المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطبقة الرابعة عشرة وهم الذين كانوا في العشرين الثانية من المائة السادسة - طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة - جـ ١

[تقي الدين ابن قاضي شهبة]

فهرس الكتاب

- ‌طَبَقَات الشَّافِعِيَّة لِابْنِ قَاضِي شُهْبَة

- ‌الطَّبَقَة الأولى فِيمَن أَخذ عَن الشَّافِعِي رضي الله عنه

- ‌الطَّبَقَة الثَّانِيَة من أَصْحَاب الشَّافِعِي من لم يدْرك الشَّافِعِي رضي الله عنه وَمَات إِلَى سنة ثَلَاثمِائَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّالِثَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الرَّابِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الْخَامِسَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة السَّادِسَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة السَّابِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة الرَّابِعَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّامِنَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة التَّاسِعَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الْعَاشِرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الْحَادِيَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الرَّابِعَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّانِيَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الْخَامِسَة من الْمِائَة الْخَامِسَة

- ‌الطَّبَقَة الثَّالِثَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الأولى من الْمِائَة السَّادِسَة

- ‌الطَّبَقَة الرَّابِعَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة السَّادِسَة

- ‌الطَّبَقَة الْخَامِسَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّالِثَة من الْمِائَة السَّادِسَة

الفصل: ‌الطبقة الرابعة عشرة وهم الذين كانوا في العشرين الثانية من المائة السادسة

‌الطَّبَقَة الرَّابِعَة عشرَة وهم الَّذين كَانُوا فِي الْعشْرين الثَّانِيَة من الْمِائَة السَّادِسَة

266 -

إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَطاء الإِمَام الْعَلامَة أَبُو إِسْحَاق المروروذي الْفَقِيه تفقه على أبي المظفر السَّمْعَانِيّ وَالْحسن النيهي وَسمع الْكثير وَصَارَت الرحلة إِلَيْهِ فِي طلب الْعلم قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ من الْعلمَاء العاملين وَحدث بالكتب الْكِبَار وَقتل فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة فِي فتْنَة الخوارزمية عَن ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة قَالَ أَبُو سعد وَكَانَ أبي أوصى بِنَا إِلَيْهِ فَكَانَ يقوم بأمورنا أتم قيام وعلقت عَنهُ كتاب الطَّهَارَة وَسمعت مِنْهُ الْكثير وَله تعليقة مبسوطة وقف عَلَيْهَا الرَّافِعِيّ

ص: 298

نقل عَنْهَا فِي اسْتِقْبَال الْقبْلَة ثمَّ فِي مُتَابعَة الإِمَام فِيمَا إِذا سبق بِأَكْثَرَ من ثَلَاثَة أَرْكَان ثمَّ فِي الصّيام فِي الْكَلَام على الْفِدْيَة بِسَبَب تَأْخِير الْقَضَاء ثمَّ فِي الزَّكَاة إِذا أَخذ السَّاعِي غير الأغبط ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ

267 -

أَحْمد بن سهل بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن أَبُو بكر بن أبي الْفَتْح الْبَانِي بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالنُّون الأرغياني قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الْأَنْسَاب فِي بَاب الْبَاء الْمُوَحدَة وَالنُّون كَانَ أَبُو بكر هَذَا مثل وَالِده فِي الْفضل والسيرة وَكَانَ فِي عصرنا وَلم ألقه قَالَ وَبَان قَرْيَة من قرى أرغبان من نواحي نيسابور وَلم يؤرخ وَفَاته وذكرته هُنَا تخمينا نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أَوَاخِر الْقَضَاء على الْغَائِب فِي الْكَلَام على مَا إِذا أَرَادَ نقل الْعين الْمَحْكُوم بهَا إِلَى بلد القَاضِي الَّذِي حكم فَقَالَ إِنَّه يَأْخُذ كَفِيلا وَيخْتم على الْعين بِخَاتمِهِ ثمَّ قَالَ وَأخذ الْكَفِيل ختم والختم لَيْسَ بحتم كَذَلِك حكى المتلقي عَن أبي بكر الأرغياني كَذَا فِي بعض نسخ الرَّافِعِيّ وَفِي بَعْضهَا أَبُو بكر الزنجاني

268 -

أسعد بن أبي نصر بن الْفضل مجد الدَّين أَبُو الْفَتْح الميهني ولد بميهنة سنة

ص: 299

إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ إِمَامًا كَبِيرا فِي الْفِقْه وَالْخلاف وَله فِي الْخلاف طَريقَة مَشْهُورَة تفقه على أبي المظفر السَّمْعَانِيّ وَأخذ الْأُصُول عَن أبي عبد الله الفراوي ورحل إِلَى غزنة بغين مُعْجمَة من نواحي الْهِنْد واشتهر بِتِلْكَ النواحي وشاع فَضله ثمَّ ورد إِلَى بَغْدَاد ودرس بالنظامية وانتفع النَّاس بِهِ وبطريقته الخلافية ثمَّ توجه من بَغْدَاد رَسُولا إِلَى هَمدَان فَتوفي بهَا سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَعشْرين وَخَمْسمِائة قَالَه الذَّهَبِيّ وَقيل توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين والميهني نِسْبَة إِلَى ميهنة بميم مَكْسُورَة كَمَا ضَبطه ابْن السَّمْعَانِيّ وَقيل بِفَتْحِهَا ثمَّ مثناة من تَحت ثمَّ هَاء مَفْتُوحَة بعْدهَا نون مَفْتُوحَة أَيْضا وَفِي آخِره تَاء التَّأْنِيث قَرْيَة بِقرب طوس بَين سرخس وأبيورد

269 -

إِسْمَاعِيل بن عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الإِمَام أَبُو سعد

ص: 300

البوشنجي نزيل هراة ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة كَانَ عَالما بِالْمذهبِ درس وَأفْتى وصنف قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ فَاضلا غزير الْفضل حسن الْمعرفَة بِالْمذهبِ جميل السِّيرَة مرضِي الطَّرِيقَة كثير الْعِبَادَة ملازما للذّكر قانعا باليسير خشن الْعَيْش رَاغِبًا فِي نشر الْعلم لَازِما للسّنة غير ملتفت إِلَى الْأُمَرَاء وَأَبْنَاء الدُّنْيَا وَقَالَ عبد الغافر شَاب نَشأ فِي عبَادَة الله مرضِي السِّيرَة على منوال أَبِيه وَهُوَ فَقِيه مناظر مدرس زاهد وَقَالَ الرَّافِعِيّ فِي كتاب الْخلْع هُوَ إِمَام غواص مُتَأَخّر لقِيه من لقيناه توفّي بهراة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَله كتاب سَمَّاهُ الْمُسْتَدْرك وقف عَلَيْهِ الرَّافِعِيّ وَنقل عَنهُ فِي مَوَاضِع كَثِيرَة

270 -

إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْفضل بن عَليّ أَحْمد بن طَاهِر التَّمِيمِي الطلحي الْأَصْبَهَانِيّ الْجَزرِي بجيم مَضْمُومَة وزاي الْحَافِظ قوام الدَّين أَبُو الْقَاسِم أفرد أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ لَهُ تَرْجَمَة فِي جُزْء كَبِير وَقَالَ إِمَام أَئِمَّة وقته وأستاذ عُلَمَاء عصره وقدوة أهل السّنة فِي زَمَانه بلغت عدد أَمَالِيهِ نَحوا من ثَلَاثَة آلَاف وَخَمْسمِائة مجْلِس

ص: 301

وَله مصنفات كَثِيرَة مِنْهَا التَّفْسِير الْكَبِير فِي ثَلَاثِينَ مجلدا سَمَّاهُ الْجَامِع وَكتاب الْإِيضَاح فِي التَّفْسِير فِي أَربع مجلدات وَكتاب الموضح فِي التَّفْسِير ثَلَاث مجلدات وَكتاب الْمُعْتَمد فِي التَّفْسِير عشر مجلدات وَكتاب التَّرْغِيب والترهيب وَشرح صَحِيح البُخَارِيّ وصحيح مُسلم وَكَانَ ابْنه شرع فيهمَا فَمَاتَ فِي حَيَاته فأتمها وَله كتاب دَلَائِل النُّبُوَّة وَكتاب التَّذْكِرَة نَحْو ثَلَاثِينَ جُزْءا وَغير ذَلِك قَالَ ابْن مندة فِي الطَّبَقَات لَيْسَ فِي وقتنا مثله قَالَ وَكَانَ أَئِمَّة بَغْدَاد يَقُولُونَ مَا رَحل إِلَى بَغْدَاد بعد أَحْمد بن حَنْبَل أفضل وَلَا أحفظ مِنْهُ وَلم يُنكر أحد شَيْئا من فَتَاوِيهِ قطّ وَقَالَ السَّمْعَانِيّ هُوَ أستاذي فِي الحَدِيث وَعنهُ أخذت هَذَا الْقدر وَهُوَ إِمَام فِي التَّفْسِير والْحَدِيث واللغة وَالْأَدب عَارِف بالمتون والأسانيد وَكنت إِذا سَأَلته عَن الغوامض والمشكلات إجاب فِي الْحَال بِجَوَاب شاف ولد فِي شَوَّال سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَمَات يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَأما وَلَده فَهُوَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد ولد فِي حُدُود سنة خَمْسمِائَة وَنَشَأ فِي طلب الْعلم فَصَارَ إِمَامًا فِي عُلُوم مَعَ الفصاحة والذكاء وصنف تصانيف كَثِيرَة مَعَ صغر سنه اخترمته الْمنية بهمدان سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة

ص: 302

271 -

الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن برهون القَاضِي أَبُو عَليّ الفارقي ولد بميافارقين فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وتفقه بهَا على أبي عبد الله مُحَمَّد بن بَيَان الكازروني فَلَمَّا توفّي رَحل إِلَى بَغْدَاد فَأخذ عَن الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ ولازمه وَسمع عَلَيْهِ كِتَابه الْمُهَذّب وَحفظه ولازم ابْن الصّباغ وَحفظ كِتَابه الشَّامِل قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وَكَانَ يُكَرر عَلَيْهِمَا دَائِما وَيقْرَأ من الْمَاضِي فِي كل لَيْلَة ربع أحد الْكِتَابَيْنِ وَكَانَ إِمَامًا ورعا قَائِما فِي الْحق مَشْهُورا بالذكاء أمْلى شَيْئا على الْمُهَذّب يُسمى بالفوائد نَقله عَنهُ ابْن أبي عصرون وَهُوَ فِي جزأين متوسطين وَزَاد فِيهِ ابْن عصرون مَوَاضِع معلمه وَذكر ابْن الصّلاح فِي تَرْجَمَة أبي الْعِزّ القلانسي الوَاسِطِيّ أَن الفارقي الْمَذْكُور لَهُ فتاو مَجْمُوعَة فِي نَحْو خَمْسَة أَجزَاء تولى قَضَاء وَاسِط ثمَّ عزل وسكنها إِلَى حِين وَفَاته فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة عَن خمس وَتِسْعين سنة ممتعا بحواسه وَدفن فِي مدرسته وَكَانَ

ص: 303

آخر من انْتهى إِلَيْهِ التدريس وَالْفَتْوَى من أَصْحَاب الشَّيْخ نقل عَنهُ فِي الرَّوْضَة فِي مَوضِع وَاحِد فِي كتاب الشُّفْعَة فَقَالَ إِنَّه صحّح عدم خِيَار الْمجْلس للشَّفِيع

272 -

سعيد بن مُحَمَّد بن عمر الإِمَام أَبُو مَنْصُور بن الرزاز أحد أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة بِبَغْدَاد تفقه على أبي سعد الْمُتَوَلِي وَأبي بكر الشَّاشِي وَأبي حَامِد الْغَزالِيّ وإلكيا الهراسي وأسعد الميهني وبرع وساد وَصَارَت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب ودرس بالنظامية مُدَّة ثمَّ عزل قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ ذَا سمت ووقار وجلالة مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بتربة الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ

273 -

عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي عقامة بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وبالقاف الثَّعْلَبِيّ الربعِي الْبَغْدَادِيّ ثمَّ اليمني القَاضِي أَبُو الْفتُوح صَاحب كتاب الخناثي أَخذ

ص: 304

عَن جده أبي الْحسن عَليّ وَعَن أبي الْغَنَائِم الفارقي أَكثر صَاحب الْبَيَان النَّقْل عَنهُ وَقَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ من فضلاء أَصْحَابنَا الْمُتَأَخِّرين لَهُ مصنفات حَسَنَة وَمن أغربها وأتقنها كتاب الخناثي مُجَلد لطيف فِيهِ نفائس حَسَنَة وَلم يسْبق إِلَى تصنيف مثله وَذكره الرَّافِعِيّ فِي كتاب الدِّيات فِي الْكَلَام على قطع حلمة الْمَرْأَة وَفِي غَيره أَيْضا وَنقل عَنهُ النَّوَوِيّ من زوائده فِي أَوَائِل النِّكَاح فِي الْكَلَام على مَا إِذا عقد بِشَهَادَة خنثيين ثمَّ بانا رجلَيْنِ وَذكره عمر بن عَليّ بن سَمُرَة الْجَعْدِي اليمني فِي طَبَقَات فُقَهَاء الْيمن وَقَالَ وفضائل بني عقامة مَشْهُورَة وهم الَّذين نشر الله بهم مَذْهَب الشَّافِعِي فِي تهَامَة لم يذكرُوا وَفَاته وذكرته فِي هَذِه الطَّبَقَة تخمينا

274 -

عبد الغافر بن إِسْمَاعِيل بن عبد الغافر بن مُحَمَّد بن عبد الغافر الْحَافِظ الْعَالم الْفَقِيه البارع أَبُو الْحسن الْفَارِسِي النَّيْسَابُورِي ذُو الْفُنُون والمصنفات سبط

ص: 305

أبي الْقَاسِم الْقشيرِي ولد ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة تفقه ولازم إِمَام الْحَرَمَيْنِ أَربع سِنِين وَأخذ عَنهُ الْفِقْه وَالْخلاف ورحل وَلَقي الْعلمَاء ثمَّ رَجَعَ إِلَى نيسابور وَولي خطابتها وَسمع الْكثير وَأخذ التَّفْسِير وَالْأُصُول عَن خاليه أبي سعد عبد الله وَأبي سعيد عبد الْوَاحِد ابْني أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وصنف الْمُفْهم لصحيح مُسلم وَمجمع الغرائب فِي الحَدِيث والسياق لتأريخ نيسابور قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا حَافِظًا مُحدثا لغويا أديبا كَامِلا فصيحا مفوها مَاتَ بنيسابور فِي ربيع الآخر سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَخَمْسمِائة

275 -

عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ تلميذ أبي حَامِد الْغَزالِيّ وَأخذ عَن إِلْكيَا الهراسي وَمُحَمّد بن ثَابت الخجندي

ص: 306

وَسمع بِبَغْدَاد وَغَيرهَا وَحدث وجال فِي الْآفَاق وَسكن هراة مُدَّة وَحصل الْمَذْهَب وَالْخلاف وَقيل إِنَّه كَانَ يحفظ الْإِحْيَاء توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة اَوْ قبلهَا أَو بعْدهَا بِسنة

276 -

عَليّ بن الْمُسلم بن مُحَمَّد بن عَليّ جمال الْإِسْلَام أَبُو الْحسن السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الفرضي تفقه على القَاضِي أبي المظفر عبد الْجَلِيل بن عبد الْجَبَّار الْمروزِي ثمَّ على الْفَقِيه نصر الْمَقْدِسِي وبرع فِي الْمَذْهَب حَتَّى أعَاد للشَّيْخ نصر وَلزِمَ الْغَزالِيّ مُدَّة مقَامه بِدِمَشْق ودرس فِي حَلقَة الْغَزالِيّ بالجامع مُدَّة وَسمع الْكثير وأملى عدَّة مجَالِس ودرس بالأمينية سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة وَهُوَ أول من درس بهَا قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم أبن عَسَاكِر بَلغنِي أَن الْغَزالِيّ قَالَ

ص: 307

خلفت بِالشَّام شَابًّا ان عَاشَ كَانَ لَهُ شَأْن

قَالَ فَكَانَ كَمَا تفرس فِيهِ سمعنَا مِنْهُ الْكثير وَكَانَ ثِقَة ثبتا عَالما بِالْمذهبِ والفرائض وَكَانَ حسن الْحَظ موفقا فِي الْفَتَاوَى وَكَانَ على فَتَاوِيهِ عُمْدَة أهل الشَّام وَكَانَ يكثر من عِيَادَة المرضى وشهود الْجَنَائِز ملازما للتدريس والإفادة حسن الْأَخْلَاق لَهُ مصنفات فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَكَانَ يعْقد مجْلِس التَّذْكِير وَيظْهر السّنة وَيرد على الْمُخَالفين وَلم يخلف بعده مثله وَذكره أَيْضا فِي طَبَقَات الأشعرية توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَهُوَ ساجد فِي صَلَاة الْفجْر وَدفن بِبَاب الصَّغِير فِي الصّفة الَّتِي فِيهَا جمَاعَة من الصَّحَابَة رضي الله عنهم وَمن تصانيفه كتاب أَحْكَام الخناثى مُخْتَصر وَهُوَ تصنيف مُفِيد فِي بَابه

277 -

عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو حَفْص السَّرخسِيّ إِمَام فَقِيه مناظر مقرئ لغَوِيّ شَاعِر أديب على سنَن السّلف ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَقيل سنة خمسين تفقه على أبي حَامِد الشجاعي ثمَّ على أبي المظفر السَّمْعَانِيّ وَصَارَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي علم النّظر وصنف فِي الْخلاف تصانيف مَشْهُورَة كالاعتصام والأسئلة وَغَيرهَا توفّي سنة تسع بِتَقْدِيم التَّاء وعشْرين وَخَمْسمِائة

ص: 308

278 -

مُحَمَّد بن الْحسن المرعشي مَنْسُوب إِلَى مرعش بَلْدَة وَرَاء الْفُرَات صنف مُخْتَصرا فِي الْفِقْه مُشْتَمِلًا على فَوَائِد وغرائب نقل عَنهُ ابْن الرّفْعَة بَعْضهَا وَذكر فِي خطبَته أَنه صنف قبل ذَلِك كتابا آخر أبسط مِنْهُ ذكره الْإِسْنَوِيّ تخمينا قبل أسعد الميهني وَقَالَ لم أعلم من تَارِيخ الْمَذْكُور شَيْئا إِلَّا أَن النُّسْخَة الَّتِي هِيَ عِنْدِي مَكْتُوب عَلَيْهَا أَن كاتبها فرغ مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَهِي نُسْخَة مُعْتَمدَة

279 -

مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد أَبُو نصر صَاحب الْفَتَاوَى الْمَعْرُوفَة وَهِي فِي مجلدين ضخمين يعبر عَنْهَا تَارَة بفتاوى الأرغياني وَتارَة بفتاوى إِمَام الْحَرَمَيْنِ لِأَنَّهَا أَحْكَام مُجَرّدَة أَخذهَا مصنفها من النِّهَايَة وتوهم ابْن خلكان أَنَّهَا لغيره

ص: 309

فنسبها إِلَيْهِ ثمَّ تفطن فنبه على وهمه ولد الْمَذْكُور بأرغيان سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَقدم نيسابور وتفقه على إِمَام الْحَرَمَيْنِ قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَكَانَ إِمَامًا متنسكا كثير الْعِبَادَة حسن السِّيرَة مشتغلا بِنَفسِهِ توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة بنيسابور وَله شعر

280 -

مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الكرجي تلميذ الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ على مَا قيل وَهُوَ وهم وَإِنَّمَا أَخذ عَن أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَصْبَهَانِيّ عَن شخص عَن الشَّيْخ أبي حَامِد قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وَهُوَ إِمَام ورع فَقِيه مفت مُحدث خير أديب شَاعِر أفنى عمره فِي جمع الْعلم ونشره قَالَ وَله القصيدة الْمَشْهُورَة فِي السّنة نَحْو مِائَتي بَيت شرح فِيهَا

ص: 310

عقيدة السّلف وَله تصانيف فِي الْمَذْهَب وَالتَّفْسِير وَقَالَ ابْن كثير فِي طبقاته لَهُ كتاب الْفُصُول فِي اعْتِقَاد الْأَئِمَّة الفحول حكى فِيهِ عَن أَئِمَّة عشرَة من السّلف الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وسُفْيَان الثَّوْريّ وَالْأَوْزَاعِيّ وَابْن الْمُبَارك وَاللَّيْث وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه أَقْوَالهم فِي أصُول العقائد انْتهى كَذَا قَالَ وَلم يذكر الْعَاشِر وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى قد وقفنا على قصيدة تعزى إِلَى هَذَا الشَّيْخ وتلقب بعروس القصائد فِي شموس العقائد وباح فِيهَا بالتحسيم وَتكلم فِيهَا فِي الْأَشْعَرِيّ أقبح كَلَام وافترى عَلَيْهِ أَي افتراء ثمَّ أنكر السُّبْكِيّ نسبه هَذِه القصيدة إِلَيْهِ وَبسط الْكَلَام فِي ذَلِك وَله مُخْتَصر فِي الْفِقْه يُقَال لَهُ الذرائع فِي علم

ص: 311

الشَّرَائِع وَله شعر ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة والكرجي بكاف وَرَاء مفتوحين وبالجيم من الكرج إِحْدَى بِلَاد الْجَبَل

281 -

مُحَمَّد بن الْفضل بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَبُو عبد الله الصاعدي النَّيْسَابُورِي الفراوي وَيعرف بفقيه الْحرم لِأَنَّهُ أَقَامَ بالحرمين مُدَّة طَوِيلَة ينشر الْعلم وَيسمع الحَدِيث ويعظ النَّاس وَيذكرهُمْ أَخذ الْأُصُول وَالتَّفْسِير عَن أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَاخْتلف إِلَى مجْلِس إِمَام الْحَرَمَيْنِ وتفقه عَلَيْهِ وعلق عَنهُ الْأُصُول وَصَارَ من جملَة الْمَذْكُورين من أَصْحَابه وَسمع من خلق كثير وَتفرد بِصَحِيح مُسلم وَغَيره قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ هُوَ إِمَام مفت مناظر واعظ حسن الْأَخْلَاق والمعاشرة جواد مكرم للغرباء مَا رَأَيْت فِي شُيُوخنَا مثله ثمَّ حُكيَ عَن بَعضهم انه قَالَ الفراوي ألف رَاوِي قَالَ الذَّهَبِيّ وَقد أمْلى أَكثر من ألف مجْلِس

ص: 312

توفّي فِي شَوَّال سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن إِلَى جَانب ابْن خُزَيْمَة ومولده سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَله كتاب فِي الْمَذْهَب فِيهِ غرائب وفراوة بَلْدَة فِي طرف خُرَاسَان مِمَّا يَلِي خوارزم بناها عبد الله بن طَاهِر فِي خلَافَة الْمَأْمُون

282 -

ملكداد بن عَليّ بن أبي عمر الشَّيْخ أَبُو بكر العمركي الْقزْوِينِي أَخذ عَن أبي مُحَمَّد الْبَغَوِيّ وعلق عَنهُ مَجْمُوعَة بِعِبَارَة أَكثر مِمَّا تُوجد فِي التصنيف وبزيادات فروع ومسائل وتفقه أَيْضا على القَاضِي أبي سعد الْهَرَوِيّ أَخذ عَنهُ وَالِد الرَّافِعِيّ ذكر لَهُ الرَّافِعِيّ فِي الأمالي تَرْجَمَة حَسَنَة وَقَالَ إِمَام خطير قنوع ملازم لسيرة السّلف الصَّالِحين وهديهم وَأفْتى بقزوين على الصَّوَاب وَكَانَ محصلا طول عمره حَافِظًا كثير الْبركَة تخرج بِهِ جمَاعَة من أهل الْبَلَد وَغَيرهم توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَله تعليقة نقل الرَّافِعِيّ عَنْهَا فِي أَوَائِل النِّكَاح وَجها أَن النِّكَاح لغير التائق أفضل من التخلي لِلْعِبَادَةِ وَنقل عَنهُ أَيْضا فِي آخر الْبَاب الأول من كتاب قسم الصَّدقَات

ص: 313

283 -

يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل الضَّبِّيّ الْبَغْدَادِيّ أَبُو طَاهِر بن أبي الْفضل بن الإِمَام أبي الْحسن الْمحَامِلِي كَانَ فَقِيها كَبِيرا ورعا كثير الْعِبَادَة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ بارعا فِي الْمَذْهَب وَله مُصَنف فِي الْفِقْه جاور بِمَكَّة أَزِيد من خمسين سنة وَتُوفِّي بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة قَالَ الْإِسْنَوِيّ وَله مُصَنف فِي الْفِقْه وَقد وَقع لي مُخْتَصر يُقَال لَهُ لباب الْفِقْه مَنْسُوب إِلَى أبي طَاهِر فَيجوز أَن يكون هُوَ هَذَا انْتهى وَكثير من النَّاس ينْسب اللّبَاب إِلَى أبي الْحسن الْمحَامِلِي وَالصَّوَاب أَنه لأبي طَاهِر هَذَا وَقد وقفت على أصل قديم وَفِيه مَكْتُوب أَنه تصنيف أبي طَاهِر حفيد أبي الْحسن الْمحَامِلِي

284 -

أَبُو الْفَتْح الْهَرَوِيّ أحد أَصْحَاب الإِمَام لَا أعلم وَقت وَفَاته وَيحْتَمل أَن يكون من هَذِه الطَّبَقَة اَوْ من الَّتِي قبلهَا نقل عَنهُ الرَّافِعِيّ فِي أَوَائِل الْقَضَاء أَن مَذْهَب عَامَّة أَصْحَابنَا أَن الْعَاميّ لَا مَذْهَب لَهُ

ص: 314

285 -

أَبُو المكارم الرَّوْيَانِيّ ابْن أُخْت صَاحب الْبَحْر وَهُوَ صَاحب الْعدة الَّتِي وقف الرَّافِعِيّ عَلَيْهَا وَنقل عَنهُ فِي النّفاس موضِعين وَفِي اسْتِقْبَال الْقبْلَة موضِعين ثمَّ فِي شُرُوط الصَّلَاة ثمَّ فِي سُجُود التِّلَاوَة ثمَّ فِي سُجُود الشُّكْر ثمَّ كرر النَّقْل عَنهُ كثيرا لم يذكرُوا وَقت وَفَاته وذكرته بعد خَاله بطبقة وَأما صَاحب الْعدة الطَّبَرِيّ فقد مر فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة عشرَة

ص: 315