الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحدهما، فمن فعل منهم ما يحبّه اللَّه ويرضاه فقد اجتمع فيه الحكمان، ومن فعل ما يضادّ ذلك فقد وجد فيه الحكم القدري؛ فإنّ ما فعله واقع بقضاء اللَّه وقدره ولم يوجد في الحكم الشرعي لكونه ترك ما يحبه اللَّه ويرضاه. فالخير، والشر والطاعات، والمعاصي كلها متعلقة وتابعة للحكم القدري، وما يحبه اللَّه منها هو تابع الحكم الشرعي ومتعلّقه. واللَّه أعلم (1).
24 - الْحَلِيمُ
قال اللَّه تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (2).
الذي يَدِرُّ على خلقه، النعم الظاهرة والباطنة، مع معاصيهم وكثرة زلَاّتهم، فيحلم عن مقابلة العاصين
(1) الحق الواضح المبين، ص48 - 54،وانظر: شرح النونية للهراس، 2/ 80،وتفسير السعدي،5/ 621، وتوضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم، لأحمد بن إبراهيم بن عيسى، 2/ 226.
(2)
سورة البقرة، الآية:235.
بعصيانهم. ويستعتبهم كي يتوبوا، ويمهلهم كي ينيبوا (1).
وهو الذي له الحلم الكامل الذي وسع أهل الكفر والفسوق، والعصيان حيث أمهلهم ولم يعاجلهم بالعقوبة ليتوبوا، ولو شاء لأخذهم بذنوبهم فور صدورها منهم؛ فإن الذنوب تقتضي ترتب آثارها عليها من العقوبات العاجلة المتنوعة، ولكن حلمه سبحانه هو الذي اقتضى إمهالهم (2) كما قال تعالى:{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} (3)، وقال تعالى:{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} (4).
(1) تفسير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، 5/ 630.
(2)
شرح النونية للهراس، 2/ 86.
(3)
سورة فاطر، الآية:45.
(4)
سورة النحل، الآية:61.