الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ الْأَوْلَى فِيمَا يُذْكُرُ مَا مَضَى مِنْ أَيَّامِ الشَّهْرِ: هَلْ يَكُونُ ذَلِكَ بِذِكْرِ الْمَاضِي مِنْهَا، أَوْ بِذِكْرِ الْأَقَلِّ مِنَ الْمَاضِي، وَمِنَ الْبَاقِي مِنْهَا بِمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ بِمَا رُوِيَ عَمَّنْ رُوِيَ عَنْهُ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِ شَيْءٌ
5479 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يُونُسَ ، الْمَعْرُوفُ بِالسُّوسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَحَرَّوْهَا لِعَشْرٍ تَبَقَّيْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ "
⦗ص: 98⦘
فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ ذِكْرُ الْبَاقِي مِنَ الشَّهْرِ فِي طَلَبِ لَيْلَةِ الْقِدْرِ فِي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الشَّهْرِ الْمَطْلُوبَةِ فِيهِ، وَقَدْ كَانَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ اللُّؤْلُؤِيُّ لَا يُؤَرِّخُونَ بِالْبَاقِي مِنَ الشَّهْرِ، وَإِنْ كَانَ قَدْ مَضَى مِنْهُ أَكْثَرُهُ، لِأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مِقْدَارَ الْبَاقِي مِنْهُ، وَيَحْتَجُّونَ فِي ذَلِكَ بِمَا قَدْ رُوِيَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فِيهِ
5480 -
كَمَا قَدْ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ، رَجُلًا يَقُولُ: الْيَوْمَ نِصْفُ الشَّهْرِ، أَوِ اللَّيْلَةَ نِصْفُ الشَّهْرِ، فَقَالَ: وَيْحَكَ وَمَا يُدْرِيكَ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: الْيَوْمَ خَمْسَةَ عَشَرَ، أَوِ اللَّيْلَةَ خَمْسَةَ عَشَرَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الشَّهْرُ هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا " وَقَبَضَ فِي الثَّالِثَةِ وَاحِدًا كَأَنَّهُ يَعْقِدُ تِسْعَةً ".
⦗ص: 99⦘
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَكَانَ هَذَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ اسْتِخْرَاجًا حَسَنًا، وَكَانَ حَدِيثُ عَائِشَةَ الَّذِي بَدَأْنَا بِذِكْرِهِ لَا يَخْرُجُ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى؛ لِأَنَّهُ قَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَهُ اللهُ عز وجل قَبْلَ ذَلِكَ الْبَاقِيَ مِنَ الشَّهْرِ كَمْ هُوَ؟، فَقَالَ ذَلِكَ الْقَوْلَ عَلَى الْتِمَاسِهَا فِي شَهْرٍ بِعَيْنِهِ ، الْبَاقِي مِنْهُ ذَلِكَ الْمِقْدَارُ، وَقَدْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ
5481 -
مَا قَدْ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَكَانَ رَجُلًا فِي زَمَنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: جَلَسَ إِلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ فِي مَجْلِسِ جُهَيْنَةَ فِي آخِرِ رَمَضَانَ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا يَحْيَى، هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ شَيْئًا؟، فَقَالَ: نَعَمْ، جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي آخِرِ هَذَا الشَّهْرِ، فَقُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَتَى نَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ الْمُبَارَكَةَ؟، فَقَالَ:" الْتَمِسُوهَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ لِمَسَاءِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: فَهِيَ إِذًا أُولَى ثَمَانٍ، فَقَالَ:" إِنَّهَا لَيْسَتْ بِأُولَى ثَمَانٍ، وَلَكِنَّهَا أُولَى سَبْعٍ، مَا تُرِيدُ بِشَهْرٍ لَا يَتِمُّ "؟ .
⦗ص: 100⦘
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَكَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ شَهْرًا بِعَيْنِهِ كَانَ فِيهِ مِنْهُ ذَلِكَ الْقَوْلُ بِقَوْلِهِ: " مَا تُرِيدُ إِلَى شَهْرٍ لَا يَتِمُّ "، أَيْ: أَنَّ غَيْرَهُ لَلسَّبْعِ فِيهِ مَا لَهَا فِي الشَّهْرِ التَّامِّ الَّذِي هُوَ ثَلَاثُونَ، لَا فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ النَّاقِصَةِ عَنِ الثَّلَاثِينَ، فَقَالَ قَائِلٌ: فَقَدْ رُوِيَ فِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ
5482 -
مَا قَدْ حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " اطْلُبُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ
⦗ص: 101⦘
فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ: تِسْعًا يَبْقَيْنَ، وَسَبْعًا يَبْقَيْنَ، وَخَمْسًا يَبْقَيْنَ " فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَطْلُوبَةٌ فِي تِسْعٍ يَبْقَيْنَ، وَذَلِكَ يَدْفَعُ مَا قَدْ ذَكَرْتُ، فَكَانَ جَوَابَنَا لَهُ فِي ذَلِكَ: أَنَّ ذَلِكَ قَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَصَدَ بِهِ إِلَى شَهْرٍ بِعَيْنِهِ قَدْ وَقَفَ عَلَى حَقِيقَةِ عَدَدِهِ، فَقَالَ ذَلِكَ الْقَوْلَ مِنْ أَجْلِهِ، وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ مَطْلُوبُهُ فِي سَائِرِ الدَّهْرِ سِوَاهُ فِيمَا قَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ تِسْعًا يَبْقَيْنَ، وَسَبْعًا يَبْقَيْنَ، وَخَمْسًا يَبْقَيْنَ، حَتَّى يَكُونَ مَنْ جَمَعَ مَنْ طَلَبَهَا فِي ذَلِكَ مُصِيبًا لِحَقِيقَتِهَا فِي بَعْضِهَا، وَاللهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ