المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطبقة السابعة وهم الذين كانوا في العشرين الخامسة من المائة الرابعة - طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة - جـ ١

[تقي الدين ابن قاضي شهبة]

فهرس الكتاب

- ‌طَبَقَات الشَّافِعِيَّة لِابْنِ قَاضِي شُهْبَة

- ‌الطَّبَقَة الأولى فِيمَن أَخذ عَن الشَّافِعِي رضي الله عنه

- ‌الطَّبَقَة الثَّانِيَة من أَصْحَاب الشَّافِعِي من لم يدْرك الشَّافِعِي رضي الله عنه وَمَات إِلَى سنة ثَلَاثمِائَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّالِثَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الرَّابِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الْخَامِسَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة السَّادِسَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة السَّابِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّامِنَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة التَّاسِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الْعَاشِرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الْحَادِيَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّانِيَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّالِثَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة السَّادِسَة

- ‌الطَّبَقَة الرَّابِعَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة السَّادِسَة

- ‌الطَّبَقَة الْخَامِسَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة السَّادِسَة

الفصل: ‌الطبقة السابعة وهم الذين كانوا في العشرين الخامسة من المائة الرابعة

‌الطَّبَقَة السَّابِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

114 -

احْمَد بن عَليّ بن أَحْمد بن بِلَال أَبُو بكر الْهَمدَانِي ولد سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وثلاثمائة قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَحكى لي سبطه أَبُو سعد انه أَخذ الْفِقْه عَن ابي إِسْحَاق وَأبي عَليّ بن أبي هُرَيْرَة وَكَانَ ورعا متعبدا اخذ عَنهُ الْفِقْه بهمدان وَقَالَ شيرويه كَانَ إِمَامًا ثِقَة أوحد زَمَانه مفتي

ص: 154

الْبَلَد يَعْنِي هَمدَان يحسن هَذَا الشَّأْن يَعْنِي الحَدِيث لَهُ مصنفات فِي عُلُوم الحَدِيث غير انه كَانَ مَشْهُورا بالفقه وَرَأَيْت لَهُ السّنَن ومعجم الصَّحَابَة مَا رَأَيْت شَيْئا أحسن مِنْهُ وَالدُّعَاء عِنْد قَبره مستجاب مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَقيل تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَتِسْعين وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ قولا إِن الْإِخْوَة لِلْأَبَوَيْنِ ساقطون فِي مَسْأَلَة الشّركَة وَله مُصَنف لطيف فِي الْعِبَادَات سَمَّاهُ مَا لَا يسع الْمُكَلف جَهله

115 -

إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس الْعَلامَة أَبُو سعد ابْن الإِمَام أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ الْجِرْجَانِيّ شيخ الشَّافِعِيَّة بهَا أَخذ الْعلم عَن أَبِيه قَالَ فِيهِ حَمْزَة السَّهْمِي كَانَ إِمَام زَمَانه مقدما فِي الْفِقْه وأصول الْفِقْه والعربية وَالْكِتَابَة والشروط وَالْكَلَام صنف فِي أصُول الْفِقْه كتابا كَبِيرا وَتخرج على يَده جمَاعَة مَعَ الْوَرع الثخين والمجاهدة والنصح لِلْإِسْلَامِ والسخاء وَحسن الْخلق قَالَ القَاضِي أَبُو الطّيب ورد بَغْدَاد فَأَقَامَ بهَا سنة ثمَّ حج وَعقد لَهُ الْفُقَهَاء مجلسين تولى أَحدهمَا الشَّيْخ أَبُو حَامِد الاسفراييني وَالْآخر أَبُو مُحَمَّد

ص: 155

الْبَاقِي وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق جمع بَين رئاسة الدَّين وَالدُّنْيَا بجرجان توفّي فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين وثلاثمائة وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة

116 -

حمد بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْمِيم وَقيل أُسَمِّهِ أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْخطاب أَبُو سُلَيْمَان البستي الْمَعْرُوف بالخطابي قيل إِنَّه من ولد زيد بن الْخطاب بن نفَيْل الْعَدوي قَالَ الذَّهَبِيّ وَلم يثبت كَانَ رَأْسا فِي علم الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَالْأَدب وَغير ذَلِك أَخذ الْفِقْه عَن أبي عَليّ بن أبي هُرَيْرَة وَأبي بكر الْقفال وَغَيرهمَا وَأخذ اللُّغَة عَن أبي عمر الزَّاهِد وصنف التصانيف

ص: 156

النافعة الْمَشْهُورَة مِنْهَا معالم السّنَن تكلم فِيهَا على سنَن أبي دَاوُد وأعلام البُخَارِيّ وغريب الحَدِيث وَشرح أَسمَاء الله الْحسنى وَكتاب الغنية عَن الْكَلَام وَأَهله وَكتاب الْعُزْلَة وَله شعر حسن نقل عَنهُ النَّوَوِيّ فِي التَّهْذِيب شَيْئا فِي اللُّغَة ثمَّ قَالَ وَمحله من الْعلم مُطلقًا وَمن اللُّغَة خُصُوصا الْغَايَة الْعليا توفّي ببست فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ أَن الَّذِي يَجِيء على مَذْهَب الشَّافِعِي انه يجْهر فِي كسوف الشَّمْس قَالَه فِي كِتَابه أَعْلَام البُخَارِيّ وَالْمَعْرُوف خِلَافه قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَنقل عَنهُ أَيْضا فِي مَوَاضِع أُخْرَى قَليلَة انْتهى نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أول صَلَاة الْجُمُعَة ثمَّ فِي صَلَاة الْمُسَافِر فِي الْجمع بِالْمرضِ والوحل ثمَّ فِي بَاب صَلَاة الْكُسُوف فِي موضِعين

117 -

زَاهِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى أَبُو عَليّ السَّرخسِيّ أَخذ الْفِقْه عَن أبي إِسْحَاق الْمروزِي وَالْأَدب عَن أبي بكر ابْن الْأَنْبَارِي وَقَرَأَ على أبي بكر بن

ص: 157

مُجَاهِد قَالَ فِيهِ الْحَاكِم الْمُقْرِئ الْفَقِيه الْمُحدث شيخ عصره بخراسان سَمِعت مناظرته فِي مجْلِس أبي بكر الصبغي وَقَالَ الذَّهَبِيّ اخذ عَن أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ علم الْكَلَام وشهده وَهُوَ يَقُول عِنْد الْمَوْت لعن الله الْمُعْتَزلَة موهوا ومخرقوا توفّي فِي ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَله سِتّ وَتسْعُونَ سنة بِتَقْدِيم التَّاء على السِّين نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ أَن الْخِيَار فِي النِّكَاح يثبت بالصنان والبخر وَنَحْو ذَلِك

118 -

عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد ين محَارب الْأنْصَارِيّ القَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْإِصْطَخْرِي ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ تفقه على القَاضِي أبي حَامِد الْمَرْوذِيّ وَكَانَ قَاضِي فسا بفاء مَفْتُوحَة وسين مُهْملَة وفقيه فَارس وَشرح الْمُسْتَعْمل لمنصور التَّمِيمِي وَسمع بِفَارِس وَالْعراق والحجاز وَالشَّام ومصر قَالَ

ص: 158

الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق وَكَانَ فَقِيها مجودا قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان مَاتَ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي كتاب السّرقَة عَن شرح الْمُسْتَعْمل لَهُ

119 -

عبد الله بن مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ أَبُو مُحَمَّد البافي نزيل بَغْدَاد أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة وَأَصْحَاب الْوُجُوه تفقه على أبي إِسْحَاق الْمروزِي وَأبي عَليّ بن أبي هُرَيْرَة ثمَّ أَخذ عَن الداركي وَكَانَ ماهرا فِي الْعَرَبيَّة تفقه بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ اخذ عَنهُ أَبُو الطّيب وَالْمَاوَرْدِيّ قَالَ الْخَطِيب كَانَ من أفقه أهل وقته فِي الْمَذْهَب بليغ الْعبارَة يعْمل الْخطب وَيكْتب الْكتب الطَّوِيلَة من غير روية وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ فَقِيها أديبا شَاعِرًا مترسلا كَرِيمًا درس بِبَغْدَاد

ص: 159

بعد الداركي توفّي فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وثلاثمائة وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع قَليلَة مِنْهَا فِي سُجُود السَّهْو وَالصَّوْم فِي الْكَلَام على صَوْم يَوْم الشَّك والبافي مَنْسُوب إِلَى باف بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْفَاء إِحْدَى قرى خوارزم

120 -

عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن الْحسن بن عَليّ أَبُو الْحسن الْجِرْجَانِيّ الْفَقِيه الشَّاعِر المطبق قَالَ حَمْزَة السَّهْمِي كَانَ قَاضِي جرجان وَولي قَضَاء قُضَاة الرّيّ وَكَانَ من مفاخر جرجان وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ فَقِيها أديبا شَاعِرًا وَله ديوَان وَهُوَ الْقَائِل فِي قصيدة لَهُ

يَقُولُونَ لي فِيك انقباض وَإِنَّمَا

رَأَوْا رجلا عَن موقف الذل محجما

... أرى النَّاس من داناهم هان عِنْدهم

وَمن أكرمته عزة النَّفس أكرما

وَقَالَ الْعَبَّادِيّ صنف كتاب الْوكَالَة وَفِيه أَرْبَعَة آلَاف مَسْأَلَة قَالَ ابْن كثير

ص: 160

لَهُ ديوَان مَشْهُور وَتَفْسِير كَبِير وَغير ذَلِك قَالَ أَبُو شامة لَهُ اخْتِصَار تأريخ أبي جَعْفَر الطَّبَرِيّ فِي مجلدة سَمَّاهُ صفوة التأريخ توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة كَذَا قَالَه حَمْزَة السَّهْمِي وَجرى عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ وابْن كثير فِي طبقاته والسبكي وَهُوَ مُقْتَضى كَلَام الشَّيْخ فِي الطَّبَقَات فَإِنَّهُ جعله من الطَّبَقَة الَّذين مَاتُوا بعد التسعين لَكِن قَالَ الْحَاكِم مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ عَن سِتّ وَسبعين سنة قَالَ ابْن خلكان وَنقل الْحَاكِم أثبت وَأَصَح فعلى هَذَا فَهُوَ من أهل الطَّبَقَة السَّادِسَة

121 -

عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن مهْدي بن مَسْعُود بن النُّعْمَان بن دِينَار بن عبد الله أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الدَّارَقُطْنِيّ الْحَافِظ الْكَبِير صَاحب المصنفات المفيدة مِنْهَا كتاب السّنَن والعلل الَّذِي لم ير مثله فِي فنه وَكتاب الْإِفْرَاد تفقه بِأبي سعيد الْإِصْطَخْرِي وَقيل على غَيره قَالَ الْحَاكِم صَار أوحد

ص: 161

عصره فِي الْحِفْظ والفهم والورع وإماما فِي النَّحْو وَالْقِرَاءَة وَأشْهد انه لم يخلق على أَدِيم الأَرْض مثله وَقَالَ الْخَطِيب عَن أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ عَن أبي ذَر قلت للْحَاكِم هَل رَأَيْت مثل الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ هُوَ لم ير مثل نَفسه فَكيف أَنا وَقَالَ الْخَطِيب سَمِعت القَاضِي أَبَا الطّيب الطَّبَرِيّ يَقُول الدَّارَقُطْنِيّ أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة عَن تسع وَسبعين سنة فَإِن مولده سنة سِتّ وثلاثمائة توفّي بِبَغْدَاد وَدفن قَرِيبا من مَعْرُوف الْكَرْخِي قَالَ ابْن مَاكُولَا رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي أسأَل عَن حَال الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْآخِرَة فَقيل لي ذَاك يدعى فِي الْجنَّة بِالْإِمَامِ نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي أثْنَاء كتاب الْقَضَاء فِي الْكَلَام على الرِّوَايَة بِالْإِجَازَةِ

ص: 162

122 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم أَبُو عبد الله الإستراباذي وَقيل الْجِرْجَانِيّ أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة وَأَصْحَاب الْوُجُوه وَيعرف بالختن لِأَنَّهُ كَانَ زوج ابْنة أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ الْحَافِظ كَانَ إِمَامًا فَاضلا مناظرا عَالما بالقراءات ومعاني الْقُرْآن أستاذا فِي الْأَدَب ورعا زاهدا مَشْهُورا ذكره الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق مُخْتَصرا فَقَالَ كَانَ فَقِيها فَاضلا شرح التَّلْخِيص لِابْنِ الْقَاص وَقَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ فِي الْأَنْسَاب تخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وَكَانَ لَهُ ورع وديانة وَكَانَت لَهُ رحْلَة إِلَى خُرَاسَان وَالْعراق وأصبهان وَسمع بِبِلَاد كَثِيرَة توفّي يَوْم عَرَفَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَله خمس وَسَبْعُونَ سنة مولده سنة إِحْدَى عشرَة وَشَرحه على التَّلْخِيص شرح جليل عَزِيز الْوُجُود فِي مُجَلد نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي مَوَاضِع مِنْهَا فِي الْمَسْأَلَة السريجية

123 -

مُحَمَّد بن الْحسن بن الْمُنْتَصر أَبُو الْفَيَّاض الْبَصْرِيّ صَاحب القَاضِي أبي حَامِد الْمَرْوذِيّ درس بِالْبَصْرَةِ وَعنهُ أَخذ فقهاؤها وَمن تصانيفه اللَّاحِق بالجامع

ص: 163

الَّذِي صنفه شَيْخه وَهُوَ تَتِمَّة لَهُ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الصَّيْمَرِيّ لَا نَعْرِف وَقت وَفَاته وذكرته هُنَا تَقْرِيبًا فَإِن تِلْمِيذه الصَّيْمَرِيّ فِي الطَّبَقَة الْآتِيَة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أَوَائِل الْحيض فِي الْكَلَام على الإستمتاع بالحائض فِيمَا بَين السُّرَّة وَالركبَة وَنقل عَنهُ فِي غَيره أَيْضا

124 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن حمشاذ بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة وَمِيم سَاكِنة وشين وذال معجمتين أَبُو مَنْصُور الحمشاذي قَالَ الْحَاكِم كَانَ عَالما أديبا متكلما زاهدا عابدا مجتنبا لصحبة السُّلْطَان وَأهل دولته درس الْفِقْه على أبي الْوَلِيد النَّيْسَابُورِي وَابْن أبي هُرَيْرَة وَسمع بخراسان وَالْعراق والحجاز واليمن وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْعلمَاء وصنف اكثر من ثَلَاثمِائَة تصنيف وَكَانَ مجاب الدعْوَة ولد سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة قَالَ الذَّهَبِيّ توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة ثمَّ أَعَادَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقَالَ توفّي فِي رَجَب

ص: 164

125 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن بَصِير بِالْبَاء الْمُوَحدَة بن وَرْقَاء الإِمَام أَبُو بكر الأودني كَانَ شيخ الشَّافِعِيَّة بِمَا وَرَاء النَّهر وَمن كبار أَصْحَاب الْوُجُوه أَخذ عَن أبي مَنْصُور بن مهْرَان قَالَ الْحَاكِم كَانَ من أزهد الْفُقَهَاء وأورعهم وأعبدهم وأبكاهم على تَقْصِيره وأشدهم تواضعا وإنابة وَقَالَ الإِمَام فِي النِّهَايَة وَكَانَ من دأبه أَن يضن بالفقه على من لَا يسْتَحقّهُ وَإِن ظهر بِسَبَبِهِ أثر الإنقطاع عَلَيْهِ فِي المناظرة توفّي ببخارى فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وأودنة قَرْيَة من قرى بُخَارى وَهِي بِفَتْح الْهمزَة كَمَا قَالَه ابْن مَاكُولَا وَغَيره وَقَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ بِضَم الْهمزَة قَالَ وَالْفَتْح من خطأ الْفُقَهَاء وَاقْتصر عَلَيْهِ ابْن خلكان وَاقْتصر ابْن الصّلاح على الأول وَحَكَاهُ عَن

ص: 165

خطّ ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الْأَنْسَاب وَقَالَ ابْن كثير إِنَّه أصح نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي الِاقْتِدَاء بالمخالف ثمَّ صَلَاة الْمُسَافِر ثمَّ فِي حل الْميتَة ثمَّ فِي الزَّكَاة فِي الْخلطَة

126 -

مُحَمَّد بن عَليّ بن سهل بن مصلح الْفَقِيه أَبُو الْحسن الماسرجسي النَّيْسَابُورِي شيخ الشَّافِعِيَّة فِي عصره وَأحد أَصْحَاب الْوُجُوه قَالَ الْحَاكِم كَانَ اعرف الْأَصْحَاب بِالْمذهبِ وترتيبه صحب أَبَا إِسْحَاق الْمروزِي إِلَى مصر وَلَزِمَه وتفقه بِهِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَاد فَكَانَ معيد ابْن أبي هُرَيْرَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده وَعقد مجْلِس النّظر وَجلسَ الْإِمْلَاء وَكَانَ قد سمع الحَدِيث ورحل اخذ عَنهُ القَاضِي أَبُو الطّيب وَغَيره توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَهُوَ ابْن سِتّ وَسبعين سنة وَقيل توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ اسْتِحْبَاب تَطْوِيل الرَّكْعَة الأولى على الثَّانِيَة ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ وَحكى عَنهُ فِي بَاب الدِّيات انه قَالَ رَأَيْت صيادا يرى الصَّيْد على فرسخين

ص: 166

127 -

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ أَبُو بكر الدقاق ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وثلاثمائة صنف كتابا فِي أصُول الْفِقْه وَمن اختياراته أَن مَفْهُوم اللقب حجَّة قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق كَانَ فَقِيها أصوليا شرح الْمُخْتَصر وَولي الْقَضَاء بكرخ بَغْدَاد وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ فَاضلا عَالما بعلوم كَثِيرَة وَله كتاب فِي الْأُصُول على مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَت فِيهِ دعابة توفّي فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة ذكره الرَّافِعِيّ فِي آخر كتاب دَعْوَى الدَّم فِي الْكَلَام على مَسْأَلَة قد الملفوف أَنا إِذا صدقنا الْوَلِيّ أَن القَاضِي أَبَا الطّيب قَالَ بِوُجُوب الْقصاص وَبَالغ فِيهِ حِين سَأَلَهُ أَبُو بكر الدقاق وراجعه فِيهِ

128 -

يحيى بن أَحْمد أَبُو زَكَرِيَّا بن أبي طَاهِر السكرِي قَالَ الْحَاكِم كَانَ من صالحي أهل الْعلم والمناظرين على مَذْهَب الشَّافِعِي تفقه على أبي الْوَلِيد النَّيْسَابُورِي ودرس نيفا وَثَلَاثِينَ سنة توفّي فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ

ص: 167

وثلاثمائة نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ اسْتِحْبَاب رَكْعَتَيْنِ قبل الْمغرب قَالَ وَقيل انه ذكره فِي شرح الغنية لِابْنِ سُرَيج

129 -

أَبُو مُحَمَّد الْكَرَابِيسِي النَّيْسَابُورِي ذكره الْعَبَّادِيّ فِي طبقَة أبي مُحَمَّد البافي ونظرائه وَذكره الرَّافِعِيّ فِي صفة الصَّلَاة فِي الْكَلَام على التَّكْبِير فَقَالَ إِن القَاضِي أَبَا الطّيب نقل عَنهُ عَن الْأُسْتَاذ أبي الْوَلِيد أَنه إِذا قَالَ الله الْأَكْبَر بِزِيَادَة ال لَا يُجزئ على الْقَدِيم لَا يعرف شَيْء من حَال الْمَذْكُور سوى مَا ذكر

130 -

أَبُو مَنْصُور الأبيوردي لَا أعلم من حَاله شَيْئا إِلَّا ان الرَّافِعِيّ نقل عَنهُ فِي الْبَاب الأول من كتاب الصَدَاق فَقَالَ وَفِي شرح القَاضِي ابْن كج أَن أَبَا مَنْصُور

ص: 168

الأبيوردي حكى عَن القَاضِي أبي حَامِد أَن الْمَرْأَة إِذا تبرعت وسلمت نَفسهَا حَتَّى وَطئهَا الزَّوْج كَانَ لَهَا الِامْتِنَاع

ص: 169