المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل: ترجمة الشيخ محمد رحمة الله - كشف غياهب الظلام عن أوهام جلاء الأوهام

[سليمان بن سحمان]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌فصل: مبدأ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

- ‌فصل: شيء من سيرة الشيخ رحمة الله

- ‌فصل: مناظرة مع علماء مكة

- ‌فصل: ترجمة الشيخ محمد رحمة الله

- ‌رسالة من الشيخ سليمان بن عبد الوهاب في قبوله الدعوه السلفية

- ‌بعض مفتريات أعداء الدعوة

- ‌ التجسيم وبراءة السلفية منه

- ‌ التقليد والاجتهاد

- ‌ حقيقة الفرقة الناجية

- ‌تحذير الأئمة لاربعة من تقليدهم

- ‌ الناس بالنسبة إلى الهدى ثلاث طبقات

- ‌ التوسل وزيارة القبور

- ‌ مشركوا هذا الزمان كمشركي العرب الاقدمين

- ‌ إتخاذ القبور مساجد

- ‌ نفي تمسك الخليل بعلم النجوم

- ‌الاحاديث الموضوعة في زيارة قفبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌دحض فرية القول باجماع المسلمين على جواز شد الرحال للقبور

- ‌ الشيخ ابن تيمية لم يحرم زيارة القبور مطلقا

- ‌ التوسل والاستشفاع

- ‌ أحاديث ضعيفة أوردها المعترض وبيان بطلانها

- ‌بطلان جواز التوسل من الناحية العقلية

- ‌ الصلاة على النبي صلى الله علية وسلم وحكمها

- ‌ احمد بن زيني دحلان من أئمة الضلال

- ‌مسائل هامة

- ‌مدخل

- ‌ الكفر الذي يخرج من الملة

- ‌ حكم التحاكم إلى الطاغوت

- ‌ الحب والبغض

- ‌ الهجر المشروع وغير المشروع

- ‌ اتخاذ بعض الطبقات البسة خاصة تميزهم عن غيرهم

- ‌ ابن تيمية لم يقل بفضل العامة

- ‌ المعترض نقل من مجموع المنقور ماله وترك ماعليه

- ‌ سنية التحنيك وذؤابة

- ‌باب فهارس

الفصل: ‌فصل: ترجمة الشيخ محمد رحمة الله

‌فصل: ترجمة الشيخ محمد رحمة الله

قال الملحد: مؤسس هذا المذهب هو محمد بن عبد الوهاب التميمي من يمامة نجد ولد في سنة 1115 هجرية ومات في سنة 1206 كان أبوه عالماً فاضلاً ورعاً كان يتفرس في ابنه هذه الشقاوة إلى آخر كلامه.

والجواب أن نقول: نعم كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله مؤسس هذه الدعوة المحمدية والملة الإبراهيمية؛ وكان الناس قبل دعوته في جهالية جهلاء لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه كما قد بينا ذلك فيما مضى مقرراً موضحاً لا يخفى ذلك إلا على من أعمى الله بصيرة قلبه، وقد اشتهرت دعوة الشيخ في جميع الأقطار والأمصار، واستجاب له من شرح الله صدره للإسلام، وأقربها كما قال الشيخ الإمام محمد بن أحمد الحفظي اليمني –رحمه الله تعالى- في منظومته التي صنفها وبين فيها حقيقة ما دعا إليه الشيخ محمد –رحمه الله فقال فيها:

أحمده مهللا مسبحلاً

محوقلاً محيعلاً محسبلاً

مصلياً على الرسول الشارع

وآله وصحبه والتابع

في البدء والختم وأما بعد

فهذه منظومة تعد

حركني لنظمها الخير الذي

قد جاءنا في آخر العصر القذي

ص: 94

لما دعا الداعي من المشارق

بأمر رب العالمين الخالق

وبعث الله لنا مجدداً

من أرض نجد عالماً مجتهداً

شيخ الهدى محمد المحمدي

الحنبلي الأثري الأحمدي

فقام والشرك الصريح قد سرى

بين الورى وقد طغى واعتكرا

لا يعرفون الدين والتهليلا

وطرق الإسلام والسيلا

إلا أساميها وباقي الرسم

والأرض لا تخلو من أهل العلم

وكل حزب فلهم وليجه

بدعوته في الضيق للتفريجة

وملة الإسلام والأحكام

في غربة وأهلها أيتام

دعا إلى الله وبالتهليلة

يصرخ بين أظهر القبيلة

مستضعفاً وماله مناصر

ولا له معاون مؤازر

في ذلة وقلة وفي يده

مهفة تغنيه عن مهنده

كأنها ريح الصبا في الرعب

والحق يعلو بجنود الرب

قد أذكرتني درة لعمر

وضرب موسى بالعصا للحجر

ولم يزل يدعو إلى دين النبي

ليس إلى نفس دعا أو مذهب

يعلم الناس معاني أشهد

أن لا إله غير فرد يعبد

محمد نبيه وعبده

رسوله إليكمو وقصده

أن تعبدوه وحده لا تشركوا

شيئاً به والابتداع فاتركوا

ومن دعا دون الإله أحدا

أشرك بالله ولو محمداً

وأن قلتموا نعبدهموا للقربه

أو للشفاعات فتلك الكذبة

وربنا يقول في كتابه

هذا هو الشرك بلا تشابه

هذي معاني دعوة الشيخ لمن

عاصره فاستكبروا عن السنن

ص: 95

فانقسم الناس فمنهم شارد

مخاصم محارب معاند

ما بين خفاش وبين جعل

شاهت وجوه أهل هذا المثل

وبعد ما استجيب لله فمن

وجادل في الله تردى وافتتن

ومن أجاب داعي الله ملك

ومن تولى معرضاً فقد هلك

في أبيات كثيرة لا نطيل ذرها فهذا تأسيس دعوة الشيخ محمد –رحمه الله لدين الإسلام كما ذكره العلماء الأعلام، وكان مشهوراً معلوماً عند الخاص والعام لا ينكره إلا أشباه سائمة الأنعام أو الغاغة النوكاء الطغام، وأما مولده –رحمه الله تعالى- فكان سنة خمس عشرة بعد المائة والألف من الهجرة النبوية في بلد العيينة من أرض نجد ونشأ بها وقرأ القرآن بها حتى حفظه وأتقنه قبل بلوغه العشر، وكان حاد الفهم سريع الإدراك والحفظ يتعجب أهله من فطنته وذكائه، وبعد حفظ القرآن اشتغل وجد في الطلب وأدرك بعض الأرب قبل رحلته، فطلب العلم، وكان سريع الكتاب ربما كتب الكراسة في المجلس، قال أخوه سليمان: كان والده يتعجب من فهمه ويعترف بالاستفادة منه مع صغر سنه ووالده هو مفتي تلك البلاد وجده مفتي البلاد النجدية آثاره وتصنيفه وفتاواه تدل على علمه وفقهه، وكان جده إليه المرجع في الفقه والفتوى، وكان معاصراً للشيخ منصور البهوتي الحنبلي خادم المذهب اجتمع به بمكة، وبعد بلوغ الشيخ سن الاحتلام، قدمه والده في الصلاة ورآه أهلاً للائتمام، ثم طلب الحج إلى بيت الله الحرام فأجابه والده إلى ذلك المقصد والمرام، وبادر إلى قضاء فريضة الإسلام وأداء المناس على التمام ثم قصد المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وأقام قريباً من شهرين ثم رجع إلى وطنه قرير العين، واشتغل بالقراءة في الفقه على مذهب الإمام أحمد رحمه الله ثم بعد ذلك رحل يطلب العلم

ص: 96