الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[تلاوة القرآن]
تلاوة القرآن تبين أن لنا عمارة المساجد المعنوية تشمل أمورًا من الأعمال الصالحة، منها تلاوة القرآن، وقد جاء في الترغيب بتلاوة كتاب الله تعالى آيات وأحاديث كثيرة، ولكني هنا لن أتعرض إلا إلى أمثلة مما جاء فيه ذكر المساجد، فمما رُوي في ذلك ما أخرجه مسلم بن الحجاج رحمه الله من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال:«خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفَّة فقال: أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين (1) في غير إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، قال أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل» (2) .
ومما جاء في فضيلة الاجتماع على تلاوة القرآن ومدارسة تفسيره ما أخرجه مسلم بن الحجاج رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله
(1) أي سمينتين.
(2)
صحيح مسلم، رقم 803، كتاب الصلاة المسافرين (ص 552) .
ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» (1) والسكينة هي الطمأنينة والوقار.
ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا من آداب تلاوة القرآن في المسجد، وذلك فيما رواه أبو داود السجستاني رحمه الله من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:«اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة - أو قال في الصلاة» (2) .
(1) صحيح مسلم، رقم 2699، كتاب الذكر (ص 2074) .
(2)
سنن أبي داود، رقم 1332، الصلاة (2 / 83) . وانظر مسند أحمد 3 / 94.