الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ذكر الله تعالى]
ذكر الله تعالى وقد جاء في الحث على ذكر الله جل وعلا آيات وأحاديث كثيرة، وإن مما جاء في الذكر في المساجد قول الله تعالى {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ - رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 36 - 37]
والذكر في المساجد: منه ما هو محدد بوقت معين كالذكر بعد الصلوات بالأذكار المعروفة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يرفعون أصواتهم بالذكر بعد الصلاة، كما أخرج مسلم بن الحجاج رحمه الله من حديث أبي معبد مولى ابن عباس أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه قال: قال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته (1) .
ومن الذكر في المساجد ما هو مطلق في أي وقت، ومما
(1) صحيح مسلم، رقم 583 / 122، المساجد (ص 410) .
جاء في ذلك ما أخرجه مسلم بن الحجاج رحمه الله من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «خرج معاوية رضي الله عنه على حلقة في المسجد فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك قال أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثًا مني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة» (1) .
(1) صحيح مسلم، رقم 2701، كتاب الذكر (ص 2075) .