المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌ الباب الأول: التعريف بالمؤلِّف

- ‌ الفصل الأول: السيرة الذاتية للحافظ

- ‌1 - اسمه ونسبه:

- ‌2 - كنيته: أبو محمد

- ‌3 - مولده:

- ‌4 - صفاته الخلقية:

- ‌5 - أسرته:

- ‌6 - كرمه وجوده:

- ‌7 - وفاته ودفنه:

- ‌8 - رثاؤه

- ‌الفصل الثاني: السيرة العلمية

- ‌1 - نشأته وطلبه

- ‌2 - حفظه

- ‌3 - رحلاته

- ‌4 - أوقاته

- ‌5 - إِفادته

- ‌6 - من فتاويه

- ‌7 - أمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر

- ‌8 - عقيدته

- ‌9 - ما ابتلي به الحافظ

- ‌10 - شيوخه

- ‌11 - تلاميذه

- ‌12 - ثناء الناس عليه وحبهم له

- ‌13 - مصنفاته

- ‌ الباب الثاني: التعريف بالمؤلَّف

- ‌1 - اسم الكتاب

- ‌2 - نسبة الكتاب إِلى المؤلف

- ‌3 - مصادر الكتاب

- ‌4 - موضوع الكتاب

- ‌5 - منهج الحافظ عبد الغني في الكتاب

- ‌6 - ملاحظات لا مؤاخذات

- ‌7 - بين العمدتين

- ‌ الباب الثالث: التعريف بالنسخة الخطية

- ‌أولًا: عنوان الكتاب

- ‌ثانيًا: العنوان المختار

- ‌ثالثًا: الناسخ وترجمته

- ‌رابعًا: وصف النسخة

- ‌خامسًا: تعليقات الحافظ الضياء على النسخة

- ‌سادسًا: تاريخ النسخ

- ‌سابعًا: خاتمة النسخة

- ‌ الباب الرابع: خطة العمل في الكتاب

الفصل: ‌2 - حفظه

‌الفصل الثاني: السيرة العلمية

.

‌1 - نشأته وطلبه

ولد الحافظ عبد الغني بجماعيل في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وخمس مئة، وهو أسن من عميه الإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد ابن قدامة المقدس والشيخ أبي عمر بأربعة أشهر، وكان قدومهما مع أهلهما من بيت المقدس إلي مسجد أبي صالح خارج باب شرقي أولًا، ثم انتقلوا إلي السفح، فعرفت محلة الصالحية بهم، فقيل لها: الصالحية فسكنوا الدير، وقرأ الحافظ القرآن، وسمع الحديث، وارتحل (1).

‌2 - حفظه

أطبقت كلمة من رأى الحافظ أو ترجم له أنه لم يكن في وقته أحفظ منه، وأنه بلغ الغاية في ذلك، وقد كان رحمه الله من الحفاظ المعدودين، وأخباره الدالة علي قوة حفظه، وصفاء ذهنه كثيرة جدًا.

قال عنه ابن النجار في "تاريخه"(2): "حدث بالكثير، وصنف تصانيف حسنة في الحديث، وكان غزير الحفظ، من أهل الإِتقان والتجويد، قيمًا بجميع فنون الحديث، عارفًا بقوانينه، وأصوله، وعلله وصحيحه، وسقيمه، وناسخه ومنسوخه، وغريبه، وشكله، وفقهه، ومعانيه، وضبط أسماء رواته، ومعرفة أحوالهم".

قلت: وقد نقل الضياء كثيرًا من أخباره المبهرة في هذا الباب، ونقلها عنه كثيرٌ ممن ترجموا للحافظ، ومن هذه الأخبار.

(1) انظر "البداية والنهاية"(13/ 42).

(2)

كما في "الذيل" لابن رجب (2/ 9).

ص: 32

1 -

قال الضياء: كان شيخنا الحافظ لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا ذكره له، وبينه، وذكر صحته أو سقمه، ولا يسأل عن رجل إلا قال: هو فلان بن فلان الفلاني، ويذكر نسبه.

وأنا أقول: وكان الحافظ عبد الغني أمير المؤمنين في الحديث.

سمعت شيخنا الحافظ عبد الغني يقول: كنت يومًا بأصبهان عند الحافظ أبي موسى، فجرى بيني وبين بعض الحاضرين منازعة في حديث، فقال: هو في "صحيح البخاري"، فقلت: ليس هو فيه. قال: فكتب الحديث في رقعة، ورفعها إلي الحافظ أبي موسى يسأله عنه؟ قال: فناولني الحافظ أبو موسى الرقعة، وقال: ما تقول، هل هذا الحديث في البخاري أم لا؟ قلت: لا. فخجل الرجل، وسكت!

2 -

سئل الحافظ: لم لا تقرأ من غير كتاب؟

فقال: أخاف العجب.

3 -

جاء رجل إليه، فقال: رجل حلف بالطلاق أنك تحفظ مئة ألف حديث؟ فقال: لو قال أكثر لصدق.

4 -

قال الضياء: شاهدت الحافظ غير مرة بجامع دمشق يسأله بعض الحاضرين- وهو علي المنبر- اقرأ لنا أحاديث من غير أجزاء، فيقرأ الأحاديث بأسانيدها عن ظهر قلبه.

5 -

قال أبو اليمن الكندي: رأيت الحافظ ابن ناصر، والحافظ أبا العلاء الهمداني وغيرهما من الحفاظ، ما رأيت أحفظ من عبد الغني المقدسي.

وقال مرةً: لم يكن بعد الدارقطني مثل الحافظ عبد الغني.

ص: 33

وقال أيضًا: لم ير الحافظ عبد الغني مثل نفسه.

6 -

قال الإمام ربيعة بن الحسن اليمني: قد حضرت الحافظ أبا موسى وهذا الحافظ عبد الغني، فرأيت عبد الغني أحفظ منه.

وأنشد فيه

يا أصدق الناس في بدو وفي حضر

وأحفظ الناس فيما قالت الرسل

إن يحسدوك فلا تعبأ بقائلهم هم

الغثاء وأنت السيل البطل

7 -

قال الحافظ عبد الغني: كنت عند ابن الجوزي يومًا، فقال:"وريرة ابن محمد الغساني"، فقلت: إنما هو: "وزيرة"، فقال: أنتم أعرف بأهل بلدكم.

8 -

قال له الحافظ عبد القادر الرهاويّ: سمعتَ وسمعنا، وحفظتَ ونسينا.

9 -

قال أبو عبد الله محمد بن أميرك الجويني: ما سمعت السِّلفي يقول لأحد: الحافظ. إلا لعبد الغني المقدسي.

10 -

ومما يدل علي نباهته وقوة حفظه منذ الصغر أنه كان يحضر مجالس الحديث بدمشق، وكان يحضرها أيضًا الملك نور الدين بن زنكي، وكان إذا أشكل شيء علي القارئ، قاله الحافظ، ثم رحل إلي السِّلَفي، وكان الملك يأتي بعد ذلك ففقده، فقال: أين ذاك الشاب؟ فقالوا: سافر.

11 -

وبالجملة فالأمر كما قال الضياء: كل من رأينا في زماننا من المحدثين ممن رأى الحافظ عبد الغني، وجرى ذكر حفظه ومذاكرته، قال: ما رأينا مثله، أو نحو هذا.

ص: 34