المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطبقة الحادية عشرة وهم الذين كانوا في العشرين الرابعة من المائة الخامسة - طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة - جـ ١

[تقي الدين ابن قاضي شهبة]

فهرس الكتاب

- ‌طَبَقَات الشَّافِعِيَّة لِابْنِ قَاضِي شُهْبَة

- ‌الطَّبَقَة الأولى فِيمَن أَخذ عَن الشَّافِعِي رضي الله عنه

- ‌الطَّبَقَة الثَّانِيَة من أَصْحَاب الشَّافِعِي من لم يدْرك الشَّافِعِي رضي الله عنه وَمَات إِلَى سنة ثَلَاثمِائَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّالِثَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الرَّابِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الْخَامِسَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة السَّادِسَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة السَّابِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّامِنَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة التَّاسِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الْعَاشِرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الْحَادِيَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّانِيَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّالِثَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة السَّادِسَة

- ‌الطَّبَقَة الرَّابِعَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة السَّادِسَة

- ‌الطَّبَقَة الْخَامِسَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة السَّادِسَة

الفصل: ‌الطبقة الحادية عشرة وهم الذين كانوا في العشرين الرابعة من المائة الخامسة

‌الطَّبَقَة الْحَادِيَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

200 -

إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن يُوسُف بن عبد الله الشَّيْخ إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ شيخ الْإِسْلَام علما وَعَملا وورعا وزهدا وتصنيفا واشتغالا وتلامذة قَالَ الذَّهَبِيّ لقبه جمال الْإِسْلَام ولد بفيروزآباد قَرْيَة من قرى شيراز فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وثلاثمائة وَقيل فِي سنة خمس وَقيل سنة سِتّ وَنَشَأ بهَا ثمَّ دخل شيراز سنة عشر وَقَرَأَ الْفِقْه على أبي عبد الله الْبَيْضَاوِيّ وعَلى ابْن رامين تلميذي الداركي ثمَّ دخل الْبَصْرَة وَقَرَأَ بهَا على الْجَزرِي ثمَّ دخل بَغْدَاد فِي شَوَّال سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة فَقَرَأَ الْأُصُول على أبي حَاتِم الْقزْوِينِي وَالْفِقْه على جمَاعَة

ص: 238

مِنْهُم أَبُو عَليّ الزجاجي وَالْقَاضِي أَبُو الطّيب إِلَى أَن اسْتَخْلَفَهُ فِي حلقته سنة ثَلَاثِينَ قَالَ الشَّيْخ كنت اعيد كل قِيَاس ألف مرّة فَإِذا فرغت أخذت قِيَاسا آخر على هَذَا وَكنت أُعِيد كل درس مائَة مرّة وَإِذا كَانَ فِي الْمَسْأَلَة بَيت يستشهد بِهِ حفظت القصيدة الَّتِي فِيهَا الْبَيْت واشتهر وارتفع ذكره وَكَانَت الطّلبَة ترحل من الشرق والغرب إِلَيْهِ والفتاوى تحمل من الْبر وَالْبَحْر إِلَى بَين يَدَيْهِ قَالَ رحمه الله لما خرجت فِي رِسَالَة الْخَلِيفَة إِلَى خُرَاسَان لم أَدخل بَلَدا وَلَا قَرْيَة إِلَّا وجدت قاضيها أَو خطيبها أَو مفتيها من تلاميذي وبنيت لَهُ النظامية ودرس بهَا إِلَى حِين وَفَاته وَمَعَ هَذَا فَكَانَ لَا يملك شَيْئا من الدُّنْيَا بلغ بِهِ الْفقر حَتَّى كَانَ لَا يجد فِي بعض الْأَوْقَات قوتا وَلَا لباسا وَلم يحجّ بِسَبَب ذَلِك وَكَانَ طلق الْوَجْه دَائِم الْبشر كثير الْبسط حسن المجالسة يحفظ كثيرا من الحكايات الْحَسَنَة والأشعار وَله شعر حسن قَالَ أَبُو بكر الشَّاشِي الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق حجَّة الله تَعَالَى على أَئِمَّة الْعَصْر وَقَالَ القَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم السهروردي كَانَ شَيخنَا أَبُو إِسْحَاق إِذا أَخطَأ اُحْدُ بَين يَدَيْهِ يَقُول أَي سكتة تَأْتِيك وروى أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ عَن رجل عَن الشَّيْخ قَالَ كنت نَائِما بِبَغْدَاد فَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر فَقَالَ يَا رَسُول الله بَلغنِي عَنْك أَحَادِيث كَثِيرَة عَن ناقلي الْأَخْبَار فَأُرِيد ان اسْمَع مِنْك خَبرا أتشرف بِهِ فِي الدُّنْيَا وأجعله ذخيرة للآخرة فَقَالَ لي يَا شيخ وسماني شَيخا وخاطبني بِهِ فَكَانَ يفرح بِهَذَا ثمَّ قَالَ قل عني من أَرَادَ

ص: 239

السَّلامَة فليطلبها فِي سَلامَة غَيره توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل الأولى سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِبَاب أبرز وَمن تصانيفه التَّنْبِيه بَدَأَ فِي أَوَائِل رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعمِائَة وَفرغ مِنْهُ فِي شعْبَان من السّنة الْآتِيَة أَخذه من تَعْلِيق أبي حَامِد وَبَدَأَ فِي الْمُهَذّب سنة خمس وَخمسين وَفرغ مِنْهُ سنة تسع وَسِتِّينَ أَخذه من تَعْلِيق شَيْخه أبي الطّيب واللمع والتبصرة وَشَرحهَا وَله كتاب كَبِير فِي الْخلاف اسْمه تذكرة المسؤولين وَآخر دونه سَمَّاهُ النكت والعيون والمعونة فِي الجدل وَكتاب طَبَقَات الْفُقَهَاء

201 -

أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت بن أَحْمد بن مهْدي الْحَافِظ أَبُو بكر الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ أحد حفاظ الحَدِيث وضابطيه المتقنين ولد فِي جُمَادَى الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة وتفقه على القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَأبي الْحسن الْمحَامِلِي واستفاد من الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَأبي نصر ابْن الصّباغ وشهرته فِي

ص: 240

الحَدِيث تغني عَن الإطناب فِي ذكر مشايخه فِيهِ وتعداد الْبلدَانِ الَّتِي رَحل إِلَيْهَا وَسمع فِيهَا وَذكر مصنفاته فِي ذَلِك فَإِنَّهَا تزيد على سِتِّينَ مصنفا مِنْهَا تأريخ بَغْدَاد وَقَالَ ابْن مَاكُولَا كَانَ أحد الْأَعْيَان مِمَّن شَاهَدْنَاهُ معرفَة وحفظا وإتقانا وضبطا لحَدِيث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وتفننا فِي علله وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره قَالَ وَلم يكن للبغداديين بعد الدَّارَقُطْنِيّ مثله وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ كَانَ أَبُو بكر الْخَطِيب يشبه بالدارقطني ونظرائه فِي معرفَة الحَدِيث وَحفظه وَقَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ مهيبا وقورا ثِقَة متحريا حجَّة حسن الْخط كثير الضَّبْط فصيحا ختم بِهِ الْحفاظ وَقَالَ غَيره كَانَ يَتْلُو فِي كل يَوْم وَلَيْلَة ختمة وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة جَهورِي الصَّوْت توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن إِلَى جَانب بشر الحافي وَقَالَ ابْن خلكان سَمِعت أَن الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق مِمَّن حمل جنَازَته لِأَنَّهُ انْتفع بِهِ كثيرا وَكَانَ يُرَاجِعهُ فِي الْأَحَادِيث الَّتِي يودعها كتبه تكَرر النَّقْل عَنهُ فِي أَوَائِل الْقَضَاء من الرَّوْضَة

ص: 241

202 -

أَحْمد بن عَليّ أَبُو سهل الأبيوردي ذكره الْعَبَّادِيّ فِي طبقاته وَقَالَ غَيره إِنَّه كَانَ تلميذا للأودني قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُتَوَلِي ببخارى وَنقل الرَّافِعِيّ فِي آخر الْبَاب الثَّالِث من أَبْوَاب النِّكَاح عَن الْمُتَوَلِي عَنهُ إِذا قَالَ الْخَاطِب لوَلِيّ الْمَرْأَة زوجت نَفسِي بنتك فَقبل الْوَلِيّ صَحَّ العقد وَأَن القَاضِي الْحُسَيْن مَنعه أَظُنهُ من هَذِه الطَّبَقَة

203 -

إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد الرَّوْيَانِيّ وَالِد صَاحب الْبَحْر تكَرر ذكره فِي الرَّافِعِيّ نقلا عَن وَلَده لم يذكرُوا وَفَاته وَالظَّاهِر أَنه أسن من الشَّيْخ أبي إِسْحَاق فَإِن وَلَده ولد فِي سنة خمس عشرَة فَالله أعلم من أَي طبقَة هُوَ

ص: 242

204 -

إِسْمَاعِيل بن أَحْمد النوقاني الطريثيثي من تلامذة الْجُوَيْنِيّ قَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وقفت بِخَطِّهِ على شرح عُيُون الْمسَائِل للفارسي علقه عَن الشَّيْخ أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ بنيسابور فِي مجلدة وَاحِدَة أَظُنهُ من هَذِه الطَّبَقَة

205 -

الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عمر بن حَفْص بن زيد أَبُو عبد الله النيهي تلميذ القَاضِي الْحُسَيْن وأستاذ إِبْرَاهِيم الْمروزِي قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ إِمَامًا فَاضلا عَارِفًا بِالْمذهبِ ورعا انْتَشَر عَنهُ الْأَصْحَاب وَكَانَت وَفَاته فِي حُدُود سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي أَوَائِل حد الْقَذْف فَقَالَ وَلَو قَالَ يَا مؤاجر فَلَيْسَ بِصَرِيح فِي الْقَذْف وَعَن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الْمروزِي أَنه حكى عَن أستاذه النيهي أَنه صَرِيح لاعتياد النَّاس الْقَذْف بِهِ والنيهي مَنْسُوب إِلَى نيه بنُون مَكْسُورَة ثمَّ يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ هَاء بَلْدَة صَغِيرَة بَين سجستان وإسفرايين

ص: 243

206 -

الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد القَاضِي أَبُو عَليّ الْمَرْوذِيّ صَاحب التعليقة الْمَشْهُورَة فِي الْمَذْهَب اخذ عَن الْقفال وَهُوَ وَالشَّيْخ أَبُو عَليّ أَنْجَب تلامذة الْقفال وأوسعهم فِي الْفِقْه دَائِرَة وأشهرهم فِيهِ اسْما وَأَكْثَرهم لَهُ تَحْقِيقا قَالَ عبد الغافر كَانَ فَقِيه خُرَاسَان وَكَانَ عصرة تأريخا بِهِ وَقَالَ الرَّافِعِيّ فِي التذنيب إِنَّه كَانَ كَبِيرا غواصا فِي الدقائق من الصحاب الغر الميامين وَكَانَ يلقب بحبر الْأمة وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي تهذيبه وَله التَّعْلِيق الْكَبِير وَمَا أجزل فَوَائده وَأكْثر فروعه المستفادة وَلَكِن يَقع فِي نسخه اخْتِلَاف وَكَذَلِكَ تَعْلِيق الشَّيْخ أبي حَامِد قَالَ الْإِسْنَوِيّ وللقاضي فِي الْحَقِيقَة تعليقان يمتاز كل مِنْهُمَا على الآخر بزوائد كَثِيرَة وَسَببه اخْتِلَاف المعلقين عَنهُ وَلِهَذَا نقل ابْن خلكان فِي تَرْجَمَة أبي الْفَتْح الأرغياني أَن القَاضِي الْحُسَيْن قَالَ فِي حَقه مَا علق أحد طريقتي مثله وَقد وَقع لي التعليقان بِحَمْد الله وَله الْفَتَاوَى الْمَشْهُورَة وَكتاب أسرار الْفِقْه نَحْو التَّنْبِيه قريب من كَاتب محَاسِن الشَّرِيعَة للقفال الشَّاشِي يشْتَمل على معَان غَرِيبَة ومسائل وَشرح الْفُرُوع وَقطعَة من شرح التَّلْخِيص توفّي فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ

ص: 244

وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة مِمَّن أَخذ عَنهُ أَبُو سعد الْمُتَوَلِي وَالْبَغوِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ وَيُقَال إِن أَبَا الْمَعَالِي تفقه عَلَيْهِ أَيْضا وَمَتى أطلق القَاضِي فِي كتب متأخري المراوزة فَالْمُرَاد الْمَذْكُور

207 -

سَلامَة بن إِسْمَاعِيل بن جمَاعَة أَبُو الْخَيْر الْمَقْدِسِي ذكره سُلْطَان الْمَقْدِسِي فِي خطْبَة كِتَابه فِي التقاء الختانين فَقَالَ كَانَ عديم النظير فِي زَمَنه لأجل مَا خصّه الله تَعَالَى بِهِ من حُضُور الْقلب وصفاء الذِّهْن وَكَثْرَة الْحِفْظ هَذَا كَلَامه وَذكره الكنجي فِي تأريخ بَيت الْمُقَدّس فِي تَرْجَمَة الْفَقِيه سُلْطَان توفّي سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ ابْن أبي الدَّم فِي الْعدَد من شرح الْوَسِيط وَقَالَ إِنَّه مَجْهُول انْتهى صنف شرحا على الْمِفْتَاح لِابْنِ الْقَاص وكتابا فِي الفروق سَمَّاهُ الْوَسَائِل فِي فروق الْمسَائِل وتصنيفا فِي التقاء الختانين

208 -

شهفور بالشين الْمُعْجَمَة بن طَاهِر بن مُحَمَّد أَبُو المظفر الإِسْفِرَايِينِيّ

ص: 245

الإِمَام الأصولي الْمُفَسّر لَهُ تَفْسِير كَبِير وصنف فِي الْأُصُول وَكَانَ صهر الْأُسْتَاذ أبي مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة

209 -

طَاهِر بن عبد الله أَبُو الرّبيع الإيلاقي التركي من أَصْحَابنَا أَصْحَاب الْوُجُوه تفقه بمرو على الْقفال وببخارا على الْحَلِيمِيّ وبنيسابور على الزيَادي وَأخذ الْأُصُول عَن الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ وتفقه عَلَيْهِ أهل الشاش وَكَانَ إِمَام بِلَاده مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة عَن سِتّ وَتِسْعين سنة بتاء ثمَّ سين وإيلاق بِهَمْزَة مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة وبالقاف نَاحيَة من الشاش نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي الرَّهْن فِي الْكَلَام على رهن الْخمر وَفِي نذر اللجاج وَالْغَصْب

210 -

عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو حَكِيم بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر

ص: 246

الْكَاف الخبري الفرضي تفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وبرع فِي الْفَرَائِض والحساب وَله فيهمَا مصنفات حَسَنَة وتلامذة كَثِيرَة وَكَانَ يعرف الْعَرَبيَّة أَيْضا وَشرح الحماسة وديوان المتنبي وَغَيره وَسمع الحَدِيث الْكثير وَكَانَ يكْتب الْخط الْحسن ويضبط الضَّبْط الصَّحِيح وَكَانَ دينا مرضِي الطَّرِيقَة توفّي فَجْأَة فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة سنة توفّي فِيهَا شَيْخه قَالَ ابْن نَاصِر كَانَ جدي أَبُو حَكِيم يكْتب الْمَصَاحِف فَبَيْنَمَا هُوَ ذَات يَوْم قَاعِدا مُسْتَندا يكْتب وضع الْقَلَم واستند وَقَالَ وَالله إِن هَذَا موت منهى موت طيب ثمَّ مَاتَ نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي مَوضِع وَاحِد وَهُوَ تَصْحِيح الرَّد على ذَوي الْأَرْحَام إِذا لم يَنْتَظِم أَمر بَيت المَال والخبري بخاء مُعْجمَة مَفْتُوحَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة سَاكِنة بعْدهَا رَاء مُهْملَة نِسْبَة إِلَى خبر نَاحيَة من نواحي شيراز

211 -

عبد الرَّحْمَن بن مَأْمُون بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم النَّيْسَابُورِي الشَّيْخ أَبُو سعد الْمُتَوَلِي تفقه بمرو على الفوراني وبمرو الروذ على القَاضِي الْحُسَيْن وببخارا

ص: 247

على أبي سهل الأبيوردي وبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ فَقِيها محققا وحبرا مدققا وَقَالَ ابْن كثير أحد أَصْحَاب الْوُجُوه فِي الْمَذْهَب وصنف التَّتِمَّة وَلم يكلمهُ وصل فِيهِ إِلَى الْقَضَاء وأكمله غير وَاحِد وَلم يَقع شَيْء من تكملتهم على نسبته قَالَ الْأَذْرَعِيّ وَنسخ التَّتِمَّة تخْتَلف كثيرا وصنف كتابا فِي أصُول الدَّين وكتابا فِي الْخلاف ومختصرا فِي الْفَرَائِض ودرس بالنظامية ثمَّ عزل بِابْن الصّباغ ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا توفّي فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة بِبَغْدَاد وَدفن بمقبرة بَاب أبرز ومولده بنيسابور سنة سِتّ وَقيل سبع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة قَالَ ابْن خلكان وَلم أَقف على الْمَعْنى الَّذِي بِهِ سمي الْمُتَوَلِي

212 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن فوران بِضَم الْفَاء الفوراني أَبُو الْقَاسِم الْمروزِي أحد الْأَعْيَان من أَصْحَاب الْقفال قَالَ الذَّهَبِيّ لَهُ

ص: 248

المصنفات الْكَثِيرَة فِي الْمَذْهَب وَالْأُصُول والجدل والملل والنحل وطبق الأَرْض بالتلامذة وَله وُجُوه جَيِّدَة فِي الْمَذْهَب وَكَانَ مقدم الشَّافِعِيَّة بمرو انْتهى صنف الْإِبَانَة فِي مجلدين والعمد دون الْإِبَانَة وَذكر فِي خطْبَة الْإِبَانَة أَنه يبين الْأَصَح من الْأَقْوَال وَالْوُجُوه وَهُوَ من أقدم المبتدئين بِهَذَا الْأَمر وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم الْمُتَوَلِي وَقد اثنى عَلَيْهِ فِي أول التَّتِمَّة ومدحه وَأَطْنَبَ فِيهِ وسمى كِتَابه بالتتمة لِأَنَّهُ تَتِمَّة الْإِبَانَة وَشرح لَهَا وتفريع عَلَيْهَا وَأما الإِمَام فَكَانَ ينقصهُ ويحط عَلَيْهِ بِلَا حجَّة كَمَا قَالَ الذَّهَبِيّ حَتَّى قَالَ الإِمَام فِي موضِعين عَن الفوراني وَهُوَ غير موثوق بِهِ والفوراني ثِقَة جليل الْقدر وَاسع الباع فِي دراية الْمَذْهَب وعمده محشوة من النُّصُوص ملخصة وَالنِّهَايَة محشوة من الْإِبَانَة بلفظها من غير عزو وَحَيْثُ قَالَ الإِمَام وَفِي بعض التصانيف أَو قَالَ بعض المصنفين فمراده الفوراني توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة عَن ثَلَاث وَسبعين سنة

213 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن المظفر بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن أَحْمد بن معَاذ بن سهل بن الحكم ابو الْحسن الدَّاودِيّ البوشنجي أحد رُوَاة البُخَارِيّ وَكَانَ أحد مَشَايِخ الحَدِيث وَالْفِقْه ويلقب بِجَمَال الْإِسْلَام أَخذ الْفِقْه عَن شَيْخي الطريقتين

ص: 249

أبي بكر الْقفال وَأبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَعَن أبي الطّيب الصعلوكي وَأبي طَاهِر الزيَادي وَأبي بكر الطوسي وَأبي الْحُسَيْن الطبسي قَالَ السُّبْكِيّ وَلَا أَظن شافعيا اجْتمع لَهُ مثل هَؤُلَاءِ الشُّيُوخ وَصَحب أَبَا عَليّ الدقاق وَأَبا عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ بنيسابور ثمَّ اسْتَقر ببوشنج للتصنيف والتدريس وَالْفَتْوَى والتذكير وَصَارَ وَجه مَشَايِخ خُرَاسَان بَقِي أَرْبَعِينَ سنة لَا يَأْكُل اللَّحْم لما نهب التركمان تِلْكَ النَّاحِيَة بَقِي يَأْكُل السّمك فَحكى لَهُ أَن بعض الْأُمَرَاء أكل على حافة النَّهر الَّذِي يصاد لَهُ مِنْهُ السّمك ونفض فِي النَّهر مَا فضل فِي السفرة فَلم يَأْكُل السّمك بعد ذَلِك وَله شعر وَترسل ولد سنة أَربع وَسبعين وثلاثمائة وَمَات فِي شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَله أَربع وَتسْعُونَ سنة

ص: 250

214 -

عبد السَّيِّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن احْمَد بن جَعْفَر أَبُو نصر ابْن الصّباغ الْبَغْدَادِيّ فَقِيه الْعرَاق مولده سنة أَرْبَعمِائَة أَخذ عَن القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَرجح فِي الْمَذْهَب على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَكَانَ خيرا دينا درس بالنظامية أول مَا فتحت وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَخمسين ثمَّ عزل بعد عشْرين يَوْمًا بالشيخ أبي إِسْحَاق ودرس بهَا بعد موت الشَّيْخ سنة وأضر فتولاها الْمُتَوَلِي فَحَمله أَهله على طلبَهَا فَخرج إِلَى نظام الْملك بأصبهان فَأمر أَن يبْنى لَهُ غَيرهَا فَعَاد من اصبهان وَمَات بعد ثَلَاثَة أَيَّام من عوده وَكَانَ ورعا نزها ثبتا صَالحا زاهدا فَقِيها أصوليا محققا قَالَ ابْن عقيل كملت لَهُ شَرَائِط الِاجْتِهَاد الْمُطلق وَقَالَ ابْن خلكان وَكَانَ ثبتا صَالحا لَهُ كتاب الشَّامِل وَهُوَ من أصح كتب أَصْحَابنَا وأثبتها أَدِلَّة قَالَ ابْن كثير وَكَانَ من اكابر أَصْحَاب

ص: 251

الْوُجُوه توفّي فِي جُمَادَى الأولى وَقيل فِي شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بداره ثمَّ نقل إِلَى بَاب حَرْب وَمن تصانيفه الشَّامِل وَهُوَ الْكتاب الْجَلِيل الْمَعْرُوف وَكتاب الْكَامِل فِي الْخلاف بَيْننَا وَبَين الْحَنَفِيَّة وَهُوَ قريب من حجم الشَّامِل وَكتاب الطَّرِيق السَّالِم وَهُوَ مُجَلد قريب من حجم التَّنْبِيه يشْتَمل على مسَائِل وَأَحَادِيث وَبَعض تصوف ورقائق والعمدة فِي أصُول الْفِقْه

215 -

عبد القاهر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو بكر الْجِرْجَانِيّ النَّحْوِيّ وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب متكلما على طَريقَة الْأَشْعَرِيّ وَفِيه دين وَله فَضِيلَة تَامَّة بالنحو وصنف كتبا كَثِيرَة فَمن أشهرها كتاب الْجمل وَشَرحه بِكِتَاب سَمَّاهُ التَّلْخِيص وَكتاب الْعمد فِي التصريف وَكتاب الْمِفْتَاح فِي مُجَلد وَشرح الْفَاتِحَة فِي مُجَلد وَكتاب الْمُغنِي فِي شرح الْإِيضَاح فِي نَحْو ثَلَاثِينَ مجلدا وَكتاب الاقتصاد فِي شرح الْإِيضَاح أَيْضا ثَلَاث مجلدات وَغير ذَلِك اخذ النَّحْو بجرجان عَن أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْحسن الْفَارِسِي ابْن اخت الشَّيْخ أبي عَليّ الْفَارِسِي وَأخذ عَنهُ على بن أبي زيد

ص: 252

الفصيحي وَذكره السلَفِي فِي مُعْجَمه فَقَالَ دخل عَلَيْهِ لص وَهُوَ فِي الصَّلَاة فَأخذ جَمِيع مَا وجد والجرجاني ينظر إِلَيْهِ وَلم يقطع صلَاته وَله نظم فَمِنْهُ

كبر على الْعقل لَا ترمه

ومل إِلَى الْجَهْل ميل هائم

... وعش حمارا تعش سعيدا

فالسعد فِي طالع الْبَهَائِم

توفّي فِي سنة إِحْدَى وَقيل سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة

216 -

عبد الْكَرِيم بن احْمَد بن الْحُسَيْن أَبُو بكر وَقيل أَبُو عبد الله الطَّبَرِيّ الشالوسي قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ فَقِيه عصره بآمل ومدرسها ومفتيها وَكَانَ واعظا زاهدا من بَيت الزّهْد وَالْعلم وَسمع بالعراق والحجاز ومصر وَغَيرهَا توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة والشالوسي نِسْبَة إِلَى شالوس شينها الأولى مُعْجمَة وَالثَّانيَِة مُهْملَة قَرْيَة بنواحي آمل طبرستان كَذَا ضَبطهَا ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الْأَنْسَاب وَوهم النَّوَوِيّ فَجَعلهَا بمهملتين نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي كتاب الْإِجَارَة فِي الْكَلَام على الِاسْتِئْجَار للْقِرَاءَة على الْمَيِّت

ص: 253

217 -

عبد الْكَرِيم بن هوَازن بن عبد الْملك بن طَلْحَة بن مُحَمَّد الْأُسْتَاذ ابو الْقَاسِم الْقشيرِي النَّيْسَابُورِي أحد الْعلمَاء بالشريعة والحقيقة أَخذ الطَّرِيقَة عَن الشَّيْخ أبي عَليّ الدقاق وَأبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ ودرس الْفِقْه على أبي بكر الطوسي حَتَّى فرغ من التَّعْلِيق وَقَرَأَ الْكَلَام على أبي بكر بن فورك وَأبي إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ وبرع فِي ذَلِك وَحج مَعَ الْبَيْهَقِيّ وَأبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ ذكره الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ وَمَات قبله وَقَالَ كتبنَا عَنهُ وَكَانَ ثِقَة وَكَانَ يقص وَكَانَ حسن الموعظة مليح الاشارة وَكَانَ يعرف الْأُصُول على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَالْفُرُوع على مَذْهَب الشَّافِعِي وَقَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ لم ير أَبُو الْقَاسِم مثل نَفسه فِي كمالة وبراعته جمع بَين الشَّرِيعَة والحقيقة وَقَالَ ابْن خلكان صنف أَبُو الْقَاسِم التَّفْسِير الْكَبِير وَهُوَ من أَجود التفاسير وصنف الرسَالَة فِي رجال الطَّرِيقَة وَذكر لَهُ

ص: 254

الذَّهَبِيّ مصنفات أخر ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين وثلاثمائة وَتُوفِّي فِي ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة عَن تسع وَثَمَانِينَ سنة وَدفن إِلَى جَانب أستاذه أبي عَليّ بِالْمَدْرَسَةِ

218 -

عبد الْملك بن عبد الله بن يُوسُف بن عبد الله بن يُوسُف بن مُحَمَّد الْعَلامَة إِمَام الْحَرَمَيْنِ ضِيَاء الدبن أَبُو الْمَعَالِي بن الشَّيْخ أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ رَئِيس الشَّافِعِيَّة بنيسابور مولده فِي الْمحرم سنة عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وتفقه وَالِده وأتى على جَمِيع مصنفاته وَتُوفِّي أَبوهُ وَله عشرُون سنة فَأقْعدَ مَكَانَهُ للتدريس فَكَانَ يدرس وَيخرج إِلَى مدرسة الْبَيْهَقِيّ حَتَّى حصل أصُول الدَّين وأصول الْفِقْه على أبي الْقَاسِم الإِسْفِرَايِينِيّ الاسكاف وَخرج فِي الْفِتْنَة إِلَى الْحجاز وجاور بِمَكَّة أَربع سِنِين يدرس ويفتي وَيجمع طرق الْمَذْهَب ثمَّ رَجَعَ إِلَى نيسابور وأقعد للتدريس بنظامية نيسابور واستقام أُمُور الطّلبَة وَبَقِي على ذَلِك قَرِيبا من ثَلَاثِينَ سنة غير مُزَاحم وَلَا مدافع مُسلم لَهُ الْمِحْرَاب والمنبر والتدريس ومجلس الْوَعْظ وَظَهَرت تصانيفه وَحضر درسه الأكابر وَالْجمع الْعَظِيم من الطّلبَة وَكَانَ يقْعد بَين يَدَيْهِ كل

ص: 255

يَوْم نَحْو من ثَلَاثمِائَة رجل وتفقه بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ إِمَام الْأَئِمَّة على الاطلاق الْمجمع على إِمَامَته شرقا وغربا لم تَرَ الْعُيُون مثله قَالَ وقرأت بِخَط أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أبي عَليّ الْهَمدَانِي سَمِعت الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الفيروزابادي يَقُول تمَتَّعُوا بِهَذَا الإِمَام فَإِنَّهُ نزهة هَذَا الزَّمَان يَعْنِي أَبَا الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ توفّي فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بداره ثمَّ نقل بعد سِنِين فَدفن إِلَى جَانب وَالِده وَمن تصانيفه النِّهَايَة جمعهَا بِمَكَّة ثمَّ نقل بعد سِنِين فَدفن إِلَى جَانب وَالِده وَمن تصانيفه النِّهَايَة جمعهَا بِمَكَّة وحررها بنيسابور ومختصرها لَهُ وَلم يكمله قَالَ فِيهِ إِنَّه يَقع فِي الحجم من النِّهَايَة أقل من النّصْف وَفِي الْمَعْنى أَكثر من النّصْف وَكتاب الأساليب فِي الْخلاف وَكتاب الغياثي مُجَلد متوسط يسْلك بِهِ غَالب مسالك الْأَحْكَام السُّلْطَانِيَّة والرسالة النظامية وَكتاب غياث الْخلق فِي اتِّبَاع الْحق يحث فِيهِ على الْأَخْذ بِمذهب الشَّافِعِي دون غَيره وَكتاب الْبُرْهَان فِي أصُول الْفِقْه وَالتَّلْخِيص مُخْتَصر التَّقْرِيب والإرشاد فِي أصُول الْفِقْه أَيْضا وَكتاب الْإِرْشَاد فِي أصُول الدَّين وَكتاب الشَّامِل فِي أصُول الدَّين أَيْضا وَكتاب غنية المسترشدين فِي الْخلاف

219 -

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الواحدي كَانَ فَقِيها إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة

ص: 256

وَغَيرهمَا شَاعِرًا وَأما التَّفْسِير فَهُوَ إِمَام عصره أَخذ التَّفْسِير عَن أبي إِسْحَاق الثَّعْلَبِيّ واللغة عَن أبي الْفضل الْعَرُوضِي صَاحب أبي مَنْصُور الْأَزْهَرِي والنحو عَن أبي الْحسن القهندري الضَّرِير صنف الْبَسِيط فِي نَحْو سِتَّة عشر مجلدا والوسيط فِي أَربع مجلدات وَالْوَجِيز وَمِنْه أَخذ الْغَزالِيّ هَذِه الْأَسْمَاء وَأَسْبَاب النُّزُول وَكتاب نفي التحريف عَن الْقُرْآن الشريف وَكتاب الدَّعْوَات وَكتاب التَّنْجِيز فِي شرح اسماء الله الْحسنى وَكتاب تَفْسِير أَسمَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَكتاب الْمَغَازِي وَكتاب الإغراب فِي الْإِعْرَاب وَشرح ديوَان المتنبي وَأَصله من ساوه من اولاد التُّجَّار وَولد بنيسابور وَمَات بهَا بعد مرض طَوِيل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي مَوَاضِع من كتاب السّير فِي الْكَلَام على السَّلَام والقهندري بِضَم الْقَاف وَالْهَاء وَسُكُون النُّون وَضم الدَّال

ص: 257

الْمُهْملَة وَفِي آخرهَا الرَّاء

220 -

مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق أَبُو الْفضل الماخواني إِمَام فَاضل متبحر تفقه على أبي طَاهِر السنجي توفّي سنة نَيف وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة والماخواني نِسْبَة إِلَى ماخوان بخاء مُعْجمَة مَضْمُومَة وَالنُّون وَهِي قَرْيَة من قرى مرو نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي الْبَاب الثَّانِي فِي أَرْكَان الطَّلَاق أَنه إِذا قَالَ لَك طَلْقَة لَا يَقع بِهِ شَيْء

221 -

مُحَمَّد بن عبد الْملك بن خلف أَبُو خلف السّلمِيّ الطَّبَرِيّ أَخذ عَن الْقفال والأستاذ أبي مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ وَشرح الْمِفْتَاح لِابْنِ الْقَاص فِي مجلدة وَكتاب الْمعِين لَهُ يشْتَمل على الْفِقْه وَالْأُصُول وَقد أفرد النَّوْع الفقهي مِنْهُ وَكتاب سلوة العارفين وَأنس المشتاقين فِي التصوف وَهُوَ كتاب جليل فِي بَابه فرغ مِنْهُ فِي شهر ربيع الآخر سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة وَذكر ابْن باطيش انه توفّي فِي حُدُود سنة

ص: 258

سبعين وَأَرْبَعمِائَة والسلمي بِضَم السِّين كَذَا قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَهُوَ وهم فقد قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ انه بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام قَالَ وَهِي نِسْبَة للْجدّ قَالَ وصنف فِي الْفِقْه كتابا يُقَال لَهُ الْكِنَايَة استحسنه كل من رَآهُ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ أَنه اخْتَار فِي شَرحه للمفتاح وجوب الْكَفَّارَة على من أفطر فِي رَمَضَان بِغَيْر عذر سَوَاء كَانَ بجماع أَو غَيره وَفِي الْإِقْرَار وَغَيرهمَا

ص: 259