المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثالث: أقسام ما يوصف به الله تعالى - شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المبحث الأول: أسماء الله تعالى توقيفية

- ‌المبحث الثاني: أركان الإيمان بالأسماء الحُسنى

- ‌المبحث الثالث: أقسام ما يوصف به الله تعالى

- ‌المبحث الرابع: دلالة الأسماء الحُسنى ثلاثة أنواع:

- ‌المبحث الخامس: حقيقة الإلحاد في أسماء الله تعالى

- ‌المبحث السادس: إحصاء الأسماء الحُسنى أصلٌ للعلم

- ‌المبحث السابع: أسماء الله كلها حُسنى

- ‌المبحث الثامن: أسماء الله تعالى منها ما يطلق عليه مفرداً ومقترناً بغيره

- ‌المبحث التاسع: من أسماء الله الحُسنى ما يكون دالاً على عدة صفات

- ‌المبحث العاشر: الأسماء الحُسنى التي ترجع إليها جميع الأسماء والصفات

- ‌المبحث الحادي عشر: أسماء الله وصفاته مختصة به، واتفاق الأسماء لا يوجب تماثل المسميات

- ‌المبحث الثاني عشر: أمور ينبغي أن تُعْلَم

- ‌المبحث الثالث عشر: مراتب إحصاء أسماء الله الحُسنى التي من أحصاها دخل الجنة

- ‌المبحث الرابع عشر: الأسماء الحسنى لا تُحدُّ بعدد

- ‌المبحث الخامس عشر: شرح أسماء الله الحُسنى

- ‌1 - الأوَّلُ

- ‌ 2 - الآخِرُ

- ‌ 3 - الظَّاهِرُ

- ‌ 4 - الباطِنُ

- ‌5 - العَلِيُّ

- ‌ 6 - الأعْلَى

- ‌ 7 - الْمُتَعَالِ

- ‌8 - العَظِيمُ

- ‌9 - المَجِيدُ

- ‌10 - الْكَبِيرُ

- ‌11 - السَّمِيعُ

- ‌12 - البصيرُ

- ‌13 - العَلِيمُ

- ‌ 14 - الخَبِيرُ

- ‌15 - الحَمِيدُ

- ‌16 - العَزيزُ

- ‌17 - القَدِيرُ

- ‌18 - القَادِرُ

- ‌19 - المُقتَدِرُ

- ‌20 - القوِيُّ

- ‌21 - المَتِينُ

- ‌22 - الغَنِيُّ

- ‌23 - الحَكِيمُ

- ‌24 - الْحَلِيمُ

- ‌25 - العَفُوُّ

- ‌ 26 - الغَفُورُ

- ‌ 27 - الغَفَّارُ

- ‌28 - التَّوَّابُ

- ‌29 - الرَّقيبُ

- ‌30 - الشَّهيدُ

- ‌31 - الحَفِيظُ

- ‌32 - اللَّطِيفُ

- ‌33 - القَرِيبُ

- ‌34 - المُجِيبُ

- ‌35 - الوَدُودُ

- ‌36 - الشَّاكِرُ

- ‌ 37 - الشَّكُورُ

- ‌38 - السَّيِّدُ

- ‌ 39 - الصَّمَدُ

- ‌40 - القَاهِرُ

- ‌ 41 - القَهَّارُ

- ‌42 - الجَبَّارُ

- ‌43 - الحَسِيبُ

- ‌44 - الْهَادِي

- ‌45 - الحَكَمُ

- ‌46 - القُدُّوسُ

- ‌ 47 - السَّلامُ

- ‌48 - البَرُّ

- ‌ 49 - الوَهَّابُ

- ‌50 - الرَّحْمَنُ

- ‌ 51 - الرَّحِيمُ

- ‌ 52 - الكَرِيمُ

- ‌ 53 - الأكْرَمُ

- ‌ 54 - الرَّءُوفُ

- ‌55 - الْفَتَّاحُ

- ‌56 - الرَّزَّاقُ

- ‌ 57 - الرَّازِقُ

- ‌58 - الْحَيُّ

- ‌ 59 - الْقَيُّومُ

- ‌60 - نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ

- ‌61 - الرَّبُّ

- ‌62 - الله

- ‌63 - المَلِكُ

- ‌ 64 - المَلِيكُ

- ‌ 65 - مَالِكُ المُلْكِ

- ‌66 - الوَاحِدُ

- ‌ 67 - الأحَدُ

- ‌68 - المُتَكَبِّرُ

- ‌69 - الْخَالِقُ

- ‌70 - البَارِئُ

- ‌ 71 - المُصَوِّرُ

- ‌ 72 - الْخَلَاّقُ

- ‌73 - المُؤمنُ

- ‌74 - المُهيمِنُ

- ‌75 - المُحيطُ

- ‌76 - المُقِيتُ

- ‌77 - الوَكيلُ

- ‌78 - ذو الجَلالِ والإكْرَامِ

- ‌79 - جَامِعُ النَّاسِ لِيَومٍ لا رَيْبَ فِيهِ

- ‌80 - بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ

- ‌81 - الكَافي

- ‌82 - الواسِعُ

- ‌83 - الحَقُّ

- ‌84 - الجَميلُ

- ‌85 - الرَّفيقُ

- ‌86 - الحَييُّ

- ‌ 87 - السِّتِّيرُ

- ‌88 - الإلهُ

- ‌89 - القابضُ

- ‌ 90 - الباسِطُ

- ‌ 91 - المُعطي

- ‌92 - المُقَدِّمُ

- ‌ 93 - المُؤَخِّرُ

- ‌94 - المُبينُ

- ‌95 - المنَّانُ

- ‌96 - الوليُّ

- ‌97 - المَوْلَى

- ‌98 - النَّصِيرُ

- ‌99 - الشَّافِي

- ‌النوع الأول: شفاء القلوب والأرواح

- ‌النوع الثاني شفاء الله للأجساد والأبدان:

- ‌المبحث السادس عشر: من فتاوى اللجنة الدائمة

الفصل: ‌المبحث الثالث: أقسام ما يوصف به الله تعالى

‌المبحث الثالث: أقسام ما يوصف به الله تعالى

قال ابن القيم رحمه الله:

ما يجري صفة أو خبراً على الرب تبارك وتعالى أقسام:

أحدها: ما يرجع إلى نفس الذات كقولك: ذات، وموجود، وشيء.

الثاني: ما يرجع إلى صفات معنوية كالعليم، والقدير، والسميع.

الثالث: ما يرجع إلى أفعاله نحو: الخالق، والرزَّاق.

الرابع: ما يرجع إلى التنزيه المحض، ولابد من تضمنه ثبوتاً؛ إذ لا كمال في العدم المحض كالقدوس السلام.

الخامس: ولم يذكره أكثر الناس، وهو الاسم الدال على جملة أوصاف عديدة لا تختص بصفة مُعَيَّنة، بل هو دال على معناه لا على معنى مفرد،

ص: 18

نحو: المجيد، العظيم، الصمد؛ فإن المجيد من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال، ولفظه يدل على هذا فإنه موضوع للسعة، والكثرة، والزيادة، فمنه استمجد المرخ والعفار (1)، وأمجد الناقة علفاً. ومنه «رب العرش المجيد» صفة للعرش لسعته وعِظَمِهِ وشرفه (2). وتأمل كيف جاء هذا الاسم مقترناً بطلب الصلاة من اللَّه على رسوله كما علمناه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه في مقام طلب المزيد والتعرض لسعة العطاء وكثرته ودوامه، فأتى في هذا المطلوب باسم تقتضيه كما تقول: اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، ولا يَحسن إنك أنت السميع البصير، فهو راجع إلى

(1) المَرْخُ: شجرٌ سريعُ الوَرْيِ. وفي المثل: (في كلِّ شجرٍ نار، واستمجد المَرْخُ والعَفار)، والعَفارُ: الزند، وهو الأعلى. الصحاح في اللغة، مادة (مرخ).

(2)

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: ((المجيد فيه قراءتان: الرفع على أنه صفة للرب عز وجل، والجر على أنه صفة للعرش، وكلاهما معنى صحيح))، 4/ 497.

ص: 19

المتوسل إليه بأسمائه وصفاته، وهو من أقرب الوسائل وأحبها إليه. ومنه الحديث الذي في المسند والترمذي:«ألظُّوا (1) بياذا الجلال الإكرام» (2)، ومنه:«اللَّهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام» (3)، فهذا سؤال له وتوسل إليه وبحمده، وأنه الذي لا إله إلا هو المنَّان، فهو توسل إليه بأسمائه

(1) ألظّوا: أي الْزَمُوه، واثْبُتُوا عليه، وأكْثِرُوا من قوله والتَّلَفُّظِ به في دُعائِكم. يقال: أَلَظَّ بالشيء يُلِظُّ إلْظَاظاً إذا لَزِمَه، وثابرَ عليه. النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة (لظظ) 0

(2)

أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب 91، برقم 3525، وأحمد في المسند، 4/ 177، والحاكم في المستدرك، 1/ 499، وقال:((صحيح الإسناد)). ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في الصحيحة، برقم 1536، وفي صحيح الجامع، برقم 1158.

(3)

أخرجه أبو داود في كتاب الوتر، باب الدعاء، برقم 1495، والترمذي في كتاب الدعوات، باب 99، برقم 3544، وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب اسم الله الأعظم، برقم 3858، والنسائي في كتاب السهو، باب الدعاء بعد الذكر، برقم 1298، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود، برقم 1495.

ص: 20

وصفاته، وما أحق ذلك بالإجابة وأعظمه موقعاً عند المسؤول، وهذا باب عظيم من أبواب التوحيد أشرنا إليه إشارة، وقد فُتِحَ لمن بصَّره اللَّه. ولنرجع إلى المقصود وهو وصفه تعالى بالاسم المتضمن لصفات عديدة. فالعظيم من اتصف بصفات كثيرة من صفات الكمال. وكذلك الصمد، قال ابن عباس: هو السيد الذي كَمُلَ في سؤدده، وقال ابن وائل: هو السيد الذي انتهى سُؤدده. وقال عكرمة: الذي ليس فوقه أحد وكذلك قال الزجاج: الذي ينتهي إليه السؤدد فقد صمد له كل شيء. وقال ابن الأنباري: لا خلاف بين أهل اللغة أنَّ الصمد السيد الذي ليس فوقه أحد، الذي يَصْمُدُ إليه الناس في حوائجهم وأمورهم. واشتقاقه يدل على هذا فإنه من الجمع والقصد الذي اجتمع القصد نحوه واجتمعت فيه صفات السؤدد وهذا أصله في اللغة كما قال:

ألَا بَكَر الناعي بخير بني أسدْ

بعمرِو بن مسعودٍ وبالسيدِ الصَّمَدْ

ص: 21

والعرب تُسَمِّي أشرافها بالصمد؛ لاجتماع قصد القاصدين إليه، واجتماع صفات السيادة فيه.

السادس صفة تحصل من اقتران أحد الاسمين والوصفين بالآخر، وذلك قدر زائد على مفرديهما نحو: الغني الحميد، العفو القدير، الحميد المجيد. وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء المزدوجة في القرآن؛ فإن الغنى صفة كمال، والحمد كذلك، واجتماع الغنى مع الحمد كمال آخر فله ثناء من غناه، وثناء من حمده، وثناء من اجتماعهما، وكذلك العفوّ القدير، والحميد المجيد، والعزيز الحكيم، فتأمله فإنه من أشرف المعارف. وأما صفات السلب المحض فلا تدخل في أوصافه تعالى إلا أن تكون متضمنة لثبوت: كالأحد المتضمن لانفراده بالربوبية والإلهية، والسلام المتضمن لبراءته من كل نقص يضاد كماله، وكذلك الإخبار عنه بالسلوب هو لتضمنها ثبوتاً كقوله تعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا

ص: 22

نَوْمٌ} (1)، فإنه متضمن لكمال حياته وقيّوميته، وكذلك قوله تعالى:{وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} (2)، متضمن لكمال قدرته، وكذلك قوله:{وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ} (3) متضمن لكمال علمه، وكذلك قوله:{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} (4)، متضمن لكمال صَمَدِيَّتِهِ وغناه، وكذلك قوله:{وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (5)، متضمن لتفرُّده بكماله، وأنه لا نظير له. وكذلك قوله تعالى:{لَاّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} (6) متضمن لعظمته، وأنه جل عن أن يدرك بحيث يحاط به، وهذا مطّرد في كل ما وصف به نفسه من السلوب (7).

(1) سورة البقرة، الآية:255.

(2)

سورة ق، الآية:38.

(3)

سورة يونس، الآية:61.

(4)

سورة الإخلاص، الآية:3.

(5)

سورة الإخلاص، الآية:4.

(6)

سورة الأنعام، الآية:103.

(7)

بدائع الفوائد، 1/ 159 - 161، ثم قال: يجب أن يعلم هنا أمور، وذكر عشرين فائدة تكتب بماء الذهب فارجع إليها في 1/ 159 - 170.

ص: 23