الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطَّبَقَة الثَّانِيَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة الْخَامِسَة
222 -
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الْعَبَّاس الْجِرْجَانِيّ قَاضِي الْبَصْرَة وَشَيخ الشَّافِعِيَّة بهَا تفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَكَانَ من أَعْيَان الأدباء لَهُ النّظم والنثر وَسمع من جماعات كَثِيرَة وَحدث وَمن تصانيفه كتاب الشافي وَهُوَ فِي أَربع مجلدات قَلِيل الْوُجُود وَكتاب التَّحْرِير مُجَلد كَبِير يشْتَمل على أَحْكَام كَثِيرَة مُجَرّدَة عَن الِاسْتِدْلَال وَكتاب الْبلْغَة مُخْتَصر وَكتاب المعاياة يشْتَمل على انواع من الامتحان كالألغاز والفروق والاستثناءات من الضوابط مَاتَ رَاجعا من أَصْبَهَان إِلَى الْبَصْرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي النَّجَاسَات فِي الْكَلَام على الدُّود الْمُتَوَلد من الْميتَة ثمَّ فِي قَضَاء الْحَاجة فِي استدبار الشَّمْس وَالْقَمَر ثمَّ فِي آخر التَّيَمُّم ثمَّ فِي مَوَاضِع
223 -
أَحْمد بن مُحَمَّد بن احْمَد بن زَنْجوَيْه أَبُو بكر الزنجاني كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه مُحدثا ورعا تفقه على القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة سمع مِنْهُ الْحَافِظ السلَفِي وَقَالَ كَانَت الرحلة إِلَيْهِ لفضله وعلو إِسْنَاده قَالَ وسمعته يَقُول لي إِنِّي أُفْتِي من سنة تسع وَعشْرين قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تأريخه لم أعلم مَتى توفّي إِلَّا انه حدث فِي سنة خَمْسمِائَة وزنجان بزاي مُعْجمَة مَفْتُوحَة ثمَّ نون سَاكِنة بعْدهَا جِيم وبالنون فِي آخِره نَاحيَة مَعْرُوفَة نقل الرَّافِعِيّ فِي أَوَاخِر الْقَضَاء على الْغَائِب كلَاما عَن أبي بكر الأرغياني الْآتِي فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة عشر وَوَقع بعض النّسخ عَن أبي بكر الزنجاني هَذَا فَالله أعلم
224 -
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد القَاضِي أَبُو مَنْصُور بن الصّباغ الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ ابْن أخي الإِمَام أبي نصر ابْن الصّباغ قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ
تفقه على القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وَمن غَيره وَكتب عَنهُ القَاضِي أَبُو بكر ابْن الْعَرَبِيّ الْمَالِكِي وَقَالَ كَانَ ثِقَة فَقِيها حَافِظًا ذَاكِرًا وَقَالَ الذَّهَبِيّ نَاب فِي الْقَضَاء وَولي الْحِسْبَة وَله مصنفات توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَله فَتَاوَى جمعهَا من كَلَام عَمه وفيهَا كثير من كَلَامه
225 -
أَحْمد بن مُحَمَّد بن المظفر الإِمَام أَبُو المظفر الخوافي وخواف قَرْيَة من أَعمال نيسابور تفقه على الإِمَام وَلَزِمَه وحظي عِنْده وَكَانَ من كبار أَصْحَابه ومنادميه فِي اللَّيْل وسماره وَكَانَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ معجبا بفصاحته وَحسن كَلَامه ثمَّ درس فِي حَيَاة الإِمَام وَولي قَضَاء طوس ثمَّ صرف وكما رزق الْغَزالِيّ السَّعَادَة فِي حسن التصنيف رزق هَذَا السَّعَادَة فِي المناظر والعبارة الْحَسَنَة المهذبة والتضييق على الْخصم وإلجائه إِلَى الِانْقِطَاع قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ عَالم أهل طوس مَعَ الْغَزالِيّ
وَكَانَ من أنظر أهل زَمَانه توفّي بطوس سنة خَمْسمِائَة أَخذ عَنهُ عمر السُّلْطَان وَمُحَمّد بن يحيى وَغَيرهمَا
226 -
إِسْحَاق الْفَقِيه اليمني الْمَعْرُوف بالصردفي برَاء سَاكِنة ودال مَفْتُوحَة مهملتين بعدهمَا فَاء كَانَ إِمَام أهل بِلَاده فِي الْفَرَائِض والحساب انْتفع عَلَيْهِ خلائق كَثِيرُونَ وَمِنْهُم الْفَقِيه زيد اليفاعي شيخ صَاحب الْبَيَان وَمن تصانيفه كتاب الْكَافِي فِي الْفَرَائِض والحساب وقفت عَلَيْهِ وَهُوَ كتاب جليل حفيل لم يذكرُوا وَفَاته وذكرته هُنَا تخمينا
227 -
الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن أَبُو عبد الله الطَّبَرِيّ نزيل مَكَّة ومحدثها ولد سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبَعمِائَة بآمل طبرستان وَسمع صَحِيح مُسلم عَن عبد الغافر الْفَارِسِي تفقه على نَاصِر الْعمريّ بخراسان وعَلى القَاضِي أبي الطّيب
الطَّبَرِيّ بِبَغْدَاد ثمَّ لَازم الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَصَارَ من عُظَمَاء أَصْحَابه درس بنظامية بَغْدَاد قبل الْغَزالِيّ وَكَانَ يدعى إِمَام الْحَرَمَيْنِ لِأَنَّهُ جاور بِمَكَّة نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة يدرس ويفتي وَيسمع ويملي توفّي بهَا فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة كَذَا ذكر الذَّهَبِيّ وَفَاته وَفِي نسبه وَوقت وَفَاته ومكانها اخْتِلَاف فِي كَلَامهم وَكتابه الْعدة خَمْسَة أَجزَاء ضخمة قَليلَة الْوُجُود قَالَ السُّبْكِيّ وَهُوَ شرح على إبانة الفوراني
228 -
سعد سُكُون الْعين بن عبد الرَّحْمَن أَبُو مُحَمَّد الاسترابادي تفقه بنيسابور على نَاصِر الْعمريّ وَغَيره ثمَّ رَحل إِلَى مرو الروذ وتفقه على القَاضِي الْحُسَيْن ثمَّ لَازم إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَصَارَ من أخصائه قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ فَقِيها بارعا إِمَامًا توفّي فِي شَوَّال سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْبَاب الثَّانِي من أَرْكَان الطَّلَاق أَنه إِذا قَالَ لَك طَلْقَة لَا يَقع بِهِ شَيْء وَإِن نوى وَنقل عَنهُ ايضا قبيل الرّجْعَة بِنَحْوِ ورقة
229 -
سهل بن أَحْمد الأرغياني الْمَعْرُوف بالحاكم كَانَ إِمَامًا فَاضلا حسن
السِّيرَة تفقه على القَاضِي الْحُسَيْن ثمَّ دخل طوس فَقَرَأَ بهَا التَّفْسِير وَالْأُصُول ثمَّ دخل نيسابور وَقَرَأَ بهَا علم الْكَلَام على إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَعَاد إِلَى ناحيته وَولي بهَا الْقَضَاء ثمَّ حج وَترك الْقَضَاء واشتغل بِالْعبَادَة ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي الْمحرم سنة تسع وَتِسْعين بتاء ثمَّ سين فيهمَا وَأَرْبَعمِائَة وَقد نسب إِلَيْهِ ابْن خلكان الْفَتَاوَى الْمَعْرُوفَة بفتاوى الأرغياني وَتَبعهُ الذَّهَبِيّ وَهُوَ وهم وَإِنَّمَا هِيَ لأبي نصر مُحَمَّد الْآتِي فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة عشر وَقد تفطن ابْن خلكان لوهمه فَتنبه عَلَيْهِ فِي تَرْجَمَة أبي نصر الْمَذْكُور وأرغيان بِهَمْزَة مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء سَاكِنة بعْدهَا عين مُعْجمَة مَكْسُورَة ثمَّ مثناة من تَحت فِي آخرهَا نون اسْم لناحية من نواحي نيسابور تشْتَمل على قرى كَثِيرَة
230 -
عبد الله بن يُوسُف القَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْجِرْجَانِيّ كَانَ حَافِظًا فَقِيها صنف كتابا فِي فَضَائِل الشَّافِعِي وكتابا فِي فَضَائِل الإِمَام أَحْمد وَكتاب طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَغير ذَلِك ولد بجرجان سنة تسع وَأَرْبَعمِائَة وَسمع من خلق وَتُوفِّي فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
231 -
عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن زاز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن زاز بن حميد الْأُسْتَاذ أَبُو الْفرج السَّرخسِيّ فَقِيه مرو الْمَعْرُوف بالزاز بزايين معجمتين مولده سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وتفقه على القَاضِي الْحُسَيْن قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الذيل كَانَ أحد أَئِمَّة الْإِسْلَام وَمِمَّنْ يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْآفَاق فِي حفظ مَذْهَب الشَّافِعِي رحلت إِلَيْهِ الْأَئِمَّة من كل جَانب وَكَانَ دينا ورعا محتاطا فِي الْمَأْكُول والملبوس قَالَ وَكَانَ لَا يَأْكُل الْأرز لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى مَاء كثير وَصَاحبه قل أَن لَا يظلم غَيره توفّي بمرو فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَمن تصانيفه كتاب الأمالي وَقد أَكثر الرَّافِعِيّ النَّقْل عَنهُ قَالَ الْإِسْنَوِيّ فِي الْمُهِمَّات إِن غَالب نقل الرَّافِعِيّ من سِتَّة تصانيف غير كَلَام الْغَزالِيّ المشروح التَّهْذِيب وَالنِّهَايَة والتتمة والشامل وَتَجْرِيد ابْن كج وأمالي أبي الْفرج السَّرخسِيّ
232 -
عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد أَبُو الْفضل الْمَقْدِسِي الْهَمدَانِي أَخذ عَن ابْن عَبْدَانِ وَقَالَ ابْن كثير أَخذ عَن الْمَاوَرْدِيّ وروى عَن خلق
كثيرين وَكَانَ وَاحِد عصره فِي الْفَرَائِض وَأُرِيد على أَن يَلِي الْقَضَاء فَامْتنعَ وَكَانَ ظريفا لطيفا مَعَ الْوَرع ومحاسبة النَّفس والتدقيق فِي الْعَمَل وَقَالَ ابْن عقيل إِنَّه بلغ رُتْبَة الِاجْتِهَاد سكن بَغْدَاد وَمَات بهَا فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَله كتاب الْفَرَائِض
233 -
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الْفَارِسِي الفامي أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه المفنن ولد سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة واشتغل فِي الْعُلُوم صنف سبعين مصنفا وَله تَفْسِير ضمنه مائَة ألف بَيت شعر على ماذكر وَكَانَ بارعا فِي معرفَة الْمَذْهَب قدم بَغْدَاد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة على تدريس النظامية وَكَانَ الْمدرس بهَا يَوْمئِذٍ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ فتقرر أَن يدرس بهَا كل مِنْهُمَا يَوْمًا
فبقيا على ذَلِك سنة ثمَّ صرفا وَرمي بالاعتزال وَقد أمْلى بِجَامِع الْقصر وحفظت عَلَيْهِ غلطات فِي الحَدِيث وَإِسْقَاط رجال وتصحيف فَاحش أورد مِنْهُ ابْن السَّمْعَانِيّ أَشْيَاء كَثِيرَة وَقَالَ يحيى بن مَنْدَه هُوَ أحفظ من رَأَيْنَاهُ لمَذْهَب الشَّافِعِي صنف كتاب تأريخ الْفُقَهَاء مَاتَ بشيراز فِي رَمَضَان سنة خَمْسمِائَة
234 -
عَليّ بن احْمَد بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الدبيلي صَاحب أدب الْقَضَاء أَكثر ابْن الرّفْعَة النَّقْل عَنهُ ويعبر عَنهُ بالزبيلي بِفَتْح الزَّاي ثمَّ بَاء مُوَحدَة مَكْسُورَة قَالَ السُّبْكِيّ إِنَّه الَّذِي اشْتهر على الْأَلْسِنَة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ إِن الَّذين أدركناهم من المصريين هَكَذَا ينطقون بِهِ وَلَا أَدْرِي هَل لَهُ أصل أم هُوَ مَنْسُوب إِلَى دبيل وَهُوَ الظَّاهِر قَالَ ودبيل بدال مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة بعْدهَا يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ لَام قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ قَرْيَة من قرى الشَّام فِيمَا أَظن وَأما دبيل بدال مَفْتُوحَة ثمَّ يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ بَاء مُوَحدَة مَضْمُومَة
فبلدة من سَاحل الْهِنْد قريبَة من السَّنَد وَالظَّاهِر أَن الْمَذْكُور مَنْسُوب إِلَى الأولى وَرَأَيْت خطّ الْأَذْرَعِيّ أَن الصَّوَاب أَنه دبيلي وَمن قَالَ الزبيلي فقد صحف وَبسط ذَلِك
235 -
عَليّ بن الْحسن بن الْحسن بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْموصِلِي الْمصْرِيّ الخلعي نِسْبَة إِلَى بيع الْخلْع ولد فِي أول سنة خمس وَأَرْبَعمِائَة وَسمع من جمَاعَة وَعمر وطالت مدَّته وَصَارَ مُسْند الديار المصرية قَالَ الْحَافِظ أَبُو عَليّ ابْن سكرة فَقِيه لَهُ تصانيف ولي الْقَضَاء وَحكم يَوْمًا وَاحِدًا واستعفى وانزوى بالقرافة وَكَانَ مُسْند مصر وَذكروا لَهُ كرامات وفضائل وَأَنه كَانَ لَا يُبَالِي بِالْحرِّ وَلَا بالبرد بِسَبَب مَنَام رَآهُ توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة قَالَ ابْن الْأنمَاطِي قَبره بالقرافة يعرف بإجابة الدُّعَاء عِنْده وَخرج لَهُ أَبُو نصر الشِّيرَازِيّ عشْرين جُزْءا وسماها الخلعيات وَمن تصانيفه الْمُغنِي فِي الْفِقْه فِي أَرْبَعَة أَجزَاء وَهُوَ حسن
236 -
عَليّ بن سعيد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْحسن الْعَبدَرِي من بني عبد الدَّار تفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وصنف كتابا سَمَّاهُ الْكِفَايَة قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَصَارَ أحد الْأَئِمَّة الوجيهين وَكَانَ جميل المنظر حميد الْأَثر وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من كبار الشَّافِعِيَّة وصنف فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف كتبا وَكَانَ دينا حسن الطَّرِيقَة سمع من القَاضِي أبي الطّيب والمارودي وَغَيرهمَا توفّي بِبَغْدَاد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع أَحدهَا الْقطع بِتَحْرِيم ضبة الذَّهَب وَالثَّانِي عدم نبش الْمَيِّت إِذا بلغ مآل نَفسه وَالثَّالِث أَنه ذهب إِلَى أَن الْأُضْحِية لَا يُؤمر بهَا الْحَاج بمنى ثمَّ رد عَلَيْهِ النَّوَوِيّ فِي الثَّالِث
237 -
مُحَمَّد بن عَليّ بن حَامِد أَبُو بكر الشَّاشِي شيخ الشَّافِعِيَّة وَصَاحب الطَّرِيقَة
الْمَشْهُورَة ولد سنة سبع وَتِسْعين وثلاثمائة وتفقه فِي بِلَاده على الإِمَام أبي بكر السنجي وَكَانَ من أنظر أهل زَمَانه استوطن غزنة وَهِي فِي أَوَائِل الْهِنْد فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ وأكرموه وَبعد صيته وَحدث وصنف تصانيف كَثِيرَة ثمَّ استدعاه نظام الْملك إِلَى هراة فشق على أهل غزنة مُفَارقَته وَلَكِن لم يَجدوا بدا من ذَلِك فجهزوه فولاه تدريس النظامية توفّي فِي شَوَّال سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
238 -
مُحَمَّد بن المظفر بن بكران بن عبد الصَّمد قَاضِي الْقَضَاء أَبُو بكر الشَّامي الْحَمَوِيّ ولد بهَا سنة أَرْبَعمِائَة ورحل إِلَى بَغْدَاد سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة فَسمع بهَا الحَدِيث من جمَاعَة وتفقه على القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وبرع فِي الْمَذْهَب حَتَّى صَار عَلامَة فِيهِ وَذكر غير وَاحِد انه كَانَ يحفظ تعليقة القَاضِي أبي الطّيب حَتَّى كَأَنَّهَا بَين عَيْنَيْهِ ولي الْقَضَاء سنة ثَمَان وَسبعين بعد مَا امْتنع فألحوا عَلَيْهِ فَاشْترط عَلَيْهِم ان لَا يَأْخُذ عَلَيْهِ مَعْلُوما وَأَن لَا يقبل من أحد شَفَاعَة وَأَن لَا يُغير ملبسه فَأَجَابُوهُ فأجابهم إِلَى ذَلِك وَكَانَ يَقُول مَا دخلت فِي الْقَضَاء حَتَّى وَجب عَليّ
وَكَانَ كثير التصميم بِحَيْثُ قيل أَنه لم يبتسم قطّ فِي الْمجْلس قَالَ السَّمْعَانِيّ هُوَ أحد المتقنين لمَذْهَب الشَّافِعِي وَله اطلَاع على أسرار الْفِقْه وَكَانَ ورعا زاهدا جرت أَحْكَامه على السداد وَقَالَ ابْن النجار صنف كتاب الْبَيَان فِي أصُول الدَّين وَكَانَ على طَريقَة السّلف ورعا نزها وَقَالَ أَبُو عَليّ بن سكرة كَانَ ورعا زاهدا وَأما فِي الْعلم فَكَانَ يُقَال لَو رفع مَذْهَب الشَّافِعِي أمكنه أَن يمليه من صَدره وَقَالَ غَيره لم يقبل من سُلْطَان عَطِيَّة وَلَا من صديق هَدِيَّة وَكَانَ يعاب بالحدة وَسُوء الْخلق توفّي فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَدفن قَرِيبا من ابْن سُرَيج
239 -
مُحَمَّد بن هبة الله بن ثَابت الإِمَام أَبُو نصر الْبَنْدَنِيجِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بفقيه الْحرم لِأَنَّهُ جاور بِمَكَّة أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ من كبار أَصْحَاب الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَقد سمع الحَدِيث من جمَاعَة وَحدث قَالَ السلَفِي سَمِعت حمد بن أبي الْفَتْح الْأَصْبَهَانِيّ الشَّيْخ الصَّالح بِمَكَّة يَقُول كَانَ الْفَقِيه أَبُو نصر
الْبَنْدَنِيجِيّ يقْرَأ فِي كل أُسْبُوع سِتَّة آلَاف مرّة {قل هُوَ الله أحد} ويعتمر فِي رَمَضَان ثَلَاثِينَ عمْرَة وَهُوَ ضَرِير يُؤْخَذ بِيَدِهِ توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة بِمَكَّة وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ وَقَالَ بَعضهم ولد سنة سبع وَأَرْبَعمِائَة صنف الْمُعْتَمد فِي الْفِقْه فِي جزأين ضخمين مُشْتَمل على أَحْكَام مُجَرّدَة غَالِبا عَن الْخلاف أَخذهَا من الشَّامِل وَله فِيهِ اختيارات غَرِيبَة نقل عَنهُ فِي الْبَيَان فِي صفة الْوضُوء وَفِي غَيره أَخذ صَاحب الْبَيَان عَن الْفَقِيه زيد عَنهُ نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي مَوضِع وَاحِد فِي كتاب الْجَنَائِز أَن نقل الْمَيِّت من بلد إِلَى بلد مَكْرُوه وَالصَّحِيح التَّحْرِيم
240 -
مَنْصُور بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن عبد الْجَبَّار بن الْفضل بن الرّبيع بن مُسلم الإِمَام أَبُو المظفر السَّمْعَانِيّ التَّمِيمِي الْمروزِي الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي تفقه على وَالِده حَتَّى برع فِي مَذْهَب أبي حنيفَة وَصَارَ من فحول النّظر وَمكث كَذَلِك ثَلَاثِينَ سنة ثمَّ صَار إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وَأظْهر ذَلِك فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فاضطرب أهل مرو لذَلِك وتشوش الْعَوام فَخرج مِنْهَا وَخرج مَعَه طَائِفَة من الْفُقَهَاء وَقصد نيسابور فَاسْتَقْبلهُ الْأَصْحَاب اسْتِقْبَالًا عَظِيما فأكرموا مورده وَعقد لَهُ التَّذْكِير فِي مدرسة الشَّافِعِيَّة فَظهر لَهُ الْقبُول عِنْد الْخَاص وَالْعَام واستحكم أمره فِي مَذْهَب الشَّافِعِي ثمَّ عَاد إِلَى مرو ودرس بهَا فِي مدرسة أَصْحَاب الشَّافِعِي وَعلا أمره وَظهر لَهُ الْأَصْحَاب وَقد دخل بَغْدَاد فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسمع الْكثير بهَا وَاجْتمعَ بالشيخ أبي إِسْحَاق
الشِّيرَازِيّ وناظر ابْن الصّباغ فِي مَسْأَلَة قَالَ حفيده أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ صنف فِي التَّفْسِير وَالْفِقْه والْحَدِيث وَالْأُصُول فالتفسير فِي ثَلَاث مجلدات وَكتاب الْبُرْهَان والاصطلام الَّذِي شاع فِي الأقطار وَكتاب القواطع فِي أصُول الْفِقْه وَكتاب الِانْتِصَار فِي الرَّد على الْمُخَالفين وَكتاب الْمِنْهَاج لأهل السّنة وَكتاب الْقدر وأملى قَرِيبا من تسعين مَجْلِسا قَالَ السُّبْكِيّ وَلَا أعرف فِي أصُول الْفِقْه أحسن من كتاب القواطع وَلَا أجمع كَمَا لَا أعرف فِيهِ أجل وَلَا أفحل من برهَان إِمَام الْحَرَمَيْنِ بَينهمَا فِي الْحسن عُمُوم وخصوص وَقَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ لَو كَانَ الْفِقْه ثوبا طاويا لَكَانَ أَبُو المظفر السَّمْعَانِيّ طرازه وَعَن أبي المظفر أَنه قَالَ مَا حفظت شَيْئا قطّ فَنسيته ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَمَات فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْبَاب الثَّانِي من أَرْكَان الطَّلَاق أَنه إِذا قَالَ لَك طَلْقَة يكون صَرِيحًا وَنقل عَنهُ أَيْضا فِي الرَّوْضَة فِي موضِعين من أَوَائِل الْقَضَاء
241 -
نصر بن إِبْرَاهِيم بن نصر بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد الْفَقِيه أَبُو الْفَتْح الْمَقْدِسِي النابلسي شيخ الْمَذْهَب بِالشَّام وَصَاحب التصانيف مَعَ الزهادة وَالْعِبَادَة
تفقه على الْفَقِيه سليم بن أَيُّوب الرَّازِيّ وصحبة بصوره أَربع سِنِين وعلق عَنهُ تعليقة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي ثَلَاثمِائَة جُزْء وَسمع الحَدِيث الْكثير وأملى وَحدث أَقَامَ بالقدس مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ قدم دمشق سنة ثَمَانِينَ فسكنها وَعظم شَأْنه مَعَ الْعِبَادَة والزهد الصَّادِق والورع وَالْعلم وَالْعَمَل قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر لم يقبل من أحد صلَة بِدِمَشْق بل كَانَ يقتات من غلَّة تحمل إِلَيْهِ من أَرض بنابلس ملكه فيخبز لَهُ كل لَيْلَة قرصة فِي جَانب الكانون قَالَ وَحكى بعض أهل الْعلم قَالَ صَحِبت إِمَام الْحَرَمَيْنِ ثمَّ صَحِبت الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق فَرَأَيْت طَرِيقَته أحسن ثمَّ صَحِبت الشَّيْخ نصر فَرَأَيْت طَرِيقَته أحسن مِنْهُمَا وَلما قدم الْغَزالِيّ دمشق اجْتمع بِهِ واستفاد مِنْهُ وتفقه بِهِ جمَاعَة من دمشق وَغَيرهمَا توفّي يَوْم عَاشُورَاء سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِبَاب الصَّغِير وقبره ظَاهر يزار قَالَ النَّوَوِيّ سمعنَا الشُّيُوخ يَقُولُونَ الدُّعَاء عِنْد قَبره يَوْم السبت مستجاب تكَرر ذكره فِي الرَّوْضَة وَمن تصانيفه التَّهْذِيب قريب من حجم الرَّوْضَة وَكتاب التَّقْرِيب قريب من هَذَا الحجم وَكتاب الْمَقْصُود لَهُ وَهُوَ أَحْكَام مُجَرّدَة فِي جزأين متوسطين قَلِيل الْوُجُود وَكتاب الْكَافِي قريب من حجم التَّنْبِيه وَله شرح متوسط على مُخْتَصر شَيْخه
سليم سَمَّاهُ الْإِشَارَة وَكتاب الْحجَّة على تَارِك المحجة وَكتاب الانتخاب الدِّمَشْقِي قَالَ النَّوَوِيّ فِي بضعَة عشر مجلدا وَهُوَ على هَيْئَة تَعْلِيق القَاضِي أبي الطّيب ويحذو حذوه وينقل مِنْهُ كثيرا
242 -
يَعْقُوب بن سُلَيْمَان بن دَاوُد أَبُو يُوسُف الإِسْفِرَايِينِيّ خَازِن كتب النظامية بِبَغْدَاد تفقه على القَاضِي أبي الطّيب وصنف كتاب المستظهري فِي الْإِمَامَة وشرائط الْأَحْكَام توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
243 -
أَبُو الْحسن الْعَبَّادِيّ بن الْأُسْتَاذ أبي عَاصِم كَانَ من كبار الخراسانيين وَهُوَ مُصَنف كتاب الرقم توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَله ثَمَانُون سنة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي التَّيَمُّم ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ
244 -
أَبُو مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْمروزِي نقل ابْن الصّلاح فِي مشكله فِي كتاب النِّكَاح مَسْأَلَة عَن تَعْلِيقه ثمَّ قَالَ أَظُنهُ ابْن القَاضِي الْحُسَيْن انْتهى وللقاضي ولد اسْمه أَبُو بكر مُحَمَّد ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة سمع وَحدث قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ من كبار فُقَهَاء المراوزة