الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجَرَّت أَذْيَالها عَلَى الأَرض وَتَبَخْتَرَتْ. وَذَالَتِ الناقةُ بِذَنَبِهَا إِذا نشَرتْه عَلَى فَخْذَيْهَا. خَالِدُ بْنُ جَنْبَة قَالَ: ذَيْلُ المرأَة مَا وَقَعَ عَلَى الأَرض مِنْ ثَوْبِهَا مِنْ نَوَاحِيهَا كُلِّهَا، قَالَ: فَلَا نَدْعو للرَّجُل ذَيْلًا، فإِن كَانَ طَوِيلَ الثَّوْبِ فَذَلِكَ الإِرْفال فِي الْقَمِيصِ والجُبَّة. والذَّيْلُ فِي دِرْع المرأَة أَو قِناعها إِذا أَرْخَتْه. وَتَذَيَّلَتِ الدابةُ: حرَّكت ذنَبها مِنْ ذَلِكَ. والتَّذَيُّل: التَّبَخْتُر مِنْهُ. ودِرْع ذَائِلَةٌ وذَائِل ومُذالةٌ: طَوِيلَةٌ. وَالذَّائِلُ: الدِّرْع الطَّوِيلَةُ الذَّيْل؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
وَكُلُّ صَمُوتٍ نَثْلة تُبَّعِيَّة،
…
ونَسْجُ سُلَيْم كلَّ قَضّاءَ ذَائِلِ
يَعْنِي سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا السَّلَامُ؛ والصَّمُوتُ: الدِّرْع الَّتِي إِذا صُبَّت لَمْ يُسْمَعْ لَهَا صَوْتٌ. وذَيَّلَ فُلَانٌ ثَوْبَهُ تَذْيِيلًا إِذا طَوَّلَهُ. ومُلاءٌ مُذَيَّلٌ: طويلُ الذَّيْلِ، وَثَوْبٌ مُذَيَّل؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
عَذَارَى دَوارٍ فِي مُلاء مُذَيَّلِ «1»
وَيُقَالُ: أَذَالَ فُلَانٌ ثَوْبَهُ أَيضاً إِذا أَطالَ ذَيْله؛ قَالَ كثيِّر:
عَلَى ابْنِ أَبي الْعَاصِي دِلاصٌ حَصِينةٌ،
…
أَجادَ المُسَدِّي سَرْدَها فأَذَالَها
وأَذَالَت المرأَةُ قِناعَها أَي أَرْسَلَتْه. وحَلْقة ذَائِلَة ومُذالَة: رَقيقة لَطِيفَةٌ مَعَ طُول. والمُذالُ مِنَ الْبَسِيطِ وَالْكَامِلِ: مَا زِيدَ عَلَى وتِده مِنْ آخِرِ الْبَيْتِ حَرْفَانِ، وَهُوَ المُسَبّغ فِي الرَّمَل، وَلَا يَكُونُ المُذال فِي الْبَسِيطِ إِلَّا من المُسَدّس وَلَا فِي الْكَامِلِ إِلَّا مِنَ الْمُرَبَّعِ؛ مِثَالُ الأَول قَوْلُهُ:
إِنَّا ذَمَمْنا عَلَى مَا خَيَّلَتْ
…
سَعْدُ بنُ زيدٍ، وعَمْراً مِنْ تَمِيمْ
وَمِثَالُ الثَّانِي قَوْلُهُ:
جَدَثٌ يكونُ مُقامُه،
…
أَبَداً، بمُخْتَلِفِ [بمُخْتَلَفِ] الرِّياحْ
فَقَوْلُهُ رَنْ مِنْ تميمْ مُسْتَفْعِلَانِ، وَقَوْلُهُ تَلِفِرْ [تَلَفِرْ] رِياحْ مُتَفاعلان؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: إِذا زِيدَ عَلَى الْجُزْءِ حَرْفٌ وَاحِدٌ، وَذَلِكَ الْجُزْءُ مِمَّا لَا يُزاحَف، فَاسْمُهُ المُذال نَحْوُ مُتَفَاعِلَانِ أَصله مُتَفَاعِلُنْ فَزِدْتَ حَرْفًا فَصَارَ ذَلِكَ الْحَرْفُ بِمَنْزِلَةِ الذَّيْل لِلْقَمِيصِ. وذَال الشيءُ يَذِيلُ: هانَ، وأَذَلْتُه أَنا: أَهَنْته وَلَمْ أُحْسِن القِيام عَلَيْهِ. وأَذَالَ فُلَانٌ فَرَسَهُ وَغُلَامَهُ إِذا أَهانَه. والإَذالَةُ: الإِهانة. وَفِي الْحَدِيثِ
: نَهَى النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، عَنْ إِذَالَة الْخَيْلِ وَهُوَ امْتِهانُها بِالْعَمَلِ والحملِ عَلَيْهَا
، وَفِي رِوَايَةٍ:
باتَ جِبْرِيلُ، عليه السلام، يُعَاتِبُنِي فِي إِذَالة الْخَيْلِ
أَي إِهانَتِها والاسْتِخْفاف بِهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ:
أَذالَ الناسُ الخيلَ
، وَقِيلَ إِنهم وضَعُوا أَدَاة الْحَرْبِ عَنْهَا وأَرسلوها. والمُذالُ: المُهانُ، وَقِيلَ للأَمَة المُهانةِ: المُذالَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: أَخْيَلُ مِنْ مُذَالَةٍ، وَهِيَ الأَمَة لأَنها تُهان وَهِيَ تَتَبَخْتَر. وَيُقَالُ: ذَيْل ذَائِل وَهُوَ الهَوان والخِزْيُ. وَقَوْلُهُمْ: جَاءَ أَذْيَالٌ مِنَ النَّاسِ أَي أَواخِرُ مِنْهُمْ قَلِيلٌ. وذَالَت المرأَةُ والناقةُ تَذِيلُ: هُزِلت وَفَسَدَتْ. وأَذَلْتها: أَهْزَلْتها، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والمُذَيَّلُ والمُتَذَيَّلُ: المُتَبَذِّلُ. وَبَنُو الذَّيَّال: بطن من العرب.
فصل الراء
رأل: الرَّأْل: وَلَدُ النَّعام، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الحَوْلِيَّ مِنْهَا؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
(1). هذا البيت من معلقة إمرئ القيس، وصدره:
فعَنّ لَنَا سِربٌ كَأَنَّ نِعاجَه
كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ مِنْهُ عَلَى رالِ
أَراد عَلَى رَأْل، فإِما أَن يَكُونَ خَفَّفَ تَخْفِيفًا قِيَاسِيًّا، وإِما أَن يَكُونَ أَبدل إِبدالًا صَحِيحًا عَلَى قَوْلِ أَبي الْحَسَنِ لأَن ذَلِكَ أَمكن لِلْقَافِيَّةِ، إِذ الْمُخَفَّفُ تَخْفِيفًا قِيَاسِيًّا فِي حُكْمِ الْمُحَقَّقِ، وَالْجَمْعُ أَرْؤُلٌ ورِئْلانٌ ورِئالٌ ورِئَالَةٌ؛ قَالَ طُفَيْلٌ:
أَذُودُهمُ عنكمْ، وأَنتمْ رِئَالَةٌ
…
شِلالًا، كَمَا ذِيدَ النِّهالُ الخَوامِسُ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى الْهَاءَ لَحِقَتِ الرِّئَال لتأْنيث الْجَمَاعَةِ كَمَا لَحِقَتْ فِي الفِحالةِ، والأُنثى رَأْلة؛ أَنشد ثعلب:
أَبْلِغِ الحرثَ عَنِّي أَنَّني
…
شَرُّ شَيْخٍ، فِي إِيادٍ ومُضَرْ
رَأْلَةٌ مُنْتَتِفٌ بُلْعُومُها،
…
تأْكُلُ الفَثَّ وخَمّانَ الشجَرْ
ونَعامة مُرْئِلَةٌ: ذَاتُ رَأْلٍ؛ وقولُ بَعْضِ الأَغْفال يَصِفُ امرأَة رَاودَتْه:
قامَتْ إِلى جَنْبِي تَمَسُّ أَيْرِي،
…
فَزَفَّ رَأْلي، واسْتُطِيرت طَيْري
إِنما أَراد أَن فِيهِ وَحْشِيَّةً كالرَّأْل مِنَ الفَزَع، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ شالَت نَعامَتُهم أَي فَزِعوا فَهَربوا. واسْتَرْأَلَتِ الرِّئْلانُ: كَبِرَتْ «1» واسْتَرْأَلَ النباتُ إِذا طَالَ، شُبِّهَ بعُنُق الرَّأْل. ومَرَّ فُلَانٌ مُرَائِلًا إِذا أَسرع. والرُّؤَالُ، مَهْمُوزٌ: الزِّيَادَةُ فِي أَسنان الدابة. والرُّؤَال والرَّاؤُول: لُعاب الدَّوابِّ؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَصَرَّحَ بِذَلِكَ، وَقِيلَ: الرُّؤَالُ زَبَدُ الْفَرَسِ خَاصَّةً. والمِرْوَلُ: الرَّجل الْكَثِيرُ الرُّؤَال، وَهُوَ اللُّعاب. أَبو زَيْدٍ: الرُّؤَال والرُّؤَام اللُّعاب. وَابْنُ رَأْلانَ: رَجُلٌ مِنْ سِنْبِس طَيِءٍ، وَهُوَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الشَّيْءُ غَالِبًا عَلَيْهِ اسمٌ، يَكُونُ لكلِّ مَن كَانَ مِنْ أُمَّتِه أَو كَانَ فِي صِفَتِهِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَكَابْنِ الصَّعِق قَوْلُهُمُ ابْنُ رَأْلان وَابْنُ كُراع، لَيْسَ كلُّ مَنْ كَانَ ابْنًا لرَأْلانَ وَابْنًا لكُراعٍ غَلَبَ عَلَيْهِ الِاسْمُ، والنسَبُ إِليه رَأْلانِيٌّ، كَمَا قَالُوا فِي ابْنِ كُرَاعٍ كُراعِيٌّ. وذاتُ الرِّئَال وجَوُّ رِئَال: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ الأَعشى:
تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكَثِيبَ، فَذَا قارٍ،
…
فَرَوْضَ القَطا، فذاتَ الرِّئَالِ
وَقَالَ الرَّاعِي:
وأَمْسَتْ بِوَادِي الرَّقْمَتَينِ، وأَصبحَتْ
…
بجوِّ رِئَالٍ، حيثُ بَيِّنَ فالقُهْ
الْجَوْهَرِيُّ: وذاتُ الرِّئَالِ رَوْضَةٌ. والرِّئَال: كواكِبُ.
رأبل: الرِّئْبَالُ: مِنْ أَسماء الأَسد وَالذِّئْبِ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ مِثْلُ حَلأْتُ السَّوِيقَ وحَلَّيْتُ، وَالْجَمْعُ الرَّآبيل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَيْسَ حَرْفُ اللِّينِ فِيهِ بَدَلًا مِنَ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْتُ عَلَى رِئبال الْمَهْمُوزِ أَنه رُبَاعِيٌّ عَلَى كَثْرَةِ زِيَادَةِ الْهَمْزَةِ مِنْ جِهَةِ قَوْلِهِمْ فِي هَذَا الْمَعْنَى رِيبال، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَذَلِكَ أَن رِيبَالًا بِغَيْرِ هَمْزٍ لَا يَخْلُو مِنْ أَن يَكُونَ فِيعالًا أَو فِعْلالًا، فَلَا يَكُونُ فِيعالًا لأَنه مِنْ أَبنية الْمَصَادِرِ،
(1). قوله [كبرت] الذي في القاموس: كبرت أسنانها، وضبطت الباء بضمها، وقال الشارح: ليس في العباب لفظة أسنانها
وَلَا فِعْلالًا وياؤُه أَصل لأَن الْيَاءَ لَا تَكُونُ أَصلًا فِي بَنَاتِ الأَربعة، فَثَبَتَ مِنْ ذَلِكَ أَن رِئبالًا فِعلال، هَمْزَتُهُ أَصل بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ خَرَجُوا يَتَرَأْبَلُون، وأَن رِيبَالًا مُخَفَّفٌ عَنْهُ تَخْفِيفًا بَدَلِيًّا، وإِنما قَضَينا عَلَى تَخْفِيفِ هَمْزَةِ رِيبَالٍ أَنه بَدَلِيٌّ لِقَوْلِ بَعْضِ الْعَرَبِ يَصِفُ رَجُلًا: هُوَ لَيْثٌ أَبو رَيابِل، وإِنما قَالَ رِيَابِلُ وَلَمْ يَقِلْ رَيابيل لأَن بَعْدَهُ عَسَّافُ مَجاهِل. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ: رَيَابِيلُ الْعَرَبِ للُصوصِهم، فإِن قُلْتَ: فإِن رِئبالًا فِئعال لِكَثْرَةِ زِيَادَةِ الْهَمْزَةِ، وَقَدْ قَالُوا تَرَبَّل لَحْمُهُ، قُلْنَا إِن فِئعالًا فِي الأَسماء عَدَمٌ، وَلَا يَسُوغُ الْحَمْلُ عَلَى بَابِ إِنْقَحْلٍ مَا وُجِد عَنْهُ مَنْدُوحَةٌ، وأَمّا تربَّل لَحْمُهُ مَعَ قَوْلِهِمْ رِئبال فَمِنْ بَابِ سِبَطْرٍ، إِنما هُوَ فِي مَعْنَى سَبْطٍ وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِهِ، ولأْآل لِلَّذِي يَبِيع اللُّؤْلُؤ فِيهِ بَعْضُ حُرُوفِهِ وَلَيْسَ مِنْهُ، وَلَا يَجِبُ أَن يُحمل قَوْلُهُمْ يَتَرأْبلون عَلَى بَابِ تَمَسْكَن وتَمَدْرَعَ وَخَرَّجُوا يَتَمغْفَرُون لِقِلَّةِ ذَلِكَ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَمْزَةُ رِئبال بَدَلٌ مِنْ يَاءٍ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ أُنَيْس: كأَنه الرِّئْبَال الهَصُور
أَي الأَسد، وَالْجَمْعُ الرَّآبل والرَّيابِيلُ، عَلَى الْهَمْزِ وَتَرْكِهِ. وَذِئْبٌ رِئْبَالٌ ولِصٌّ رِئْبَال: وَهُوَ مِنَ الجُرْأَة. وتَرَأْبَلُوا: تَلَصَّصُوا. وَخَرَجُوا يَتَرأْبَلُون إِذا غزَوْا عَلَى أَرجلهم وَحْدَهُمْ بِلَا والٍ عَلَيْهِمْ؛ وفَعل ذلك من رَأْبَلَتِه وخُبْثِه. وتَرَأْبَلَ تَرَأْبُلًا ورَأْبَلَ رَأْبَلةً، وَفُلَانٌ يَتَرأْبَلُ أَي يُغِير عَلَى النَّاسِ ويَفعل فِعْل الأَسد؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: يَجُوزُ فِيهِ تَرْكَ الْهَمْزِ؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ:
رَيابِيل البلادِ يَخَفْنَ منِّي،
…
وحَيّةُ أَرْيَحاء ليَ اسْتَجابا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ فِي شِعْرِ جَرِيرٍ:
شَياطِينُ الْبِلَادِ يَخَفْن زَأْرِي
وأَريحاء: بَيْتُ المَقْدِس «1» قَالَ: وَمِثْلُهُ للنُّمَيري:
وَيَلْقَى كَمَا كُنّا يَدًا فِي قِتَالِنَا
…
رَيابِيل، مَا فِينَا كَهامٌ وَلَا نِكْسُ
ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ الرِّئْبال الَّذِي تَلِدُهُ أُمه وَحْدَهُ. وفعل ذلك من رَأْبَلته وخُبثه، والرَّأْبَلة: أَن يَمْشِيَ الرَّجُلُ مُتكفِّئاً فِي جَانِبَيْهِ كأَنه يَتَوَجَّى.
ربل: الرَّبْلَةُ والرَّبَلَةُ، تُسَكَّنُ وتُحرّك، قَالَ الأَصمعي وَالتَّحْرِيكُ أَفصح: كُلُّ لُحْمَةٍ غَلِيظَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ مَا حَوْلَ الضَّرْع وَالْحَيَاءِ مِنْ بَاطِنِ الْفَخِذِ، وَقِيلَ: هِيَ بَاطِنُ الْفَخِذِ، وَجَمْعُهَا الرَّبَلات؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الرَّبَلات أُصُولُ الأَفخاذ؛ قَالَ:
كأَنَّ مجَامِعَ الرَّبَلات مِنْهَا
…
فِئامٌ يَنْهَضُون إِلى فِئامِ
وَقَالَ المُسْتَوْغِر بْنُ رَبِيعَةَ يَصِفُ فَرَسًا عَرِقت، وَبِهَذَا الْبَيْتِ سُمِّيَ الْمُسْتَوْغِرَ:
يَنِشُّ الماءُ فِي الرَّبَلاتِ مِنْهَا،
…
نَشِيشَ الرَّضْفِ فِي اللَّبنِ الوَغِيرِ
قَالَ: وامرأَة رَبِلة ورَبْلاء ضَخْمة الرَّبَلات، وَلِكُلِّ إِنسانٍ رَبَلَتانِ. وامرأَة رَبْلاء رفْغاء أَي ضَيَّقَةُ الأَرْفاغِ. والرَّبَالُ: كَثْرَةُ اللَّحْمِ وَالشَّحْمِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الرَّبالَةُ كَثْرَةُ اللَّحْمِ. وَرَجُلٌ رَبِيل: كَثِيرُ اللَّحْمِ ورَبِلُ اللَّحْمُ، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْقُطَامِيِّ:
عَلى الفِراش الضَّجِيعُ الأَغْيَدُ الرَّبِلُ
(1). قوله [وأريحاء بيت المقدس] أريحاء كزليخاء وكربلاء، وتقصر، وفي ياقوت: بين أريحاء وبيت المقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسلك
وأَنشد أَيضاً للأَخطل:
بحُرَّةٍ كأَتانِ الضَّحْلِ ضَمَّرَها،
…
بَعْدَ الرَّبالةِ، تَرْحالي وتَسْيارِي
وامرأَة رَبِلة ومُتَرَبِّلة: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ وَالشَّحْمِ. والرَّبِيلة: السِّمَن والخَفْض والنَّعْمة؛ قَالَ أَبو خِراش:
وَلَمْ يَكُ مَثْلُوجَ الفُؤادِ مُهَبَّجاً،
…
أَضاعَ الشَّبابَ فِي الرَّبِيلة والخَفْضِ
وَيُرْوَى مُهَبَّلًا. والرَّبِيلة: المرأَة السَّمِينَةُ. وتَرَبَّلَت المرأَة: كَثُرَ لَحْمُهَا، ورَبَلَت أَيضاً كَذَلِكَ. ورَبَلَ بَنُو فلان يَرْبِلُون [يَرْبُلُون]: كَثُرَ عَدَدُهم ونَمَوْا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: رَبَلَ القومُ كَثُرُوا أَو كَثُر أَولادهم وأَموالهم. وَفِي حَدِيثِ
بَنِي إِسرائيل: فَلَمَّا كَثُروا ورَبَلُوا
أَي غَلُظوا، وَمِنْهُ تَرَبَّل جسمُه إِذا انْتَفَخَ ورَبا، قَالَ: هَذَا قَوْلُ الْهَرَوِيِّ. والرَّبْل: ضُرُوبٌ مِنَ الشَّجَرِ إِذا بَردَ الزَّمَانُ عَلَيْهَا وأَدبر الصيف تَقطَّرَت بِوَرَقٍ أَخضر مِنْ غَيْرِ مَطَرٍ، يُقَالُ مِنْهُ: تَرَبَّلَتِ الأَرض. ابْنُ سِيدَهْ: والرَّبْل وَرَقٌ يَتَفَطَّرُ فِي آخِرِ الْقَيْظِ بَعْدَ الهَيْج بِبَرْدِ اللَّيْلِ مِنْ غَيْرِ مَطَرٍ، وَالْجَمْعُ رُبُول؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ فِراخ النَّعَامِ:
أَوَيْنَ إِلى مُلاطِفةٍ خَضُودٍ،
…
لمَأْكَلِهِنّ أَطْرافَ الرُّبُول
يَقُولُ: أَوَيْنَ إِلى أُم مُلاطِفةٍ تُكَسّر لَهُنَّ أَطراف الشَّجَرِ ليأْكلن. ورَبْلٌ أَرْبَلُ: كأَنهم أَرادوا الْمُبَالَغَةَ والإِجادة؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
أُحِبُّ أَنْ أَصْطادَ ضَبًّا سَحْبَلا،
…
ووَرَلًا يَرْتادُ رَبْلًا أَرْبَلا «2»
وقد تَرَبَّلَ الشحرُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
مُكُوراً ونَدْراً مِنْ رُخامَى وخِطْرةٍ،
…
وَمَا اهْتَزَّ مِن ثُدَّائِه المُتَرَبِّل
وَخَرَجُوا يَتَرَبَّلُون: يَرْعَوْن الرَّبْلَ. ورَبَلَتِ الأَرضُ وأَرْبَلَتْ: كَثُرَ رَبْلُها، وَقِيلَ: لَا يَزَالُ بِهَا رَبْل. وأَرض مِرْبال: كَثِيرَةُ الرَّبْل. ورَبَلَتِ الْمَرَاعِي: كَثُرَ عُشْبُها؛ وأَنشد الأَصمعي:
وذُو مُضاضٍ رَبَلَتْ مِنْهُ الحُجَرْ،
…
حَيْثُ تَلاقَى واسِطٌ وذُو أَمَرْ
قَالَ: الحُجَر داراتٌ فِي الرَّمْل، والمُضاض نَبْت. الْفَرَّاءُ: الرِّيبال النَّبَاتُ المُلتفّ الطَّوِيلُ. وتَرَبَّلَتِ الأَرض: اخْضَرَّت بَعْدَ اليُبس عِنْدَ إِقبال الْخَرِيفِ. والرَّبْل: مَا تَربَّل مِنَ النَّبَاتِ فِي الْقَيْظِ وَخَرَجَ مِنْ تَحْتِ الْيَبِيسِ مِنْهُ نَبَاتٌ أَخضر. والرَّبِيل: اللِّصُّ الَّذِي يَغْزو الْقَوْمَ وَحْدَهُ. وَفِي حَدِيثِ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رضي الله عنه، أَنه قَالَ: انْظُرُوا لَنَا رَجُلًا يَتَجنَّب بِنَا الطَّريقَ، فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ إِلا فُلَانًا فإِنه كَانَ رَبِيلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ
؛ التَّفْسِيرُ لِطَارِقِ بْنِ شِهَابٍ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبين. ورآبِلةُ الْعَرَبِ: هُمُ الخُبَثاء المُتَلَصِّصُون عَلَى أَسْؤُقهم، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا جَاءَ بِهِ المحدِّث بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ قَبْلَ الْيَاءِ، قَالَ: وأُراه الرَّيْبَل الْحَرْفَ الْمُعْتَلَّ قَبْلَ الْحَرْفِ الصَّحِيحِ. يُقَالُ: ذِئْبٌ رِيبال ولِصٌّ رِيبَال، وَهُوَ مِنَ الجُرأَة وارْتِصاد الشَّرّ، وقد تقدّم. ورَبالٌ:
(2). قوله [أحب إلخ] كذا في النسخ هنا والمحكم أيضاً، وسيأتي في رمل وسحبل:
أُحِبُّ أَنْ أَصْطَادَ ضَبًّا سَحْبَلَا
…
رَعَى الرَّبِيعَ وَالشِّتَاءَ أرملا
اسْمٌ. وَخَرَجُوا يَتَرَبَّلُون أَي يَتَصيَّدون. والرِّيبال، بِغَيْرِ هَمْزٍ: الأَسد وَمُشْتَقٌّ مِنْهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَكَذَا سَمِعْتُهُ بِغَيْرِ هَمْزٍ، قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَهْمِزُهُ، قَالَ: وَجَمْعُهُ رَآبِلَة. والرِّيبال، بِغَيْرِ هَمْزٍ أَيضاً: الشَّيْخُ الضَّعِيفُ. وَفِعْلُ ذلك من رَأْبَلْتُه وخُبْثه.
ربحل: الرِّبَحْل: التارُّ فِي طُولٍ، وَقِيلَ: التامُّ. اللَّيْثُ: هُوَ سِبَحْل رِبَحْل إِذا وُصف بالتَّرارة والنَّعْمة. وَجَارِيَةٌ سِبَحْلة رِبَحْلَة: ضَخْمَةٌ لَحِيمة جيِّدة الخَلْق فِي طُولٍ أَيضاً. وَبَعِيرٌ رِبَحْل: عَظِيمٌ. وَقِيلَ لابْنَةِ الخُسِّ: أَيُّ الإِبل خَيْرٌ؟ فَقَالَتِ: السِّبَحْل الرِّبَحْل الراحلةُ الفَحْل. وَرَجُلٌ رِبَحْل: عَظِيمُ الشأْن. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ ذِي يَزَن: ومَلِكاً رِبَحْلًا
؛ الرِّبَحْلُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْبَاءِ: الْكَثِيرُ العطاء.
رتل: الرَّتَلُ: حُسْن تَناسُق الشَّيْءِ. وثَغْرٌ رَتَلٌ ورَتِلٌ: حَسَن التَّنْضِيدِ مُستوي النباتِ، وَقِيلَ المُفَلَّج، وَقِيلَ بَيْنَ أَسنانه فُروج لَا يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا. والرَّتَلُ: بَيَاضُ الأَسنان وَكَثْرَةُ مَائِهَا، وَرُبَّمَا قَالُوا رَجُلٌ رَتِلُ الأَسنان مِثْلُ تَعِبٍ بَيِّنُ الرَّتَل إِذا كَانَ مُفَلَّج الأَسنان. وكلامٌ رَتَل ورَتِلٌ أَي مُرَتَّلٌ حسَنٌ عَلَى تُؤَدَةٍ. ورَتَّلَ الكلامَ: أَحسن تأْليفه وأَبانَه وتمَهَّلَ فِيهِ. والتَّرْتِيلُ فِي الْقِرَاءَةِ: التَّرَسُّلُ فِيهَا وَالتَّبْيِينُ مِنْ غَيْرِ بَغْيٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا
؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَا أَعلم التَّرْتِيل إِلَّا التَّحْقِيقَ وَالتَّبْيِينَ وَالتَّمْكِينَ، أَراد فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ؛ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: التَّرْتِيل: التَّرَسُّلُ، قَالَ: ورَتَّلته تَرْتِيلًا بَعْضِهِ عَلَى أَثر بَعْضٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ذَهَبَ بِهِ إِلى قَوْلِهِمْ ثَغْرٌ رَتَلٌ إِذا كَانَ حَسَنَ التَّنْضِيدِ، وَقَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا
؛ قَالَ: بَيِّنْه تَبْيِينًا؛ وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: وَالتَّبْيِينُ «1» لَا يَتِمُّ بأَن يَعْجَل فِي الْقِرَاءَةِ، وإِنما يَتِمُّ التَّبْيِينُ بأَن يُبَيِّن جَمِيعَ الْحُرُوفِ ويُوفِّيها حَقَّهَا مِنَ الإِشباع؛ وَقَالَ الضَّحَّاكُ: انْبِذْه حَرْفًا حَرْفًا. وَفِي صِفَةِ
قِرَاءَةِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: كَانَ يُرَتِّلُ آيَةً آيَةً
؛ تَرْتِيلُ الْقِرَاءَةِ: التأَني فِيهَا والتّمهُّلُ وَتَبْيِينُ الْحُرُوفِ وَالْحَرَكَاتِ تَشْبِيهًا بِالثَّغْرِ المُرَتَّلِ، وَهُوَ المُشَبَّه بنَوْر الأُقْحُوان، يُقَالُ رَتَّلَ الْقِرَاءَةَ وتَرَتَّلَ فِيهَا. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا
، أَي أَنزلناه عَلَى التَّرْتِيل، وَهُوَ ضِدُّ الْعَجَلَةِ والتمكُّث فِيهِ؛ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ. وتَرَتَّلَ فِي الْكَلَامِ: تَرَسَّل، وَهُوَ يَتَرَتَّلُ فِي كَلَامِهِ وَيَتَرَسَّلُ. والرَّتَلُ والرَّتِلُ: الطيِّب مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وما رَتِل بيِّن الرَّتَل: بَارِدٌ؛ كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ. والرُّتَيْلاء، مَقْصُورٌ وَمَمْدُودٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ: جِنْسٌ مِنَ الْهَوَامِّ. والرَّأْتَلَةُ: أَن يَمْشِيَ الرَّجُلُ مُتَكَفِّئاً فِي جَانِبَيْهِ كأَنه مُتَكَسِّرُ العظام، والمعروف الرأْبَلةُ.
رتبل: الرَّتْبَل: القصير.
رجل: الرَّجُل: مَعْرُوفٌ الذكرُ مِنْ نَوْعِ الإِنسان خِلَافُ المرأَة، وَقِيلَ: إِنما يَكُونُ رَجلًا فَوْقَ الْغُلَامِ، وَذَلِكَ إِذا احْتَلَمَ وشَبَّ، وَقِيلَ: هُوَ رَجُل سَاعَةَ تَلِدُه أُمُّه إِلى مَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَتَصْغِيرُهُ رُجَيْل ورُوَيْجِل، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. التَّهْذِيبُ: تَصْغِيرُ الرَّجُل رُجَيْل، وعامَّتهم يَقُولُونَ رُوَيْجِل صِدْق ورُوَيْجِل سُوء عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، يَرْجِعُونَ إِلى الرَّاجِل لأَن اشْتِقَاقَهُ مِنْهُ، كَمَا أَن العَجِل مِنَ الْعَاجِلِ والحَذِر مِنَ الحاذِر، وَالْجَمْعُ رِجَال. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ
؛ أَراد من
(1). قوله [وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ وَالتَّبْيِينُ إلخ] عبارة التهذيب: وقال أبو إسحاق وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا بينه تبييناً، والتبيين إلخ
أَهل مِلَّتكم، ورِجَالاتٌ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَمْ يُكَسَّرْ عَلَى بِنَاءٍ مِنْ أَبنية أَدْنى الْعَدَدِ يَعْنِي أَنهم لَمْ يَقُولُوا أَرْجال؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا ثلاثةُ رَجْلةٍ جَعَلُوهُ بَدَلًا مِنْ أَرْجال، وَنَظِيرُهُ ثَلَاثَةُ أَشياء جَعَلُوا لَفْعاء بَدَلًا مِنْ أَفعال، قَالَ: وَحَكَى أَبو زَيْدٍ فِي جَمْعِهِ رَجِلَة، وَهُوَ أَيضاً اسْمُ الْجَمْعِ لأَن فَعِلة لَيْسَتْ مِنْ أَبنية الْجُمُوعِ، وَذَهَبَ أَبو الْعَبَّاسِ إِلى أَن رَجْلة مُخَفَّفٌ عَنْهُ. ابْنُ جِنِّي: وَيُقَالُ لَهُمُ المَرْجَل والأُنثى رَجُلة؛ قَالَ:
كلُّ جَارٍ ظَلَّ مُغْتَبِطاً،
…
غيرَ جِيرَانِ بَنِي جَبَله
خَرَقُوا جَيْبَ فَتاتِهم،
…
لَمْ يُبالوا حُرْمَة الرَّجُله
عَنى بجَيْبِها هَنَها وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَن أَبا زِيَادٍ الْكِلَابِيَّ قَالَ فِي حَدِيثٍ لَهُ مَعَ امرأَته: فَتَهايَجَ الرَّجُلانِ يَعْنِي نَفْسَهُ وامرأَته، كأَنه أَراد فَتَهايَجَ الرَّجُلُ والرَّجُلَة فغَلَّب الْمُذَكَّرَ. وتَرَجَّلَتِ المرأَةُ: صَارَتْ كالرَّجُل. وَفِي الْحَدِيثِ
: كَانَتْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، رَجُلة الرأْي
؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِ الرَّجُل أَرَاجِل؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
أَهَمَّ بَنِيهِ صَيْفُهُم وشِتاؤهم،
…
وَقَالُوا: تَعَدَّ واغْزُ وَسْطَ الأَرَاجِل
يَقُولُ: أَهَمَّهم نفقةُ صَيْفِهِمْ وَشِتَائِهِمْ وَقَالُوا لأَبيهم: تعدَّ أَي انْصَرِفْ عَنَّا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَرَاجِل هُنَا جَمْعُ أَرْجَال، وأَرْجَال جَمْعُ رَاجِل، مِثْلُ صَاحِبٍ وأَصحاب وأَصاحيب إِلا أَنه حَذَفَ الْيَاءَ مِنَ الأَرَاجِيل لِضَرُورَةِ الشِّعْرِ؛ قَالَ أَبو المُثَلَّم الْهُذَلِيُّ:
يَا صَخْرُ وَرَّادُ مَاءٍ قَدْ تتابَعَه
…
سَوْمُ الأَراجِيل، حَتَّى مَاؤُهُ طَحِل
وَقَالَ آخَرُ:
كأَن رَحْلي عَلَى حَقْباء قارِبة
…
أَحْمى عَلَيْهَا أَبانَيْنِ الأَرَاجِيل
أَبانانِ: جَبَلانِ؛ وَقَالَ أَبو الأَسود الدُّؤَلِيُّ:
كأَنَّ مَصاماتِ الأُسود ببَطْنه
…
مَراغٌ، وآثارُ الأَرَاجِيلِ مَلْعَب
وَفِي قَصِيد كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
تَظَلُّ مِنْهُ سِباعُ الجَوِّ ضَامِزَةً،
…
وَلَا تَمَشَّى بِواديه الأَرَاجِيلُ
وَقَالَ كُثَيِّرٌ فِي الأَرَاجِل:
لَهُ، بجَبُوبِ القادِسِيَّة فالشَّبا،
…
مواطنُ، لَا تَمْشي بهنَّ الأَرَاجِلُ
قَالَ: ويَدُلُّك عَلَى أَن الأَراجل فِي بَيْتِ أَبي ذُؤَيْبٍ جَمْعُ أَرْجَال أَن أَهل اللُّغَةِ قَالُوا فِي بَيْتِ أَبي الْمُثَلَّمِ الأَرَاجِيل هُمُ الرَّجَّالَة وسَوْمُهم مَرُّهُم، قَالَ: وَقَدْ يُجْمَعُ رَجُل أَيضاً عَلَى رَجْلة. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ الرَّجُل صِفَةً يَعْنِي بِذَلِكَ الشِّدَّةَ وَالْكَمَالَ؛ قَالَ: وَعَلَى ذَلِكَ أَجاز سِيبَوَيْهِ الْجَرَّ فِي قَوْلِهِمْ مَرَرْتُ برَجُلٍ رَجُلٍ أَبوه، والأَكثر الرَّفْعُ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: إِذا قُلْتَ هَذَا الرَّجُل فَقَدْ يَجُوزُ أَن تعْني كَمَالَهُ وأَن تُرِيدَ كُلَّ رَجُل تكلَّم وَمَشَى عَلَى رِجْلَيْن، فَهُوَ رَجُل، لَا تُرِيدُ غَيْرَ ذَلِكَ الْمَعْنَى، وَذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَن مَعْنَى قَوْلِكَ هَذَا زِيدٌ هَذَا الرَّجُل الَّذِي مِنْ شأْنه كَذَا، وَلِذَلِكَ قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ حِينَ ذَكَرَ ابْنَ الصَّعِق وَابْنَ كُرَاع: وَلَيْسَ هَذَا بِمَنْزِلَةِ زَيْدٍ وَعَمْرٍو
مِنْ قِبَل أَن هَذِهِ أَعلام جَمَعَت مَا ذَكَرْنَا مِنَ التَّطْوِيلِ فَحَذَفُوا، وَلِذَلِكَ قَالَ الْفَارِسِيُّ: إِن التَّسْمِيَةَ اخْتِصَارُ جُمْلة أَو جُمَل. غَيْرُهُ: وَفِي مَعْنَى تَقُولُ هَذَا رَجُل كَامِلٌ وَهَذَا رَجُل أَي فَوْقَ الْغُلَامِ، وَتَقُولُ: هَذَا رَجُلٌ أَي رَاجِلٌ، وَفِي هَذَا الْمَعْنَى للمرأَة: هِيَ رَجُلة أَي رَاجِلَةٌ؛ وأَنشد:
فإِن يَكُ قولُهمُ صَادِقًا،
…
فَسِيقَتْ نِسَائِي إِليكم رِجَالا
أَي رواجلَ. والرُّجْلة، بِالضَّمِّ: مَصْدَرُ الرَّجُل والرَّاجِل والأَرْجَل. يُقَالُ: رَجُلٌ جَيِّد الرُّجْلَة، ورَجُلٌ بيِّن الرُّجولة والرُّجْلة والرُّجْلِيَّة والرُّجُولِيَّة؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَهِيَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي لَا أَفعال لَهَا. وَهَذَا أَرْجَل الرَّجُلين أَي أَشدُّهُما، أَو فِيهِ رُجْلِيَّة لَيْسَتْ فِي الْآخَرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه مِنْ بَابِ أَحْنَك الشَّاتَيْنِ أَي أَنه لَا فِعْلَ لَهُ وإِنما جَاءَ فِعْلُ التَّعَجُّبَ مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ: امرأَة مُرْجِلٌ تَلِدُ الرِّجال، وإِنما الْمَشْهُورُ مُذْكِر، وَقَالُوا: مَا أَدري أَيُّ وَلَدِ الرَّجُلِ هُوَ، يَعْنِي آدَمَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وبُرْدٌ مُرَجَّلٌ: فِيهِ صُوَر كَصُوَر الرِّجَالِ. وَفِي الْحَدِيثِ
: أَنه لَعَنَ المُتَرَجِّلات مِنَ النِّسَاءِ
، يَعْنِي اللَّاتِي يَتَشَبَّهْنَ بِالرِّجَالِ فِي زِيِّهِم وَهَيْآتِهِمْ، فأَما فِي الْعِلْمِ والرأْي فَمَحْمُودٌ، وَفِي رِوَايَةٍ:
لَعَنَ اللَّهُ الرَّجُلة مِنَ النِّسَاءِ
، بِمَعْنَى المترجِّلة. وَيُقَالُ: امرأَة رَجُلَة إِذا تَشَبَّهَتْ بِالرِّجَالِ فِي الرأْي وَالْمَعْرِفَةِ. والرِّجْل: قَدَم الإِنسان وَغَيْرِهِ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: والرِّجْل مِنْ أَصل الْفَخِذِ إِلى الْقَدَمِ، أُنْثى. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمَثَلِ: لَا تَمْشِ برِجْلِ مَنْ أَبى، كَقَوْلِهِمْ لَا يُرَحِّل رَحْلَك مَنْ لَيْسَ مَعَكَ؛ وَقَوْلُهُ:
وَلَا يُدْرِك الحاجاتِ، مِنْ حَيْثُ تُبْتَغَى
…
مِنَ النَّاسِ، إِلا المُصْبِحون عَلَى رِجْل
يَقُولُ: إِنما يَقْضِيها المُشَمِّرون القِيام، لَا المُتَزَمِّلون النِّيام؛ فأَما قَوْلُهُ:
أَرَتْنيَ حِجْلًا عَلَى سَاقِهَا،
…
فَهَشَّ الفؤادُ لِذَاكَ الحِجِلْ
فَقُلْتُ، وَلَمْ أُخْفِ عَنْ صَاحِبِي:
…
أَلابي أَنا أَصلُ تِلْكَ الرِّجِلْ «1»
. فإِنه أَراد الرِّجْل والحِجْل، فأَلقى حَرَكَةَ اللَّامِ عَلَى الْجِيمِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا وَضْعًا لأَن فِعِلًا لَمْ يأْت إِلا فِي قَوْلِهِمْ إِبِل وإِطِل، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَالْجَمْعُ أَرْجُل، قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا نَعْلَمُهُ كُسِّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: اسْتَغْنَوْا فِيهِ بِجَمْعِ الْقِلَّةِ عَنْ جَمْعِ الْكَثْرَةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَ
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: كَانَتِ المرأَة رُبَّمَا اجْتَازَتْ وَفِي رِجْلِها الخَلْخال، وَرُبَّمَا كَانَ فِيهِ الجَلاجِل، فإِذا ضَرَبت برِجْلها عُلِم أَنها ذَاتُ خَلْخال وَزِينَةٍ، فنُهِي عَنْهُ لِمَا فِيهِ مِنْ تَحْرِيكِ الشَّهْوَةِ، كَمَا أُمِرْن أَن لَا يُبْدِين ذَلِكَ لأَن إِسماع صَوْتِهِ بِمَنْزِلَةِ إِبدائه. وَرَجُلٌ أَرْجَل: عَظِيمُ الرِّجْل، وَقَدْ رَجِلَ، وأَرْكبُ عَظِيمُ الرُّكْبة، وأَرْأَس عَظِيمُ الرأْس. ورَجَلَه يَرْجله رَجْلًا: أَصاب رِجْله، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ رَجِلَ فِي هَذَا الْمَعْنَى. أَبو عَمْرٍو: ارْتَجَلْت الرَّجُلَ إِذا أَخذته برِجْله. والرُّجْلة: أَن يَشْكُوَ رِجْله. وَفِي حَدِيثِ الْجُلُوسِ فِي الصَّلَاةِ:
إِنه لجَفاء بالرَّجُل
أَي بِالْمُصَلِّي نَفْسِهِ، وَيُرْوَى بِكَسْرِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الجيم،
(1). قوله [ألابي أنا] هكذا في الأَصل، وفي المحكم: ألائَي، وعلى الهمزة فتحة
يُرِيدُ جُلُوسَهُ عَلَى رِجْله فِي الصَّلَاةِ. والرَّجَل، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ رَجِلَ، بِالْكَسْرِ، أَي بَقِيَ رَاجِلًا؛ وأَرْجَلَه غَيْرُهُ وأَرْجَلَه أَيضاً: بِمَعْنَى أَمهله، وَقَدْ يأْتي رَجُلٌ بِمَعْنَى رَاجِلٍ؛ قَالَ الزِّبْرِقان بْنُ بَدْرٍ:
آلَيْتُ لِلَّهِ حَجًّا حَافِيًا رَجُلًا،
…
إِن جَاوَزَ النَّخْل يَمْشِي، وَهُوَ مُنْدَفِعُ
وَمِثْلُهُ لِيَحْيَى بْنِ وَائِلٍ وأَدرك قَطَريّ بْنَ الفُجاءة الْخَارِجِيَّ أَحد بَنِي مَازِنٍ حَارِثِيٍّ:
أَمَا أُقاتِل عَنْ دِيني عَلَى فَرَسٍ،
…
وَلَا كَذَا رَجُلًا إِلا بأَصحاب
لَقَدْ لَقِيت إِذاً شَرًّا، وأَدركني
…
مَا كُنْتُ أَرْغَم فِي جِسْمِي مِنَ الْعَابِ
قَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَما مُخَفَّفُ الْمِيمِ مَفْتُوحُ الأَلف، وَقَوْلُهُ رَجُلًا أَي رَاجِلًا كَمَا تَقُولُ الْعَرَبُ جَاءَنَا فُلَانٌ حَافِيًا رَجُلًا أَي رَاجِلًا، كأَنه قَالَ أَما أُقاتل فَارِسًا وَلَا رَاجِلًا إِلا وَمَعِي أَصحابي، لَقَدْ لَقِيتُ إِذاً شَرًّا إِن لَمْ أُقاتل وَحْدِي؛ وأَبو زَيْدٍ مِثْلُهُ وَزَادَ: وَلَا كَذَا أُقاتل رَاجِلًا، فَقَالَ: إِنه خَرَجَ يُقَاتِلُ السُّلْطَانَ فَقِيلَ لَهُ أَتخرج رَاجِلًا تُقَاتِلُ؟ فَقَالَ الْبَيْتَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَوْلُهُ وَلَا كَذَا أَي مَا تَرَى رَجُلًا كَذَا؛ وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: أَما خَفِيفَةٌ بِمَنْزِلَةِ أَلا، وأَلا تَنْبِيهٌ يَكُونُ بَعْدَهَا أَمر أَو نَهْيٌ أَو إِخبار، فَالَّذِي بَعْدَ أَما هُنَا إِخبار كأَنه قَالَ: أَما أُقاتل فَارِسًا وَرَاجِلًا. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي الْحُجَّةِ بَعْدَ أَن حُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ مَا تَقَدَّمَ: فَرجُلٌ عَلَى مَا حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ صِفَةٌ، وَمِثْلُهُ نَدُسٌ وفَطُنٌ وحَذْرٌ وأَحرف نَحْوُهَا، وَمَعْنَى الْبَيْتِ كأَنه يَقُولُ: اعْلَمُوا أَني أُقاتل عَنْ دِينِي وَعَنْ حَسَبي وَلَيْسَ تَحْتِي فَرَسٌ وَلَا مَعِي أَصحاب. ورَجِلَ الرَّجُلُ رَجَلًا، فَهُوَ رَاجِل ورَجُلٌ ورَجِلٌ ورَجِيلٌ ورَجْلٌ ورَجْلان؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ ظَهْرٌ فِي سَفَرٍ يَرْكَبُهُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
عَلَيّ، إِذا لَاقَيْتُ لَيْلى بِخَلْوَةٍ،
…
أَنَ ازْدَارَ بَيْتَ اللَّهِ رَجْلانَ حَافَيَا
وَالْجَمْعُ رِجَالٌ ورَجَّالَة ورُجَّال ورُجَالَى ورُجَّالى ورَجَالى ورُجْلان ورَجْلة ورِجْلة ورِجَلة وأَرْجِلة وأَرَاجِل وأَرَاجِيل؛ وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ:
واغُزُ وَسْط الأَرَاجِل
قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَرَاجِل جَمْعَ أَرْجِلَة، وأَرْجِلَة جَمْعَ رِجَال، ورِجَال جَمْعَ رَاجِل كَمَا تَقَدَّمَ؛ وَقَدْ أَجاز أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ:
فِي لَيْلَةٍ مِنْ جُمادى ذَاتِ أَنديةٍ
أَن يَكُونَ كَسَّر نَدًى عَلَى نِداء كجَمَل وجِمال، ثُمَّ كَسَّر نِداء عَلَى أَندِية كرِداء وأَرْدِية، قَالَ: فَكَذَلِكَ يَكُونُ هَذَا؛ والرَّجْل اسْمٌ لِلْجَمْعِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ وَجَمْعٌ عِنْدَ أَبي الْحَسَنِ، وَرَجَّحَ الْفَارِسِيُّ قَوْلَ سِيبَوَيْهِ وَقَالَ: لَوْ كَانَ جَمْعًا ثُمَّ صُغِّر لرُدَّ إِلى وَاحِدِهِ ثُمَّ جُمِع وَنَحْنُ نَجِدُهُ مُصَغَّرًا عَلَى لَفْظِهِ؛ وأَنشد:
بَنَيْتُه بعُصْبةٍ مِنْ مَالِيَا،
…
أَخشى رُكَيْباً ورُجَيْلًا عَادِيَا
وأَنشد:
وأَيْنَ رُكَيْبٌ وَاضِعُونَ رِحالهم
…
إِلى أَهل بيتٍ مِنْ مَقَامَةِ أَهْوَدا؟
وَيُرْوَى: مِنْ بُيُوت بأَسودا؛ وأَنشد الأَزهري:
وظَهْر تَنُوفةٍ حَدْباء تَمْشِي،
…
بِهَا، الرُّجَّالُ خَائِفَةً سِراعا
قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الرَّجْلة، وَقَالَ تَمِيمُ بْنُ أَبي «1»:
ورَجْلة يَضْرِبُونَ البَيْضَ عَنْ عُرُض
قَالَ أَبو عَمْرٍو: الرَّجْلَة الرَّجَّالة فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلة جَاءَ جَمْعًا غَيْرُ رَجْلَة جَمْعِ رَاجِل وكَمْأَة جَمْعِ كَمْءٍ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَيُجْمَعُ رَجاجِيلَ. والرَّجْلان أَيْضاً: الرَّاجِلُ، وَالْجَمْعُ رَجْلَى ورِجال مِثْلُ عَجْلان وعَجْلى وعِجال، قَالَ: وَيُقَالُ رَجِلٌ ورَجَالَى مِثْلُ عَجِل وعَجالى. وامرأَة رَجْلى: مِثْلُ عَجْلى، وَنِسْوَةٌ رِجَالٌ: مِثْلُ عِجال، ورَجَالَى مِثْلُ عَجَالَى. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ جِنِّي رَاجِل ورُجْلان، بِضَمِّ الرَّاءِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
ومَرْكَبٍ يَخْلِطني بالرُّكْبان،
…
يَقي بِهِ اللهُ أَذاةَ الرُّجْلان
ورُجَّال أَيضاً، وَقَدْ حُكِيَ أَنها قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ فِي سُورَةِ الْحَجِّ وَبِالتَّخْفِيفِ أَيضاً، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً
، أَي فَصَلُّوا رُكْباناً ورِجَالًا، جَمْعُ رَاجِل مِثْلُ صَاحِبٍ وصِحاب، أَي إِن لَمْ يُمْكِنْكُمْ أَن تَقُومُوا قَانِتِينَ أَي عَابِدِينَ مُوَفِّين الصَّلاةَ حَقَّها لِخَوْفٍ يَنَالُكُمْ فَصَلُّوا رُكْباناً؛ التَّهْذِيبُ: رِجَالٌ أَي رَجَّالة. وَقَوْمٌ رَجْلة أَي رَجَّالة. وَفِي حَدِيثِ صَلَاةِ الْخَوْفِ:
فإِن كَانَ خَوْفٌ هُوَ أَشدّ مِنْ ذَلِكَ صَلوا رِجالًا ورُكْباناً
؛ الرِّجال: جَمْعُ رَاجِل أَي مَاشٍ، والرَّاجِل خِلَافُ الْفَارِسِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ رَجِلْتُ، بِالْكَسْرِ، رَجَلًا أَي بَقِيتُ راجِلًا، وَالْكِسَائِيُّ مِثْلُهُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان: مَا لَهُ رَجِلَ أَي عَدِمَ المركوبَ فَبَقِيَ رَاجِلًا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ لَا تَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا أُمُّك رَاجِل، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، إِلا أَنه قَالَ قَبْلَ هَذَا: أُمُّك هَابِلٌ وَثَاكِلٌ، وَقَالَ بَعْدَ هَذَا: أُمُّك عَقْرى وخَمْشى وحَيْرى، فَدَلَّنا ذَلِكَ بِمَجْمُوعِهِ أَنه يُرِيدُ الْحُزْنَ والثُّكْل. والرُّجْلة: الْمَشْيُ رَاجِلًا. والرَّجْلة والرِّجْلة: شِدَّة المشي؛ حكاهما أَبو زَيْدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
العَجْماء جَرْحها جُبَار
، ويَرْوي بَعْضُهُمُ:
الرِّجْلُ جُبارٌ
؛ فسَّره مَنْ ذَهَبَ إِليه أَن رَاكِبَ الدَّابَّةِ إِذا أَصابت وَهُوَ رَاكِبُهَا إِنساناً أَو وَطِئَتْ شَيْئًا بِيَدِهَا فَضَمَانُهُ عَلَى رَاكِبِهَا، وإِن أَصابته برِجْلها فَهُوَ جُبار وَهَذَا إِذا أَصابته وَهِيَ تَسِيرُ، فأَمَّا أَن تُصِيبَهُ وَهِيَ وَاقِفَةٌ فِي الطَّرِيقِ فَالرَّاكِبُ ضَامِنٌ، أَصابت مَا أَصابت بِيَدٍ أَو رِجْلٍ. وَكَانَ الشَّافِعِيِّ، رضي الله عنه، يَرَى الضَّمَانَ وَاجِبًا عَلَى رَاكِبِهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ، نَفَحَتْ برِجلها أَو خَبَطَتْ بِيَدِهَا، سَائِرَةً كَانَتْ أَو وَاقِفَةً. قَالَ الأَزهري: الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الْكُوفِيُّونَ
أَن الرِّجل جُبار
غَيْرُ صَحِيحٍ عِنْدَ الْحُفَّاظِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير فِي قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ:
الرِّجل جُبار
أَي مَا أَصابت الدَّابَّةُ برِجْلها فَلَا قَوَد عَلَى صَاحِبِهَا، قَالَ: وَالْفُقَهَاءُ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ فِي حَالَةِ الرُّكُوبِ عَلَيْهَا وقَوْدها وسَوْقها وَمَا أَصابت برِجْلها أَو يَدِهَا، قَالَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ ذَكَرَهُ الطَّبَرَانِيُّ مَرْفُوعًا وَجَعَلَهُ الْخَطَّابِيُّ مِنْ كَلَامِ الشَّعْبِيِّ. وحَرَّةٌ رَجْلاءُ: وَهِيَ الْمُسْتَوِيَةُ بالأَرض الْكَثِيرَةِ الْحِجَارَةِ يَصْعُب الْمَشْيُ فِيهَا، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: حَرَّة رَجْلاء، الحَرَّة أَرض حِجَارَتُهَا سُودٌ، والرَّجْلاء الصُّلْبة الخَشِنة لَا تَعْمَلُ فِيهَا خَيْلٌ ولا إِبل ولا
(1). قوله [تميم بن أبي] هكذا في الأَصل وفي شرح القاموس. وأَنشده الأَزهري لأَبي مقبل، وفي التكملة: قال ابن مقبل
يَسْلُكُهَا إِلا رَاجِل. ابْنُ سِيدَهْ: وحَرَّة رَجْلاء لَا يُسْتَطَاعُ الْمَشْيُ فِيهَا لِخُشُونَتِهَا وَصُعُوبَتِهَا حَتَّى يُتَرَجَّل فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ رِفاعة الجُذامي ذِكْر رِجْلى، هِيَ بِوَزْنِ دِفْلى، حَرَّةُ رِجْلى: فِي دِيَارِ جُذام. وتَرَجَّلَ الرجلُ: رَكِبَ رِجْليه. والرَّجِيل مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي لَا يَحْفى. ورَجُلٌ رَجِيل أَيْ قَوِيٌّ عَلَى الْمَشْيَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ امرأَة رَجِيلَة لِلْقَوِيَّةِ عَلَى الْمَشْيِ؛ قَالَ الحرب بْنُ حِلِّزة:
أَنَّى اهتديتِ، وكُنْتِ غَيْرَ رَجِيلةٍ،
…
والقومُ قَدْ قَطَعوا مِتان السَّجْسَج
التَّهْذِيبُ: ارْتَجَل الرجلُ ارْتِجَالًا إِذا رَكِبَ رِجْلَيْهِ فِي حَاجَتِهِ ومَضى. وَيُقَالُ: ارْتَجِلْ مَا ارْتَجَلْتَ أَي ارْكَبْ مَا رَكِبْتَ مِنَ الأُمور. وتَرَجَّلَ الزَّنْدَ وارْتَجَلَهُ: وَضَعَهُ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. وتَرَجَّلَ القومُ إِذا نَزَلُوا عَنْ دَوَابِّهِمْ فِي الْحَرْبِ لِلْقِتَالِ. وَيُقَالُ: حَمَلك اللَّهُ عَلَى الرُّجْلة، والرُّجْلة هَاهُنَا: فِعْلُ الرَّجُل الَّذِي لَا دَابَّةَ لَهُ. ورَجَلَ الشاةَ وارْتَجَلَها: عَقَلها بِرِجْلَيْهَا. ورَجَلَها يَرْجُلُها رَجْلًا وارْتَجَلَها: علَّقها بِرِجْلِهَا. والمُرَجَّل مِنَ الزِّقاق: الَّذِي يُسْلَخ مِنْ رِجْل وَاحِدَةٍ، وَقِيلَ: الَّذِي يُسْلَخ مِنْ قِبَل رِجْله. الْفَرَّاءُ: الجِلْد المُرَجَّل الَّذِي يُسْلَخُ مِنْ رِجْل وَاحِدَةٍ، والمَنْجُول الَّذِي يُشَقُّ عُرْقوباه جَمِيعًا كَمَا يَسْلَخُ الناسُ اليومَ، والمُزَقَّق الَّذِي يُسْلَخُ مِنْ قِبَل رأْسه؛ الأَصمعي وَقَوْلُهُ:
أَيام أَلْحَفُ مِئْزَري عَفَرَ الثَّرى،
…
وأَغُضُّ كُلَّ مُرَجَّلٍ رَيَّان «2»
. أَراد بالمُرَجَّل الزِّقَّ الْمَلْآنَ مِنَ الخَمْر، وغَضُّه شُرْبُه. ابْنُ الأَعرابي: قَالَ الْمُفَضَّلُ يَصِف شَعْره وحُسْنه، وَقَوْلُهُ أَغُضّ أَي أَنْقُص مِنْهُ بالمِقْراض لِيَسْتَوِيَ شَعَثُه. والمُرَجَّل: الشَّعْرُ المُسَرَّح، وَيُقَالُ لِلْمُشْطِ مِرْجَل ومِسْرَح. وَفِي الْحَدِيثِ
: أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَنِ الترَجُّل إِلا غِبًّا
؛ التَّرَجُّل والتَّرْجِيل: تَسْرِيحُ الشَّعْرِ وَتَنْظِيفُهُ وَتَحْسِينُهُ، وَمَعْنَاهُ أَنه كَرِهَ كَثْرَةَ الادِّهان ومَشْطَ الشَّعْرِ وَتَسْوِيَتَهُ كُلَّ يَوْمٍ كأَنه كَرِهَ كَثْرَةَ التَّرفُّه وَالتَّنَعُّمِ. والرُّجْلة والتَّرْجِيل: بَيَاضٌ فِي إِحدى رِجْلَيِ الدَّابَّةِ لَا بياضَ بِهِ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ ذَلِكَ. أَبو زَيْدٍ: نَعْجة رَجْلاء وَهِيَ الْبَيْضَاءُ إِحدى الرِّجْلَيْنِ إِلى الْخَاصِرَةِ وَسَائِرُهَا أَسود، وَقَدْ رَجِلَ رَجَلًا، وَهُوَ أَرْجَل. وَنَعْجَةٌ رَجْلاء: ابْيَضَّتْ رِجْلاها مَعَ الْخَاصِرَتَيْنِ وَسَائِرُهَا أَسود. الْجَوْهَرِيُّ: الأَرْجَل مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي فِي إِحدى رِجْلَيْهِ بَيَاضٌ، ويُكْرَه إِلا أَن يَكُونَ بِهِ وَضَحٌ؛ غَيْرُهُ: قَالَ المُرَقِّش الأَصغر:
أَسِيلٌ نَبِيلٌ لَيْسَ فِيهِ مَعابةٌ،
…
كُمَيْتٌ كَلَوْن الصِّرف أَرْجَل أَقرَح
فمُدِح بالرَّجَل لَمَّا كَانَ أَقرح. قَالَ: وَشَاةٌ رَجْلاء كَذَلِكَ. وَفَرَسٌ أَرْجَل: بَيِّن الرَّجَل والرُّجْلة. ورَجَّلَت المرأَةُ ولدَها «3» : وضَعَتْه بِحَيْثُ خَرَجَتْ رِجْلاه قبْل رأْسه عِنْدَ الْوِلَادَةِ، وَهَذَا يُقَالُ لَهُ اليَتْن. الأُموي: إِذا وَلَدت الغنمُ بعضُها بَعْدَ بَعْضٍ قِيلَ وَلَّدتُها الرُّجَيْلاء مِثَالُ الغُمَيْصاء، ووَلَّدتها طَبَقة بَعْدَ طَبَقة. ورِجْلُ الغُراب: ضَرْب مِنْ صَرِّ الإِبل لَا يَقْدِرُ
(2). قوله [أَيام ألحف إلخ] تقدم في ترجمة غضض:
أَيَّامَ أَسْحَبُ لِمَّتِي عَفَرَ الملا
ولعلهما روايتان
(3)
. قوله [ورَجَّلَتِ المرأة ولدها] ضبط في القاموس مخففاً، وضبط في نسخ المحكم بالتشديد
الْفَصِيلُ عَلَى أَن يَرْضَع مَعَهُ وَلَا يَنْحَلُّ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
صُرَّ رِجْلَ الغُراب مُلْكُكَ في الناس،
…
عَلَى مَنْ أَراد فِيهِ الْفُجُورَا
رِجْلَ الْغُرَابِ مَصْدَرٌ لأَنه ضَرْبٌ مِنَ الصَّرِّ فَهُوَ مِنْ بَابِ رَجَع القَهْقَرى وَاشْتَمَلَ الصَّمَّاء، وَتَقْدِيرُهُ صَرًّا مِثْلُ صَرِّ رِجْل الغُراب، وَمَعْنَاهُ اسْتَحْكَم مُلكُك فَلَا يُمْكِنُ حَلُّه كَمَا لَا يُمْكِنُ الفَصِيلَ حَلُّ رِجْل الْغُرَابِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ
: الرُّؤيا لأَوَّلِ عَابِرٍ وَهِيَ عَلَى رِجْل طَائِرٍ
أَي أَنها عَلَى رِجْلِ قَدَرٍ جارٍ وَقَضَاءٍ ماضٍ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ، وأَن ذَلِكَ هُوَ الَّذِي قَسَمه اللَّهُ لِصَاحِبِهَا، مِنْ قَوْلِهِمُ اقْتَسَمُوا دَارًا فَطَارَ سهمُ فُلَانٍ فِي نَاحِيَتِهَا أَي وَقَعَ سهمُه وخَرج، وكلُّ حَركة مِنْ كَلِمَةٍ أَو شَيْءٍ يَجْري لَكَ فَهُوَ طَائِرٌ، وَالْمُرَادُ أَن الرُّؤْيَا هِيَ الَّتِي يُعَبِّرها المُعَبِّر الأَول، فكأَنها كَانَتْ عَلَى رِجْل طَائِرٍ فَسَقَطَتْ فوقعتْ حَيْثُ عُبِّرت، كَمَا يَسْقُطُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى رِجْل الطَّائِرِ بأَدنى حَرَكَةٍ. ورِجْل الطَّائِرِ: مِيسَمٌ. والرُّجْلة: القُوَّةُ عَلَى الْمَشْيِ. رَجِلَ الرَّجُلُ يَرْجَلُ رَجَلًا ورُجْلة إِذا كَانَ يَمْشِي فِي السَّفَرِ وَحْدَهُ وَلَا دَابَّةَ لَهُ يَرْكَبُهَا. ورَجُلٌ رُجْلِيٌّ: لِلَّذِي يَغْزُو عَلَى رِجليه، مَنْسُوبٌ إِلى الرُّجْلة. والرَّجِيل: القَوِيُّ عَلَى الْمَشْيِ الصَّبُورُ عَلَيْهِ؛ وأَنشد:
حَتى أُشِبَّ لَهَا، وَطَالَ إِيابُها،
…
ذُو رُجْلة، شَثْنُ البَراثِن جَحْنَبُ
وامرأَة رَجِيلَة: صَبُورٌ عَلَى الْمَشْيِ، وَنَاقَةٌ رَجِيلة. ورَجُل رَاجِل ورَجِيل: قويٌّ عَلَى الْمَشْيِ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ وَالْحِمَارُ، وَالْجَمْعُ رَجْلى ورَجَالَى. والرَّجِيل أَيضاً مِنَ الرِّجَالِ: الصُّلْبُ. اللَّيْثُ: الرُّجْلة نَجَابَةُ الرَّجِيل مِنَ الدَّوَابِّ والإِبل وَهُوَ الصَّبُورُ عَلَى طُولِ السَّيْرِ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع مِنْهُ فِعْلًا إِلا فِي النُّعُوتِ نَاقَةٌ رَجِيلة وَحِمَارٌ رَجِيل. ورَجُل رَجِيل: مَشَّاء. التَّهْذِيبُ: رَجُل بَيِّن الرُّجولِيَّة والرُّجولة؛ وأَنشد أَبو بَكْرٍ:
وإِذا خَلِيلُك لَمْ يَدُمْ لَكَ وَصْلُه،
…
فَاقْطَعْ لُبانَته بحَرْفٍ ضامِر،
وَجْناءَ مُجْفَرةِ الضُّلوع رَجِيلةٍ،
…
وَلْقى الْهَوَاجِرِ ذاتِ خَلْقٍ حَادِرِ
أَي سَرِيعَةِ الْهَوَاجِرِ؛ الرَّجِيلة: القَوية عَلَى الْمَشْيِ، وحَرْفٌ: شَبَّهَهَا بحَرْف السَّيْفِ فِي مَضائها. الْكِسَائِيُّ: رَجُلٌ بَيِّن الرُّجُولة وَرَاجِلٌ بيِّن الرُّجْلة؛ والرَّجِيلُ مِنَ النَّاسِ: المَشّاء الجيِّد الْمَشْيِ. والرَّجِيل مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي لَا يَعْرَق. وَفُلَانٌ قَائِمٌ عَلَى رِجْلٍ إِذا حَزَبه أَمْرٌ فَقَامَ لَهُ. والرِّجْل: خِلَافُ الْيَدِ. ورِجل الْقَوْسِ: سِيَتُها السفْلى، وَيَدُهَا: سِيَتُها الْعُلْيَا؛ وَقِيلَ: رِجْل الْقَوْسِ مَا سَفَل عَنْ كَبِدِهَا؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: رِجْل الْقَوْسِ أَتمُّ مِنْ يَدِهَا. قَالَ: وَقَالَ أَبو زِيَادٍ الْكِلَابِيُّ الْقَوَّاسُونَ يُسَخِّفون الشِّقَّ الأَسفل مِنَ الْقَوْسِ، وَهُوَ الَّذِي تُسميه يَداً، لتَعْنَت القِياسُ فَيَنْفُق مَا عِنْدَهُمْ. ابْنُ الأَعرابي: أَرْجُلُ القِسِيِّ إِذا أُوتِرَت أَعاليها، وأَيديها أَسافلها، قَالَ: وأَرْجُلُها أَشد مِنْ أَيديها؛ وأَنشد:
لَيْتَ القِسِيَّ كلَّها مِنْ أَرْجُل
قَالَ: وطَرفا الْقَوْسِ ظُفْراها، وحَزَّاها فُرْضتاها، وعِطْفاها سِيَتاها، وبَعْدَ السِّيَتين الطَّائِفَانِ، وَبَعْدَ الطَّائِفَيْنِ الأَبهران، وَمَا بَيْنَ الأَبهَرَين كبدُها، وَهُوَ مَا بَيْنَ عَقْدَي الحِمالة، وعَقْداها يُسَمَّيَانِ الكُليتين، وأَوتارُها الَّتِي تُشَدُّ فِي يَدِهَا وَرِجْلِهَا تُسَمَّى الوُقوف وَهُوَ الْمَضَائِغُ. ورِجْلا السَّهم: حَرْفاه. ورِجْلُ
الْبَحْرِ: خَلِيجُهُ، عَنْ كُرَاعٍ. وارْتَجَلَ الفرسُ ارْتِجَالًا: رَاوَحَ بَيْنَ العَنَق والهَمْلَجة، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا خَلَط العَنق بالهَمْلجة. وتَرَجَّلَ أَي مَشَى رَاجِلًا. وتَرَجَّلَ البئرَ تَرَجُّلًا وتَرَجَّلَ فِيهَا، كِلَاهُمَا: نَزَلَهَا مِنْ غَيْرِ أَن يُدَلَّى. وارْتِجَالُ الخُطْبة والشِّعْر: ابْتِدَاؤُهُ مِنْ غَيْرِ تَهْيِئَةٍ. وارْتَجَلَ الكلامَ ارْتِجَالًا إِذا اقْتَضَبَهُ اقْتِضَابًا وَتَكَلَّمَ بِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يُهَيِّئَهُ قَبْلَ ذَلِكَ. وارْتَجَلَ برأْيه: انْفَرَدَ بِهِ وَلَمْ يُشَاوِرْ أَحداً فِيهِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَمْرُك مَا ارْتَجَلْتَ، مَعْنَاهُ مَا اسْتَبْدَدْتَ برأْيك فِيهِ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:
وَمَا عَصَيْتُ أَميراً غَيْرَ مُتَّهَم
…
عِنْدِي، ولكنَّ أَمْرَ الْمَرْءِ مَا ارْتَجَلا
وتَرَجَّلَ النهارُ، وارْتَجَلَ أَي ارْتَفَعَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
وَهَاجَ بِهِ، لَمَّا تَرَجَّلَتِ الضُّحَى،
…
عصائبُ شَتى مِنْ كلابٍ ونابِل
وَفِي حَدِيثِ
العُرَنِيّين: فَمَا تَرَجَّلَ النهارُ حَتَّى أُتيَ بِهِمْ
أَي مَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ تَشْبِيهًا بِارْتِفَاعِ الرَّجُل عَنِ الصِّبا. وشعرٌ رَجَلٌ ورَجِلٌ ورَجْلٌ: بَيْنَ السُّبوطة وَالْجُعُودَةِ. وَفِي
صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم: كَانَ شَعْرُهُ رَجِلًا
أَي لَمْ يَكُنْ شَدِيدَ الْجُعُودَةِ وَلَا شَدِيدَ السُّبُوطَةِ بَلْ بَيْنَهُمَا؛ وَقَدْ رَجِلَ رَجَلًا ورَجَّلَه هُوَ تَرْجِيلًا، ورَجُلٌ رَجِلُ الشَّعر ورَجَلُه، وجَمْعهما أَرْجَال ورَجَالَى. ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما رَجْلٌ، بِالْفَتْحِ، فَلَا يُكَسَّرُ اسْتَغْنَوْا عَنْهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ وَذَلِكَ فِي الصِّفَةِ، وأَما رَجِلٌ، بالكسر، فإِنه لَمْ يَنُصَّ عَلَيْهِ وَقِيَاسُهُ قِيَاسُ فَعُل فِي الصِّفَةِ، وَلَا يُحْمَلُ عَلَى بَابِ أَنجاد وأَنكاد جَمْعِ نَجِد ونَكِد لِقِلَّةِ تَكْسِيرِ هَذِهِ الصِّفَةِ مِنْ أَجل قِلَّةِ بِنَائِهَا، إِنما الأَعرف فِي جَمِيعِ ذَلِكَ الْجَمْعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، لَكِنَّهُ رُبَّمَا جَاءَ مِنْهُ الشَّيْءُ مُكَسَّراً لِمُطَابَقَةِ الِاسْمِ فِي الْبِنَاءِ، فَيَكُونُ مَا حَكَاهُ اللُّغَوِيُّونَ مِنْ رَجَالَى وأَرْجَال جَمْعِ رَجَل ورَجِل عَلَى هَذَا. وَمَكَانٌ رَجِيلٌ: صُلْبٌ. وَمَكَانٌ رَجِيل: بَعِيدُ الطَّرفين مَوْطُوءٌ رَكوب؛ قَالَ الرَّاعِي:
قَعَدوا عَلَى أَكوارها فَتَردَّفَتْ
…
صَخِبَ الصَّدَى، جَذَع الرِّعان رَجِيلًا
وَطَرِيقٌ رَجِيلٌ إِذا كَانَ غَلِيظًا وَعْراً فِي الجَبَل. والرَّجَل: أَن يُترك الفصيلُ والمُهْرُ والبَهْمة مَعَ أُمِّه يَرْضَعها مَتَى شَاءَ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ:
فَصَافَ غلامُنا رَجَلًا عَلَيْهَا،
…
إِرادَة أَن يُفَوِّقها رَضاعا
ورَجَلَها يَرْجُلُها رَجْلًا وأَرْجَلَها: أَرسله مَعَهَا، وأَرْجَلَها الرَّاعِي مَعَ أُمِّها؛ وأَنشد:
مُسَرْهَدٌ أُرْجِلَ حَتَّى فُطِما
ورَجَلَ البَهْمُ أُمَّه يَرْجُلُها رَجْلًا: رَضَعها. وبَهْمة رَجَلٌ ورَجِلٌ وبَهْمٌ أَرْجَال ورَجَلٌ. وارْتَجِلْ رَجَلك أَي عَلَيْكَ شأْنَك فالْزَمْه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَيُقَالُ: لِي فِي مَالِكَ رِجْلٌ أَي سَهْم. والرِّجْل: القَدَم. والرِّجْل: الطَّائِفَةُ مِنَ الشَّيْءِ، أُنثى، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الْقِطْعَةَ الْعَظِيمَةَ مِنَ الْجَرَادِ، وَالْجَمْعُ أَرْجَال، وَهُوَ جَمْعٌ عَلَى غَيْرِ لَفْظِ الْوَاحِدِ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ كَقَوْلِهِمْ لِجَمَاعَةِ الْبَقَرِ صِوَار، وَلِجَمَاعَةِ النَّعَامِ خِيط، وَلِجَمَاعَةِ الحَمِير عَانَةٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ الحُمُر فِي عَدْوها وتَطايُر الْحَصَى عَنْ حَوَافِرِهَا:
كأَنما المَعْزاء مِنْ نِضالها
…
رِجْلُ جَرادٍ، طَارَ عَنْ خُذَّالها
وَجَمْعُ الرِّجْل أَرْجَال. وَفِي حَدِيثِ
أَيوب، عليه السلام: أَنه كَانَ يَغْتَسِلُ عُرياناً فَخَرَّ عَلَيْهِ رِجْلٌ مِنْ جَراد ذَهَب
؛ الرِّجْل، بِالْكَسْرِ: الْجَرَادُ الْكَثِيرُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
: كأَنَّ نَبْلهم رِجْلُ جَراد
؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه دَخَل مكَّة رِجْلٌ مِنْ جَراد فَجَعل غِلْمانُ مَكَّةَ يأْخذون مِنْهُ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهم لَوْ عَلِمُوا لَمْ يأْخذوه
؛ كَرِه ذَلِكَ فِي الْحَرَمِ لأَنه صَيْدٌ. والمُرْتَجِل: الَّذِي يَقَعُ بِرِجْلٍ مِنْ جَرَاد فيَشْتَوي مِنْهَا أَو يطبخُ؛ قَالَ الرَّاعِي:
كدُخَان مُرْتَجِلٍ، بأَعلى تَلْعة،
…
غَرْثانَ ضَرَّم عَرْفَجاً مبْلُولا
وَقِيلَ: المُرْتَجِل الَّذِي اقْتَدَحَ النَّارَ بزَنْدة جَعَلَهَا بَيْنَ رِجْليه وفَتل الزَّنْدَ فِي فَرْضِها بِيَدِهِ حَتَّى يُورِي، وَقِيلَ: المُرْتَجِل الَّذِي نَصَب مِرْجَلًا يَطْبُخُ فِيهِ طَعَامًا. وارْتَجَلَ فُلَانٌ أَي جَمَع قِطْعَة مِنَ الجَرَاد ليَشْوِيها؛ قَالَ لَبِيدٌ:
فَتَنَازَعَا سَبَطاً يَطِيرُ ظِلالُه،
…
كَدُخَانِ مُرتَجِلٍ يُشَبُّ ضِرَامُها
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ للقِطْعة مِنَ الْجَرَادِ رِجْل ورِجْلَة. والرِّجْلَة أَيضاً: الْقِطْعَةُ مِنَ الْوَحْشِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
والعَيْن عَيْن لِياحٍ لَجْلَجَتْ وَسَناً،
…
لرِجْلَة مِنْ بَنات الْوَحْشِ أَطفال
وارْتَجَلَ الرجلُ: جَاءَ مِنْ أَرض بَعِيدَةٍ فَاقْتَدَحَ نَارًا وأَمسك الزَّنْد بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ لأَنه وَحْدَهُ؛ وَبِهِ فَسَّر بَعْضُهُمْ:
كدُخَان مُرْتَجِلٍ بأَعلى تَلْعةٍ
والمُرَجَّل مِنَ الجَراد: الَّذِي تَرَى آثَارَ أَجنحته فِي الأَرض. وَجَاءَتْ رِجْلُ دِفاعٍ أَي جيشٌ كَثِيرٌ، شُبّه برِجْل الجَراد. وَفِي النَّوَادِرِ: الرَّجْل النَّزْوُ؛ يُقَالُ: بَاتَ الحِصَان يَرْجُلُ الخيلَ. وأَرْجَلْت الحِصانَ فِي الْخَيْلِ إِذا أَرسلت فِيهَا فَحْلًا. والرِّجْل: السراويلُ الطاقُ؛ وَمِنْهُ الْخَبَرُ
عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: أَنه اشْتَرَى رِجْلَ سَراوِيل ثُمَّ قَالَ للوَزَّان زِنْ وأَرْجِحْ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا كَمَا يُقَالُ اشْتَرَى زَوْجَ خُفٍّ وزوْجَ نَعْل، وإِنما هُمَا زَوْجان يُرِيدُ رِجْلَيْ سَرَاوِيلَ لأَن السَّرَاوِيلَ مِنْ لِبَاسِ الرِّجْلين، وَبَعْضُهُمْ يُسَمِّي السَّرَاوِيلَ رِجْلًا. والرِّجْل: الْخَوْفُ وَالْفَزَعُ مِنْ فَوْتِ الشَّيْءِ، يُقَالُ: أَنا مِنْ أَمري عَلَى رِجْلٍ أَي عَلَى خَوْفٍ مِنْ فَوْتِهِ. والرِّجْل، قَالَ أَبو الْمَكَارِمِ: تَجْتَمِعُ القُطُر فَيَقُولُ الجَمَّال: لِي الرِّجْل أَي أَنا أَتقدم. والرِّجْل: الزَّمَانُ؛ يُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ عَلَى رِجْل فُلَانٍ أَي فِي حَيَاتِهِ وَزَمَانِهِ وَعَلَى عَهْدِهِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الْمُسَيَّبِ: لَا أَعلم نَبِيًّا هَلَكَ عَلَى رِجْله مِنَ الْجَبَابِرَةِ مَا هَلَك عَلَى رِجْل مُوسَى، عليه الصلاة والسلام
، أَي فِي زَمَانِهِ. والرِّجْل: القِرْطاس الْخَالِي. والرِّجْل: البُؤْس وَالْفَقْرُ. والرِّجْل: الْقَاذُورَةُ مِنَ الرِّجَالِ. والرِّجْل: الرَّجُل النَّؤُوم. والرِّجْلة: المرأَة النَّؤُومُ؛ كُلُّ هَذَا بِكَسْرِ الرَّاءِ. والرَّجُل فِي كَلَامِ أَهل الْيَمَنِ: الكثيرُ الْمُجَامَعَةِ، كَانَ الْفَرَزْدَقُ يَقُولُ ذَلِكَ وَيَزْعُمُ أَن مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُسَمِّيهِ العُصْفُورِيَّ؛ وأَنشد:
رَجُلًا كنتُ فِي زَمَانِ غُروري،
…
وأَنا اليومَ جافرٌ مَلْهودُ
والرِّجْلة: مَنْبِت العَرْفج الْكَثِيرِ فِي رَوْضَةٍ وَاحِدَةٍ. والرِّجْلة: مَسِيل الْمَاءِ مِنَ الحَرَّة إِلى السَّهلة. شَمِرٌ: الرِّجَل مَسايِلُ الْمَاءِ، وَاحِدَتُهَا رِجْلة؛
قَالَ لَبِيدٌ:
يَلْمُج البارضَ لَمْجاً فِي النَّدَى،
…
مِنْ مَرابيع رِياضٍ ورِجَل
اللَّمْج: الأَكل بأَطراف الْفَمِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرِّجَل تَكُونُ فِي الغِلَظ واللِّين وَهِيَ أَماكن سَهْلَةٌ تَنْصَبُّ إِليها الْمِيَاهُ فتُمْسكها. وَقَالَ مَرَّةً: الرِّجْلة كالقَرِيِّ وَهِيَ وَاسِعَةٌ تُحَلُّ، قَالَ: وَهِيَ مَسِيل سَهْلة مِنْبات. أَبو عَمْرٍو: الرَّاجِلَة كَبْش الرَّاعِي الَّذِي يَحْمِل عَلَيْهِ متاعَه؛ وأَنشد:
فظَلَّ يَعْمِتُ فِي قَوْطٍ ورَاجِلةٍ،
…
يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلَّا رَيْثَ يَهْتَبِد
أَي يَطْبُخ. والرِّجْلة: ضَرْبٌ مِنَ الحَمْض، وَقَوْمٌ يُسَمُّونَ البَقْلة الحَمْقاء الرِّجْلة، وإِنما هِيَ الفَرْفَخُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَمِنْ كَلَامِهِمْ هُوَ أَحمق مِنْ رِجْلَة، يَعْنون هَذِهِ البَقْلة، وَذَلِكَ لأَنها تَنْبُتُ عَلَى طُرُق النَّاسِ فتُدَاس، وَفِي المَسايل فيَقْلَعها مَاءُ السَّيْلِ، وَالْجَمْعُ رِجَل. والرِّجْل: نِصْفُ الرَّاوِيَةِ مِنَ الخَمْر وَالزَّيْتِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ: أُهدي لَنَا رِجْل شَاةٍ فَقَسَمْتُهَا إِلّا كَتِفَها
؛ تُرِيدُ نِصْفَ شَاةٍ طُولًا فسَمَّتْها بِاسْمِ بَعْضِهَا. وَفِي حَدِيثِ
الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامة: أَنه أَهدى إِلى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، رِجْل حِمَارٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ
أَي أَحد شِقَّيْهِ، وَقِيلَ: أَراد فَخِذه. والتَّراجِيل: الكَرَفْس، سَوَادِيَّةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ بِلُغَة الْعَجَمِ، وَهُوَ اسْمٌ سَواديٌّ مِنْ بُقول الْبَسَاتِينِ. والمِرْجَل: القِدْر مِنَ الْحِجَارَةِ والنحاسِ، مُذَكَّر؛ قَالَ:
حَتَّى إِذا مَا مِرْجَلُ القومِ أَفَر
وَقِيلَ: هُوَ قِدْر النُّحَاسِ خَاصَّةً، وَقِيلَ: هِيَ كُلُّ مَا طُبِخَ فِيهَا مِنْ قِدْر وَغَيْرِهَا. وارْتَجَل الرجلُ: طَبَخَ فِي المِرْجَل. والمَراجِل: ضَرْبٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ. الْمُحْكَمُ: والمُمَرْجَل ضَرْبٌ مِنْ ثِيَابِ الْوَشْيِ فِيهِ صُوَرُ المَراجل، فمُمَرْجَل عَلَى هَذَا مُمَفْعَل، وأَما سِيبَوَيْهِ فَجَعَلَهُ رُبَاعِيًّا لِقَوْلِهِ:
بشِيَةٍ كشِيَةِ المُمَرْجَل
وَجَعَلَ دَلِيلَهُ عَلَى ذَلِكَ ثَبَاتَ الْمِيمِ فِي المُمَرْجَل، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ من بَابِ تَمَدْرَع وتَمَسْكَن فَلَا يَكُونُ لَهُ فِي ذَلِكَ دَلِيلٌ. وَثَوْبٌ مِرْجَلِيٌّ: مِنَ المُمَرْجَل؛ وَفِي الْمَثَلِ:
حَدِيثاً كَانَ بُرْدُك مِرْجَلِيّا
أَي إِنما كُسيت المَراجِلَ حَدِيثًا وَكُنْتَ تَلْبَسُ العَبَاء؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ رَحَلَ: وَفِي الْحَدِيثِ
حَتَّى يَبْنيَ الناسُ بُيُوتًا يُوَشُّونها وَشْيَ المراحِل
، وَيَعْنِي تِلْكَ الثِّيَابَ، قَالَ: وَيُقَالُ لَهَا الْمَرَاجِلُ بِالْجِيمِ أَيضاً، وَيُقَالُ لَهَا الراحُولات، والله أعلم.
رحل: الرَّحْل: مَرْكَبٌ لِلْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ، وَجَمْعُهُ أَرْحُلٌ ورِحَالٌ، قَالَ طَرَفَةُ:
جازتِ البِيدَ إِلى أَرْحُلنا،
…
آخِرَ اللَّيْلِ، بيَعْفُورٍ خَدِر
والرِّحَالَة: نَحْوُهُ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ مَرَاكب النِّسَاءِ، وأَنكر الأَزهري ذَلِكَ، قَالَ: الرَّحْل فِي كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى وُجُوهٍ. قَالَ شَمِرٌ: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ الرَّحْل بِجَمِيعِ رَبَضه وحَقَبه وحِلْسه وَجَمِيعِ أَغْرُضه، قَالَ: وَيَقُولُونَ أَيضاً لأَعواد الرَّحْل بِغَيْرِ أَداة رَحْلٌ،
وَأَنْشَدَ:
كأَنَّ رَحْلي وأَداةَ رَحْلي،
…
عَلَى حَزَابٍ، كأَتان الضَّحْلِ
قَالَ الأَزهري: وَهُوَ كَمَا قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ وَهُوَ مِنْ مَرَاكِبِ الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ، وأَما الرِّحَالَة فَهِيَ أَكْبَرُ مِنَ السَّرْج وتُغَشَّى بِالْجُلُودِ وَتَكُونُ لِلْخَيْلِ وَالنَّجَائِبِ مِنَ الإِبل، وَمِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمَّاح:
فَتَرُوا النَّجائِبَ عِنْدَ ذلك
…
بالرِّحَالِ وبالرَّحَائِل
وَقَالَ عَنْتَرَةُ فَجَعَلَهَا سَرْجاً:
إِذ لَا أَزال عَلَى رِحَالة سَابِحٍ
…
نَهْدٍ مَراكِلُه، نَبِيلِ المَحْزِمِ
قَالَ الأَزهري: فَقَدْ صَحَّ أَن الرَّحْل والرِّحَالَة مِنْ مَرَاكِبِ الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ. والرَّحْل فِي غَيْرِ هَذَا: مَنْزِلُ الرَّجُلِ وَمَسْكَنُهُ وَبَيْتُهُ. وَيُقَالُ: دَخَلْتُ عَلَى الرَّجُل رَحْله أَي مَنْزِلَهُ. وَفِي حَدِيثِ
يَزِيدَ بْنِ شَجَرة: أَنه خَطَبَ النَّاسَ فِي بَعْثٍ كَانَ هُوَ قَائِدَهُمْ فَحَثَّهم عَلَى الْجِهَادِ وَقَالَ: إِنكم تَرَوْن مَا أَرى مِنْ أَصفر «4» وأَحمر وَفِي الرِّحال مَا فِيهَا فاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُوا الحُورَ العِين
، يَقُولُ: مَعَكُم مِنْ زَهْرةِ الدُّنْيَا وزُخْرُفها مَا يُوجِبُ عَلَيْكُمْ ذِكْرَ نِعْمَةِ اللَّه عَلَيْكُمْ واتِّقاءَ سَخَطِه، وأَن تَصْدُقوا العدوَّ القتالَ وَتُجَاهِدُوهُمْ حَقَّ الْجِهَادِ، فَاتَّقُوا اللَّه وَلَا تَرْكَنوا إِلى الدُّنْيَا وَزُخْرُفِهَا، وَلَا تُوَلُّوا عَنْ عَدُوِّكم إِذا الْتَقَيْتُمْ، وَلَا تُخْزُوا الْحُورَ العِين بِأَنْ لَا تُبْلُوا وَلَا تَجْتَهِدُوا، وأَن تَفْشَلوا عَنِ الْعَدُوِّ فَيُوَلِّين، يَعْنِي الحُورَ العِين، عَنْكُمْ بخَزاية وَاسْتِحْيَاءٍ لَكُمْ، وَتَفْسِيرُ الخَزاية فِي مَوْضِعِهِ. والرَّاحُولُ: الرَّحْل، وإِنه لخَصيب الرَّحْل. وانتهينا إِلَى رِحَالِنا أَي مَنَازِلِنَا. والرَّحْل: مَسْكَنُ الرَّجُلِ وَمَا يَصْحَبُهُ مِنَ الأَثاث. وَفِي الْحَدِيثِ
: إِذا ابْتَلَّت النِّعال فَالصَّلَاةُ فِي الرِّحَال
أَي صَلُّوا رُكْباناً، والنِّعال هُنَا: الحِرَار، وَاحِدُهَا نَعْل. وَقَالَ ابْنُ الأَثير: فَالصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ يَعْنِي الدُّور وَالْمَسَاكِنَ وَالْمَنَازِلَ، وَهِيَ جَمْعُ رَحْل، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَنِ الْعَرَبِ: وَضَعا رِحَالَهما، يَعْنِي رَحْلَي الرَّاحِلَتَيْنِ، فأَجْروا الْمُنْفَصِلَ مِنْ هَذَا الْبَابِ كالرَّحْل مُجْرَى غَيْرِ الْمُنْفَصِلِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما، وَهَذَا فِي الْمُنْفَصِلِ قَلِيلٌ وَلِذَلِكَ خَتَمَ سِيبَوَيْهِ بِهِ فَصْلَ:
ظَهْراهُما مِثْلُ ظُهور التُّرْسَيْنِ
وَقَدْ كَانَ يَجِبُ أَن يَقُولُوا وَضَعا أَرْحُلَهما لأَن الِاثْنَيْنِ أَقرب إِلى أَدنى العدَّة، وَلَكِنْ كَذَا حُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ، وأَما فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ فِي هَذَا الْمَكَانِ لأَن الْقَلْبَ لَيْسَ لَهُ أَدنى عَدَدٍ، وَلَوْ كَانَ لَهُ أَدنى عَدَدٍ لَكَانَ الْقِيَاسُ أَن يُسْتعمل هَاهُنَا، وَقَوْلُ خطَام:
ظَهْراهُما مِثْلُ ظُهور التُّرْسَيْنِ
مِنْ هَذَا أَيضاً، إِنما حُكْمُهُ مِثْلُ أَظهر التُّرْسَيْنِ لِمَا قَدَّمْنَا، وَهُوَ الرِّحَالَة وَجَمْعُهَا رَحَائِل. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والرِّحَالَة فِي أَشْعار الْعَرَبِ السَّرْجُ، قَالَ الأَعشى:
ورَجْرَاجَةٍ تُعْشِي النَّواظِرَ ضَخْمَةٍ،
…
وشُعْثٍ عَلَى أَكتافِهِنَّ الرَّحَائِلُ
قَالَ: والرِّحَالَة سَرْجٌ مِنْ جُلُودٍ لَيْسَ فِيهِ خَشَبٌ كَانُوا يَتَّخِذُونَهُ للرَّكْض الشَّدِيدِ، وَالْجَمْعُ الرَّحَائِل، قَالَ
(4). قوله [من أصفر] هكذا في الأَصل، وفي التهذيب: من بين أصفر، بزيادة بين.
أَبو ذَؤَيْبٍ:
تَعْدُو بِهِ خَوْصاءُ يَفْصِمُ جَرْيُها
…
حَلَقَ الرِّحَالَة، وهي رِخْوٌ [رَخْوٌ] تَمْزَعُ
يَقُولُ: تَعْدُو فَتَزْفِر فتَفْصِم حَلَق الحِزام، وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْل:
ومُقَطِّعٍ حَلَق الرِّحَالة سَابِحٍ،
…
بادٍ نواجِذُهُ عَنِ الأَظَرابِ
وأَنشد لِعَنْتَرَةَ:
إِذ لَا أَزال عَلَى رِحَالةِ سابحٍ
…
نهدٍ، تَعَاوَرَه الكماةُ مُكَلَّمِ
وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُمَيْرَةَ بْنِ طَارِقٍ:
بِفِتْيَانِ صِدْقٍ فَوْقَ جْردٍ كأَنها
…
طَوَالِبُ عِقْبان، عَلَيْهَا الرَّحَائِلُ
قَالَ: وَهُوَ أَكبر مِنَ السَّرْج ويُغَشَّى بِالْجُلُودِ وَيَكُونُ لِلْخَيْلِ وَالنَّجَائِبِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والرَّحْل رَحْل الْبَعِيرِ، وَهُوَ أَصغر مِنَ القَتَب، وَثَلَاثَةُ أَرْحُلٍ، وَالْعَرَبُ تُكَنِّي عَنِ القَذْف لِلرَّجُلِ بِقَوْلِهِمْ: يَا ابْنَ مُلْقَى أَرْحُل الرُّكْبان. ابْنُ سِيدَهْ: ورَحَلَ البعيرَ يَرْحَلُه رَحْلًا، فَهُوَ مَرْحُول ورَحِيل، وارْتَحَلَه: جَعَلَ عَلَيْهِ الرَّحْل، ورَحَلَه رِحْلةً: شدَّ عَلَيْهِ أَداته، قَالَ الأَعشى:
رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدوةً أَجمالَها،
…
غَضْبَى عَلَيْكَ، فَمَا تَقُولُ بَدَا لَها؟
وَقَالَ المثقِّب الْعَبْدِيُّ:
إِذا مَا قُمْتُ أَرْحَلُها بِلَيْلٍ،
…
تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُل الحَزِينِ
وَفِي الْحَدِيثِ
: أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، سَجَدَ فرَكِبه الْحَسَنُ فأَبطأَ فِي سُجُودِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ سُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ: إِن ابْنِي ارْتَحَلَني فَكَرِهْتُ أَن أُعْجِله
، أَي جَعَلني كَالرَّاحِلَةِ فَركِب عَلَى ظَهْرِي. وإِنه لَحَسَن الرِّحْلة أَي الرَّحْل للإِبل أَعني شَدَّه لرِحالها، قَالَ:
ورَحَلُوها رِحْلةً فِيهَا رَعَنْ
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنما هُوَ رَحْل أَو سَرْج، فَرحْلٌ إِلى بَيْتِ اللَّه، وسَرْجٌ فِي سَبِيلِ اللَّه
، يُرِيدُ أَن الإِبل تُرْكَب فِي الْحَجِّ والخَيْل فِي الْجِهَادِ. الأَزهري: وَيُقَالُ رَحَلْتُ الْبَعِيرَ أَرْحَلُهُ رَحْلًا إِذا عَلَوْتَهُ. شَمِرٌ: ارْتَحَلْتُ البعيرَ إِذا رَكِبْتَهُ بقَتَب أَو اعْرَوْرَيته، قَالَ الْجَعْدِيُّ:
وَمَا عَصَيْتُ أَميراً غَيْرَ مُتَّهَم
…
عِنْدِي، ولكنَّ أَمْرَ المرءِ مَا ارْتَحَلَا
أَي يَرْتَحِلُ الأَمرَ يَرْكَبه. قَالَ شَمِرٌ: وَلَوْ أَن رَجُلًا صَرَعَ آخَرَ وَقَعَدَ عَلَى ظَهْرِهِ لَقُلْتَ رأَيته مُرْتَحِلَه. ومُرْتَحَلُ البعيرِ: مَوْضِعُ رَحْلِه. وارْتَحَلَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا عَلَا ظهرَه وَرَكِبَهُ. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ
: لَتَكُفَّنَّ عَنْ شَتْمه أَو لأَرْحَلَنَّكَ بِسَيْفِي
أَي لأَعْلُوَنَّك. يُقَالُ: رَحَلْته بِمَا يَكْرَهُ أَي رَكِبْتُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ عِنْدَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ:
تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ قَعْر عَدَن تُرَحِّلُ النَّاسَ
، رَوَاهُ شُعْبَةُ قَالَ: وَمَعْنَى تُرَحِّلُ أَي تَرْحَل مَعَهُمْ إِذا رَحَلوا، وتَنْزِل مَعَهُمْ إِذا نَزَلُوا، وتَقِيل إِذا قَالُوا، جَاءَ بِهِ مُتَّصِلًا بِالْحَدِيثِ، قَالَ شَمِرٌ: وَقِيلَ مَعْنَى تُرَحِّلُهم أَي تُنْزِلهم المَرَاحِل، وَقِيلَ: تَحْمِلُهُمْ عَلَى الرَّحِيل، قَالَ: والتَّرْحِيل والإِرْحَال بِمَعْنَى الإِشخاص والإِزعاج. يُقَالُ: رَحَلَ الرجلُ إِذا
سَارَ، وأَرْحَلْتُهُ أَنا. وَرَجُلٌ رَحُول وَقَوْمٌ رُحَّل أَي يَرْتَحِلُونَ كَثِيرًا. ورَجُل رَحَّال: عَالِمٌ بِذَلِكَ مُجِيدٌ لَهُ. وإِبل مُرَحَّلَة: عَلَيْهَا رِحالُها، وَهِيَ أَيضاً الَّتِي وُضِعت عَنْهَا رِحَالُها، قَالَ:
سِوَى تَرْحِيلِ راحلةٍ وعَينٍ،
…
أُكالئُها مَخافَة أَن تَنامَا
والرَّحُول والرَّحُولة مِنَ الإِبل: الَّتِي تَصلح أَن تُرْحَل، وَهِيَ الرَّاحِلَةُ تَكُونُ لِلذَّكَرِ والأُنثى، فاعِلة بِمَعْنَى مَفَعُولَةٍ، وَقَدْ يَكُونُ عَلَى النَّسَبِ، وأَرْحَلَها صاحِبُها: رَاضَها حَتَّى صَارَتْ رَاحِلَةً. قَالَ أَبو زَيْدٍ: أَرْحَلَ الرجلُ البعيرَ، وَهُوَ رجُلٌ مُرْحِل، وَذَلِكَ إِذا أَخذ بَعِيرًا صَعْباً فَجَعَلَهُ رَاحِلَةً. وَرُوِيَ
عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: تَجِدُونَ النَّاسَ بَعْدِي كإِبلٍ مائةٍ لَيْسَ فِيهَا رَاحِلة
، الرَّاحِلةُ مِنَ الإِبل:«1» البعيرُ القويُّ عَلَى الأَسفار والأَحمال، وَهِيَ الَّتِي يَخْتَارُهَا الرَّجُلُ لمَرْكَبه ورَحْله عَلَى النَّجابة وَتَمَامِ الخَلْق وَحُسْنِ المَنْظَر، وإِذا كَانَتْ فِي جَمَاعَةِ الإِبل تَبَيَّنَتْ وعُرِفت، يَقُولُ: فَالنَّاسُ مُتَسَاوُونَ لَيْسَ لأَحد مِنْهُمْ عَلَى أَحد فَضْلٌ فِي النَّسَبِ، وَلَكِنَّهُمْ أَشباه كإِبلٍ مائةٍ لَيْسَتْ فِيهَا رَاحِلَةٌ تَتَبَيَّنُ فِيهَا وَتَتَمَيَّزُ مِنْهَا بِالتَّمَامِ وَحُسْنِ المَنْظَر، قَالَ الأَزهري: هَذَا تَفْسِيرُ ابْنِ قُتَيْبَةَ وَقَدْ غَلِطَ فِي شَيْئَيْنِ مِنْهُ: أَحدهما أَنه جَعَلَ الرَّاحِلَة النَّاقَةَ وَلَيْسَ الجَمَل عِنْدَهُ رَاحِلَةً، والرَّاحِلَة عِنْدَ الْعَرَبِ كُلُّ بَعِيرٍ نَجِيبٍ، سواءٌ كَانَ ذَكَرًا أَو أُنثى، وَلَيْسَتِ النَّاقَةُ أَولى بِاسْمِ الرَّاحِلَة مِنَ الْجَمَلِ، تَقُولُ الْعَرَبُ لِلْجَمَلِ إِذا كَانَ نَجِيبًا رَاحِلَة، وَجَمْعُهُ رَوَاحِل، وَدُخُولُ الْهَاءِ فِي الرَّاحِلَة لِلْمُبَالَغَةِ فِي الصِّفَةِ، كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ دَاهِيَةٌ وَبَاقِعَةٌ وعلَّامة، وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَتْ رَاحِلَة لأَنها تُرْحَل كَمَا قَالَ اللَّه عز وجل: فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ*، أَي مَرْضِيَّة، وخُلِق مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ، أَي مَدْفُوقٍ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ رَاحِلَة لأَنها ذَاتُ رَحْل، وَكَذَلِكَ عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ ذَاتُ رِضًا، وماءٌ دَافِقٌ ذُو دَفْق، وأَما قَوْلُهُ: إِن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، أَراد أَن النَّاسَ مُتَسَاوُونَ فِي النَّسَبِ لَيْسَ لأَحد مِنْهُمْ فَضْلٌ عَلَى الْآخَرِ وَلَكِنَّهُمْ أَشباه كإِبل مِائَةٍ لَيْسَ فِيهَا رَاحِلَة، فَلَيْسَ الْمَعْنَى مَا ذَهَبَ إِليه، قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي فِيهِ أَن اللَّه تَعَالَى ذَمَّ الدُّنْيَا ورُكونَ الْخَلْقِ إِليها وحَذَّر عِبَادَهُ سُوء مَغَبَّتِها وزَهَّدهم فِي اقْتِنَائِهَا وزُخْرُفها، وضرَب لَهُمْ فِيهَا الأَمثال ليَعُوها وَيَعْتَبِرُوا بِهَا فَقَالَ: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ (الْآيَةَ). وَكَانَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، يُحَذِّر أَصحابه بِمَا حَذَّرهم اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ذَمِيمِ عَوَاقِبِهَا وَيَنْهَاهُمْ عَنِ التَّبَقُّر فِيهَا، ويُزَهِّدهم فِيمَا زَهَّدهم اللَّهُ فِيهِ مِنْهَا، فرَغِبَ أَكثرُ أَصحابه بعدَه فِيهَا «2» وتَشَاحُّوا عَلَيْهَا وَتَنَافَسُوا فِي اقْتِنَائِهَا حَتَّى كَانَ الزُّهْدُ فِي النَّادِرِ الْقَلِيلِ مِنْهُمْ فَقَالَ
النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم: تَجِدُونَ النَّاسَ بَعْدِي كإِبلٍ مائةٍ لَيْسَ فِيهَا رَاحِلَة
، وَلَمْ يُرِد بِهَذَا تَسَاوِيهِمْ فِي الشَّرِّ وَلَكِنَّهُ أَراد أَن الْكَامِلَ فِي الْخَيْرِ وَالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا مَعَ رَغْبَتِهِ فِي الْآخِرَةِ وَالْعَمَلِ لَهَا قَلِيلٌ، كَمَا أَن الرَّاحِلَة النَّجِيبَةَ نَادِرَةٌ فِي الإِبل الْكَثِيرَةِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ مَشَايِخِنَا يَقُولُ: إِن زُهَّاد أَصحاب سَيِّدِنَا رَسُولُ اللَّه، صلى الله عليه وسلم، لَمْ يَتتامُّوا عَشَرَةً مَعَ وُفور عَدَدهم وَكَثْرَةِ خَيْرِهِمْ وسَبْقِهم الأُمة إِلى مَا يَسْتَوْجِبُونَ بِهِ كَرِيمَ الْمَآبِ بِرَحْمَةِ اللَّه إِياهم وَرِضْوَانِهِ
(1). قوله [الرَّاحِلَة من الإبل إلخ] عبارة التهذيب: قال ابن قتيبة: الرَّاحِلَة هي الناقة التي يختارها الرجل إلخ.
(2)
. قوله [فَرَغِبَ أَكْثَرُ أَصْحَابِهِ بَعْدَهُ فيها إلخ] بهامش الأَصل هنا ما نصه: في هذه العبارة من إساءة الأَدب في حقهم، رضي الله عنهم، ما لا يخفى على المتأمل المنصف.
عَنْهُمْ، فَكَيْفَ مَن بَعْدَهُمْ وَقَدْ شَاهَدُوا التَّنْزِيلَ وَعَايَنُوا الرَّسُولَ، وَكَانُوا مَعَ الرَّغْبَةِ الَّتِي ظَهَرَت مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا خيرَ هَذِهِ الأُمَّة الَّتِي وَصَفَهَا اللَّه عز وجل فَقَالَ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، وَوَاجِبٌ عَلَى مَنْ بَعْدَهُمْ الاستغفارُ لَهُمْ والتَّرَحُّم عَلَيْهِمْ، وأَن يسأَلوا اللَّه تَعَالَى أَن لَا يَجْعَلَ فِي قُلُوبِهِمْ غِلًّا لَهُمْ، وَلَا يَذْكُرُوا أَحداً مِنْهُمْ بِمَا فِيهِ مَنْقَصة لَهُمْ واللَّه يَرْحَمُنَا وإِياهم، ويَتَغَمَّد زلَلنا بِحِلْمِهِ، إِنه هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَقَوْلُ دُكَيْنٍ:
أَصبحتُ قَدْ صالَحَنِي عَوَاذِلِي،
…
بَعْدَ الشِّقاق، ومَشَتْ رَوَاحِلي
قِيلَ: تَرَكْتُ جَهْلي وارْعَوَيْت وأَطَعْت عَوَاذِلِي كَمَا تُطِيع الراحلةُ زاجرَها فَتَمْشِي، وَقَوْلُ زُهَيْرٍ:
وعُرِّيَ أَفراسُ الصِّبا ورَوَاحِلُه
اسْتَعَارَهُ للصِّبا، يَقُولُ: ذَهَبَتْ قُوَّةُ شَبَابِي الَّتِي كَانَتْ تَحْمِلني كَمَا تَحْمِلُ الفرسُ والراحلةُ صاحبَهما. وَيُقَالُ للرَّاحِلَة الَّتِي ريضَت وأُدِّبَت: قَدْ أُرْحِلَت إِرْحَالًا، وأُمْهِرَت إِمهاراً إِذا جَعَلَهَا الرَّائِضُ مَهْريَّةً ورَاحِلَة. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّاحِلَة المَرْكَب مِنَ الإِبل، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى. والرِّحَال: الطَّنَافِسُ الحيريَّة، وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى:
ومَصَابِ غاديةٍ، كأَنَّ تِجَارَها
…
نَشَرَتْ عَلَيْهِ بُرودَها ورِحَالَها
والمُرَحَّل: ضَرْب مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ، سُمِّي مُرَحَّلًا لأَن عَلَيْهِ تَصَاوِيرَ رَحْل. ومِرْطٌ مُرَحَّل: إِزارُ خَزٍّ فِيهِ عَلَمٌ، وَقَالَ الأَزهري: سُمِّيَ مُرَحَّلًا لِمَا عَلَيْهِ مِنْ تَصَاوِيرِ رَحْل وَمَا ضَاهَاهُ، قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
عليهنَّ رَاحُولاتُ كلِّ قَطِيفة،
…
مِنَ الخَزِّ، أَو مِنْ قَيْصَرَانَ عِلامُها
قَالَ: الرَّاحُولات الرَّحْل المَوْشِيُّ، عَلَى فاعُولات، قَالَ: وقَيْصَران ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ المَوْشِيَّة. ومِرْطٌ مُرَحَّل: عَلَيْهِ تَصَاوِيرُ الرِّحَالِ. وَفِي الْحَدِيثِ
: أَّن رَسُولَ اللَّه، صلى الله عليه وسلم، خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّل
، المُرَحَّل الَّذِي قَدْ نُقِش فِيهِ تَصَاوِيرُ الرِّحال. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ وَذَكَرَتْ نِسَاءَ الأَنصار: فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ إِلى مِرْطِها المُرَحَّل.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
: كَانَ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ المُرَحَّلات
، يَعْنِي المُروط المُرَحَّلة، وَتُجْمَعُ عَلَى المَرَاحِل. وَفِي الْحَدِيثِ
: حَتَّى يَبْنِيَ النَّاسُ بُيُوتًا يُوَشُّونها وَشْيَ المَرَاحِل
، يَعْنِي تِلْكَ الثِّيَابَ، وَيُقَالُ لِذَلِكَ الْعَمَلِ التَّرْحِيل، وَيُقَالُ لَهَا المَرَاجِل، بِالْجِيمِ أَيضاً، وَيُقَالُ لَهَا الرَّاحُولات. وَنَاقَةٌ رَحِيلَة أَي شَدِيدَةٌ قَوِيَّةٌ عَلَى السَّيْرِ، وَكَذَلِكَ جَمَلٌ رَحِيل. وَبَعِيرٌ ذُو رُحْلة ورِحْلة أَي قوَّة عَلَى السَّيْرِ. الأَزهري: وَبَعِيرٌ مِرْحَل ورَحِيل إِذا كَانَ قَوِيّاً. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: نَاقَةٌ رَحِيلَة ورَحِيلٌ ومُرْحِلَة ومُسْتَرْحِلَة أَي نَجيبة. وَبَعِيرٌ مُرْحِل إِذا كَانَ سَمِيناً وإِن لَمْ يَكُنْ نَجِيباً. وَبَعِيرٌ ذُو رُحلَة ورِحْلَة إِذا كَانَ قَويّاً عَلَى أَن يَرْحَل. وارْتَحَلَ البعيرُ رِحْلةً: سَارَ فَمَضَى، ثُمَّ جَرَى ذَلِكَ فِي الْمَنْطِقِ حَتَّى قِيلَ ارْتَحَلَ القومُ عَنِ الْمَكَانِ ارْتِحَالًا. ورَحَلَ عَنِ الْمَكَانِ يَرْحَلُ وَهُوَ رَاحِلٌ مِنْ قَوْمٍ رُحَّلٌ: انْتَقَلَ، قَالَ:
رَحَلْت مِنْ أَقْصى بلادِ الرُّحَّلِ،
…
مِنْ قُلَل الشِّحْر، فَجَنْبَيْ مَوْحَلِ
ورَحَّلَ غيرَه، قَالَ الشَّاعِرُ:
لَا يَرْحَل الشيبُ عَنْ دارٍ يَحُلُّ بِهَا،
…
حَتَّى يُرَحِّلُ عَنْهَا صاحبَ الدارِ
وَيُرْوَى: عَامِرَ الدَّارِ. والتَّرَحُّل والارْتِحَال: الِانْتِقَالُ وَهُوَ الرِّحْلَة والرُّحْلَة. والرِّحْلَة: اسْمٌ لِلِارْتِحَالِ للمَسير. يُقَالُ: دَنَتْ رِحْلَتُنا. ورَحَلَ فُلَانٌ وارْتَحَلَ وتَرَحَّلَ بِمَعْنًى. وَفِي الْحَدِيثِ
: فِي نَجَابة وَلَا رُحْلة
، الرُّحْلَة، بِالضَّمِّ: القُوَّة والجَوْدة أَيضاً، وَيُرْوَى بِالْكَسْرِ بِمَعْنَى الِارْتِحَالِ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لَذُو رِحْلَة إِلى الْمُلُوكِ ورُحْلة. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الرِّحْلة الِارْتِحَالُ، والرُّحْلة، بِالضَّمِّ، الْوَجْهُ الَّذِي تأْخذ فِيهِ وَتُرِيدُهُ، تَقُولُ: أَنتم رُحْلَتي أَي الَّذِينَ أَرتحلُ إِليهم. وأَرْحَلَتِ الإِبلُ: سَمِنت بَعْدَ هُزال فأَطاقت الرِّحْلة. ورَاحَلْتُ فُلَانًا إِذا عَاوَنْتَهُ عَلَى رِحْلته، وأَرْحَلْته إِذا أَعطيته راحِلة، ورَحَّلْتُه، بِالتَّشْدِيدِ، إِذا أَظعنته مِنْ مكانه وأَرسلته. وَرَجُلٌ مُرْحِل أَي لَهُ رَوَاحِلُ كَثِيرَةٌ، كَمَا يُقَالُ مُعْرِب إِذا كَانَ لَهُ خَيْلٌ عِرابٌ، عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، وإِذا عَجِلَ الرَّجُل إِلى صَاحِبِهِ بالشَّرِّ قِيلَ: اسْتَقْدَمَتْ رِحالَتُكَ، وأَما قول إمرىء الْقَيْسِ:
فإِمَّا تَرَيْني فِي رِحَالةِ جابرٍ،
…
عَلَى حَرَجٍ، كالقَرِّ تَخْفِق أَكفانِي
فَيُقَالُ: إِنما أَراد بِهِ الحَرَجَ وَلَيْسَ ثَمَّ رِحَالة فِي الْحَقِيقَةِ، هَذَا كَمَا يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ عَلَى نَاقَةِ الحَذَّاء، يَعْنُون النَّعْل، وَجَابِرٌ: اسْمُ رَجُلٍ نَجَّار. ابْنُ سِيدَهْ: الرُّحْلة السَّفْرَة الْوَاحِدَةُ. والرَّحِيل: اسمُ ارْتِحَالِ الْقَوْمِ لِلْمَسِيرِ، قَالَ:
أَما الرَّحِيلُ فَدُونَ بعدِ غَدٍ،
…
فَمَتَى تَقُولُ الدَّارَ تَجْمَعُنا؟
والرَّحِيل: القَوِيُّ عَلَى الِارْتِحَالِ وَالسَّيْرِ، والأُنثى رَحِيلَة. وَفِي حَدِيثِ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ: أَن ابْنَ الزُّبَيْرِ أَمَرَ لَهُ براحلةٍ رَحِيل، قَالَ الْمُبَرِّدُ: رَاحِلَة رَحِيل أَي قَوِيٌّ عَلَى الرِّحْلة، كَمَا يُقَالُ فَحْل فَحِيل ذُو فِحْلة، وجَمَل رَحِيل وَنَاقَةٌ رَحِيلة بِمَعْنَى النَّجِيبِ والظَّهِير، قَالَ: وَلَمْ تَثْبُتِ الْهَاءُ فِي رَحِيل لأَن الرَّاحِلَة تَقَعُ عَلَى الذَّكَر. والمُرْتَحَل: نَقِيضُ المَحَلِّ، وأَنشد قَوْلَ الأَعشى:
إِنَّ مَحَلًّا وإِنَّ مُرْتَحَلًا
يُرِيدُ إِنَّ ارْتِحَالًا وإِنَّ حُلولًا، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ المُرْتَحَل اسْمَ الْمَوْضِعِ الَّذِي يُحَلُّ فِيهِ. قَالَ: والتَّرَحُّل ارْتِحَالٌ في مُهْلَة، ويفسر قوله زُهَيْرٌ:
ومَنْ لَا يَزَلْ يَسْتَرْحِل النَّاسَ نفسَه،
…
وَلَا يُعْفِها يَوْمًا مِنَ الذُّلِّ، يَنْدَم
تَفْسِيرَيْنِ: أَحدهما أَنه يَذِلُّ لَهُمْ حَتَّى يَرْكَبوه بالأَذى وَيَسْتَذِلُّوهُ، وَالثَّانِي أَنه يسأَلهم أَن يَحْمِلوا عَنْهُ كَلَّه وثِقْله وَمُؤْنَتَهُ، وَمَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ رَوَى الْبَيْتَ:
وَلَا يُعفها يَوْمًا مِنَ النَّاسِ يُسأَم
قَالَ ذَلِكَ كُلَّهُ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِهِ فِي الْمَعَانِي وَغَيْرِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: واسْتَرْحَله أَي سأَله أَن يَرْحَلَ لَهُ. ورَحْلُ الرجلِ: مَنْزِلُه ومسكنُه، وَالْجَمْعُ أَرْحُل. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: قَالَ يَا رَسُولَ اللَّه حَوَّلت رَحْلي الْبَارِحَةَ
، كَنَى برَحْله عَنْ زَوْجَتِهِ، أَراد بِهِ غِشْيانَها فِي قُبُلها مِنْ جِهَةِ ظَهْرِهَا لأَن الْمُجَامِعَ يَعْلُو المرأَة وَيَرْكَبُهَا مِمَّا يَلِي وَجْههَا، فَحَيْثُ رَكِبَهَا مِنْ جِهَةِ ظَهْرِهَا كَنَى عَنْهُ بِتَحْوِيلِ رَحْلِه، إِمَّا أَن يُرِيدَ بِهِ الْمَنْزِلَ والمأْوى، وإِما أَن يُرِيدَ بِهِ الرَّحْل الَّذِي
تُرْكَب عَلَيْهِ الإِبلُ وَهُوَ الكُور. وَشَاةٌ رَحْلاء: سَوْدَاءُ بَيْضَاءُ مَوْضِعِ مَرْكَب الرَّاكِبِ مِنْ مَآخِيرِ كَتِفَيْهَا، وإِن ابيضَّت واسودَّ ظَهْرُهَا فَهِيَ أَيضاً رَحْلاء، الأَزهري: فإِن ابيضَّت إِحدى رِجْلَيْهَا فَهِيَ رَجْلاء. وَقَالَ أَبو الْغَوْثِ: الرَّحْلاء مِنَ الشِّياه الَّتِي ابْيَضَّ ظَهْرُهَا واسودَّ سَائِرُهَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذا اسودَّ ظَهْرُهَا وَابْيَضَّ سَائِرُهَا، قَالَ: وَمِنَ الْخَيْلِ الَّتِي ابْيَضَّ ظَهْرُهَا لَا غَيْرُ. وَفَرَسٌ أَرْحَل: أَبيض الظَّهْرِ وَلَمْ يَصِل البياضُ إِلى الْبَطْنِ وَلَا إِلى العَجُز وَلَا إِلى العُنُق، وإِن كَانَ أَبيض الظَّهْرِ فَهُوَ آزَرُ. وتَرَحَّلَه: رَكِبَه بِمَكْرُوهٍ. الأَزهري: يُقَالُ إِن فُلَانًا يَرْحَلُ فُلَانًا بِمَا يَكْرَهُ أَي يَرْكَبُهُ. وَيُقَالُ: رَحَلْتُ لَهُ نَفْسِي إِذا صَبَرْتَ عَلَى أَذاه. والرَّحِيل: مَنْزِلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ. ورَاحِيلُ: اسْمُ أُمِّ يُوسُفَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. ورِحْلة: هَضْبَة مَعْرُوفَةٌ، زَعَمَ ذَلِكَ يَعْقُوبُ، وأَنشد:
تُرادَى عَلَى دِمْنِ الحِياض، فإِن تَعَفْ،
…
فإِنَّ المُنَدَّى رِحْلةٌ فَرَكُوبُ
قَالَ: ورَكُوب هَضْبة أَيضاً، ورواية سيبويه: رَحْلَة فرُكُوب أَي أَن يُشَدّ رَحْلها فتُرْكَب. والمَرْحَلَة: وَاحِدَةُ المَرَاحِل، يُقَالُ بَيْنِي وَبَيْنَ كَذَا مَرْحَلَة أَو مَرْحَلَتَان. والمَرْحَلَة: الْمَنْزِلَةُ يُرْتَحل مِنْهَا، وَمَا بَيْنَ الْمَنْزِلَيْنِ مَرْحَلَة، واللَّه أَعلم.
رخل: الرِّخْل والرَّخِل: الأُنثى مِنْ أَولاد الضأْن، والذَّكَر حَمَلٌ، وَالْجَمْعُ أَرْخُل ورِخال، ورُخَال، بِضَمِّ الرَّاءِ، مِثْلُ ظِئْر وظُؤَار، وَشَاةٌ رُبَّى ورُباب ورِخْلانٌ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ
: أَن ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَسلم فِي مِائَةِ رِخْل، فَقَالَ: لَا خَيْرَ فِيهِ
؛ وإِنما كُرِهَ السَّلَم فِيهَا لِتَفَاوُتِ صفاتْها وَقَدْرِ سِنِّها، وَهِيَ الرِّخْلَة والرَّخِلة، وَيُقَالُ للرِّخل رِخْلَة؛ وَقَوْلُ الْكُمَيْتِ:
وَلَوْ وُليَ الهُوجُ السَّوائحُ بِالَّذِي
…
وُلِينا بِهِ، مَا دَعْدَع المُترَخِّل
يُرِيدُ صَاحِبَ الرِّخال الَّتِي يُرَبِّيها. وَبَنُو رُخَيْلَة: بطن.
ردخل: اللَّيْثُ: الإِرْدَخْل التارُّ السَّمِين؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع الإِرْدَخْل لِغَيْرِ الليث.
ردعل: الرِّدَعْل: صِغَارُ الأَولاد؛ قَالَ عُجَيْرٌ:
أَلا هَلْ أَتى النصريُّ مَتْرَكُ صِبْيَتي
…
رِدعْلًا، ومَسْبَى الْقَوْمِ غَصْباً نِسائياً؟
قَالَ: الرِّدَعْل الصِّغار.
رذل: الرَّذْل والرَّذِيل والأَرذَل: الدُّون مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: الدُّون فِي مَنْظَره وَحَالَاتِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الدُّون الخَسيس، وَقِيلَ: هُوَ الرَّديء مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَرَجُلٌ رَذْل الثِّيَابِ وَالْفِعْلِ، وَالْجَمْعُ أَرْذَال ورُذَلاء ورُذُول ورُذَال؛ الأَخيرة مِنَ الْجَمْعِ الْعَزِيزِ، والأَرْذَلون، وَلَا تُفَارِقُ هَذِهِ الأَلف وَاللَّامُ لأَنها عَقِيبة مِن. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ
؛ قَالَهُ قَوْمُ نُوحٍ لَهُ، قَالَ الزَّجَّاجُ: نَسَبُوهُمْ إِلى الحِياكة والحِجامة، قَالَ: والصِّناعات لَا تَضُرُّ فِي بَابِ الدِّيَانَاتِ، والأُنثى رَذْلة، وَقَدْ رَذُلَ فُلَانٌ، بِالضَّمِّ، يَرْذُلُ رَذَالَة ورُذُولَة، فَهُوَ رَذْلٌ ورُذَال، بِالضَّمِّ، وأَرْذَلَه غَيْرُهُ، ورَذَلَه يَرْذُلُه رَذْلًا: جَعَلَهُ كَذَلِكَ، وَهُمُ الرَّذْلون والأَرْذَال وَهُوَ مَرْذُول. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ رُذِلَ، قَالَ: كأَنه وُضِعَ ذَلِكَ فِيهِ يَعْنِي أَنه لَمْ يَعْرض لرُذِل، وَلَوْ عَرض لَهُ لَقَالَ رذَّله وشَدَّد. وَثَوْبٌ رَذْل ورَذيل:
وَسِخٌ رديءٌ. والرُّذَال والرُّذَالَة: مَا انْتُقي جَيِّده وَبَقِيَ رَدِيئُهُ. والرَّذِيلَة: ضِدُّ الْفَضِيلَةِ. ورُذَالَة كُلِّ شَيْءٍ: أَردؤُه. وَيُقَالُ: أَرْذَلَ فُلَانٌ دَرَاهِمِي أَي فَسَّلها، وأَرْذَلَ غَنَمِي وأَرْذَلَ مِنْ رِجَالِهِ كَذَا وَكَذَا رَجُلًا، وَهُمْ رُذَالَة النَّاسِ ورُذَالهم. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ*
؛ قِيلَ: هُوَ الَّذِي يَخْرَف مِنَ الكِبَر حَتَّى لَا يَعْقِل، وبَيَّنه بقوله: لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً. وَفِي الْحَدِيثِ
: وأَعوذ بِكَ مِنْ أَن أُرَدَّ إِلى أَرْذَل الْعُمُرِ
أَي آخِرِهِ فِي حَالِ الكِبَر وَالْعَجْزِ. والأَرْذَل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: الرَّديء مِنْهُ.
رسل: الرَّسَل: القَطِيع مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ أَرْسَال. والرَّسَل: الإِبل، هَكَذَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ مِنْ غَيْرِ أَن يَصِفَهَا بِشَيْءٍ؛ قَالَ الأَعشى:
يَسْقِي رِيَاضًا لَهَا قَدْ أَصبحت غَرَضاً،
…
زَوْراً تَجانف عَنْهَا القَوْدُ والرَّسَل
والرَّسَل: قَطِيع بَعْدَ قَطِيع. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّسَل، بِالتَّحْرِيكِ، القَطِيع مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
أَقول للذَّائد: خَوِّصْ برَسَل،
…
إِني أَخاف النَّائِبَاتِ بالأُوَل
وَقَالَ لَبِيدٌ:
وفِتْيةٍ كالرَّسَل القِمَاح
وَالْجَمْعُ الأَرْسَال؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
يَا ذائدَيْها خَوِّصا بأَرْسَال،
…
وَلَا تَذُوداها ذِيادَ الضُّلَّال
ورَسَلُ الحَوْض الأَدنى: مَا بَيْنَ عَشْرٍ إِلى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، يُذَكَّرُ ويؤَنث. والرَّسَل: قَطيعٌ مِنَ الإِبِل قَدْر عَشْرٍ يُرْسَل بَعْدَ قَطِيع. وأَرْسَلُوا إِبلهم إِلى الْمَاءِ أَرْسَالًا أَي قِطَعاً. واسْتَرْسَلَ إِذا قَالَ أَرْسِلْ إِليَّ الإِبل أَرْسَالًا. وجاؤوا رِسْلَةً رِسْلَةً أَي جَمَاعَةً جَمَاعَةً؛ وإِذا أَورد الرَّجُلُ إِبله مُتَقَطِّعَةً قِيلَ أَوردها أَرْسَالًا، فإِذا أَوردها جَمَاعَةً قِيلَ أَوردها عِراكاً. وَفِي الْحَدِيثِ
: أَن النَّاسَ دَخَلُوا عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ أَرْسَالًا يُصَلُّون عَلَيْهِ
أَي أَفواجاً وفِرَقاً مُتَقَطِّعَةً بَعْضُهُمْ يَتْلُو بَعْضًا، وَاحِدُهُمْ رَسَلٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالسِّينِ. وَفِي حَدِيثٍ فِيهِ ذِكْرُ السَّنَة:
ووَقِير كَثِيرُ الرَّسَل قَلِيلُ الرِّسْل
؛ كَثِيرُ الرَّسَل يَعْنِي الَّذِي يُرْسَل مِنْهَا إِلى الْمَرْعَى كَثِيرٌ، أَراد أَنها كَثِيرَةُ العَدَد قَلِيلَةُ اللَّبن، فَهِيَ فَعَلٌ بِمَعْنَى مُفْعَل أَي أَرسلها فَهِيَ مُرْسَلَة؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا فَسَّرَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ، وَقَدْ فَسَّرَهُ العُذْري فَقَالَ: كَثِيرُ الرَّسَل أَي شَدِيدُ التَّفَرُّقِ فِي طَلَبِ المَرْعى، قَالَ: وَهُوَ أَشبه لأَنه قَدْ قَالَ فِي أَول الْحَدِيثِ
مَاتَ الوَدِيُّ وهَلَك الهَدِيُ
، يَعْنِي الإِبل، فإِذا هَلَكَتِ الإِبل مَعَ صَبْرِهَا وَبَقَائِهَا عَلَى الجَدْب كَيْفَ تَسْلَمُ الْغَنَمُ وتَنْمي حَتَّى يَكْثُرَ عَدَدُهَا؟ قَالَ: وَالْوَجْهُ مَا قَالَهُ العُذْري وأَن الْغَنَمَ تتفرَّق وَتَنْتَشِرُ فِي طَلَبِ الْمَرْعَى لِقِلَّتِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الرَّسَل مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ مَا بَيْنَ عَشْرٍ إِلى خَمْسٍ وعشرين. وفي الحديث
: إِني لَكُمْ فَرَطٌ عَلَى الْحَوْضِ وإِنه سَيُؤتى بِكُمْ رَسَلًا رَسَلًا فتُرْهَقون عَنِّي
، أَي فِرَقاً. وَجَاءَتِ الْخَيْلُ أَرْسَالًا أَي قَطِيعاً قَطِيعاً. ورَاسَلَه مُرَاسَلَة، فَهُوَ مُرَاسِلٌ ورَسِيل. والرِّسْل والرِّسْلَة: الرِّفْق والتُّؤَدة؛ قَالَ صَخْرُ الغَيِّ وَيَئِسَ مِنْ أَصحابه أَن يَلْحَقوا بِهِ وأَحْدَق بِهِ أَعداؤه وأَيقن بِالْقَتْلِ فَقَالَ:
لَوْ أَنَّ حَوْلي مِنْ قُرَيْمٍ رَجْلا،
…
لمَنَعُوني نَجْدةً أَو رِسْلا
أَي لَمَنَعُونِي بِقِتَالٍ، وَهِيَ النَّجْدة، أَو بِغَيْرِ قِتَالٍ، وَهِيَ الرِّسْل. والتَّرَسُّل كالرِّسْل. والتَّرسُّلُ فِي الْقِرَاءَةِ والتَّرْسِيل وَاحِدٌ؛ قَالَ: وَهُوَ التَّحْقِيقُ بِلَا عَجَلة، وَقِيلَ: بعضُه عَلَى أَثر بَعْضٍ. وتَرَسَّلَ فِي قِرَاءَتِهِ: اتَّأَد فِيهَا. وَفِي الْحَدِيثِ
: كَانَ فِي كَلَامِهِ تَرْسِيلٌ
أَي تَرْتِيلٌ؛ يُقَالُ: تَرَسَّلَ الرجلُ فِي كَلَامِهِ وَمَشْيِهِ إِذا لَمْ يَعْجَل، وَهُوَ والتَّرَسُّل سَوَاءٌ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: إِذا أَذَّنْتَ فتَرَسَّلْ
أَي تَأَنَّ وَلَا تَعْجَل. وَفِي الْحَدِيثِ
: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِن الأَرض إِذا دُفِن «3» فِيهَا الإِنسان قَالَتْ لَهُ رُبَّما مَشَيت عليَّ فَدَّاداً ذَا مالٍ وَذَا خُيَلاء.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:
أَيُّما رجلٍ كَانَتْ لَهُ إِبل لَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا بُطِحَ لَهَا بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخفافها إِلَّا مَنْ أَعْطَى فِي نَجْدتها ورِسْلها
؛ يُرِيدُ الشِّدَّة وَالرَّخَاءَ، يَقُولُ: يُعْطي وَهِيَ سِمانٌ حِسانٌ يشتدُّ عَلَى مَالِكِهَا إِخراجُها، فَتِلْكَ نَجْدَتها، ويُعْطِي فِي رِسْلِها وَهِيَ مَهازِيلُ مُقارِبة، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ إِلَّا مَنْ أَعْطى فِي إِبله مَا يَشُقُّ عَلَيْهِ إِعطاؤه فَيَكُونُ نَجْدة عَلَيْهِ أَي شدَّة، أَو يُعْطي مَا يَهُون عَلَيْهِ إِعطاؤُه مِنْهَا فَيُعْطِي مَا يُعْطِي مُسْتَهِينًا بِهِ عَلَى رِسْله؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: إِلا مَنْ أَعْطى فِي رِسْلها؛ أَي بطِيب نِفْسٍ مِنْهُ. والرِّسْلُ فِي غَيْرِ هَذَا: اللَّبَنُ؛ يُقَالُ: كَثُرَ الرِّسْل العامَ أَي كثر اللبن، وقد تقدم تَفْسِيرُهُ أَيضاً فِي نَجَدَ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ لَيْسَ للهُزال فِيهِ مَعْنًى لأَنه ذَكَرَ الرِّسْل بَعْدَ النَّجْدة عَلَى جِهَةِ التَّفْخِيمِ للإِبل، فَجَرَى مَجْرَى قَوْلِهِمْ إِلا مَنْ أَعْطى فِي سِمَنها وَحُسْنِهَا وَوُفُورِ لَبَنِهَا، قَالَ: وَهَذَا كُلُّهُ يَرْجِعُ إِلى مَعْنًى وَاحِدٍ فَلَا مَعْنَى للهُزال، لأَن مَنْ بَذَل حَقَّ اللَّهِ مِنَ الْمَضْنُونِ بِهِ كَانَ إِلى إِخراجه مِمَّا يَهُونُ عَلَيْهِ أَسهل، فَلَيْسَ لِذِكْرِ الهُزال بَعْدَ السِّمَن مَعْنًى؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: والأَحسن، وَاللَّهُ أَعلم، أَن يَكُونَ الْمُرَادُ بالنَّجْدة الشِّدَّةَ والجَدْب، وبالرِّسْل الرَّخاء والخِصْب، لأَن الرِّسْل اللَّبَنُ، وإِنما يَكْثُرُ فِي حَالِ الرَّخَاءِ والخِصْب، فَيَكُونُ الْمَعْنَى أَنه يُخْرج حَقَّ اللَّهِ تَعَالَى فِي حَالِ الضِّيقِ وَالسَّعَةِ والجَدْب والخِصْب، لأَنه إِذا أَخرج حَقَّهَا فِي سَنَةِ الضِّيقِ وَالْجَدْبِ كَانَ ذَلِكَ شَاقًّا عَلَيْهِ فإِنه إِجحاف بِهِ، وإِذا أَخرج حَقَّهَا فِي حَالِ الرَّخَاءِ كَانَ ذَلِكَ سَهْلًا عَلَيْهِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ فِي الْحَدِيثِ
: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا نَجْدتها ورِسْلها؟ قَالَ: عُسْرها وَيُسْرُهَا
، فَسَمَّى النَّجْدة عُسْرًا والرِّسْل يُسْرًا، لأَن الجَدب عُسْرٌ، والخِصْب يُسْرٌ، فَهَذَا الرَّجُلُ يُعْطِي حَقَّهَا فِي حَالِ الْجَدْبِ وَالضِّيقِ وَهُوَ الْمُرَادُ بِالنَّجْدَةِ، وَفِي حَالِ الخِصب وَالسَّعَةِ وَهُوَ الْمُرَادُ بالرِّسْل. وَقَوْلُهُمُ: افعلْ كَذَا وَكَذَا عَلَى رِسْلك، بِالْكَسْرِ، أَي اتَّئدْ فِيهِ كَمَا يُقَالُ عَلَى هِينتك. وَفِي حَدِيثِ
صَفِيَّة: فَقَالَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم: عَلَى رِسْلكما
أَي اتَّئِدا وَلَا تَعْجَلا؛ يُقَالُ لِمَنْ يتأَنى وَيَعْمَلُ الشَّيْءَ عَلَى هِينَتِهِ. اللَّيْثُ: الرَّسْل، بِفَتْحِ الرَّاءِ، الَّذِي فِيهِ لِينٌ وَاسْتِرْخَاءُ، يُقَالُ: نَاقَةٌ رَسْلة الْقَوَائِمِ أَي سَلِسة لَيِّنة الْمَفَاصِلِ؛ وأَنشد:
برَسْلة وُثّق مُلْتَقَاهَا،
…
مَوْضِعَ جُلْب الكُور مِنْ مَطاها
وسَيْرٌ رَسْلٌ: سَهْل. واسْتَرْسَلَ الشيءُ: سَلِس. وَنَاقَةٌ رَسْلة: سَهْلَةُ السَّيْرِ، وجَمَل رَسْلٌ كَذَلِكَ، وَقَدْ رَسِلَ رَسَلًا ورَسَالة. وَشَعَرٌ رَسْل: مُسْترسِل. واسْتَرْسَلَ الشعرُ أَي صَارَ سَبْطاً. وناقة مِرْسَال:
(3). قوله [إِنَّ الأَرض إِذَا دُفِنَ إلخ] هكذا في الأَصل وليس فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا يناسب لفظ المادة، وقد ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي تَرْجَمَةِ فدد بغير هذا اللفظ
رَسْلة الْقَوَائِمِ كَثِيرَةُ الشَّعَرِ فِي سَاقَيْهَا طَوِيلَتُهُ. والمِرْسال: النَّاقَةُ السَّهْلَةُ السَّيْرِ، وإِبِل مَراسيلُ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
أَضحت سُعادُ بأَرض، لَا يُبَلِّغها
…
إِلا العِتاقُ النَّجيبات المَراسِيل
المَراسِيل: جَمْعُ مِرْسَال وَهِيَ السَّرِيعَةُ السَّيْرِ. وَرَجُلٌ فِيهِ رَسْلة أَي كَسَل. وَهُمْ فِي رَسْلة مِنَ الْعَيْشِ أَي لِينٍ. أَبو زَيْدٍ: الرَّسْل، بِسُكُونِ السِّينِ، الطَّوِيلُ المسترسِل، وَقَدْ رَسِلَ رَسَلًا ورَسَالة؛ وَقَوْلُ الأَعشى:
غُولَيْن فَوْقَ عُوَّجٍ رِسَال
أَي قَوَائِمُ طِوال. اللَّيْثُ: الاسْتِرْسَال إِلى الإِنسان كَالِاسْتِئْنَاسِ والطمأْنينة، يُقَالُ: غَبْنُ المُسْتَرسِل إِليك رِباً. واستَرْسَلَ إِليه أَي انْبَسَطَ واستأْنس. وَفِي الْحَدِيثِ
: أَيُّما مسلمٍ اسْتَرْسَلَ إِلى مُسْلِمٍ فغَبَنه فَهُوَ كَذَا
؛ الاسْتِرْسَال: الِاسْتِئْنَاسُ والطمأْنينة إِلى الإِنسان والثِّقةُ بِهِ فِيمَا يُحَدِّثه، وأَصله السُّكُونُ وَالثَّبَاتُ. قَالَ: والتَّرَسُّل مِنَ الرِّسْل فِي الأُمور وَالْمَنْطِقِ كالتَّمهُّل والتوقُّر والتَّثَبُّت، وَجَمْعُ الرِّسَالَة الرَّسَائِل. قَالَ ابْنُ جَنْبة: التَّرَسُّل فِي الْكَلَامِ التَّوقُّر والتفهمُ وَالتَّرَفُّقُ مِنْ غَيْرِ أَن يَرْفَعَ صَوْتَهُ شَدِيدًا. والتَّرَسُّل فِي الرُّكُوبِ: أَن يَبْسُطَ رِجْلَيْهِ عَلَى الدَّابَّةِ حَتَّى يُرْخِي ثِيَابَهُ عَلَى رِجْلَيْهِ حَتَّى يُغَشِّيَهما، قَالَ: والتَّرَسُّل فِي الْقُعُودِ أَن يتربَّع ويُرْخي ثِيَابَهُ عَلَى رِجْلَيْهِ حَوْلَهُ. والإِرْسَال: التَّوْجِيهُ، وَقَدْ أَرْسَلَ إِليه، وَالِاسْمُ الرِّسَالَة والرَّسَالَة والرَّسُول والرَّسِيل؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد:
لَقَدْ كَذَب الواشُون مَا بُحْتُ عِنْدَهُمْ
…
بلَيْلى، وَلَا أَرْسَلْتُهم برَسِيل
والرَّسُول: بِمَعْنَى الرِّسالة، يُؤَنَّثُ ويُذكَّر، فَمَنْ أَنَّث جَمَعَهُ أَرْسُلًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
قَدْ أَتَتْها أَرْسُلي
وَيُقَالُ: هِيَ رَسُولك. وتَرَاسَل القومُ: أَرْسَلَ بعضُهم إِلى بَعْضٍ. والرَّسول. الرِّسالة والمُرْسَل؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ فِي الرَّسُولِ الرِّسالة للأَسعر الجُعفي:
أَلا أَبْلِغ أَبا عَمْرٍو رَسُولًا،
…
بأَني عَنْ فُتاحتكم غَنِيُ
عَنْ فُتاحتكم أَي حُكْمكم؛ وَمِثْلُهُ لِعَبَّاسِ بْنِ مِرْداس:
أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي خُفافاً
…
رَسُولًا، بَيْتُ أَهلك مُنْتهاها
فأَنث الرَّسُول حَيْثُ كَانَ بِمَعْنَى الرِّسالة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كثيِّر:
لَقَدْ كَذَب الواشُون مَا بُحتُ عِنْدَهُمْ
…
بسِرٍّ، وَلَا أَرْسَلْتهم برَسُول
وَفِي التَّنْزِيلِ العزيز: نَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ
؛ وَلَمْ يَقُلْ رُسُل لأَن فَعُولًا وفَعِيلًا يَسْتَوِي فِيهِمَا الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ مِثْلُ عَدُوٍّ وصَدِيق؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
أَلِكْني إِليها، وخَيْرُ الرَّسول
…
أَعْلَمهُم بِنَوَاحِي الخَبَر
أَراد بالرَّسول الرُّسُل، فَوَضَعَ الْوَاحِدَ مَوْضِعَ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِمْ كَثُرَ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ، لَا يُرِيدُونَ بِهِ الدِّينَارَ بِعَيْنِهِ وَالدِّرْهَمَ بِعَيْنِهِ، إِنما يُرِيدُونَ كَثْرَةَ الدَّنَانِيرِ وَالدَّرَاهِمِ، وَالْجَمْعُ أَرْسُل ورُسُل ورُسْل ورُسَلاء؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَدْ يَكُونُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعُ
وَالْمُؤَنَّثِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى جَمْعِهِ عَلَى أَرْسُل لِلْهُذَلِيِّ:
لَوْ كَانَ فِي قَلْبِي كقَدْرِ قُلامة
…
حُبًّا لِغَيْرِكِ، مَا أَتاها أَرْسُلي
وَقَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ الأَنباري فِي قَوْلِ الْمُؤَذِّنِ: أَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَعلم وأُبَيِّن أَن مُحَمَّدًا مُتابِعٌ للإِخبار عَنِ اللَّهِ عز وجل. والرَّسُول: مَعْنَاهُ فِي اللُّغَةِ الَّذِي يُتابِع أَخبار الَّذِي بَعَثَهُ أَخذاً مِنْ قَوْلِهِمْ جَاءَتِ الإِبل رَسَلًا أَي مُتَتَابِعَةً. وَقَالَ أَبو إِسحاق النَّحْوِيُّ فِي قَوْلِهِ عز وجل حِكَايَةً عن موسى وأَخيه: قُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ
؛ مَعْنَاهُ إِنا رِسالة رَبّ الْعَالَمِينَ أَي ذَوَا رِسالة رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ وأَنشد هُوَ أَو غَيْرُهُ:
…
مَا فُهْتُ عِنْدَهُمْ
…
بسِرٍّ وَلَا أَرسلتهم برَسُول
أَراد وَلَا أَرسلتهم برِسالة؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا قَوْلُ الأَخفش. وسُمِّي الرَّسول رَسُولًا لأَنه ذُو رَسُول أَي ذُو رِسالة. والرَّسول: اسْمٌ مِنْ أَرْسَلْتُ وَكَذَلِكَ الرِّسَالة. وَيُقَالُ: جَاءَتِ الإِبل أَرْسَالًا إِذا جَاءَ مِنْهَا رَسَلٌ بَعْدَ رَسَل. والإِبل إِذا وَرَدت الْمَاءَ وَهِيَ كَثِيرَةٌ فإِن القَيِّم بِهَا يُورِدُهَا الْحَوْضَ رَسَلًا بَعْدَ رَسَل، وَلَا يُورِدُهَا جُمْلَةً فَتَزْدَحِمُ عَلَى الْحَوْضِ وَلَا تَرْوَى. وأَرْسَلْت فُلَانًا فِي رِسالة، فَهُوَ مُرْسَل ورَسُول. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: يَدُلُّ هَذَا اللَّفْظُ عَلَى أَن قَوْمَ نُوحٍ قَدْ كَذَّبوا غَيْرَ نُوحٍ، عليه السلام، بِقَوْلِهِ الرُّسُل، وَيَجُوزُ أَن يُعْنى بِهِ نُوحٌ وَحْدَهُ لأَن مَنْ كَذَّبَ بنبيٍّ فَقَدْ كَذَّب بِجَمِيعِ الأَنبياء، لأَنه مُخَالِفٌ للأَنبياء لأَن الأَنبياء، عليهم السلام، يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَبِجَمِيعِ رُسُلِهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ يَعْنِي بِهِ الْوَاحِدَ وَيَذْكُرَ لَفْظَ الْجِنْسِ كَقَوْلِكَ: أَنت مِمَّنْ يُنْفِق الدَّرَاهِمَ أَي مِمَّنْ نَفَقَتُه مِنْ هَذَا الْجِنْسِ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ:
حُبًّا لِغَيْرِكِ مَا أَتاها أَرْسُلي
ذَهَبَ ابْنُ جِنِّي إِلى أَنه كَسَّر رَسُولًا عَلَى أَرْسُل، وإِن كَانَ الرَّسُولُ هُنَا إِنما يُرَادُ بِهِ المرأَة لأَنها فِي غَالِبِ الأَمر مِمَّا يُسْتَخْدَم فِي هَذَا الْبَابِ. والرَّسِيل: المُوافِق لَكَ فِي النِّضال وَنَحْوِهِ. والرَّسِيل: السَّهْل؛ قَالَ جُبَيْهاء الأَسدي:
وقُمْتُ رَسِيلًا بِالَّذِي جَاءَ يَبْتَغِي إِليه
…
بَلِيجَ الْوَجْهِ، لَسْتُ بِباسِر
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْعَرَبُ تُسَمِّي المُراسِل فِي الغِناء والعَمل المُتالي. وَقَوَائِمُ الْبَعِيرِ: رِسالٌ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلْفَحْلِ الْعَرَبِيِّ يُرْسَل فِي الشَّوْل لِيَضْرِبَهَا رَسِيل؛ يُقَالُ: هَذَا رَسِيل بَنِي فُلَانٍ أَي فَحْلُ إِبلهم. وَقَدْ أَرْسَلَ بَنُو فُلَانٍ رَسِيلَهم أَي فَحْلهم، كأَنه فَعِيل بِمَعْنَى مُفْعَل، مِنْ أَرْسَلَ؛ قَالَ: وَهُوَ كَقَوْلِهِ عز وجل الم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ؛ يُرِيدُ، وَاللَّهُ أَعلم، المُحْكَم، دَلَّ عَلَى ذَلِكَ قوله: الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ؛ وَمِمَّا يُشَاكِلُهُ قَوْلُهُمْ للمُنْذَرِ نَذير، وللمُسْمَع سَمِيع. وحديثٌ مُرْسَل إِذا كَانَ غَيْرَ مُتَّصِلِ الأَسناد، وَجَمْعُهُ مَرَاسِيل. والمُرَاسِل مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تُراسِل الخُطَّاب، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فَارَقَهَا زَوْجَهَا بأَيِّ وَجْهٍ كَانَ، مَاتَ أَو طَلَّقَهَا، وَقِيلَ: المُرَاسِل الَّتِي قَدْ أَسَنَّتْ وَفِيهَا بَقِيَّة شَبَابٍ، وَالِاسْمُ الرِّسَال. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ: أَن رَجُلًا مِنَ الأَنصار تزوَّج امرأَة مُراسِلًا، يَعْنِي ثَيِّباً، فَقَالَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم: فهَلَّا بِكْراً تُلاعِبُها وتلاعِبك
وَقِيلَ: امرأَة مُرَاسِل هِيَ الَّتِي
يَمُوتُ زَوْجُهَا أَو أَحَسَّت مِنْهُ أَنه يُرِيدُ تَطْلِيقَهَا فَهِيَ تَزَيَّنُ لِآخَرَ؛ وأَنشد الْمَازِنِيُّ لِجَرِيرٍ:
يَمْشِي هُبَيرةُ بَعْدَ مَقْتَل شَيْخِهِ،
…
مَشْيَ المُرَاسِل أُوذِنَتْ بِطَلَاقِ
يَقُولُ: لَيْسَ يَطْلُبُ بِدَمِ أَبيه، قَالَ: المُرَاسِل الَّتِي طُلِّقت مَرَّاتٌ فَقَدْ بَسَأَتْ بِالطَّلَاقِ أَي لَا تُباليه، يَقُولُ: فهُبَيرة قَدْ بَسَأَ بأَن يُقْتَل لَهُ قَتِيلٌ وَلَا يَطْلُبَ بثأْره مُعَوَّدٌ ذَلِكَ مِثْلَ هَذِهِ المرأَة الَّتِي قَدْ بَسَأَتْ بِالطَّلَاقِ أَي أَنِسَتْ بِهِ، وَاللَّهُ أَعلم. وَيُقَالُ: جَارِيَةٌ رُسُل إِذا كَانَتْ صَغِيرَةً لَا تَخْتَمر؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:
وَلَقَدْ أَلْهُو بِبِكْرٍ رُسُلٍ،
…
مَسُّها أَليَنُ مِنْ مَسِّ الرَّدَن
وأَرْسَلَ الشيءَ: أَطلقه وأَهْمَله. وَقَوْلُهُ عز وجل: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ أَرْسَلْنا وَجْهَانِ: أَحدهما أَنَّا خَلَّينا الشَّيَاطِينَ وإِياهم فَلَمْ نَعْصِمهم مِنَ القَبول مِنْهُمْ، قَالَ: وَالْوَجْهُ الثَّانِي، وَهُوَ الْمُخْتَارُ، أَنهم أُرْسِلوا عَلَيْهِمْ وقُيِّضوا لَهُمْ بِكُفْرِهِمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً؛ وَمَعْنَى الإِرْسَال هُنَا التَّسْلِيطُ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الْفَرْقُ بَيْنَ إِرسال اللَّهِ عز وجل أَنبياءه وإِرْساله الشَّيَاطِينَ عَلَى أَعدائه فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ
، أَن إِرْسَاله الأَنبياء إِنما هُوَ وَحْيُه إِليهم أَن أَنذِروا عِبَادِي، وإِرْسَاله الشياطينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَخْلِيَتُه وإِياهم كَمَا تَقُولُ: كَانَ لِي طَائِرٌ فأَرْسَلْته أَي خَلَّيْتُهُ وأَطلقته. والمُرْسَلات، فِي التَّنْزِيلِ: الرِّيَاحُ، وَقِيلَ الخَيْل، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الْمَلَائِكَةُ. والمُرْسَلَة: قِلادة تَقَعُ عَلَى الصَّدْرِ، وَقِيلَ: المُرْسَلَة القِلادة فِيهَا الخَرَزُ وَغَيْرُهَا. والرِّسْل: اللَّبن مَا كَانَ. وأَرْسَلَ القومُ فَهُمْ مُرْسَلُون: كَثُر رِسْلُهم، وَصَارَ لَهُمُ اللَّبَنُ مِنْ مَوَاشِيهِمْ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
دَعَانَا المُرْسِلون إِلى بِلادٍ،
…
بِهَا الحُولُ المَفارِقُ والحِقاق
ورَجُلٌ مُرَسِّلٌ: كَثِيرُ الرِّسْل وَاللَّبَنِ والشِّرْب؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا:
وَلَسْتُ بِرَاعِي ثَلَّةٍ قَامَ وَسْطَها،
…
طوِيل الْعَصَا غُرْنَيْقِ ضَحْلٍ مُرَسِّل
مُرَسِّل: كَثِيرُ اللَّبَنِ فَهُوَ كالغُرْنَيْق، وَهُوَ شِبْهُ الكُرْكِيّ فِي الْمَاءِ أَبداً. والرَّسَلُ: ذَوَاتُ اللَّبَنِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي سَعِيدٍ الخُدْري: أَنه قَالَ رأَيت فِي عَامٍ كَثُرَ فِيهِ الرِّسْل البياضَ أَكثر مِنَ السَّواد، ثُمَّ رأَيت بَعْدَ ذَلِكَ فِي عَامٍ كَثُرَ فِيهِ التَّمْرُ السَّوادَ أَكثر مِنَ الْبَيَاضِ
؛ الرِّسْل: اللَّبَنُ وَهُوَ الْبَيَاضُ إِذا كَثُر قَلَّ التَّمْر وَهُوَ السَّواد، وأَهل البَدْو يَقُولُونَ إِذا كَثُرَ الْبَيَاضُ قَلَّ السَّوَادُ، وإِذا كَثُرَ السَّوَادُ قَلَّ الْبَيَاضُ. والرِّسْلان مِنَ الْفَرَسِ: أَطراف الْعَضُدَيْنِ. والرَّاسِلان: الكَتِفان، وَقِيلَ عِرْقان فِيهِمَا، وَقِيلَ الوابِلَتان. وأَلقَى الكلامَ عَلَى رُسَيْلاته أَي تَهاوَن بِهِ. والرُّسَيْلى، مَقْصُورٌ: دُوَيْبَّة. وأُمُّ رِسَالة: الرَّخَمة.
رطل: الرَّطْل والرِّطْل: الَّذِي يُوزَنُ بِهِ وَيُكَالُ؛ رَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ بِكَسْرِ الرَّاءِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر الْبَاهِلِيُّ:
لَهَا رِطْلٌ تَكِيل الزَّيْتَ فِيهِ،
…
وفَلّاحٌ يَسُوق بِهَا حِمارا
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرِّطْل ثِنْتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّة بأَواقي
الْعَرَبِ، والأُوقِيَّة أَربعون دِرْهَمًا، فَذَلِكَ أَربعمائه وَثَمَانُونَ دِرْهَمًا، وَجَمْعُهُ أَرْطَال. الْحَرْبِيُّ: السُّنَّة فِي النِّكَاحِ رِطْلٌ، وشَرَحه كَمَا شَرَحَهُ ابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: السُّنَّة فِي النِّكَاحِ ثِنْتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّة ونَشٌّ، والنَّشُّ عِشْرُونَ دِرهماً، فَذَلِكَ خَمْسُمِائَةِ دِرْهم؛ رُوِيَ ذَلِكَ
عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ صَداق رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، لأَزواجه اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّة ونَشًّا
؛ وورد فِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: اثْنَتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّة
وَلَمْ يَذْكُرِ النَّشَّ، والأُوقِيَّة مِكْيَالٌ أَيضاً. اللَّيْثُ: الرَّطْل مِقْدَارُ مَنٍّ، وَتُكْسَرُ الرَّاءُ فِيهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّطْل والرِّطْل نِصْفُ مَنا. ورَطَلَه يَرْطُلُهُ رَطْلًا، بِالتَّخْفِيفِ، إِذا رَازَهُ ووزَنه لِيَعْلَمَ كمْ وزنُه. وَغُلَامٌ رَطْلٌ ورِطْلٌ: قَضيف. والرِّطْل: الْمُسْتَرْخِي مِنَ الرِّجَالِ. الأَزهري: الرَّطْل، بِالْفَتْحِ، الرَّجُلُ الرِّخْو الليِّن. والرَّطْل والرِّطْل أَيضاً: الَّذِي راهَق الِاحْتِلَامَ، وَقِيلَ الَّذِي لَمْ تشتدَّ عِظامُه. وَرَجُلٌ رَطْلٌ ورِطْل: إِلى اللِّين وَالرَّخَاوَةِ، وَهُوَ أَيضاً الْكَبِيرُ الضَّعِيفُ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الْخَيْلِ، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ رِطْلَة ورَطْلَة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِعُمْرَانَ بْنِ حَطَّان:
مُوَثَّق الخَلْق لَا رَطْل وَلَا سَغِل
وأَنشد لِآخَرَ:
وَلَا أُقيم لِلْغُلَامِ الرَّطْل [الرِّطْل]
وأَنشد لِآخَرَ:
غُلَيِّم رَطْل وَشَيْخٌ دَامِرُ
وتَرْطِيل الشَّعْرِ: تَدْهِينُهُ وَتَكْسِيرُهُ. ورَطَّلَ شعرَه: لَيَّنه بالدُّهْن وكَسَّره وثَنَّاه. التَّهْذِيبِ: وَمِمَّا يُخْطِئُ الْعَامَّةُ فِيهِ قَوْلُهُمْ رَطَّلْت شَعَرِي إِذا رَجَّلته، وأَما التَّرْطِيل فَهُوَ أَن يُلَيِّن شَعَرَهُ بِالدُّهْنِ وَالْمَسْحِ حَتَّى يَلِينَ ويَبْرُق. ابْنُ الأَعرابي: رَطَّلَ شعرَه إِذا أَرخاه وأَرسله مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ رَطْلٌ إِذا كَانَ مُسْتَرْخِيًا. وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ: لَوْ كُشِف الغِطاء لشُغِل مُحْسِن بإِحسانه ومُسِيءٌ بإِساءته عَنْ تَجْدِيدِ ثَوْبٍ أَو تَرْطِيل شَعَرٍ
؛ وَهُوَ تَلْيِينُهُ بالدُّهْن وَمَا أَشبهه. وَفَرَسٌ رِطْلٌ: خَفِيفٌ، بِالْكَسْرِ لَا غَيْرَ. أَبو عُبَيْدٍ: فَرَسٌ رَطْل، والأُنثى رَطْلَة، وَالْجَمْعُ رِطَال، وَهُوَ الضَّعِيفُ الْخَفِيفُ؛ وأَنشد:
تَرَاهُ كَالذِّئْبِ خَفِيفًا رَطْلا
وَرَجُلٌ رَطْل: أَحمق، والأُنثى بِالْهَاءِ. والرَّطْل: العَدْل، بِفَتْحِ الراء. والرُّطَيْلاء: موضع.
رعل: الرَّعْل: شِدَّة الطَّعْنِ، والإِرْعال سُرْعَتُهُ وشِدَّته. ورَعَلَه وأَرْعَلَه بالرُّمْح: طَعَنه طَعْناً شَدِيدًا. وأَرْعَلَ الطَّعْنة: أَشبعها وَمَلَّكَ بِهَا يَدَهُ، ورَعَلَه بالسيف رَعْلًا إِذا نَفَخه بِهِ، وَهُوَ سَيْفٌ مِرْعَلٌ ومِخْذَم. والرَّعْلَة: القَطِيع أَو القِطْعة مِنَ الْخَيْلِ لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ، وَقِيلَ: هِيَ أَوَّلها ومُقَدِّمتها، وَقِيلَ: هِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْخَيْلِ قَدْرُ الْعِشْرِينَ «4» ، وَالْجَمْعُ رِعَال وَكَذَلِكَ رِعَال القَطا؛ قَالَ:
تَقُود أَمام السِّرْب شُعْثاً كأَنَّها
…
رِعَال القَطا، فِي وِرْدهن بُكُور
وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ،
…
كأَن أَسرابَها الرِّعَال
(4). قوله [قدر العشرين] في المحكم زيادة: والخمسة والعشرين
وأَنشد الجوهري لَطَرفة:
ذُلُقٌ فِي غَارَةٍ مَسْفُوحَةٍ،
…
كَرِعَال الطَّيْرِ أَسراباً تَمُرّ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رِوَايَةُ الأَصمعي فِي صَدْرِ هَذَا الْبَيْتِ:
ذُلُق الْغَارَةِ فِي أَفْراعِهم
وَرِوَايَةُ غَيْرِهِ:
ذُلُق فِي غَارَةٍ مَسْفُوحَةٍ،
…
ولَدى البأْس حُمَاةٌ مَا تَفِرّ
قَالَ: وَصَوَابُهُ أَن يَقُولَ الرَّعْلة الْقِطْعَةُ مِنَ الطَّيْرِ، وَعَلَيْهِ يَصِحُّ شَاهِدُهُ لَا عَلَى الْخَيْلِ، قَالَ: والرَّعْلَة الْقِطْعَةُ مِنَ الْخَيْلِ، مُتَقَدِّمَةٌ كَانَتْ أَو غَيْرُ مُتَقَدِّمَةٍ. قَالَ: وأَما الرَّعِيل فَهُوَ اسْمُ كُلِّ قِطْعَةٍ مُتَقَدِّمَةٍ مِنْ خَيْلٍ وَجَرَادٍ وَطَيْرٍ وَرِجَالٍ وَنُجُومٍ وَإِبِلٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ قَالَ: وَشَاهِدُ الرَّعِيل للإِبل قَوْلُ القُحَيف العُقَيلي:
أَتَعْرِف أَم لَا رَسْمَ دارٍ مُعَطَّلا،
…
مِنَ الْعَامِ يَغْشَاهُ، وَمَنْ عَامَ أَوَّلا؟
قِطارٌ وتاراتٍ حَريق، كأَنَّها
…
مَضَلَّة بَوٍّ فِي رَعِيل تَعَجَّلا
وَقَالَ الرَّاعِي:
يَحْدُون حُدْباً مَائِلًا أَشرافها،
…
فِي كُلِّ مَنْزِلةٍ يَدَعْنَ رَعِيلا
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والرَّعِيل كالرَّعْلة، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ الْخَيْلِ وَالرِّجَالِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:
إِذ لَا أُبادِر فِي المَضِيق فَوَارِسِي،
…
أَو لَا أُوَكَّل بالرَّعِيل الأَول
وَيَكُونُ مِنَ الْبَقَرِ؛ قَالَ:
تَجَرَّدُ مِنْ نَصِيَّتها نَواجٍ،
…
كَمَا يَنْجو مِنَ البَقَر الرَّعِيلُ
وَالْجَمْعُ أَرْعَال وأَرَاعِيل، فإِما أَن يَكُونَ أَرَاعِيل جَمْعَ الْجَمْعِ، وإِما أَن يَكُونَ جُمِعَ رَعِيل كقَطِيع وأَقاطِيع، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُقَالُ لِلْقِطْعَةِ مِنَ الفُرْسان رَعْلة، وَلِجَمَاعَةِ الْخَيْلِ رَعِيل. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وجهه: سِراعاً إِلى أَمره رَعِيلًا
أَي رُكَّاباً عَلَى الْخَيْلِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ زِمْل: فكأَني بالرَّعْلة الأُولى حِينَ أَشْفَوا عَلَى المَرْج كَبَّروا، ثُمَّ جَاءَتِ الرَّعْلة الثَّانِيَةُ، ثُمَّ جَاءَتِ الرَّعْلة الثَّالِثَةُ
؛ قَالَ: يُقَالُ للقِطْعة مِنَ الفُرْسان رَعْلة، وَلِجَمَاعَةِ الْخَيْلِ رَعِيل. والمُسْتَرْعِل: الَّذِي يَنْهَض فِي الرَّعِيل الأَول، وَقِيلَ: هُوَ الْخَارِجُ فِي الرَّعِيل، وَقِيلَ: هُوَ قَائِدُهَا كأَنه يَسْتَحِثُّها؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا:
مَتَى تَبْغِني، مَا دُمْت حَيًّا مُسَلّماً،
…
تَجِدْني مَعَ المُسْترعِل المُتَعَبْهل
وَقِيلَ: المُسْترعِل ذُو الإِبل، وَبِهِ فَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي المسترعِل فِي هَذَا الْبَيْتِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بجَيِّد. والرَّعْل: أَنف الْجَبَلِ كالرَّعْن، لَيْسَتْ لَامُهُ بَدَلًا مِنَ النُّونَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَما رَعْل الْجَبَلِ، بِاللَّامِ، فَمِنَ الرَّعْلَة والرَّعِيل وَهِيَ الْقِطْعَةُ الْمُتَقَدِّمَةُ مِنَ الْخَيْلِ، وَذَلِكَ أَن الْخَيْلَ تُوصَفُ بِالْحَرَكَةِ وَالسُّرْعَةِ. وأَرَاعِيل الرِّيَاحِ: أَوائلُها، وَقِيلَ: دُفَعُها إِذا تَتَابَعَتْ. وأَرَاعِيل الجَهام: مُقَدِّماتُها وَمَا تَفَرَّق مِنْهَا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
تُزْجي أَرَاعِيلَ الجَهام الخُور
والرَّعْلة: النَّعامة، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَقَدَّمُ فَلَا تكادُ
تُرى إِلا سَابِقَةً للظَّلِيم. واسْتَرْعَلَت الغنمُ: تَتَابَعَتْ فِي السَّيْرِ والمَرْعى فتقدَّمَ بعضُها بَعْضًا. ورَعَلَ الشيءَ رَعْلًا: وَسَّع شَقَّه، وَرَوَى الأَحمر مِنَ السَّمات فِي قَطْعِ الْجِلْدِ الرَّعْلَة، وَهُوَ أَن يُشَقَّ مِنَ الأُذن شَيْءٌ ثُمَّ يَتْرُكُ مُعَلَّقًا، وَاسْمُ ذَلِكَ المُعَلَّق الرَّعْل. والرَّعْلَة: جِلْدَةٌ مِنْ أُذن الشَّاةِ وَالنَّاقَةِ تُشَقُّ فَتُعَلَّقُ فِي مُؤَخَّرِهَا وَتُتْرَكُ نَائِسَةٌ، وَالصِّفَةُ رَعْلاء، وَقِيلَ: الرَّعْلاء الَّتِي شُقَّت أُذنها شَقّاً وَاحِدًا بَائِنًا فِي وَسَطِهَا فناسَتِ الأُذن مِنْ جَانِبَيْهَا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الرَّعْلَة والرَّعْل مَا يُقْطَعُ مِنْ أُذن الشَّاةِ وَيُتْرَكُ مُعَلَّقًا لَا يَبِين كأَنه زَنَمة. والرَّعْلَة: القُلْفة عَلَى التَّشْبِيهِ بَرَعْلَة الأُذن. وَغُلَامٌ أَرْعَلُ: أَقلف، وَهُوَ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَرْعَال ورُعْل؛ قَالَ الفِنْدُ الزِّمَّاني وَاسْمُهُ سَهْل بْنُ شَيْبَانَ وَكَانَ عَدِيد الأَلف فِي الْجَاهِلِيَّةِ:
رأَيت الفِتْيَة الأَعزال
…
مِثْلَ الأَينُق الرُّعْل «5»
. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَوَاهُ الهَرَوي فِي الْغَرِيبَيْنِ الأَعزال جَمْعُ عُزُل الَّذِي لَا سِلَاحَ مَعَهُ مِثْلُ سُدُم وأَسدام، وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ الأَغرال، بِالرَّاءِ، جَمْعُ أَغرل وَهُوَ الأَغلف. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والرُّعْل جُمَعُ رَعْلاء أَي لَا تَمْتَنِعُ مِنْ أَحد. قَالَ الأَزهري: وَكُلُّ شَيْءٍ مُتَدَلٍّ مُسْتَرْخٍ فَهُوَ أَرْعَل. وَيُقَالُ للقَلْفاء مِنَ النِّسَاءِ إِذا طَالَ مَوْضِعُ خَفْضها حَتَّى يَسْتَرْخِيَ أَرْعَل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ:
رَعَثات عُنْبُلها الغِدَفْل الأَرْعَل
أَراد بعُنْبُلها بَظْرَها، والغِدَفْل الْعَرِيضُ الْوَاسِعُ؛ وَيُقَالُ لِلشَّاةِ الطَّوِيلَةِ الأُذن رَعْلاء. ونَبْت أَرْعَلُ: طَوِيلٌ مُسْتَرْخٍ؛ قَالَ:
تَرَبَّعَتْ أَرْعَن كالنِّقَال،
…
ومُظْلِماً لَيْسَ عَلَى دَمَال
وَرَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ: فَصَبَّحَت أَرْعَلَ. وعُشْبٌ أَرْعَل إِذا تَثَنَّى وَطَالَ «6» ؛ قَالَ: أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدَى مَثَّاثا وَفِي النَّوَادِرِ: شَجَرَةٌ مُرْعِلَة ومُقْصِدة، فإِذا عسَتْ رَعْلَتها فَهِيَ مُمْشِرة إِذا غَلُظَت، وأَرْعَلَت العَوسجةُ: خَرَجَتْ رَعْلتها. ورَجُل أَرْعَلُ بيِّن الرَّعْلة والرَّعالة: مُضْطَرِبُ الْعَقْلِ أَحمق مُسْتَرْخٍ. والرَّعَالة: الحَماقة، والمرأَة رَعْلاء. وَفِي الأَمثال: الْعَرَبُ تَقُولُ للأَحمق: كُلَّما ازدَدْتَ مَثَالة زَادَكَ اللَّهُ رَعَالَة أَي زَادَهُ اللَّهُ حُمْقاً كُلَّمَا ازْدَادَ غِنًى. والرَّعَالَة: الرُّعونة، والمَثالة حُسْن الْحَالِ والغِنى. الأَصمعي: الأَرْعَل الأَحمق، وأَنكر الأَرعن؛ ورَعِلَ يَرْعَلُ، فَهُوَ أَرْعَل. والرُّعْل: الأَطراف الغَضَّة مِنَ الكَرْم، الْوَاحِدَةُ رُعْلَة؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وَقَدْ رَعَّلَ الكَرْمُ. والرَّعْلَة: اسْمُ نخْلة الدَّقَل، وَالْجَمْعُ رِعَال، والرَّاعِل فُحَّالُها، وَقِيلَ: هُوَ الْكَرِيمُ مِنْهَا، والرَّاعِل الدَّقَل. والرِّعْل: ذَكَرُ النَّحْل، وَمِنْهُ سُمِّي رِعْل بْنُ ذَكْوان. والرَّعْلة: وَاحِدَةُ الرِّعَال وَهِيَ الطِّوال مِنَ النَّخْلِ. وَتَرَكَ فُلَانٌ رَعْلة أَي عِيالًا. وَيُقَالُ: هُوَ أَخْبَث مِنْ أَبي رِعْلَة، وهو الذئب،
(5). قوله [الأَعزال] هي رواية التهذيب والجوهري والصاغاني، والذي في المحكم: الأَرغال
(6)
. قوله [وطال] هكذا في الأصل، والذي في التكملة والقاموس: وطاب بالباء
وَكَذَلِكَ أَبو عِسْلة. والرَّعْلة: اسْمُ نَاقَةٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
والرَّعْلة الخِيرة مِنْ بَنَاتِهَا
ورَعْلَة: اسْمُ فَرَسِ أَخي الْخَنْسَاءِ؛ قَالَتْ:
وَقَدْ فَقَدَتْك رَعْلَةُ فَاسْتَرَاحَتْ،
…
فَلَيْتَ الخَيْل فَارِسُهَا يَرَاهَا
وَيُقَالُ: مَرَّ فُلَانٌ يَجُرُّ رَعْلَه أَي ثِيَابَهُ. وَيُقَالُ لِمَا «1» تَهَدَّل مِنَ الثِّيَابِ أَرْعَل. والمُرَعَّل: خِيَارُ الْمَالِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَبَأْنا بقَتْلانا وسُقْنا بسَبْيِنا
…
نِسَاءً، وَجِئْنَا بالهِجان المُرَعَّل
والرُّعْلُول: بَقْل، وَيُقَالُ هُوَ الطَّرْخون. وَابْنُ الرَّعْلاء: مِنْ شُعَرائهم. ورِعْل وذَكْوان: قَبِيلَتَانِ مِنْ سُلَيْم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: رِعْل ورِعْلَة جَمِيعًا قَبِيلَةٌ بِالْيَمَنِ، وَقِيلَ: هُمْ مِنْ سُلَيْم. والرَّعْل: موضع.
رعبل: جَمَلٌ رَعْبَلٌ: ضَخْمٌ؛ فأَما قَوْلُهُ:
منتشرٌ، إِذا مَشَى، رَعْبَلُّ
…
إِذا مَطاه السَّفَرُ الأَطْوَلُّ،
والبَلَدُ العَطَوّدُ الهَوْجَلُ
فإِنه أَراد رَعْبَل والأَطْوَل والهَوْجَل فثَقَّل كُلَّ ذَلِكَ لِلضَّرُورَةِ. ورَعْبَل اللحمَ رَعْبَلَة: قَطَّعه لِتَصِلَ النَّارُ إِليه فتُنْضجه، والقطْعة الْوَاحِدَةُ رُعْبُولَة. ورَعْبَل الثوبَ فتَرَعْبَلَ: مَزَّقه فَتَمَزَّقُ. والرُّعْبُولَة: الخِرْقة الْمُتَمَزِّقَةُ. والرَّعْبِلَة: مَا أَخْلَق مِنَ الثَّوْبِ. وَثَوْبٌ مُرَعْبَل أَي مُمَزَّقٌ، وتَرَعْبَلَ. وَثَوْبٌ رَعَابِيلُ: أَخْلاقٌ، جَمَعُوا عَلَى أَن كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ رُعْبُولَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَزَعَمَ ابْنُ الأَعرابي أَن الرَّعَابِيل جَمْعُ رِعْبِلَة، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَالصَّحِيحُ أَنه جَمْعُ رُعْبُولَة، وَقَدْ غَلِط ابْنُ الأَعرابي. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ فِي رَعَابِيل أَي فِي أَطمار وأَخلاق. والرَّعَابِيل: الثِّيَابُ الْمُتَمَزِّقَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ
: أَن أَهل الْيَمَامَةِ رَعْبَلُوا فسُطاط خَالِدٍ بِالسُّيُوفِ
أَي قَطَّعوه؛ وَمِنْهُ قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
تَفْرِي اللَّبان بكَفَّيْها، ومِدْرَعُها
…
مُشَقَّقٌ عَنْ تَرَاقِيها، رَعَابِيل
وَرِيحٌ رَعْبَلَة إِذا لم تسقم فِي هُبوبها؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ الرِّيحَ:
عَشْواء رَعْبَلَة الرَّواح، خَجَوْجاة
…
الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْر
وامرأَة رَعْبَلٌ: فِي خُلْقان الثِّيَابِ ذَاتُ خُلْقان؛ وَقِيلَ: هِيَ الرَّعْناء الحَمْقاء؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
كصَوْت خَرْقاء تلاحِي، رَعْبَل
وَفِي الدُّعَاءِ: ثَكِلته الرَّعْبَل أَي أُمُّه الحَمْقاء، وَقِيلَ: ثَكِلَته الرَّعْبَل أَي أُمُّه، حَمْقاء كَانَتْ أَو غَيْرُ حَمْقاء. يُقَالُ: ثَكِلَتْه الجَثَل وثَكِلته الرَّعْبَل، مَعْنَاهُمَا ثَكِلته أُمه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
وَقَالَ ذُو العَقْل لِمَنْ لَا يَعْقِل:
…
اذْهَبْ إِليك، ثَكِلَتْك الرَّعْبَل
وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلِ الْكُمَيْتِ يَصِفُ ذِئْبًا:
يَرَانِي فِي اللِّمام لَهُ صَدِيقاً،
…
وشادِنَةُ العَسابِرِ رَعْبَلِيب
(1). قوله [ويقال لما إلخ] عبارة القاموس وشرحه: وَيُقَالُ لِمَا تَهَدَّلَ مِنَ النبات أَرْعَل، كذا في العباب، وفي اللسان: لِمَا تَهَدَّلَ مِنَ الثِّيَابِ
قَالَ شَمِرٌ: يَرَانِي يَعْنِي الذِّئْبَ، وَشَادِنَةُ العَسابر: يَعْنِي أَولادها ورَعْبَلِيب أَي مُلاطِفة؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: رَعْبَلِيب يُمَزِّق مَا قَدَرَ عَلَيْهِ مِنْ رَعْبَلْت الْجِلْدَ إِذا مَزَّقته؛ ومنه ابْنِ أَبي الحُقَيْق:
مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُرَعْبِل بعضُه
…
بَعْضًا، كمَعْمَعة الأَباء المُحْرَق
الْجَوْهَرِيُّ: رَعْبَلْتُ اللحمَ قَطَّعته؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
تَرَى الْمُلُوكَ حَوْله مُرَعْبَلَه،
…
يَقْتُل ذَا الذَّنْبِ، وَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهْ
وَيُرْوَى مُغَرْبَله؛ وَقَالَ آخَرُ:
طَها هُذْرُبَانٌ قَلَّ تغميضُ عَيْنِهِ،
…
عَلَى دَبَّةٍ، مِثْلِ الخَنِيف المُرَعْبَل
وَقَالَ آخَرُ:
قَدِ انْشَوَى شِواؤنا المُرَعْبَلُ،
…
فاقْتَرِبوا إِلى الغَدَاء فكُلُوا
وأَبو ذُبيان بن الرَّعْبَل «1» .
رغل: الرُّغْلَة: القُلْفة كالغُرْلة. والأَرْغَل: الأَقلف، وَكَذَلِكَ الأَغْرَل. وغُلام أَرْغَل بَيِّن الرَّغَل أَي أَغْرَل، وَهُوَ الأَقْلَف؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ:
فإِنِّي امْرُؤٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ،
…
وإِنكِ دارِيَّةٌ ثَيْتَلُ
تَبُول العُنْوقُ عَلَى أَنفه،
…
كَمَا بَالَ ذُو الوَدْعة الأَرْغَل
الثَّيْتَل: الوَعِل، والثَّيْتَل فِي هَذَا الْبَيْتِ: الَّذِي يَقْعُدُ مَعَ النِّسَاءِ، والدَّارِيَّة: الَّذِي يَلْزَمُ دَارَهُ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه كَانَ يَكْرَهُ ذَبيحة الأَرْغَل
أَي الأَقلف؛ هُوَ مَقْلُوبُ الأَغْرَل كجَبَذَ وجَذَب. وَعَيْشٌ أَرْغَلُ وأَغْرَل أَي وَاسْعٌ نَاعِمٌ، وَكَذَلِكَ عَامٌ أَرْغَل. والرَّغْلة: رَضاعة فِي غَفْلَةٍ. يُقَالُ: رَغَل الْمَوْلُودُ أُمَّه يَرْغَلها رَغْلًا رَضعها، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الجَدْي. قَالَ الرِّيَاشِيُّ: رَغَل الجَدْيُ أُمَّه وأَرْغَلها رَضعها؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
يَسْبِق فِيهَا الحَمَل العَجِيَّا
…
رَغْلًا، إِذا مَا آنَسَ العَشِيَّا
يَقُولُ: إِنه يُبَادِرُ بالعَشِيِّ إِلى الشَّاةِ يَرْغَلُها دُونَ وَلَدِهَا، يَصِفه باللُّؤم. قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَيُقَالُ فُلَانٌ رَمٌّ رَغُولٌ إِذا اغْتَنَم كُلَّ شَيْءٍ وأَكله؛ قَالَ أَبو وَجْزة السَّعْدِيُّ:
رَمٌّ رَغُولٌ، إِذا اغْبَرَّتْ موارِدُه،
…
وَلَا ينامُ لَهُ جارٌ، إِذا اخْتَرفا
يَقُولُ: إِذا أَجْدَب لَمْ يَحْتَقِرْ شَيْئًا وشَرِه إِليه، وإِن أَخْصب لَمْ يَنَم جَارُهُ خَوْفًا مِنْ غَائِلَتِهِ. وفَصِيل رَاغِل أَي لاهِجٌ، ورَغَل البَهْمةُ أُمَّه يَرْغَلُها كَذَلِكَ. والرَّغْل: البَهْمة لِذَلِكَ، وكأَنه سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والرَّغُول: الْبَهْمَةُ يَرْغَل أُمَّه أَي يَرْضَعُهَا. وأَرْغَلَت القَطاةُ فَرْخَها إِذا زَقَّتْه، بِالرَّاءِ وَالزَّايِ؛ وَيُنْشِدُ بَيْتَ ابْنِ أَحمر:
فأَرْغَلَتْ فِي حَلْقه رُغْلةً،
…
لَمْ تُخْطئ الْجِيدَ وَلَمْ تَشْفَتِر
بِالرِّوَايَتَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ
مِسْعَر: أَنه قرأَ عَلَى عَاصِمٍ فَلَحن فَقَالَ: أَرْغَلْتَ
أَي صِرْت صبيّاً ترضع بعد ما مَهَرْت القراءَة، مِنْ قَوْلِهِمْ رَغَلَ الصَّبيُّ يَرْغَلُ إِذا أَخذ ثَدْيَ أُمه فرضِعَه بِسُرْعَةٍ، وَيُرْوَى بِالزَّايِ لُغَةٌ
(1). قوله: وأَبو ذُبْيَانَ بْنُ الرَّعْبَل: هكذا في الأَصل، وفي الكلام سقط
فِيهِ. وأَرْغَلَت المرأَةُ، وَهِيَ مُرْغِل: أَرضعت وَلَدَهَا، بِالرَّاءِ وَالزَّايِ جَمِيعًا. وأَرْغَلَت ولدَها: أَرضعته. وأَرْغَل إِليه: مَالَ كأَرْغَنَ. وأَرْغَل أَيضاً: أَخطأَ وَوَضَعَ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ. وأَرْغَلَت الإِبلُ عَنْ مَرَاتِعِهَا أَي ضَلَّت. والرَّغْل: أَن يُجَاوِزَ السُّنْبُل الإِلْحام، وَقَدْ أَرْغَلَ الزرعُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والرُّغْل، بِالضَّمِّ: ضَرْبٌ مِنَ الحَمْض، وَالْجَمْعُ أَرْغَال؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الرُّغْل حَمْضة تَنْفَرِشُ وَعِيدَانُهَا صِلاب، وَوَرَقُهَا نَحْوٌ مَنْ وَرَقِ الجَماجم إِلا أَنها بَيْضَاءُ وَمَنَابِتُهَا السُّهُولُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
تَظَلُّ حِفْراه مِنَ التَّهَدُّل
…
فِي رَوْضِ ذَفْراء، ورُغْلٍ مُخْجِل
قَالَ اللَّيْثُ: الرُّغْل نَبَاتٌ تُسَمِّيهِ الفُرْس السَّرْمَق وأَنشد:
بَاتَ مِنَ الخَلْصاء فِي رُغْل أَغَن
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: غلِطَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ الرُّغْل أَنه السَّرْمَق، والرُّغْل مِنْ شَجَرِ الحَمْض وَوَرَقُهُ مَفْتُولٌ، والإِبل تُحْمِض بِهِ؛ قَالَ: وأَنشدني أَعرابي وَنَحْنُ بالصَّمَّان:
تَرْعى مِنَ الصَّمَّان رَوْضًا آرِجا،
…
ورُغُلًا بَاتَتْ بِهِ لواهِجا
وأَرْغَلَتِ الأَرْضُ: أَنبَتَت الرُّغْل. ورَغَالِ: الأَمة؛ قَالَتْ دَخْتَنُوس:
فَخْرَ البَغِيِّ بِحِدْج
…
رَبَّتِها، إِذا النَّاسُ اسْتَقَلُّوا
«1» . لَا رِجْلَها حَمَلَتْ، وَلَا
…
لرَغَالِ فِيهِ مُسْتَظَلُ
قَالَ: رَغَالِ هِيَ الأَمة لأَنها تَطْعَم وتَسْتَطْعِم. ورُغْلان: اسْمٌ. وأَبو رِغَال: كُنْيَةٌ، وَقِيلَ: كَانَ رَجُلًا عَشَّاراً فِي الزَّمَنِ الأَول جَائِرًا فقَبْره يُرجم إِلى الْيَوْمِ، وَقَبْرُهُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ، وَكَانَ عَبْدًا لشُعَيب، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ قَالَ جَرِيرٌ:
إِذا مَاتَ الْفَرَزْدَقُ فارجُموه،
…
كَمَا تَرْمُون قَبْرَ أَبي رِغال
وَقِيلَ: كَانَ أَبو رِغَال دَلِيلًا لِلْحَبَشَةِ حِينَ تَوَجَّهُوا إِلى مَكَّةَ فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ. رأَيت حَاشِيَةً هُنَا صُورَتُهَا: أَبو رِغَال اسْمُهُ زَيْدُ بْنُ مُخْلِفِ عَبْدٌ كَانَ لِصَالِحٍ النَّبِيِّ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، بَعَثَهُ مُصَدِّقاً، وإِنه أَتى قَوْمًا لَيْسَ لَهُمْ لِبْنٌ إِلا شَاةً وَاحِدَةً، وَلَهُمْ صَبِيٌّ قَدْ مَاتَتْ أُمُّه فَهُمْ يُعاجُونه بِلَبَنِ تِلْكَ الشَّاةِ، يَعْنِي يُغَذُّونه، والعَجِيُّ الَّذِي يُغَذَّى بِغَيْرِ لَبَنِ أُمه، فأَبى أَن يأْخذ غَيْرَهَا، فَقَالُوا: دَعْها نُحابي بِهَا هَذَا الصبيَّ، فأَبى، فَيُقَالُ إِنه نَزَلَتْ بِهِ قَارِعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ، وَيُقَالُ: بَلْ قَتَله رَبُّ الشَّاةِ، فَلَمَّا فَقَدَهُ صَالِحٍ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَامَ فِي الْمَوْسِمِ يَنْشُدُ النَّاسَ فأُخْبِر بِصَنِيعِهِ فَلَعَنه، فَقَبْرُهُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ يَرْجُمه الناس.
رفل: اللَّيْثُ: الرَّفْل جَرُّ الذَّيْلِ ورَكْضُه بالرِّجْل؛ وأَنشد:
يَرْفُلْن فِي سَرَق الحَرِير وقَزِّه،
…
يَسْحَبْن مِنْ هُدَّابه أَذْيالا
رَفَل يَرْفُل رَفْلًا ورَفِلَ، بِالْكَسْرِ، رَفَلًا: خَرُق بِاللِّبَاسِ وكُلِّ عَمَلٍ، فَهُوَ رَفِلٌ؛ وأَنشد الأَصمعي:
(1). قوله [إذا الناس استقلوا] هكذا في الأَصل والتهذيب، وأورده في ترجمة حدج: إِذَا مَا النَّاسُ شَلُّوا
فِي الرَّكْب وَشْواشٌ وَفِي الحَيِّ رَفِل
وَكَذَلِكَ أَرْفَلَ فِي ثِيَابِهِ. ورجُل أَرْفَلُ ورَفِلٌ: أَخْرَق بِاللِّبَاسِ وَغَيْرِهِ، والأُنثى رَفْلاء. وامرأَة رَافِلَة ورَفِلَة: تَجُرُّ ذَيْلَهَا إِذا مَشَتْ وتَمِيس فِي ذَلِكَ، وَقِيلَ: امرأَة رَفِلَة تتَرَفَّل فِي مِشْيتها خُرْقاً، فإِن لَمْ تُحْسِنِ الْمَشْيَ فِي ثِيَابِهَا قِيلَ رَفْلاء. ابْنُ سِيدَهْ: امرأَة رَفِلة ورِفِلة قَبِيحَةٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. ورَفَلَ يَرْفُلُ رَفْلًا ورَفَلاناً وأَرْفَل: جَرَّ ذَيْلَهُ وَتَبَخْتَرَ، وَقِيلَ: خَطَر بِيَدِهِ. وأَرْفَلَ الرجلُ ثيابَه إِذا أَرخاها. وإِزار مُرْفَلٌ: مُرْخًى. ورَفَلَ فِي ثِيَابِهِ يَرْفُلُ إِذا أَطالها وَجَرَّهَا مُتَبَخْتِرًا، فَهُوَ رَافِل. والرَّفِل: الأَحمق. وَرَجُلٌ تَرْفِيلٌ: يَرْفُلُ فِي مَشْيِهِ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. وأَرْفَلَ ثَوْبَهُ: أَرسله. وشَمَّر رِفْلَهُ أَي ذَيْلَهُ. وامرأَة رَفِلَةٌ: تَجُرُّ ذَيْلَهَا جَرّاً حَسَنًا، ورَفْلاء: لَا تُحْسِن الْمَشْيَ فِي الثِّيَابِ، فَهِيَ تَجُرُّ ذَيْلَهَا، ومِرْفَالٌ: كَثِيرُ الرَّفَلان. وامرأَة مِرْفَالٌ: كَثِيرَةُ الرُّفول فِي ثَوْبِهَا، وَلَوْ قِيلَ: امرأَة رَفِلَةٌ تُطَوِّل ذَيْلَهَا وتَرْفُلُ فِيهِ، كَانَ حَسَنًا. وَفِي الْحَدِيثِ
: إِن الرَّافِلَة فِي غَيْرِ أَهلها كالظُّلْمة يَوْمَ الْقِيَامَةِ
؛ هِيَ الَّتِي تَرْفُل فِي ثَوْبِهَا أَي تَتَبَخْتَرُ. والرِّفْل: الذَّيْلُ. ورَفَّلَ إِزاره إِذا أَسبله وَتَبَخْتَرَ فِيهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي جَهْلٍ: يَرْفُلُ فِي النَّاسِ
، وَيُرْوَى
يَزُول
، بِالزَّايِ وَالْوَاوِ، أَي يُكثر الْحَرَكَةَ وَلَا يَسْتَقِرُّ. والتَّرْفِيل فِي عَروض الْكَامِلِ: زِيَادَةُ سَبَبٍ فِي قَافِيَتِهِ. ابْنُ سِيدَهْ: التَّرْفِيل فِي مُرَبَّع الْكَامِلِ أَن يُزَادَ [تُنْ] عَلَى مُتَفاعلن فَيَجِيءُ مُتَفاعِلاتُنْ وَهُوَ المُرَفَّل؛ وَبَيْتُهُ قَوْلُهُ:
ولقد سَبَقْتَهُمُ إِليَّ
…
فلِمْ نَزَعْتَ، وأَنت آخِرُ؟
فَقَوْلُهُ [تَ وَأَنت آخِرُ] مُتَفَاعِلَاتُنْ؛ قَالَ: وإِنما سُمِّي مُرَفَّلًا لأَنه وُسِّع فَصَارَ بِمَنْزِلَةِ الثَّوْبِ الَّذِي يُرْفَل فِيهِ. وشَعرٌ رَفَالٌ: طَوِيلٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ
بفاحِمٍ مُنْسدِلٍ رَفَال
قَالَ: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ:
تَرْفُلُ المَرَافِلا
فَمَعْنَاهُ تَمْشِي كُلَّ ضَرْبٍ مِنَ الرَّفْل. وَفَرَسٌ رِفَلٌّ: طَوِيلُ الذَّنَبِ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ والوَعِل؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:
فَعَرَفْنا هِزَّةً تأْخُذُه،
…
فَقَرَنَّاه برَضْراضٍ رِفَل
أَيِّدِ الكاهلِ جَلْدٍ بازلٍ،
…
أَخْلَف الْبَازِلَ عَامًا أَو بَزَل
ورِفَنٌّ لُغَةٌ، وَقِيلَ نُونُهَا بَدَلٌ مِنْ لَامِ رِفَلّ؛ قَالَ ابْنُ مَيَّادة:
يَتْبَعْنَ سَدْوَ سَبِط جَعْدٍ رِفَل،
…
كأَن حَيْثُ تَلْتَقِي مِنْهُ المُحُل،
مِنْ جَانِبَيْهِ، وَعِلان ووَعِل
وَقَالَ: الرَّفَلُّ والرِّفَنُّ مِنَ الْخَيْلِ جَمِيعًا الْكَثِيرُ اللَّحْمِ. وَبَعِيرٌ رِفَلٌّ: وَاسْعُ الْجِلْدِ، وَقَدْ يَكُونُ الطَّوِيلَ الذَّنَبِ يُوصَفُ بِهِ عَلَى الْوَجْهَيْنِ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ:
جَعْدُ الدَّرانِيك، رِفَلُّ الأَجلاد،
…
كأَنه مُخْتَضِبٌ فِي أَجساد
وثوبٌ رِفَلٌّ مِثْلُ هِجَفٍّ: واسعٌ. وَمَعِيشَةٌ رِفَلَّة: وَاسِعَةٌ. والتَّرْفِيل: التَّسْوِيدُ وَالتَّعْظِيمُ.
ورَفَّلْت الرجلَ إِذا عَظَّمته ومَلَّكْته؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
إِذا نَحْنُ رَفَّلْنا امْرَأً سَادَ قومَه،
…
وإِن لَمْ يَكُنْ، مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ، يُذْكَر
وَفِي حَدِيثِ
وَائِلِ بْنِ حَجَرٍ: يَسْعى ويَتَرَفَّلُ عَلَى الأَقوال
أَي يَتَسَوَّد ويَتَرأَّس اسْتِعَارَةً مِنْ تَرْفِيل الثَّوْبِ وَهُوَ إِسباغه وإِسباله؛ قَالَ شَمِرٌ: التَرَفُّل التَّسَوُّدُ، والتَّرْفِيل التَّسْوِيدُ. ورُفِّلَ فُلَانٌ إِذا سُوّد عَلَى قَوْمِهِ، وَقِيلَ: رَفَّلْتُ الرجلَ ذَلَّلته ومَلَكْته. وتَرْفِيل الرَّكِيَّة: إِجْمامها. ورَفَّلْتُ الركيَّة: أَجْممتها. ورَفَلُ الرَّكِيَّةِ: مَكْلتُها. ورِفَال التَّيْسِ: شَيْءٌ يُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْ قَضِيبه لِئَلَّا يَسْفِد. وَنَاقَةٌ مُرَفَّلَة: تُصَرُّ بخِرْقة ثُمَّ تُرْسَل عَلَى أَخْلافها فتُغَطَّى بِهَا. وَمَرَافِلُ: سَوِيقُ يَنْبُوتِ عُمان. ورَوْفَل: اسم.
رقل: الرَّقْلَة مِثْلُ الرَّعْلة: النخلةُ الَّتِي فَاتَتِ الْيَدَ وَهِيَ فَوْقُ الجَبَّارة؛ قَالَ الأَصمعي: إِذا فَاتَتِ النخلةُ يَد المتناوِل فَهِيَ جَبَّارة، فإِذا ارْتَفَعَتْ عَنْ ذَلِكَ فَهِيَ الرَّقْلَة، وَجَمْعُهَا رَقْلٌ ورِقَالٌ؛ قَالَ كَثِيرٌ:
حُزيَتْ لِي بحَزْم فَيْدةَ تُحْدى،
…
كاليَهُودِيِّ من نَطاة الرِّقَال
أَراد كَنَخْلِ الْيَهُودِيِّ، ونَطاةُ خيبرُ. التَّهْذِيبُ: الرِّقَال مِنْ نَخِيلِ نَطاة وَهِيَ عَيْنٌ بِخَيْبَرَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ رَقْلَة ورَقْل؛ وَمِنْهُ الْمَثَلُ: تَرى الفتْيان كالرَّقْل، وَمَا يُدْريك بالدَّخْل. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، عليه السلام: وَلَا تَقْطَعْ عَلَيْهِمْ رَقْلَة
؛ الرَّقْلَة: النَّخْلَةُ وَجِنْسُهَا الرَّقْل. وَفِي حَدِيثِ
جَابِرٍ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ: خَرَجَ رَجُلٌ كأَنه الرَّقْل فِي يَدِهِ حَرْبَةٌ
، وَفِي حَدِيثِ
أَبي حَثْمَةَ: لَيْسَ الصَّقْر فِي رؤوس الرَّقْل الرَّاسِخَاتِ فِي الوَحْل
؛ الصَّقْرُ: الدِّبسُ. والرَّاقُول: حَبْل يُصْعَد بِهِ النَّخْلُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ وَهُوَ الحابُول والكَرُّ. والإِرْقَال: ضَرْبٌ مِنَ الخَبَب. وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَصحابه: الإِرْقَال والإِجْذام والإِجْماز سُرْعَةُ سَيْرِ الإِبل. وأَرْقَلَتِ الدابةُ والناقةُ إِرْقَالًا: أَسرعت. وأَرْقَلَ القومُ إِلى الْحَرْبِ إِرْقَالًا: أَسرعوا؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
إِذا اسْتُنْزِلوا عنهنَّ للطَّعْن، أَرْقَلُوا
…
إِلى الْمَوْتِ إِرْقَالَ الجِمالِ المَصاعِب
وَفِي حَدِيثِ قُسٍّ ذَكَرَ الإِرْقَال، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ العَدْو فَوْقَ الخَبَب. وأَرْقَلَتِ الناقةُ تُرْقِلُ إِرْقَالًا فَهِيَ مُرْقِل ومِرْقَالٌ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
فِيهَا عَلَى الأَيْن إِرْقَالٌ وتَبْغِيل
وَاسْتَعَارَهُ أَبو حَيَّة النُّميري لِلرِّمَاحِ فَقَالَ:
أَما إِنه لَوْ كَانَ غَيْرَكَ أَرْقلت
…
إِليه الْقَنَا بالرّاعِفات اللهازِم
يَعْنِي الأَسنَّة. وأَرْقَلَ المَفازة: قَطَعها؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
لاهُمَّ، ربَّ الْبَيْتِ والمُشَرَّق،
…
والمُرْقِلاتِ كُلَّ سَهْبٍ سَمْلَق
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ قَوْلُهُ كُلَّ سَهْب مَنْصُوبًا عَلَى الظَّرْفِ. قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ إِرْقَالُ الْمَفَازَةِ قَطْعُها خَطَأٌ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَمَعْنَى قَوْلِ الْعَجَّاجِ: والمُرْقِلات كُلّ سَهْب ورَبّ المُرْقِلات، وَهِيَ الإِبل الْمُسْرِعَةُ، وَنَصَبَ كُلَّ لأَنه جَعَلَهُ ظَرْفًا، أَراد وَرَبَّ المُرْقِلات فِي كُلِّ سَهْب، وَنَاقَةٌ مُرْقِل
ومِرْقَال: كَثِيرَةُ الإِرْقال. ابْنُ سِيدَهْ: وَنَاقَةٌ مِرْقَال مُرْقِلَة؛ قَالَ طَرَفة:
وإِني لأُمْضِي الهَمَّ، عِندَ احْتِضَارِهِ،
…
بعَوْجاء مِرْقَالٍ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي
والمِرْقَال: لَقَبُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبة الزُّهْرِيِّ لأَن عَلِيًّا، عليه السلام، دَفَعَ إِليه الرَّايَةَ يَوْمَ صِفِّين فَكَانَ يُرْقِل بها إِرْقَالًا.
ركل: الرَّكل: ضَرْبُك الفرسَ برِجْلِك ليَعْدُوَ. والرَّكْل: الضَّرْبُ برجلْ وَاحِدَةٍ، رَكَلَهُ يَرْكُلُه رَكْلًا. وَقِيلَ: هُوَ الرَّكْضُ بالرِّجل، وتَرَاكَلَ القومُ. والمِرْكَل: الرِّجْل مِنَ الرَّاكِبِ. والمَرْكَل: الطَّرِيقُ. والمَرْكَل مِنَ الدَّابَّةِ: حَيْثُ تُصيب برِجْلك. الْجَوْهَرِيُّ: مَرَاكِلُ الدَّابَّةِ حَيْثُ يَرْكُلها الْفَارِسُ بِرِجْلِهِ إِذا حَرَّكَهُ للرَّكْض، وَهُمَا مَرْكَلان؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:
وحَشِيَّتي سَرْجٌ عَلَى عَبْل الشَّوَى،
…
نَهْدٍ مَرَاكِلُه، نَبِيلِ المحْزِم
أَي أَنه وَاسِعُ الْجَوْفُ عَظِيمُ الْمَرَاكِلِ. والمَرْكَلانِ مِنَ الدَّابَّةِ: هُمَا مَوْضِعَا القُصْرَيَيْن مِنَ الْجَنْبَيْنِ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ فَرَس نَهْدُ المَرَاكِل. والتَّرَكُّل كَمَا يَحْفِر الْحَافِرُ بالمِسْحاة إِذا تَرَكَّل عَلَيْهَا برِجْله. وأَرض مُرَكَّلَة إِذا كُدَّت بِحَوَافِرِ الدَّوَابِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ يَصِفُ الْخَيْلَ:
مِسَحٌّ، إِذا مَا السابحاتُ عَلَى الوَنَى
…
أَثرْنَ الغُبارَ بالكَدِيد المُرَكَّل
وَفِي الْحَدِيثِ
: فرَكَلَه بِرِجْلِهِ
أَي رَفَسه. وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ الْمَلِكِ: أَنه كَتَبَ إِلى الحَجّاج: لأَرْكُلَنَّكَ رَكْلَة.
وتَرَكَّلَ الحافرُ برِجْله عَلَى المِسْحاة: تَوَرَّك عَلَيْهَا بِهَا؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ الخَمْر:
رَبَتْ ورَبَا فِي كَرْمها ابنُ مَدِينة،
…
يَظَلُّ عَلَى مِسْحاته يَتَرَكَّلُ
وتَرَكَّلَ الرَّجُلُ بِمِسْحاته إِذا ضَرَبَهَا برِجْله لِتَدْخُلَ فِي الأَرض. والرَّكْل: الكُرَّاث بِلُغَةِ عَبْدِ الْقَيْسِ؛ قَالَ:
أَلا حَبَّذا الأَحساءُ طِيبُ تُرَابِهَا،
…
ورَكْلٌ بِهَا غادٍ عَلَيْنَا وَرَائِحُ
وَبَائِعُهُ رَكَّال. ومَرْكَلانُ: موضع.
رمل: الرَّمْل: نَوْعٌ مَعْرُوفٌ مِنَ التُّرَابِ، وَجَمْعُهُ الرِّمَال، وَالْقِطْعَةُ مِنْهَا رَمْلَة؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَاحِدَتُهُ رَمْلة، وَبِهِ سُمِّيَتِ المرأَة، وَهِيَ الرِّمَال والأَرْمُلُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
يَقْطَعْنَ عَرض الأَرض بالتمحُّل،
…
جَوْزَ الفَلا، مِنْ أَرْمُل وأَرْمُل
ورَمَّلَ الطعامَ: جَعَلَ فِيهِ الرَّمْل. وَفِي حَدِيثِ الحُمُر الأَهلية:
أَمر أَن تُكْفأ القُدور وأَن يُرَمَّل اللَّحْمُ بِالتُّرَابِ
أَي يُلَتّ بِالتُّرَابِ لِئَلَّا يُنْتَفَعَ بِهِ. ورَمَّلَ الثَّوْبَ وَنَحْوَهُ: لَطَّخه بِالدَّمِ، وَيُقَالُ: أَرْمَلَ السَّهْمُ إِرْمَالًا إِذا أَصابه الدَّمُ فَبَقِيَ أَثره؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ سِهَامًا:
مُحْمَرَّة الرِّيش عَلَى ارْتِمَالِها،
…
مِنْ عَلَقٍ أَقْبَل فِي شِكالها «2»
. وَيُقَالُ: رُمِّل فُلَانٌ بِالدَّمِ وضُمِّخ بالدم وضُرِّج بالدم
(2). قوله [شكالها] هكذا في الأصل وشرح القاموس، والذي في التكملة: سعالها بالمهملتين مضبوطاً بضم السين
كُلُّه إِذا لُطِّخَ بِهِ، وَقَدْ تَرَمَّلَ بِدَمِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: رَمَّلَه بِالدَّمِ فتَرَمَّلَ وارْتَمَلَ أَي تَلَطَّخ؛ قَالَ أَبو أَخزم الطَّائِيُّ:
إِنَّ بَنِيَّ رَمَّلُونِي بالدَّمِ،
…
شِنْشِنةٌ أَعْرِفها مِنْ أَخْزَمِ
ورَمَلَ النَّسْجَ يَرْمُله رَمْلًا ورَمَّلَه وأَرْمَلَه: رَقَّقه. ورَمَل السريرَ والحصيرَ يَرْمُلُه رَمْلًا: زيَّنه بِالْجَوْهَرِ وَنَحْوِهِ. أَبو عُبَيْدٍ: رَمَلْت الحصيرَ وأَرْمَلْتُه، فَهُوَ مَرْمُول ومُرْمَل إِذا نَسَجته وسَفَفْته. وَفِي الْحَدِيثِ
: أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ مُضْطَجِعًا عَلَى رُمَال سَرير قَدْ أَثَّر فِي جَنْبِهِ
؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذ لَا يَزَالُ عَلَى طريقٍ لاحِب،
…
وكأَنَّ صَفْحته حَصيرٌ مُرْمَل
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: دَخَلْتُ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وإِذا هُوَ جَالِسٌ عَلَى رُمَال سَرِيرٍ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
حَصِير
؛ الرُّمَالُ: مَا رُمِل أَي نُسِج؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَنَظِيرُهُ الحُطام والرُّكام لِمَا حُطِم ورُكِم، وَقَالَ غَيْرُهُ: الرِّمال جَمْعُ رَمْل بِمَعْنَى مَرْمُول كَخَلْق اللَّهِ بِمَعْنَى مَخْلُوقَةٍ، وَالْمُرَادُ أَنه كَانَ السَّرِيرُ قَدْ نُسِج وَجْهُهُ بالسَّعَف وَلَمْ يَكُنْ عَلَى السَّرِيرِ وِطاء سِوَى الحَصِير. والرَّوَامِل: نواسِج الحَصِير، الْوَاحِدَةُ رَامِلَة، وَقَدْ أَرْمَلَه؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ:
كأَنَّ نَسْج الْعَنْكَبُوتِ المُرْمَلُ
وَقَدْ رَمَلَ سَرِيرَهُ وأَرْمَلَه إِذا رَمَلَ شَرِيطاً أَو غَيْرَهُ فَجَعَلَهُ ظَهْراً لَهُ. وَيُقَالُ: خَبِيصٌ مُرْمَل إِذا عُصِد عَصْداً شَدِيدًا حَتَّى صَارَتْ فِيهِ طَرَائِقُ مَوْضُونَةٌ. وَطَعَامٌ مُرَمَّل إِذا أُلقي فِيهِ الرَّمْل. والرَّمَل، بِالتَّحْرِيكِ: الهَرْولة. ورَمَلَ يَرْمُلُ رَمَلًا: وَهُوَ دُونَ الْمَشْيِ «1» وَفَوْقَ العَدْو. وَيُقَالُ: رَمَلَ الرَّجلُ يَرْمُلُ رَمَلاناً ورَمَلًا إِذا أَسرع فِي مِشيته وهزَّ مَنْكِبَيْهِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَا يَنْزُو، وَالطَّائِفُ بِالْبَيْتِ يَرْمُلُ رَمَلاناً اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وبأَصحابه، وَذَلِكَ بأَنهم رَمَلوا ليَعْلم أَهلُ مَكَّةَ أَن بِهِمْ قُوَّة؛ وأَنشد الْمُبَرِّدُ:
نَاقَتُهُ تَرْمُل فِي النِّقال،
…
مُتْلِف مالٍ ومُفيد مَالِ
والنِّقال: المُناقَلة، وَهُوَ أَن تَضَعَ رِجْلَيْهَا مَوَاضِعَ يَدَيْهَا؛ ورَمَلْت بَيْنَ الصَّفا والمَرْوة رَمَلًا ورَمَلاناً. وَفِي حَدِيثِ الطَّوَافِ:
رَمَلَ ثَلَاثًا ومَشَى أَربعاً.
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: فِيمَ الرَّمَلانُ والكَشْفُ عَنِ المَناكب وَقَدْ أَطَّأَ اللهُ الإِسلام؟
قَالَ ابْنُ الأَثير: يَكْثُرُ مَجِيءُ الْمَصْدَرِ عَلَى هَذَا الْوَزْنِ فِي أَنواع الْحَرَكَةِ كالنَّزَوان والنَّسَلان والرَّسَفان وأَشباه ذَلِكَ؛ وَحَكَى الحربيُّ فِيهِ قَوْلًا غَرِيبًا قَالَ: إِنه تَثْنِيَةُ الرَّمَل وَلَيْسَ مَصْدَرًا، وَهُوَ أَن يَهُزَّ مَنْكِبَيْهِ وَلَا يُسْرع، وَالسَّعْيُ أَن يُسرع فِي الْمَشْيِ، وأَراد بالرَّمَلين الرَّمَل وَالسَّعْيَ، قَالَ: وَجَازَ أَن يُقَالَ للرَّمَل وَالسَّعْيِ الرَّمَلانِ، لأَنه لما خَفَّ اسْمُ الرَّمَل وثَقُل اسْمُ السَّعْيِ غُلِّب الأَخف فَقِيلَ الرَّمَلانِ، كَمَا قَالُوا القَمَرانِ والعُمَرانِ، قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ مِنْ ذَلِكَ الإِمام كَمَا تَرَاهُ، فإِن الْحَالَ الَّتِي شُرِع فِيهَا رَمَلُ الطَّوَافِ، وَقَوْلُ عُمَر فِيهِ مَا قَالَ يَشْهَدُ بِخِلَافِهِ لأَن رَمَل الطَّوَافِ هُوَ الَّذِي أَمر بِهِ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَصحابه فِي عُمْرة الْقَضَاءِ ليُري الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُمْ حَيْثُ
(1). قوله [وهو دون المشي إلخ] هكذا في الأَصل وشرح القاموس: ولعله فوق المشي ودون العدو
قَالُوا: وهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِب وَهُوَ مَسْنُونٌ فِي بَعْضِ الأَطواف دُونَ الْبَعْضِ، وأَما السَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَهُوَ شِعار قَدِيمٌ مِنْ عَهْدِ هاجَر أُمِّ إِسماعيل، عليهما السلام، فإِذاً الْمُرَادُ بِقَوْلِ عُمَرَ، رضي الله عنه، رَمَلانُ الطوافِ وَحْدَهُ الَّذِي سُنَّ لأَجل الْكُفَّارِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ، قَالَ: وَكَذَلِكَ شَرَحه أَهل الْعِلْمِ لَا خِلَافَ بَيْنِهِمْ فِيهِ فَلَيْسَ لِلتَّثْنِيَةِ وَجْهٌ. والرَّمَل: ضَرْبٌ مِنْ عَرُوضٍ يَجِيءُ عَلَى فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُنْ؛ قَالَ:
لَا يُغْلَب النازعُ مَا دَامَ الرَّمَل،
…
وَمَنْ أَكَبَّ صَامِتًا فَقَدْ حَمَل «1»
. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّمَل مِنَ الشِّعْر كُلُّ شِعْرٍ مَهْزُولٍ غَيْرِ مؤتَلِف الْبِنَاءِ، وَهُوَ مِمَّا تُسَمِّي الْعَرَبُ مِنْ غَيْرِ أَن يَحُدُّوا فِي ذَلِكَ شَيْئًا نَحْوَ قَوْلِهِ:
أَقْفَرَ مِنْ أَهله مَلْحوبُ،
…
فالقُطَبِيَّاتُ فالذَّنُوبُ «2»
. وَنَحْوَ قَوْلِهِ:
أَلا لِلَّهِ قَوْمٌ وَلَدَتْ
…
أُختُ بَنِي سَهْم
أَراد وَلَدَتْهُمْ، قَالَ: وَعَامَّةُ المَجْزوء يَجْعَلونه رَمَلًا؛ كَذَا سُمِعَ مِنَ الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَوْلُهُ وَهُوَ مِمَّا تُسَمِّي الْعَرَبُ، مَعَ أَن كُلَّ لَفْظَةٍ وَلَقَبٍ اسْتَعْمَلَهُ العَروضيُّون فَهُوَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، تأْويله إِنما اسْتَعْمَلَتْهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي اسْتَعْمَلَهُ فِيهِ العَروضيُّون، وَلَيْسَ مَنْقُولًا عَنْ مَوْضِعِهِ لَا نَقْلَ العَلَم وَلَا نَقْلَ التَّشْبِيهِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِكَ فِي ذَيْنِكَ، أَلا تَرَى أَن العَروض والمِصْراع والقَبْض والعَقْل وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الأَسماء الَّتِي اسْتَعْمَلَهَا أَصحاب هَذِهِ الصِّنَاعَةِ قَدْ تَعَلَّقَتِ الْعَرَبُ بِهَا؟ وَلَكِنْ لَيْسَ فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي نَقَلَهَا أَهل هَذَا الْعِلْمِ إِليها، إِنما العَروض الخَشَبة الَّتِي فِي وَسَطِ الْبَيْتِ المَبْنِيِّ لَهُمْ، والمِصْراع أَحد صِفْقَي الْبَابِ فَنَقَلَ ذَلِكَ وَنَحْوَهُ تَشْبِيهًا، وأَما الرَّمَل فإِن الْعَرَبَ وَضَعَتْ فِيهِ اللَّفْظَةَ نَفْسَهَا عِبَارَةً عِنْدَهُمْ عَنِ الشِّعْر الَّذِي وَصَفَهُ بِاضْطِرَابِ الْبِنَاءِ وَالنُّقْصَانِ عَنِ الْأَصْلِ، فَعَلَى هَذَا وَضَعَهُ أَهل هَذِهِ الصِّنَاعَةِ، لَمْ يَنْقُلُوهُ نَقْلًا عَلَمِيًّا وَلَا نَقْلًا تَشْبِيهِيًّا، قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فإِن الرَّمَل كُلُّ مَا كَانَ غيرَ القَصِيد مِنَ الشِّعْر وغَيْرَ الرَّجَز. وأَرْمَلَ القومُ: نَفِد زادُهم، وأَرْمَلُوه أَنْفدوه؛ قَالَ السُّلَيْك بْنُ السُّلَكة:
إِذا أَرْمَلُوا زَادًا، عَقَرْت مَطِيَّةً
…
تَجُرُّ بِرِجْلَيْهَا السَّرِيحَ المُخَدَّما
وَفِي حَدِيثِ
أُم مَعْبَد: وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلينَ مُسْنتين
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُرْمِلُ الَّذِي نَفِدَ زَادُهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي هُرَيْرَةَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فِي غَزَاة فأَرْمَلْنا وأَنْفَضْنا
؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أُم مَعْبَدٍ؛ أَي نَفِد زَادُهُمْ، قَالَ: وأَصله مِنَ الرَّمْل كأَنهم لَصِقوا بالرَّمْلِ كَمَا قِيلَ لِلْفَقِيرِ التَّرِبُ. وَرَجُلٌ أَرْمَل وامرأَة أَرْمَلَة: مُحْتَاجَةٌ، وَهُمُ الأَرْمَلَة والأَرَامِل والأَرَامِلَة، كَسَّروه تَكْسِيرَ الأَسماء لقِلَّته، وكُلُّ جَمَاعَةٍ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ أَو رِجَالٍ دُونَ نِسَاءٍ أَو نِسَاءٍ دُونَ رِجَالٍ أَرْمَلَةٌ، بَعْدَ أَن يَكُونُوا مُحْتَاجِينَ. وَيُقَالُ لِلْفَقِيرِ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ رَجُلٍ أَو امرأَة أَرْمَلة، وَلَا يُقَالُ للمرأَة الَّتِي لَا زَوْجَ لَهَا وَهِيَ مُوسِرة أَرْمَلَة، والأَرَامِل: الْمَسَاكِينُ. وَيُقَالُ: جَاءَتْ أَرْمَلةٌ مِنْ نِسَاءٍ وَرِجَالٍ مُحْتَاجِينَ، وَيُقَالُ لِلرِّجَالِ الْمُحْتَاجِينَ الضُّعَفَاءِ أَرْمَلَة، وإِن لَمْ يكن
(1). هذا البيت من الرجز لا من الرَّمَل
(2)
. قوله [فالقطبيات] هكذا في الأصل بتخفيف الطاء ومثله في القاموس، وضبطه ياقوت بتشديدها
فِيهِمْ نِسَاءٌ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: إِذا قَالَ الرَّجُلُ هَذَا الْمَالُ لأَرَامِل بَنِي فُلَانٍ فَهُوَ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، لأَن الأَرَامِل يَقَعُ عَلَى الذُّكُورِ وَالنِّسَاءِ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَنباري يُدْفَع لِلنِّسَاءِ دُونَ الرِّجَالِ لأَن الْغَالِبَ عَلَى الأَرَامِل أَنهن النِّسَاءُ، وإِن كَانُوا يَقُولُونَ رَجُل أَرْمَل، كَمَا أَن الْغَالِبَ عَلَى الرِّجَالِ أَنهم الذُّكُورُ دُونَ الإِناث وإِن كَانُوا يَقُولُونَ رَجُلة؛ وَفِي شِعْرِ أَبي طَالِبٍ يَمْدَحُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
ثِمَال اليَتَامى عِصْمَة للأَرَامِل
قَالَ: الأَرَامِل الْمَسَاكِينُ مِنْ نِسَاءٍ وَرِجَالٍ. قَالَ: وَيُقَالُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ عَلَى انْفِرَادِهِ أَرَامِل، وَهُوَ بِالنِّسَاءِ أَخص وأَكثر اسْتِعْمَالًا، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ ذَلِكَ. والأَرْمَل: الَّذِي مَاتَتْ زَوْجَتُهُ، والأَرْمَلَة الَّتِي مَاتَ زوجُها، وَسَوَاءٌ كَانَا غَنِيَّيْن أَو فقيرَين. ابْنُ بُزُرْج: يُقَالُ إِن بَيت فُلَانٍ لضَخْمٌ وإِنهم لأَرْمَلَة مَا يَحْمِلونه إِلا مَا اسْتَفْقَروا لَهُ، يَعْنِي الْعَارِيَةَ؛ قَوْلُهُ إِنهم لأَرْمَلَة لَا يَحْمِلونه إِلا مَا اسْتَفْقَرُوا لَهُ، يَعْنِي أَنهم قَوْمٌ لَا يَمْلِكُونَ الإِبل وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى الِارْتِحَالِ إِلا عَلَى إِبل يَسْتَعِيرُونَهَا، مِنْ أَفْقَرْته ظَهْرَ بَعِيرِي إِذا أَعَرْته إِياه. وَيُقَالُ لِلذَّكَرِ أَرْمَل إِذا كَانَ لَا امرأَة لَهُ، تَقُولُهُ الْعَرَبُ، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ أَيِّم وامرأَة أَيِّمة؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
أُحِبُّ أَن أَصطاد ضَبًّا سَحْبَلا،
…
رَعَى الرَّبيعَ وَالشِّتَاءَ أَرْمَلا
قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَلَّما يُسْتَعْمَلُ الأَرْمَل فِي المُذَكَّر إِلا عَلَى التَّشْبِيهِ والمُغالَطة؛ قَالَ جَرِيرٌ:
كُلُّ الأَرَامِل قَدْ قَضَّيتَ حاجتَها،
…
فَمَنْ لِحَاجَةِ هَذَا الأَرْمَل الذَّكَر؟ «1»
. يُرِيدُ بِذَلِكَ نَفْسَهُ. وامرأَة أَرْمَلَة: لَا زَوْجَ لَهَا؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
ليَبْكِ عَلَى مِلْحانَ ضَيْفٌ مُدَفَّعٌ،
…
وأَرْمَلَةٌ تُزْجِي مَعَ اللَّيْلِ أَرْمَلا
وَقَالَ أَبو خِرَاش:
بِذِي فَخَرٍ تأْوِي إِليه الأَرَامِلُ
وأَنشد ابْنُ قُتَيْبَةَ شَاهِدًا عَلَى الأَرْمَل الَّذِي لَا امرأَة لَهُ قَوْلَ الرَّاجِزِ:
رَعَى الربيعَ وَالشِّتَاءَ أَرْمَلا
قَالَ: أَراد ضَبًّا لَا أُنثى لَهُ لِيَكُونَ سَمِيناً. وأَرْمَلَت المرأَةُ إِذا مَاتَ عَنْهَا زوجُها، وأَرْمَلَتْ: صَارَتْ أَرْمَلة. وَقَالَ شَمِرٌ: رَمَّلَت المرأَةُ مِنْ زَوْجِهَا وَهِيَ أَرْمَلَة. ابْنُ الأَنباري: الأَرْمَلَة الَّتِي مَاتَ عَنْهَا زوجُها؛ سُمِّيت أَرْمَلَة لِذَهَابِ زَادِهَا وفَقْدِها كاسِبَها وَمَنْ كَانَ عَيْشُهَا صَالِحًا بِهِ، مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: أَرْمَل القومُ والرجلُ إِذا ذَهَبَ زادُهم، قَالَ: وَلَا يُقَالُ لَهُ إِذا مَاتَتِ امرأَته أَرْمَل إِلَّا فِي شُذُوذٍ، لأَن الرَّجُلَ لَا يَذْهَبُ زادُه بِمَوْتِ امرأَته إِذا لَمْ تَكُنْ قَيِّمة عَلَيْهِ والرجلُ قَيِّمٌ عَلَيْهَا وَتَلْزَمُهُ عَيْلولتها ومؤْنتها وَلَا يَلْزَمُهَا شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: ورُدَّ عَلَى الْقُتَيْبِيِّ قَوْلُهُ فِيمَنْ أَوْصى بِمَالِهِ للأَرَامِل أَنه يُعْطِي مِنْهُ الرِّجَالَ الَّذِينَ مَاتَ أَزواجهم، لأَنه يُقَالُ رَجُلٌ أَرْمَل وامرأَة أَرْمَلَة. قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَهَذَا مِثْلُ الْوَصِيَّةِ للجَوارِي
(1). قوله [كل الأَرامل] كذا في الأصل، وفي شرح القاموس والتكملة والأَساس: هذي الأَرامل
لَا يُعْطى مِنْهُ الغِلْمان ووَصيَّة الْغِلْمَانِ لَا يُعطى مِنْهُ الْجَوَارِي، وإِن كَانَ يُقَالُ لِلْجَارِيَةِ غُلامة. والمِرْمَل: القَيْد الصَّغير. والرَّمَل: الْمَطَرُ الضَّعِيفُ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الْقَلِيلُ مِنَ الْمَطَرِ. وعامٌ أَرْمَل: قَلِيلُ الْمَطَرِ وَالنَّفْعِ وَالْخَيْرِ، وسَنَة رَمْلاء كَذَلِكَ. وأَصابهم رَمَلٌ مِنْ مَطَرٍ أَي قليلٌ، وَالْجَمْعُ أَرْمَال، وَالْأَزْمَانُ أَقوى مِنْهَا «2». قَالَ شَمِرٌ: لَمْ أَسمع الرَّمَل بِهَذَا الْمَعْنَى إِلا للأُموي. وأَرَامِل العَرْفَج: أُصوله. وأُرْمُولَة الْعَرْفَجِ: جُذْمُوره، وَجَمْعُهَا أَرَامِيل «3»؛ قَالَ:
فجِئْت كالعَوْد النَّزِيع الهادِج،
…
قُيِّد فِي أَرَامِل الْعْرَافِجِ،
فِي أَرض سَوْءٍ جَذْبةٍ هَجاهِج
الهَجاهِج الأَرض الَّتِي لَا نبتَ فِيهَا. والرَّمَل: خُطُوطٌ فِي يَدَيِ الْبَقَرَةِ الْوَحْشِيَّةِ وَرِجْلَيْهَا يُخَالِفُ سَائِرَ لَوْنِهَا، وَقِيلَ: الرُّمْلَة الخَطُّ الأَسود. غَيْرُهُ: يُقَالُ لوَشْي قَوَائِمِ الثَّوْرِ الْوَحْشِيِّ رَمَلٌ، وَاحِدَتُهَا رَمَلَة؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:
كأَنَّها، بعد ما جَدَّ النَّجاء بِهَا
…
بالشَّيِّطَيْن، مَهاةٌ سُرْوِلَتْ رَمَلا
وَيُقَالُ للضَّبُع أُم رِمَال. ورَمْلَة: مَدِينَةٌ بِالشَّامِ. والأَرْمَل: الأَبلق. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَرْمَل مِنَ الشَّاءِ الَّذِي اسودَّت قَوَائِمُهُ كُلُّهَا. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: الرُّمَل، بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْمِيمِ، خُطُوطٌ سُودٌ تَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الْغَزَالِ وأَفخاذه، وأَنشد بَيْتَ الْجَعْدِيِّ أَيضاً؛ قَالَ: وَقَالَ أَيضاً:
بِذَهَابِ الكَوْر أَمسى أَهلُه
…
كلَّ مَوْشِيٍّ شَواه، ذِي رُمَل
وَنَعْجَةٌ رَمْلاء: سَوْدَاءُ الْقَوَائِمِ كُلِّهَا وَسَائِرُهَا أَبيض. وغُلام أُرْمُولَة: كَقَوْلِكَ بِالْفَارِسِيَّةِ زَاذَهْ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف الأُرْمُولَة عَرَبيَّتها وَلَا فَارِسِيَّتَهَا. ورَامِل ورُمَيْل ورُمَيْلَة ويَرْمُول كُلُّهَا: أَسماء.
رمعل: ارْمَعَلَّ الثوبُ: ابْتَلَّ، وَقِيلَ: كلُّ مَا ابْتَلَّ فَقَدَ ارْمَعَلَّ. وارْمَعَلَّ الدمعُ وارْمَعَنَّ: سَالَ فَهُوَ مُرْمَعِلٌّ ومُرْمَعِنٌّ. وارْمَعَلَّ الشيءُ: تَتابع، وَقِيلَ: سَالَ فَتَتَابَعَ. الْجَوْهَرِيُّ: ارْمَعَلَّ الصبيُّ ارْمِعْلالًا سَالَ لُعابه. وارْمَعَلَّ الدمعُ أَي تَتَابَعَ قَطَرانه، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ جَمِيعًا؛ قَالَ الزَّفَيان:
يَقُولُ نَوِّرْ صُبْحُ لَوْ يَفْعَلُّ،
…
والقَطْرُ عَنْ مَتْنَيه مُرْمَغِلُ
كنُظُم اللُّؤلُؤ مُرْمَعِلُّ،
…
تَلُفُّه نَكباءُ أَو شَمْأَلُ
وارْمَعَلَّ الشِّواءُ أَي سَالَ دَسَمُه؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو:
وانْصِبْ لَنَا الدَّهْماءَ طاهِي، وعَجِّلَنْ
…
لَنَا بشَواةٍ مُرْمَعِلٍّ ذُؤُوبُها
وَقَوْلُهُمُ ادْرَنْفِقْ مُرْمَعِلًّا أَي امْضِ رَاشِدًا. وارْمَعَلَّ الرجلُ أَي شَهِق؛ قَالَ مُدْرِك بْنِ حِصْن الأَسدي:
وَلَمَّا رَآنِي صاحِبي رابِطَ الحَشا،
…
مُوَطَّن نَفْسٍ قَدْ أَراها يَقِينُها،
(2). قوله [والأزمان أقوى منها] كذا في الأصل، ولعله الأزمات بالتاء جمع أزمة (3). قوله [أَرَامِيل] عبارة القاموس: أَرَامِل وأَرَامِيل، وقوله بعد الرجز الهجاهج الأرض إلخ، عبارته في هجج: والهجج الْأَرْضُ الْجَدْبَةُ الَّتِي لَا نَبَاتَ بِهَا وَالْجَمْعُ هَجَاهِجٌ، وأورد الرجز ثم قال: جَمْعٌ عَلَى إِرَادَةِ الْمَوَاضِعِ
بَكى جَزَعاً مِنْ أَن يَمُوتَ، وأَجْهَشَتْ
…
إِليه الجِرِشَّى، وارْمَعَلَّ خَنينُها «1» .
رمغل: المُرْمَغِلُّ: المُبْتَلُّ، وَهُوَ أَيضاً السَّائِلُ الْمُتَتَابِعُ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن غَيْنَهُ بَدَلٌ مِنْ عَيْنِ ارْمَعَلَّ. والمُرْمَغِلُّ: الْجِلْدُ إِذا وُضِعَ فِيهِ الدِّباغ. والمُرْمَغِلُّ: الرَّطْبُ.
رهل: الرَّهَلُ: الِانْتِفَاخُ حَيْثُ كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ شِبْهُ وَرَم لَيْسَ مِنْ دَاءٍ وَلَكِنَّهُ رَخاوة إِلى السِّمَن، وَهُوَ إِلى الضَّعْفِ، وَقَدْ رَهِل اللحمُ رَهَلًا، فَهُوَ رَهِلٌ. اضْطَرب وَاسْتَرْخَى؛ وَفَرَسٌ رَهِلُ الصَّدْر؛ قَالَ العُجَير السَّلولي:
فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لَا مُتآزِفٌ،
…
وَلَا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبآدِلُه
وَيُرْوَى لِزَيْنَبَ أُخت يَزِيدَ بْنِ الطَّثَرِيَّة. وأَصبح فُلَانٌ مُرَهَّلًا إِذا تَهَبَّجَ مِنْ كَثْرَةِ النَّوْمِ، وَقَدْ رَهَّلَه ذَلِكَ تَرْهِيلًا. والرَّهَل: الْمَاءُ الأَصفر الَّذِي يَكُونُ فِي السُّخْد. والرِّهْل: سَحَابٌ رَقِيقٌ شَبِيهٌ بالنَّدى يَكُونُ فِي السَّمَاءِ.
رهبل: الرَّهْبَلَة: ضَرْبٌ مِنَ الْمَشْيِ، يُقَالُ: جَاءَ يَتَرَهْبَل.
رهدل: الرَّهْدَل والرِّهْدِل: طَائِرٌ يُشْبِهُ الحُمَّرة إِلا أَنه أَدْبَس، وَهُوَ أَكبر مِنَ الحُمَّر؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ طَائِرٌ شِبْهُ القُبَّرة إِلا أَنها لَيْسَتْ لَهَا قُنْزُعة. والرَّهْدَل: الأَحمق، وَقِيلَ الضَّعِيفُ. الأَزهري: الرَّهادِن والرَّهَادِل، وَاحِدَتُهَا رَهْدَنة ورَهْدَلَة.
رول: الرُّوَال، عَلَى فُعال بِالضَّمِّ: اللُّعاب. يُقَالُ: فُلَانٌ يَسِيلُ رُوَالُه. ابْنُ سِيدَهْ: الرُّوَال والرَّاوُول لُعاب الدَّوَابِّ، وَقِيلَ: الرُّوَال زَبَد الْفَرَسِ خَاصَّةً. ورُوَالٌ رَائِل: كَمَا قَالُوا شِعْرٌ شَاعِرٌ؛ قَالَ:
مِنْ مَجِّ شِدْقَيْه الرُّوَال الرَّائِلا
والرَّائِل والرَّاوُول: كُلُّ سِنٍّ زَائِدَةٍ لَا تَنْبُت عَلَى نِبْتَة الأَضراس؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
تُرِيك أَشْغَى قَلِحاً أَفَلَّا،
…
مُرَكَّباً راوُولهُ مُثْعَلَّا
وَفِي بَابِ المُلَح مِنَ الحَمَاسة:
لَهَا فَمٌ مُلْتَقَى شِدْقَيْه نُقْرَتُها،
…
كأَنَّ مِشْفَرها قَدْ طُرَّ مِنْ فِيل
أَسْنانُها أُضْعِفَتْ فِي حَلْقِها عَدَداً،
…
مُظاهَرات جَمِيعًا بالرَّوَاوِيل
غَيْرُهُ: الرَّوَاوِيل أَسنان صِغَارٌ تَنْبُتُ فِي أُصول الأَسنان الكِبار فيَحْفِرون أُصولَ الْكِبَارِ حَتَّى يَسْقُطن؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَزَعَمَ قَوْمٌ أَن الرَّاوُول سِنٌّ زَائِدَةٌ فِي الإِنسان وَالْفَرَسِ؛ قَالَ الأَصمعي: الرُّوَال والرَّاوُول مَعًا لُعاب الدَّوَابِّ وَالصِّبْيَانِ، وأَنكر أَن يَكُونَ زِيَادَةً فِي الأَسنان، وَقَالَ اللَّيْثُ: الرُّوَال بُزَاق الدَّابَّةِ، يُقَالُ: هُوَ يُرَوِّلُ فِي مِخْلاته، والرَّاوُول مِثْلُهُ؛ قَالَ: وَالْعَرَبُ لَا تَهْمِزُ فاعُولًا. غَيْرُهُ: والرَّائِل والرَّائِلَة سِنٌّ تَنْبُتُ لِلدَّابَّةِ تَمْنَعُهُ مِنَ الشَّراب والقَضْم؛ وأَنشد:
يَظَلُّ يَكْسوها الرُّوَال الرَّائِلا
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بالرُّوَال الرَّائِل اللُّعاب الْقَاطِرَ مِنْ فِيهِ، قَالَ: هَكَذَا قَالَهُ أَبو عَمْرٍو. ابْنُ السِّكِّيتِ: الرُّوَال والمَرْغُ واللُّعاب والبُصاق كُلُّهُ بِمَعْنًى. ورَوَّلَ الخُبْزَةَ بالسَّمْن والوَدَك تَرْوِيلًا: دَلَكها بِهِ دَلْكاً شَدِيدًا، وَقِيلَ: رَوَّلَ طعامَه أَكثر دَسَمه.
(1). قوله [خنينها] كذا في الأصل هنا ونسخة من الصحاح بالمعجمة، وتقدم في جرش بالمهملة، وكلاهما بمعنى البكاء