الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك إلا لأنها لم توفق إلى هذه المبادئ السامية التي وفق إليها المسلمون والتي توجد الإخاء والتكافل الاجتماعي.
[من هم عمار المساجد الحقيقيون]
من هم عمار المساجد الحقيقيون؟ قال الله تعالى {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ - إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة: 17 - 18]
فقد نفى الله سبحانه في الآية الأولى نسبة عمارة المساجد للمشركين، وقد كان المشركون في مكة مخدوعين بأعمالهم التي كانوا يقومون بها في خدمة المسجد الحرام وخدمة الحجاج إليه، كما قال الله تعالى في الآية التي بعد هاتين الآيتان:{أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 19] ويرون أن ما يقومون به من
ذلك أعظم مما يقوم به المسلمون من عمارة بيوت الله تعالى بعبادته وحده، فكيف يعتقد المشركون ذلك وهم يعترفون بكفرهم بالله جل وعلا؟ !
إن أعمالهم تلك التي تخيلوها صالحة ليست كذلك، لأن العمل الصالح المقبول عند الله تعالى لا بد أن يكون خالصًا له سبحانه لا يخالطه شيء من الشرك، وأن يكون على وفق شريعته جل وعلا، فأما أعمالهم فإنها باطلة لا يستفيدون منها في الآخرة، بل إن مصيرهم الخلود في النار.
إنما يعمر مساجد الله تعالى على الحقيقة من جمع الصفات الخمس المذكورة في الآية الثانية وهي: الإيمان بالله سبحانه إيمانًا صادقًا لا تشوبه أي شائبة من الشرك، وآمن باليوم الآخر بما فيه من حساب وثواب أو عقاب، وجعل عمله كله مبنيا على هذا الإيمان، وأقام الصلاة التي هي عمود الإسلام ورأس العبادات البدنية. وآتى الزكاة التي هي رأس العبادات، ولم يخش إلا الله جل وعلا، والخشية أثر من آثار الإيمان بالله سبحانه وباليوم الآخر، ولكن جاء النص على الخشية من أجل تجريد القلوب من
تعظيم أي مخلوق وتفريغها لتعظيم الله سبحانه وحده، حيث إن الحامل الأكبر للمشركين على الشرك خوفهم من غير الله تعالى. وذلك أنهم اعتقدوا بأن أوثانهم تضر وتنفع.
فهؤلاء المؤمنون المتقون الذين جمعوا تلك الصفات هم من الذين وفقهم الله سبحانه للطريق المستقيم الموصل إلى رضوانه وجنته.
أسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يجعلني والمسلمين منهم. إنه جواد كريم - وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.