الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الفصل الأول التدرج في الدعوة باعتبار الموضوع]
[المبحث الأول التوحيد]
[أولًا مفهوم التوحيد]
الفصل الأول
التدرج في الدعوة باعتبار الموضوع وفيه تمهيد ومبحثان: المبحث الأول: التوحيد
المبحث الثاني: الشريعة
تمهيد بينت في تعريف الموضوع أن المدعو إذا كان غير مسلم فموضوع دعوته الإسلام توحيدًا وشريعة، وقد بُعِثَ صلى الله عليه وسلم في أمة جاهلية تعبد الأوثان وتشرك بالله الملِك الديَّان، فكان موضوع دعوتهم الإسلام مبتدئًا بالتوحيد، ثم الشريعة، وقد قسَّمت هذا الفصل إلى مبحثين:
المبحث الأول: التوحيد.
المبحث الثاني: الشريعة.
وفيما يلي تفصيل هذين المبحثين:
المبحث الأول
التوحيد أولًا: مفهوم التوحيد: 1 - تعريف التوحيد:
سُمِيَ دين الإسلام توحيدا لأن مبناه على أن الله واحد في ملكه وأفعاله، لا شريك له، وواحد في ذاته وصفاته، لا نظير له، وواحد في إلهيته وعبادته، لا ندّ له (1) وهذا الأخير هو الذي دعت إليه الرسل، فالتوحيد إذًا هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة، وهو دين الرسل الذين أرسلهم الله به إلى عباده (2) وهو العلم والاعتراف بتفرد الرب بصفات الكمال والجلال والعظمة، وإفراده وحده بالعبادة (3) .
فتوحيد الله معناه: اعتقاد أن الله واحد لا شريك له، ونفي المثيل والنظير عنه، والتوجُّه إليه وحده بالعبادة (4) .
(1) الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ، تيسير العزيز الحميد، ص 32، 33.
(2)
الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، القول السديد في شرح كتاب التوحيد، ص 12، 13.
(3)
انظر: الشيخ السعدي المرجع السابق ص 10.
(4)
الشيخ خالد محمد علي الحاج، مصرع الشرك والخرافة، ص 18.
وهذا المفهوم للتوحيد هو الحق الموافق للصواب؛ لشموله لتوحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، ولموافقته لما كان يعتقده السلف الصالح رضي الله عنهم.
2 -
أنواع التوحيد: التوحيد نوعان:
النوع الأول: توحيد في المعرفة والإثبات، ويشمل توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.
النوع الثاني: توحيد في الطلب والقصد، وهو توحيد الألوهية والعبادة.
أما توحيد الربوبية فهو: توحيد الله بأفعاله، مثل الخلق، والرزق، والإحياء والإماتة ونحوها، وهو الذي أقر به المشركون في زمنه صلى الله عليه وسلم، ولم يدخلهم في الإسلام، بل قاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم واستحلَّ دماءهم وأموالهم (1) ويدل عليه قوله تعالى:{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ} [يونس: 31](2) .
فقريش ومن قبلهم من الأُمم مقرّون بهذا النوع من التوحيد، ولم تقع بينهم وبين أنبيائهم خصومة فيه، ومع ذلك لم يدخلهم في الإسلام، ولم ينجهم من نقمة الله تعالى وعذابه (3) .
(1) عبد الرحمن بن قاسم، الدرر السنية في الأجوبة النجدية 2 / 45.
(2)
سورة يونس، الآية:31.
(3)
عبد الرحمن قاسم، المرجع السابق ص 45.
أما توحيد الأسماء والصفات: فهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفته به رسله نفيًا وإثباتًا، فيثبت لله ما أثبته لنفسه، وينفي عنه ما نفاه عن نفسه (1) .
ودليل هذا القول قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - اللَّهُ الصَّمَدُ - لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 - 4](2) .
وقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11](3) وهذان هما النوع الأول وهو التوحيد في المعرفة والإثبات.
أما توحيد الألوهية: فهو إخلاص العبادة لله وحده من جميع الخلق (4) فلا يعبد إلا الله وحده، ولا يشرك معه في العبادة أحدًا، لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، فضلًا عمّن دونهما، وهذا الذي يدخل الرجل في الإسلام (5) ودليله قوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25](6) .
وقوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18](7) .
(1) ابن تيمية، مجموع الفتاوى 3 / 3.
(2)
سورة الإخلاص.
(3)
سورة الشورى، الآية:11.
(4)
الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، القسم الثالث، الفتاوى، ص42.
(5)
الشيخ محمد بن عبد الوهاب، المرجع السابق، ص 42.
(6)
سورة الأنبياء، الآية:25.
(7)
سورة الجن، الآية:18.