الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحكام الهمزة
الهمز: في اللغة: هو الدفع بسرعة، تقول همزت الفرس همزا إذا دفعته بسرعة وقيل هو مصدر همزت أي ضغطت وهو اسم جنس واحده همزة وجمعه همزات وسمى الحرف المعروف الذي هو أول حروف الهجاء همزة لأن الصوت يندفع عند النطق به لكلفته على اللسان وقيل لما يحتاج في إخراجه من أقصى الحلق إلى ضغط الصوت ومن ثم سميت نبرة لاندفاعها منه إذ النبرة مرادف للهمز عند الجمهور تقول نبرت الحرف نبرا إذا همزته والتصريفيون سموا مهموز الفاء نبرا والعين قطعا واللازم همزا ولثقل الهمز جرى أكثر العرب على تخفيفه واستغنوا به عن إدغامه ولم يرسموا له صورة بل استعاروا له شكل ما يئول إليه إذا خففت تنبيها على الحادثة.
والأصل في الهمز التحقيق وقد يغير بأحد أنواع التغيير التي هي التسهيل بين بين، والإسقاط، والإبدال، وهي مصادر لحقق وسهل وأسقط وأبدل وإليك بيان ذلك:
التحقيق: وهو لغة: مصدر حققت الشيء تحقيقا إذا بلغت يقينه ومعناه المبالغة في الإتيان بالشىء على حقيقته وأصله المشتمل عليه.
واصطلاحا: عبارة عن النطق بالهمزة خارجة من مخرجها الذي هو أقصى الحلق كاملة في صفاتها.
التسهيل: فهو لغة: مطلق التغيير، واصطلاحا: عبارة عن النطق بالهمزة بين همزة وحرف مد أي جعل حرف مخرجه بين مخرج المحققة ومخرج حرف المد المجانس لحركتها فتجعل المفتوحة بين الهمزة والألف وتجعل الكسرة بين الهمزة والباء المدية، وتجعل المضمومة بين الهمزة والواو المدية، هذا هو المأخوذ به عندنا في كيفية التسهيل بين بين.
الإبدال: ويقال له البدل: فهو لغة عبارة عن جعل شىء مكان آخر تقول أبدلت كذا بكذا إذا أزلت الأول وجعلت الثاني مكانه، واصطلاحا: عبارة عن إقامة الألف والواو والياء مقام الهمزة عوضا منها، أي إبدال الهمزة مدا من جنس حركة ما قبلها، وتأصل للساكن، فتبدل بعد الفتح ألفا، وبعد الكسر ياء وبعد الضم واوا، وللمتحركة أيضا، فتبدل المفتوحة بعد الضم واوا، وبعد الكسر ياء، وتبدل المكسورة بعد الضم واوا، والمضمومة بعد الكسر ياء.
الإسقاط: ويقال له الحذف فهو لغة الطرح والإزالة، واصطلاحا: عبارة عن إعدام إحدى الهمزتين المتلاصقتين بحيث لا تبقى لها صورة، وينقسم إلى قسمين:
القسم الأول هو حذف الهمز مع حركته وهذا القسم هو الذي يعبر عنه بالإسقاط غالبا، والقسم الثاني هو حذف الهمز بعد نقل حركته وهو النقل الآتي، ولم يأت إلا في المتحرك سواء كان إسقاطا أو نقلا.
النقل: فهو لغة التحويل، واصطلاحا عبارة عن إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها وحذف الهمزة ولم يرد هذا النقل عن قالون إلا في ثلاث كلمات في أربعة مواضع، كما سيأتي بيان ذلك في نقل حركة الهمز إلى الساكن قبله، إن شاء الله تعالى.
وقد يعبر عن هذه الأنواع الأربعة التي هي التسهيل بين بين- والبدل- والإسقاط- والنقل- بالتخفيف، والتخفيف هو عبارة عن معنى التسهيل فقط، وقد يراد به معان أخر.
وإنما تنوعت العرب في تخفيف الهمز بالأنواع المذكورة لكونه أثقل الحروف نطقا وأبعدها مخرجا، وكانت قريش والحجازيون أكثرهم له تخفيفا، بل قال بعضهم هو لغة أكثر العرب الفصحاء.
هذا وسنتناول شرح مفصلا عن أحكام الهمزة في جميع أحوالها فنقول ومن الله العون والتوفيق: