المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطبقة الرابعة وهم الذين كانوا في العشرين الثانية من المائة الرابعة - طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة - جـ ١

[تقي الدين ابن قاضي شهبة]

فهرس الكتاب

- ‌طَبَقَات الشَّافِعِيَّة لِابْنِ قَاضِي شُهْبَة

- ‌الطَّبَقَة الأولى فِيمَن أَخذ عَن الشَّافِعِي رضي الله عنه

- ‌الطَّبَقَة الثَّانِيَة من أَصْحَاب الشَّافِعِي من لم يدْرك الشَّافِعِي رضي الله عنه وَمَات إِلَى سنة ثَلَاثمِائَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّالِثَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الرَّابِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الْخَامِسَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة السَّادِسَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة السَّابِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّامِنَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة التَّاسِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الْعَاشِرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الْحَادِيَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّانِيَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّالِثَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة السَّادِسَة

- ‌الطَّبَقَة الرَّابِعَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة السَّادِسَة

- ‌الطَّبَقَة الْخَامِسَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة السَّادِسَة

الفصل: ‌الطبقة الرابعة وهم الذين كانوا في العشرين الثانية من المائة الرابعة

‌الطَّبَقَة الرَّابِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

51 -

إِبْرَاهِيم بن أَحْمد أَبُو إِسْحَاق الْمروزِي أحد أَئِمَّة الْمَذْهَب أَخذ الْفِقْه عَن عَبْدَانِ الْمروزِي كَمَا تقدم ثمَّ عَن ابْن سُرَيج والإصطخري وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب فِي زَمَانه وصنف كتبا كَثِيرَة وَأقَام بِبَغْدَاد مُدَّة طَوِيلَة يُفْتِي ويدرس وانتفع بِهِ أَهلهَا وصاروا أَئِمَّة كَابْن أبي هُرَيْرَة وَأبي زيد الْمروزِي وَأبي حَامِد الْمروزِي قَالَ الْعَبَّادِيّ وَهُوَ الَّذِي قعد فِي مجْلِس

ص: 105

الشَّافِعِي بِمصْر سنة القرامطة وَاجْتمعَ النَّاس عَلَيْهِ وضربوا إِلَيْهِ أكباد الْإِبِل وَسَار فِي الْآفَاق من مَجْلِسه سَبْعُونَ إِمَامًا من أَصْحَاب الشَّافِعِي وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق انْتَهَت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة فِي الْعلم بِبَغْدَاد وَشرح الْمُخْتَصر وصنف الْأُصُول وَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة وانتشر الْفِقْه عَن أَصْحَابه فِي الْبِلَاد وَخرج إِلَى مصر وَمَات بهَا فِي رَجَب سنة أَرْبَعِينَ وثلاثمائة وَدفن عِنْد الشَّافِعِي لَا أعلم وَقت مولده بعد ان تتبعته وَمن تصانيفه شرح الْمُخْتَصر فِي نَحْو ثَمَانِيَة أَجزَاء وَكتاب التَّوَسُّط بَين الشَّافِعِي والمزني لما اعْترض بِهِ الْمُزنِيّ فِي الْمُخْتَصر وَهُوَ مُجَلد ضخم يرجح فِيهِ الِاعْتِرَاض تَارَة ويدفعه أُخْرَى

52 -

أَحْمد بن أبي أَحْمد الطَّبَرِيّ أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْقَاص أحد أَئِمَّة الْمَذْهَب أَخذ الْفِقْه عَن ابْن سُرَيج وتفقه عَلَيْهِ أهل طبرستان قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ من أَئِمَّة أَصْحَابنَا صنف التصانيف الْكَثِيرَة وَقَالَ ابْن باطيش كَانَ إِمَام طبرستان فِي وقته وَمن لَا تقع الْعين على مثله فِي علمه وزهده

ص: 106

الْمُنفق على الدُّرُوس والوعظ والتصنيف مُدَّة عمره توفّي بطرسوس سنة خمس وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَمن تصانيفه التَّلْخِيص مُخْتَصر يذكر فِي كل بَاب مسَائِل منصوصة ومخرجة ثمَّ أمورا ذهب إِلَيْهَا الْحَنَفِيَّة على خلاف قاعدتهم وَكتاب المفتوح وَهُوَ دون التَّلْخِيص فِي الحجم وَقد اعتنى الْأَئِمَّة بالكتابين الْمَذْكُورين وشرحوهما شروحا مَشْهُورَة وَله كتاب أدب الْقَضَاء مُجَلد لطيف

53 -

احْمَد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان أَبُو الطّيب الْحَنَفِيّ الصعلوكي أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة وحفاظ الحَدِيث واللغة وَهُوَ عَم الْأُسْتَاذ أبي سهل الصعلوكي أَخذ عَنهُ ابْن أَخِيه توفّي فِي رَجَب سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة

54 -

احْمَد بن مُوسَى بن الْعَبَّاس بن مُجَاهِد أَبُو بكر الْمُقْرِئ إِمَام الْقُرَّاء فِي زَمَانه ولد بِبَغْدَاد سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قَرَأَ على عبد الرَّحْمَن ابْن

ص: 107

عَبدُوس عشْرين ختمة وعَلى قنبل الْمَكِّيّ وعَلى عبد الله بن كثير الْمُؤَدب قَالَ ثَعْلَب مَا فِي عصرنا هَذَا أعلم بِكِتَاب الله مِنْهُ وَحكى ابْن الأخرم انه وصل إِلَى بَغْدَاد فَرَأى فِي حَلقَة ابْن مُجَاهِد نَحوا من ثَلَاثمِائَة مصدر وَقَالَ عَليّ بن عمر الْمُقْرِئ كَانَ ابْن مُجَاهِد لَهُ فِي حلقته أَربع وَثَمَانُونَ خَليفَة يَأْخُذُونَ على النَّاس وَكَانَ يَقُول من قَرَأَ بِقِرَاءَة أبي عمر وتمذهب بِمذهب الشَّافِعِي وأتجر فِي الْبَز وروى من شعر ابْن المعتز فقد كمل ظرفه مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة وَله مَنَام مَشْهُور رأى فِيهِ ربه تبَارك وَتَعَالَى

ص: 108

55 -

الْحسن بن أَحْمد بن يزِيد بن عِيسَى أَبُو سعيد الْإِصْطَخْرِي شيخ الشَّافِعِيَّة بِبَغْدَاد ومحتسبها وَمن أكَابِر أَصْحَاب الْوُجُوه فِي الْمَذْهَب وَكَانَ ورعا زاهدا اخذ عَن أبي الْقَاسِم الْأنمَاطِي كَمَا تقدم قَالَ أَبُو إِسْحَاق الْمروزِي لما دخلت بَغْدَاد لم يكن بهَا من يسْتَحق أَن يدرس عَلَيْهِ إِلَّا ابْن سُرَيج وَأَبُو سعيد الْإِصْطَخْرِي قَالَ القَاضِي أَبُو الطّيب حكى عَن الداركي انه قَالَ مَا كَانَ أَبُو إِسْحَاق الْمروزِي يُفْتِي بِحَضْرَة الْإِصْطَخْرِي إِلَّا بِإِذْنِهِ ولي قَضَاء قُم وحسبة بَغْدَاد وَله مصنفات مفيدة توفّي فِي ربيع الآخر وَقيل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ مولده سنة أَربع وَأَرْبَعين قبل ابْن سُرَيج وَكَانَ من حَقه أَن يذكر فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة لَوْلَا تَأَخّر

ص: 109

وَفَاته قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي الطَّبَقَات صنف كتابا حسنا فِي أدب الْقَضَاء انْتهى وَالْكتاب الْمَذْكُور مُجَلد ضخم

56 -

زَكَرِيَّا بن أَحْمد بن يحيى بن مُوسَى القَاضِي أَبُو يحيى الْبَلْخِي ولي قَضَاء دمشق أَيَّام المقتدر وَكَانَ من كبار الشَّافِعِيَّة وَأَصْحَاب الْوُجُوه وَله اختيارات غَرِيبَة ذكره المطوعي فِي كِتَابه الْمَذْهَب وَقَالَ فَارق وَطنه لأجل الدَّين وَمسح عرض الأَرْض وسافر إِلَى أقاصي الدُّنْيَا فِي طلب الْفِقْه وَكَانَ حسن الْبَيَان فِي النّظر عذب اللِّسَان فِي الجدل توفّي بِدِمَشْق فِي شهر ربيع الأول وَقيل الآخر سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاقِيت الصَّلَاة وَفِي تَعْجِيل الزَّكَاة فِيمَا لَو مَاتَ الْمِسْكِين هَل للْمَالِك أَن يسْتَحْلف ورثته أَنهم لَا يعلمُونَ أَنَّهَا مُعجلَة وَفِي الصَّوْم أَنه يشْتَرط التبييت فِي النَّقْل وَفِي النِّكَاح فِي الْكَلَام على الْوَلِيّ

57 -

عبد الله بن مُحَمَّد بن زِيَاد بن وَاصل بن مَيْمُون الإِمَام أَبُو بكر بن زِيَاد

ص: 110

النَّيْسَابُورِي الْحَافِظ الْفَقِيه الْعَلامَة روى عَن الْمُزنِيّ والزعفراني قَالَ الْحَاكِم كَانَ إِمَام عصره من الشَّافِعِيَّة بالعراق وَمن أحفظ النَّاس للفقهيات وَاخْتِلَاف الصَّحَابَة وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَا رَأَيْت أحفظ مِنْهُ وَكَانَ يعرف زيادات الْأَلْفَاظ فِي الْمُتُون وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق سكن بَغْدَاد وَكَانَ زاهدا بَقِي أَرْبَعِينَ سنة لم ينم اللَّيْل يُصَلِّي الْغَدَاة على طَهَارَة الْعشَاء وَجمع بَين الْفِقْه والْحَدِيث وَله زيادات كتاب الْمُزنِيّ مولده سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة

58 -

عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس أَبُو مُحَمَّد بن أبي حَاتِم الْحَنْظَلِي الرَّازِيّ أحد الْأَئِمَّة فِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالْعِبَادَة والزهد وَالصَّلَاح حَافظ بن حَافظ أَخذ عَن أَبِيه وَأبي زرْعَة وصنف الْكتب المهمة كالتفسير الْجَلِيل الْمِقْدَار فِي أَربع مجلدات عامية آثاره مُسْنده وَكتاب الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَكتاب الْعِلَل المبوب على أَبْوَاب الْفِقْه ومناقب الشَّافِعِي ومناقب أَحْمد وَغير ذَلِك قَالَ يحيى بن مَنْدَه صنف الْمسند فِي ألف جُزْء توفّي

ص: 111

سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَعشْرين وثلاثمائة قَارب التسعين

59 -

عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عدي أَبُو نعيم الْجِرْجَانِيّ الإستراباذي الْفَقِيه الإِمَام الْحَافِظ قَالَ الْحَاكِم كَانَ من أَئِمَّة الْمُسلمين سَمِعت الْأُسْتَاذ أَبَا الْوَلِيد حسان بن مُحَمَّد الْفَقِيه يَقُول لم يكن فِي عصرنا من الْفُقَهَاء أحفظ للفقهيات وأقاويل الصَّحَابَة بخراسان مِنْهُ وَلَا بالعراق من أبي بكر بن زِيَاد النَّيْسَابُورِي وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق صَاحب الرّبيع ين سُلَيْمَان مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة قَالَ الْحَافِظ أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي مَا رَأَيْت بخراسان بعد ابْن خُزَيْمَة مثله

ص: 112

60 -

عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن سَالم بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُوسَى ابْن بِلَال بن أبي بردة بن أبي مُوسَى الشَّيْخ أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ الْبَصْرِيّ إِمَام الْمُتَكَلِّمين وناصر سنة سيد الْمُرْسلين والذاب عَن الدَّين والمصحح لعقائد الْمُسلمين مولده سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة سبعين أَخذ علم الْكَلَام أَولا عَن أبي عَليّ الجبائي شيخ الْمُعْتَزلَة ثمَّ فَارقه وَرجع عَن الاعتزال وَأظْهر ذَلِك وَشرع فِي الرَّد عَلَيْهِم والتصنيف على خلافهم وَدخل بَغْدَاد وَأخذ عَن زَكَرِيَّا السَّاجِي وَغَيره وَقَالَ أَبُو بكر الصَّيْرَفِي وَهُوَ من نظراء الشَّيْخ أبي الْحسن كَانَت الْمُعْتَزلَة قد رفعوا رؤوسهم حَتَّى أظهر الله الْأَشْعَرِيّ فحجرهم فِي أقماع السمسم وَقَالَ القَاضِي أَبُو بكر الباقلاني أفضل أحوالي أَن أفهم كَلَام الشَّيْخ

ص: 113

أبي الْحسن وَكَانَ لَا يتَكَلَّم فِي علم الْكَلَام إِلَّا حَيْثُ وَجب عَلَيْهِ نصْرَة الْحق قَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ الْمُتَكَلّم صَاحب الْكتب والتصانيف فِي الرَّد على الملحدة وَغَيرهم من الْمُعْتَزلَة والرافضة والجهمية والخوارج وَسَائِر أَصْنَاف المبتدعة وَهُوَ بَصرِي سكن بَغْدَاد إِلَى أَن توفّي وَحكي عَن الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ أَن أَبَا الْحسن كَانَ يقْرَأ على أبي إِسْحَاق الْمروزِي الْفِقْه وَهُوَ يقْرَأ على أبي الْحسن الْكَلَام وَقد جمع الْحَافِظ الْكَبِير أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر لَهُ تَرْجَمَة حَسَنَة ورد على من تعرض لَهُ بالطعن وَذكر فضائله ومصنفاته ومتابعته فِي كتبه الْمَذْكُورَة السّنة وانتصارها لَهَا وذبه عَنْهَا وَمن اخذ عَنهُ من الْعلمَاء الْأَعْلَام سَمَّاهُ تَبْيِين كذب المفتري فِيمَا نسب إِلَى الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ وَهُوَ كتاب مُفِيد وَقد صرح الْأُسْتَاذ أَبُو إِسْحَاق وَأَبُو بكر ابْن فورك فِي طَبَقَات الْمُتَكَلِّمين بِأَن الْأَشْعَرِيّ شَافِعِيّ توفّي فِي سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة وَقيل سنة عشْرين وَقيل سنة ثَلَاثِينَ قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن حزم إِن لأبي الْحسن خَمْسَة وَخمسين تصنيفا ذكره ابْن الصّلاح فِي طبقاته

ص: 114

61 -

عمر بن أَحْمد بن عمر بن سُرَيج الْبَغْدَادِيّ أَبُو حَفْص ابْن أبي الْعَبَّاس نقل عَنهُ الْعِرَاقِيُّونَ فِي الطَّهَارَة نقلا عَن وَالِده وَذكره الْعَبَّادِيّ فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة الْبَاب شَامي صنف مُخْتَصرا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ تذكرة الْعَالم والمتعلم

62 -

مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرّبيع بن سُلَيْمَان بن أبي مَرْيَم أَبُو رَجَاء الأسواني الأديب الشَّاعِر قَالَ ابْن يُونُس كَانَ اديبا فَقِيها على مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ فصيحا وَله قصيدة يذكر فِيهَا أَخْبَار الْعَالم فَذكر قصَص الْأَنْبِيَاء نَبيا نَبيا وَبَلغنِي انه سُئِلَ قبل مَوته بِنَحْوِ سنتَيْن كم بلغت قصيدتك إِلَى الْآن فَقَالَ ثَلَاثِينَ وَمِائَة ألف بَيت وَقد بَقِي عَليّ فِيهَا أَشْيَاء أحتاج إِلَى زيادتها ونظم فِيهَا الْفِقْه ونظم كتاب الْمُزنِيّ فِيهَا وَكتب الطِّبّ والفلسفة توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَإِنَّمَا ذكرت تَرْجَمته لغرابة قصيدته

ص: 115

63 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن دُرَيْد بن عتاهية أَبُو بكر الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ نزيل بَغْدَاد صَاحب التصانيف المفيدة فِي اللُّغَة كالجمهرة والأمالي وَغير ذَلِك كَانَ رَأْسا فِي اللُّغَة وأشعار الْعَرَب وَله قصيدة طنانة يمدح بهَا الشَّافِعِي رضي الله عنه أنشدها الْحَاكِم أَبُو عبد الله فِي مَنَاقِب الشَّافِعِي قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تكلمُوا فِيهِ مولده سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة

64 -

مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو بكر الصَّيْرَفِي الْفَقِيه الأصولي أحد أَصْحَاب الْوُجُوه فِي الْفُرُوع والمقالات فِي الْأُصُول تفقه على ابْن سُرَيج قَالَ الْقفال الشَّاشِي كَانَ أعلم النَّاس بالأصول بعد الشَّافِعِي قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَله مصنفات فِي أصُول الْفِقْه وَغَيرهَا توفّي بِمصْر قَالَ ابْن خلكان فِي ربيع

ص: 116

الآخر وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي رَجَب سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَله مناظرة مَعَ الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ حَكَاهَا الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد فِي شرح الرسَالَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِيمَا لَو مَاتَ الْأَجِير فِي الْحَج قبل الْإِحْرَام هَل يسْتَحق شَيْئا من الْأُجْرَة وَفِي السَّعْي بَين الصَّفَا والمروة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الطَّهَارَة ومواضع قَليلَة

65 -

مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس الدغولي السَّرخسِيّ الْفَقِيه الإِمَام الْحَافِظ شيخ أهل خُرَاسَان فِي زَمَانه صَاحب الْمسند الْمَشْهُور وَأحد عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة قَالَ ابْن خُزَيْمَة مَا رَأَيْت مثله وَكَذَا قَالَ الْحَافِظ أَبُو أَحْمد بن عدي قَالَ أَبُو الْعَبَّاس الدغولي أَربع مجلدات لَا تُفَارِقنِي فِي السّفر والحضر كتاب الْمُزنِيّ وَكتاب الْعين والتأريخ للْبُخَارِيّ وكليلة ودمنة مَاتَ سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة والدغولي بدال مُهْملَة مَفْتُوحَة وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ إِنَّهَا مَضْمُومَة وَهُوَ وهم وبالغين الْمُعْجَمَة وَهُوَ اسْم رجل قَالَه أَبُو سعد

ص: 117

66 -

مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب أَبُو عَليّ الثَّقَفِيّ الْحَجَّاجِي النَّيْسَابُورِي الْفَقِيه الإِمَام الزَّاهِد الْوَاعِظ تفقه على مُحَمَّد بن نصر قَالَ الْحَاكِم سَمِعت أَبَا الْوَلِيد الْفَقِيه قَالَ دخلت على ابْن سُرَيج بِبَغْدَاد فَسَأَلَنِي على من درست فقه الشَّافِعِي قلت على أبي عَليّ الثَّقَفِيّ قَالَ لَعَلَّك تَعْنِي الْحَجَّاجِي الْأَزْرَق قلت بلَى قَالَ مَا جَاءَ من خُرَاسَان أفقه مِنْهُ قَالَ الْحَاكِم وَسمعت الصبغي يَقُول مَا عرفنَا الجدل وَالنَّظَر حَتَّى ورد أَبُو عَليّ الثَّقَفِيّ من الْعرَاق وَله يَقُول إِمَام الْأَئِمَّة ابْن خُزَيْمَة مَا يحل لأحد منا بخراسان يُفْتِي وَأَنت حَيّ قَالَ الذَّهَبِيّ وَمَعَ علمه وكماله خَالف الإِمَام ابْن خُزَيْمَة فِي مسَائِل مِنْهَا مَسْأَلَة التَّوْفِيق والخذلان وَمَسْأَلَة الْإِيمَان وَمَسْأَلَة اللَّفْظ بِالْقُرْآنِ فألزم الْبَيْت وَلم يخرج مِنْهُ إِلَى أَن مَاتَ وأصابه فِي ذَلِك الْجُلُوس محن مولده سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْكَلَام على جمع الصَّلَاتَيْنِ ثمَّ نقل عَنهُ فِي مَوَاضِع أخر يسيرَة

ص: 118

67 -

مُحَمَّد بن مَحْمُود أَبُو بكر المحمودي الْمروزِي أَخذ هُوَ وَابْن خُزَيْمَة وَأَبُو إِسْحَاق الْمروزِي عَن عَبْدَانِ كَمَا تقدم وَهَذَا يبطل ظن أبي نصر السُّبْكِيّ انه تفقه على أبي إِسْحَاق الْمروزِي فَإِنَّهُ نَظِيره ورفيقه لَا أعلم وَقت وَفَاته وَقد ذكره الْعَبَّادِيّ فِي الطَّبَقَات قبل ابْن الْمُنْذر والإصطخري نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا فِي الْحيض فِي الْكَلَام على قولي السحب واللقط ثمَّ فِي موضِعين آخَرين مِنْهُ وَمِنْهَا فِي بيع الْجَارِيَة الْمُغنيَة إِذا أبيعت بأزيد من قيمتهَا وَفِي الْعتْق فِيمَا لَو أعتق الْمَرِيض فِي مرض مَوته عبدا لَا يملك غَيره فَإِن أَبَا زيد أجَاب فِي هَذِه الْمَسْأَلَة فِي مَجْلِسه فحمده

68 -

نصر بن حَاتِم بن بكير الْفَقِيه أَبُو اللَّيْث الشالوسي قَالَ الْحَاكِم أَقَامَ بنيسابور لسَمَاع الْمَبْسُوط كتبنَا عَنهُ فِي مَسْجِد أبي الْعَبَّاس الْأَصَم سنة تسع

ص: 119

وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَلم يؤرخ وَفَاته وَقَالَ المطوعي هُوَ من أَوَائِل أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس وأفاضلهم وَكَانَ أَبُو بكر الْقفال قد درس عَلَيْهِ فِي أَوَائِل أمره كَمَا سَيَأْتِي وشالوس بشين مُعْجمَة وَأُخْرَى مُهْملَة قَرْيَة بنواحي آمل طبرستان وَقَالَ النَّوَوِيّ إنَّهُمَا مهملتان فَوَهم

69 -

أَبُو الْحُسَيْن النسوي نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أَوَاخِر النّذر أَنه إِذا نذر ان يُضحي ببدنة من الْإِبِل وَلم يجدهَا وَوجد ثَلَاث شِيَاه بِقِيمَتِهَا أَجْزَأته لوفائهن بِالْقيمَةِ قَالَ الرَّافِعِيّ وَهُوَ شيخ من أَصْحَابنَا كَانَ فِي زمن أبي إِسْحَاق وَابْن خيران

70 -

أَبُو الطّيب وَيُقَال أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالملقي كَانَ من خَواص أَصْحَاب ابْن سُرَيج وَالْمُتوَلِّيّ للإلقاء عَنهُ والإعادة فِي مَجْلِسه وَلِهَذَا قيل لَهُ

ص: 120

الملقي صنف كتابا فِي الْخلاف يعرف بعرائس الْمجَالِس كَذَا ذكره ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الْأَنْسَاب وَنَقله الْإِسْنَوِيّ وَلم يزدْ وَفِي الرَّافِعِيّ فِي بَاب صَلَاة الْمُسَافِر فِي مَسْأَلَة مَا لَو رعف الإِمَام الْمُسَافِر واستخلف مُقيما أتم المقتدون وَظَاهر النَّص انه يلْزم الراعف الْإِتْمَام وَاعْتَرضهُ الْمُزنِيّ وَاخْتلف الْأَصْحَاب فِي تَأْوِيل النَّص فَذكر الْجَواب الأول ثمَّ قَالَ الثَّانِي قَالَ أَبُو غَانِم ملقي ابْن سُرَيج صُورَة النَّص فَذكر جَوَابه فَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الَّذِي ذكره ابْن السَّمْعَانِيّ وَهَذَا قَول ثَالِث فِي كنيته

ص: 121