الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِذا قَتَلَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ، وفَتَك بِهِ إِذا قَتَلَهُ مِنْ حَيْثُ يَرَاهُ وَهُوَ غارٌّ غافِل غَيْرُ مستعدٍّ. وغَالَ فُلَانًا كَذَا وَكَذَا إِذا وَصَلَ إِليه مِنْهُ شَرٌّ؛ وأَنشد:
وغَالَ امْرَأً مَا كَانَ يَخْشَى غوائِلَه
أَي أَوصل إِليه الشرَّ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ فَيَسْتَعِدُّ. وَيُقَالُ: قَدِ اغْتاله إِذا فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: أَنّ صَبِيًّا قُتل بصَنْعاء غِيلة فقَتل بِهِ عُمَرُ سَبْعَةً
أَي فِي خُفْية واغْتيال وَهُوَ أَن يُخدَع ويُقتَل فِي مَوْضِعٍ لَا يَرَاهُ فِيهِ أَحد. والغِيلة: فِعْلة مِنَ الِاغْتِيَالِ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ:
وأَعوذ بِكَ أَن أُغْتال مِنْ تَحْتِي
أَي أُدْهَى مِنْ حَيْثُ لَا أَشعرُ، يُرِيدُ بِهِ الخَسْف. والغِيلة: الشِّقْشِقَة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
أَصْهَبُ هَدّار لِكُلِّ أَرْكَبِ،
…
بغِيلةٍ تنسلُّ نَحْوَ الأَنْيبِ
وإِبل غُيُل: كَثِيرَةٌ، وَكَذَلِكَ الْبَقَرُ؛ وأَنشد بَيْتَ الأَعشى:
إِنِّي لعَمْر الَّذِي خَطَتْ مَنَاشِبُها
…
تَخْدِي، وسِيق إِليه الباقِرُ الغُيُلُ
وَيُرْوَى: خَطَتْ مَناسِمُها، الْوَاحِدُ غَيُول؛ حَكَى ذَلِكَ ابْنُ جِنِّيٍّ عَنْ أَبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ عَنْ جَدِّهِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الغَيُول الْمُنْفَرِدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَجَمْعُهُ غُيُل، وَيُرْوَى العُيُل فِي الْبَيْتِ بِعَيْنٍ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، يُرِيدُ الْجَمَاعَةَ أَي سِيق إِليه الْبَاقِرُ الْكَثِيرُ. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والغُيُل السِّمان أَيضاً. وغَيْلان: اسْمُ رَجُلٍ. وغَيْلان بْنُ حُرَيث: مِنْ شُعَرَائِهِمْ، وَكَذَا وَقَعَ فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ، وَقِيلَ: غَيْلان حَرْبٍ، قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. وَاسْمُ ذِي الرُّمَّةِ: غَيْلان بْنُ عُقْبة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مَنْ اسْمُهُ غَيْلان جَمَاعَةٌ: مِنْهُمْ غَيْلان ذُو الرُّمَّةِ، وغَيْلان بْنُ حُرَيْثٍ الرَّاجِزُ، وغَيْلان بْنُ خَرَشة الضَّبي، وَغِيلَانُ بْنُ سلمَة الثَّقَفِيُّ. وأُمّ غَيْلان: شَجَرُ السَّمُر.
فصل الفاء
فأل: الفأْل: ضِدُّ الطِّيَرَة، والجمع فُؤُول، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْجَمْعُ أَفْؤُل، وأَنشد لِلْكُمَيْتِ:
وَلَا أَسْأَلُ الطَّيرَ عَمَّا تَقُولُ،
…
وَلَا تَتَخالَجُني الأَفْؤُل
وتَفَاءَلْت بِهِ وتَفَأَّل بِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ تَفَاءَلْت بِكَذَا وتَفَأَّلْتُ، عَلَى التَّخْفِيفِ والقلْب، قَالَ: وَقَدْ أُولع النَّاسُ بِتَرْكِ هَمْزِهِ تَخْفِيفًا. والفَأْل: أَن يَكُونَ الرَّجُلُ مَرِيضًا فَيَسْمَعُ آخَرَ يَقُولُ يَا سالِمُ، أَو يَكُونُ طالِبَ ضالَّة فَيَسْمَعُ آخَرَ يَقُولُ يَا واجِد، فَيَقُولُ: تَفَاءَلْت بِكَذَا، وَيَتَوَجَّهُ لَهُ فِي ظنِّه كَمَا سَمِعَ أَنه يبرأُ مِنْ مَرَضِهِ أَو يَجِدُ ضالَّته. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه، صلى الله عليه وسلم، كَانَ يحبُّ الفَأْل وَيَكْرَهُ الطِّيَرَة
؛ والطِّيَرَة: ضِدُّ الفَأْل، وَهِيَ فِيمَا يُكْرَهُ كالفَأْل فِيمَا يستحَب، والطِّيرَة لَا تَكُونُ إِلا فِيمَا يَسُوءُ، والفَأْل يَكُونُ فِيمَا يحسُن وَفِيمَا يَسُوءُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ الفَأْل فِيمَا يكرَه أَيضاً، قَالَ أَبو زَيْدٍ: تَفاءَلْت تَفاؤُلًا، وَذَلِكَ أَن تَسْمَعَ الإِنسان وأَنت تُرِيدُ الْحَاجَةَ يَدْعُو يَا سَعِيدُ يَا أَفْلَح أَو يَدْعُو بَاسِمٍ قَبِيحٍ، وَالِاسْمُ الفَأْل، مَهْمُوزٌ، وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ لَا فَأْل عَلَيْكَ بِمَعْنَى لَا ضَيْر عَلَيْكَ وَلَا طَيْر عَلَيْكَ وَلَا شَرَّ عَلَيْكَ، وَفِي الْحَدِيثِ
عَنْ أَنس عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَا عَدْوى وَلَا طِيَرَة ويعجبُني الفَأْل الصالِح
، والفأْل
الصَّالِحُ: الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ؛ قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن مِنَ الفَأْل مَا يَكُونُ صَالِحًا وَمِنْهُ مَا يَكُونُ غَيْرَ صَالِحٍ، وإِنما أَحبَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، الفَأْل لأَن النَّاسَ إِذا أَمَّلوا فائدةَ اللَّهِ ورجَوْا عائدَته عِنْدَ كُلِّ سَبَبٍ ضَعِيفٍ أَو قويٍّ فَهُمْ عَلَى خَيْرٍ، وَلَوْ غلِطوا فِي جِهَةِ الرَّجَاءِ فإِن الرَّجَاءَ لَهُمْ خَيْرٌ، أَلا تَرَى أَنهم إِذا قَطَعُوا أَملَهم وَرَجَاءَهُمْ مِنَ اللَّهِ كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّرِّ؟ وإِنما خَبَّر النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، عَنِ الفِطْرة كَيْفَ هِيَ وإِلى أَيِّ شَيْءٍ تَنْقَلِبُ، فأَما الطِّيرَة فإِن فِيهَا سُوءَ الظنِّ بِاللَّهِ وتوقُّع الْبَلَاءِ، ويُحَب للإِنسان أَن يَكُونَ لِلَّهِ تَعَالَى رَاجِيًا، وأَن يَكُونَ حَسَنَ الظَّنِّ بربِّه، قَالَ: والكَوادِس مَا يُتطيَّر مِنْهُ مِثْلُ الفَأْل والعُطاس وَنَحْوِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً:
أَنه كَانَ يتَفاءل وَلَا يتطيَّر.
وَفِي الْحَدِيثِ:
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الفَأْل؟ قَالَ: الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ
، قَالَ: وَقَدْ جَاءَتِ الطِّيرَة بِمَعْنَى الجِنْس، والفَأْل بِمَعْنَى النَّوْعِ؛ قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
أَصدَقُ الطِّيرَة الفَأْل.
والافْتِئَال: افْتِعال مِنَ الفَأْل؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ خَيْلًا:
إِذا مَا بَدَتْ تَحْتَ الخَوافِقِ، صَدَّقَتْ
…
بأَيمَنِ فَأْل الزاجِرين افْتِئالَها
التَّهْذِيبُ: تَفَيَّل إِذا سمِن كأَنه فِيل. وَرَجُلٌ فَيِّل اللَّحْمِ: كَثِيرُهُ؛ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَهْمِزُهُ فَيَقُولُ: فَيْئِل عَلَى فَيْعِل. والفِئال، بِالْهَمْزَةِ: لِعْبَةٌ للأَعراب، وَسَيُذْكَرُ في فيل.
فتل: الفَتْل: لَيُّ الشَّيْءِ كَلَيِّك الْحَبْلَ وكفَتْل الفَتِيلة. يُقَالُ: انْفَتَل فُلَانٌ عَنْ صَلاته أَي انْصَرَفَ، ولَفَت فُلَانًا عَنْ رأْيه وفَتَله أَي صرَفه ولَوَاه، وفَتَله عَنْ وَجْهِهِ فانْفَتَلَ أَي صَرَفَهُ فَانْصَرَفَ، وَهُوَ قَلْبُ لَفَت. وفَتَل وَجْهَهُ عَنِ الْقَوْمِ: صرَفه كلَفته. وفَتَلْت الْحَبْلَ وَغَيْرَهُ وفَتَلَ الشَّيْءَ يَفْتِله فَتْلًا، فَهُوَ مَفْتُول وفَتِيل، وفَتَلَه: لَواه؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ:
لونُها أَحمر صافٍ،
…
وَهِيَ كَالْمِسْكِ الفَتِيل
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَيُرْوَى كَالْمِسْكِ الفَتِيت، قَالَ: وَهُوَ كالفَتِيل؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه شِعْرٌ غَيْرُ مَعْرُوفٍ إِذ لَوْ كَانَ مَعْرُوفًا لَمَا اخْتُلِفَ فِي قَافِيَتِهِ، فتفهَّمه جِدًّا. وَقَدِ انْفَتَلَ وتَفَتَّل. والفَتِيل: حَبْلٌ دَقِيقٌ مِنْ خَزَم أَو لِيف أَو عِرْق أَو قِدٍّ يشدُّ عَلَى الْعِنَانِ، وَهِيَ الْحَلْقَةُ الَّتِي عِنْدَ ملتقَى الدُّجْزَيْن، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والفَتِيل والفَتِيلة: مَا فتلْته بَيْنَ أَصابعك، وَقِيلَ: الفَتِيل مَا يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الإِصبعين إِذا فتلْتهما. والفَتِيل: السَّحَاة فِي شَقِّ النَّواة. وَمَا أَغنى عَنْهُ فَتِيلًا وَلَا فَتْلة وَلَا فَتَلة؛ الإِسكان عَنْ ثَعْلَبٍ، وَالْفَتْحُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي مَا أَغنى عَنْهُ مِقْدَارَ تِلْكَ السَّحَاة الَّتِي فِي شَق النَّوَاةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا*
؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: القِطْمير الْقِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ عَلَى النَّوَاةِ، والفَتِيل مَا كَانَ فِي شَق النَّوَاةِ، وَبِهِ سُمِّيَتْ فَتِيلة، وَقِيلَ: هُوَ مَا يفتَل بَيْنَ الإِصبعين مِنَ الْوَسَخِ، والنَّقير النُّكْتة فِي ظَهْرِ النَّواة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذِهِ الأَشياء تضرَب كُلُّهَا أَمثالًا لِلشَّيْءِ التافِه الْحَقِيرِ الْقَلِيلِ أَي لَا يُظْلمون قدرَها. والفتِيلة: الذُّبَالة. وذُبَال مفتَّل: شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَمَا زَالَ فُلَانٌ يَفْتِل مِنْ فُلَانٍ فِي الذِّرْوة والغارِب أَي يَدُور مِنْ وراءِ خَدِيعَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ
الزُّبَيْرِ وَعَائِشَةَ: فَلَمْ يَزَلْ يَفْتِل فِي الذِّرْوة وَالْغَارِبِ
، وَهُوَ مَثَلٌ فِي المُخادَعة. وَوَرَدَ فِي حَدِيثِ
حُيَي بْنِ أَخْطب أَيضاً: لَمْ يَزَلْ يَفتِل فِي الذِّرْوة والغارِب
؛
والفَتْلة: وِعاء حَبِّ السَّلَم والسَّمُر خَاصَّةً، وَهُوَ الَّذِي يُشْبِهُ قُرون الباقِلَّا، وَذَلِكَ أَول مَا يَطْلُعُ، وَقَدْ أَفْتَلت السَّلَمة والسَّمُرة. وَفِي حَدِيثِ
عُثْمَانَ: أَلسْت ترعَى مَعْوَتَها وفَتْلَتَها؟
الفَتْلة: وَاحِدَةُ الفَتْل، وَهُوَ مَا يَكُونُ مَفْتولًا مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ كورَق الطَّرْفاء والأَثْل وَنَحْوِهِمَا، وَقِيلَ: الفَتْلَة حَمْلُ السمُر والعُرْفُط، وَقِيلَ: نَوْر العِضاه إِذا تَعقّد، وَقَدْ أَفْتَلْت إِفْتالًا إِذا أَخرجت الفَتْلة. والفَتْلَة: شِدَّةُ عصَب الذِّرَاعِ. والفَتَل أَيضاً: اندِماج فِي مِرْفق النَّاقَةِ وبُيُون عَنِ الْجَنْبِ، وَهُوَ فِي الوَظيف والفِرْسِن عَيْبٌ، وَمِرْفَقٌ أَفْتَل بيِّن الْفَتْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الفَتَل، بِالتَّحْرِيكِ، مَا بَيْنَ المِرْفقين عَنْ جَنْبَيِ الْبَعِيرِ، وَقَوْمٌ فُتْل الأَيدي؛ قَالَ طَرَفَةُ:
لَها مِرْفَقان أَفْتَلان، كأَنما
…
أُمِرَّا بسَلْمَى دالِجٍ متَشدِّد
وَفِي الصِّحَاحِ: كأَنما تَمُرُّ بسَلْمَى «1» وَنَاقَةٌ فَتْلاء: ثَقِيلَةٌ. وَنَاقَةٌ فَتْلاء إِذا كَانَ فِي ذِرَاعِهَا فَتَل وبُيُون عَنِ الْجَنْبِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
حَرَجٌ من مِرْفقيْها كالفَتَل
وفَتِلَت النَّاقَةُ فَتَلًا إِذا امَّلَس جِلْدُ إِبْطها فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ عَرَك وَلَا حَازٌّ وَلَا خالِعٌ وَهَذَا إِذا اسْتَرْخَى جِلْدُ إِبْطها وتَبَخْبَخَ. والفَتْلة: نَوْرُ السَّمُرة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الفَتَل مَا لَيْسَ بِوَرَقٍ إِلا أَنه يَقُومُ مَقَامَ الْوَرَقِ، وَقِيلَ: الفَتَل مَا لَمْ يَنْبَسِطْ مِنَ النَّبَاتِ وَلَكِنْ تَفَتَّلَ فَكَانَ كالهَدَب، وَذَلِكَ كهَدَب الطَّرْفاء والأَثْل والأَرْطى. ابْنُ الأَعرابي: الفَتَّال البُلْبُل، وَيُقَالُ لِصياحه الفَتْل، فهو مصدر.
فثل: ابْنُ بَرِّيٍّ: رَجُلٌ فِثْوَلّ أَي عَيِيٌّ فَدْم؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
لَا تَجْعَلِيني كَفَتًى فِثْوَلّ،
…
خالٍ كعُود النَّبْعة المُبْتَلّ
قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْهُ الأَصمعي إِلا بِالْقَافِ، وَلَمْ أَره أَنا لِغَيْرِ الشَّيْخِ أَبي مُحَمَّدِ بْنِ بَرِّيٍّ، رحمه الله.
فجل: فَجَّل الشيءَ: عَرَّضَهُ. وَرَجُلٌ أَفْجَلَ: مُتَبَاعِدُ مَا بَيْنَ السَّاقَيْنِ. وفَجِلَ الشَّيْءُ وفَجَلَ يَفْجُل فَجْلا وفَجَلًا: اسْتَرْخَى وغلُظ. والفُجْل والفُجُل؛ جَمِيعًا عَنْ أَبي حَنِيفَةَ: أُرومة نَبَاتٍ خَبِيثَةِ الجُشاء مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ فُجْلة وفُجُلة، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ وإِياه عَنَى بِقَوْلِهِ وَهُوَ مُجَهِّزُ السَّفِينَةِ يَهْجُو رَجُلًا:
أَشْبَه شَيْءٍ بِجُشاء الفُجْلِ
…
ثِقْلًا عَلَى ثِقْل، وأَيّ ثِقْلِ
والفَنْجَلَة والفَنْجَلى: مِشْية فِيهَا اسْتِرْخَاءٌ يسحَب رِجْلَهُ عَلَى الأَرض؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُضِيَتْ عَلَى نُونِهَا بِالزِّيَادَةِ لِقَوْلِهِمْ فَجِل إِذا اسْتَرْخَى. الصِّحَاحُ: الفَنْجَلَة مِشْية فِيهَا اسْتِرْخَاءٌ كمِشية الشَّيْخِ؛ وَقَالَ صَخْرُ بْنُ عُمَيْرٍ:
فإِنْ تَريني فِي المَشيب والعِلَهْ،
…
فصِرْتُ أَمشي القَعْوَلى والفَنْجَلَهْ،
وَتَارَةً أَنْبُثُ نَبْثاً نَقْثَلَهْ
النَّقْثَلة: مِشْية الشَّيْخِ يُثِير التُّرَابَ إِذا مَشَى. والفَنْجَل: الَّذِي يَمْشِي الفَنْجَلة؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
لَا هِجْرَعاً رِخْواً وَلَا مُثَجَّلا،
…
وَلَا أَصَكَّ أَو أَفَجَّ فَنْجَلا
والفَاجِلُ: القامِرُ.
(1). هذه الرواية هي كذلك رواية ديوان طرفة
فحل: الفَحْل مَعْرُوفٌ: الذكَر مِنْ كُلِّ حَيَوَانٍ، وَجَمْعُهُ أَفْحُل وفُحول وفُحولة وفِحالٌ وفِحالة مِثْلُ الجِمالة؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
فِحالةٌ تُطْرَدُ عَن أَشْوالِها
قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَلحقوا الْهَاءَ فِيهِمَا لتأْنيث الْجَمْعِ. وَرَجُلٌ فَحِيل: فَحْل، وإِنه لبيِّن الفُحُولة والفِحَالَة والفِحْلة. وفَحَلَ إِبلَه فَحْلًا كَرِيمًا: اخْتَارَ لَهَا، وافْتَحَلَ لدوابِّه فَحْلًا كَذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: فَحَلْت إِبلي إِذا أَرسلت فِيهَا فَحْلًا؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ:
نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَعْ
…
مِنْ كلِّ عرَّاص، إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ
أَي نُعَرْقِبُها بِالسُّيُوفِ، وَهُوَ مَثَل. الأَزهري: والفِحْلَة افْتحال الإِنسان فَحْلًا لِدَوَابِّهِ؛ وأَنشد:
نَحْنُ افْتَحَلْنا فَحْلَنا لَمْ نَأْثله «2»
. قَالَ: وَمَنْ قَالَ اسْتَفْحَلْنا فَحْلًا لدوابِّنا فَقَدْ أَخطأَ، وإِنما الِاسْتِفْحَالُ مَا يَفْعَلُهُ عُلوج أَهل كابُل وجُهَّالهم، وسيأْتي. والفَحِيل: فَحْل الإِبل إِذا كَانَ كَرِيمًا مُنْجِباً. وأَفْحَل: اتَّخَذَ فَحْلًا؛ قَالَ الأَعشى:
وكلُّ أُناسٍ، وإِن أَفْحَلوا،
…
إِذا عايَنُوا فَحْلَكمْ بَصْبَصُوا
وَبَعِيرٌ ذُو فِحْلَة: يَصْلُحُ للافْتِحَال. وفَحْل فَحِيل: كَرِيمٌ منجِب فِي ضِرابه؛ قَالَ الرَّاعِي:
كَانَتْ نَجائبُ منذرٍ ومُحَرِّق
…
أُمَّاتِهنّ، وطَرْقُهنّ فَحِيلا
قَالَ الأَزهري: أَي وَكَانَ طَرْقهنّ فَحْلًا منجِباً، والطَّرْق: الْفَحْلُ هَاهُنَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاد الْبَيْتِ: نجائبَ منذرٍ، بِالنَّصْبِ، وَالتَّقْدِيرُ كَانَتْ أُمَّاتُهُنَّ نجائبَ مُنْذِرٍ، وَكَانَ طَرْقهنّ فَحْلًا. وَقِيلَ: الفَحِيل كالفَحْل؛ عَنْ كُرَاعٍ. وأَفْحَلَه فَحْلًا: أَعاره إِيَّاه يَضْرِبُ فِي إِبله. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فَحَلَ فُلَانًا بَعِيرًا وأَفْحَلَه إِيّاه وافْتَحَلَه أَي أَعطاه. والاسْتِفْحَال: شَيْءٌ يَفْعَلُهُ أَعلاج كابُل، إِذا رأَوا رَجُلًا جَسِيمًا مِنَ الْعَرَبِ خَلَّوْا بَيْنَهُ وَبَيْنَ نِسَائِهِمْ رَجَاءَ أَن يُولَدَ فِيهِمْ مِثْلُهُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وكَبْش فَحِيل: يُشْبِهُ الْفَحْلَ مِنَ الإِبل فِي عِظَمِهِ ونُبْله. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما: أَنه بَعَثَ رَجُلًا يَشْتَرِي لَهُ أُضحية فَقَالَ: اشْتَرِهِ فَحْلًا فَحِيلًا
؛ أَراد بِالْفَحْلِ غَيْرَ خَصِيٍّ، وَبِالْفَحِيلِ مَا ذَكَرْنَاهُ، وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ فَحِيلًا: هُوَ الَّذِي يُشْبِهُ الفُحولة فِي عِظَمِ خُلُقِهِ وَنُبْلِهِ، وَقِيلَ: هُوَ المُنْجِب فِي ضِرابه، وأَنشد بَيْتَ الرَّاعِي، قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَالَّذِي يُرَادُ مِنَ الْحَدِيثِ أَنه اخْتَارَ الْفَحْلَ عَلَى الْخَصِيِّ والنعجةِ وَطَلَبَ جَماله ونُبْله. وَفِي الْحَدِيثِ:
لِمَ يضرِبُ أَحدُكُم امرأَتَه ضرْبَ الفَحْل
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، يُرِيدُ فَحْل الإِبل إِذا عَلَا نَاقَةً دُونَهُ أَو فَوْقَهُ فِي الْكَرَمِ والنَّجابة فإِنهم يَضْرِبُونَهُ عَلَى ذَلِكَ وَيَمْنَعُونَهُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: لَمَّا قدِم الشَّامَ تَفَحَّلَ لَهُ أُمَراء الشَّامِ
أَي أَنهم تلقَّوه متبذِّلين غَيْرَ متزيِّنين، مأْخوذ مِنَ الْفَحْلِ ضِدِّ الأُنثى لأَن التزيُّن والتصنُّع فِي الزِّيِّ مِنْ شأْن الإِناث والمُتَأَنِّثين والفُحول لَا يتزيَّنون. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن لَبَنَ الفَحْل حِرْم
؛ يُرِيدُ بالفَحْل الرجُل تَكُونُ لَهُ امرأَة وَلَدَتْ مِنْهُ وَلَدًا وَلَهَا لَبَنٌ، فكلُّ مَنْ أَرضعته مِنَ الأَطفال بِهَذَا فَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى الزَّوْجِ وإِخوتِه وأَولاده مِنْهَا وَمِنْ غَيْرِهَا، لأَن اللَبن للزوج حيث
(2). قوله [نأثله] هكذا في الأصل
هُوَ سَبَبُهُ وَهَذَا مَذْهَبُ الْجَمَاعَةِ، وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ وَالنَّخَعِيُّ: لَا يُحَرِّمُ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي حَرْفِ النُّونِ. الأَزهري: اسْتَفْحَلَ أَمر الْعَدُوِّ إِذا قوِي وَاشْتَدَّ، فَهُوَ مُسْتَفْحِل، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي سُهَيْلًا الفَحْل تَشْبِيهًا لَهُ بفحْل الإِبل وَذَلِكَ لِاعْتِزَالِهِ عَنِ النُّجُومِ وعِظَمه، وَقَالَ غَيْرُهُ: وَذَلِكَ لأَن الْفَحْلَ إِذا قَرَع الإِبل اعْتَزَلَهَا؛ وَلِذَلِكَ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَقَدْ لاحَ للسارِي سُهَيْل، كأَنه
…
قَرِيعُ هِجانٍ دُسّ مِنْهُ المَساعِر
اللَّيْثُ: يُقَالُ للنَّخل الذكَر الَّذِي يُلْقَح بِهِ حَوائل النَّخْلِ فُحَّال، الْوَاحِدَةُ فُحَّالَة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الفَحْل والفُحَّال ذَكَرُ النَّخْلِ، وَهُوَ مَا كَانَ مِنْ ذُكُورِهِ فَحْلًا لإِناثِه؛ وَقَالَ:
يُطِفْنَ بفُحَّالٍ، كأَنَّ ضِبابَهُ
…
بُطونُ المَوالي، يَوْمَ عيدٍ تَغَدَّت
قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِ الذَّكَرِ مِنَ النَّخْلِ فُحَّال؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي عَمْرٍو: لَا يُقَالُ فَحْل إِلا فِي ذِي الرُّوح، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو نَصْرٍ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَالنَّاسُ عَلَى خِلَافِ هَذَا. واستَفْحَلَت النَّخْلُ: صَارَتْ فُحَّالًا. وَنَخْلَةٌ مُسْتَفْحِلة: لَا تحمِل؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ الأَزهري عَنْ أَبي زَيْدٍ: وَيُجْمَعُ فُحَّال النَّخْلِ فَحَاحِيل، وَيُقَالُ للفُحَّال فَحْل، وَجَمْعُهُ فُحُول؛ قَالَ أُحَيْحة بْنُ الجُلاح:
تَأَبَّرِي يَا خَيْرَةَ الفَسِيل،
…
تَأَبَّرِي مِنْ حَنَذٍ فَشُول،
إِذ ضَنَّ أَهلُ النخْل بالفُحُول
الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ فُحَّال إِلا فِي النَّخْلِ. والفَحْل: حَصِير تُنسَج مِنْ فُحَّال النَّخْلِ، وَالْجَمْعُ فُحُول. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنصار وَفِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَحْل مِنْ تِلْكَ الفُحُول، فأَمر بناحية مِنْهُ فكُنِس وَرُشَّ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ
؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ شَمِرٌ قِيلَ لِلْحَصِيرِ فَحْل لأَنه يسوَّى مِنْ سَعَفِ الفَحْل مِنَ النَّخِيلِ، فَتَكَلَّمَ بِهِ عَلَى التَّجَوُّزِ كَمَا قَالُوا: فُلَانٌ يَلْبَسُ القُطْن وَالصُّوفَ، وإِنما هِيَ ثِيَابٌ تغزَل وتتَّخذ مِنْهُمَا؛ قَالَ الْمَرَّارُ:
والوَحْش سارِية، كأَنَّ مُتونَها
…
قُطْن تُباع، شَدِيدَةُ الصَّقْلِ
أَراد كأَن مُتُونَهَا ثِيَابُ قُطْنٍ لشدَّة بَيَاضِهَا، وَسُمِّيَ الْحَصِيرُ فَحْلًا مَجَازًا. وَفِي حَدِيثِ
عُثْمَانَ: أَنه قَالَ لَا شُفْعة فِي بِئْرٍ وَلَا فَحْل والأُرَف تَقْطع كُلَّ شُفْعَةٍ
؛ فإِنه أَراد بالفَحْل فَحْل النَّخْلِ، وَذَلِكَ أَنه رُبَّمَا يَكُونُ بَيْنَ جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ فَحْل نَخْلٍ يأْخذ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الشُّرَكَاءِ فِيهِ، زمَن تَأْبِير النَّخْلِ، مَا يَحْتَاجُ إِليه مِنَ الحِرْقِ لتَأْبير النَّخْلِ، فإِذا بَاعَ وَاحِدٌ مِنَ الشُّرَكَاءِ نَصِيبَهُ مِنَ الْفَحْلِ بعضَ الشُّرَكَاءِ فِيهِ لَمْ يَكُنْ لِلْبَاقِينَ مِنَ الشُّرَكَاءِ شُفْعَةٌ فِي الْمَبِيعِ، وَالَّذِي اشْتَرَاهُ أَحق بِهِ لأَنه لَا يَنْقَسِمُ، والشُّفْعة إِنما تَجِبُ فِيمَا يَنْقَسِمُ، وَهَذَا مَذْهَبُ أَهل الْمَدِينَةِ وإِليه يَذْهَبُ الشَّافِعِيُّ وَمَالِكٌ، وَهُوَ مُوَافِقٌ لِحَدِيثِ
جَابِرٍ: إِنما جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، الشُّفعة فِيمَا لَمْ يُقَسَّمْ، فإِذا حُدت الحُدود فَلَا شُفعة
لأَن قَوْلَهُ، عليه السلام، فِيمَا لَمْ يُقَسَّمْ دَلِيلٌ عَلَى أَنه جَعَلَ الشُّفعة فِيمَا يَنْقَسِمُ، فأَما مَا لَا يَنْقَسِمُ مِثْلَ الْبِئْرِ وفَحْل النَّخْلِ يُبَاعُ مِنْهُمَا الشِّقْص بأَصله مِنَ الأَرض فَلَا شُفعة فِيهِ، لأَنه لَا ينقسِم؛ قَالَ: وَكَانَ أَبو عُبَيْدٍ فَسَّرَ حَدِيثَ عُثْمَانَ تَفْسِيرًا لَمْ يَرْتَضِهِ أَهل الْمَعْرِفَةِ فَلِذَلِكَ تَرَكْتُهُ وَلَمْ أَحكه بِعَيْنِهِ، قَالَ: وَتَفْسِيرُهُ عَلَى
مَا بَيَّنْتُهُ، وَلَا يُقَالُ لَهُ إِلا فُحَّال. وفُحول الشُّعَرَاءِ: هُمُ الَّذِينَ غَلَبُوا بالهِجاء مَنْ هَاجَاهُمْ مِثْلُ جَرِيرٍ وَالْفَرَزْدَقِ وأَشباههما، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ عارَض شَاعِرًا فَغَلَبَ عَلَيْهِ، مِثْلُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدَةَ، وَكَانَ يُسَمَّى فَحْلًا لأَنه عَارَضَ إمرأَ الْقَيْسِ فِي قَصِيدَتِهِ الَّتِي يَقُولُ فِي أَولها:
خليليَّ مُرّا بِي عَلَى أُمِّ جُنْدَبِ
بِقَوْلِهِ فِي قَصِيدَتِهِ:
ذَهَبْت مِنَ الْهِجْرَانِ فِي غَيْرِ مذهَب
وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُعَارِضُ صَاحِبَهُ فِي نَعْتِ فَرَسِهِ ففُضِّل علقمةُ عَلَيْهِ وَلُقِّبَ الفَحْل، وَقِيلَ: سُمِّيَ عَلْقَمَةُ الشَّاعِرُ الفَحْل لأَنه تزوَّج بأُمِّ جُنْدَب حِينَ طَلَّقَهَا امْرُؤُ الْقَيْسِ لَمَّا غَلَّبَتْه عَلَيْهِ فِي الشِّعْرِ. والفُحول: الرُّواة، الْوَاحِدُ فَحْل. وتَفَحَّلَ أَي تشبَّه بالفَحْل. واستَفْحَل الأَمر أَي تَفاقَم. وامرأَة فَحْلَة: سَلِيطة. وفَحْل والفَحْلاء: مَوْضِعَانِ. وفَحْلان: جَبَلَانِ صَغِيرَانِ؛ قَالَ الرَّاعِي:
هَلْ تُونِسونَ بأَعْلى عاسِمٍ ظُعُناً
…
وَرَّكْن فَحلَين، واستَقبَلْن ذَا بَقَرِ؟
وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ فِحْل، بِكَسْرِ الْفَاءِ وَسُكُونِ الْحَاءِ، مَوْضِعٌ بِالشَّامِ كَانَتْ بِهِ وَقْعَةُ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الرُّومِ؛ وَمِنْهُ يَوْمُ فِحْل، وَفِيهِ ذِكْرُ فَحْلين، عَلَى التَّثْنِيَةِ، مَوْضِعٌ فِي جبل أُحُد.
فحطل: فَحْطَل: اسْمٌ؛ قَالَ:
تباعَد مِنِّي فَحْطَل، إِذ سأَلته
…
أَمِينَ، فَزاد اللَّهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدا
وَهَذِهِ تَرْجَمَةٌ وَجَدْتُهَا فِي الْمُحْكَمِ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ، ورأَيت هَذَا الْبَيْتُ فِي الصِّحَاحِ: تَبَاعَدَ مِنِّي فَطْحَل، وَاللَّهُ أَعلم.
فخل: تَفَخَّل الرجلُ: أَظهر الوَقار وَالْحِلْمَ. وتَفَخَّلَ أَيضاً: تهيَّأَ وَلَبِسَ أَحسن ثِيَابِهِ، والله أَعلم.
فرجل: الفَرْجَلة: التَّفَحُّج؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
تَقَحُّمَ الْفِيلِ إِذا مَا فَرْجَلا،
…
تَمُرّ أَحْفافاً تَهُضُّ الجَنْدَلا
وفَرْجَل الرجلُ فَرْجَلَة: وَهُوَ أَن يتفحَّج وَيُسْرِعَ، وَيُقَالُ: هُوَ الَّذِي يُدَرْبِجُ فِي مَشْيِهِ وَهِيَ مِشْية سهلة.
فرزل: الفَرْزَلة: التَّقْيِيدُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ فُرْزُل: ضخْم؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِثَبَتٍ.
فرعل: الفُرْعُل: وَلَدُ الضَّبُع، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَلَدُ الضَّبُعِ مِنَ الضَّبُعُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي النَّجْمِ:
تَنْزُو بعُثْنُون كَظَهْرِ الفُرْعُل
قَالَ: وَقَالَ أَبو مِهْرَاسٍ:
كأَنَّ ندَاءَهُنَّ قُشَاعُ ضَبْع،
…
تَفَقَّدَ مِنْ فَرَاعِلِه أَكِيلا
وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ: سُئِلَ عَنِ الضبُع فَقَالَ: الفُرْعُل تِلْكَ نَعْجَةٌ مِنَ الْغَنَمِ
؛ الفُرْعُل: وَلَدُ الضَّبُعِ، فَسَمَّاهَا بِهِ أَراد أَنها حَلَالٌ كَالشَّاةِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ هُوَ وَلَدُ الوَبْر مِنِ ابْنِ آوَى، وَالْجَمْعُ فَرَاعِل وفَراعِلة، زَادُوا الْهَاءَ لتأْنيث الْجَمْعِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
يُناط بأَلْحِيها فَرَاعِلَة غُثْرُ
والأُنثى فُرْعُلَة. وَفِي الْمَثَلِ: أَغْزَلُ مِنْ فُرْعُل، وَهُوَ مِنَ الغَزَل والمُراودة.
فزل: الفَزْل: الصَّلابة. وأَرض فَيْزَلةٌ: سريعةُ السَّيْلِ إِذا أَصابها الغيث.
فسل: الفَسْل: الرَّذْل النَّذْل الَّذِي لَا مُروءة لَهُ وَلَا جَلَدَ، وَالْجَمْعُ أَفْسُل وفُسُول وفِسَال وفُسْل؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: والأَكثر فِيهِ فِعال، وأَما فُعول ففرْع دَاخِلٌ عَلَيْهِ أَجروه مُجْرَى الأَسماء، لأَن فِعالًا وفُعولًا يَعْتَقِبَانِ عَلَى فَعْل فِي الأَسماء كَثِيرًا فَحُمِلَتِ الصِّفَةُ عَلَيْهِ وَقَالُوا فُسُولة، فأَثبتوا الْجَمْعَ كَمَا قَالُوا فُحُولة وبُعولة؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ، وَقَالُوا فُسَلاء، وَهَذَا نَادِرٌ كأَنهم توهَّموا فِيهِ فَسِيلًا، وَمِثْلُهُ سَمْح وسُمَحاء كأَنهم تَوَهَّمُوا فِيهِ سَميحاً؛ وَقَدْ فَسُلَ، بِالضَّمِّ، وفَسِلَ فَسالةً وفُسُولةً وفُسُولًا، فَهُوَ فَسْل مِنْ قَوْمٍ فُسَلاء وأَفْسَالٍ وفِسالٍ وفُسُولٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذا مَا عُدَّ أَربعةٌ فِسَالٌ،
…
فزوجُك خامسٌ وأَبوك سادِي
وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: فُسِلَ، عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، قَالَ: كأَنه وُضِعَ ذَلِكَ فِيهِ، والمَفْسول كالفَسْل. أَبو عَمْرٍو: الفِسْل الرَّجُلُ الأَحمق. وَيُقَالُ: أَفْسَل فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ مَتاعَه إِذا أَرْذَله، وأَفْسَلَ عَلَيْهِ دراهمَه إِذا زَيَّفَها، وَهِيَ دَرَاهِمُ فُسُول؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:
فَلَا تَقْبَلُوا مِنّي أَباعِرَ تُشْترَى
…
بِوَكْسٍ، وَلَا سُوداً يصحُّ فُسُولها
أَراد: وَلَا تَقْبَلُوا مِنْهُمْ دَرَاهِمَ سُودًا. وَفِي حَدِيثِ
حُذَيْفَةَ: اشتَرَى نَاقَةً مِنْ رَجُلَيْنِ وَشَرَطَ لَهُمَا مِنَ النَّقْدِ رِضَاهُمَا، فأَخرج لَهُمَا كِيسًا فأَفْسَلا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَخرج كِيسًا فأَفْسَلا عَلَيْهِ
أَي أَرْذَلا وزيَّفا مِنْهَا، وأَصلها مِنَ الفَسْل وَهُوَ الرَّديء الرَّذل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، يُقَالُ: فَسَّلَه وأَفْسَلَه؛ وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ:
سِوَى الحَنْظَل العامِيّ والعِلْهِزِ الفَسْل
وَيُرْوَى بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، وسيُذكر. والفَسِيلَة: الصَّغِيرَةُ مِنَ النَّخْلِ، وَالْجَمْعُ فَسائل وفَسِيلٌ، والفُسْلان جَمْعُ الْجَمْعِ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. الأَصمعي فِي صِغَارِ النَّخْلِ قَالَ: أَول مَا يُقْلَعُ مِنَ صِغَارِ النَّخْلِ الغِرس فَهُوَ الفَسِيل والوَدِيّ، وَالْجَمْعُ فَسائِل، وَقَدْ يُقَالُ لِلْوَاحِدَةِ فَسِيلة. وأَفْسَل الفَسِيلة: انْتَزَعَهَا مِنْ أُمّها وَاغْتَرَسَهَا. والفَسْل: قُضْبَانُ الكَرْم للغَرْس، وَهُوَ مَا أُخذ مِنْ أُمّهاته ثُمَّ غُرِس؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وفُسالة الْحَدِيدِ: سُحالَته. ابْنُ سِيدَهْ: فُسالة الْحَدِيدِ ونحوِه مَا تَناثر مِنْهُ عِنْدَ الضَّرْبِ إِذا طُبِع. وَفِي الْحَدِيثِ
عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: أَنه لعَن مِنَ النساء المُسَوِّفَة والمُفَسِّلة
؛ والمفَسِّلة مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي إِذا أَراد زَوْجُهَا غِشْيانها ونَشِط لوطْئها اعتلَّت وَقَالَتْ إِنِّي حَائِضٌ، فيَفْسُل الزَّوْجُ عَنْهَا، وتفتِّره وَلَا حَيْضَ بِهَا تردُّه بِذَلِكَ عَنْ غشْيانها وتفتِّر نَشَاطَهُ، مِنَ الفُسُولة وَهِيَ الفُتور فِي الأَمر، والمسوِّفة: الَّتِي إِذا دَعَاهَا الزَّوْجُ لِلْفِرَاشِ ماطَلَتْه وَلَمْ تَجُبْهُ إِلى مَا يَدْعُو إِليه.
فسكل: الفِسْكِل والفُسْكُلُ والفِسْكَوْل والفُسْكُول: الَّذِي يَجِيءُ فِي آخِرِ الْحَلْبَةِ آخِرَ الْخَيْلِ. وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ فُشْكل، وَقِيلَ: الفِسْكِل والمُفَسْكَل هُوَ الْمُؤَخَّرُ الْبَطِيءُ، وَقَدْ فُسْكِلْت أَي أُخِّرْت؛ وَمِنْهُ قِيلَ: رَجُلٌ فِسْكل إِذا كَانَ رَذْلًا. وَالْعَامَّةُ تَقُولُ فُسْكُل، بِالضَّمِّ؛ قَالَ أَبو الْغَوْثِ: أَولها المُجَلِّي وَهُوَ السَّابِقُ ثُمَّ الْمُصَلِّي ثُمَّ المُسَلِّي ثُمَّ التَّالِي ثُمَّ العاطِف ثُمَّ المُرْتاح ثُمَّ المؤمَّل ثُمَّ الحَظي ثُمَّ اللَّطيم
ثُمَّ السُّكَيت، وَهُوَ الفِسْكل والفاشُور؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ فَسْكَل الفرسُ إِذا جَاءَ آخِرَ الحلْبة. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن أَسماء بِنْتَ عُمَيْس قَالَتْ لِعَلِيٍّ، عليه السلام: إِن ثَلَاثَةً أَنت آخرُهم لأَخْيار، فَقَالَ عَلِيٌّ لأَولادها: قَدْ فَسْكَلَتْني أُمُّكم
أَي أَخَّرتني وَجَعَلَتْنِي كالفِسْكل، وَهُوَ الْفَرَسُ الَّذِي يَجِيءُ فِي آخِرِ خَيْلِ السِّباق، وَكَانَتْ قَدْ تَزَوَّجَتْ قَبْلَهُ بِجَعْفَرٍ أَخيه ثُمَّ بأَبي بَكْرٍ بَعْدَ جَعْفَرٍ فعدَّاه إِلى الْمَفْعُولِ، قَالَ: وَالصَّوَابُ أَن يُذْكَرَ الحَظِيّ قَبْلَ المؤمَّل لَا بَعْدَهُ؛ قَالَ وَهَذَا تَرْتِيبُهَا مُنَظَّمًا:
أَتانا المُجَلِّي والمُصَلِّي، وَبَعْدَهُ
…
مُسَلٍّ وتالٍ بَعْدَهُ عاطِفٌ يَجْرِي
ومُرْتاحُها ثُمَّ الحَظِي ومُؤَمَّل،
…
يَحُثّ اللَّطِيم، والسُّكَيْت لَهُ يَبري
وَرَجُلٌ فُسْكُول وفِسْكَوْل: متأَخر تَابِعٌ، وَقَدْ فَسْكَلَ وفُسْكِلَ؛ قَالَ الأَخطل:
أَجُمَيْع قَدْ فُسْكِلْت عَبْدًا تابِعاً،
…
فبَقِيت أَنت المُفْحَم المَكْعوم
فشل: الفَشِل: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ الْجَبَانُ، وَالْجَمْعُ أَفْشَال. ابْنُ سِيدَهْ: فَشِلَ الرَّجُلُ فَشَلًا، فَهُوَ فَشِلٌ: كَسِلَ وضعُف وتراخَى وجَبُن. وَرَجُلٌ خَشِل فَشِل، وخَسْل فَسْل، وَقَوْمٌ فُشْل؛ قَالَ:
وَقَدْ أَدْرَكَتْني، وَالْحَوَادِثُ جَمَّةٌ،
…
أَسِنَّة قومٍ لَا ضِعاف، وَلَا فُشْل
وَيُرْوَى: وَلَا فُسْل، يَعْنِي جَمْعَ فَسْل. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ يصِف أَبا بَكْرٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: كُنْتَ للدِّين يَعْسُوباً أَولًا حِينَ نَفَرَ الناسُ عَنْهُ، وآخِراً حِينَ فَشِلُوا
؛ الفَشَل: الفزعُ والجُبْن والضَّعْف؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
جَابِرٍ: فِينَا نزلتْ: إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا
؛ وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ:
سِوى الحَنْظَل الْعَامِيِّ والعِلْهِز الفَشْلِ
أَي الضَّعِيفِ يَعْنِي الفَشْل مُدَّخِرُه وَآكِلُهُ، فَصَرَفَ الْوَصْفَ إِلى العِلْهِز وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ لِآكِلِهِ، وَيُرْوَى الفَسْل، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. اللَّيْثُ: رَجُلٌ فَشِيل، وَقَدْ فَشِل يَفْشَل عِنْدَ الْحَرْبِ وَالشِّدَّةِ إِذا ضعُف وَذَهَبَتْ قُواه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي تَجْبُنوا عَنْ عَدُوِّكُمْ إِذا اخْتَلَفْتُمْ، أَخبر أَن اخْتِلَافَهُمْ يُضْعِفُهُمْ وأَن الأُلْفة تَزِيدُ فِي قُوَّتِهِمْ. النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: المِفْشَلة الكَبارِجة. والمَشافل جَمَاعَةٌ «3» قَالَ: والقِرْطالة الْكَبَارِجَةُ أَيضاً، وَقَالَ أَعرابي: المِشْفَلة الكَرِش. ابْنُ الأَعرابي: المِفشَل الَّذِي يَتَزَوَّجُ فِي الْغَرَائِبِ لِئَلَّا يَخْرُجَ الْوَلَدُ ضاوِياً، والمِفْشَل الهَوْدَج؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هُوَ الفِشْل وَهُوَ أَن يعلِّق ثَوْبًا عَلَى الْهَوْدَجِ ثُمَّ يُدْخِلَهُ فِيهِ وَيَشُدَّ أَطرافه إِلى الْقَوَاعِدِ، فَيَكُونَ وِقاية مِنْ رؤوس الأَحْناء والأَقْطاب وعُقَد العُصْمِ، وَهِيَ الْحِبَالُ، وَقِيلَ: الفِشْل سِتْرُ الْهَوْدَجِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الفِشْل شَيْءٌ مِنْ أَداة الْهَوْدَجِ تَجْعَلُهُ المرأَة تَحْتَهَا، وَالْجَمْعُ فُشُول؛ وَقَدِ افْتَشَلَت المرأَة فِشْلها وفَشَّلته وتَفَشَّلتْ. وتَفَشَّل الماءُ: سَالَ. وتَفَشَّل امرأَةً: تزوّجها. ابن
(3). قوله [والمشافل جماعة] هكذا في الأصل، ولعل فيه سقطاً، والأصل: وجمعها مَفَاشِل كالمشفلة والمشافل جماعة، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: وقال أعرابي إلخ فإنه ليس من هذه المادة. وعبارة القاموس في مادة شفل: المشفلة كمكنسة الكبارجة والكرش الجمع مشافل انتهى. أي فهما مترادفان المفرد كالمفرد في معنييه والجمع كالجمع
السِّكِّيتِ: يُقَالُ تَفَشَّلَ فُلَانٌ مِنْهُمُ امرأَة أَي تَزَوَّجَهَا. والفَيْشَلَة: الحَشَفة طرَف الذكَر، وَالْجَمْعُ الفَيْشَل والفَياشِل، وَقِيلَ: الفَيْشَلَة رأْس كُلِّ محوَّق، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَامُهَا زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي زَيْدَل وعَبْدَل وأُلالِكَ، وَقَدْ يُمْكِنُ أَن تَكُونَ فَيْشلة مِنْ غَيْرِ لَفْظِ فَيْشَة، فَتَكُونَ الْيَاءُ فِي فَيْشلة زَائِدَةً وَيَكُونَ وَزْنُهَا فَيْعَلة، لأَن زِيَادَةَ الْيَاءِ ثَانِيَةً أَكثر مِنْ زِيَادَةِ اللَّامِ، وَتَكُونَ الْيَاءُ فِي فَيْشَة عَيْنًا فَيَكُونَ اللَّفْظَانِ مُقْتَرِنَيْنِ والأَصْلان مُخْتَلِفَيْنِ، وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُهُمْ رَجُلٌ ضَيَّاط وضَيْطار؛ فأَما قَوْلُ جَرِيرٍ:
مَا كَانَ يُنكَرُ فِي نَدِيِّ مُجاشِعٍ
…
أَكْلُ الخَزِير، وَلَا ارتِضاعُ الفَيْشَل
فَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ فَيْشَلَة، وَهُوَ عَلَى الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إِلا بِالْهَاءِ. والفَيَاشِل: مَاءٌ لِبَني حُصَيْن، سُمِّيَ بِذَلِكَ لإِكامٍ حُمْرٍ عِنْدَهُ حَوْلَهُ يُقَالُ لَهَا الفَياشِل، قَالَ: أَظن ذَلِكَ تَشْبِيهًا لَهَا بالفَياشِل الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا؛ قَالَ القَتَّال الْكِلَابِيُّ:
فَلَا يَسْتَرِثْ أَهْلُ الفَيَاشِل غارَتي،
…
أَتَتْكم عِتاق الطيْر يحمِلْن أَنْسُرا
والفَيَاشِل: شجر.
فصل: اللَّيْثُ: الفَصْل بَوْنُ مَا بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. والفَصْل مِنَ الْجَسَدِ: مَوْضِعُ المَفْصِل، وَبَيْنَ كُلِّ فَصْلَيْن وَصْل؛ وأَنشد:
وَصْلًا وفَصْلًا وتَجْميعاً ومُفْتَرقاً،
…
فَتْقاً ورَتْقاً وتأْلِيفاً لإِنسان
ابْنُ سِيدَهْ: الفَصْل الحاجِز بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، فَصَلَ بَيْنَهُمَا يَفْصِل فَصْلًا فانْفَصَلَ، وفَصَلْت الشَّيْءَ فانْفَصَلَ أَي قَطَعْتُهُ فَانْقَطَعَ. والمَفْصِل: وَاحِدُ مَفاصِل الأَعضاء. والانْفِصَال: مطاوِع فصَل. والمَفْصِل: كُلُّ مُلْتَقَى عَظْمَيْنِ مِنَ الْجَسَدِ. وَفِي حَدِيثِ
النَّخَعِيِّ: فِي كُلِّ مَفْصِل مِنَ الإِنسان ثلُث دِيَة الإِصبع
؛ يُرِيدُ مَفْصِل الأَصابع وَهُوَ مَا بَيْنَ كُلِّ أَنْمُلَتين. والفاصِلة: الخَرزة الَّتِي تفصِل بَيْنَ الخَرزتين فِي النِّظام، وَقَدْ فَصَّلَ النَّظْمَ. وعِقْد مفصَّل أَي جُعِلَ بَيْنَ كُلِّ لُؤْلُؤَتَيْنِ خَرَزَةٌ. والفَصْل: الْقَضَاءُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَاسْمُ ذَلِكَ القَضاء الَّذِي يَفْصِل بَيْنَهُمَا فَيْصَل، وَهُوَ قَضَاءٌ فَيْصَل وفَاصِل. وَذَكَرَ الزَّجَّاجُ: أَن الفَاصِل صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عز وجل يفصِل الْقَضَاءِ بَيْنَ الْخَلْقِ. وَقَوْلُهُ عز وجل: هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ
؛ أَي هَذَا يَوْمٌ يفصَل فِيهِ بَيْنَ الْمُحْسِنِ وَالْمُسِيءِ وَيُجَازَى كُلٌّ بِعَمَلِهِ وَبِمَا يَتَفَضَّلُ اللَّهُ بِهِ عَلَى عَبْدِهِ الْمُسْلِمِ. وَيَوْمُ الفَصْل: هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، قَالَ اللَّهُ عز وجل: وَما أَدْراكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ
. وقَوْل فَصْل: حقٌّ لَيْسَ بِبَاطِلٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ
. وَفِي صِفَةِ
كَلَامِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: فَصْل لَا نَزْر وَلَا هَذْر
أَي بيِّن ظَاهِرٌ يفصِل بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ
؛ أَي فاصِل قاطِع، وَمِنْهُ يُقَالُ: فَصَلَ بَيْنَ الخَصْمين، والنَّزْر الْقَلِيلُ، والهَذْر الْكَثِيرُ. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَفَصْلَ الْخِطابِ
؛ قِيلَ: هُوَ الْبَيِّنَةُ عَلَى المدَّعي وَالْيَمِينُ عَلَى المدَّعى عَلَيْهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يفصِل بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ
؛ أَي يفصِل بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ
. وَفِي حَدِيثِ
وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: فمُرْنا
بأَمر فَصْل
أَي لَا رَجْعَةَ فِيهِ وَلَا مردَّ لَهُ. وفَصَلَ مِنَ النَّاحِيَةِ أَي خَرَجَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ فَصَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمَاتَ أَو قتِل فَهُوَ شَهِيدٌ
أَي خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ وَبَلَدِهِ. وفاصَلْت شَرِيكِي. وَالتَّفْصِيلُ: التَّبْيِينُ. وفَصَّل القَصَّاب الشاةَ أَي عَضَّاها. والفَيْصَل: الْحَاكِمُ، وَيُقَالُ الْقَضَاءُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَقَدْ فَصَلَ الْحُكْمَ. وَحُكْمٌ فاصِل وفَيْصَل: مَاضٍ، وَحُكُومَةٌ فَيْصَل كَذَلِكَ. وَطَعْنَةٌ فَيْصَل: تفصِل بَيْنَ القِرْنَيْن. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: كَانَتِ الفَيْصَل بَيْنِي وَبَيْنَهُ
أَي الْقَطِيعَةُ التَّامَّةَ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ جُبَيْرٍ: فَلَوْ عَلِمَ بِهَا لَكَانَتِ الفَيْصَل بَيْنِي وَبَيْنَهُ.
والفِصال: الفِطام؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً
؛ الْمَعْنَى ومَدى حَمْلِ المرأَة إِلى مُنْتَهَى الْوَقْتِ الَّذِي يُفْصَل فِيهِ الْوَلَدُ عَنْ رَضاعها ثَلَاثُونَ شَهْرًا؛ وفَصَلت المرأَة وَلَدَهَا أَي فطمَتْه. وفَصَل المولودَ عَنِ الرِّضَاعِ يَفْصِله فَصْلًا وفِصالًا وافْتَصَلَه: فَطَمه، وَالِاسْمُ الفِصال، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فَصَلته أُمُّه، وَلَمْ يَخُصَّ نَوْعًا. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا رَضاع بَعْدَ فِصال
، قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي بَعْدَ أَن يُفْصَل الْوَلَدُ عَنْ أُمِّه، وَبِهِ سُمِّي الفَصِيل مِنْ أَولاد الإِبل، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعول، وأَكثر مَا يُطْلَقُ فِي الإِبل، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ فِي الْبَقَرِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَصحاب الْغَارِ:
فَاشْتَرَيْتُ بِهِ فَصِيلًا مِنَ الْبَقَرِ
، وَفِي رِوَايَةٍ:
فَصِيلةً
، وَهُوَ مَا فُصِل عَنِ اللَّبَنِ مِنْ أَولاد الْبَقَرِ. والفَصِيل: وَلَدُ النَّاقَةِ إِذا فُصِل عَنْ أُمه، وَالْجَمْعُ فُصْلان وفِصال، فَمَنْ قَالَ فُصْلان فَعَلَى التَّسْمِيَةِ كَمَا قَالُوا حَرْثٌ وعبَّاس، قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا فِصْلان شَبَّهُوهُ بغُراب وغِرْبان، يَعْنِي أَن حكْم فَعِيل أَن يكسَّر عَلَى فُعْلان، بِالضَّمِّ، وَحُكْمَ فُعال أَن يكسَّر عَلَى فِعْلان، لَكِنَّهُمْ قَدْ أَدخلوا عَلَيْهِ فَعِيلًا لِمُسَاوَاتِهِ فِي العدَّة وَحُرُوفِ اللِّينِ، ومنْ قَالَ فِصال فَعَلَى الصِّفَةِ كقولهم الحرث والعبَّاس، والأُنثى فَصِيلة. ثَعْلَبٌ: الفَصِيلة الْقِطْعَةُ مِنْ أَعضاء الْجَسَدِ وَهِيَ دُونُ القَبيلة. وفَصِيلة الرَّجُلِ: عَشِيرته ورَهْطه الأَدْنَوْن، وَقِيلَ: أَقرب آبَائِهِ إِليه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَكَانَ يقال لعباس فَصِيلة النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الفَصِيلَة مِنْ أَقرب عَشِيرة الإِنسان، وأَصل الفَصِيلة قِطْعَةٌ مِنْ لَحْمِ الفخِذ؛ حَكَاهُ عَنِ الْهَرَوِيِّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ
. وَقَالَ اللَّيْثُ: الفَصِيلة فَخِذُ الرَّجُلِ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ هُوَ مِنْهُمْ، يُقَالُ: جاؤوا بفَصِيلَتهم أَي بأَجمعهم. والفَصْل: وَاحِدُ الفُصول. والفَاصِلة الَّتِي فِي الْحَدِيثِ:
مَنْ أَنفق نَفَقَةً فَاصِلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبِسَبْعِمِائَةٍ
، وَفِي رِوَايَةٍ
فَلَهُ مِنَ الأَجْر كَذَا
، تَفْسِيرُهَا فِي الْحَدِيثِ أَنها الَّتِي فَصَلَتْ بَيْنَ إِيمانه وَكُفْرِهِ، وَقِيلَ: يَقْطَعُهَا مِنْ مَالِهِ ويَفْصِل بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَالِ نَفْسِهِ. وفَصَلَ عَنْ بَلَدِ كَذَا يَفْصِلُ فُصُولًا؛ قَالَ أَبو ذؤَيب:
وَشِيكُ الفُصُول، بعيدُ الغُفُول،
…
إِلَّا مُشاحاً بِهِ أَو مُشِيحا
وَيُرْوَى: وَشِيك الفُضُول. وَيُقَالُ: فَصَل فُلَانٌ مِنْ عِنْدِي فُصُولًا إِذا خَرَجَ، وفَصَلَ مِنِّي إِليه كِتَابٌ إِذا نَفَذَ؛ قَالَ اللَّهُ عز وجل: وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ
؛ أَي خَرَجَتْ، فَفَصَلَ يَكُونُ لَازِمًا وَوَاقِعًا، وإِذا كَانَ وَاقِعًا فَمَصْدَرُهُ الفَصْل، وإِذا كَانَ لَازِمًا فَمَصْدَرُهُ الفُصُول.
والفَصِيل: حَائِطٌ دُونَ الحِصْن، وَفِي التَّهْذِيبِ: حَائِطٌ قَصِيرٌ دُونَ سُورِ الْمَدِينَةِ والحِصْن. وفَصَلَ الكَرْمُ: ظَهَرَ حبُّه صَغِيرًا أَمثال البُلْسُنِ. والفَصْلَة: النَّخْلَةُ المَنْقولة المحوَّلة وَقَدِ افْتَصَلَها عَنْ مَوْضِعِهَا؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَقَالَ هَجَرِيٌّ: خَيْرُ النَّخْلِ مَا حوِّل فَسِيلُهُ عَنْ مَنْبَتِهِ، والفَسِيلة المحوَّلة تُسَمَّى الفَصْلة، وَهِيَ الفَصْلات، وَقَدِ افْتَصَلْنَا فَصْلات كَثِيرَةً فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَي حوَّلناها. وَيُقَالُ: فَصَّلْت الوِشاح إِذا كَانَ نَظْمُهُ مُفَصَّلًا بأَن يَجْعَلَ بَيْنَ كُلِّ لُؤْلُؤَتَيْنِ مَرْجانة أَو شَذْرة أَو جَوْهَرَةً تَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ اثْنَتَيْنِ مِنْ لَوْنٍ وَاحِدٍ. وتَفْصيل الجَزور: تَعْضِيَتُه، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ تفصَّل أَعضاء. والمفاصِل: الْحِجَارَةُ الصُّلْبة المُتَراصِفة، وَقِيلَ: المَفاصِل مَا بَيْنَ الجَبلين، وَقِيلَ: هِيَ منفصَل الْجَبَلِ مِنَ الرمْلة يَكُونُ بَيْنَهَا رَضْراض وَحَصًى صِغار فيَصْفو مَاؤُهُ ويَرِقُّ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
مَطافِيلَ أَبكار حديثٍ نِتاجُها،
…
يُشاب بِمَاءٍ مِثْلِ مَاءِ المَفَاصِل
هُوَ جَمْعُ المَفْصِل، وأَراد صَفَاءَ الْمَاءِ لِانْحِدَارِهِ مِنَ الْجِبَالِ لَا يمرُّ بِتُرَابٍ وَلَا بِطِينٍ، وَقِيلَ: مَاءُ المَفاصِل هُنَا شَيْءٌ يَسِيلُ مِنْ بَيْنِ المَفْصِلين إِذا قُطِعَ أَحدهما مِنَ الْآخَرِ شَبِيهٌ بِالْمَاءِ الصَّافِي، وَاحِدُهَا مَفْصِل. التَّهْذِيبُ: المَفْصِل كُلُّ مَكَانٍ فِي الْجَبَلِ لَا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وأَنشد بَيْتَ الْهُذَلِيِّ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المَفْصِل مَفْرق مَا بَيْنَ الْجَبَلِ والسَّهْل، قَالَ: وَكُلُّ موضعٍ مَّا بَيْنَ جَبَلَيْنِ يَجْرِي فِيهِ الْمَاءُ فَهُوَ مَفْصِل. وَقَالَ أَبو الْعُمَيْثِلِ: المَفَاصِل صُدوع فِي الْجِبَالِ يَسِيلُ مِنْهَا الْمَاءُ، وإِنما يُقَالُ لِمَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ الشِّعب. وَفِي حَدِيثِ
أَنس: كَانَ عَلَى بَطْنِهِ فَصِيل مِنْ حَجَرٍ
أَي قِطْعَةٌ مِنْهُ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والمَفْصِل، بِفَتْحِ الْمِيمِ: اللِّسَانُ؛ قَالَ حَسَّانُ:
كِلْتاهما عَرق الزُّجاجة، فاسْقِني
…
بزُجاجة أَرْخاهما للمَفْصِل
وَيُرْوَى المِفْصَل، وَفِي الصِّحَاحِ: والمِفْصَل، بِالْكَسْرِ، اللِّسَانُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ بَيْتَ حَسَّانَ:
كِلْتَاهُمَا حَلَب العَصِير، فعاطِني
…
بزُجاجة أَرخاهما للمِفْصَل
والفَصْل: كلُّ عَرُوض بُنِيت عَلَى مَا لَا يَكُونُ فِي الحَشْو إِمَّا صِحَّةٌ وإِمَّا إِعلال كمَفاعِلن فِي الطَّوِيلِ، فإِنها فَصْل لأَنها قَدْ لَزِمَهَا مَا لَا يَلْزَمُ الحَشْو لأَن أَصلها إِنما هُوَ مَفاعيلن، وَمَفَاعِيلُنْ فِي الحَشْو عَلَى ثَلَاثَةِ أَوجه: مَفَاعِيلُنْ ومَفاعِلن ومفاعيلُ، والعَروض قَدْ لَزِمَهَا مَفاعِلن فَهِيَ فَصْل، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا لَزِمَهُ جِنْسٌ وَاحِدٌ لَا يَلْزَمُ الحَشْو، وَكَذَلِكَ فَعِلن فِي الْبَسِيطِ فَصْل أَيضاً؛ قَالَ أَبو إِسحاق: وَمَا أَقلّ غَيْرَ الفُصُول فِي الأَعارِيض، وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَن مُسْتَفْعِلُن فِي عَروض المُنْسَرِح فَصْل، وَكَذَلِكَ زَعَمَ الأَخفش؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَهُوَ كَمَا قَالَ لأَن مُسْتَفْعِلُنْ هُنَا لَا يَجُوزُ فِيهَا فَعَلَتُنْ فَهِيَ فَصْل إِذ لَزِمَهَا مَا لَا يَلْزَمُ الحَشْو، وإِنما سُمِّيَ فَصْلًا لأَنه النِّصْفُ مِنَ الْبَيْتِ. والفَاصِلة الصُّغْرَى مِنْ أَجزاء الْبَيْتِ: هِيَ السَّبَبَانِ الْمَقْرُونَانِ، وَهُوَ ثَلَاثُ مُتَحَرِّكَاتٍ بَعْدَهَا سَاكِنٌ نَحْوَ مُتَفا مِنْ مُتَفاعِلُن وَعَلَتُنْ مِنْ مُفَاعَلَتُنْ، فإِذا كَانَتْ أَربع حَرَكَاتٍ بَعْدَهَا سَاكِنٌ مِثْلُ فَعَلتن فَهِيَ الفاصِلة الكُبْرى، قَالَ: وإِنما بدأْنا بِالصُّغْرَى لأَنها أَبسط مِنَ الكُبْرى؛ الْخَلِيلُ: الفاصِلة فِي العَروض أَن يَجْتَمِعَ ثَلَاثَةُ أَحرف مُتَحَرِّكَةٍ وَالرَّابِعُ سَاكِنٌ مِثْلُ فَعَلَت، قَالَ:
فإِن اجْتَمَعَتْ أَربعة أَحرف مُتَحَرِّكَةٍ فَهِيَ الفاضِلة، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، مِثْلُ فعَلتن. قَالَ: والفَصل عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ بِمَنْزِلَةِ العِماد عِنْدَ الْكُوفِيِّينَ، كَقَوْلِهِ عز وجل: إِنْ كانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ؛ فَقَوْلُهُ هُوَ فَصْل وعِماد، ونُصِب الْحَقَّ لأَنه خَبَرُ كَانَ ودخلتْ هُوَ للفَصْل، وأَواخر الْآيَاتِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَواصِل بِمَنْزِلَةِ قَوافي الشِّعْرِ، جلَّ كِتَابِ اللَّهِ عز وجل، وَاحِدَتُهَا فاصِلة. وَقَوْلُهُ عز وجل: بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ
، لَهُ مَعْنَيَانِ: أَحدهما تَفْصِيل آياتِه بالفواصِل، وَالْمَعْنَى الثَّانِي فِي فَصَّلناه بيَّنَّاه. وَقَوْلُهُ عز وجل: آياتٍ مُفَصَّلاتٍ
، بَيْنَ كُلِّ آيَتَيْنِ فَصْل تَمْضِي هَذِهِ وتأْتي هَذِهِ، بَيْنَ كُلِّ آيَتَيْنِ مُهْلَةٌ، وَقِيلَ: مفصَّلات مبيَّنات، وَاللَّهُ أَعلم، وَسُمِّيَ المُفَصَّل مفَصَّلًا لقِصَر أَعداد سُوَرِه مِنَ الْآيِ. وفُصَيْلة: اسم.
فصعل: الفُصْعُل والفِصْعِل: اللَّئِيمُ. الأَزهري: الفُصْعُل العَقْرَب؛ وأَنشد:
وَمَا عَسَى يَبْلُغُ لَسْبُ الفُصْعُل
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّغِيرُ مِنْ وَلَدِ العَقارب. ابْنُ الأَعرابي: مِنْ أَسماء الْعَقْرَبِ الفُصْعُل، بِضَمِّ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ، والفُرْضُخ والفِرْضِخُ مِثْلُهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ يُوصَفُ بِهِ الرَّجُلُ اللَّئِيمُ الَّذِي فِيهِ شرٌّ؛ وأَنشد:
قَامَةُ الفُصْعُل الضَّئِيل، وكفٌّ
…
خِنْصَرَاها كُذَيْنِقَا قَصَّار
فَهَذَا يُمْكِنُ أَن يُرِيدَ الْعَقْرَبَ؛ وَقَالَ آخَرُ:
سأَلَ الولِيدة: هل سَقَتْني بعدَ ما
…
شَرِب المُرِضَّة فُصْعُل حَدَّ الضُّحَى؟
فضل: الفَضْل والفَضِيلة مَعْرُوفٌ: ضدُّ النَّقْص والنَّقِيصة، وَالْجَمْعُ فُضُول؛ وَرُوِيَ بَيْتُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
وَشِيكُ الفُصُول بَعِيدُ الغُفُول
رُوِيَ: وَشِيك الفُضُول، مَكَانَ الفُصُول، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ فصل، بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ. وَقَدْ فَضَلَ يَفْضُلُ «1» وَهُوَ فاضِل. وَرَجُلٌ فَضَّال ومُفَضَّل: كَثِيرُ الفَضْل. والفَضِيلة: الدَّرَجة الرَّفِيعَةُ فِي الفَضْل، والفَاضِلَة الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ. والفِضَال والتَّفاضُل: التَّمازِي فِي الفَضْل. وفَضَّله: مَزَّاه. والتَّفاضُل بَيْنَ الْقَوْمِ: أَن يَكُونَ بَعْضُهُمْ أَفضَل مِنْ بَعْضٍ. وَرَجُلٌ فاضِل: ذُو فَضْل. وَرَجُلٌ مَفْضول: قَدْ فَضَله غَيْرُهُ. وَيُقَالُ: فَضَلَ فُلَانٌ عَلَى غَيْرِهِ إِذا غَلَبَ بالفَضْل عَلَيْهِمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا
، قِيلَ: تأْويله أَن اللَّهَ فضَّلهم بِالتَّمْيِيزِ، وَقَالَ: عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا، وَلَمْ يَقُلْ عَلَى كُلٍّ لأَن اللَّهَ تَعَالَى فَضَّل الملائكة فقال: لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ
، وَلَكِنَّ ابْنَ آدَمَ مُفَضَّل عَلَى سَائِرِ الْحَيَوَانِ الَّذِي لَا يَعْقِلُ، وَقِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: إِن فَضِيلة ابْنِ آدَمَ أَنه يَمْشِي قَائِمًا وأَن الدَّواب والإِبل وَالْحَمِيرَ وَمَا أَشبهها تَمْشِي منكَبَّة، وَابْنُ آدَمَ يَتَنَاوَلُ الطَّعَامَ بِيَدَيْهِ وَسَائِرُ الْحَيَوَانِ يَتَنَاوَلُهُ بِفِيه. وفاضَلَني ففَضَلْته أَفْضُلُه فَضْلًا: غَلَبَتْهُ بالفَضْل، وَكُنْتُ أَفضَل مِنْهُ. وتَفَضَّل عَلَيْهِ: تَمَزَّى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ
؛ مَعْنَاهُ يُرِيدُ أَن يَكُونَ لَهُ الفَضْل عَلَيْكُمْ فِي القَدْر وَالْمَنْزِلَةِ، وَلَيْسَ مِنَ التفضُّل الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى الإِفْضال والتطوُّل. الْجَوْهَرِيُّ: المتفضِّل الَّذِي يدَّعي الفَضْل عَلَى أَقرانه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ
. وفَضَّلته عَلَى غَيْرِهِ تَفْضِيلًا إِذا حكَمْتَ لَهُ بِذَلِكَ أَو صيَّرته كذلك.
(1). قوله [وقد فَضَلَ يَفْضُلُ] عبارة القاموس: وقد فَضلَ كنصر وعلم، وأما فَضِلَ كعلم يَفْضُلُ كينصر فمركبة منهما
وأَفْضَل عَلَيْهِ: زَادَ؛ قَالَ ذُو الإِصبع:
لَاهِ ابنُ عَمِّك، لَا أَفْضَلْتَ فِي حَسَب
…
عَنِّي، وَلَا أَنتَ دَيّاني فتَخْزُوني
الدَّيَّان هُنَا: الَّذِي يَلي أَمْرَك ويَسُوسُك، وأَراد فتخزُوَني فأَسكن لِلْقَافِيَّةِ لأَن الْقَصِيدَةَ كُلَّهَا مُرْدَفة؛ وَقَالَ أَوس بْنُ حَجَر يَصِفُ قَوْسًا:
كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لَا دُونَ مِلْئِها،
…
وَلَا عَجْسُها عَنْ مَوضِع الكَفِّ أَفْضَلا
والفَواضِل: الأَيادي الْجَمِيلَةُ. وأَفْضَلَ الرَّجُلُ عَلَى فُلَانٍ وتَفَضَّلَ بِمَعْنَى إِذا أَناله مِنْ فَضْلِهِ وأَحسن إِليه. والإِفْضال: الإِحسان. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ أَبي الزِّنَادِ: إِذا عَزَب المالُ قلَّت فَواضِلُه
أَي إِذا بعُدت الضَّيْعة قلَّ الرِّفْق مِنْهَا لِصَاحِبِهَا، وَكَذَلِكَ الإِبلُ إِذا عَزبت قلَّ انْتِفَاعُ رَبِّهَا بدَرِّها؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
سأَبْغِيكَ مَالًا بِالْمَدِينَةِ، إِنَّني
…
أَرَى عازِب الأَموال قلَّتْ فَوَاضِله
والتَّفَضُّل: التَّطوُّل عَلَى غَيْرِكَ. وتَفَضَّلْت عَلَيْهِ وأَفْضَلْتُ: تطوَّلت. وَرَجُلٌ مِفْضَال: كَثِيرُ الفَضْل وَالْخَيْرِ وَالْمَعْرُوفِ. وامرأَة مِفْضَالَة عَلَى قَوْمِهَا إِذا كَانَتْ ذَاتَ فَضْل سَمْحة. وَيُقَالُ: فَضَلَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذا غَلَبَ عَلَيْهِ. وفَضَلْت الرَّجُلَ: غَلَبْتُهُ؛ وأَنشد:
شِمَالُك تَفْضُل الأَيْمان، إِلَّا
…
يمينَ أَبيك، نائلُها الغَزِيرُ
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ مَنْ كَانَ ذَا فَضْل فِي دِينِهِ فَضَّلَه اللَّهُ فِي الثَّوَابِ وفَضَّلَه فِي الْمَنْزِلَةِ فِي الدُّنيا بالدِّين كَمَا فضَّل أَصحاب سَيِّدِنَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم. والفَضْل والفَضْلة: البقيَّة مِنَ الشَّيْءِ. وأَفْضَلَ فُلَانٌ مِنَ الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ إِذا تَرَكَ مِنْهُ شَيْئًا. ابْنُ السِّكِّيتِ: فَضِلَ الشيءُ يَفْضَلُ وفَضَلَ يَفْضُلُ، قَالَ: وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فَضِلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَلِيلٌ، فإِذا قَالُوا يَفْضُلُ، ضَمُّوا الضَّادَ فأَعادوها إِلى الأَصل، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ حَرْفٌ مِنَ السَّالِمِ يُشْبه هَذَا، قَالَ: وَزَعَمَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ أَنه يُقَالُ حَضِرَ القاضيَ امرأَة ثُمَّ يَقُولُونَ تَحْضُر. الْجَوْهَرِيُّ: أَفْضَلْت مِنْهُ الشَّيْءَ واسْتَفْضَلْته بِمَعْنًى؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ للحرث بْنِ وَعْلَةَ:
فلمَّا أَبَى أَرْسَلْت فَضْلة ثوبِه
…
إِليه، فَلَمْ يَرْجِع بحِلْم وَلَا عَزْم
مَعْنَاهُ أَقلعت عَنْ لَومه وتركتُه كأَنه كَانَ يُمْسِكُ حِينَئِذٍ بفَضْلة ثَوْبِهِ، فَلَمَّا أَبى أَن يَقْبَلَ مِنْهُ أَرسل فَضْلَةَ ثَوْبِهِ إِليه فخلَّاه وشأْنه، وَقَدْ أَفْضَل فَضْلَة؛ قَالَ:
كِلا قادِمَيْها تُفْضِل الكَفُّ نِصْفَه،
…
كَجِيدِ الحُبارَى رِيشُهُ قَدْ تَزَلَّعا
وفَضَلَ الشيءُ يَفْضُلُ: مِثَالُ دخَل يدخُل، وفَضِلَ يَفْضَلُ كحذِر يحذَر، وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْهُمَا فَضِلَ، بِالْكَسْرِ، يَفْضُلُ، بِالضَّمِّ، وَهُوَ شَاذٍّ لَا نَظِيرَ لَهُ، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ نَادِرٌ جَعَلَهَا سِيبَوَيْهِ كَمِتَّ تَمُوتُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ هَذَا عِنْدَ أَصحابنا إِنما يَجِيءُ عَلَى لُغَتَيْنِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ نَعِمَ يَنْعُم ومِتَّ تَموت وكِدْت تَكُود. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فَضِلَ يَفْضَلُ كحَسِب يَحْسَب نَادِرٌ كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عِنْدَ قَوْلِ الْجَوْهَرِيِّ: كِدْت تَكُود، قَالَ: الْمَعْرُوفُ كِدْت تَكاد. والفَضِيلَة والفُضَالَة: مَا فَضَل مِنَ الشَّيْءِ. وَفِي
الْحَدِيثِ:
فَضْلُ الإِزار فِي النَّارِ
؛ هُوَ مَا يجرُّه الإِنسان مِنْ إِزاره عَلَى الأَرض عَلَى مَعْنَى الخُيَلاء والكِبْر. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّارة فُضْلًا
أَي زِيَادَةً عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُرَتَّبِينَ مَعَ الْخَلَائِقِ، وَيُرْوَى بِسُكُونِ الضَّادِ وَضَمِّهَا، قَالَ بَعْضُهُمْ: وَالسُّكُونُ أَكثر وأَصوب، وَهُمَا مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الفَضْلة وَالزِّيَادَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن اسْمَ دِرْعه، عليه السلام، كَانَ ذَاتَ الفُضُول
، وَقِيلَ: ذُو الفُضُول لفَضْلة كَانَ فِيهَا وسَعة. وفَوَاضِل الْمَالِ: مَا يأْتيك مِنْ مَرافقه وغَلَّته. وفُضُول الْغَنَائِمِ: مَا فَضَل مِنْهَا حِينَ تُقْسَم؛ وقال ابن عَثْمة:
لَكَ المِرْباعُ مِنْهَا والصَّفَايا،
…
وحُكْمُك والنَّشيطَةُ والفُضُول
وفَضَلات الْمَاءِ: بَقَايَاهُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لبقيَّة الْمَاءِ فِي المَزادة فَضْلة، ولبَقيَّة الشَّرَابِ فِي الإِناء فَضْلة، وَمِنْهُ قَوْلِ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدَةَ: والفَضْلَتين. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا يُمْنَعُ فَضْل
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَن يَسْقِيَ الرَّجُلُ أَرضه ثُمَّ تَبْقَى مِنَ الْمَاءِ بقيَّة لَا يَحْتَاجُ إِليها فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَن يَبِيعَهَا وَلَا يَمْنَعَ مِنْهَا أَحداً يَنْتَفِعُ بِهَا، هَذَا إِذا لَمْ يَكُنِ الْمَاءُ ملْكه، أَو عَلَى قَوْلِ مَنْ يَرَى أَن الْمَاءَ لَا يملَك، وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى:
لَا يَمْنَعُ فَضْل الْمَاءِ لِيَمْنَعَ بِهِ الكَلأَ
؛ هُوَ نَفْع الْبِئْرِ المُباحة، أَي لَيْسَ لأَحد أَن يَغْلِبَ عَلَيْهِ وَيَمْنَعَ النَّاسَ مِنْهُ حَتَّى يَحُوزَهُ فِي إِناء وَيَمْلِكَهُ. والفَضْلة: الثِّيَابُ الَّتِي تُبْتَذَلُ لِلنَّوْمِ لأَنها فَضلت عَنْ ثِيَابِ التصرُّف. والتَفَضُّل: التوشُّح، وأَن يُخَالِفَ اللَّابِسُ بَيْنَ أَطراف ثَوْبِهِ عَلَى عاتِقِه. وَثَوْبٌ فُضُل وَرَجُلٌ فُضُل: متفضِّل فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
يَتْبَعها تِرْعِيَّة جافٍ فُضُل،
…
إِنْ رَتَعَتْ صَلَّى، وإِلَّا لَمْ يُصَل
وَكَذَلِكَ الأُنثى فُضُل؛ قَالَ الأَعشى:
ومُسْتَجِيبٍ تَخال الصَّنْجَ يَسْمَعُه،
…
إِذا تُرَدّدُ فِيهِ القَيْنَةُ الفُضُلُ
وإِنها لحسَنة الفِضْلة مِنَ التفضُّل فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، وَفُلَانٌ حسَن الفِضْلة مِنْ ذَلِكَ. وَرَجُلٌ فُضُل، بِالضَّمِّ، مِثْلُ جنُب ومُتَفَضِّل، وامرأَة فُضُل مِثْلُ جُنُب أَيضاً، ومُتَفَضِّلة، وَعَلَيْهَا ثوب فُضُل: وهو أَن تُخَالِفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهَا وتتوشَّح بِهِ؛ وأَنشد أَبيات الرَّاعِي:
يَسُوقها تِرْعِيَّة جافٍ فُضُل
الأَصمعي: امرأَة فُضُل فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ. اللَّيْثُ: الفِضَال الثَّوْبُ الْوَاحِدُ يتفضَّل بِهِ الرَّجُلُ يَلْبَسُهُ فِي بَيْتِهِ:
وأَلقِ فِضالَ الوَهْن عَنْهُ بوَثْبَةٍ
…
حَواريَّةٍ، قَدْ طَالَ هَذَا التَّفَضُّل
وإِنه لحسَن الفِضْلة؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ، مِثْلُ الجِلْسة والرِّكْبة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الْهُذَلِيِّ:
مَشْيَ الهَلُوكِ عَلَيْهِ الخَيْعَل الفُضُل
الْجَوْهَرِيُّ: تَفَضَّلَت المرأَة فِي بَيْتِهَا إِذا كَانَتْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ كالخَيْعَل وَنَحْوِهِ. وَفِي حَدِيثِ
امرأَة أَبي حُذَيْفَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِن سَالِمًا مَوْلَى أَبي حُذَيْفَةَ يَرَانِي فُضُلًا
أَي مُتَبَذِّلَةً فِي ثِيَابِ مَهْنَتي. يُقَالُ: تفضَّلت المرأَة إِذا لَبِسَتْ ثِيَابَ مَهْنَتِها [مِهْنَتِها] أَو كَانَتْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَهِيَ فُضُل والرجُلُ فُضُل أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ
الْمُغِيرَةِ فِي صِفة امرأَة فُضُل: صَبَأَتْ كأَنها بُغاثٌ
، وَقِيلَ: أَراد أَنها مُختالة تُفْضِل مِنْ ذَيْلِهَا. والمِفْضَل والمِفْضَلة، بِكَسْرِ الْمِيمِ: الثَّوْبُ الَّذِي تتفضَّل فِيهِ المرأَة. والفَضْلة: اسْمٌ لِلْخَمْرِ؛ ذَكَرَهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ أَسماء الْخَمْرِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الفَضْلة مَا يَلْحَقُ مِنَ الخَمْر بَعْدَ القِدَم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما سُمِّيَتْ فَضْلة لأَن صَمِيمها هُوَ الَّذِي بَقِيَ وفَضَل؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فَمَا فَضْلة مِنْ أَذْرِعات هَوَتْ بِهَا
…
مُذكَّرَة عُنْسٌ، كَهادِية الضَّحْل
وَالْجَمْعُ فَضَلات وفِضَال؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
فِي فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ،
…
عِنْدَ الفِضَال قديمُهم لَمْ يَدْثُرِ
قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْخَمْرَ فِضَالًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
والشَّارِبُون، إِذا الذَّوارِعُ أُغْلِيَتْ،
…
صَفْوَ الفِضالِ بِطارِفٍ وتِلادِ
وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:
شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعان حِلْفاً لَوْ دُعِيت إِلى مِثْلِهِ فِي الإِسلام لأَجَبْت
؛ يَعْنِي حِلْف الفُضُول، سُمِّيَ بِهِ تَشْبِيهًا بحلْف كَانَ قَدِيمًا بِمَكَّةَ أَيّام جُرْهُم عَلَى التَّنَاصُفِ والأَخذ لِلضَّعِيفِ مِنَ القويِّ، وَالْغَرِيبِ مِنَ القاطِن، وَسُمِّيَ حِلْف الفُضُول لأَنه قَامَ بِهِ رِجَالٌ مِنْ جُرْهُم كُلُّهُمْ يُسَمَّى الفَضْل: الفَضْل بن الحرث، والفَضْل بْنُ وَدَاعة، والفَضْل بْنُ فَضَالة، فَقِيلَ حِلْف الفُضُول جَمْعًا لأَسماء هَؤُلَاءِ كَمَا يُقَالُ سَعْد وسُعود، وَكَانَ عقَده المُطَيَّبون وَهُمْ خَمْس قَبَائِلَ، وَقَدْ ذُكِرَ مُسْتَوْفًى فِي تَرْجَمَةِ حلف. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للخيَّاط القَرارِيُّ والفُضُولِيُّ. والفَضْل وفَضِيلة: اسْمَانِ. وفُضَيْلة: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ:
لَا تذْكُرا عِنْدِي فُضَيْلة، إِنها
…
مَتَى مَا يراجعْ ذِكْرها القَلْب يَجْهَلِ
وفُضَالة: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سَلْمَى بْنُ الْمُقْعَدِ الْهُذَلِيُّ:
عليكَ ذَوِي فَضَالة فاتَّبِعْهم،
…
وذَرْني إِن قُرْبي غَيْرُ مُخْلي
فطحل: الفِطَحْل، عَلَى وَزْنِ الهِزَبْر: دَهْرٌ لَمْ يخلَق النَّاسُ فِيهِ بَعْدُ، وزمنُ الفِطَحْل زَمَنُ نُوحٍ النَّبِيِّ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ وَسُئِلَ رُؤْبَةُ عَنْ قَوْلِهِ زَمَنَ الفِطَحْل فَقَالَ: أَيام كَانَتِ الْحِجَارَةُ فِيهِ رِطاباً، رُوِيَ أَن رُؤْبَةَ بْنَ الْعَجَّاجِ نَزَلَ مَاءً مِنَ الْمِيَاهِ فأَراد أَن يتزوَّج امرأَة فَقَالَتْ لَهُ المرأَة: مَا سِنُّك مَا مالُك مَا كَذَا؟ فأَنشأَ يَقُولُ:
لمَّا ازْدَرتْ نَقْدِي وقلَّت إِبلي
…
تأَلَّقَتْ، واتَّصَلتْ بعُكْل
تَسْأَلُني عَنِ السِّنِين كَمْ لِي؟
…
فَقُلْتُ: لَوْ عَمَّرْتُ عمرَ الحِسْل،
أَو عُمْرَ نُوحٍ زمنَ الفِطَحْل،
…
والصَّخْر مُبْتَلٌّ كطِين الوَحْل،
أَو أَنَّني أُوتِيتُ عِلْم الحُكْل،
…
عِلْمَ سُلَيْمَانَ كلامَ النَّمْل،
كنتُ رَهِين هَرَم أَو قَتْل
وَقَالَ بَعْضُهُمْ:
زَمَن الفِطَحْل إِذ السَّلام رِطاب
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُقَالُ أَتيتك عَامَ الفِطَحْل والهِدَمْلة يَعْنِي زمَن الخِصْب والرِّيفِ.
الْجَوْهَرِيُّ: فَطْحَل، بِفَتْحِ الْفَاءِ، اسْمُ رَجُلٍ؛ وَقَالَ:
تَبَاعَد مِنِّي فَطْحَلٌ إِذْ رأَيتُه
…
أَمينَ، فَزَادَ اللَّهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدَا «2»
. والفِطَحْل: السَّيْل. وجملٌ فِطَحْل: ضخْم مِثْلُ السِّبَحْل؛ قاله الفراء.
فعل: الفِعل: كِنَايَةٌ عَنْ كُلِّ عَمَلٍ متعدٍّ أَو غَيْرِ متعدٍّ، فَعَلَ يَفْعَلُ فَعْلًا وفِعْلًا، فَالِاسْمُ مَكْسُورٌ وَالْمَصْدَرُ مَفْتُوحٌ، وفَعَلَه وَبِهِ، وَالِاسْمُ الفِعْل، وَالْجَمْعُ الفِعَال مِثْلُ قِدْح وقِداح وبِئر وبِئار، وَقِيلَ: فَعَلَه يَفْعَلُه فِعْلًا مَصْدَرٌ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلا سَحَره يَسْحَره سِحْراً، وَقَدْ جَاءَ خَدَع يَخْدَع خَدْعاً وخِدْعاً، وصَرَع صَرْعاً وصِرْعاً، والفَعْل بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ فَعَل يَفْعَل، وَقَدْ قرأَ بعضهم:
وأَوحينا إِليهم فَعْلَ الْخَيْرَاتِ
، وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ مُوسَى، عليه السلام: وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ
؛ أَراد الْمَرَّةَ الْوَاحِدَةَ كأَنه قَالَ قَتَلْت النَّفْسَ قَتْلَتَك، وقرأَ
الشَّعْبِيُّ فِعْلَتَك
، بِكَسْرِ الْفَاءِ، عَلَى مَعْنَى وقَتَلْت القِتْلة الَّتِي قَدْ عَرَفْتَهَا لأَنه قَتَله بوَكْزة؛ هَذَا عَنِ الزَّجَّاجِ، قَالَ: والأَول أَجود. والفَعَال أَيضاً مَصْدَرٌ مِثْلُ ذَهَب ذَهاباً، والفَعال، بِالْفَتْحِ: الْكَرَمُ؛ قَالَ هُدْبَةُ:
ضَرُوب بلَحْيَيْه عَلَى عَظْم زَوْرِه،
…
إِذا الْقَوْمُ هَشُّوا للفَعال تَقَنَّعا
قَالَ اللَّيْثُ: والفَعال اسْمٌ للفِعْل الْحَسَنِ مِنَ الْجُودِ والكرَم وَنَحْوِهِ. ابْنُ الأَعرابي: والفَعال فِعْل الْوَاحِدِ خَاصَّةً فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. يُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ الفَعال وَفُلَانٌ لَئِيمُ الفَعال، قَالَ: والفِعال، بِكَسْرِ الْفَاءِ، إِذا كَانَ الْفِعْلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ وَلَا أَدري لمَ قَصَر الليثُ الفَعال عَلَى الحسَن دُونَ الْقَبِيحِ، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: الفَعال يَكُونُ فِي المدْح والذمِّ، قَالَ: وَهُوَ مُخَلَّص لِفَاعِلٍ وَاحِدٍ، فإِذا كَانَ مِنْ فاعِلَين فَهُوَ فِعال، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الْجَيِّدُ. وَكَانَتْ مِنْهُ فَعْلة حَسَنَةٌ أَو قَبِيحَةٌ، والفَعَلَة صِفَةٌ غالِبة عَلَى عَمَلةِ الطِّينِ وَالْحُفَرِ وَنَحْوِهِمَا لأَنهم يَفْعَلون؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: والنَّجَّار يُقَالُ لَهُ فَاعِلٌ. قَالَ النَّحْوِيُّونَ: الْمَفْعُولَاتُ عَلَى وُجوه فِي بَابِ النَّحْوِ: فَمَفْعُولٌ بِهِ كَقَوْلِكَ أَكرمت زَيْدًا وأَعَنْت عَمْرًا وَمَا أَشبهه، وَمَفْعُولٌ لَهُ كَقَوْلِكَ فَعَلْت ذَلِكَ حِذارَ غَضَبِكَ، وَيُسَمَّى هَذَا مَفْعُولًا مِنْ أَجلٍ أَيضاً، وَمَفْعُولٌ فِيهِ وَهُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحدهما الْحَالُ، وَالْآخَرُ فِي الظُّرُوفِ، فأَما الظَّرْف فَكَقَوْلِكَ نِمْت البيتَ وَفِي الْبَيْتِ، وأَما الْحَالُ فَكَقَوْلِكَ ضَرَبَ فُلَانٌ رَاكِبًا أَي فِي حَالِ رُكوبه، وَمَفْعُولٌ عَلَيْهِ كَقَوْلِكَ عَلَوْت السطحَ ورَقِيت الدرَجة، وَمَفْعُولٌ بِلَا صِلةٍ وَهُوَ الْمَصْدَرُ وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي الْفِعْلِ اللَّازِمِ وَالْوَاقِعِ كَقَوْلِكَ حَفِظْت حِفْظاً وفَهِمْت فَهْماً، وَاللَّازِمُ كَقَوْلِكَ انْكَسَرَ انْكِسَارًا، وَالْعَرَبُ تشتقُّ مِنَ الفعْل المُثُلَ للأَبنية الَّتِي جَاءَتْ عَنِ الْعَرَبِ مِثْلُ فُعَالة وفَعُولة وأُفْعُول ومِفْعِيل وفِعْليل وفُعْلول وفِعْوَلَّ وفِعَّل وفُعُلّ وفُعْلة ومُفْعَنْلِل وفَعِيل وفِعْيَل. وَكَنَّى ابْنُ جِنِّي بالتَّفْعِيل عَنْ تَقْطِيع الْبَيْتِ الشعريِّ لأَنه إِنما يَزِنه بأَجزاء مادَّتها كلها [ف ع ل] كَقَوْلِكَ فَعُولُنْ مَفاعِيلُنْ وفاعِلاتن فاعِلن ومُسْتَفْعِلن فاعِلن وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ ضُروب مقطَّعات الشِّعْرِ؛ وفاعِليَّان: مِثَالٌ صِيغَ لِبَعْضِ ضُروب مربَّعِ الرَّمَل كَقَوْلِهِ:
يَا خليليَّ ارْبَعا، فاسْتَنْطِقا
…
رَسْماً بِعُسْفان
فَقَوْلُهُ مَنْ بِعُسْفانْ فاعِليَّان.
(2). ورد هذا البيت في كلمة فحطل مختلفة روايته عما هي عليه هنا
وَيُقَالُ: شِعْرٌ مُفْتَعَل إِذا ابتَدعه قَائِلُهُ وَلَمْ يَحْذُه عَلَى مِثالٍ تَقدَّمه فِيهِ مَنْ قَبْلَه، وَكَانَ يُقَالُ: أَعذب الأَغاني مَا افتُعِل وأَظرَفُ الشِّعْرِ مَا افتُعِل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
غَرائِبُ قَدْ عُرِفْن بكلِّ أُفْقٍ،
…
مِنَ الْآفَاقِ، تُفْتَعَل افْتِعالا
أَي يبتدَع بِهَا غِناء بَدِيعٌ وَصَوْتٌ محدَث. وَيُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ يسوَّى عَلَى غَيْرِ مِثال تقدَّمه: مُفْتَعَل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٌ:
فرَمَيْت الْقَوْمَ رَشْقاً صائِباً،
…
لَيْسَ بالعُصْل وَلَا بالمُفْتَعَل
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ مُؤتون. وفِعال الفَأْس والقَدُوم والمِطْرَقة: نِصابها؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
وتَهْوِي، إِذا العِيسُ العِتاق تَفاضَلَتْ،
…
هُوِيَّ قَدُومِ القَيْن حَالَ فِعالها
يَعْنِي نِصابَها وَهُوَ العَمُود الَّذِي يُجْعَلُ فِي خُرْتِها يعمَل بِهِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
أَتَتْه، وَهِيَ جانِحة يَدَاهَا
…
جُنوحَ الهِبْرقِيِّ عَلَى الفِعال
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الفَعال مَفْتُوحٌ أَبداً إِلَّا الفِعال لِخَشَبَةِ الفأْس فإِنها مَكْسُورَةُ الْفَاءِ، يُقَالُ: يَا بابوسُ أَوْلِج الفِعال فِي خُرْت الحَدَثان، والحَدَثان الفَأْس الَّتِي لَهَا رأْس وَاحِدَةٌ. والفِعال أَيضاً: مَصْدَرُ فاعَل. والفَعِلة: الْعَادَةُ. والفَعْل: كِنَايَةٌ عَنْ حَياء النَّاقَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الإِناث. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُئِلَ الدُّبَيْريُّ عَنْ جُرْحه فَقَالَ أَرَّقَني وَجَاءَ بالمُفْتَعَل أَي جَاءَ بأَمر عَظِيمٍ، قِيلَ لَهُ: أَتَقولُه فِي كُلِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: نَعَمْ أَقول جَاءَ مالُ فُلَانٍ بالمُفْتَعَل، وَجَاءَ بالمُفْتَعَل مِنَ الخطإِ، وَيُقَالُ: عَذَّبني وجَع أَسْهرَني فَجَاءَ بالمُفْتَعَل إِذا عَانَى مِنْهُ أَلماً لَمْ يعهَد مِثْلَهُ فِيمَا مَضَى لَهُ. ابْنُ الأَعرابي: افْتَعَلَ فُلَانٌ حَدِيثًا إِذا اخْتَرقه؛ وأَنشد:
ذكْر شيءٍ، يَا سُلَيْمى، قَدْ مَضى،
…
وَوُشاة ينطِقون المُفْتَعَل
وافْتَعل عَلَيْهِ كَذِبًا وزُوراً أَي اختلَق. وفَعَلْت الشَّيْءَ فانْفَعَل: كَقَوْلِكَ كسَرْته فانكسَر. وفَعالِ: قَدْ جَاءَ بِمَعْنَى افْعَلْ وَجَاءَ بِمَعْنَى فاعِلة، بِكَسْرِ اللَّامِ.
فقل: النَّضْرُ فِي كِتَابِ الزّرْع: الفَقْل التَّذْرِية فِي لُغَةِ أَهل الْيَمَنِ، يُقَالُ: فَقَلُوا مَا دِيسَ مِنْ كُدْسِهم وَهُوَ رَفْعُ الدِّقِّ بالمِفْقَلة، وَهِيَ الحِفْراة، ثُمَّ نَثْرُه. وَيُقَالُ: كَانَتْ أَرضُهم العامَ كَثِيرَةَ الفَقْل أَي الريْع، وَقَدْ أَفْقَلَت أَرضُهم إِفْقالًا؛ والدِّقُّ: مَا قَدْ دِيسَ وَلَمْ يُذْرَ، قَالَ: وهذا الحرف غريب.
فقحل: فَقْحَل الرجلُ إِذا أَسرع الغَضبَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ. الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ فُقْحُل سريع الغضب.
فكل: الأَفْكَلُ، عَلَى أَفْعَل: الرِّعْدة، وَلَا يُبْنَى مِنْهُ فِعْل. التَّهْذِيبُ عَنِ اللَّيْثِ وَغَيْرِهِ: الأَفْكَل رِعْدة تَعْلُو الإِنسان وَلَا فِعْلَ لَهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
بعَيْشكِ هَاتِي فغَنِّي لَنَا،
…
فإِن نَداماك لَمْ يَنْهَلُوا
فَباتَتْ تُغَني بغِرْبالها
…
غِناءً رُويداً، لَهُ أَفْكَلُ
وَقَالَ الأَخطل:
لَها بَعْدَ إِسْآدٍ مِراحٌ وأَفْكَل
ابْنُ الأَعرابي: افْتَكَلَ فُلَانٌ فِي فِعْله افْتِكَالًا واحْتَفَل احْتِفالًا بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: أَخذ فُلَانًا أَفْكَل إِذا أَخذته رِعْدة فَارْتَعَدَ مِنْ بَرْد أَو خَوْف، وَهُوَ ينصرِف، فإِن سمَّيت بِهِ رَجُلًا لَمْ تَصْرِفْهُ فِي الْمَعْرِفَةِ لِلتَّعْرِيفِ وَوَزْنِ الفِعْل وَصَرَفْتَهُ فِي النَّكِرَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ
: أَوحى اللَّهُ تَعَالَى إِلى الْبَحْرِ إِنّ مُوسَى يَضْرِبُكَ فأَطِعْه فَبَاتَ وَلَهُ أَفْكَل
أَي رِعْدة، وَهِيَ تَكُونُ مِنَ البَرْد أَو الْخَوْفِ، وَهَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَائِشَةَ، رضي الله عنها: فأَخذني أَفْكَل وَارْتَعَدَتْ مِنْ شِدَّةِ الغَيْرة.
والأَفْكَل: اسْمُ الأَفْوَه الأَوْديّ لرِعْدة كَانَتْ فِيهِ. والأَفْكَل: أَبو بَطْنٍ مِنَ الْعَرَبِ يُقَالُ لِبَنِيهِ الأَفَاكِل. وأَفْكَل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَفوه:
تمنَّى الحِماسُ أَن تزورَ بلادَنا،
…
وتُدْرِك ثأْراً مَنْ رَغانا بِأَفْكَل «3» .
فلل: الفَلُّ: الثَّلْم فِي السَّيْفِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الثَّلْم فِي أَيّ شَيْءٍ كَانَ، فَلَّه يَفُلُّه فَلًّا وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغْفال:
لَوْ تنطِح الكُنادِرَ العُضُلَّا،
…
فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلَّا
وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْع: شَجَّكِ أَو فَلَّكِ أَو جَمَع كُلًّا لَكِ، الفلُّ: الْكَسْرُ وَالضَّرْبُ، تَقُولُ: إِنها مَعَهُ بَيْنَ شَجِّ رأْس أَو كَسْرِ عُضو أَو جَمْعٍ بَيْنَهُمَا، وَقِيلَ: أَرادت بالفَلِّ الْخُصُومَةَ. وَسَيْفٌ فَلِيل مَفْلُول وأَفَلُّ أَي مُنْفَلٌّ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:
وسَيْفي كالعَقِيقة، وَهُوَ كِمْعي،
…
سِلاحي، لَا أَفَلَّ وَلَا فُطارا
وفُلولُه: ثُلَمُه، وَاحِدُهَا فَلٌّ، وَقَدْ قِيلَ: الفُلول مَصْدَرٌ، والأَول أَصح. والتَّفْلِيل: تَفَلُّل فِي حَدِّ السِّكِّينِ وَفِي غُرُوب الأَسْنان وَفِي السَّيْفِ؛ وأَنشد:
بهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِراع الكَتائبِ
وَسَيْفٌ أَفَلُّ بيِّنُ الفَلَل: ذُو فُلول. والفَلُّ، بِالْفَتْحِ: وَاحِدُ فُلُول السَّيْفِ وَهِيَ كُسور فِي حدِّه. وَفِي حَدِيثِ سَيْفِ الزُّبَيْرِ:
فِيهِ فَلَّة فُلَّها يَوْمَ بَدْرٍ
؛ الفَلَّة الثَّلْمة فِي السَّيْفِ، وَجَمْعُهَا فُلُول؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ عَوْفٍ: وَلَا تَفُلُّوا المُدى بِالِاخْتِلَافِ بَيْنَكُمْ
؛ المُدى جَمْعُ مُدْية وَهِيَ السِّكِّينُ، كَنَّى بفَلِّها عَنِ النِّزَاعِ وَالشِّقَاقِ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رضي الله عنهما: وَلَا فَلُّوا لَهُ صَفاةً
أَي كَسَروا لَهُ حَجَرًا، كنَتْ بِهِ عَنْ قوَّته فِي الدِّين. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رضي الله عنه: يَسْتَزِلّ لُبَّك ويَسْتَفِلّ غَرْبَك
؛ هُوَ يَسْتَفْعِلُ مِنَ الفَلِّ الكسْرِ، وَالْغَرْبُ الحدُّ. ونَصِيٌّ مُفَلَّل إِذا أَصاب الْحِجَارَةَ فَكَسَرَتْهُ. وتَفَلَّلَتْ مَضاربه أَي تَكَسَّرَتْ. والفَلِيل: نَابُ الْبَعِيرِ الْمُتَكَسِّرُ، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا انثلَم. والفَلُّ: المنهزِمون. وفَلَّ القومَ يفُلُّهم فَلًّا: هَزَمَهُمْ فانفَلُّوا وتَفَلَّلُوا. وَهُمْ قَوْمٌ فَلٌّ: مُنْهَزِمُونَ، وَالْجَمْعُ فُلُول وفُلَّال؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: لَا يَخْلُو مِنْ أَن يَكُونَ اسْمَ جَمْعٍ أَو مَصْدَرًا، فإِن كَانَ اسْمَ جَمْعٍ فَقِيَاسُ وَاحِدِهِ أَن يَكُونَ فَالًّا كشارِب وشَرْب، وَيَكُونُ فالٌّ فَاعِلًا بِمَعْنَى مَفْعُولٍ لأَنه هُوَ الَّذِي فُلَّ، وَلَا يَلْزَمُ أَن يَكُونَ فُلولٌ جمعَ فَلٍّ بَلْ هُوَ جَمْعٌ فالٍّ،
(3). قوله [من رغانا] كذا بالأصل
لأَن جَمْعَ اسْمِ الْجَمْعِ نادِر كَجَمْعِ الْجَمْعِ، وأَمَّا فُلَّال فَجَمْعُ فالٍّ لَا مَحَالَةَ، لأَن فَعْلًا لَيْسَ مِمَّا يُكَسَّرُ عَلَى فُعَّال وإِن كَانَ مَصْدَرًا فَهُوَ مِنْ بَابِ نَسْج الْيَمِينِ أَي أَنه فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا تَفْسِيرُ مَا أَجمله أَهل اللُّغَةِ. والفَلُّ: الْجَمَاعَةُ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَهُوَ الفَلِيل. والفَلُّ: الْقَوْمُ الْمُنْهَزِمُونَ وأَصله مِنَ الْكَسْرِ، وانْفَلَّ سِنُّه؛ وأَنشد:
عُجَيِّز عارِضُها مُنْفَلُّ،
…
طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلُ
وثَغْر مُفَلَّل أَي مؤشَّر. والفُلَّى: الْكَتِيبَةُ المُنْهزمة، وَكَذَلِكَ الفُرَّى، يُقَالُ: جَاءَ فَلُّ الْقَوْمِ أَي مُنْهَزَمُوهُمْ، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ:
وأَراه لَمْ يُغادِر غَيْرَ فَلّ
أَي المَفْلول. وَيُقَالُ: رَجُلٌ فَلٌّ وَقَوْمٌ فَلٌّ، وَرُبَّمَا قَالُوا فُلُول وفِلال. وفَلَلْت الْجَيْشَ: هَزَمْتُهُ، وفَلَّه يفُلُّه، بِالضَّمِّ. يُقَالُ: فَلَّه فانْفَلَّ أَي كَسَرَهُ فَانْكَسَرَ. يُقَالُ: مَن فَلَّ ذَلَّ وَمَنْ أُمِرَ فَلَّ. وَفِي حَدِيثِ
الْحَجَّاجِ بْنِ عِلاط: لَعَلِّي أُصِيبُ مِنْ فَلِّ مُحَمَّدٍ وأَصحابه
؛ الفَلُّ: الْقَوْمُ الْمُنْهَزِمُونَ مِنَ الفَلِّ الْكَسْرِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ سُمِّيَ بِهِ، أَراد لَعَلِّي أَشتري مِمَّا أُصيب مِنْ غَنَائِمِهِمْ عِنْدَ الْهَزِيمَةِ. وَفِي حَدِيثِ
عَاتِكَةَ: فَلّ مِنَ الْقَوْمِ هَارِبٌ
؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ:
أَنْ يَتْرُكَ القِرْن إِلَّا وَهُوَ مَفْلُولُ
أَي مَهْزُومٌ: والفَلُّ: مَا نَدَر مِنَ الشَّيْءِ كسُحالة الذَّهَبِ وبُرادة الْحَدِيدِ وشَرَر النَّارِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وأَرض فَلٌّ وفِلٌّ: جَدْبة، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي أَخطأَها الْمَطَرُ أَعواماً، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الَّتِي لَمْ تمطرَ بَيْنَ أَرْضَين مَمْطُورَتَيْنِ؛ أَبو عُبَيْدَةَ: هِيَ الخَطِيطة فأَما الفِلُّ فَالَّتِي تمطَر وَلَا تُنبِت. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَفَلَّت الأَرض صَارَتْ فَلًّا؛ وأَنشد:
وَكَمْ عسَفت مِنْ مَنْهَل مُتخاطَإٍ
…
أَفَلَّ وأَقْوى، فالجِمَام طَوامِي
غَيْرُهُ: الفِلُّ: الأَرض الَّتِي لَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ. وأَرض فَلٌّ: لا شيء بها، وفَلاةٌ مِنْهُ، وَقِيلَ: الفِلُّ الأَرض الْقَفْرَةُ، وَالْجَمْعُ كَالْوَاحِدِ، وَقَدْ تكسَّر عَلَى أَفْلال. وأَفْلَلْنا أَي صِرْنَا فِي فَلٍّ مِنَ الأَرض. وأَفْلَلْنا: وَطِئَنَا أَرضاً فِلًّا؛ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ يَصِفُ العُزَّى وَهِيَ شَجَرَةٌ كَانَتْ تُعبد:
شَهِدْت، وَلَمْ أَكذِب، بأَنَّ مُحَمَّدًا
…
رسولُ الذي فوق السموات مِنْ عَلُ
وأَنَّ الَّتِي بالجِزْع مِنْ بَطْن نخلةٍ،
…
ومَنْ دانَها، فِلٌّ مِنَ الْخَيْرِ مَعزِلُ
أَي خالٍ مِنَ الْخَيْرِ، وَيُرْوَى: وَمِنْ دُونِهَا أَي الصَّنَم الْمَنْصُوبِ حوْل العُزَّى؛ وَقَالَ آخَرُ يَصِفُ إِبلًا:
حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ
…
وغَتْمُ نَجْم غَيْرِ مُسْتَقِلِّ،
فَمَا تكادُ نِيبُها تُوَلِّي
الغتْم: شِدَّةُ الْحَرِّ الَّذِي يأْخذ بالنفَس. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الفَلالِيُّ واحدته فِلِّيَّة وَهِيَ الأَرض الَّتِي لَمْ يُصِبْهَا مَطَرُ عامِها حَتَّى يُصِيبَهَا المطرُ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ. وَيُقَالُ: أَرض أَفْلال؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
مَرْتُ الصَّحارِي ذُو سُهُوبٍ أَفْلالْ
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَفَلَّ الرجلُ صَارَ بأَرض فَلٍّ لَمْ يُصِبْهُ
مَطَرٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَفَلَّ وأَقْوَى، فَهُوَ طاوٍ، كأَنما
…
يُجاوِبُ أَعْلى صَوتِه صوتُ مِعْوَل
وأَفَلَّ الرَّجُلُ: ذَهَبَ مَالُهُ، مأْخوذ مِنَ الأَرض الفَلِّ. واسْتَفَلَّ الشيءَ: أَخذ منه أَدنى جزء لعُسْره. والاسْتِفْلال: أَن يُصيب مِنَ الْمَوْضِعِ العَسِر شَيْئًا قَلِيلًا مِنْ مَوْضِعِ طلَب حقٍّ أَو صِلَة فَلَا يَسْتَفِلّ إِلا شَيْئًا يَسِيرًا. والفَلِيلة: الشَّعَرُ الْمُجْتَمِعُ. الْمُحْكَمُ: الفَلِيلة والفَلِيل الشَّعَرُ الْمُجْتَمِعُ، فإِما أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ سَلَّة وسَلٍّ، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ الْجَمْعِ الَّذِي لَا يُفَارِقُ وَاحِدَهُ إِلا بِالْهَاءِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
ومُطَّرِدِ الدِّماء، وَحَيْثُ يُلْقى
…
مِنَ الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِيل
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ:
تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُه وفَلائِلُه
وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:
وغُودِرَ ثاوِياً، وتَأَوَّبَتْه
…
مُذرَّعةٌ، أُمَيْمُ، لَهَا فَلِيلُ
وَفِي حَدِيثِ
مُعَاوِيَةَ: أَنه صَعِد الْمِنْبَرَ وَفِي يَدِهِ فَلِيلة وطَريدة
؛ الفَلِيلة: الكُبَّة مِنَ الشَّعَرِ. والفَلِيل: الليفُ، هُذَلِيَّةٌ. وفَلَّ عَنْهُ عَقْلُهُ يَفِلُّ: ذَهَبَ ثُمَّ عَادَ. والفُلْفُل، بِالضَّمِّ «1»: مَعْرُوفٌ لَا ينبُت بأَرض الْعَرَبِ وَقَدْ كَثُرَ مَجِيئُهُ فِي كَلَامِهِمْ، وأَصل الْكَلِمَةِ فَارِسِيَّةٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني مَنْ رأَى شجرَه فَقَالَ: شَجَرُهُ مِثْلُ شَجَرِ الرمَّان سَوَاءٌ، وَبَيْنَ الورَقتين مِنْهُ شِمْراخان مَنْظومان، والشِّمْراخ فِي طُولِ الأُصبع وَهُوَ أَخضر، فَيُجْتَنَى ثُمَّ يُشَرُّ فِي الظِّلِّ فَيَسْوَدُّ وينكمِش، وَلَهُ شَوْكٌ كَشَوْكِ الرُّمَّانِ، وإِذا كَانَ رطْباً رُبِّب بِالْمَاءِ وَالْمِلْحِ حَتَّى يُدْرِك ثُمَّ يُؤْكَلَ كَمَا تُؤْكَلُ البُقول المُرَبَّبة عَلَى الْمَوَائِدِ فَيَكُونُ هاضُوماً، وَاحِدَتُهُ فُلْفُلة، وَقَدْ فَلْفَلَ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ؛ قَالَ:«2» .
كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ، غُدَيَّةً،
…
صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَل
ذكَّر عَلَى إِرادة الشَّرَابِ. والمُفَلْفَل: ضَرْبٌ مِنَ الوَشْي عَلَيْهِ كصَعَارِير الفُلْفُل. وَثَوْبٌ مُفَلْفَل إِذا كَانَتْ داراتُ وَشْيه تَحْكِي استِدارة الفُلْفُل وصِغَرَه. وخمرٌ مُفَلْفَل أُلقي فِيهِ الفُلْفُل فَهُوَ يَحْذِي اللسانَ. وشرابٌ مُفَلْفَل أَي يلذَع لذْع الفُلْفُل. وتَفَلْفَل قادِمَتا الضَّرْع إِذا اسودَّت حَلَمَتاهما؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
فمرَّتْ على أَطْراف هِرٍّ، عَشِيَّةً،
…
لَهَا تَوْأَبانِيَّانِ لَمْ يَتَفَلْفَلا
التَّوْأَبانِيَّان قادِمَتا الضَّرْعِ. والفُلْفُل: الْخَادِمُ الكيِّس. وشعَر مُفَلْفَل إِذا اشتدَّت جُعودته. الْمُحْكَمُ: وتَفَلْفَل شَعَرُ الأَسود اشتدَّت جُعودته، وَرُبَّمَا سُمِّيَ ثَمَرُ البَرْوَقِ فُلْفُلًا تَشْبِيهًا بِهَذَا الفُلْفُل الْمُتَقَدِّمِ؛ قَالَ:
وانْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُه
وَمَنْ رَوَى قِلْقِله فَقَدْ أَخطأَ، لأَن القِلْقِل ثَمَرُ شَجَرٍ مِنَ العِضاه، وأَهل الْيَمَنِ يُسَمُّونَ ثَمَرَ الغافِ فُلْفُلًا.
(1). قوله [والفُلْفُل بالضم إلخ] عبارة القاموس: والفُلْفُل كهدهد وزبرج حب هندي
(2)
. إمرؤ القيس في معلقته
وأَدِيم مُفَلْفَل: نَهَكه الدِّباغ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: قَالَ عَبْد خَيرٍ إِنه خَرَجَ وَقْتَ السحَر فأَسرعْت إِليه لأَسأَله عَنْ وَقْتِ الوِتر فإِذا هُوَ يتَفَلْفَل
، وَفِي رِوَايَةِ
السُّلمي: خَرَجَ عَلَيْنَا عليٌّ وَهُوَ يتَفَلْفَل
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ مُتَفَلْفِلًا إِذا جَاءَ والمِسواك فِي فِيه يَشُوصُه؛ وَيُقَالُ: جاءَ فُلَانٌ يَتَفَلْفَلُ إِذا مَشَى مِشْية الْمُتَبَخْتِرِ، وَقِيلَ: هُوَ مُقارَبة الخُطى، وَكِلَا التَّفْسِيرَيْنِ مُحْتَمِلٌ لِلرِّوَايَتَيْنِ؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: لَا أَعرف يتَفَلْفَلُ بِمَعْنَى يَسْتَاكُ، قَالَ: وَلَعَلَّهُ يتَتَفَّلُ لأَن مَنِ اسْتَاكَ تَفَل. وَقَالَ النَّضْرُ: جَاءَ فُلَانٌ مُتَفَلْفِلًا إِذا جَاءَ يشُوص فَاهُ بالسِّواك. وفَلْفَلَ إِذا اسْتَاكَ، وفَلْفَلَ إِذا تَبَخْتَرَ، قَالَ: وَمِنْ خَفِيفِ هَذَا الْبَابِ فُلُ فِي قَوْلِهِمْ لِلرَّجُلِ يَا فُلُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
وجاءتْ حَوادِث فِي مِثْلِها
…
يُقال لمثليَ: وَيْهاً فُلُ
وللمرأَة: يَا فُلَة. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وأَما قَوْلُ الْعَرَبِ يَا فُلْ فإِنهم لَمْ يَجْعَلُوهُ اسْمًا حُذِفَ مِنْهُ شَيْءٌ يَثْبُتُ فِيهِ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ، وَلَكِنَّهُمْ بَنَوْا الِاسْمَ عَلَى حَرْفَيْنِ وَجَعَلُوهُ بِمَنْزِلَةِ دَم؛ قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه تَرْخِيمُ فُلان أَنه لَيْسَ أَحد يَقُولُ يَا فُلْ، وَهَذَا اسْمٌ اخْتَصَّ بِهِ النِّدَاءُ، وإِنما بُني عَلَى حَرْفَيْنِ لأَن النِّدَاءَ مَوْضِعُ حَذْفٍ وَلَمْ يَجُزْ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ، لأَنه جُعِلَ اسْمًا لَا يَكُونُ إِلا كِنَايَةً لِمُنَادًى نَحْوُ يَا هَنَة وَمَعْنَاهُ يَا رَجُلُ، وَقَدِ اضْطَرَّ الشَّاعِرُ فَاسْتَعْمَلَهُ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
تَدافَعَ الشيبُ، وَلَمْ تقْتلِ
…
فِي لَجَّة، أَمْسِكْ فُلاناً عَنْ فُلِ
فَكَسَرَ اللَّامَ لِلْقَافِيَّةِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ فِي النِّدَاءِ يَا فُلُ مُخَفَّفًا إِنما هُوَ مَحْذُوفٌ مِنْ يَا فُلَانُ لَا عَلَى سَبِيلِ التَّرْخِيمِ، قَالَ: وَلَوْ كَانَ تَرْخِيمًا لَقَالُوا يَا فُلا. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ:
يَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى: أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْك وأُسَوِّدْك
؛ مَعْنَاهُ يَا فُلان؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَيْسَ تَرْخِيمًا لأَنه لَا يُقَالُ إِلا بِسُكُونِ اللَّامِ وَلَوْ كَانَ تَرْخِيمًا لَفَتَحُوهَا أَو ضَمُّوهَا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَتْ تَرْخِيمًا وإِنما هِيَ صِيغة ارتُجِلت فِي بَابِ النِّدَاءِ، وَجَاءَ أَيضاً فِي غَيْرِ النِّدَاءِ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَيْسَ بِتَرْخِيمِ فُلان وَلَكِنَّهَا كَلِمَةٌ عَلَى حِدَة، فَبَنُو أَسَد يُوقِعُونَهَا عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، وَغَيْرُهُمْ يُثَنِّي وَيَجْمَعُ وَيُؤَنِّثُ، وفُلان وفُلانة كِنَايَةٌ عَنِ الذَّكَرِ والأُنثى مِنَ النَّاسِ، فإِن كَنَّيْتَ بِهِمَا عَنْ غَيْرِ النَّاسِ قُلْتَ الفُلان والفُلانة، قَالَ: وَقَالَ قَوْمٌ إِنه تَرْخِيمُ فُلان، فَحُذِفَتِ النُّونُ للترْخيم والأَلف لِسُكُونِهَا، وَتُفْتَحُ اللَّامُ وَتُضَمُّ عَلَى مَذْهَبَيِ التَّرْخِيمِ. وَفِي حَدِيثِ
أُسامة فِي الْوَالِي الْجَائِرِ: يُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِق أَقْتابه فَيُقَالُ لَهُ أَي فُل أَين مَا كُنْتَ تَصِفُ؟
فنل: التَّهْذِيبِ فِي الثُّلَاثِيِّ: ابْنُ الأَعرابي يُقَالُ لِرَقَبَةِ الفِيل الفِنْئِل. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الفِنْئل، بِالْهَمْزِ، المرأَة الْقَصِيرَةُ.
فنجل: الفَنْجَلة والفَنْجَلى: مِشْية ضَعِيفَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: الفَنْجَلة أَن يَمْشِيَ مُفَاجًّا، وَقَدْ فَنْجَلَ. والفَنْجَلَة أَيضاً: تباعُد مَا بَيْنَ السَّاقَيْنِ والقدَمين. والفَنْجَل مِنَ الرِّجَالِ: الأَفْحَج. وَرَجُلٌ فَنْجَل: وَهُوَ الْمُتَبَاعِدُ الْفَخِذَيْنِ الشَّدِيدُ الفَحَج؛ وأَنشد:
أَللهُ أَعْطانِيك غيرَ أَحْدَلا،
…
وَلَا أَصَكّ أَو أَفَجَّ فَنْجَلا
والفُنْجُل: عَناق الأَرض.
فهل: أَنت فِي الضَّلالِ ابنُ فَهْلَلَ؛ وفَهْلَلُ، عَنْ يَعْقُوبَ، لَا يَنْصَرِفُ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُعرَف. الْجَوْهَرِيُّ:
هُوَ الضَّلالُ بنُ فَهْلَلَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ مِنْ أَسماء الباطل مثل تَهْلَل
فول: الفُول: حَبٌّ كالحِمَّص، وأَهل الشَّامِ يُسَمُّونَ الفُول البَاقِلَّا، الْوَاحِدَةُ فُولَة؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ اليابِس. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: أَنه سأَل الْمَفْقُودَ مَا كَانَ طَعَامُ الْجِنِّ؟ قَالَ: الفُول
؛ هُوَ الباقِلَّا، وَاللَّهُ أَعلم.
فوفل: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الفُوفَل ثَمَرُ نَخْلَةٍ وَهُوَ صلْب كأَنه عُودُ خَشَبٍ؛ وَقَالَ مَرَّةً: شَجَرُ الفُوفل نَخْلَةٌ مِثْلُ نَخْلَةِ النارَجِيل تَحْمِلُ كَبَائس فِيهَا الفُوفل أَمثال التمر.
فيل: الفِيل: مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ أَفْيال وفُيُول وفِيَلة؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَا تَقُلْ أَفْيِلة، والأُنثى، فِيلة، وَصَاحِبُهَا فَيَّال «1» قَالَ سِيبَوَيْهِ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَصل فِيل فُعْلًا فَكَسَرَ مِنْ أَجل الْيَاءِ كَمَا قَالُوا أَبيض وبِيض؛ قَالَ الأَخفش: هَذَا لَا يَكُونُ فِي الْوَاحِدِ إِنما يَكُونُ فِي الْجَمْعِ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِيل فِعْلًا وفُعْلًا فَيَكُونُ أَفْيال، إِذا كَانَ فُعْلًا، بِمَنْزِلَةِ الأَجناد والأَجْحار، وَيَكُونُ الفُيُول بِمَنْزِلَةِ الخِرَجَة «2» يَعْنِي جَمْعَ خُرْج. وَلَيْلَةٌ مِثْلُ لَوْنِ الفِيل أَي سَوْداء لَا يُهْتَدَى لَهَا، وأَلوان الفِيَلة كَذَلِكَ. واسْتَفْيَل الجملُ: صَارَ كالفِيل؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّيٍّ فِي بَابِ اسْتَحْوذ وأَخواته؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ:
يُرِيدُ عَينَيْ مُصْعَب مُسْتَفْيِل
والتَفَيُّل: زِيَادَةُ الشَّبَابِ ومُهْكَته؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
حَتَّى إِذا مَا حانَ مِنْ تَفَيُّله
وَقَالَ الْعَجَّاجُ:
كُلُّ جُلالٍ يَمْلأُ المُحَبَّلا
…
عجَنَّس قَرْم، إِذا تَفَيَّلا
قَالَ: تَفَيَّل إِذا سَمِنَ كأَنه فِيل. وَرَجُلٌ فَيِّل اللَّحْمِ: كَثِيرُهُ، وَبَعْضُهُمْ يَهْمِزُهُ فَيَقُولُ فَيْئِل، عَلَى فَيْعِل. وتَفَيَّلَ النَّبَاتُ: اكْتَهَل؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وفَالَ رأْيُه يَفِيل فَيْلُولَة: أَخْطأَ وضَعُف. وَيُقَالُ: مَا كُنْتُ أُحب أَن يَرَى فِي رأْيك فِيَالة. وَرَجُلٌ فِيلُ الرأْي أَي ضَعِيفُ الرأْي؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
بَنِي رَبِّ الجَواد، فَلَا تَفِيلوا،
…
فَمَا أَنتم، فنَعْذِرَكُم، لفِيل
وَقَالَ جَرِيرٌ:
رأَيتُك يَا أُخَيْطِل، إِذْ جَرَيْنا
…
وجُرِّبَتِ الفِراسَةُ، كنتَ فَالا
وتَفَيَّلَ: كَفال. وفَيَّلَ رأْيَه: قبَّحه وخطَّأَه؛ وَقَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ:
فَلَوْ غَيْرَها، مِنْ وُلْد كَعْب بْنِ كاهِلِ،
…
مدحْتَ بِقَوْلٍ صَادِقٍ، لَمْ تُفَيَّلِ
فإِنه أَراد: لَمْ يفيَّل رأْيُك، وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَن الْمُضَافَ إِذا حُذِفَ رفِض حُكْمُهُ، وَصَارَتِ الْمُعَامَلَةُ إِلى مَا صِرْتَ إِليه وَحَصَلْتَ عَلَيْهِ، أَلا تَرَى أَنه تَرَكَ حَرْفَ الْمُضَارَعَةِ الْمُؤْذِنَ بالغَيْبة، وَهُوَ الْيَاءُ، وَعَدَلَ إِلى الْخِطَابِ أَلْبَتَّةَ فَقَالَ تُفَيَّل، بِالتَّاءِ، أَي لَمْ تفيَّل أَنت؟ وَمِثْلُهُ بَيْتُ الْكِتَابِ:
(1). قوله [وصاحبها فَيَّال] مثله في القاموس، وكتب عليه هكذا في النسخ والأَصوب وصاحبه كما في الشرح
(2)
. قوله [وَيَكُونُ الفُيُول بِمَنْزِلَةِ الْخِرِجَةِ] هكذا في الأصل ولعله محرف، والأصل: ويكون الفِيلة بمنزلة الخرجة أو أن في الكلام سقطاً
أَولئك أَولَى مِنْ يَهودَ بِمِدْحَة،
…
إِذا أَنتَ يَوْمًا قلتَها لَمْ تُفَنَّد
أَي يفنَّد رأْيُك. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الفَائِل مِنَ المتفرِّسين الذي يظن ويخطىء، قَالَ: وَلَا يُعَدَّ فَائِلًا حَتَّى يُنْظَرَ إِلى الفَرس فِي حَالَاتِهِ كُلِّهَا ويتفرَّس فِيهِ، فإِن أَخطأَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ فارِس غَيْرُ فَائِل. وَرَجُلٌ فِيلُ الرأْي والفِراسة وفالُهُ وفَيِّله وفَيْلُه إِذا كَانَ ضَعِيفًا، وَالْجَمْعُ أَفْيال. وَرَجُلٌ فالٌ أَي ضَعِيفُ الرأْي مُخْطِئُ الفِراسة، وَقَدْ فَالَ الرأْيُ يَفِيلُ فُيُولة. وفَيَّلَ رأْيَه تَفْيِيلًا أَي ضعَّفه، فَهُوَ فَيِّلُ الرأْي. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ فَالَ الرَّجُلُ يَفِيل فُيُولًا وفَيالة وفِيالة؛ قَالَ أُفْنُون التَّغلَبي:
فَالُوا عليَّ، وَلَمْ أَملِك فَيالَتهم،
…
حَتَّى انتَحَيْت عَلَى الأَرْساغ والقُنَنِ
وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ يَصِفُ أَبا بَكْرٍ، رضي الله عنهما: كنتَ للدِّين يَعْسوباً أَوَّلًا حِينَ نفَر النَّاسُ عَنْهُ وَآخِرًا حِينَ فَيَّلوا
، وَيُرْوَى
فَشِلوا
، أَي حِينَ فَالَ رأْيُهُم فَلَمْ يَسْتبينوا الْحَقَّ. يُقَالُ: فَالَ الرَّجُلُ فِي رأْيه وفَيَّلَ إِذا لَمْ يصِب فِيهِ، وَرَجُلٌ فَائِل الرأْي وفَالُه وفَيِّله؛ وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ:
إِنْ تَمَّموا على فِيالة [فَيَالة] هَذَا الرأْي انْقَطَعَ نِظام الْمُسْلِمِينَ
؛ الْمُحْكَمُ: وَفِي رأْيه فَيالة وفِيالة وفُيُولة. والمُفايَلة والفِيَال والفَيَال لُعْبة لِلصِّبْيَانِ، وَقِيلَ: لِعْبَةٌ لفِتيان الأَعراب بالتراب يَخْبَؤُون الشَّيْءَ فِي التُّرَابِ ثُمَّ يقسِمونه بِقِسْمَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ الْخَابِئُ لِصَاحِبِهِ: فِي أَي الْقِسْمَيْنِ هُوَ؟ فإِذا أَخطأَ قَالَ لَهُ: فَالَ رأْيُك؛ قَالَ طَرَفَةُ:
يَشُقُّ حَبَابَ الماءِ حَيْزُومها بِهَا،
…
كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلُ باليَدِ
قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ فَيَال وفِيَال، فَمِنْ فَتَحَ الْفَاءَ جَعَلَهُ اسْمًا، وَمِنْ كَسَرَهَا جَعَلَهُ مَصْدَرًا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ لِهَذِهِ اللُّعْبَةِ الطُّبَن والسُّدَّر؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
يَبِتْنَ يَلْعَبْنَ حَوالَيَّ الطُّبَنْ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والفِئال مِنَ الفأْل بِالظَّفَرِ، وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ جَعَلَهُ مِنْ فَالَ رأْيُه إِذا لَمْ يظفَر، قَالَ: وَذَكَرَهُ النُّحَاسُ فَقَالَ الفِيَال مِنَ المُفَايَلَة وَلَمْ يُقَلْ مِنَ المُفاءلة؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
مِنَ النَّاسِ أَقوامٌ، إِذا صادَفوا الغِنَى
…
تَوَلَّوْا، وفَالوا لِلصَّدِيقِ وفَخَّموا
يَجُوزُ أَن يَكُونَ فالُوا تعظَّمُوا وتَفاخموا فَصَارُوا كالفِيَلة، أَو تجهَّموا لِلصَّدِيقِ لأَن الفِيل جَهْم، أَو فالَتْ آرَاؤُهُمْ فِي إِكرامه وَتَقْرِيبِهِ ومَعُونته عَلَى الدَّهْرِ فَلَمْ يُكْرِمُوهُ وَلَا أَعانوه. والفَائِل: اللحمُ الَّذِي عَلَى خُرْب الوَرِك، وَقِيلَ: هُوَ عِرْق؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الفَائِل عِرْقاً فِي الْفَخْذِ؛ قَالَ هِمْيَانُ:
كأَنما يَيْجَعُ عِرْقا أَبْيَضِهْ،
…
ومُلْتَقى فائِله وأُبُضِهْ
وَقَالَ الأَصمعي فِي كِتَابِ الفَرس: فِي الورِك الخُرْبة وَهِيَ نَقْرَةُ فِيهَا لَحْمٌ لَا عَظْمَ فِيهَا، وَفِي تِلْكَ النَّقْرَةِ الْفَائِلُ، قَالَ: وَلَيْسَ بَيْنَ تِلْكَ النَّقْرَةِ وَبَيْنَ الْجَوْفِ عَظْمٌ إِنما هُوَ جِلْدٌ وَلَحْمٌ، وَقِيلَ: الفَائِلان مُضَيْغَتان مِنْ لَحْمٍ أَسفلهما عَلَى الصَّلَوَيْن مِنْ لَدُن أَدْنَى الحَجَبَتَيْنِ إِلَى العَجْب، مُكْتَنِفتا العُصْعُص منحدِرتان فِي جَانِبَيِ الْفَخْذَيْنِ؛ وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ الأَعشى:
قَدْ نَخْضِبُ العيرَ مِنْ مَكْنون فائِلِه،
…
وَقَدْ يَشِيطُ عَلَى أَرْماحِنا البَطَل