الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان يكتب مصنفاته بنفسه، وخطه رديء جدا قل من يحسن استخراجه، كما أخبر بذلك ابن العماد، ولهذا شاع في الكتب المنقولة عن خطه الغموض والإبهام والتحريف والتصحيف، ولقي منها القراء والدارسون العناء الكثير.
وتولى من المناصب خانقاه كريم الدين بالقرافة الصغرى.
وتوفى بمصر في رجب سنة أربع وتسعين وسبعمائة، ودفن بالقرافة بالقرب من تربة بكتمر الساقي يرحمه الله.
2 - مؤلفاته
1 -
الإجابة على إيراد ما استدركته عائشة على الصحابة طبع بالمطبعة الهاشمية بدمشق سنة 1939، بتحقيق الأستاذ سعيد الأفغاني.
2 -
إعلام الساجد بأحكام المساجد.
منه نسخة خطية بمكتبة الجامع المقدس بصنعاء، كتبت سنة 791، وعنها نسخة مصورة على الميكروفلم بدار الكتب المصرية.
ومنه نسخة أيضا في مكتبة آصاف (2: 1148)، وأخرى في مكتبة رامبور (1: 166) .
3 -
البحر المحيط في أصول الفقه.
ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم 483 - أصول.
4 -
البرهان في علوم القرآن ويأتي الكلام عليه.
5 -
تخريج أحاديث الشرح الكبير للرافعي، المسمى بكتاب،، فتح العزيز على كتاب الوجيز،، ذكره السيوطي في حسن المحاضرة وصاحب كشف الظنون، وسماه الزركشي في
كتاب الإجابة ص 87: (الذهب الإبريز، في تخريج أحاديث فتح العزيز) .
6 -
تشنيف المسامع بجمع الجوامع طبع في مجموع شروح جمع الجوامع بمصر سنة 1322 هـ، ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم 489 - أصول 7 - تفسير القران ذكره السيوطي وقال: انه وصل فيه إلى سورة مريم، وكذا أورده صاحب كشف الظنون 8 - تكملة شرح المنهاج للإمام النووي.
ذكره الأسدي في الطبقات، وابن العماد في الشذرات، وصاحب كشف الظنون وذكر الأستاذ سعيد الأفغاني أن منه نسخة خطية بدار الكتب الظاهرية بدمشق (الجزء الثالث) برقم 345 - فقه الشافعي وكان الإسنوي بدا في شرح المنهاج، وسماه ((كافي المحتاج إلى شرح المنهاج))
ووصل فيه إلى باب المساقاة ولم يتمه، فأكمله الزركشي
9 -
التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح طبع بالمطبعة المصرية بمصر سنة 1933 م.
ومنه نسخ خطية بدار الكتب المصرية بالأرقام: 122، 123، 124، 125، 126، 1550، 35 م، 3 ش - حديث.
10 -
خادم الرافعي والروضة في الفروع ذكره ابن حجر في الدرر الكامنة، ج والسيوطي في حسن المحاضرة، وابن العماد في الشذرات، وقال صاحب كشف الظنون: (ذكر في بغية المستفيد انه أربعة عشر مجلدا، كل منها خمس وعشرون كراسة، ثم إنى رأيت المجلد الأول منها افتتح بقوله: الحمد لله الذي أمدنا بنعمائه
…
، وذكر انه شرح فيه مشكلات الروضة وفتح مغلقات فتح العزيز، وهو على أسلوب التوسط للأذرعي، وأخذه جلال الدين
السيوطي، واختصره من الزكاة إلى آخر الحج ولم يتمه، وسماه تحصين الخادم) .
وقال ابن حجر: (جمع الخادم على طريق المهمات، فاستمد من التوسط
للأذرعي، لكن شحنه بالفوائد الزوائد، من المطلب وغيره) .
ومنه نسخة خطية نفيسة بدار الكتب المصرية برق 21602 ب تقع في خمسة عشر مجلدا.
11 -
خبايا الزوايا في الفروع ذكره صاحب كشف الظنون وقال: (ذكر فيه ما ذكره الرافعي والنووي في غير مظنته من الأبواب، فرد كل شكل إلى شكله، وكل فرع إلى أصله، واستدرك عليه عز الدين حمزة بن احمد الحسيني الدمشقي المتوفى سنة 874 وسماه بقايا الخبايا.
ولبدر الدين ابن السعادات محمد بن محمد البلقيني المتوفى سنة 890 حاشية عليه) .
ومنه نسخة خطية بالمكتبة التيمورية برقم 307 - فقه، ونسخة بمكتبة جوته برقم 981، ونسخة بمكتبة البودليانا 1:277.
12 -
خلاصة الفنون الأربعة ومنه نسخة خطية بمكتبة برلين برقم 5320 13 - الديباج في توضيح المنهاج ذكره السيوطي، وصاحب كشف الظنون، وهو غير تكملة شرج المنهاج.
ونقل الأستاذ سعيد الأفغاني أن منه نسخة خطية في دار الكتب الظاهرية بدمشق
في مجلد - برقم 68 فقه الشافعي.
ومنه أيضا نسختان بدار الكتب المصرية برقمي 102، 1137 - فقه الشافعي.
- الذهب الإبريز في تخريج أحاديث العزيز = تخريج أحاديث الرافعي.
14 -
ربيع الغزلان في الأدب ذكره الأسدي في الطبقات، وصاحب كشف الظنون.
15 -
رسالة في كلمات التوحيد.
منها نسخة بمكتبة البلدية بالإسكندرية برقم 87 - فنون متنوعة 16 - زهر العريش في أحكام الحشيش منه نسخة خطية في مكتبة بلدية الإسكندرية برقم 3812، ونسخة بدار الكتب المصرية برقم 150 مجاميع، ونسخة في مكتبة قوله برقم 25 مجاميع، ونسخة في مكتبة برلين برقم 5486، ونسخة في مكتبة جوته برقم 2096.
17 -
سلاسل الذهب في الأصول منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم 22095 ب، كتبت في عصر المؤلف.
18 -
شرح الأربعين النووية.
ذكره ابن حجر في الدرر الكامنة
19 -
شرح البخاري ذكره السيوطي وكذا ابن حجر وقال: (شرع في شرح البخاري وترك مسودة وقفت على بعضها، ولخص منها كتاب التنقيح في مجلد) 20 - شرح التنبيه للشيرازي ذكره السيوطي وصاحب كشف الظنون، ومنه نسخة خطية في مكتبة برلين برقم 4466، وأخرى في باتانا 1:91.
- شرح الجامع الصحيح = شرح البخاري - شرح جمع الجوامع = تشنيف المسامع 21 - شرح الوجيز في الفروع للغزالي
ذكر الأستاذ سعيد الأفغاني أن منه نسخة خطية في المكتبة الظاهرية بدمشق برقم 2392.
22 -
عقود الجمان وتذييل وفيات الأعيان لابن خلكان ذكر العلامة احمد تيمور في مقال له عن نوادر المخطوطات بمجلة الهلال سنة 28 أن منه نسخة في خزانة عارف حكمت بالمدينة.
23 -
الغرر السوافر فيما يحتاج إليه المسافر.
منه نسخة خطية بمكتبة توبنجن بألمانيا، وعنها نسخة مصورة بالميكروفلم
في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.
وذكر صاحب كشف الظنون انه مختصر على ثلاثة أبواب: الباب الأول في مدلول السفر، والثاني في ما يتعلق عند السفر، والثالث في الآداب المتعلقة بالسفر.
- غنية المحتاج في شرح المنهاج = الديباج.
24 -
فتاوى الزركشي ذكره صاحب كشف الظنون.
25 -
في أحكام التمني منه نسخة خطية بمكتبة برلين برقم 5410 26 - القواعد في الفروع ذكره صاحب كشف الظنون وقال: (رتبها على حروف المعجم، وشرحها سراج الدين العبادي في مجلدين، واختصر الشيخ عبد الوهاب الأصل كما ذكر في متنه) .
وذكر الأستاذ الأفغاني انه من (مخطوطات دمشق واسمه: القواعد والزوائد) .
ومنه نسختان خطيتان في دار الكتب المصرية برقمي 853، 1103 - فقه شافعي، ونسخة بمكتبة الأزهر برقم 151 - أصول، ونسخة بالخزانة التيمورية برقم 230 - أصول
ونسخة بمكتبة برلين برقم 4605، ونسختان في احمد الثالث برقمي 1238، 1239 27 - اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة.
أورده بروكلمن في الذيل، وذكره صاحب كشف الظنون غفلا من اسم المؤلف.
28 -
لقطة العجلان وبلة الظمآن في أصول الفقه والحكمة والمنطق.
طبع بمصر سنة 1326 هـ مع تعليقات للشيخ جمال الدين القاسمي، وطبع مرة أخرى بدمشق.
ومنه نسخة خطية محفوظة بدار الكتب المصرية برقم 573 - أصول 29 - مالا يسع المكلف جهله.
منه نسخة خطية محفوظة بمكتبة الاوسكريال برقم 707.
30 -
مجموعة الزركشي - في فقه الشافعي منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم 253 - فقه شافعي 31 - المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر منه نسخة خطية في المكتبة التيمورية برقم 451 - حديث تيمور.
وذكر الأستاذ سعيد الأفغاني أن منه نسخة في دار الكتب الظاهرية بدمشق برقم 1115 - حديث - المنثور = القواعد - النكت على البخاري = التنقيح.
32 -
النكت على عمدة الأحكام.
ذكره ابن تغرى بردى في المنهل الصافي.
33 -
النكت على ابن الصلاح ذكره السيوطي.
لَا يَسْتَقْصِي مَعَانِيَهُ فَهْمُ الْخَلْقِ وَلَا يُحِيطُ بِوَصْفِهِ عَلَى الْإِطْلَاقِ ذُو اللِّسَانِ الطَّلْقِ فَالسَّعِيدُ مَنْ صَرَفَ هِمَّتَهُ إِلَيْهِ وَوَقَفَ فِكْرَهُ وَعَزْمَهُ عَلَيْهِ وَالْمُوَفَّقُ مَنْ وَفَّقَهُ اللَّهُ لِتَدَبُّرِهِ وَاصْطَفَاهُ لِلتَّذْكِيرِ بِهِ وَتَذَكُّرِهِ فَهُوَ يَرْتَعُ مِنْهُ فِي رِيَاضٍ وَيَكْرَعُ مِنْهُ فِي حِيَاضٍ
أَنْدَى عَلَى الْأَكْبَادِ مِنْ قَطْرِ النَّدَى
…
وَأَلَذُّ فِي الْأَجْفَانِ مِنْ سِنَةِ الْكَرَى
يَمْلَأُ الْقُلُوبَ بِشْرًا وَيَبْعَثُ الْقَرَائِحَ عَبِيرًا وَنَشْرًا يُحْيِي الْقُلُوبَ بِأَوْرَادِهِ وَلِهَذَا سَمَّاهُ اللَّهُ رُوحًا فَقَالَ: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} ] غَافِرٍ: من الآية15 [فَسَمَّاهُ رُوحًا لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى حَيَاةِ الْأَبَدِ وَلَوْلَا الرُّوحُ لَمَاتَ الْجَسَدُ فَجَعَلَ هَذَا الرُّوحَ سببا للاقتدار وعلما للاعتبار
يَزِيدُ عَلَى طُولِ التَّأَمُّلِ بَهْجَةً
…
كَأَنَّ الْعُيُونَ النَّاظِرَاتِ صَيَاقِلُ
وَإِنَّمَا يَفْهَمُ بَعْضَ مَعَانِيهِ وَيَطَّلِعُ عَلَى أَسْرَارِهِ وَمَبَانِيهِ مَنْ قَوِيَ نَظَرُهُ وَاتَّسَعَ مجاله في الفكر وتدبره وامتد باعه ووقت طباعه وامتد في فنون الأدب وأحتط بِلُغَةِ الْعَرَبِ.
قَالَ الْحَرَالِّيُّ فِي جُزْءٍ سَمَّاهُ مفتاح الباب المقفل لفهم الكتاب الْمُنَزَلِ: لِلَّهِ تَعَالَى مَوَاهِبُ جَعَلَهَا أُصُولًا لِلْمَكَاسِبِ فَمَنْ وَهَبَهُ عَقْلًا يَسَّرَ عَلَيْهِ السَّبِيلَ وَمَنْ رَكَّبَ فِيهِ خُرْقًا نَقَصَ ضَبْطُهُ مِنَ التَّحْصِيلِ وَمَنْ أَيَّدَهُ بِتَقْوَى الِاسْتِنَادِ إِلَيْهِ فِي جَمِيعِ
أُمُورِهِ عَلَّمَهُ وَفَهَّمَهُ قَالَ: وَأَكْمَلُ الْعُلَمَاءِ مَنْ وَهَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى فَهْمًا فِي كَلَامِهِ وَوَعْيًا عَنْ كِتَابِهِ وَتَبْصِرَةً فِي الْفُرْقَانِ وَإِحَاطَةً بِمَا شَاءَ مِنْ عُلُومِ الْقُرْآنِ فَفِيهِ تَمَامُ شُهُودِ ماكتب اللَّهُ لِمَخْلُوقَاتِهِ مِنْ ذِكْرِهِ الْحَكِيمِ بِمَا يُزِيلُ بِكَرِيمِ عِنَايَتِهِ مِنْ خَطَأِ اللَّاعِبِينَ إِذْ فِيهِ كُلُّ الْعُلُومِ
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ رضي الله عنه: جَمِيعُ مَا تَقُولُهُ الْأُمَّةُ شَرْحٌ لِلسُّنَّةِ وَجَمِيعُ السُّنَّةِ شَرْحٌ لِلْقُرْآنِ وَجَمِيعُ الْقُرْآنِ شَرْحُ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلْيَا زَادَ غَيْرُهُ: وَجَمِيعُ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى شَرْحٌ لِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ وَكَمَا أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ كَلَامٍ سِوَاهُ فَعُلُومُهُ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ عَدَاهُ قَالَ تَعَالَى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كمن هو أعمى} وَقَالَ تَعَالَى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} .
قال مجاهد: الفهم والإصابة في القرآن. وقال. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: يَعْنِي عِلْمَ الْقُرْآنِ. وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} . قَالَ: أَحْرِمُهُمْ فَهْمَ الْقُرْآنِ
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: لَا يَجْتَمِعُ فَهْمُ الْقُرْآنِ وَالِاشْتِغَالُ بِالْحُطَامِ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ أَبَدًا.
وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْكِنَانِيُّ: مَثَلُ عِلْمِ الْقُرْآنِ مَثَلُ الْأَسَدِ لَا يُمَكِّنُ مِنْ غيله سواه.
قال ذو النورين المصري: أبى الله عز وجل إلا أن يحرم قُلُوبَ الْبَطَّالِينَ مَكْنُونَ حِكْمَةِ الْقُرْآنِ.
وَقَالَ عز وجل: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} . وقال: {أفلا يتدبرون القرآن} .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} . قَالَ: الْقُرْآنُ، يَقُولُ: أَرْشِدْنَا إِلَى عِلْمِهِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: عِلْمُ الْقُرْآنِ ذِكْرٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا الذَّكُورُ مِنَ الرِّجَالِ.
وَقَالَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول} .
وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فحكمه إلى الله} يَقُولُ: إِلَى كِتَابِ اللَّهِ.
وَكُلُّ عِلْمٍ مِنَ الْعُلُومِ مُنْتَزَعٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَإِلَّا فَلَيْسَ لَهُ بُرْهَانٌ.
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيُثَوِّرِ الْقُرْآنَ فَإِنَّ فِيهِ عِلْمَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَدْخَلِ وَقَالَ: أَرَادَ بِهِ أُصُولَ الْعِلْمِ.
وَقَدْ كَانَتِ الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم عُلَمَاءَ كُلٌّ مِنْهُمْ مَخْصُوصٌ بِنَوْعٍ مِنَ الْعِلْمِ كَعَلِيٍّ رضي الله عنه بِالْقَضَاءِ وَزَيْدٍ بِالْفَرَائِضِ وَمُعَاذٍ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَأُبَيٍّ بِالْقِرَاءَةِ فَلَمْ يُسَمَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَحْرًا إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ لِاخْتِصَاصِهِ دُونَهُمْ بِالتَّفْسِيرِ وَعِلْمِ التَّأْوِيلِ وَقَالَ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: كَأَنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى الْغَيْبِ مِنْ سِتْرٍ رَقِيقٍ. وَقَالَ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: نِعْمَ تَرْجُمَانُ الْقُرْآنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَقَدْ مَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَعُمِّرَ بَعْدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ سِتًّا وَثَلَاثِينَ سَنَةً فَمَا ظَنُّكَ بِمَا كَسَبَهُ مِنَ الْعُلُومِ بَعْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ نَعَمْ كَانَ لِعَلِيٍّ فِيهِ الْيَدُ السَّابِقَةُ قَبْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ الْقَائِلُ: لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُمْلِيَ وِقْرَ بَعِيرٍ عَلَى الْفَاتِحَةِ لَفَعَلْتُ.
وَقَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: فَأَمَّا صَدْرُ الْمُفَسِّرِينَ وَالْمُؤَيَّدُ فِيهِمْ فَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَيَتْلُوهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما وَهُوَ تَجَرَّدَ لِلْأَمْرِ وَكَمَّلَهُ وَتَتَبَّعَهُ الْعُلَمَاءُ عَلَيْهِ كَمُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَغَيْرِهِمَا وَكَانَ جِلَّةٌ مِنَ السَّلَفِ كَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَالشَّعْبِيِّ وَغَيْرِهِمَا يُعَظِّمُونَ تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ وَيَتَوَقَّفُونَ عَنْهُ تَوَرُّعًا وَاحْتِيَاطًا لِأَنْفُسِهِمْ مَعَ إِدْرَاكِهِمْ وَتَقَدُّمِهِمْ.
ثُمَّ جَاءَ بَعْدَهُمْ طَبَقَةٌ فَطَبَقَةٌ فَجَدُّوا وَاجْتَهَدُوا وكل ينفق مما رزق اللَّهُ وَلِهَذَا كَانَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَوْ أُعْطِيَ الْعَبْدُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنَ الْقُرْآنِ أَلْفَ فَهْمٍ لَمْ يَبْلُغْ نِهَايَةَ مَا أَوْدَعَهُ اللَّهُ فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِهِ لِأَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ وَكَلَامُهُ صِفَتُهُ وَكَمَا أَنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ نِهَايَةٌ فَكَذَلِكَ لَا نِهَايَةَ لِفَهْمِ كَلَامِهِ وإنما يفهم كل بمقدار مَا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَكَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَلَا تَبْلُغُ إِلَى نِهَايَةِ فَهْمِهِ فُهُومٌ مُحْدَثَةٌ مَخْلُوقَةٌ.
وَلَمَّا كَانَتْ عُلُومُ الْقُرْآنِ لَا تَنْحَصِرُ وَمَعَانِيهِ لَا تُسْتَقْصَى وَجَبَتِ الْعِنَايَةُ بِالْقَدْرِ الْمُمْكِنِ وَمِمَّا فَاتَ الْمُتَقَدِّمِينَ وَضْعُ كِتَابٍ يَشْتَمِلُ على أنواع علومه وكما وَضَعَ النَّاسُ ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى عِلْمِ الْحَدِيثِ فَاسْتَخَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى ـ وَلَهُ الْحَمْدُ ـ فِي وَضْعِ كِتَابٍ فِي ذَلِكَ جَامِعٍ لَمَّا تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي فُنُونِهِ وَخَاضُوا فِي نُكَتِهِ وَعُيُونِهِ وَضَمَّنْتُهُ مِنَ الْمَعَانِي الْأَنِيقَةِ وَالْحِكَمِ الرَّشِيقَةِ مَا يَهُزُّ الْقُلُوبَ طَرَبًا وَيُبْهِرُ الْعُقُولَ عَجَبًا لِيَكُونَ مِفْتَاحًا لِأَبْوَابِهِ وَعُنْوَانًا عَلَى كِتَابِهِ مُعِينًا لِلْمُفَسِّرِ عَلَى حَقَائِقِهِ وَمُطْلِعًا عَلَى بَعْضِ أَسْرَارِهِ وَدَقَائِقِهِ وَاللَّهُ الْمُخَلِّصُ وَالْمُعِينُ وَعَلَيْهِ أَتَوَكَّلُ وَبِهِ أَسْتَعِينُ وَسَمَّيْتُهُ البرهان في علوم القرآن.
هذه فِهْرِسْتُ أَنْوَاعِهِ:
الْأَوَّلُ: مَعْرِفَةُ سَبَبِ النُّزُولِ
الثَّانِي: مَعْرِفَةُ الْمُنَاسَبَاتِ بَيْنَ الْآيَاتِ
الثَّالِثُ: مَعْرِفَةُ الْفَوَاصِلِ
الرَّابِعُ: مَعْرِفَةُ الْوُجُوهِ وَالنَّظَائِرِ
الْخَامِسُ: عِلْمُ الْمُتَشَابِهِ
السَّادِسُ: عِلْمُ الْمُبْهَمَاتِ
السَّابِعُ: فِي أَسْرَارِ الْفَوَاتِحِ
الثَّامِنُ: فِي خَوَاتِمِ السُّوَرِ
التَّاسِعُ: فِي مَعْرِفَةِ الْمَكِّيِّ وَالْمَدَنِيِّ
الْعَاشِرُ: مَعْرِفَةُ أَوَّلِ مَا نَزَلَ
الْحَادِيَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ عَلَى كَمْ لُغَةٍ نَزَلَ
الثَّانِيَ عَشَرَ: فِي كَيْفِيَّةِ إِنْزَالِهِ
الثَّالِثَ عَشَرَ: فِي بَيَانِ جَمْعِهِ وَمَنْ حَفِظَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ
الرَّابِعَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ تَقْسِيمِهِ
الْخَامِسَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ أَسْمَائِهِ
السَّادِسَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ مَا وَقَعَ فِيهِ مِنْ غَيْرِ لُغَةِ الْحِجَازِ
السَّابِعَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ ما فيه من لُغَةِ الْعَرَبِ
الثَّامِنَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ غَرِيبِهِ
التَّاسِعَ عَشَرَ: مَعْرِفَةُ التَّصْرِيفِ
الْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ الْأَحْكَامِ
الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ كَوْنِ اللَّفْظِ أَوِ التَّرْكِيبِ أَحْسَنَ وَأَفْصَحَ
الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ اخْتِلَافِ الْأَلْفَاظِ بِزِيَادَةٍ أو نقصان
الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ تَوْجِيهِ الْقِرَاءَاتِ
الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ الْوَقْفِ وَالِابْتِدَاءِ
الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ: عِلْمُ مَرْسُومِ الْخَطِّ
السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ فَضَائِلِهِ
السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ: مَعْرِفَةُ خَوَاصِّهِ
الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ: هَلْ فِي الْقُرْآنِ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنْ شَيْءٍ
التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ: فِي آدَابِ تِلَاوَتِهِ
الثَّلَاثُونَ: فِي أَنَّهُ هَلْ يَجُوزُ فِي التَّصَانِيفِ وَالرَّسَائِلِ وَالْخُطَبِ اسْتِعْمَالُ بَعْضِ آيَاتِ الْقُرْآنِ
الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: مَعْرِفَةُ الْأَمْثَالِ الْكَائِنَةِ فِيهِ
الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: مَعْرِفَةُ أَحْكَامِهِ
الثَّالِثُ وَالثَّلَاثُونَ: فِي مَعْرِفَةِ جَدَلِهِ
الرَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ: مَعْرِفَةُ ناسخه ومنسوخه
الخامس والثلاثون: معرفة توهم الْمُخْتَلِفِ
السَّادِسُ وَالثَّلَاثُونَ: فِي مَعْرِفَةِ الْمُحْكَمِ مِنَ الْمُتَشَابِهِ
السَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ: فِي حُكْمِ الْآيَاتِ الْمُتَشَابِهَاتِ الْوَارِدَةِ فِي الصِّفَاتِ
الثَّامِنُ وَالثَّلَاثُونَ: مَعْرِفَةُ إِعْجَازِهِ
التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ: مَعْرِفَةُ وُجُوبِ تَوَاتُرِهِ
الْأَرْبَعُونَ: فِي بَيَانِ مُعَاضَدَةِ السُّنَّةِ لِلْكِتَابِ
الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: مَعْرِفَةُ تَفْسِيرِهِ
الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: مَعْرِفَةُ وُجُوبِ الْمُخَاطِبَاتِ
الثَّالِثُ وَالْأَرْبَعُونَ: بَيَانُ حَقِيقَتِهِ وَمَجَازِهِ
الرَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ: فِي الْكِنَايَةِ وَالتَّعْرِيضِ
الْخَامِسُ وَالْأَرْبَعُونَ: فِي أَقْسَامِ مَعْنَى الكلام
السَّادِسُ وَالْأَرْبَعُونَ: فِي ذِكْرِ مَا يَتَيَسَّرُ مِنْ أَسَالِيبِ الْقُرْآنِ
السَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ: فِي مَعْرِفَةِ الْأَدَوَاتِ
وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَا مِنْ نَوْعٍ مِنْ هَذِهِ الْأَنْوَاعِ إِلَّا وَلَوْ أَرَادَ الْإِنْسَانُ اسْتِقْصَاءَهُ لَاسْتَفْرَغَ عُمُرَهُ ثُمَّ لَمْ يُحْكِمْ أَمْرَهُ وَلَكِنِ اقْتَصَرْنَا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ عَلَى أُصُولِهِ وَالرَّمْزِ إِلَى بَعْضِ فُصُولِهِ فَإِنَّ الصِّنَاعَةَ طَوِيلَةٌ وَالْعُمُرَ قَصِيرٌ ماذا عسى أن يبلغ لسان لتقصير
قَالُوا خُذِ الْعَيْنَ مِنْ كُلٍّ فَقُلْتُ لَهُمْ فِي الْعَيْنِ فَضْلٌ وَلَكِنْ نَاظِرُ الْعَيْنِ