الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الخامس
في النواهي
وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: فى مسماه.
الفصل الثاني: في أقسامه.
الفصل الثالث: في لازمه.
الباب الخامس في النواهي
وفيه ثلاثة فصول:
ش: النواهي جمع، مفرده (1): نهي، وهو مصدر، وإنما جمعه مع أن المصادر (2) لا تثنى ولا تجمع (3)، من حيث دلالتها على القليل والكثير من جنسها اعتبارًا بأنواع النهي؛ لأنه تارة يراد به التحريم، وتارة يراد به الكراهة.
وذلك أن النهي له سبعة موارد وهي:
التحريم: كقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} (4).
والكراهة: كقوله (5) تعالى: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} (6)، وقوله عليه السلام لعائشة رضي الله عنها:"لا تتوضئي بالماء المشمس"(7).
(1) في ط: "ومفرد".
(2)
في ز: "المصادير"، وفي ط:"المصدر".
(3)
في ط: "لا يثنى ولا يجمع".
(4)
آية 32 من سورة الإسراء.
(5)
في ز: "وهو قوله".
(6)
آية 237 من سورة البقرة.
(7)
سبق تخريجه.
والدعاء: كقوله تعالى: {وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} (1).
والإرشاد: كقوله تعالى: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} (2).
والإهانة: كقوله تعالى: {لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (3).
والتحقير: كقوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} (4).
ولبيان العاقبة: كقوله تعالى (5): {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} (6).
فجمع المؤلف - رحمه الله تعالى - (7) المصدر - الذي هو النهي ها هنا - اعتبارًا بأنواعه؛ لأنه يجوز جمع المصدر إذا اعتبرت (8) أنواعه كقولهم: أحلام (9) وأشغال.
قوله: (النواهي).
(1) آية 286 من سورة البقرة.
(2)
آية 101 من سورة المائدة.
(3)
آية 7 من سورة التحريم.
(4)
آية 131 من سورة طه.
(5)
"تعالى" لم ترد في ط.
(6)
آية 42 من سورة إبراهيم.
(7)
"رحمه الله تعالى" لم ترد في ز وط.
(8)
في ط: "اعتبر".
(9)
في ط: "أحمال".
جمع، وزنه: فواعل، ومفرده (1): نهي، على وزن:"فَعْل" وكَوْز (2)، [فجمع على فواعل، ووزن](3) فعل على فواعل غير معروف عند أرباب العربية، واختلف في الجواب عنه على أربعة أقوال:
فقيل (4): هو جمع ناه على وزن "اسم الفاعل" الذي يراد به المصدر؛ لأن فاعلاً يراد به المصدر كقولهم: قام قائمًا، وخرج خارجًا، معناه قام (5) قيامًا، وخرج خروجًا (6).
وقيل: هو جمع ناهية على وزن "فاعلة" الذي يراد به المصدر أيضًا؛ لأن فاعلة قد يراد به المصدر كقولهم: العافية؛ لأنك تقول: عافانا الله عافية.
وقيل: هو جمع ناه على وزن "فاعل" والمراد به اسم الفاعل الذي هو اللفظ قد يسمى ناهيًا مجازًا (7)، فمعنى النواهي على هذا القول: الألفاظ (8) التي تنتهي (9)، وإنما سمي اللفظ ناهيًا مجازًا؛ لأن النهي يقع به.
وقيل: هو جمع ناهية على وزن "فاعلة" والمراد به الصيغة، أو اللفظ (10)؛ لأن الصيغة قد تسمى ناهية مجازًا؛ لأن النهي يقع بها، فمعنى النواهي على
(1) في ز: "ومفردته".
(2)
في ز: "وكون". في اللسان (5/ 402): كاز الشيء كَوْزًا: جمعه.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز وط.
(4)
في ز: "قيل".
(5)
"معناه قام" ساقطة من ط.
(6)
في ط: "أي قيامًا وخروجًا".
(7)
في ز: "مجازًا لأن النهي يقع بها".
(8)
في ز: "الصيغ".
(9)
في ط: "انتهى".
(10)
في ز: "اللفظ".
هذا: الصيغ (1) التي تنهى.
وقد تقدم مثل هذا اعتراضًا وجوابًا في جمع الأوامر في قول المؤلف: الباب الرابع في الأوامر (2).
…
(1) في ز: "على هذه الصيغة"، وفي ط:"على هذا الصيغة".
(2)
انظر (2/ 435 - 438) من هذا الكتاب.