الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحكام همزة الوصل
من المعلوم أن العرب لا تبدأ بساكن ولا تقف على متحرك فالحركة لا بد منها في الابتداء، فإن كان الحرف المبدوء به ساكنا فلا بد من همزة الوصل لكي ننطق بالساكن، وهمزة الوصل هي التي تثبت في الابتداء وتسقط في درج الكلام وتكون في الأسماء والأفعال والحروف، فإن كانت في اسم فلا يخلو إما أن يكون معرفا بأل مثل الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ فتفتح الهمزة، وإما أن يكون غير معرف أي نكرة وذلك في سبعة ألفاظ وقعت في القرآن الكريم هي: ابن- ابنت- اسم- امرئ- اثنين- اثنتين- امرأة- وأمثلة ذلك قوله تعالى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ* مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ* إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ.
ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ اثْنَتا عَشْرَةَ* امْرَأَتُ عِمْرانَ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ* مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ.
والحكم في هذه الألفاظ أن يبدأها القارئ بهمزة مكسورة.
وإذا وقعت همزة الوصل في أي فعل أمر ففي هذه الحالة ننظر إلى الحرف الثالث من الفعل فإن كان مكسورا أو مفتوحا فيبدأ فيه بكسر الهمزة مثل: اذهب- ارجع- اضرب .. إلخ.
أما إذا وجدنا الحرف الثالث مضموما ضما لازما يبدأ فيه بضم الهمزة مثل:
انظر- اتل .. الخ.
وأما إذا كان ثالثه مضموما ضما عارضا فيبدأ فيه بالكسر مثل: امشوا- ابنوا- اقضوا- اتقوا.
لأن عين الفعل مكسورة في هذه الأفعال فعلم أن الضمة فيه عارضة.
وتكون همزة الوصل في ماضي الخماسي والسداسي وأمرهما ومصدرهما مثل:
استخرج- استخراج- انطلق- انطلاق- وأمر الثلاثي كاعلم واضرب، ويبدا
في ذلك كله بكسر الهمزة. ولا تكون همزة الوصل في حرف إلا في ايم الله للقسم على القول وفي ال التعريف وتكون مفتوحة فيها وتحذف بعد همزة الاستفهام مثل أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ وقُلْ أَتَّخَذْتُمْ وأَطَّلَعَ الْغَيْبَ وأَسْتَكْبَرْتَ* وأَتَّخَذْناهُمْ فإن وقعت بين همزة الاستفهام ولام التعريف فلا تحذف لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر، بل تبدل ألفا وتمد طويلا لالتقاء الساكنين.
أما بالنسبة للفظ (اسم) في قوله تعالى بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ بالحجرات فيجوز فيها وجهان:
الأول: الابتداء بهمزة الوصل مفتوحة وكسر اللام.
الثاني: الابتداء بلام مكسورة من غير همزة وصل فيها.
والوجهان صحيحان مقروء بهما لقالون والوجه الأولى هو الأرجح والمقدم في الأداء.
وتعليل ذلك القول أن همزة اسم همزة وصل دخلت عليها لام التعريف وهي ساكنة وبعدها السين ساكنة فالتقى ساكنان فلزم تحريك أولهما وهو اللام وعليه فتحركت اللام بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين وحذفت همزة الوصل التي في لفظ اسم لدخول لام التعريف عليها كما هو مقرر.
وترسم همزة الوصل هكذا (ااا) وهي تدل على الفتح والكسر والضم مثل (الله، ادع، امشوا) وهذه العلامات تدل على كيفية النطق به حال الابتداء فإن كانت من فوق وهذا موجود في كل الكلمات المفتتحة بأل فإننا ننطق بها بهمزة قطع مفتوحة مثل (الله- ألذي) وإن كانت علامة الوصل من الوسط نطقنا بها بهمزة قطع مثل (ادع، اوتمن) وإن كانت من تحت نطقنا بها بهمزة قطع مكسورة مثل (اهدنا- ايتوني) وهكذا عند الابتداء بهمزة الوصل.