الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطَّبَقَة الثَّالِثَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة السَّادِسَة
245 -
أَحْمد بن عَليّ بن بدران أَبُو بكر الْحلْوانِي بِضَم الْحَاء ولد سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة روى عَن القَاضِي أبي الطّيب وَالْمَاوَرْدِيّ وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن الصّلاح فِي تَرْجَمَة الْمَاوَرْدِيّ إِنَّه كَانَ شَيخا جَلِيلًا وَذكره السلَفِي فِي مُعْجم شُيُوخ بَغْدَاد وَذكره الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء قَرَأَ على الْحسن بن غَالب وَعلي بن مُحَمَّد بن فَارس الْخياط قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد سبط الْخياط وَالْمبَارك بن الْحسن
السهروردي وَغَيرهمَا وَقَالَ الرَّافِعِيّ فِي كتاب قسم الصَّدقَات رَأَيْت بِخَط الْفَقِيه أبي بكر بن بدران الْحلْوانِي أَنه سمع أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ يَقُول فِي أختياره أَنه يجوز صرف زَكَاة الْفطر إِلَى وَاحِد توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخَمْسمِائة قَالَ السُّبْكِيّ وَمن تصانيفه كتاب لطائف المعارف
246 -
أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن برهَان بِفَتْح الْبَاء أَبُو الْفَتْح ولد بِبَغْدَاد فِي شَوَّال سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وتفقه على الْغَزالِيّ والشاشي وإلكيا الهراسي وبرع فِي الْمَذْهَب وَفِي الْأُصُول وَكَانَ هُوَ الْغَالِب عَلَيْهِ وَله فِيهِ التصانيف الْمَشْهُورَة الْبَسِيط والوسيط وَالْوَجِيز وَغَيرهَا درس بالنظامية شهرا وَاحِدًا وَكَانَ ذكيا يضْرب بِهِ الْمثل فِي حل الْإِشْكَال قَالَ الْمُبَارك بن كَامِل كَانَ
خارق الذكاء لَا يكَاد يسمع شَيْئا إِلَّا حفظه وَلم يزل يُبَالغ فِي الطّلب وَالتَّحْقِيق وَحل المشكلات حَتَّى صَار يضْرب بِهِ الْمثل فِي تبحره فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَصَارَ علما من أَعْلَام الدَّين قَصده الطلاب من الْبِلَاد حَتَّى صَار جَمِيع نَهَاره وَقطعَة من ليله مستوعبا فِي الأشغال وإلقاء الدُّرُوس توفّي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة كَذَا قَالَه ابْن خلكان وَالْمَعْرُوف أَنه توفّي سنة ثَمَان عشرَة قيل فِي ربيع الأول وَقيل فِي جُمَادَى الأولى نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي كتاب الْقَضَاء أَن الْعَاميّ لَا يلْزمه التَّقْيِيد بِمذهب معِين وَرجحه الإِمَام
247 -
احْمَد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد مجد الدَّين أَبُو الْفتُوح أَخُو أبي حَامِد الْغَزالِيّ وَكَانَ يلقب بلقب أَخِيه حجَّة الْإِسْلَام زين الدَّين وَكَانَ فَقِيها غلب عَلَيْهِ الْوَعْظ والميل إِلَى الإنقطاع وَالْعُزْلَة وَكَانَ صَاحب عِبَارَات وإشارات حسن النّظر درس بالنظامية بِبَغْدَاد لما تَركهَا أَخُوهُ زهدا فِيهَا وَاخْتصرَ الْإِحْيَاء فِي مُجَلد سَمَّاهُ لباب الْإِحْيَاء وَله مُصَنف آخر سَمَّاهُ الذَّخِيرَة فِي علم البصيرة توفّي بقزوين سنة عشْرين وَخَمْسمِائة وَقد تكلم فِيهِ غير وَاحِد وجرحوه
248 -
الْحُسَيْن بن مَسْعُود بن مُحَمَّد الْعَلامَة محيي السّنة أَبُو مُحَمَّد الْبَغَوِيّ وَيعرف بِابْن الْفراء تَارَة وبالفراء أُخْرَى أحد الْأَئِمَّة تفقه على القَاضِي الْحُسَيْن وَكَانَ دينا عَالما عَاملا على طَريقَة السّلف وَكَانَ لَا يلقِي الدَّرْس إِلَّا على طهرة وَكَانَ قانعا باليسير يَأْكُل الْخبز وَحده فَعدل فِي ذَلِك فَصَارَ يَأْكُلهُ بالزيت قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا فِي التَّفْسِير إِمَامًا فِي الحَدِيث إِمَامًا فِي الْفِقْه بورك لَهُ فِي تصانيفه ورزق الْقبُول لحسن قَصده وَصدق نِيَّته وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي تَكْمِلَة شرح الْمُهَذّب قل أَن رَأَيْنَاهُ يخْتَار شَيْئا إِلَّا وَإِذا بحث عَنهُ إِلَّا وجد أقوى من غَيره هَذَا مَعَ اخْتِصَار كَلَامه وَهُوَ يدل على نبل كَبِير وَهُوَ حري بذلك فَإِنَّهُ جَامع لعلوم الْقُرْآن وَالسّنة وَالْفِقْه توفّي بمرو الروذ فِي شَوَّال سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة وَدفن عِنْد شَيْخه قَالَ الذَّهَبِيّ وَلم يحجّ قَالَ وَأَظنهُ جَاوز الثَّمَانِينَ وَالْبَغوِيّ مَنْسُوب إِلَى بغا بِفَتْح الْبَاء قَرْيَة بَين هراة ومرو وَمن تصانيفه التَّهْذِيب لخصه من تَعْلِيق شَيْخه وَهُوَ تصنيف متين مُحَرر عَار عَن الْأَدِلَّة غَالِبا وَشرح الْمُخْتَصر وَهُوَ كتاب نَفِيس أَكثر الْأَذْرَعِيّ من النَّقْل عَنهُ وَلم يقف عَلَيْهِ الْإِسْنَوِيّ والفتاوى وَكتاب شرح السّنة ومعالم التَّنْزِيل فِي التَّفْسِير والمصابيح وَالْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ وَغير ذَلِك
249 -
زيد بن عبد الله بن جَعْفَر اليفاعي بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاة من تَحت وَالْفَاء اليمني كَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والفرائض والحساب أَخذ عَن أهل الْيمن ثمَّ ارتحل إِلَى مَكَّة وَأخذ عَن الطَّبَرِيّ صَاحب الْعدة والبندنيجي صَاحب الْمُعْتَمد ثمَّ عَاد إِلَى الْيمن فانتصب للتدريس وَاجْتمعَ عَلَيْهِ خلق كثير ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْيمن أَخذ عَنهُ صَاحب الْبَيَان وَنقل عَنهُ فِي الْإِجَازَة وَفِي الْهِبَة توفّي سنة أَربع عشرَة أَو خمس عشرَة وَخَمْسمِائة
250 -
سُلْطَان بن إِبْرَاهِيم بن الْمُسلم أَبُو الْفَتْح الْمَقْدِسِي الْفَقِيه شيخ صَاحب الذَّخَائِر ولد بالقدس سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَسمع أَبَا بكر الْخَطِيب وَغَيره وتفقه على نصر الْمَقْدِسِي قَالَ الْإِسْنَوِيّ وعَلى سَلامَة الْمَقْدِسِي
وبرع فِي الْمَذْهَب وَدخل مصر بعد السّبْعين وَسمع بهَا وَكَانَ من افقه الْفُقَهَاء بِمصْر وَعَلِيهِ قَرَأَ أَكْثَرهم روى عَنهُ السلَفِي وَغَيره وصنف كتابا فِي أَحْكَام التقاء الختانين قَالَ الذَّهَبِيّ فِي العبر عَاشَ سِتا وَسبعين سنة توفّي سنة ثَمَان عشرَة أَو فِي السّنة الَّتِي بعْدهَا وَقَالَ ابْن نقطة توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ
251 -
سلمَان بِفَتْح السِّين بن نَاصِر بن عمرَان بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن زيد بن زِيَاد بن مَيْمُون بن مهْرَان أَبُو الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ تلميذ إِمَام الْحَرَمَيْنِ كَانَ فَقِيها إِمَامًا فِي علم الْكَلَام وَالتَّفْسِير زاهدا ورعا يكْتَسب من
خطه وَلَا يخالط أحدا صحب أَبَا الْقَاسِم الْقشيرِي مُدَّة وَحصل عَلَيْهِ طرفا صَالحا من الْعلم ولازم إِمَام الْحَرَمَيْنِ وأتقن عَلَيْهِ الْأَصْلَيْنِ وَشرح الْإِرْشَاد للْإِمَام وَله كتاب الغنية أَصَابَهُ فِي آخر عمره ضعف فِي بَصَره ويسير وقر فِي أُذُنه توفّي فِي جُمَادَى الآخر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَقيل سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ أَنه حكى فِي كتاب الغنية عَن الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَاق جَوَاز نصب إمامين فِي إقليمين
252 -
شُرَيْح بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد القَاضِي أَبُو نصر القَاضِي أبي معمر ابْن الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الرَّوْيَانِيّ ابْن عَم صَاحب الْبَحْر كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه وَولي الْقَضَاء بآمل طبرستان نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي الْبَاب الثَّانِي من أَرْكَان الطَّلَاق فروعا كَثِيرَة نقلهَا عَن جده أبي الْعَبَّاس وصنف كتابا فِي الْقَضَاء سَمَّاهُ رَوْضَة الْحُكَّام وزينة الْأَحْكَام قَالَ فِي خطبَته لما كثرت تصانيفي فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع والمتفق والمختلف وأنفقت عَلَيْهَا عنفوان شَبَابِي وَأَيَّام كهولتي إِلَى أَن جَاوَزت السِّتين رَأَيْت آدَاب الْقَضَاء كَذَا وَكَذَا إِلَى آخر مَا ذكره وَفِي روضته فَوَائِد وغرائب تدل على
جلالة مصنفها وَكَثْرَة اطِّلَاعه لم يذكرُوا وَقت وَفَاته وذكرته فِي هَذِه الطَّبَقَة مَعَ ابْن عَمه
253 -
شيرويه بن شهر دَار بن شيرويه بن فَنًّا خسرو بفاء وَنون وخاء مُعْجمَة وسين وَرَاء مهملتين بعدهمَا وَاو أَبُو شُجَاع الديلمي الهمذاني من ولد الضَّحَّاك بن فَيْرُوز الصَّحَابِيّ ذكره ابْن الصّلاح فَقَالَ كَانَ مُحدثا وَاسع الرحلة حسن الْخلق والخلق ذكيا صلبا فِي السّنة قَلِيل الْكَلَام صنف تصانيف اشتهرت عَنهُ مِنْهَا كتاب الفردوس وكتابا فِي حكايات المنامات وكتابا فِي تأريخ هَمدَان ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي رَجَب سنة تسع وَخَمْسمِائة
254 -
عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن هوَازن الْقشيرِي الْأُسْتَاذ أَبُو نصر ابْن الْأُسْتَاذ أبي الْقَاسِم النَّيْسَابُورِي تخرج بوالده ثمَّ لزم إِمَام الْحَرَمَيْنِ فأتقن عَلَيْهِ الْأُصُول
وَالْفُرُوع وَالْخلاف وَغير ذَلِك من الْعُلُوم وَكَانَ لَهُ موقع عَظِيم عِنْده حَتَّى إِنَّه نقل عَنهُ فِي كتاب الْوَصِيَّة من النِّهَايَة مَعَ كَونه شَابًّا إِذْ ذَاك وتلميذا لَهُ تأهب لِلْحَجِّ فَلَمَّا وصل إِلَى بَغْدَاد عقد لَهُ مجْلِس الْوَعْظ وَظهر لَهُ من الْقبُول مَا لم يعْهَد لأحد قبله وَلزِمَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَغَيره من الْأَئِمَّة مجْلِس وعظه وَحج وَعَاد وَأقَام بِبَغْدَاد وَحج ثَانِيًا وَعَاد إِلَيْهَا وَجرى لَهُ مَعَ الْحَنَابِلَة فِي زمن إِقَامَته بِبَغْدَاد أُمُور كَثِيرَة وَفتن وتعصب وَقتل من الْفَرِيقَيْنِ جمَاعَة ثمَّ وَردت إِشَارَة نظام الْملك إِلَيْهِ بِالرُّجُوعِ إِلَى بَلْدَة نيسابور لتسكين الْفِتَن فَرجع إِلَيْهَا ملازما للتدريس والإفتاء والوعظ والإملاء إِلَى أَن توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة قَالَ الذَّهَبِيّ وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي آخر كتاب النّذر فَقَالَ وَفِي تَفْسِير أبي نصر الْقشيرِي أَن الْقفال قَالَ من الْتزم بِالنذرِ أَن لَا يكلم الْآدَمِيّين يحْتَمل أَن يلْزم لِأَنَّهُ مِمَّا يتَقرَّب بِهِ وَيحْتَمل أَن يُقَال لَا لما فِيهِ من التَّضْيِيق وَالتَّشْدِيد وَلَيْسَ ذَلِك من شرعنا كَمَا لَو نذر الْوُقُوف فِي الشَّمْس قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح هُوَ الِاحْتِمَال الثَّانِي
255 -
عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْفضل الأشنهي صَاحب الْفَرَائِض الْمَعْرُوفَة قدم بَغْدَاد وتفقه بهَا على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَسمع بهَا من جمَاعَة وَكَانَ زاهدا عَارِفًا بِالْمذهبِ والْحَدِيث وصنف فِي الْمَذْهَب والفرائض رَحل عَن بَغْدَاد ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا لرد قلم استعاره وَعَاد إِلَى بَلَده فَمَاتَ بهَا لم يذكرُوا وَقت وَفَاته وَهَذَا مَوْضِعه ظنا وأشنه بِضَم الْهمزَة
وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة وَضم النُّون وَفِي آخِره هَاء قَرْيَة من بِلَاد أذربيجان مُتَّصِلَة بأربل
256 -
عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد قَاضِي الْقُضَاة فَخر الْإِسْلَام أَبُو المحاسن الرَّوْيَانِيّ الطَّبَرِيّ صَاحب الْبَحْر وَغَيره كَانَت لَهُ الوجاهة والرئاسة وَالْقَبُول التَّام عِنْد الْمُلُوك فَمن دونهَا أَخذ عَن وَالِده وجده وبميافارقين عَن مُحَمَّد بن بَيَان الكازروني قَالَ ابْن خلكان وَأخذ الْفِقْه عَن نَاصِر الْعمريّ وعلق عَنهُ وبرع فِي الْمَذْهَب حَتَّى كَانَ يَقُول لَو احترقت كتب الشَّافِعِي لأمليتها من حفظي وَلِهَذَا كَانَ يُقَال لَهُ شَافِعِيّ زَمَانه وَولي قَضَاء طبرستان وَبنى مدرسة بآمل وَكَانَ فِيهِ إِيثَار للقاصدين إِلَيْهِ ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَاسْتشْهدَ بِجَامِع آمل عِنْد ارْتِفَاع النَّهَار بعد فَرَاغه من الْإِمْلَاء يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل سنة أحدى وَخَمْسمِائة قَتله الباطنية لعنهم الله تَعَالَى وَمن تصانيفه الْبَحْر وَهُوَ بَحر كإسمه وَالْكَافِي شرح مُخْتَصر على الْمُخْتَصر والحلية مُجَلد متوسط فِيهِ اختيارات كَثِيرَة وَكثير مِنْهَا يُوَافق مَذْهَب مَالك وَكتاب الْمُبْتَدِي بِكَسْر الدَّال وَهُوَ دون الْحِلْية بِقَلِيل وَكتاب الْقَوْلَيْنِ والوجهين مجلدان
257 -
عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ شمس الْإِسْلَام عماد الدَّين أَبُو الْحسن الطَّبَرِيّ الْمَعْرُوف بإلكيا الهراسي تفقه بِبَلَدِهِ ثمَّ رَحل إِلَى نيسابور قَاصِدا إِمَام الْحَرَمَيْنِ وعمره ثَمَانِي عشرَة سنة فلازمه حَتَّى برع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف وطار اسْمه فِي الْآفَاق وَكَانَ هُوَ وَالْغَزالِيّ والخوافي تلامذته ومعيدي درسه وَكَانَ إِمَامًا نظارا قوي الْبَحْث دَقِيق الْفِكر ذكيا فصيحا جَهورِي الصَّوْت حسن الْوَجْه جدا قدم بَغْدَاد وَتَوَلَّى النظامية فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَاسْتمرّ مدرسا بهَا عَظِيم الجاه رفيع الْمحل يتَخَرَّج عَلَيْهِ الطّلبَة إِلَى ان توفّي فِي الْمحرم سنة أَربع وَخَمْسمِائة وعمره أَربع وَخَمْسُونَ سنة وَدفن فِي تربة الشَّيْخ أبي إِسْحَاق قَالَ السُّبْكِيّ وَله شِفَاء المسترشدين وَنقض مُفْرَدَات أَحْمد وَكتب فِي أصُول الْفِقْه وإلكيا بِهَمْزَة مَكْسُورَة وَلَام سَاكِنة ثمَّ كَاف مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء مثناة من تَحت مَعْنَاهُ الْكَبِير بلغَة الْفرس والهراسي برَاء مُشَدّدَة وسين مهملتين لَا نعلم نسبته لأي شَيْء نقل عَنهُ الرَّوْضَة فِي مَوضِع وَاحِد وَهُوَ فِي أَوَائِل الْقَضَاء أَن الْعَاميّ يلْزمه أَن يُقَلّد مذهبا معينا وَنقل عَن ابْن برهَان عَكسه ثمَّ رَجحه
258 -
الْقَاسِم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ الحريري صَاحب المقامات الَّتِي بلغ بهَا أَعلَى المقامات إِمَام عصره فِي الْأَدَب وَالنّظم والنثر والبلاغة والفصاحة وَصفه ابْن السَّمْعَانِيّ فَأحْسن مَا شَاءَ ولد بِالْبَصْرَةِ سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَقدم بَغْدَاد وتفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَأبي نصر بن الصّباغ وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب على أبي الْفضل الْهَمدَانِي وَأبي حَكِيم الخبري توفّي بِالْبَصْرَةِ سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة عَن سبعين سنة وصنف الملحة وَشَرحهَا ودرة الغواص فِي أَوْهَام الْخَواص
259 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عمر فَخر الْإِسْلَام أَبُو بكر الشَّاشِي ولد بميافارقين فِي الْمحرم سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وتفقه على قاضيها أبي مَنْصُور الطوسي تلميذ الشَّيْخ أبي مُحَمَّد وَعلي الكازروني صَاحب الْإِنَابَة فَلَمَّا عزل الطوسي وَرجع إِلَى بَلَده دخل بَغْدَاد واشتغل على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ ولازمه حَتَّى عرف بِهِ وَكَانَ معيد درسه وَقَرَأَ الشَّامِل على ابْن الصّباغ وَكَانَ مهيبا وقورا متواضعا ورعا وَكَانَ يلقب فِي حداثته بالجنيد لشدَّة ورعه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب بعد شَيْخه ودرس بنظامية بَغْدَاد سنة وَنصفا قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ أشعريا صوفيا صنف عقيدة انْتهى وَله شعر حسن وَقع بَينه
وَبَين الدَّامغَانِي فَأَنْشَأَ فِيهِ الشَّاشِي
…
حجاب وَإِعْجَاب وفرط تصلف
…
وَمد يَد نَحْو الْعلَا بتكلف
…
... وَلَو كَانَ هَذَا من وَرَاء كفاءة
…
لهان وَلَكِن من وَرَاء تخلف
…
توفّي فِي شَوَّال سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخَمْسمِائة وَدفن مَعَ شَيْخه أبي إِسْحَاق فِي قبر وَاحِد وَقيل دفن إِلَى جَانِبه نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أَوَاخِر الْغسْل وَفِي الصَّلَاة ثمَّ فِي اسْتِقْبَال الْقبْلَة ثمَّ فِي ستر الْعَوْرَة ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ وَمن تصانيفه الشافي فِي شرح الشَّامِل فِي عشْرين مجلدا وَمَات وَقد بَقِي نَحْو الْخمس وَالْمُعْتَمد قريب من حجم الْوَسِيط وَكتاب الْحِلْية فِي مجلدين ذكر فِيهِ خلافًا كثيرا للْعُلَمَاء صنفه للخليفة المستظهر بِاللَّه وَلذَلِك يلقب بالمستظهري وَكتاب التَّرْغِيب فِي الْعلم مُجَلد مُتَضَمّن لفروع بأدلة وَكتاب الْعُمْدَة مُخْتَصر وتصنيف لطيف فِي الْمَسْأَلَة السرجية اخْتَار فِيهِ عدم الْوُقُوع
260 -
مُحَمَّد بن أبي أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي يُوسُف القَاضِي أَبُو سعد الْهَرَوِيّ تلميذ أبي عَاصِم الْعَبَّادِيّ وشارح أدب الْقَضَاء لَهُ كَذَا تَرْجمهُ السُّبْكِيّ مُخْتَصرا وَقَالَ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَهُوَ فِي حُدُود الْخَمْسمِائَةِ إِمَّا قبلهَا بِيَسِير وَهُوَ
الْأَقْرَب وَإِمَّا بعْدهَا بِيَسِير وَشَرحه الْمَذْكُور اسْمه الْأَشْرَاف على غوامض الحكومات وَقد أَخذ عَن القَاضِي أبي بكر الشَّامي كَمَا ذكره فِي كِتَابه وَبَين أبي سعد وَأبي الْحسن الْعَبَّادِيّ صَاحب الرقم مناظرات قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَشَرحه الْمَذْكُور مَشْهُور مُفِيد وَتَوَلَّى قَضَاء هَمدَان نقل الرَّافِعِيّ عَنهُ فِي عُيُوب الْمَبِيع وَالْإِقْرَار وَالْغَصْب والدعاوى وَغَيرهَا وَبَالغ فِي الِاعْتِمَاد على شَرحه الْمَذْكُور والتقليد لَهُ فَتَارَة يَقُول بعض أَصْحَاب الْعَبَّادِيّ وَتارَة يُصَرح باسمه قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَاعْلَم أَن عبد الغافر الْفَارِسِي ذكره فِي آخر الذيل أَن القَاضِي أَبَا سعد قتل شَهِيدا مَعَ ابْنه بِجَامِع هَمدَان فِي شعْبَان سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة وَأَنه كَانَ رجلا من الرِّجَال داهية من الدهاة إِلَّا أَنه خَالف الْمَذْكُور أَولا فِي الْأَب فَقَالَ مُحَمَّد بن نصر بن مَنْصُور فَيحْتَمل أَن يكون إِيَّاه وَأَن يكون غَيره انْتهى وَهُوَ غَيره بِلَا شكّ وَقد ذكر الذَّهَبِيّ أَن الْمَقْتُول حَنَفِيّ وَأَنه ولي الْقَضَاء بمدن كَثِيرَة من بِلَاد الْعَجم وَولي قَضَاء الشَّام مُدَّة وَقَضَاء بَغْدَاد مُدَّة
261 -
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الإِمَام حجَّة الْإِسْلَام زين الدَّين أَبُو حَامِد الطوسي الْغَزالِيّ ولد بطوس سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة أَخذ عَن الإِمَام ولازمه حَتَّى صَار أنظر أهل زَمَانه وَجلسَ للإقراء فِي حَيَاة إِمَامه وصنف وَبعد وَفَاة الإِمَام حضر مجْلِس نظام الْملك فَأقبل عَلَيْهِ وَحل مِنْهُ محلا عَظِيما فولاه نظامية بَغْدَاد فدرس بهَا مُدَّة ثمَّ تَركهَا وَحج وَرجع إِلَى دمشق وَأقَام بهَا عشر سِنِين وصنف فِيهَا كتبا يُقَال إِن الْإِحْيَاء مِنْهَا ثمَّ سَار إِلَى الْقُدس والإسكندرية ثمَّ عَاد إِلَى وَطنه بطوس مُقبلا على التصنيف وَالْعِبَادَة وَنشر الْعلم ودرس بنظامية نيسابور مُدَّة ثمَّ تَركهَا وَبنى خانقاه للصوفية ومدرسة للمشتغلين وَأَقْبل على النّظر فِي الْأَحَادِيث خُصُوصا البُخَارِيّ وَقد ذكر لَهُ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى تَرْجَمَة طَوِيلَة فِي أَربع كراريس وَأنْشد قَول الْقَائِل
…
مَاذَا يَقُول الواصفون فِي وَصفه
…
وَصِفَاته جلت عَن الْحصْر
…
توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخَمْسمِائة وَمن تصانيفه الْبَسِيط وَهُوَ كالمختصر للنِّهَايَة والوسيط ملخص مِنْهُ وَزَاد فِيهِ أمورا من الْإِبَانَة للفوراني وَمِنْهَا أَخذ هَذَا التَّرْتِيب الْحسن الْوَاقِع فِي كتبه وَتَعْلِيق القَاضِي الْحُسَيْن والمهذب واستمداده مِنْهُ كثير كَمَا نبه عَلَيْهِ فِي الْمطلب وَمن تصانيفه أَيْضا الْوَجِيز
وَالْخُلَاصَة مُجَلد دون التَّنْبِيه وَكتاب الْفَتَاوَى لَهُ مُشْتَمل على مائَة وَتِسْعين مَسْأَلَة وَهِي غير مرتبَة وَله فَتَاوَى اخرى غير مَشْهُورَة أقل من تِلْكَ وصنف فِي الْخلاف المآخذ جمع مَأْخَذ ثمَّ صنف كتابا آخر فِي الْخلَافَة سَمَّاهُ تحصين المآخذ وصنف فِي الْمَسْأَلَة السريجية مصنفين اخْتَار فِي أَحدهمَا عدم وُقُوع الطَّلَاق وَفِي الآخر الْوُقُوع وَكتاب الْإِحْيَاء وَهُوَ الأعجوبة الْعَظِيم الشَّأْن وبداية الْهِدَايَة فِي التصوف والمستصفى فِي أصُول الْفِقْه والمنخول وإلجام الْعَوام عَن علم الْكَلَام وَالرَّدّ على الباطنية ومقاصد الفلاسفة وتهافت الفلاسفة وجواهر الْقُرْآن وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى ومشكاة الْأَنْوَار والمنقذ من الضلال وَغير ذَلِك
262 -
مُحَمَّد بن مَرْزُوق بن عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد أَبُو الْحسن الزَّعْفَرَانِي الْبَغْدَادِيّ الْجلاب الْفَقِيه الْمُحدث تفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وصنف عدَّة كتب مِنْهَا مَنَاسِك الْحَج نَحْو التَّنْبِيه مُشْتَمل على غرائب وفوائد ورحل الْكثير وروى عَن الْخَطِيب روى عَنهُ السلَفِي مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَقَالَ الذَّهَبِيّ مُحدث ثِقَة مكثر كتب الْكثير وَجمع الْكثير وعني بِالْحَدِيثِ وبرع فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وصنف عدَّة كتب وَكَانَ يُسَافر إِلَى الْبِلَاد
وَكَانَ جيد الضَّبْط متقنا وَمَات بِبَغْدَاد فِي صفر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين عشرَة وَخَمْسمِائة
263 -
مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد الإِمَام تَاج الْإِسْلَام أَبُو بكر بن أبي المظفر التَّمِيمِي السَّمْعَانِيّ الْمروزِي وَالِد الإِمَام أبي سعد صَاحب الْأَنْسَاب والذيل كَانَ فَقِيها مُحدثا حَافِظًا أديبا ناظما ناثرا واعظا مبرزا فِي الْأَحَادِيث جَامعا لأشتات الْعُلُوم قَالَ ابْن الصّلاح أمْلى اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين إملاء فِي ثَلَاث مجلدات لم يسْبق فِيمَا علمناه إِلَى مثلهَا قَالَ عبد الغافر فِي الذيل هُوَ الإِمَام بن الإِمَام بن الإِمَام ووالد الإِمَام شَاب نَشأ فِي عبَادَة الله تَعَالَى وَفِي التَّحْصِيل من صباه حَتَّى أرْضى أَبَاهُ حظي من الْأَدَب والعربية وتميز فيهمَا نظما ونثرا بِأَعْلَى الْمَرَاتِب ثمَّ برع فِي الْفِقْه مستدرا أخلاقه من أَبِيه بَالغا فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف أقْصَى مراميه وَزَاد على أقرانه وَأهل عصره بالتبحر فِي علم الحَدِيث وَمَعْرِفَة الرِّجَال والأسانيد وَحفظ الْمُتُون وجمعت فِيهِ الْخلال الجميلة من الْإِنْصَاف والتواضع والتودد وَأطَال فِي وَصفه كثيرا وَذكره ولد فِي الذيل وَقَالَ أمْلى بِجَامِع مرو مائَة وَأَرْبَعين مَجْلِسا فِي غَايَة الْحسن والفوائد كل من رَآهَا اعْترف بِأَنَّهُ لم يسْبق إِلَى مثلهَا وصنف فِي الحَدِيث تصانيف كَثِيرَة ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي بمرو فِي صفر سنة عشر وَخَمْسمِائة عَن ثَلَاث وَأَرْبَعين سنة وَله شعر كثير قيل إِنَّه غسله قبل مَوته وَأَن الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ مَا كَانَ مَحْفُوظًا عَنهُ نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي مَوضِع وَاحِد
فِي كتاب الْجِزْيَة فَقَالَ إِنَّه نَص على أَن الْحمام للنِّسَاء من غير حَاجَة مَكْرُوه وَصَححهُ النَّوَوِيّ بعد ان نقل فِي الأَصْل عَن ابْن أبي هُرَيْرَة أَنه حرَام
264 -
يحيى بن عَليّ بن الْحسن أَبُو سعد الْبَزَّاز الْمَعْرُوف بِابْن الْحلْوانِي ولد سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة أَو بعْدهَا بقيل وَقَرَأَ الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وبرع حَتَّى الْتحق بالأئمة المناظرين وصنف فِي الْمَذْهَب كتابا سَمَّاهُ التَّلْوِيح ودرس بالنظامية وَولي حسبَة بَغْدَاد ثمَّ تَركهَا ترسل عَن الْخَلِيفَة إِلَى خُرَاسَان فَمَاتَ بسمرقند فِي شهر رَمَضَان سنة عشْرين وَخَمْسمِائة تَرْجمهُ أَبُو سعد فِي الذيل
265 -
الشريف العثماني شيخ العمراني نقل عَنهُ فِي الْبَيَان فَوَائِد سَمعهَا مِنْهُ لَا أعرف من حَاله غير ذَلِك ثمَّ قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ إِنَّه مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى الديباجي العثماني لقبه العمراني بِمَكَّة فَإِن كَانَ هُوَ
الديباجي فَهُوَ من أهل الطَّبَقَة الْآتِيَة وَقد ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي صفر سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَقد تَرْجمهُ السُّبْكِيّ