

[التحقيق]:

إسناده مظلِم؛ فيه ثلاثُ عِللٍ:

الأولى: غالب بن الصَّعْب العَمِّي؛ ترجمَ له العُقَيليُّ في (الضعفاء 1480)، وقال فيه:"مجهولٌ بالنقلِ، لا يُعرَفُ إلا به، ليس بمحفوظ"، ثم ذكر له هذا

(1)

في مطبوعات الضعفاء: "عَطِيَّة"! والتصويب من (مخطوطة عتيقة نُسِخت سنة 383 هـ/ ق 311)، وهو الموافق لمصدر ترجمته وهو (الإكمال لابن نقطة 3843).

(2)

كذا في مطبوعات الضعفاء، وجاء في (الإبانة 1540)، و (الإكمال لابن نقطة 3843):"البَزَّاز" بالزاي! .

ص: 435

الحديثَ.

ولذا ذكره الذَّهَبيُّ في (الميزان 3/ 331)، وقال:"لا يُدرَى مَن هو، وأتى بخبرٍ منكَر"، فذكره، ثم قال:"فغالبٌ هو الآفة"، وأقرَّهما ابنُ حَجَر في (اللسان 5976).

وقال الذَّهَبيُّ أيضًا: "مجهول"(ديوان الضعفاء 3317).

قلنا: وفي الحمْلِ عليه وحدَه نظرٌ؛ إذ لم يثبتْ عنه مِن روايةِ ثقةٍ كما سترى.

الثانية: إبراهيم بن سَلْم البَزَّار (أو البَزَّاز)؛ لم نجدْ له ترجمةً، إلا أن يكون هو الذي يَروي عن القَطَّان، والذي قال فيه ابنُ عَدِيٍّ:"منكَرُ الحديثِ، لا يُعرَفُ"، وأقرَّه الذَّهَبيُّ في (الميزان 1/ 36)، وقال ابنُ حَجَرٍ: "وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات)

وأظنُّه الوَكِيعيَّ"، ثم ساقَ له حديثًا منكَرًا عن وَكِيعٍ، (اللسان 146). والأقربُ أن صاحبنا آخَرُ مجهولٌ، والله أعلم.

الثالثة: عُقْبة بن محمد الضُّبَعي؛ ترجمَ له ابنُ نُقْطة، ولم يَذكُر فيه سوى قولِه:"حدَّثَ عن إبراهيمَ بنِ سَلْمٍ البَزَّاز، حدَّثَ عنه محمد بنُ عَمرو العُقَيليُّ"(الإكمال 3843).

ولم نجدْ له ذِكرًا في مكانٍ آخَرَ؛ فهو في عِدادِ المجهولين، والله أعلم.

* * *

ص: 436

2665 -

حَدِيثُ الحُسَيْنِ:

◼ عَنِ الحُسَيْنِ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ عَلِيٌّ وَحَمْزَةُ رضي الله عنهما إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدِ اغْتَسَلَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:((كَيْفَ صَنَعْتُمَا؟ ))، قَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللهِ، سَتَرْتُهُ بِالثَّوْبِ، وَقَالَ الآخَرُ: فَعَلْتُ

(1)

مِثْلَ ذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَوْ فَعَلْتُمَا غَيْرَ ذَلِكَ لَسَتَرْتُكَمَا)).

[الحكم]:

منكَرٌ، وسندُهُ ضعيفٌ.

[التخريج]:

[ك 4948].

[السند]:

قال الحاكمُ: حدثنا أبو العباس، ثنا سعيد بن محمد أبو عُمرَ الحَجْوَاني

(2)

، ثنا وَكِيع بن الجَرَّاح، ثنا قُدَامة بن موسى الجُمَحي، عن عبد الله بن عليِّ بن الحُسَين، عن أبيه، عن جده، به.

[التحقيق]:

إسنادُهُ ضعيفٌ؛ فيه سعيدٌ الحَجْوَانيُّ؛ ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنيُّ كما في (سؤلات الحاكم 109)، وأقرَّه الذَّهَبيُّ في (الميزان 3267)، وابنُ حَجَرٍ في (اللسان 3477).

وتفرُّدُ مِثْلِه عن الإمامِ وَكِيعٍ يُعَدُّ منكَرًا، ورغم ذلك قال الحاكمُ:"هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ، ولم يخرجاه"! ! .

(1)

تحرَّفت في المطبوع إلى: "فجعلت"! والمثبَت يقتضيه السياق.

(2)

تحرَّفت في المطبوع إلى: "الخَجواني"! والصواب المثبَت كما في مصادر ترجمته.

ص: 437

2666 -

حَدِيثُ إِسْمَاعِيلَ بنِ أُمَيَّةَ:

◼ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: ذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ، وَأَبُو بَكْرٍ أَوْ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ، إِلَى غَدِيرٍ بِظَاهِرِ الحَرَّةِ، فَاغْتَسَلَا، فَرَجَعَا فَأَخْبَرَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَخْرَجِهِمَا حَتَّى أَخْبَرَا عَنِ اغْتِسَالِهِمَا، قَالَ:((فَكَيْفَ فَعَلْتُمَا؟ ))، قَالَ: سَتَرْتُ عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا اغْتَسَلَ سَتَرَ عَلَيَّ حَتَّى اغْتَسَلْتُ. قَالَ: ((لَوْ فَعَلْتُمَا غَيْرَ ذَلِكَ لَأَوْجَعْتُكُمَا ضَرْبًا)).

[الحكم]:

ضعيفٌ؛ لإعضاله.

[التخريج]:

[عب 1109].

[السند]:

رواه عبدُ الرزاقِ في (المصنَّف 1100): عن ابنِ جُرَيْجٍ، قال: أخبرني إسماعيلُ بنُ أُمَيَّةَ، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ، إلا أنه ضعيفٌ؛ لإعضاله؛ فإسماعيلُ بنُ أُمَيَّةَ ذكره الحافظُ في (الطبقة السادسة)، مِن الذين عاصروا صِغارَ التابعين؛ فليستْ له روايةٌ عن الصحابةِ.

* * *

ص: 438

2667 -

حَدِيثُ الحَجَّاجِ بنِ شَدَّادٍ:

◼ عَنِ الحَجَّاجِ بنِ شَدَّادٍ، قَالَ:((سَأَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَلَمْ يَكُونَا حَاضِرَيْنِ، ثُمَّ أَتَيَا بَعْدُ، فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَيْنَ كُنْتُمَا؟ ))، قَالَا: كُنَّا نَغْتَسِلُ، قَالَ:((كَيْفَ صَنَعْتُمَا؟ ))، قَالَ أَحَدُهُمَا: دَخَلَ صَاحِبِي المَاءَ فَاغْتَسَلَ وَحَوَّلْتُ إِلَيْهِ قَفَايَ، وسَتَرْتُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ بِثَوْبٍ، فَلَمَّا فَرَغَ وَخَرَجَ دَخَلْتُ المَاءَ أَغْتَسِلُ فَصَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَتُ. فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:((أَحْسَنْتُمَا)).

[الحكم]:

ضعيفٌ؛ لإرسالِهِ، بل إعضاله. وأعلَّه البَيْهَقيُّ بالإرسالِ.

[التخريج]:

[شعب 7396].

[السند]:

رواه البَيْهَقيُّ في (شعب الإيمان) قال: أخبرنا أبو زكريا، نا أبو العباس، نا بحْر بنُ نصْر، نا ابنُ وَهْبٍ، قال: سمِعتُ حَيْوَةَ بنَ شُرَيْح، عن الحَجَّاج بنِ شَدَّاد، أنه سمِع الحَجَّاجَ، يقول:

فذكره.

والضميرُ في "أنه" لحَيْوَةَ، والحَجَّاج المُهمَل هو نفْسُه ابن شَدَّاد، كُرِّر ذِكْرُه، كأنه قيل:"عن حَيْوَةَ عن الحَجَّاج أنه سمِعه يقول"، وهذا يَرِدُ كثيرًا في الأسانيد

(1)

.

(1)

كقولهم: "عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس، أنه سمِعه"، فالضميرُ في "أنه" لسعيدٍ (المسند 3037). ومِن هذا البابِ أيضًا قولُهم:"عن نافعٍ، عن ابنِ عُمرَ، قال: كان معه رَجلٌ"، فالقائلُ هو نافعٌ (المصنَّف 4488).

ص: 439

[التحقيق]:

سندُهُ ضعيفٌ؛ فيه علتان:

الأولى: الإرسال، بل الإعضال؛ فالحَجَّاج بن شَدَّاد هذا مِن أتباع التابعين، لم يدرِك أحدًا من الصحابة؛ ولذا قال البَيْهَقي:"هذا أيضًا مرسَل".

الثانية: أن الحَجَّاجَ بنَ شَدَّادٍ لم يوثِّقْه أحدٌ سوى ابنِ حِبَّانَ في (الثقات 6/ 203)، بينما قال ابنُ عبدِ البرِّ:"مجهولٌ لا يُعرَفُ"(التمهيد 5/ 224)، وأقرَّه ابنُ رجبٍ في (الفتح 3/ 236)، وقال ابنُ القَطَّانِ:"لا تُعرَفُ حالُهُ"(بيان الوهم 3/ 147)، وقال الحافظُ:"مقبولٌ"(التقريب 1127)، أي: عند المتابعةِ، وإلا فلَيِّنٌ.

وعليه؛ فالحديثُ ضعيفٌ؛ لإرساله، والجهْلِ بحالِ مُرسِله. ولو فُرِضَ أن الحَجَّاجَ بنَ شَدَّاد يَرويه عن آخَرَ اسمُه الحَجَّاجُ؛ فهو أيضًا مرسَلٌ، أرسلَه مجهولٌ، والله أعلم.

ص: 440

2668 -

حَدِيثُ وِقَاءٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم:

◼ عَنْ وِقَاءٍ الجُعْفِيِّ

(1)

، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ:((اسْتَقِ دَلْوًا))، فَاسْتَقَيْتُ، قَالَ: فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى رَحْلِهِ وَاسْتَتَرَ، قَالَ: وَصَبَبْتُ عَلَى رَأْسِهِ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ قَالَ:((اسْتَقِ دَلْوًا))، فَاسْتَقَيْتُ، فَقَالَ:((ضَعْ ثَوْبَكَ)) فَوَضَعْتُ ثَوْبِي، قَالَ: فَاسْتَتَرْتُ، قَالَ: فَصَبَّ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ:(({لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21])).

[الحكم]:

إسنادُهُ تالِفٌ.

[التخريج]:

[صحا 7306].

[السند]:

قال أبو نُعَيم: أخبرنا محمد بن يعقوبَ في كتابه، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا عَفَّان بن مسلم، قال: ثنا قَيس، ثنا جابر، عن وِقاءٍ الجُعْفي، به.

[التحقيق]:

إسنادُهُ تالفٌ؛ فيه: جابر، وهو ابنُ يزيدَ الجُعْفي؛ متروكٌ متَّهَمٌ، وقد تقدَّمَ مِرارًا.

وشيخُه وِقاءٌ الجُعْفيُّ هذا لا يُعرَف إلا في هذا الموضع؛ فهو مجهولٌ عَيْنًا وحالًا.

(1)

تصحَّف اسمُه في (أُسْد الغابة 6683) إلى: (وفاء الجُعْفي).

ص: 441

فأمَّا قَيْسٌ فهو ابنُ الرَّبيعِ الأَسَدي، صدوقٌ تغيَّرَ لمَّا كَبِر، وأَدخلَ عليه ابنُه ما ليسَ مِن حديثِهِ فحدَّثَ به، (التقريب 5573).

ولكنْ ذكر أبو نُعَيم أنه تُوبِع، فقال عَقِبَه:"رواه مُعاوية بن هشام، عن سفيانَ، عن جابر، نحوَه".

ولم نقفْ على هذه المتابعةِ، ولعلَّها عند ابنِ مَنْدَهْ في (الصحابة)، فقد ذَكرَ ابنُ الأَثِير في (أُسْد الغابة 6/ 436) أنه أخرجه مِن طريقِ وِقاء، ولم نجِدْه في الجزء المطبوع من كتابه.

* * *

ص: 442

2669 -

حَدِيثُ زَيْنَبَ:

◼ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ أُمِّي رضي الله عنها إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ تَقُولُ

(1)

: اذْهَبِي [إِلَيْهِ]، فَإِذَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ نَضَحَ فِي وَجْهِيَ المَاءَ، ثُمَّ قَالَ:((ارْجِعِي)).

قَالَ عَطَّافٌ: قَالَتْ أُمِّي: فَرَأَيْتُ وَجْهَ زَيْنَبَ -وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ- وَمَا نَقَصَ مِنْ وَجْهِهَا شَيءٌ.

[الحكم]:

إسنادُهُ حسَنٌ.

[التخريج]:

[مع (خيرة 6395) (واللفظ له) / تخث (السفر الثاني 2658) (والزيادة له) / طب (24/ 282/ 715) / أسد (7/ 132) / قطيعي (إصا 13/ 431)].

[السند]:

قال أحمدُ بنُ مَنِيعٍ في (مسنده): ثنا الهَيْثَمُ بنُ خارِجَةَ، عن عَطَّافِ بنِ خالدٍ، عن أمِّه، عن زينبَ، به.

ورواه الطَّبَرانيُّ: عن عليِّ بنِ عبدِ العزيزِ، عن الهَيْثَمِ بنِ خارِجَةَ، به.

ورواه ابنُ أبي خَيْثَمةَ (تاريخه- السِّفْر الثاني 2658): عن سعيدِ بنِ سُلَيمانَ، قال: حدثنا عَطَّافُ بنُ خالدٍ، قال: حدَّثَتني أمِّي، أنها سمِعَتْ زينبَ بنت أبي سَلَمةَ رَبِيبةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، عن أمِّها أمِّ سلَمةَ رضي الله عنها، أنها

(1)

((عند الطَّبَراني (يقول)، فيُوهِم أن القائلَ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم! وهو تصحيفٌ، كما ظهر في المصادر الأخرى. والله أعلم.

ص: 443

كانت إذا ذهبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يغتسِلُ

فذكره.

فمدارُه عندَهم على عَطَّاف بن خالد، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ حسَنٌ؛ عَطَّافُ بنُ خالدٍ مختلَفٌ فيه: فوثَّقَهُ: أحمدُ، وابنُ مَعِينٍ، وابنُ المَدِيني، وأبو داودَ، والعِجْليُّ، وقال أبو زُرْعةَ وغيرُه:"ليس به بأس"، وكذا قال النَّسائيُّ في رواية، وقال -في أخرى-:"ليس بالقوي"، وغمَزَه مالكٌ، وضَعَّفَهُ: الدَّارَقُطْنيُّ وابنُ حِبَّانَ، وقال أبو أحمدَ الحاكمُ:"ليس بالمتين عندَهم". انظر (تهذيب التهذيب 7/ 222)، وقال الحافظُ:"صدوقٌ يَهِمُ"(التقريب 4612)؛ فهو حسَنُ الحديثِ ما لم يخالِفْ.

وأمُّ عَطَّافٍ هي أمُّ المِسْوَر بنتُ الصَّلْت بن مَخْرَمةَ، كما قال ابنُ سعدٍ في ترجمة العَطَّاف بن خالد (الطبقات الكبرى 7/ 584).

وقال عثمان الدارِميُّ: وسألتُه -أي: ابن مَعِين- عن عَطَّاف بن خالد؟ فقال: "ثقة"، قلت: عن أمِّه، كيف حديثُها؟ فقال:"ثقة"(تاريخ ابن مَعِين رواية الدارِمي 616، 617).

أمَّا الهَيْثَميُّ فقال: "رواه الطَّبَرانيُّ، وأمُّ عَطَّاف لم أَعرِفْها"(المجمع 15411).

وقال الألبانيُّ -في كلامه على حديثٍ لزينبَ-: "وأما دخولُ زينبَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يَغْتَسِلُ؛ فقد أشارَ ابنُ عبدِ البرِّ في (الاستيعاب) إلى ضعْفِ الروايةِ بذلك. وقد ذكره الحافظُ من طريقِ عَطَّاف بنِ خالد عن أمِّه عن زينبَ. وأمُّ عَطَّاف هذه لم أَعرِفْها، ولم أجِدْ مَن ذكرها! والله أعلم"(صحيح أبي داود 2/ 82).

وأمَّا ذِكْرُه عن ابنِ عبدِ البرِّ أنه أشارَ إلى ضعْف هذه الرواية؛ فلذِكْرِه لها

ص: 444

بصيغةِ التمريضِ؛ حيثُ قال في ترجمة زينبَ: "ويُروَى أنها دخلتْ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يغتسِلُ

" (الاستيعاب 4/ 1855).

وقد رُويَ الحديثُ مِن وجهٍ آخَرَ عن زينبَ، كما تراه في الروايةِ التاليةِ.

* * *

رِوَايَةُ: ((وَرَاءَكَ أَيْ لَكَاعِ)).

• وَفِي رِوَايَةٍ: عَنْ زَيْنَبَ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ، فَضَرَبَ بِهَا وَجْهِي، وَقَالَ:((وَرَاءَكِ أَيْ لَكَاعِ)).

[الحكم]:

حسَنٌ بما تقدَّمَ، دون قولِه:(وَرَاءَكِ أَيْ لَكَاعِ)، فلا يصِحُّ.

[اللغة]:

اللُّكَع عند العرب: العبدُ، ثم استُعمِل في الحُمْقِ والذَّمِّ. يقال للرجل: لُكَع، وللمرأة: لَكَاع. وقد لَكِع الرَّجلُ يَلْكَعُ لَكْعًا فهو أَلْكَعُ. وأكثرُ ما يقعُ في النداءِ. وهو اللَّئيمُ. وقيل: الوَسِخ، وقد يُطْلَقُ على الصغيرِ. قاله ابنُ الأثيرِ في (النهاية في غريب الحديث والأثر 4/ 268).

قلنا: وقد أُطلِقَ هنا على الصغيرةِ، والله أعلم.

[التخريج]:

[طب (24/ 281/ 712) / طس 9096 (واللفظ له) / عيل 170].

[السند]:

رواه الطَّبَرانيُّ في (الكبير): عن محمدِ بنِ عليٍّ الصائِغِ. وفي (الأوسط):

ص: 445

عن مَسْعَدةَ بنِ سعد. كلاهما: عن إبراهيمَ بنِ المُنْذِر، عن عباسِ بنِ أبي شَمْلةَ، عن موسى بنِ يعقوبَ الزَّمْعيِّ، عن قُرَيبةَ بنتِ وَهْب بنِ عبدِ اللهِ بنِ زَمْعةَ، عن زينبَ بنتِ أمِّ سلَمةَ، به.

ورواه الإسماعيليُّ: من طريقِ يحيى بنِ المِقْداد، عن عمِّه موسى بن يعقوب، عن قُرَيبةَ، به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه علتان:

الأُولى: جهالة قُرَيبةَ بنتِ وَهْب، ذكرها الذَّهَبيُّ في (فصل في النسوة المجهولات)، من (الميزان 10985)، وقال:"تفرَّدَ عنها ابنُ أخيها موسى بن يعقوب".

وقال ابنُ حَزْمٍ: "مجهولةٌ"(المحلى 7/ 326)، وذكر ابنُ القَطَّان في (بيان الوهم والإيهام 3/ 427)، حديثًا من طريقِ قُرَيبةَ بنت عبد الله بن وَهْب، عن أمِّها كريمةَ بنتِ المِقْداد، عن ضُبَاعةَ بنتِ الزُّبَير، ثم قال:"هؤلاء النسوة الثلاث اللائي دون ضُبَاعةَ، لا تُعرَف أحوالُهن".

وقال ابنُ حَجَر: "مقبولةٌ"(التقريب 8664).

وقال البُوصيريُّ: "لم أرَ مَن ذكرها بعدالةٍ ولا جرحٍ"(إتحاف الخِيَرة المَهَرة 3/ 36)، وحكَمَ عليها بالجهالةِ الألبانيُّ في (ضعيف أبي داود 2/ 465)، ولكنها تُوبِعتْ كما في الرواية السابقة.

الثانية: موسى بن يعقوبَ الزَّمْعيُّ؛ قال عنه الحافظ: "صدوق سيِّئ الحفظ"(التقريب 7026).

وابنُ أبي شَمْلةَ؛ ذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 8/ 509)، وضَعَّفَهُ أبو حاتم

ص: 446

في (الجرح والتعديل 7/ 228)، ولكنْ تابعه يحيى بن المِقْداد، عن موسى، كما عند الإسماعيليِّ.

ويحيى بن المِقْدادِ ذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات 9/ 256)، وترجمَ له البخاريُّ في (التاريخ الكبير 8/ 307)، ولم يذكرْ فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وبهذا الطريق يُتعقَّب على قول الطَّبَراني في (الأوسط): "لا يُروَى هذا الحديثُ عن زينبَ إلا بهذا الإسنادِ، تفرَّد به إبراهيمُ بنُ المُنْذِر"!.

ومع ما تقدَّمَ، قال الهَيْثَميُّ:"رواه الطَّبَرانيُّ في (الكبير) و (الأوسط)، وإسنادُهُ حسَنٌ"!! (المجمع 1459).

وتبِعه الصالحيُّ في (سُبُل الهدى والرشاد 8/ 63).

قلنا: ويشهدُ لهذه الروايةِ ما تقدَّمَ، دون قولِه:(وَرَاءَكِ أَيْ لَكَاعِ)، فلا يصِحُّ.

* * *

ص: 447