المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وطاوس بن كيسان اليماني - البداية والنهاية - ط السعادة - جـ ٩

[ابن كثير]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد التاسع]

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أربع وسبعين

- ‌ذكر من توفي فيها مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌أبو سعيد الخدريّ

- ‌عبد الله بن عمر

- ‌عبيد بن عمير

- ‌أَبُو جُحَيْفَةَ

- ‌سلمة بن الأكوع

- ‌مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ

- ‌أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ

- ‌أَبُو مُعْرِضٍ الْأَسَدِيُّ

- ‌بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خمس وسبعين

- ‌وكان ممن توفى فيها

- ‌الْعِرْبَاضُ بن سارية

- ‌ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ

- ‌الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ

- ‌حُمْرَانُ بْنُ أَبَانٍ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَسَبْعِينَ

- ‌[وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ الْقُضَاعِيُّ

- ‌صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ الْعَدَوِيُّ

- ‌زُهَيْرُ بْنُ قَيْسٍ الْبَلَوِيُّ

- ‌الْمُنْذِرُ بْنُ الْجَارُودِ

- ‌ثم دخلت سنة سبع وسبعين

- ‌ذِكْرُ مَقْتَلِ شَبِيبٍ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عِنْدَ ابْنِ الْكَلْبِيِّ

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ

- ‌مُحَمَّدُ بْنِ مُوسَى

- ‌عياض بن غنم الْأَشْعَرِيُّ

- ‌مُطَرِّفُ بن عبد الله

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سنة ثمان وسبعين

- ‌وَقَدْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌جَابِرُ بْنُ عَبْدُ اللَّهِ

- ‌شريح بن الحارث

- ‌عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ

- ‌جنادة بن أُمَيَّةَ الْأَزْدِيُّ

- ‌الْعَلَاءُ بن زياد البصري

- ‌سُرَاقَةُ بْنُ مِرْدَاسٍ الْأَزْدِيُّ

- ‌النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

- ‌جبير بن نفير

- ‌عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

- ‌أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ

- ‌مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ الْقَدَرِيُّ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إحدى وثمانين

- ‌فِتْنَةُ ابْنِ الْأَشْعَثِ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌بجير بن ورقاء الصريمى

- ‌سُوِيدُ بْنُ غَفْلَةَ بْنِ عَوْسَجَةَ بْنِ عَامِرٍ

- ‌عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ

- ‌مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ

- ‌ وَقْعَةُ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ

- ‌[ممن توفى في هذه السنة]

- ‌أسماء بن خارجة الفزاري الكوفي

- ‌الْمُغِيرَةُ بن المهلب

- ‌الحارث بن عبد الله

- ‌مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ

- ‌عَبْدُ اللَّهِ بن أبى طلحة بن أبى الْأَسْوَدِ

- ‌عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌عفان بْنُ وَهْبٍ

- ‌جميل بن عبد الله

- ‌عمر بن عبيد الله

- ‌كُمَيْلُ بْنُ زِيَادِ

- ‌ذاذان أَبُو عَمْرٍو الْكِنْدِيُّ

- ‌أُمُّ الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى

- ‌ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين

- ‌بِنَاءُ وَاسِطٍ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ:

- ‌عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جحيرة

- ‌طَارِقُ بْنُ شهاب

- ‌عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عدي

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ

- ‌وَفِيهَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ أيضا جماعة من أَصْحَابِ ابْنِ الْأَشْعَثِ

- ‌مِنْهُمْ: أَيُّوبُ بْنُ الْقِرِّيَّةِ

- ‌رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ

- ‌أيوب بن الْقِرِّيَّةِ

- ‌روح بن زنباع

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خمس وثمانين

- ‌ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ

- ‌ذِكْرُ بَيْعَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ لِوَلَدِهِ الْوَلِيدِ- ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ لِأَخِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وثمانين

- ‌[وممن توفى في هذه السنة]

- ‌عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَالِدُ الْخُلَفَاءِ الْأُمَوِيِّينَ

- ‌ أرطاة بن زفر

- ‌مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ

- ‌خلافة الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بَانِي جَامِعِ دِمَشْقَ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وثمانين

- ‌وفيها تُوُفِّيَ مِنَ الْأَعْيَانِ:

- ‌عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ

- ‌المقدام بن معديكرب

- ‌أَبُو أُمَامَةُ الْبَاهِلِيُّ

- ‌قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ

- ‌عُرْوَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ

- ‌يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ

- ‌شُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ الْقَاضِي

- ‌ ثم دخلت سنة ثمان وثمانين

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرِ بْنِ أَبِي بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ

- ‌عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى

- ‌وفيها توفى هشام بن إسماعيل

- ‌عمير بن حكيم

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ

- ‌ثم دخلت سنة تسعين من الهجرة

- ‌وفيها توفى من الأعيان:

- ‌يتاذوق الطَّبِيبُ

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ

- ‌ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ

- ‌عبد الله بن الزبير

- ‌ثم دخلت سنة إحدى وتسعين

- ‌وَتُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ

- ‌السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ بن سعد بْنِ ثُمَامَةَ

- ‌سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ

- ‌ثم دخلت سنة ثنتين وتسعين

- ‌وَتُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌مَالِكُ بْنُ أَوْسِ

- ‌طُوَيْسٌ الْمُغَنِّي

- ‌الْأَخْطَلُ

- ‌ثُمَّ دخلت سنة ثلاث وتسعين

- ‌فَتْحُ سَمَرْقَنْدَ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ:

- ‌أنس بن مالك

- ‌عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ربيعة

- ‌[بلال بن أبى الدرداء

- ‌بشر بن سعيد

- ‌زرارة بن أوفى

- ‌خبيب بن عبد الله

- ‌حفص بن عاصم

- ‌سعيد بن عبد الرحمن

- ‌فروة بن مجاهد

- ‌أبو الشعثاء جابر بن زيد

- ‌ثم دخلت سنة أربع وتسعين

- ‌مَقْتَلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رحمه الله

- ‌ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْمَشَاهِيرِ وَالْأَعْيَانِ

- ‌سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ الْأَسَدِيُّ الْوَالِبِيُّ

- ‌سعيد بن المسيب

- ‌طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَنَزِيُّ

- ‌عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ

- ‌على بن الحسين

- ‌أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ

- ‌ثم دخلت سنة خمس وتسعين

- ‌وَهَذِهِ تَرْجَمَةُ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيِّ وَذِكْرُ وفاته

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ

- ‌الحسن بن محمد بن الْحَنَفِيَّةِ

- ‌حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ

- ‌مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ

- ‌ثُمَّ دخلت سنة ست وتسعين

- ‌فَصْلٌ

- ‌الْكَلَامُ عَلَى مَا يَتَعَلَّقُ بِرَأْسِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عليهما السلام

- ‌ ذِكْرُ السَّاعَاتِ الَّتِي عَلَى بَابِهِ

- ‌ذِكْرُ ابْتِدَاءِ أَمْرِ السُّبْعِ بِالْجَامِعِ الْأُمَوِيِّ

- ‌فَصْلٌ

- ‌وَهَذِهِ تَرْجَمَةُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بَانِي جَامِعِ دِمَشْقَ وَذِكْرُ وَفَاتِهِ فِي هَذَا الْعَامِ

- ‌عبد الله بن عمر بْنِ عُثْمَانَ

- ‌خِلَافَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

- ‌ذِكْرُ سَبَبِ مَقْتَلِ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ رحمه الله

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سبع وتسعين

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ:

- ‌الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

- ‌مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّخْمِيُّ رحمه الله

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الأعيان:

- ‌عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ

- ‌ ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وتسعين

- ‌وهذه خلافة عمر بن عبد العزيز أشجّ بنى مروان رضى الله عنه وأكرمه

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ:

- ‌الْحَسَنُ بْنُ محمد بن الْحَنَفِيَّةِ

- ‌عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزِ بْنِ جُنَادَةَ بْنِ عبيد

- ‌ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ

- ‌نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ

- ‌كُرَيْبُ بْنُ مُسْلِمٍ

- ‌مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ

- ‌مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ

- ‌حَنَشُ بْنُ عمرو الصنعائى

- ‌خارجة بن زيد

- ‌سَنَةُ مِائَةٍ مِنَ الهجرة النبويّة

- ‌وفيها كَانَ بُدُوُّ دَعْوَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ الْأَشْجَعِيُّ

- ‌أبو أمامة سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ

- ‌أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ بْنُ كُرَيْبٍ الْحِمْصِيُّ

- ‌ أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ

- ‌أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إحدى ومائة

- ‌وَهَذِهِ تَرْجَمَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأُمَوِيِّ الامام المعروف الْمَشْهُورِ رحمه الله وَأَكْرَمَ مَثْوَاهُ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فَصْلُ

- ‌ذِكْرُ سَبَبِ وَفَاتِهِ رحمه الله

- ‌[فصل

- ‌خِلَافَةُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

- ‌ثم دخلت سنة ثنتين ومائة

- ‌وِلَايَةُ مَسْلَمَةَ عَلَى بِلَادِ الْعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ

- ‌ذِكْرُ وَقْعَةٍ جَرَتْ بَيْنَ التُّرْكِ وَالْمُسْلِمِينَ

- ‌‌‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِوَالسَّادَةِ:

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْهِلَالِيُّ

- ‌أبو المتوكل الناجي

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ ومائة

- ‌يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ

- ‌مجاهد بن جبير الْمَكِّيُّ

- ‌[فصل

- ‌مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ

- ‌ثم دخلت سنة أربع ومائة

- ‌وفيها توفى من الأعيان:

- ‌خالد بن سعدان الكلاعي

- ‌عامر بن سعد بن أبى وقاص الليثي

- ‌عامر بن شراحيل الشعبي

- ‌أبو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ

- ‌أَبُو قلابة الجرمي

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَمِائَةٍ

- ‌خِلَافَةُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ مِنَ الْأَعْيَانِ:

- ‌أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بن عفان

- ‌ثم دخلت سنة ست وَمِائَةٍ

- ‌وَمِمَّنْ تَوَفِّيَ فِيهَا

- ‌سَالِمُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

- ‌وَطَاوُسُ بْنُ كَيْسَانَ الْيَمَانِيُّ

- ‌ثم دخلت سنة سبع ومائة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ:

- ‌سُلَيْمَانُ بْنُ يسار أحد التابعين

- ‌ عكرمة مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ

- ‌ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

- ‌وفيها توفى كثير عَزَّةَ الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ

- ‌وفيها توفى من الأعيان

- ‌بكر بن عبد الله المزني البصري

- ‌راشد بن سعد المقرئي الحمصي

- ‌محمد بن كعب القرظي

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَمِائَةٍ

- ‌سَنَةُ عَشْرٍ وَمِائَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ:

- ‌جَرِيرٌ الشَّاعِرُ

- ‌وأما الفرزدق

- ‌فَأَمَّا الْحَسَنُ بْنُ أبى الحسن

- ‌وَأَمَّا ابْنُ سِيرِينَ

- ‌فصل

- ‌أما الحسن

- ‌مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ

- ‌وهب بن منبه اليماني

- ‌فصل

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌سُلَيْمَانُ بْنُ سعد

- ‌أم الهذيل

- ‌عائشة بنت طلحة بن عبد الله التميمي

- ‌عبد الله بن سعيد بن جبير

- ‌عبد الرحمن بن أبان

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ:

- ‌رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ الْكِنْدِيُّ

- ‌شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ الْأَشْعَرِيُّ الْحِمْصِيُّ

- ‌ ثُمَّ دَخَلَتْ سنة ثلاث عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌فِيهَا كَانَ مَهْلِكُ

- ‌الْأَمِيرِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ

- ‌مَكْحُولٌ الشَّامِيُّ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعِ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ:

- ‌عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ

- ‌[فصل

- ‌ثم دخلت سنة خمس عشرة ومائة

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ

- ‌أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ

- ‌[فصل

- ‌ثم دخلت سنة ست عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سبع عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ

- ‌قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ السَّدُوسِيُّ

- ‌[فصل

- ‌[نافع مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ

- ‌ذو الرمة الشاعر

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ

- ‌وَفِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ:

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌سَنَةُ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وعشرين ومائة

- ‌ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ:

- ‌زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

- ‌مسلمة بن عبد الملك

- ‌نمير بن قيس

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثِنْتَيْنِ وعشرين ومائة

- ‌عَبْدُ اللَّهِ أَبُو يَحْيَى الْمَعْرُوفُ بِالْبَطَّالِ

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ:

- ‌إِيَاسٌ الذَّكِيُّ

- ‌ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين وَمِائَةٍ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ

- ‌وَفِيهَا تُوُفِّيَ:

- ‌الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ [1]

- ‌الزُّهْرِيُّ

- ‌[فصل

- ‌وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ كَمَا أَوْرَدَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ

- ‌بِلَالُ بْنُ سعد

- ‌ترجمة الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ

- ‌ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ

- ‌ذِكْرُ وَفَاتِهِ وَتَرْجَمَتِهِ رحمه الله

الفصل: ‌وطاوس بن كيسان اليماني

الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله، فقال له: سالم؟ [1] سلني حاجة، فقال: إني لأستحي من الله أن أسأل في بيته غيره، فلما خرج سالم خرج هشام في أثره فقال له: الآن قد خرجت من بيت الله فسلني حاجة، فقال سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ قال: من حوائج الدنيا، فقال سالم: إني ما سألت الدنيا من يملكها، فكيف أسألها من لا يملكها؟ وكان سالم خشن العيش، يلبس الصوف الخشن، وكان يعالج بيده أرضاله وغيرها من الأعمال، ولا يقبل من الخلفاء، وكان متواضعا وكان شديد الأدمة وله من الزهد والورع شيء كثير.

‌وَطَاوُسُ بْنُ كَيْسَانَ الْيَمَانِيُّ

مِنْ أَكْبَرِ أَصْحَابِ ابن عباس وَقَدْ تَرْجَمْنَاهُمْ فِي كِتَابِنَا التَّكْمِيلِ وللَّه الْحَمْدُ انتهى وقد زدنا هنا في ترجمة سَالِمُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ زيادة حسنة. فأما طاوس فهو أبو عبد الرحمن طاوس بن كيسان اليماني، فهو أول طبقة أهل اليمن من التابعين، وهو من أبناء الفرس الذين أرسلهم كسرى إلى اليمن.

أدرك طاوس جماعة من الصحابة وروى عنهم، وكان أحد الأئمة الأعلام، قد جمع العبادة والزهادة، والعلم النافع، والعمل الصالح، وقد أدرك خمسين من الصحابة، وأكثر روايته عن ابن عباس، وروى عنه خلق من التابعين وأعلامهم، منهم مجاهد وعطاء وعمرو بن دينار، وإبراهيم ابن ميسرة، وأبو الزبير ومحمد بن المنكدر، والزهري وحبيب بن أبى ثابت، وليث بن أبى سليم، والضحاك بن مزاحم. وعبد الملك بن ميسرة، وعبد الكريم بن المخارق ووهب بن منبه، والمغيرة ابن حكيم الصنعاني، وعبد الله بن طاوس، وغير هؤلاء.

توفى طاوس بمكة حاجا، وصلى عليه الخليفة هشام بن عبد الملك، ودفن بها رحمه الله تعالى.

قال الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ قَالَ أبى: مات طاوس بمكة فلم يصلوا عليه حتى بعث هشام ابنه بالحرس، قال فلقد رأيت عبد الله بن الحسن واضعا السرير على كاهله، قال: ولقد سقطت قلنسوة كانت عليه ومزق رداؤه من خلفه- يعنى من كثرة الزحام- فكيف لا وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الايمان يمان» وقد خرج من اليمن خلق من هؤلاء المشار إليهم في هذا وغيره، منهم أبو مسلم، وأبو إدريس، ووهب وكعب وطاوس وغير هؤلاء كثير. وروى ضمرة عن ابن شوذب قال: شهدت جنازة طاوس بمكة سنة خمس ومائة، فجعلوا يقولون: رحم الله أبا عبد الرحمن، حج أربعين حجة.

وقال عبد الرزاق: حدثنا أبى قال: توفى طاوس بالمزدلفة- أو بمنى- حاجا، فلما حمل أخذ عبد الله بن الحسن بن على بقائمة سريره. فما زايله حتى بلغ القبر. وقال الامام أحمد: حدثنا عبد الرزاق

[1] كذا بالأصل ولعل المراد يا سالم.

ص: 235

قال: قدم طاوس بمكة، فقدم أمير المؤمنين، فقيل لطاوس: إن من فضله ومن، ومن، فلو أتيته قال: ما لي إليه حاجة، فقالوا: إنا نخاف عليك، قال: فما هو إذا كما تقولون: وقال ابن جرير قال لي عطاء: جاءني طاوس فقال لي: يا عطاء إياك أن ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه، وجعل دونه حجابه. وعليك بطلب من بابه لك مفتوح إلى يوم القيامة، طلب منك أن تدعوه ووعدك الاجابة. وقال ابن جريج عن مجاهد عن طاوس أُولئِكَ يُنادَوْنَ من مَكانٍ بَعِيدٍ 41: 44 قال: بعيد من قلوبهم، وروى الأحجرى عن سفيان عن ليث قال قال لي طاوس: ما تعلمت من العلم فتعلمه لنفسك، فان الأمانة والصدق قد ذهبا من الناس. وقال عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زيد عن الصلت بن راشد. قال: كنا عند طاوس فجاءه مسلم بن قتيبة بن مسلم، صاحب خراسان، فسأله عن شيء فانتهره طاوس، فقلت: هذا مسلم بن قتيبة بن مسلم صاحب خراسان، قال: ذاك أهون له على. وقال لطاوس: إن منزلك قد استرم، فقال: أمسينا.

وَرَوَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ في قوله تعالى وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً 4: 28 قال: في أمور النساء، وليس يكون في شيء أضعف منه في النساء. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا يحيى بن بكير حدثنا إبراهيم بن نافع عن ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقِيَ عِيسَى بن مريم عليه السلام إبليس فقال إبليس لعيسى: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَكَ إِلَّا مَا كتب الله لك؟ قال: نعم، قال إبليس: فأوف بذروة هذا الجبل فتردّ منه. فانظر أتعيش أم لا. قال عيسى: أما علمت أن الله تعالى قَالَ: لَا يُجَرِّبُنِي عَبْدِي، فَإِنِّي أَفْعَلُ مَا شئت. وفي رواية عن الزهري عنه قال قال عيسى: إن العبد لا يختبر ربه، ولكن الرب يختبر عبده، وفي رواية أخرى: إن العبد لا يبتلى ربه، ولكن الرب يبتلى عبده.

قال: فخصمه عيسى عليه السلام. وقال فضيل بن عياض عن ليث عن طاوس قال: حج الأبرار على الرحال، رواه عبد الله بن أحمد عنه.

وقال الامام أحمد: حدثنا أبو ثميلة عن ابن أبى داود. قال: رأيت طاوسا وأصحابا له إذا صلوا العصر استقبلوا القبلة ولم يكلموا أحدا، وابتهلوا إلى الله تعالى في الدعاء. وقال: من لم يبخل ولم يل مال يتيم لم ينله جهد البلاء. روى عنه أبو داود الطيالسي، وقد رواه الطبراني عن محمد بن يحيى بن المنذر عن موسى بن إسماعيل عن أبى داود فذكره. وقال لابنه: يا بنى صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم، واعلم أن لكل شيء غاية، وغاية المرء حسن عقله. وسأله رجل عن مسألة فانتهره، فقال: - يا أبا عبد الرحمن إني أخوك، قال: أخى من دون الناس؟. وفي رواية أن رجلا من الخوارج سأله فانتهره، فقال:

إني أخوك، قال: أمن بين المسلمين كلهم؟. وقال عفان عن حماد بن زيد عن أيوب قال: سأل

ص: 236

رجل طاوسا عن شيء فانتهره، ثم قال: تريد أن تجعل في عنقي حبلا ثم يطاف بى؟ ورأى طاوس رجلا مسكينا في عينه عمش وفي ثوبه وسخ، فقال له: عدّ! إن الفقر من الله، فأين أنت من الماء؟

وروى الطبراني عنه قال: إقرار ببعض الظلم خير من القيام فيه، وعن عبد الرزاق عن داود ابن إبراهيم أن الأسد حبس الناس ليلة في طريق الحج، فدق الناس بعضهم بعضا، فلما كان السحر ذهب عنهم الأسد، فنزل الناس يمينا وشمالا فألقوا أنفسهم، وقام طاووس يصلى، فقال له رجل- وفي رواية فقال ابنه-: ألا تنام فإنك قد سهرت ونصبت هذه الليلة؟ فقال: وهل ينام السحر أحد؟ وفي رواية: ما كنت أظن أحدا ينام السحر. وروى الطبراني من طريق عبد الرزاق عن أبى جريج وابن عيينة. قالا: حدثنا ابن طاوس قال: قلت لأبى: ما أفضل ما يقال على الميت؟

قال الاستغفار.

وقال الطبراني: حدثنا عبد الرزاق قال سمعت النعمان بن الزبير الصنعاني يحدث أن محمد بن يوسف- أو أيوب بن يحيى- بعث إلى طاوس بسبعمائة دينار وقال للرسول: إن أخذها منك فان الأمير سيكسوك ويحسن إليك. فقال: فخرج بها حتى قدم على طاوس الجند، فقال: يا أبا عبد الرحمن نفقة بعث بها الأمير إليك. فقال: ما لي بها من حاجة، فأراده على أخذها بكل طريق فأبى أن يقبلها، فغفل طاوس فرمى بها الرجل من كوة في البيت ثم ذهب راجعا إلى الأمير، وقال: قد أخذها، فمكثوا حينا ثم بلغهم عن طاوس ما يكرهون- أو شيء يكرهونه- فقالوا: ابعثوا إليه فليبعث إلينا بمالنا، فجاءه الرسول فقال: المال الّذي بعثه إليك الأمير ردّه إلينا، فقال: ما قبضت منه شيئا، فرجع الرسول إليهم فأخبرهم، فعرفوا أنه صادق، فقالوا: انظروا الّذي ذهب بها إليه، فأرسلوه إليه، فجاءه فقال: المال الّذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن، قال: هل قبضت منك شيئا؟

قال: لا! قال: فقام إلى المكان الّذي رمى به فيه فوجدها كما هي، وقد بنت عليها العنكبوت، فأخذها فذهب بها إليهم.

ولما حج سليمان بن عبد الملك قال: انظروا إليّ فقيها أسأله عن بعض المناسك، قال: فخرج الحاجب يلتمس له، فمر طاوس فقالوا: هذا طاوس اليماني، فأخذه الحاجب فقال: أجب أمير المؤمنين، فقال: اعفنى، فأبى، فأدخله عليه، قال طاوس: فلما وقفت بين يديه قلت: إن هذا المقام يسألنى الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين إن صخرة كانت على شفير جهنم هوت فيها سبعين خريفا حتى استقرت في قرارها، أتدري لمن أعدها الله؟ قال: لا!! ويلك لمن أعدها الله؟ قال:

لمن أشركه الله في حكمه فجار. وفي رواية ذكرها الزهري أن سليمان رأى رجلا يطوف بالبيت، له جمال وكمال، فقال: من هذا يا زهري؟ فقلت: هذا طاوس، وقد أدرك عدة من الصحابة، فأرسل

ص: 237

إليه سليمان فأتاه فقال: لو ما حدثتنا؟ فقال: حدثني أبو مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إن أهون الخلق على الله عز وجل من ولى من أمور المسلمين شيئا فلم يعدل فيهم» . فتغير وجه سليمان فأطرق طويلا ثم رفع رأسه إليه فقال: لو ما حدثتنا؟ فقال: حدثني رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ابن شهاب: ظننت أنه أراد عليا- قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى طعام في مجلس من مجالس قريش، ثم قال:«إن لكم على قريش حقا، ولهم على الناس حق، ما إذا استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا ائتمنوا أدوا، فمن لم يفعل فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ الله منه صرفا ولا عدلا» . قال: فتغير وجه سليمان وأطرق طويلا ثم رفع رأسه إليه وقال: لو ما حدثتنا؟ فقال: حدثني ابن عباس أن آخر آية نزلت من كتاب الله: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ 2: 281.

وقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي أبو معمر عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة قال قال عمر بن عبد العزيز لطاوس: ارفع حاجتك إلى أمير المؤمنين- يعنى سليمان- فقال طاوس ما لي إليه من حاجة، فكأنه عجب من ذلك، قال: سفيان وحلف لنا إبراهيم وهو مستقبل الكعبة:

ورب هذا البيت ما رأيت أحدا الشريف والوضيع عنده بمنزلة واحدة إلا طاوس. قال: وجاء ابن لسليمان بن عبد الملك فجلس إلى جنب طاوس فلم يلتفت إليه، فقيل له: جلس إليك أمير المؤمنين فلم تلتفت إليه؟ قال: أردت أن يعلم هو وأبوه أن للَّه عبادا يزهدون فيهم وفيما في أيديهم. وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ ابن طاوس قال: خرجنا حجاجا فنزلنا في بعض القرى، وكنت أخاف أبى من الحكام لشدته وغلظه عليهم، قال: وكان في تلك القرية عامل لمحمد بن يوسف- أخى الحجاج بن يوسف- يقال له أيوب بن يحيى، وقيل يقال له ابن نجيح، وكان من أخبث عمالهم كبرا وتجبرا، قال: فشهدنا صلاة الصبح في المسجد، فإذا ابن نجيح قد أخبر بطاوس فجاء فقعد بين يدي طاوس، فسلم عليه فلم يجبه، ثم كلمه فأعرض عنه، ثم عدل إلى الشق الآخر فأعرض عنه، فلما رأيت ما به قمت إليه وأخذت بيده ثم قلت له: إن أبا عبد الرحمن لم يعرفك، فقال طاوس: بلى! إني به لعارف، فقال الأمير: إنه بى لعارف، ومعرفته بى فعلت بى ما رأيت.

ثم مضى وهو ساكت لا يقول شيئا، فلما دخلت المنزل قال لي أبى: يا لكع، بينما أنت تقول أريد أخرج عليهم بالسيف لم تستطع أن تحبس عنهم لسانك.

وقال أبو عبد الله الشامي: أتيت طاوسا فاستأذنت عليه فخرج إلى ابنه شيخ كبير، فقلت:

أنت طاوس؟ فقال: لا! أنا ابنه، فقلت: إن كنت أنت ابنه فان الشيخ قد خرف، فقال:

إن العالم لا يخرف، فدخلت عليه فقال طاوس: سل فأوجز، فقلت: إن أوجزت أوجزت لك،

ص: 238

فقال تريد أن أجمع لك في مجلسى هذا التوراة والإنجيل والفرقان؟ قال: قلت نعم! قال: خف الله مخافة لا يكون عندك شيء أخوف منه، وارجه رجاء هو أشد من خوفك إياه، وأحب للناس ما تحب لنفسك.

وقال الطبراني: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ.

قَالَ: يجاء يوم القيامة بالمال وصاحبه فيتحاجان، فيقول صاحب المال للمال: جمعتك في يوم كذا في شهر كذا في سنة كذا، فيقول المال: ألم أقض لك الحوائج؟ أنا الّذي حلت بينك وبين أن تصنع فيما أمرك الله عز وجل من حبك إياي، فيقول صاحب المال إن هذا الّذي نفد على حبال أوثق بها وأقيد، وقال عثمان بن أبى شيبة: حدثنا أبى حدثنا يحيى بن الضريس عن أبى سنان عن حبيب ابن أبى ثابت قال: اجتمع عندي خمسة لا يجتمع عندي مثلهم قط، عطاء وطاووس، ومجاهد وسعيد بن جبير، وعكرمة. وَقَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يزيد: مع من كنت تدخل على ابن عباس؟ قال: مع عطاء والعامة، وكان طاوس يدخل مع الخاصة، وقال حبيب: قال لي طاوس إذا حدثتك حديثا قد أثبته فلا تسأل عنه أحدا- وفي رواية- فلا تسأل عنه غيري.

وقال أبو أسامة، حدثنا الأعمش عن عبد الملك بن ميسرة عن طاوس قال: أدركت خمسين مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ أخبرنى ابن طاوس قال: قلت لأبى: أريد أن أتزوج فلانة، قال: اذهب فانظر إليها، قال: فذهبت فلبست من صالح ثيابي، وغسلت رأسي، وادهنت، فلما رآني في تلك الحال قال: اجلس فلا تذهب. وقال عبد الله بن طاوس: كان أبى إذا سار إلى مكة سار شهرا، وإذا رجع رجع في شهر، فقلت له في ذلك، فقال: بلغني أن الرجل إذا خرج في طاعة لا يزال في سبيل الله حتى يرجع إلى أهله. وقال حمزة عن هلال بن كعب. قال: كان طاوس إذا خرج من اليمن لم يشرب إلا من تلك المياه القديمة الجاهلية، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: ادْعُ اللَّهَ لِي، فَقَالَ: ادع لنفسك فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.

وقال الطبراني: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: كان رجل فيما خلا من الزمان، وكان عاقلا لبيبا، فكبر فقعد في البيت، فقال لابنه يوما: إني قد اغتممت في البيت، فلو أدخلت على رجالا يكلموني؟ فذهب ابنه فجمع نفرا فقال: ادخلوا على أبى فحدثوه، فان سمعتم منه منكرا فاعذروه فإنه قد كبر، وإن سمعتم منه خيرا فاقبلوه. قال: فدخلوا عليه فَكَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: إن أكيس الكيس التقى، وأعجز العجز الفجور، وإذا تزوج الرجل فليتزوج من معدن صالح، فإذا اطلعتم على فجرة رجل فاحذروه فان لها أخوات

ص: 239

وقال سلمة بن شبيب: حدثنا أحمد بن نصر بن مالك حدثنا عبد الله بن عمر بن مسلم الجيرى عن أبيه قال قال طاوس لابنه: إذا قبرتنى فانظر في قبري، فان لم تجدني فاحمد الله تعالى، وإن وجدتني فانا للَّه وإنا إليه راجعون. قال عبد الله: فأخبرني بعض ولده أنه نظر فلم يره ولم يجد في قبره شيئا، ورئي في وجهه السرور، وقال قبيصة: حدثنا سفيان عن سعيد بن محمد قال: كان من دعاء طاوس يدعو: اللَّهمّ احرمنى كثرة المال والولد، وارزقني الايمان والعمل. وقال سفيان عن معمر حدثنا الزهري قال: لو رأيت طاوس بن كيسان علمت أنه لا يكذب.

وقال عون بن سلام: حدثنا جابر بن منصور- أخو إسحاق بن منصور- السلولي عن عمران ابن خالد الخزاعي. قال كنت جالسا عند عطاء فجاء رجل فقال: أبا محمد إن طاوسا يزعم أن من صلى العشاء ثم صلى بعدها ركعتين يقرأ في الأولى: ألم تنزيل السجدة، وفي الثانية تبارك الّذي بيده الملك كتب له مثل وقوف عرفة وليلة القدر. فقال عطاء: صدق طاوس ما تركتهما. وقال ابن أبى السري. حدثنا مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: كان رجل من بنى إسرائيل، وكان ربما داوى المجانين، وكانت امرأة جميلة، فأخذها الجنون، فجيء بها إليه، فنزلت عنده فأعجبته، فوقع عليها فحملت، فجاءه الشيطان فقال: إن علم بها افتضحت، فاقتلها وادفنها في بيتك، فقتلها ودفنها، فجاء أهلها بعد ذلك بزمان يسألونه عنها، قال: ماتت، فلم يتهموه لصلاحه ومنزلته، فجاءهم الشيطان فقال: إنها لم تمت، ولكن قد وقع عليها فحملت فقتلها ودفنها في بيته، في مكان كذا وكذا، فجاء أهلها فقالوا: ما نتهمك ولكن أخبرنا أين دفنتها، ومن كان معك؟ فنبشوا بيته فوجدوها حيث دفنها، فأخذوه فحبسوه وسجنوه، فجاءه الشيطان فقال: أنا صاحبك، فان كنت تريد أن أخرجك مما أنت فيه فاكفر باللَّه فأطاع الشيطان فكفر باللَّه عز وجل، فقتل فتبرأ منه الشيطان حينئذ. وقال طاوس: ولا أعلم أن هذه الآية نزلت إلا فيه وفي مثله كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ، فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ 59:16.

وقال الطبراني: حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق حدثنا مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: كان رجل من بنى إسرائيل له أربعة بنين، فمرض، فقال أحدهم: إما أن تمرضوا أبانا وليس لكم من ميراثه شيء، وإما أن أمرضه وليس لي من ميراثه شيء، فمرضه حتى مات ودفنه ولم يأخذ من ميراثه شيئا، وكان فقيرا وله عيال، فأتى في النوم فقيل له: ايت مكان كذا وكذا فاحفره تجد فيه مائة دينار فخذها، فقال للآتى في المنام: ببركة أو بلا بركة؟ فقال: بلا بركة، فلما أصبح ذكر ذلك لامرأته فقالت: اذهب فخذها فان من بركتها أن تكسوني منها ونعيش منها. فأبى وقال: لا آخذ شيئا ليس فيه بركة. فلما أمسى أتى في منامه فقيل له: ايت مكان كذا وكذا فخذ

ص: 240

منه عشرة دنانير، فقال: ببركة أو بلا بركة؟ قال: بلا بركة، فلما أصبح ذكر ذلك لامرأته فقالت له مثل ذلك فأبى أن يأخذها، ثم أتى في الليلة الثالثة فقيل له: ايت مكان كذا وكذا فخذ منه دينارا، فقال: ببركة أو بلا بركة؟ قال: ببركة، قال: نعم إذا، فلما أصبح ذهب إلى ذلك المكان الّذي أشير إليه في المنام فوجد الدينار فأخذه، فوجد صيادا يحمل حوتين فقال: بكم هما؟ قال: بدينار، فأخذهما منه بذلك الدينار ثم انطلق بهما إلى امرأته فقامت تصلحهما، فشقت بطن أحدهما فوجدت فيه درة لا يقوم بها شيء، ولم ير الناس مثلها، ثم شقت بطن الآخر فإذا فيه درة مثلها، قال: فاحتاج ملك ذلك الزمان درة فبعث يطلبها حيث كانت ليشتريها، فلم توجد إلا عنده، فقال الملك: ايت بها، فأتاه بها، فلما رآها حلّاها الله عز وجل في عينيه، فقال: بعنيها، فقال: لا أنقصها عن وقر ثلاثين بغلا ذهبا، فقال الملك: أرضوه، فخرجوا به فوقروا له ثلاثين بغلا ذهبا، ثم نظر إليها الملك فأعجبته إعجابا عظيما، فقال: ما تصلح هذه إلا بأختها، اطلبوا لي أختها، قال: فأتوه فقالوا له: هل عندك أختها ونعطيك ضعف ما أعطيناك؟ قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم. فأتى الملك بها، فلما رآها أخذت بقلبه فقال أرضوه، فأضعفوا له ضعف أختها، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: حدثنا وهيب بن الورد حدثنا عبد الجبار بن الورد قال حدثني داود ابن سابور قال قلنا لطاوس: أدع بدعوات، فقال: لا أجد لذلك حسبة. وقال ابن جرير عن ابن طاوس عن أبيه قال: البخل أن يبخل الإنسان بما في يده، والشح أن يحب أن له ما في أيدي الناس بالحرام لا يقنع: وقيل الشح هو ترك القناعة، وقيل: هو أن يشح بما في يد غيره، وهو مرض من أمراض القلب ينبغي للعبد أن يعزله عن نفسه وينفيه ما استطاع، وهو يأمرنا بالبخل كما في الحديث الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«اتقوا الشح فان الشح أهلك من كان قبلكم [أمرهم] بالبخل فبخلوا وبالقطيعة فقطعوا وهذا هو الحرص على الدنيا وحبها» وقال ابن أبى شيبة: حدثنا المحاربي عن ليث عن طاوس قال: ألا رجل يقوم بعشر آيات من الليل فيصبح قد كتب له مائة حسنة أو أكثر من ذلك، ومن زاد زيد في ثوابه، وقال قتيبة بن سعيد: حدثنا سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ عن طاوس. قال: لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج. وعن سفيان عن إبراهيم بن ميسرة قال: قال لي طاوس: لتنكحن أو لأقولن لك ما قال عمر بن الخطاب لأبى الزوائد: ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور. وقال طاوس: لا يحرز دين المؤمن إلا حفرته. وقال عبد الرزاق عن معمر بن طاوس وغيره أن رجلا كان يسير مع طاوس، فسمع الرجل غرابا ينعب، فقال: خير، فقال طاوس: أي خير عند هذا أو شر لا تصحبنى ولا تمش معى. وقال بشر بن موسى: حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن ابن طاوس عن أبيه. قال: إذا غدا الإنسان اتبعه الشيطان، فإذا أتى المنزل فسلم نكص الشيطان

ص: 241

وقال: لا مقيل، فإذا أتى بغدائه فذكر اسم الله قال: ولا غداء ولا مقيل، فإذا دخل ولم يسلم قال الشيطان: أدركنا المقيل، فإذا أتى بغدائه ولم يذكر اسم الله عليه قال الشيطان: مقيل وغداء، وفي العشاء مثل ذلك. وقال: إن الملائكة ليكتبون صلاة بنى آدم: فلان زاد فيها كذا وكذا، وفلان نقص فيها كذا وكذا. وذلك في الركوع والخشوع والسجود.

وقال: لما خلقت النار طارت أفئدة الملائكة، فلما خلق آدم سكنت، وكان إذا سمع صوت الرعد يقول: سبحان من سبحت له. وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نجيح قال قال مجاهد لطاوس. يا أبا عبد الرّحمن! رأيتك تصلى في الكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم على بابها يقول لك: اكشف قناعك، وبين قراءتك. فقال له: اسكت لا يسمع هذا منك أحد. ثم تخيل إلى أن انبسط في الحديث. وقال أحمد أيضا بهذا الإسناد: إن طاوسا قال لأبى نجيح: يا أبا نجيح!! من قال واتقى الله خير ممن صمت واتقى. وقال مسعر عن رجل إن طاوسا أتى رجلا في السحر فقالوا: هو نائم، فقال: ما كنت أرى أن أحدا ينام في السحر. وقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا محمد بن يزيد حدثنا ابن يمان عن مسعود، فذكره. قال الثوري: كان طاوس يجلس في بيته، فقيل له في ذلك فقال: حيف الأئمة وفساد الناس.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أخبرنى أبى قال: كان طاوس يصلى في غداة باردة معتمة، فمر به محمد بن يوسف صاحب اليمن وحاجبها- وهو أخو الحجاج بن يوسف- وطاوس ساجد، والأمير راكب في مركبه، فأمر بساج أو طيلسان مرتفع القيمة فطرح على طاوس وهو ساجد، فلم يرفع رأسه حتى فرغ من حاجته، فلما سلم نظر فإذا الساج عليه فانتفض فألقاه عنه، ولم ينظر إليه ومضى إلى منزله وتركه ملقى على الأرض. وقال نعيم بن حماد: حدثنا حماد بن عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا كتب عليه حتى أنينه في مرضه، فلما مرض الامام أحمد أنّ فقيل له: إن طاوسا كان يكره أنين المرض فتركه. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن أبيه عن داود بن شابور. قال:

قال رجل لطاوس: ادع الله لنا، فقال: ما أجد بقلبي خشية فأدعو لك. وقال ابن طالوت: حدثنا عبد السلام بن هاشم عن الحسن بن أبى الحصين العنبري. قال: مرّ طاوس برواس قد أخرج رءوسا فغشى عليه. وفي رواية كان إذا رأى الرءوس المشوية لم يتعش تلك الليلة.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا الأشجعي عن سفيان الثوري. قال قال طاوس إن الموتى يفتنون في قبورهم سغبا، وكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام. وقال ابن إدريس: سمعت ليثا يذكر عن طاوس وذكر النساء فقال: فيهن كفر من مضى وكفر من بقي. وقال

ص: 242

أبو عاصم عن بقية عن سلمة ابن وهرام عن طاوس قال: كان يقال: اسجد للقرد في زمانه، أي أطعه في المعروف. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أسامة حدثنا نافع بن عمر عن بشر بن عاصم.

قال قال طاوس: ما رأيت مثل [1] أحد آمن على نفسه، ولقد رأيت رجلا لو قيل لي: من أفضل من تعرف؟ لقلت: فلان ذلك الرجل، فمكثت على ذلك حينا ثم أخذه وجع في بطنه، فأصاب منه شيئا استنضح بطنه عليه، فاشتهاه، فرأيته في نطع ما أدرى أي طرفيه أسرع حتى مات عرقا. وروى أحمد حدثنا هشيم قال أخبرنا أبو بشر عن طاوس أنه رأى فتية من قريش يرفلون في مشيتهم، فقال: إنكم لتلبسون لبسة ما كانت آباؤكم تلبسها، وتمشون مشية ما يحسن الزفافون أن يمشوها.

وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ أن طاوسا قام على رفيق له مرض حتى فاته الحج- لعله هو الرجل المتقدم قبل هذا استنضح بطنه- وقال مسعر بن كدام عن عبد الكبير المعلم قال طاوس قال ابن عباس: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: من أحسن قراءة؟ قال: «من إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله عز وجل» . وقد روى هذا أيضا من طريق ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن طاوس قال قال ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن به» . وعنه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قال: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى ثوبان معصفران فقال: «أمك أمرتك بهذا؟ قلت: أغسلهما؟ قال: بل أحدهما» رواه مسلم في صحيحه عن داود بن راشد عن عمر بن أيوب عن إبراهيم بن نافع عن سليمان الأحول عن طاوس به. وروى محمد بن مسلمة عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابن عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الجلاوزة والشرط وأعوان الظلمة كلاب النار» . انفرد به محمد بن مسلم الطالقى. وقال الطبراني: حدثنا محمد بن الحسن الأنماطي البغدادي حدثنا عبد المنعم بن إدريس حدثنا أبى عن وهب بن منبه عن طاوس عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَلِيٍّ بن أبى طالب: «يا على استكثر من المعارف من المؤمنين فكم من معرفة في الدنيا بركة في الآخرة» . فمضى على فأقام حينا لا يلقى أحدا إلا اتخذه للآخرة، ثم جاء من بعد ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا فعلت فيما أمرتك به؟ قال: قد فعلت يا رسول الله، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

اذهب فابل أخبارهم، فذهب ثم أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ منكس رأسه، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: اذهب قابل أخبارهم، فذهب ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم تبسم [فقال] : ما أحسب يا على ثبت معك إلا أبناء الآخرة؟ فقال له على: لا والّذي بعثك بالحق، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (الأخلّاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين يا عبادي لا خوف عليكم) يا على! أقبل على شأنك، وأملك لسانك، وأغفل من

[1] كذا بالأصل، ولعلها: ما رأيت مثلي أحدا آمنا.

ص: 243