الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطَّبَقَة الثَّالِثَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة الرَّابِعَة
31 -
إِبْرَاهِيم بن جَابر أَبُو إِسْحَاق صَاحب الْخلاف قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ إِمَامًا فَاضلا وَقَالَ البرقاني إِنَّه مِمَّن اجْتمع لَهُ الْفِقْه والْحَدِيث ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة عشر وثلاثمائة نقل عَنهُ الشَّيْخ أَبُو حَامِد وَغَيره فِي الْكَلَام على الْقلَّتَيْنِ وَنقل الدِّرَامِي فِي الاستذكار عَنهُ ان الِاسْتِنْجَاء لَا يُجزئ بِحجر لَهُ ثَلَاثَة أحرف قَالَ الذَّهَبِيّ لم يذكر الْخَطِيب مَا كَانَ مذْهبه
32 -
إِبْرَاهِيم بن هَانِئ بن خَالِد المهلبي أَبُو عمرَان الْجِرْجَانِيّ إِمَام الشَّافِعِيَّة
بهَا تفقه عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ مَاتَ سنة إِحْدَى وثلاثمائة
33 -
أَحْمد بن شُعَيْب بن عَليّ بن سِنَان بن بَحر الإِمَام الْجَلِيل الْحَافِظ أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ مُصَنف السّنَن وَغَيرهَا من التصانيف وَأحد الْأَعْلَام ولد سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَسمع الْكثير وَأخذ عَن يُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَكَانَ أفقه مَشَايِخ مصر وأعلمهم بِالْحَدِيثِ وَكَانَ كثير التَّهَجُّد وَالْعِبَادَة يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن مقدم على من يذكر بِهَذَا الْعلم من أهل عصره قَالَ القَاضِي تَاج الدَّين السُّبْكِيّ سَأَلت شَيخنَا الذَّهَبِيّ أَيهمَا أحفظ مُسلم ابْن الْحجَّاج أَو النَّسَائِيّ فَقَالَ النَّسَائِيّ ثمَّ ذكرت ذَلِك لوالدي فَوَافَقَ عَلَيْهِ توفّي بفلسطين فِي صفر وَقيل فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وثلاثمائة عقب محنة حصلت لَهُ وَهُوَ من نظراء أهل الطَّبَقَة الثَّانِيَة لَكِن تَأَخَّرت وَفَاته
34 -
أَحْمد بن عبد الله بن سيف أَبُو بكر السجسْتانِي ذكره الْعَبَّادِيّ فِي طبقاته وَقَالَ إِنَّه أَخذ عَن الْمُزنِيّ وَنقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْبَاب الرَّابِع من أَبْوَاب الصَدَاق فَقَالَ روى الْقفال الشَّاشِي عَن أَحْمد بن عبد الله بن سيف انه سَأَلَ الْمُزنِيّ هَل يجوز النِّكَاح على تَعْلِيم الشّعْر فَقَالَ يجوز إِذا كَانَ مثل قَول الْقَائِل
…
يُرِيد الْمَرْء أَن يُعْطي مناه
…
ويأبي الله إِلَّا مَا أَرَادَا
…
... يَقُول الْمَرْء فائدتي وَمَالِي
…
وتقوى الله أفضل مَا استفادا
…
توفّي سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة وَقيل سنة خمس عشرَة وَقيل سنة ثَمَان عشرَة والبيتان لأبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه
35 -
أَحْمد بن عمر بن سُرَيج القَاضِي أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ حَامِل لِوَاء
الشَّافِعِيَّة فِي زَمَانه وناشر مَذْهَب الشَّافِعِي تفقه بِأبي الْقَاسِم الْأنمَاطِي وَغَيره وَأخذ عَنهُ الْفِقْه خلق من الْأَئِمَّة قَالَ أَبُو عَليّ بن خيران سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس بن سُرَيج يَقُول رَأَيْت كأنا مُطِرْنَا كبريتا أَحْمَر فملأت أكمامي وحجري فَعبر لي أَن أرزق علما عَزِيزًا كعزة الكبريت الْأَحْمَر وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد الْفَقِيه سَمِعت ابْن سُرَيج يَقُول قل مَا رَأَيْت من المتفقهة من اشْتغل بالْكلَام فأفلح يفوتهُ الْفِقْه وَلَا يصل إِلَى معرفَة الْكَلَام وَقَالَ الْعَبَّادِيّ فِي تَرْجَمَة ابْن سُرَيج شيخ الْأَصْحَاب وسالك سَبِيل الْإِنْصَاف وَصَاحب الْأُصُول وَالْفُرُوع الحسان وناقض قوانين المعترضين على الشَّافِعِي ومعارض جوابات الْخُصُوم وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ من عُظَمَاء الشافعيين وعلماء الْمُسلمين وَكَانَ يَقُول لَهُ الباز الْأَشْهب وَولي قَضَاء شيراز وَكَانَ يفضل على جَمِيع أَصْحَاب الشَّافِعِي حَتَّى على الْمُزنِيّ قَالَ وَسمعت شَيخنَا أَبَا الْحسن الشيرجي الفرضي صَاحب ابْن اللبان يَقُول إِن فهرست كتب أبي الْعَبَّاس تشْتَمل على أَرْبَعمِائَة مُصَنف وَقَامَ بنصرة هَذَا الْمَذْهَب ورد على الْمُخَالفين وَفرع على كتب مُحَمَّد بن
الْحسن وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو حَامِد يَقُول نَحن نجري مَعَ أبي الْعَبَّاس فِي ظواهر الْفِقْه دون الدقائق مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وثلاثمائة عَن سبع وَخمسين سنة بِبَغْدَاد وَدفن بالجانب الغربي
36 -
أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الصَّابُونِي من أَصْحَابنَا أَصْحَاب الْوُجُوه مَذْكُور فِي الرَّوْضَة فِي أَوَائِل الْبَاب السَّادِس من كتاب النِّكَاح قَالَ النَّوَوِيّ فِي تهذيبه وَمن غَرَائِبه مَا حكيته عَنهُ فِي الرَّوْضَة أَن أم الزَّوْجَة لَا تحرم إِلَّا بِالدُّخُولِ كَعَكْسِهِ وَهَذَا شَاذ مَرْدُود وَالصَّوَاب الْمَشْهُور تَحْرِيمهَا بِنَفس العقد انْتهى وَقد ذكره الْعَبَّادِيّ فِي آخر الطَّبَقَة الْمُتَقَدّمَة على ابْن سُرَيج وَحكى عَنهُ انه قَالَ سَمِعت الرّبيع يَقُول سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول المراء فِي الْعلم يقسي الْقلب وَيُورث الضغائن وَفِي تأريخ الْحَاكِم أَحْمد بن يُوسُف الصَّابُونِي أَبُو الْحسن المناظر الجدلي المتعصب للسّنة ورد نيسابور سنة ثَلَاث وثلاثمائة فَيحْتَمل أَن يكون هُوَ صَاحب التَّرْجَمَة وَوَقع الْوَهم فِي اسْم أَبِيه
الْحسن بن سُفْيَان بن عَامر بن عبد الْعَزِيز بن النُّعْمَان الشَّيْبَانِيّ النسوي أَبُو الْعَبَّاس الْحَافِظ مُصَنف الْمسند تفقه على أبي ثَوْر وَكَانَ يُفْتِي بمذهبه وَسمع من أَحْمد بن حَنْبَل وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَخلق قَالَ الْحَاكِم كَانَ مُحدث خُرَاسَان فِي عصره مقدما فِي الثبت وَالْكَثْرَة والفهم وَالْفِقْه وَالْأَدب روى عَنهُ ابْن حبَان فَأكْثر وَذكره فِي الثِّقَات مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وثلاثمائة جَاوز السّبْعين قَالَ الْحسن سَمِعت حَرْمَلَة يَقُول سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول فِي رجل فِي فِيهِ تَمْرَة فَقَالَ لزوجته إِن أكلت هَذِه التمرة فَأَنت طَالِق وَإِن طرحتها فَأَنت طَالِق قَالَ يَأْكُل نصفهَا ويطرح نصفهَا قَالَ الْحسن سمع مني ابْن سُرَيج هَذِه الْمَسْأَلَة وَبنى عَلَيْهَا مسَائِل الطَّلَاق
38 -
الْحُسَيْن بن صَالح ين خيران أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ أحد أَئِمَّة الْمَذْهَب قَالَ
الْخَطِيب كَانَ من افاضل الشُّيُوخ وأماثل الْفُقَهَاء مَعَ حسن الْمَذْهَب وَقُوَّة الْوَرع وَأَرَادَ السُّلْطَان أَن يوليه الْقَضَاء فَامْتنعَ واستتر وَسمر بَابه لامتناعه مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة عشْرين وثلاثمائة كَذَا ارخه الشَّيْخ فِي طبقاته وَرجحه ابْن الصّلاح والذهبي وَقَالَ غَيره مَاتَ سنة عشر وثلاثمائة وَمَال إِلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ والخطيب قَالَ الذَّهَبِيّ وَلم يبلغنَا عَمَّن أَخذ الْعلم وَلَا من اخذ عَنهُ وَأَظنهُ مَاتَ كهلا وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى فِي تَرْجَمَة الْأنمَاطِي إِنَّه مِمَّن أَخذ عَن الْأنمَاطِي ثمَّ توقف فِي ذَلِك فِي تَرْجَمَة ابْن خيران نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الطَّهَارَة ثمَّ فِي التَّيَمُّم ثمَّ فِي الْحيض ثَلَاثَة مَوَاضِع ثمَّ فِي الْمَوَاقِيت ثمَّ فِي الْأَذَان ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ
39 -
الزبير بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن عَاصِم بن الْمُنْذر بن الزبير بن الْعَوام الْأَسدي أَبُو عبد الله الزبيرِي الْبَصْرِيّ أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة لَا أعرف عَمَّن أَخذ الْفِقْه وَقد أَخذ الْقرَاءَات عَن روح بن قُرَّة وَمُحَمّد بن يحيى
الْقطيعِي وَغَيرهمَا قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَكَانَ أعمى وَله مصنفات كَثِيرَة مليحة مِنْهَا الْكَافِي وَقَالَ المارودي فِي زَكَاة الحلى كَانَ شيخ أَصْحَابنَا فِي عصره قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق مَاتَ قبل الْعشْرين وثلاثمائة وورخ الذَّهَبِيّ وَفَاته سنة سبع عشرَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الْمِيَاه ثمَّ فِي الْوضُوء ثمَّ فِي الْحيض ثمَّ فِي الْقُنُوت فِي الْوتر ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ وَكتابه الْكَافِي مُخْتَصر دون التَّنْبِيه قَلِيل الْوُجُود والمسكت كالألغاز قَلِيل الْوُجُود
40 -
زَكَرِيَّا بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن بَحر بن عدي بن عبد الرَّحْمَن أَبُو
يحيى السَّاجِي الْبَصْرِيّ الْحَافِظ أحد الْأَئِمَّة الثِّقَات أَخذ عَن الْمُزنِيّ وَالربيع أَخذ عَنهُ الشَّيْخ أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ مَذْهَب أهل السّنة من الْمُحدثين مَاتَ بِالْبَصْرَةِ سنة سبع وثلاثمائة وَله كتاب اخْتِلَاف الْفُقَهَاء وَكتاب علل الحَدِيث وَله تصنيف فِي الْخلاف سَمَّاهُ أصُول الْفِقْه مُجَلد وَذكر انه اخْتَصَرَهُ من كِتَابه الْكَبِير فِي الخلافيات نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي كتاب الْعَارِية فِي الْكَلَام على إِعَارَة الأَرْض للْبِنَاء وَالْغِرَاس انه حكى قولا إِنَّه إِذا رَجَعَ فِي الْعَارِية الموقتة بعد الْمدَّة يقْلع مجَّانا
41 -
عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو الْقَاسِم الْقزْوِينِي نَاب فِي الحكم بِدِمَشْق ثمَّ انْتقل إِلَى قَضَاء الرملة وَحدث عَن يُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَالربيع الْمرَادِي قَالَ ابْن يُونُس كَانَ مَحْمُودًا فِيمَا يتَوَلَّى وَكَانَت لَهُ حَلقَة للاشتغال بِمصْر وللرواية وَكَانَ يظْهر عبَادَة وورعا وَكَانَ يفهم الحَدِيث ويحفظ وَكَانَ يجْتَمع إِلَى دَاره الْحفاظ ويملي عَلَيْهِم ويجتمع فِي مَجْلِسه جمع عَظِيم ثمَّ خلط فِي آخر عمره وَوضع أَحَادِيث على متون فافتضح وَحرقت الْكتب فِي وَجهه وَتركُوا مَجْلِسه ورماه الدَّارَقُطْنِيّ بِالْكَذِبِ مَاتَ سنة خمس عشرَة وثلاثمائة نقل
الرَّافِعِيّ فِي الْجِنَايَات فِي أَوَائِل كتاب مُوجبَات الضَّمَان أَنه حكى قولا بِوُجُوب جَمِيع الضَّمَان فِيمَا إِذا ضرب الشَّارِب زِيَادَة على الْأَرْبَعين
42 -
عَليّ بن الْحُسَيْن بن حَرْب بن عِيسَى الْبَغْدَادِيّ القَاضِي أَبُو عبيد بن حربويه قَاضِي مصر أحد أَصْحَاب الْوُجُوه الْمَشْهُورين ولي قَضَاء وَاسِط ثمَّ ولي قَضَاء مصر من سنة ثَلَاث وَتِسْعين إِلَى أَن استعفى سنة إِحْدَى عشرَة وَرجع إِلَى بَغْدَاد وَجَمِيع أَحْكَامه بِمصْر باختياراته وَكَانَ أَولا يذهب إِلَى قَول أبي ثَوْر وَكَانَ رزقه فِي كل شهر مائَة وَعشْرين دِينَارا وَهُوَ آخر قَاض ركب إِلَيْهِ الْأُمَرَاء قَالَ البرقاني ذكرته للدارقطني فَذكر من جلالته وفضله قَالَ وَحدث عَنهُ النَّسَائِيّ فِي الصَّحِيح وَقَالَ ابْن زولاق كَانَ عَالما بالاختلاف والمعاني وَالْقِيَاس عَارِفًا بِعلم الْقُرْآن والْحَدِيث فصيحا عَاقِلا عفيفا قوالا بِالْحَقِّ سَمحا وَكَانَ من فحول الرِّجَال قَالَ أَبُو بكر ابْن
الْحداد سَمِعت أَبَا عبيد يَقُول مَالِي وللقضاء لَو اقتصرت على الوراقة مَا كَانَ حظي بالردى توفّي فِي صفر سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء عشرَة وثلاثمائة وَصلى عَلَيْهِ الْإِصْطَخْرِي نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا منع تَعْجِيل الزَّكَاة وَفِي الصُّلْح فِي مَسْأَلَة الروشن
43 -
عمر بن عبد الله بن مُوسَى أَبُو حَفْص ابْن الْوَكِيل الْبَاب شَامي قَالَ أَبُو حَفْص المطوعي فِي كِتَابه الْمَذْهَب فِي ذكر شُيُوخ الْمَذْهَب هُوَ فَقِيه جليل الرُّتْبَة من نظراء أبي الْعَبَّاس وَأَصْحَاب الْأنمَاطِي وَمِمَّنْ تكلم فِي الْمسَائِل وَتصرف فِيهَا فَأحْسن مَا شَاءَ ثمَّ هُوَ من كبار الْمُحدثين والرواة وأعيان النقلَة وَقَالَ الْعَبَّادِيّ هُوَ من أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس وَذكر عَنهُ مَسْأَلَة حَكَاهَا عَن أبي الْعَبَّاس
مَاتَ بعد الْعشْر وثلاثمائة نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي آخر التَّيَمُّم ثمَّ فِي نِيَّة الْخُرُوج من الصَّلَاة ثمَّ فِي سُجُود السَّهْو ثمَّ فِي نِيَّة الْإِمَامَة ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ وَهَذِه النِّسْبَة إِلَى بَاب الشَّام وَهِي إِحْدَى الْمحَال الْمَشْهُورَة من الْجَانِب الغربي من بَغْدَاد
44 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي الْفَقِيه نزيل مَكَّة أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام وَمِمَّنْ يقْتَدى بنقله فِي الْحَلَال وَالْحرَام صنف كتبا مُعْتَبرَة عِنْد أَئِمَّة الْإِسْلَام مِنْهَا الإشراف فِي معرفَة الْخلاف والأوسط وَهُوَ أصل الإشراف وَالْإِجْمَاع والإقناع وَالتَّفْسِير وَغير ذَلِك وَكَانَ مُجْتَهدا لَا يُقَلّد أحدا سمع مُحَمَّد بن عبد الحكم وَالربيع بن سُلَيْمَان قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق توفّي سنة تسع أَو عشر وثلاثمائة قَالَ الذَّهَبِيّ وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْء لِأَن ابْن عمار أحد الروَاة عَنهُ لقِيه سنة سِتّ عشرَة وَقَالَ فِي شرح الْمُهَذّب فِي بَاب صفة الصَّلَاة مَاتَ سنة تسع وَعشْرين وَلم يَنْقُلهُ عَن أحد وَهُوَ الثِّقَة الْأمين إِلَّا أَنِّي أخْشَى أَن يكون سبق الْقَلَم من عشرَة إِلَى عشْرين وَقَالَ الذَّهَبِيّ وَحدث ابْن
الْقطَّان نقل وَفَاته سنة ثَمَان عشرَة فليعتمد
45 -
مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة بن الْمُغيرَة بن صَالح أَبُو بكر السّلمِيّ النَّيْسَابُورِي الْحَافِظ إِمَام الْأَئِمَّة أَخذ عَن الْمُزنِيّ وَالربيع وَقَالَ فِيهِ الرّبيع استفدنا مِنْهُ أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ منا قَالَ أَبُو عَليّ الْحَافِظ كَانَ ابْن خُزَيْمَة يحفظ الفقهيات من حَدِيثه كَمَا يحفظ الْقَارئ السُّورَة وَقَالَ ابْن حبَان مَا رَأَيْت على وَجه الأَرْض من يحسن السّنَن ويحفظ ألفاظها الصِّحَاح وزياداتها حَتَّى كَأَنَّهَا بَين عَيْنَيْهِ إِلَّا مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة فَقَط وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ إِمَامًا ثبتا مَعْدُوم النظير وَقَالَ ابْن سُرَيج كَانَ ابْن خُزَيْمَة يسْتَخْرج النكت من حَدِيث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بالمنقاش وَقَالَ الْحَاكِم ومصنفاته تزيد على مائَة وَأَرْبَعين كتابا سوى الْمسَائِل والمسائل المصنفة أَكثر من مائَة جُزْء وَله فقه حَدِيث بَرِيرَة فِي ثَلَاثَة أَجزَاء وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي الطَّبَقَات كَانَ يُقَال لَهُ إِمَام الْأَئِمَّة وَجمع
بَين الْفِقْه والْحَدِيث قَالَ وَحكى عَنهُ أَبُو بكر النقاش انه قَالَ مَا قلدت أحدا مُنْذُ بلغت سِتَّة عشر سنة ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة وثلاثمائة وَقيل سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَكَانَ جَدِيرًا أَن يذكر فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة وَلَكِن تَأَخَّرت وَفَاته كَالَّذي بعده
46 -
مُحَمَّد بن جرير بن يزِيد بن كثير بن غَالب أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ الآملي الْبَغْدَادِيّ الإِمَام الْعلم صَاحب التصانيف الْعَظِيمَة وَالتَّفْسِير الْمَشْهُور مولده سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ أَخذ الْفِقْه عَن الزَّعْفَرَانِي وَالربيع الْمرَادِي قَالَ الْخَطِيب سَمِعت عَليّ بن عبد الله اللّغَوِيّ يَقُول مكث ابْن جرير أَرْبَعِينَ سنة يكْتب كل يَوْم أَرْبَعِينَ ورقة قَالَ أَبُو مُحَمَّد الفرغاني حَدثنِي هَارُون بن
عبد الْعَزِيز قَالَ قَالَ لي أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ أظهرت مَذْهَب الشَّافِعِي واقتديت بِهِ بِبَغْدَاد عشر سِنِين وتلقاه مني ابْن بشار الْأَحول شيخ ابْن سُرَيج قَالَ الفرغاني فَلَمَّا اتَّسع أَدَّاهُ بَحثه واجتهاده إِلَى مَا اخْتَارَهُ فِي كتبه ثمَّ ذكر الفرغاني عِنْد عد مصنفاته كتاب لطيف القَوْل فِي أَحْكَام شرائع الْإِسْلَام وَهُوَ مذْهبه الَّذِي اخْتَارَهُ وجوده وَاحْتج لَهُ وَهُوَ ثَلَاثَة وَثَمَانُونَ كتابا توفّي فِي شَوَّال سنة عشر وثلاثمائة عَن سِتّ وَثَمَانِينَ
47 -
مُحَمَّد بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن زرْعَة الثَّقَفِيّ مَوْلَاهُم الدِّمَشْقِي أَبُو زرْعَة قَاضِي دمشق وَكَانَ قبل ذَلِك على قَضَاء مصر لِأَحْمَد بن طولون مُدَّة ثَمَان سِنِين ذكره ابْن زولاق فِي تَارِيخ قُضَاة مصر قَالَ وَكَانَ يذهب إِلَى
قَول الشَّافِعِي ويوالي عَلَيْهِ ويصانع وَكَانَ يهب لمن يحفظ مُخْتَصر الْمُزنِيّ مائَة دِينَار وَهُوَ الَّذِي أَدخل مَذْهَب الشَّافِعِي دمشق وَحكم بِهِ الْقُضَاة وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهَا مَذْهَب الْأَوْزَاعِيّ وَكَانَ أكولا يَأْكُل سل مشمش وَيَأْكُل سل تين توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وثلاثمائة
48 -
مُحَمَّد بن الْمفضل بن سَلمَة بن عَاصِم أَبُو الطّيب بن سَلمَة الضَّبِّيّ الْبَغْدَادِيّ تفقه على ابْن سُرَيج وَكَانَ مَوْصُوفا بفرط الذكاء وَله وَجه فِي الْمَذْهَب وَقد صنف كتبا عديدة قَالَ الْخَطِيب كَانَ من كبار الْفُقَهَاء ومتقدميهم وَيُقَال إِنَّه درس على ابْن سُرَيج وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ عَالما جَلِيلًا مَاتَ وَهُوَ شَاب فِي الْمحرم سنة ثَمَان وثلاثمائة وَكَانَ من حَقه أَن
يذكر فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة لَوْلَا تقدم وَفَاته وَكَيف يذكر مَعَ ابْن خُزَيْمَة مَعَ أَن ذكر ابْن خُزَيْمَة فِي طبقَة ابْن سُرَيج بعيد لتقدم ابْن خُزَيْمَة عَلَيْهِ فِي المولد بِنَحْوِ ثَلَاثِينَ سنة وَأَخذه عَن الْمُزنِيّ وَالربيع وَابْن سُرَيج لم يَأْخُذ إِلَّا عَن أَصْحَاب الْمُزنِيّ وَهَذَا آفَة التَّرْتِيب على الوفيات نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي مَوَاضِع
49 -
مَنْصُور بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْحسن التَّمِيمِي الْمصْرِيّ الضَّرِير الْفَقِيه الشَّاعِر قَالَ ابْن يُونُس كَانَ فهما حاذقا صنف مختصرات فِي الْفِقْه فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ شَاعِرًا مجودا خَبِيث اللِّسَان فِي الهجو وَكَانَ جنديا قبل أَن يعمى وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ أعمى وَأخذ الْفِقْه عَن أَصْحَاب الشَّافِعِي وَأَصْحَاب أَصْحَابه وَله مصنفات فِي الْمَذْهَب مليحة وَله شعر مليح مَاتَ قبل الْعشْرين وثلاثمائة وَقَالَ ابْن خلكان توفّي سنة سِتّ وثلاثمائة وَجرى عَلَيْهِ الْإِسْنَوِيّ والسبكي وَغَيرهمَا وَقَالَ الْقُضَاعِي وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وترجمه الذَّهَبِيّ فِي سنة
سِتّ ثمَّ قَالَ تحول إِلَى سنة ثَلَاث وَقَالَ بَعضهم انه أَخذ عَن الْأنمَاطِي نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا زَكَاة الْفطر أَن الإقط يُجزئ وَفِي الصُّلْح فِي الْكَلَام على إشراع الْجنَاح وَفِي الْجِنَايَات أَن مُسْتَحقّ الْقصاص يجوز لَهُ اسْتِيفَاؤهُ بِغَيْر إِذن الإِمَام وَفِي الْعدَد إِلَّا انه قَالَ أَبُو مَنْصُور التَّمِيمِي وَنقل فِي كتاب السّرقَة عَن بعض شُرُوح كِتَابه الْمُسَمّى بِالْمُسْتَعْملِ
50 -
يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن يزِيد أَبُو عوَانَة الإِسْفِرَايِينِيّ مُصَنف الْمسند الصَّحِيح الْمخْرج على صَحِيح مُسلم أَخذ عَن الْمُزنِيّ وَالربيع وَطَاف الدُّنْيَا فِي الحَدِيث وَقيل انه أول من أَدخل مَذْهَب الشَّافِعِي إِلَى أسفرايين مَاتَ سنة سِتّ وَقيل سنة ثَلَاث عشرَة وثلاثمائة