الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علامة من ينصر اللَّه فمن ادّعى أنّه ينصر اللَّه وينصر دينه، ولم يتصف بهذا الوصف، فهو كاذب. قال عز وجل:{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} (1)، فهذه علامة من ينصر اللَّه وينصره اللَّه (2).
وقد أمر اللَّه عباده المؤمنين بنصره عز وجل فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ} (3)، ومن نصرِ دين اللَّه تعلُّم كتاب اللَّه وسنة رسوله، والحث على ذلك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (4).
99 - الشَّافِي
الشفاء في اللغة هو البرء من المرض. يقال: شفاه اللَّه يشفيه، واشتفى افتعل منه، فنقله من شفاء
(1) سورة الحج، الآيتان: 40 - 41.
(2)
انظر: تفسير السعدي، 5/ 302.
(3)
سورة الصف، الآية:14.
(4)
المرجع السابق، 7/ 374.
الأجسام إلى شفاء القلوب والنفوس (1).
واللَّه سبحانه وتعالى هو الشافي، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوِّذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول:«اللَّهم ربّ الناس، أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً» (2).
وقال أنس رضي الله عنه لثابت البناني حينما اشتكى إليه: ألا أرقيك برقية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى. قال: «اللَّهم ربّ الناس، مُذْهِب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يُغادِرُ سَقماً» (3).
فاللَّه عز وجل هو الشافي من الأمراض والعلل والشكوك، وشفاؤه شفاءان أو نوعان:
النوع الأول: الشفاء المعنوي الروحي، وهو الشفاء من علل القلوب.
(1) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، 2/ 488، وانظر: مختار الصحاح، ص144.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 5743، ومسلم في كتاب السلام، باب استحباب رقية المريض، برقم 2191.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الطب، باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 5742.