الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالثَّالِثُ مَعْدُومٌ. وأَيْلُول: شَهْرٌ مِنْ شُهُورِ الرُّومِ. والإِيَّل: ذَكَرُ الأَوعال مَذْكُورٌ فِي ترجمة أَول.
فصل الباء الموحدة
بأل: البَئِيلُ: الصَّغِيرُ النَّحيفُ الضعيفُ مَثَّلَ الضَّئِيل؛ بَؤُلَ يَبْؤُلُ بَآلَة وبُؤُولَة؛ وَقَالُوا: ضَئِيل بَئِيل، فَذَهَبَ ابْنُ الأَعرابي إِلى أَنه إِتباع، وَهَذَا لَا يَقْوَى لأَنه إِذا وُجِدَ لِلشَّيْءِ مَعْنًى غَيْرَ الإِتباع لَمْ يُقْضَ عَلَيْهِ بالإِتباع، وَهِيَ الضَّآلة والبآلة والضُّؤُولة والبُؤُولة. وَحَكَى أَبو عَمْرٍو: ضَئِيل بَئِيل أَي قَبِيحٌ. أَبو زَيْدٍ: بَؤُلَ يَبْؤُلُ فَهُوَ بَئِيل إِذا صَغُر، وَقَدْ بَؤُلَ بَآلَةً مِثْلَ ضَؤُل ضَآلة، فَهُوَ بَئيل مِثْلَ ضَئِيل؛ وأَنشد لِمَنْظُورٍ الأَسدي:
حَلِيلة فاحِشٍ وانٍ بَئِيل
…
مُزَوْزِكَة، لَهَا حَسَبٌ لَئِيمُ
بأدل: البَأْدَلة: اللَّحْمُ بَيْنَ الإِبط والثَّنْدُوة كلِّها، وَالْجَمْعُ البَآدِل، وَقِيلَ: هِيَ أَصل الثَّدْي، وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ العُنق إِلى التَّرْقُوة، وَقِيلَ: هِيَ جَانِبُ المَأْكَمَة، وَقِيلَ: هِيَ لَحْمُ الثَّدْيين؛ قَالَتْ أُختُ يزيدَ بنِ الطَّثَرِيَّة تَرْثِيهِ:
فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لَا مُتآزِفٌ،
…
وَلَا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبَآدِلُه
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أُخت يَزِيدَ اسْمُهَا زَيْنَبُ، وَيُقَالُ: البيت للعُجَيْر السَّلولي يَرْثِي بِهِ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَمِّهِ يُقَالُ لَهُ سُلَيْمُ بْنُ خَالِدِ بْنِ كَعْبٍ السَّلُولِيُّ؛ قَالَ: وَرِوَايَتُهُ:
فَتًى قُدّ قَدَّ السَّيْفِ لَا مُتَضائِلٌ،
…
وَلَا رَهِلٌ لبَّاتُه وبَآدِلُه
يَسُرُّكَ مَظْلوماً، ويُرْضِيكَ ظالِماً،
…
وكُلُّ الَّذِي حَمَّلْتَه فَهُوَ حامِلُه
والمُتضائل: الضَّئِيلُ الدقيقُ، والرَّهِلُ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ المُسْتَرْخِيه، والبَأْدَلَة: اللَّحمة بَيْنَ الْعُنُقِ والتَّرْقُوة، وَقَوْلُهُ قُدَّ قَدَّ السَّيْف أَي هُوَ مُهَفْهَف مَجْدول الخَلْقِ سَيْفَان، والسَّيْفان: الطَّوِيلُ الْمَمْشُوقُ، وَقِيلَ: هِيَ ثُلاثيّة لِقَوْلِهِ بَدِل إِذا شَكَا ذَلِكَ، وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والبَأْدَلَة: مِشْيَة سريعة.
بأزل: البَأْزَلَة: اللِّحَاء وَالْمُقَارَضَةُ. أَبو عَمْرٍو: البَأْزَلَة مِشْيَة فِيهَا سُرْعة؛ وأَنشد لأَبي الأَسود الْعِجْلِيِّ:
قَدْ كَانَ فِيمَا بَيْنَنَا مُشَاهَلَه،
…
فأَدْبَرَتْ غَضْبَى تَمَشَّى البَازَلَه
والمُشاهلة: الشَّتْم.
ببل: بَابِل: مَوْضِعٌ بِالْعِرَاقِ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ إِليه يُنْسب السِّحرُ وَالْخَمْرُ، قَالَ الأَخفش: لَا يَنْصَرِفُ لتأْنيثه وَذَلِكَ أَن اسْمَ كُلِّ شَيْءٍ مُؤَنَّثٍ إِذا كَانَ أَكثر مِنْ ثَلَاثَةِ أَحرف فإِنه لَا يَنْصَرِفُ فِي الْمَعْرِفَةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ
؛ قَالَ الأَعشى:
بِبَابِلَ لَمْ تُعْصَر، فَجَاءَتْ سُلافَةً
…
تُخالِطُ قِنْدِيداً، ومِسْكاً مُخَتَّما
وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ يَصِفُ سِهَامًا:
يَكْوِي بِهَا مُهَجَ النُّفُوسِ، كأَنَّما
…
يَكْوِيهِمُ بالبَابِلِيّ المُمْقِرِ
قَالَ السُّكَّري: عَنَى بالبَابِلِيِّ هُنَا سُمّاً. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: إِن حِبِّي نَهَانِي أَن أُصلي فِي أَرض بَابِلَ فإِنها مَلْعُونَةٌ
؛ بَابِلُ: هَذَا الصُّقْع
الْمَعْرُوفُ بأَرض الْعِرَاقِ، وأَلفه غَيْرُ مَهْمُوزَةٍ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: فِي إِسناد هَذَا الْحَدِيثِ مَقَالٌ، قَالَ: وَلَا أَعلم أَحداً مِنَ الْعُلَمَاءِ حَرَّمَ الصَّلَاةَ فِي أَرْضِ بَابِلَ، وَيُشْبِهُ إِن ثَبَتَ هَذَا الْحَدِيثُ أَن يَكُونَ نَهَاهُ أَن يَتَّخِذَهَا وَطَناً ومُقاماً، فإِذا أَقام بِهَا كَانَتْ صَلَاتُهُ فِيهَا، قَالَ: وَهَذَا مِنْ بَابِ التَّعْلِيقِ فِي عِلْمِ الْبَيَانِ أَو لَعَلَّ النَّهْيَ لَهُ خَاصَّةً، أَلا تَرَاهُ قَالَ: نَهَانِي؟ وَمِثْلُهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ:
نَهَانِي أَن أَقرأ سَاجِدًا وَرَاكِعًا وَلَا أَقول نَهَاكُمْ
، وَلَعَلَّ ذَلِكَ إِنذار مِنْهُ بِمَا لَقِيَ مِنَ الْمِحْنَةِ بِالْكُوفَةِ، وَهِيَ من أَرض بَابِلَ.
بتل: البَتْل: القَطْع. بَتَلَهُ يَبْتِلُهُ ويَبْتُلُهُ بَتْلًا وبَتَّلَهُ فانْبَتَلَ وتَبَتَّلَ: أَبانَه مِنْ غَيْرِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: طَلَّقَهَا بَتَّةً بَتْلَةً؛ وَقَوْلُ ذِي الرمة:
رَخِيمات الكَلام مُبَتَّلات،
…
جَوَاعِلُ فِي البَرَى قَصَباً خِدَالا
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: زَعَمَ الْفَارِسِيُّ أَن الْكَسْرَ رِوَايَةً وَجَاءَ بِهِ شَاهِدًا عَلَى حَذْفِ الْمَفْعُولِ؛ أَراد مُبَتِّلات الْكَلَامِ مُقَطِّعات لَهُ. وَفِي حَدِيثِ
حُذَيْفَةَ: أُقيمت الصَّلَاةُ فَتَدافَعُوها وأَبَوْا إِلا تقديمَه، فَلَمَّا سَلَّم قَالَ: لَتَبْتِلُنَّ لَهَا إِماماً أَو لَتُصَلُّنَّ وُحْداناً
، مَعْنَاهُ لتَنْصِبُنَّ لَكُمْ إِماماً وتَقْطَعُنَّ الأَمرَ بإِمامته مِنَ البَتْلِ القَطْعِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَورده أَبو مُوسَى فِي هَذَا الْبَابِ وأَورده الْهَرَوِيُّ فِي بَابِ الْبَاءِ وَاللَّامِ وَالْوَاوِ، وشَرَحَه بِالِامْتِحَانِ وَالِاخْتِبَارِ مِنْ الِابْتِلَاءِ، فَتَكُونُ التاءَان فِيهَا عِنْدَ الْهَرَوِيِّ زَائِدَتَيْنِ الأُولى لِلْمُضَارَعَةِ وَالثَّانِيَةُ لِلِافْتِعَالِ، وَتَكُونُ الأُولى عِنْدَ أَبي مُوسَى زَائِدَةً لِلْمُضَارَعَةِ وَالثَّانِيَةُ أَصلية، قَالَ: وَشَرَحَهُ الْخَطَّابِيُّ فِي غَرِيبِهِ عَلَى الْوَجْهَيْنِ مَعًا. التَّهْذِيبُ: الأَصمعي المُبْتِل النَّخْلة يَكُونُ لَهَا فَسِيلة قَدِ انْفَرَدَتْ وَاسْتَغْنَتْ عَنْ أُمّها فَيُقَالُ لِتِلْكَ الفَسِيلة البَتُول. ابْنُ سِيدَهْ: البَتُول والبَتِيل والبَتِيلة مِنَ النخْل الفَسِيلة المُنْقَطِعةُ عَنْ أُمها المستغنيةُ عَنْهَا. والمُبْتِلةُ: أُمُّها، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ؛ وَقَوْلُ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ:
ذَلِكَ مَا دِينُكَ، إِذ جُنِّبَتْ
…
أَجْمالُها كالبُكُرِ المُبْتل
إِنما أَراد جَمْعَ مُبْتِلة كتَمْرة وتَمْر، وَقَوْلُهُ ذَلِكَ مَا دِينُكَ أَي ذَلِكَ الْبُكَاءُ دِينُكَ وَعَادَتُكَ، والبُكُر: جَمْعُ بَكُور وَهِيَ الَّتِي تُدرك أَوّلَ النَّخْل، وَقَدِ انْبتَلَت مِنْ أُمِّها وتَبَتَّلت واسْتَبْتَلَتْ، وَقِيلَ: البَتْلَة مِنَ النَّخْلِ الوَدِيَّة، وَقَالَ الأَصمعي: هِيَ الفَسِيلة الَّتِي بَانَتْ عَنْ أُمها، وَيُقَالُ للأُم مُبْتِل. والبَتْل: الحَقُّ، بَتْلًا أَي حَقًّا؛ وَمِنْهُ: صَدَقَة بَتْلَة أَي مُنْقَطِعَةٌ عَنْ صَاحِبِهَا كبَتَّة أَي قَطَعها مِنْ مَالِهِ، وأَعطيته عَطَاءً بَتْلًا أَي مُنْقَطعاً، إِما أَن يُرِيدَ الْغَايَةَ أَي أَنه لَا يُشْبِهُهُ عَطَاءٌ، وإِما أَن يُرِيدَ أَنه لَا يُعْطِيهِ عَطَاءً بَعْدَهُ. وحَلَف يَمِينًا بَتْلَة أَي قَطَعَها. وتَبَتَّلَ إِلى اللَّهِ تَعَالَى: انْقَطَعَ وأَخلص. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا
؛ جَاءَ الْمَصْدَرُ فِيهِ عَلَى غَيْرِ طَرِيقِ الْفِعْلِ، وَلَهُ نَظَائِرُ، وَمَعْنَاهُ أَخْلِصْ لَهُ إِخْلاصاً. والتَّبَتُّلُ: الِانْقِطَاعُ عَنِ الدُّنْيَا إِلى اللَّهِ تَعَالَى، وَكَذَلِكَ التَّبْتِيل. يُقَالُ لِلْعَابِدِ إِذا تَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وأَقبل عَلَى الْعِبَادَةِ: قَدْ تَبَتَّلَ أَي قَطَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلا أَمْرَ اللَّهِ وطاعتَه. وَقَالَ أَبو إِسحق: وتَبَتَّلْ إِليه، أَي انقطِعْ إِليه فِي الْعِبَادَةِ؛ وَكَذَلِكَ صَدَقَةٌ بَتْلَة أَي مُنْقَطِعة مِنْ مَالِ الْمُتَصَدِّقِ بِهَا خَارِجَةٌ إِلى سَبِيلِ اللَّهِ؛ والأَصل فِي تَبَتَّلَ أَن تَقُولَ تَبَتَّلْتُ تَبَتُّلًا، فتَبْتِيلًا مَحْمُولٌ عَلَى مَعْنَى بَتِّل إِليه تَبْتِيلًا. وانْبَتَل، فَهُوَ مُنْبَتِل أَي انْقَطَعَ، وَهُوَ
مِثْلُ المُنْبَتِّ؛ وأَنشد:
كأَنَّه تيسُ إِرانٍ مُنْبَتِل
وَرَجُلٌ أَبْتَلَ إِذا كَانَ بعيدَ مَا بَين المَنْكِبَينِ. وَقَدْ بَتَلَ يَبْتُلَ بَتْلًا. والبَتُول مِنَ النِّسَاءِ: الْمُنْقَطِعَةُ عَنِ الرِّجَالِ لَا أَرَبَ لَهَا فِيهِمْ؛ وَبِهَا سُمِّيت مريمُ أُمُّ المَسيح، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقَالُوا لِمَرْيَمَ العَذْراء البَتُول والبَتِيل لِذَلِكَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لِتَرْكِهَا التَّزْوِيجَ. والبَتُول مِنَ النِّسَاءِ: العَذْراء الْمُنْقَطِعَةُ مِنَ الأَزواج، وَيُقَالُ: هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ إِلى اللَّهِ عز وجل عَنِ الدُّنْيَا. والتَّبَتُّل: تَرْكُ النِّكَاحُ والزهدُ فِيهِ وَالِانْقِطَاعُ عَنْهُ. التَّهْذِيبُ: البَتُول كُلُّ امرأَة تَنْقَبِضُ مِنَ الرِّجَالِ لَا شَهْوَةَ لَهَا وَلَا حَاجَةَ فِيهِمْ، وَمِنْهُ التَّبَتُّل وَهُوَ تَرْكُ النِّكَاحِ؛ وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ مَقْرُومٍ الضَّبَّيُّ:
لَوْ أَنَّها عَرَضَتْ لأَشْمَطَ راهِبٍ،
…
عَبَدَ الإِلهَ، صَرُورَةٍ مُتَبَتِّل
وَرَوَى
سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنه سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبي وَقَّاصٍ يَقُولُ: لَقَدْ ردَّ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّل وَلَوْ أَحَلَّه لاخْتَصَيْنا
، وَفَسَّرَ أَبو عُبَيْدٍ التَّبَتُّل بِنَحْوِ مَا ذَكَرْنَا. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا رَهْبانيَّة وَلَا تَبَتُّل فِي الإِسلام
؛ والتَّبَتُّلُ: الِانْقِطَاعُ عَنِ النِّسَاءِ وَتَرْكُ النِّكَاحَ، وأَصل البَتْلِ القَطْع. وَسُئِلَ أَحمد بْنُ يَحْيَى عَنِ فَاطِمَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا، بِنْتِ سَيِّدِنَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: لِمَ قِيلَ لَهَا البَتُول؟ فَقَالَ: لِانْقِطَاعِهَا عَنْ نِسَاءِ أَهل زَمَانِهَا وَنِسَاءِ الأُمة عَفَافًا وَفَضْلًا وَدِينًا وَحَسَبًا، وَقِيلَ: لِانْقِطَاعِهَا عَنِ الدُّنْيَا إِلى اللَّهِ عز وجل. وامرأَة مُبَتَّلَة الخَلْق أَي منْقطعة الخَلْق عَنِ النِّسَاءِ لَهَا عَلَيْهِنَّ فَضْلٌ؛ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الأَعشى:
مُبَتَّلة الخَلْقِ مِثْل المَهَاةِ،
…
لمْ تَرَ شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيرا
وَقِيلَ: المُبَتَّلَة التَّامَّةُ الخَلْقِ؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ:
طَالَتْ إِلى تَبْتِيلِها فِي مَكْرِ
أَي طَالَتْ فِي تَمَامِ خَلْقِها؛ وَقِيلَ: تَبْتِيل خَلْقِها انْفِرَادُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْهَا بِحُسْنِهِ لَا يَتَّكِلُ بعضُه عَلَى بَعْضٍ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْمُبَتَّلَةُ مِنَ النِّسَاءِ الحسَنة الخَلْقِ لَا يَقْصُر شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، لَا تَكُونُ حَسَنة الْعَيْنِ سَمِجَة الأَنف، وَلَا حَسَنة الأَنف سَمِجَة الْعَيْنِ، وَلَكِنْ تَكُونُ تامَّة؛ قَالَ غَيْرُهُ: هِيَ الَّتِي تَفَرَّدَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهَا بِالْحُسْنِ عَلَى حِدَتِه. والمُبَتَّلَة مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي بُتِّلَ حُسْنُهَا عَلَى أَعضائها أَي قُطِّع، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَمْ يَرْكَبْ بعضُ لَحْمِهَا بَعْضًا فَهُوَ لِذَلِكَ مُنْماز؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الَّتِي فِي أَعضائها اسْتِرْسَالٌ لَمْ يَرْكَبْ بَعْضُهُ بَعْضًا، والأَول أَقرب إِلى الِاشْتِقَاقِ، وَجَمَلٌ مُبَتَّل كَذَلِكَ. الْجَوْهَرِيُّ: امرأَة مُبَتَّلَة، بِتَشْدِيدِ التَّاءِ مَفْتُوحَةً، أَي تامَّة الخَلْق لَمْ يَرْكَبْ لَحْمُهَا بَعْضُهُ بَعْضًا، وَلَا يُوصَفْ بِهِ الرَّجُلُ؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ:
رَخِيمات الكَلامِ مُبَتَّلات
وَيُقَالُ للمرأَة إِذا تَزَيَّنَتْ وَتَحَسَّنَتْ: إِنها تَتَبَتَّلُ، وإِذا تَرَكَتِ النِّكَاحَ فَقَدْ تَبَتَّلَتْ، وَهَذَا ضِدُّ الأَول، والأَول مأْخوذ مِنَ المُبَتَّلَة الَّتِي تَمَّ حُسْنُ كُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا. والبَتِيلَة: كُلُّ عُضْوٍ مُكْتَنِزٍ مُنْمازٍ. اللَّيْثُ: البَتِيلَةُ كُلُّ عُضْوٍ بِلَحْمِهِ مُكْتَنز مِنْ أَعضاء اللَّحْمِ عَلَى حِيَاله، وَالْجَمْعُ بَتَائِل؛ وأَنشد:
إِذا المُتُونُ مَدَّتِ البَتَائِلا
وَفِي الْحَدِيثِ:
بَتَلَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، العُمْرَى
أَي أَوجبها ومَلَّكَها مِلْكاً لَا يَتَطَرَّقُ إِليه نَقْضٌ، والعُمْرَى بَتَاتٌ «2» . وَفِي حَدِيثِ
النَّضْرِ بْنِ كَلدة: وَاللَّهِ، يَا مَعْشر قُرَيْشٍ، لَقَدْ نَزَلَ بِكُمْ أَمر مَا أَبْتَلْتُمْ بَتْله.
يُقَالُ: مَرَّ عَلَى بَتِيلَة مِنْ رأْيه ومُنْبَتِلة أَي عَزِيمة لَا تُرَدُّ. وانْبَتَلَ فِي السَّيْرِ: مَضَى وَجَدَّ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا خَطَأٌ، وَالصَّوَابُ مَا انْتَبَلْتم نَبْله أَي مَا انْتَبَهْتُمْ لَهُ وَلَمْ تَعْلَمُوا عِلْمَه. تَقُولُ الْعَرَبُ: أَنْذرْتُكَ الأَمرَ فَلَمْ تَنْتَبِلْ نَبْله أَي لَمْ تَنْتَبه لَهُ، قَالَ: فَحِينَئِذٍ يَكُونُ مِنْ بَابِ النُّونِ لَا مِنْ بَابِ الْبَاءِ. والبَتِيلَة: العَجُز فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ لِانْقِطَاعِهِ عَنِ الظَّهْرِ؛ قَالَ:
إِذا الظُّهُورُ مَدَّتِ البَتَائِلا
والبَتْل: تَمْيِيزُ الشَّيْءِ من غيره. والبُتُل: كالمَسابل فِي أَسفل الْوَادِي، وَاحِدُهَا بَتِيلٌ. وبَتِيلُ اليَمامة: جَبَل هُنَالِكَ، وَهُوَ البَتِيل أَيضاً؛ قَالَ:
فإِنَّ بَنِي ذُبْيان حَيْثُ عَلِمْتُمُ،
…
بجِزْعِ البَتِيلِ، بَينَ بادٍ وحاضِرِ
بثل: الأَزهري: أَهمله اللَّيْثُ. ابْنُ الأَعرابي: الثُّبْلة البَقِيَّة والبُثْلة الشُّهْرَةُ.
بجل: التَّبجيل: التَّعْظِيمُ. بَجَّلَ الرجلَ: عَظَّمَه. وَرَجُلٌ بَجَال وبَجِيل: يُبَجِّله الناسُ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ الْعَظِيمُ السَّيِّدُ مَعَ جَمَال ونُبْل، وَقَدْ بَجُلَ بَجَالَة وبُجُولًا، وَلَا تُوصَفُ بِذَلِكَ المرأَة. شَمِرٌ: البَجَال مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يُبَجِّله أَصحابه ويسوِّدونه. والبَجِيل: الأَمر الْعَظِيمُ. وَرَجُلٌ بَجَال: حَسَن الْوَجْهِ. وَكُلُّ غَلِيظٍ مِنْ أَيِّ شيءٍ كَانَ: بَجِيل. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه، عليه السلام، قَالَ لِقَتْلى أُحُد: لَقِيتُم خَيْرًا طَوِيلًا، ووُقِيتُم شَرًّا بَجِيلًا، وسَبَقْتم سَبْقًا طَوِيلًا.
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه أَتَى الْقُبُورَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَصبتم خَيْرًا بَجِيلًا
أَي وَاسِعًا كَثِيرًا، مِنَ التَّبْجِيلِ التَّعْظِيمِ، أَو مِنَ البَجَال الضَّخْم. وأَمر بَجِيل: مُنْكَر عَظِيمٌ. والبَاجِل: المُخْصِب الحَسَنُ الْحَالِ مِنَ النَّاسِ والإِبل. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْكَثِيرِ الشَّحْمِ: إِنه لبَاجِل، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ وَالْجَمَلُ. وَشَيْخٌ بَجَال وبَجِيل أَي جَسِيم؛ وَرَجُلٌ بَاجِل وَقَدْ بَجَلَ يَبْجُل بُجُولًا: وَهُوَ الحسَن الجَسيمُ الخَصيب فِي جِسْمه؛ وأَنشد:
وأَنت بالبابِ سَمِينٌ بَاجِل
وبَجِلَ الرجلُ بَجَلًا: حَسُنَتْ حَالُهُ، وَقِيلَ: فَرِحَ. وأَبْجَله الشيءُ إِذا فَرِحَ بِهِ. والأَبْجَلُ: عِرْق غَلِيظ فِي الرِّجْلِ، وَقِيلَ: هُوَ عِرْق فِي باطِنِ مَفْصِلِ السَّاقِ فِي المَأْبِض، وَقِيلَ: هُوَ فِي الْيَدِ إِزَاءَ الأَكْحَل، وَقِيلَ: هُوَ الأَبْجَلُ فِي الْيَدِ، والنَّسا فِي الرِّجْلِ، والأَبْهَرُ فِي الظَّهْر، والأَخْدَع فِي العُنُق؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ:
رُزِئْتُ بَني أُمِّي، فَلَمَّا رُزِئْتُهم
…
صَبَرْتُ، وَلَمْ أَقْطَعْ عَلَيْهِمْ أَبَاجِلي
والأَبْجَل: عِرْق وَهُوَ مِنَ الْفَرَسِ وَالْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ الأَكْحَل مِنَ الإِنسان. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الأَبْجَل والأَكْحَل والصّافِنُ عُروق نُقْصَدُ، وَهِيَ مِنَ الْجَدَاوِلِ لَا مِنَ الأَوْرِدة. اللَّيْثُ: الأَبْجَلان عِرْقان فِي الْيَدَيْنِ وَهُمَا في الأَكْحَلان مِنْ لَدُنِ المَنْكِب إِلى الكَتِف؛ وأَنشد:
عَارِي الأَشَاجِعِ لَمْ يُبْجَل
أَي لَمْ يُفْصَد أَبْجَلُه. وَفِي حَدِيثِ
سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ:
(2). قوله [والعمرى بتات] هكذا في الأَصل
أَنه رُمِيَ يَوْمَ الأَحزاب فَقَطَعُوا أَبْجَلَه
؛ الأَبْجَل: عِرْق فِي بَاطِنِ الذِّرَاعِ، وَقِيلَ: هُوَ عِرْقٌ غَلِيظٌ فِي الرِّجل فِيمَا بَيْنُ الْعَصَبِ وَالْعَظْمِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُسْتَهْزِئِينَ:
أَما الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةَ فأَوْمأَ جِبْرِيلُ إِلى أَبْجَله.
والبُجْل: البُهْتان الْعَظِيمُ، يُقَالُ: رَمَيْتُهُ ببُجْل؛ وَقَالَ أَبو دُوادٍ الإِيادي:
إمرَأَ القَيْسِ بْنَ أَرْوَى مُولِيا
…
إِن رَآنِي لأَبُوأَنْ بسُبَد
«1» . قُلْتَ بُجْلًا قلتَ قوْلًا كَاذِبًا،
…
إِنَّما يَمْنَعُني سَيْفي ويَد
قَالَ الأَزهري: وَغَيْرُهُ يَقُولُهُ بُجْراً، بِالرَّاءِ، بِهَذَا الْمَعْنَى، قَالَ: وَلَمْ أَسمعه بِاللَّامِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وأَرجو أَن تَكُونَ اللَّامُ لُغَةً، فإِن الرَّاءَ وَاللَّامَ مُتَقَارِبَا الْمَخْرَجِ وَقَدْ تَعَاقَبَا فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ. والبَجَلُ: العَجَب. والبَجْلَة: الصَّغِيرَةُ مِنَ الشَّجَر؛ قال كثير:
وبِجِيد مُغْزِلَةٍ تَرُودُ بوَجْرَةٍ
…
بَجَلاتِ طَلْحٍ، قَدْ خُرِفْنَ، وضَالِ
وبَجَلِي كَذَا وبَجَلِي أَي حَسْبي؛ قَالَ لَبِيدٌ:
بَجَلِي الآنَ مِنَ العَيْشِ بَجَل
قَالَ اللَّيْثَ: هُوَ مَجْزُومٌ لِاعْتِمَادِهِ عَلَى حَرَكَاتِ الْجِيمِ وأَنه لَا يَتَمَكَّنُ فِي التَّصْرِيفِ. وبَجَلْ: بِمَعْنَى حَسْب؛ قَالَ الأَخفش هِيَ سَاكِنَةٌ أَبداً. يَقُولُونَ: بَجَلْك كَمَا يَقُولُونَ قَطْك إِلا أَنهم لَا يَقُولُونَ بَجَلْني كَمَا يَقُولُونَ قَطْني، وَلَكِنْ يَقُولُونَ بَجَلِي وبَجْلِي أَي حَسْبي، قَالَ لَبِيدٌ:
فَمَتى أَهْلِكْ فَلَا أَحْفِلُه،
…
بَجَلي الآنَ مِنَ العَيْشِ بَجَل
وَفِي حَدِيثِ
لُقْمان بْنِ عَادٍ حِينَ وَصَفَ إِخْوته لامرأَة كَانُوا خَطَبوها، فَقَالَ لقمانُ فِي أَحدهم: خُذي مِنِّي أَخي ذَا البَجَل
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةُ: مَعْنَاهُ الحَسْبُ والكِفَاية؛ قَالَ: وَوَجْهُهُ أَنه ذَمَّ أَخاه وأَخبر أَنه قَصير الهِمَّة وأَنه لَا رَغْبَة لَهُ فِي مَعالي الأُمور، وَهُوَ راضٍ بأَن يُكْفَى الأُمور ويكونَ كَلًّا عَلَى غَيْرِهِ، وَيَقُولُ حَسْبي مَا أَنا فِيهِ؛ وأَما
قَوْلُهُ فِي أَخيه الْآخَرِ: خُذِي مِنِّي أَخي ذَا البَجْلة يَحْمِلُ ثِقْلي وثِقْله
، فإِن هَذَا مَدْحٌ لَيْسَ مِنَ الأَوَّل، يُقَالُ: ذُو بَجْلة وَذُو بَجَالة، وَهُوَ الرُّوَاءُ والحُسْن والحَسَب والنُّبْل، وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ بَجَالة. وإِنه لَذُو بَجْلة أَي شَارَةٍ حَسَنَة، وَقِيلَ: كَانَتْ هَذِهِ أَلْقاباً لَهُمْ، وَقِيلَ: البَجَال الَّذِي يُبَجِّله النَّاسُ أَي يُعَظِّمُونَهُ. الأَصمعي فِي قَوْلِهِ خُذِي مِنِّي أَخي ذَا البَجَل: رَجُلٌ بَجَالٌ وبَجيل إِذا كَانَ ضَخْماً؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
شَيْخاً بَجَالًا وغُلاماً حَزْوَرَا
وَلَمْ يُفَسِّرْ قَوْلَهُ أَخي ذَا الْبَجْلَةِ، وكأَنه ذَهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى البَجَل. اللَّيْثُ: رَجُلٌ ذُو بَجَالة وبَجْلة وَهُوَ الكَهْل الَّذِي تَرَى لَهُ هَيئة وتَبْجِيلًا وسِنّاً، وَلَا يُقَالُ امرأَة بَجَالة. الْكِسَائِيُّ: رَجُلٌ بَجَال كَبِيرٌ عَظِيمٌ. أَبو عَمْرٍو: البَجَال الرَّجُلُ الشَّيْخُ السَّيِّدُ؛ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، وَهُوَ أَحد المُعَمَّرين:
أَبَنِيَّ، إِن أَهْلِكْ فإِني
…
قَدْ بَنَيْتُ لَكُمْ بَنيَّه
(1). امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ أَرْوَى مقسم على الإخبار وهو ظاهر إن صحت به الرواية. ووقع في مادة [سبد] بحراً؛ والصواب بجراً، بالجيم، كما هي رواية غير الليث
وجَعَلْتُكُم أَوْلادَ سادات،
…
زِنادُكُمْ وَرِيّه
مِنْ كُلِّ مَا نالَ الفَتَى
…
قَدْ نِلْتُه، إِلا التَّحِيّه
فالمَوْتُ خَيْرٌ للفَتَى،
…
فَليَهْلِكَنْ وَبِهِ بَقِيّه،
مِن أَن يَرَى الشَّيخ البَجَالَ
…
يُقادُ، يُهْدَى بالعَشِيّه
ولَقَدْ شَهِدْتُ النارَ لِلْأَسْلافِ
…
تُوقَد فِي طَمِيّه
وخَطَبْتُ خُطْبَة حازِمٍ،
…
غَيْرِ الضعيفِ وَلَا العَيِيّه
ولقدْ غَدَوْتُ بمُشرِف الحَجَباتِ
…
لَمْ يَغْمِزْ شَظِيّه
فأَصَبْتُ من بَقَر الحباب،
…
وصِدتُ مِنْ حُمُر القفِيّه
ولقد رَحَلْت البازِلَ الكَوْماءَ،
…
لَيْسَ لَهَا وَلِيّه
فَجَعَلَ قَوْلَهُ يُهْدَى بالعَشِيّة حَالًا ليُقاد كأَنه قَالَ يُقاد مَهْدِيّاً، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَقَالَ ويُهْدَى بِالْوَاوِ. وَقَدْ أَبْجَلَنِي ذَلِكَ أَي كَفاني؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ عَبْدَ الرَّحِيمِ بْنَ عَنْبَسَة بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ:
وعَبْدُ الرَّحيم جِمَاعُ الأُمُور،
…
إِليه انْتَهى اللَّقَمُ المُعْمَلُ
إِليه مَوارِدُ أَهلِ الخَصَاص،
…
ومِنْ عِنْدَهُ الصَّدَرُ المُبْجِلُ
اللَّقَم: الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ، والمُعْمَل: الَّذِي يَكْثُرُ فِيهِ سَيْرُ النَّاسِ، والمَوارِدُ: الطُّرُقُ، وَاحِدَتُهَا مَوْرِدَةٌ؛ وأَهل الخَصاص: أَهْلُ الْحَاجَةِ، وجِماعُ الأُمور: تَجتمع إِليه أُمور النَّاسِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ. أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ بَجَلَك دِرْهَمٌ وبَجْلُك درهمٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
فأَلقى تَمَراتٍ فِي يَدِهِ وَقَالَ: بَجَلي مِنَ الدُّنْيَا
أَي حَسْبي مِنْهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ يَوْمَ الجَمَل:
نَحْنُ بَني ضَبَّة أَصحابُ الجَمَل،
…
رُدُّوا عَلَيْنا شَيْخَنا ثُمَّ بَجَل
أَي ثمَّ حَسْبُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
مَعاذَ العَزيز اللَّهِ أَنْ يُوطِنَ الهَوَى
…
فُؤَادِيَ إِلْفاً، لَيْسَ لِي بِبَجِيل
فَسَّرَهُ فَقَالَ: هُوَ مِنْ قَوْلِكَ بَجَلِي كَذَا أَي حَسْبي، وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بمُعَظِّم لِي، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بِعَظِيمِ الْقَدْرِ مُشْبِه لِي. وبَجَّلَ الرجلَ: قَالَ لَهُ بَجَلْ أَي حَسْبُك حَيْثُ انْتَهَيْتَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَمِنْهُ اشْتَقَّ الشَّيْخُ البَجَال وَالرَّجُلُ البَجِيل والتَّبْجِيل. وبَجِيلَة: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ وَالنِّسْبَةِ إِليهم بَجَلِيٌّ، بِالتَّحْرِيكِ، وَيُقَالُ إِنهم مِنْ مَعَدّ لأَن نِزَارَ بْنَ مَعَدّ وَلَدَ مُضَرَ وربيعة وإِياداً وأَنماراً ثُمَّ إِن أَنماراً وَلَد بَجِيلَة وخَثْعَم فَصَارُوا بِالْيَمَنِ؛ أَلا تَرَى أَن جَرِيرَ بْنَ عبدِ اللَّهِ البَجَلِيّ نَافِرٌ رَجُلًا مِنَ اليَمَن إِلى الأَقْرَع بْنِ حَابِسٍ التَّمِيمي حَكَم الْعَرَبَ فَقَالَ:
يَا أَقْرَعُ بنَ حابسٍ يَا أَقْرَعُ
…
إِنك إِن يُصْرَعْ أَخُوك تُصْرَعُ
فَجَعَلَ نَفْسَهُ لَهُ أَخاً، وَهُوَ مَعَدِّيٌّ، وإِنما رَفَعَ تُصْرَع وحقُّه الْجَزْمُ عَلَى إِضمار الْفَاءِ كَمَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ حَسَّانَ:
مَنْ يَفْعَلِ الحَسَناتِ، اللهُ يشكرُها،
…
والشَّرُّ بالشرِّ عندَ اللَّهِ مِثْلانِ
أَيْ فَاللَّهُ يَشْكُرُهَا، وَيَكُونُ مَا بَعْدَ الْفَاءِ كَلَامًا مبتدأً، وكان سيبوبه يَقُولُ: هُوَ عَلَى تَقْدِيمِ الْخَبَرِ كأَنه قَالَ إِنك تُصْرع إِن يَصْرَعْ أَخوك، وأَما الْبَيْتُ الثَّانِي فَلَا يَخْتَلِفُونَ أَنه مَرْفُوعٌ بإِضمار الْفَاءِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ ثَعْلَبٌ أَن هَذَا الْبَيْتَ لِلْحُصَيْنِ بْنِ الْقَعْقَاعِ وَالْمَشْهُورُ أَنه لِجَرِيرٍ. وبَنُو بَجْلَة: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ؛ وَقَوْلُ عَمْرٍو ذِي الْكَلْبِ:
بُجَيْلَةُ يَنْذِروا رَمْيِي وفَهْمٌ،
…
كَذَلِكَ حالُهم أَبَداً وَحَالِي «2»
إِنما صَغَّر بَجْلَة هَذِهِ القبيلَة. وَبَنُو بَجَالَة: بَطْنٌ مِنْ ضَبَّة. التَّهْذِيبُ: بَجْلَة حَيٌّ مِنْ قَيْسِ عَيْلانَ. وبَجْلَة: بَطْنٌ مِنْ سُلَيْم، وَالنِّسْبَةُ إِليهم بَجْليٌّ، بِالتَّسْكِينِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ:
وآخَر مِنْهُمْ أَجْرَرْتُ رُمْحي،
…
وَفِي البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وَقيعُ
بحل: الأَزْهري: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ ح ل ب قَالَ: أَما بَحَلَ وَلَبَحَ فإِن اللَّيْثَ أَهْمَلَهُمَا، قَالَ: وَرَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: البَحْلُ الإِدْقاع الشَّدِيدُ، قَالَ وهذا غريب.
بحدل: البَهْدَلة والبَحْدَلَة: الْخِفَّةُ فِي السَّعْيِ. ابْنُ الأَعرابي: بَحْدَلَ الرجلُ إِذا مَالَتْ كَتِفُهُ. الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِصَاحِبٍ لَهُ: بَحْدِلْ؛ يأْمره بالإِسراع فِي مَشْيِهِ. وبَحْدَلٌ: اسم رجل.
بحشل: البَحْشَل والبَحْشَلِيُّ مِنَ الرِّجَالِ: الأَسْود الْغَلِيظُ، وَهِيَ البَحْشَلَة. ابْنُ الأَعرابي: بَحْشَلَ الرجلُ إِذا رَقَصَ رَقْصَ الزِّنْج.
بحظل: البَحْظَلَة: أَن يَقْفِز الرجلُ قَفَزان اليَرْبُوع أَو الفأَرة. يُقَالُ: بَحْظَلَ الرجلُ بَحْظَلة، والظاء معجمه.
بخل: البُخْل والبَخَل: لُغَتَانِ وَقُرِئَ بِهِمَا «3» . والبَخْل والبُخُول: ضِدُّ الْكَرَمِ، وَقَدْ بَخِلَ يَبْخَلُ بُخْلًا وبَخَلًا، فَهُوَ بَاخِل: ذُو بُخْل، وَالْجَمْعُ بُخَّال، وبَخِيل والجميع بُخَلاء. ورَجُل بَخَل: وُصِف بِالْمَصْدَرِ؛ عَنْ أَبي العَمَيْثل الأَعرابي، وَكَذَلِكَ بَخَّال ومُبَخَّل. والبَخَّال: الشَّدِيدُ البُخْل؛ قَالَ رؤبة:
فَذَاك بَخَّالٌ أَرُوزُ الأَرْزِ،
…
وكُرَّزٌ يَمْشِي بَطِينَ الكُرْزِ
وَرِجَالٌ بَاخِلُونَ. والبَخْلَة: بُخْل مَرَّة وَاحِدَةً. وبَخَّلَه: رَمَاهُ بالبُخل وَنَسَبَهُ إِلى البُخْل. وأَبْخَلَهُ: وَجَدَهُ بَخيلًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكرب: يَا بَنِي سُلَيْم، لَقَدْ سأَلْناكم فَمَا أَبْخَلْنَاكم؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
وَلَا مُعدّ بُخْله عَنْ إِبْخَال
وَيُرْوَى أَبْخَال، فإِن كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ جَمْعُ بُخْل أَو بَخَل لأَنه قَدْ جَاءَتْ مَصَادِرُ مَجْمُوعَةٌ كالحُلوم والعُقول، وَفَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي وَجْهَ جَمْعِهِ قَالَ: مَعْنَاهُ بَعْدَ بُخْلٍ مِنْكَ كَثِيرٍ؛ وَعَنْ هَاهُنَا بِمَعْنَى بَعْدَ كَمَا قَالَ:
وتُصْبح عَنْ غِبِّ الضَّباب، كأَنَّما
…
تَرَوَّح قَيْنُ الهَضْبِ عَنْهَا بِمصْقَلَه
والمَبْخَلة: الشَّيْءُ الَّذِي يَحْمِلك عَلَى الْبُخْلِ. وفي
(2). قوله: ينذروا، بالجزم، هكذا في الأَصل
(3)
. قوله [وقرئ بهما] يؤخذ من القاموس وشرحه: أَنه قرئ باللغات الأربع وهي: البُخْل والبُخُل كقُفْل وعُنُق والبَخْل والبَخَل كنَجْم وجَبَل
حَدِيثِ
النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: الوَلَد مَجْبَنَة مَجْهَلة مَبْخَلة
: هُوَ مَفْعَلة مِنَ البُخل، ومَظِنّة لأَن يَحْمِل أَبويه عَلَى الْبُخْلِ، وَيَدْعُوهُمَا إِليه فَيَبْخَلان بِالْمَالِ لأَجله. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
إِنكم لتُبَخِّلون وتُجَبِّنون.
بدل: الْفَرَّاءُ: بَدَلٌ وبِدْلٌ لُغَتَانِ، ومَثَل ومِثْل، وشَبَه وشِبْه، ونَكَل ونِكْل. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَمْ يُسْمَع فِي فَعَل وفِعْل غَيْرَ هَذِهِ الأَربعة الأَحرف. والبَدِيل: البَدَل. وبَدَلُ الشَّيْءِ: غَيْرُه. ابْنُ سِيدَهْ: بِدْل الشَّيْءِ وبَدَله وبَدِيله الخَلَف مِنْهُ، والجمع أَبْدَال. قال سيبوبه: إِنَّ بَدَلك زَيد أَي إِنَّ بَديلك زَيْد، قَالَ: وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ اذْهَبْ مَعَكَ بِفُلَانٍ، فَيَقُولُ: مَعِي رَجُلٌ بَدَلُه أَي رَجُلٌ يُغْني غَناءه وَيَكُونُ فِي مَكَانِهِ. وتَبَدَّل الشيءَ وتَبَدَّلَ بِهِ واسْتَبْدَلَهُ واسْتَبْدَلَ بِهِ، كُلُّه: اتَّخَذَ مِنْهُ بَدَلًا. وأَبْدَلَ الشيءَ مِنَ الشَّيْءِ وبَدَّلَه: تَخِذَه منه بَدَلًا. وأَبْدَلْتُ الشيءَ بِغَيْرِهِ وبَدَّلَه اللَّهُ مِنَ الْخَوْفِ أَمْناً. وتَبْدِيل الشَّيْءِ: تَغْيِيرُهُ وإِن لَمْ تأْت بِبَدَلٍ. واسْتَبْدَلَ الشَّيْءَ بِغَيْرِهِ وتَبَدَّلَهُ بِهِ إِذا أَخذه مَكَانَهُ. والمُبَادَلَة: التبادُل. والأَصل فِي التَّبْدِيل تَغْيِيرُ الشَّيْءِ عَنْ حَالِهِ، والأَصل فِي الإِبْدَال جَعْلُ شَيْءٍ مَكَانَ شَيْءٍ آخَرَ كإِبدالك مِنَ الْوَاوِ تَاءً فِي تَاللَّهِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلَّذِي يَبِيعُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ المأْكولات بَدَّال؛ قَالَهُ أَبو الْهَيْثَمِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ بَقَّال. وَقَوْلُهُ عز وجل: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: تَبْدِيلها، وَاللَّهُ أَعلم، تسييرُ جِبَالِهَا وَتَفْجِيرُ بِحارها وكونُها مُسْتَوِيَةً لَا تَرى فِيهَا عِوَجاً وَلَا أَمْتاً، وتَبْدِيل السَّمَاوَاتِ انْتِثَارُ كواكِبها وانفطارُها وانشقاقُها وَتَكْوِيرُ شَمْسِهَا وَخُسُوفُ قَمَرِهَا، وأَراد غيرَ السَّمَاوَاتِ فاكتَفى بِمَا تَقَدَّمَ. أَبو الْعَبَّاسِ: ثَعْلَبٌ يُقَالُ أَبْدَلْتُ الخاتمَ بالحَلْقة إِذا نَحَّيت هَذَا وَجَعَلْتَ هَذَا مَكَانَهُ. وبَدَّلْتُ الخاتمَ بالحَلْقة إِذا أَذَبْتَه وسوَّيته حَلْقة. وَبَدَّلْتَ الحَلْقة بِالْخَاتَمِ إِذا أَذبتها وَجَعَلْتَهَا خَاتَمًا؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَحَقِيقَتُهُ أَن التَّبْدِيل تَغْيِيرُ الصُّورَةِ إِلى صُورَةٍ أُخرى والجَوْهرةُ بِعَيْنِهَا. والإِبْدَال: تَنْحيةُ الْجَوْهَرَةِ وَاسْتِئْنَافُ جَوْهَرَةٍ أُخرى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي النَّجْمِ:
عَزْل الأَمير للأَمير المُبْدَل
أَلا تَرَى أَنه نَحَّى جِسْمًا وَجَعَلَ مَكَانَهُ جِسْمًا غَيْرَهُ؟ قَالَ أَبو عَمْرٍو: فَعَرَضْتُ هَذَا عَلَى الْمُبَرِّدِ فَاسْتَحْسَنَهُ وَزَادَ فِيهِ فَقَالَ: وَقَدْ جَعَلَتِ الْعَرَبُ بَدَّلت بِمَعْنَى أَبْدَلت، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عز وجل: فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ
؛ أَلا تَرَى أَنه قَدْ أَزال السَّيِّئَاتِ وَجَعَلَ مَكَانَهَا حَسَنَاتٍ؟ قَالَ: وأَمَّا مَا شَرَط أَحمد بْنُ يَحْيَى فَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها
. قَالَ: فَهَذِهِ هِيَ الْجَوْهَرَةُ، وَتَبْدِيلُهَا تَغْيِيرُ صُورَتِهَا إِلى غَيْرِهَا لأَنها كَانَتْ نَاعِمَةً فَاسْوَدَّتْ مِنَ الْعَذَابِ فَرُدَّتْ صورةُ جُلودهم الأُولى لَمَّا نَضِجَت تِلْكَ الصُّورَةُ، فَالْجَوْهَرَةُ وَاحِدَةٌ وَالصُّورَةُ مُخْتَلِفَةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: اسْتَبْدَلَ ثَوْبًا مَكَانَ ثَوْبٍ وأَخاً مَكَانَ أَخ وَنَحْوَ ذَلِكَ الْمُبَادَلَةُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَذَا بَابُ المَبْدُول مِنَ الْحُرُوفِ وَالْمُحَوَّلِ، ثُمَّ ذَكَرَ مَدَهْته ومَدَحْته، قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن بَدَلت مُتَعَدٍّ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: جَمْعٌ بَدِيل بَدْلَى، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن بَدِيلًا بِمَعْنَى مُبْدَل. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: سُمِّيَ البَدَّال بَدَّالًا لأَنه يُبَدِّل بَيْعًا بِبَيْعٍ فَيَبِيعُ الْيَوْمَ شَيْئًا وَغَدًا شَيْئًا آخَرَ، قَالَ: وَهَذَا كله يدل على أَن بَدَلت، بِالتَّخْفِيفِ، جَائِزٌ وأَنه مُتَعَدٍّ. والمُبَادَلَة مُفَاعَلَةٌ مِنْ بَدَلت؛ وَقَوْلُهُ:
فَلَمْ أَكُنْ، والمالِكِ الأَجَلِّ،
…
أَرْضى بِخِلٍّ، بعدَها، مُبْدَلِ
إِنما أَراد مُبْدَل فشدَّد اللَّامَ لِلضَّرُورَةِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه شدَّدها لِلْوَقْفِ ثُمَّ اضطُرَّ فأَجرى الْوَصْلَ مُجْرى الْوَقْفِ كَمَا قَالَ:
ببازِلٍ وَجْناءَ أَو عَيْهَلِ
وَاخْتَارَ الْمَالِكُ عَلَى المَلك لِيَسْلَمَ الْجُزْءُ مِنَ الخَبْل، وَحُرُوفُ البَدَل: الْهَمْزَةُ والأَلف وَالْيَاءُ وَالْوَاوُ وَالْمِيمُ وَالنُّونُ وَالتَّاءُ وَالْهَاءُ وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَالْجِيمُ، وإِذا أَضفت إِليها السِّينَ وَاللَّامَ وأَخرجت مِنْهَا الطَّاءَ وَالدَّالَ وَالْجِيمَ كَانَتْ حروفَ الزيادةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْنَا نُرِيدُ البَدَل الَّذِي يَحْدُثُ مَعَ الإِدغام إِنما نُرِيدُ الْبَدَل فِي غَيْرِ إِدغام. وبَادَلَ الرجلَ مُبَادَلَة وبِدَالًا: أَعطاه مِثْلَ مَا أَخَذَ مِنْهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
قَالَ: أَبي خَوْنٌ، فَقِيلَ: لَا لَا
…
لَيْسَ أَباك، فاتْبَعِ البِدَالا
والأَبْدَال: قَوْمٌ مِنَ الصَّالِحِينَ بِهِمْ يُقيم اللهُ الأَرض، أَربعون فِي الشَّامِ وَثَلَاثُونَ فِي سَائِرِ الْبِلَادِ، لَا يَمُوتُ مِنْهُمْ أَحد إِلا قَامَ مَكَانَهُ آخَرُ، فَلِذَلِكَ سُمُّوا أَبْدَالًا، وَوَاحِدُ الأَبْدَال العُبَّاد بِدْل وبَدَل؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْوَاحِدُ بَدِيل. وَرَوَى
ابْنُ شُمَيْلٍ بِسَنَدِهِ حَدِيثًا عَنْ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، أَنه قَالَ: الأَبْدَال بِالشَّامِ، والنُّجَباء بِمِصْرَ، وَالْعَصَائِبُ بِالْعِرَاقِ
؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَبْدَال خِيارٌ بَدَلٌ مِنْ خِيار، وَالْعَصَائِبُ عُصْبة وَعَصَائِبُ يَجْتَمِعُونَ فَيَكُونُ بَيْنَهُمْ حَرْبٌ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سُمِّيَ المُبَرِّزون فِي الصَّلَاحِ أَبْدَالًا لأَنهم أُبْدِلوا مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ، قَالَ: والأَبْدَال جَمْعُ بَدَل وبِدْل، وجَمْع بَدِيل بَدْلى، والأَبْدَال: الأَولياء والعُبَّاد، سُموا بِذَلِكَ لأَنهم كُلَّمَا مَاتَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ أُبدل بِآخَرَ. وبَدَّلَ الشيءَ: حَرَّفه. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ أَنهم مَاتُوا عَلَى دِينِهِمْ غَيْرَ مُبَدِّلين. وَرَجُلٌ بِدْل: كَرِيمٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْجَمْعُ أَبْدَال. وَرَجُلٌ بِدْل وبَدَل: شَرِيفٌ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، وَهَاتَانِ الأَخيرتان غَيْرُ خَالِيَتَيْنِ مِنْ مَعْنَى الخَلَف. وتَبَدَّلَ الشيءُ: تَغَيَّر؛ فأَما قَوْلُ الرَّاجِزِ:
فبُدِّلَتْ، والدَّهْرُ ذُو تَبَدُّلِ،
…
هَيْفا دَبُوراً بالصَّبا والشَّمْأَلِ
فإِنه أَراد ذُو تَبْدِيلٍ. والبَدَل: وَجَع فِي الْيَدَيْنِ وَالرَّجُلَيْنِ، وَقِيلَ: وَجَعُ الْمَفَاصِلِ وَالْيَدَيْنِ وَالرَّجُلَيْنِ؛ بَدِلَ، بِالْكَسْرِ، يَبْدَلُ بَدلًا فَهُوَ بَدِلٌ إِذا وَجِع يَديه وَرِجْلَيْهِ؛ قَالَ الشَّوْأَل بْنُ نُعيم أَنشده يَعْقُوبُ فِي الأَلفاظ:
فَتَمَذَّرَتْ نَفْسِي لِذَاكَ، وَلَمْ أَزل
…
بَدِلًا نَهارِيَ كُلَّه حَتَّى الأُصُل
والبَأْدَلة: مَا بَيْنَ العُنُق والتَّرْقُوَة، وَالْجَمْعُ بَآدِل؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ، لَا مُتآزفٌ،
…
وَلَا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبَآدِلُه
وَقِيلَ: هِيَ لَحْمُ الصَّدْرِ وَهِيَ البَأْدَلَة والبَهْدَلة وَهِيَ الفَهْدَة. ومَشى البَأْدَلَة إِذا مَشى مُحَرِّكاً بَآدِلَهُ، وَهِيَ مِن مِشْية القِصار مِنَ النِّسَاءِ؛ قَالَ:
قَدْ كَانَ فِيمَا بَيْنَنَا مُشاهَلَه،
…
ثُمَّ تَوَلَّتْ، وَهِيَ تَمْشي البَادَلَه
أَراد البَأْدَلة فَخَفَّف حَتَّى كأَن وَضْعَهَا أَلف، وَذَلِكَ لِمَكَانِ التأْسيس. وبَدِل: شَكَا بَأْدَلته عَلَى حُكْمِ الْفِعْلِ المَصُوغ مِنْ أَلفاظ الأَعضاء لَا عَلَى الْعَامَّةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبِذَلِكَ قَضينا عَلَى هَمْزَتِهَا بِالزِّيَادَةِ وَهُوَ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ فِي الْهَمْزَةِ إِذا كَانَتِ الْكَلِمَةُ تَزِيدُ عَلَى الثَّلَاثَةِ؛ وَفِي الصِّفَاتِ لأَبي عُبَيْدٍ: البَأْدَلَة اللَّحمة فِي بَاطِنِ الْفَخْذِ. وَقَالَ نُصير: البَأْدَلَتَان بُطُونُ الْفَخِذَيْنِ، والرَّبْلتان لَحْمُ بَاطِنِ الفَخذ، وَالْحَاذَانِ لَحْمُ ظاهِرهما حَيْثُ يَقَعُ شَعْرُ الذَّنَب، والجاعِرتان رأْسا الْفَخِذَيْنِ حَيْثُ يُوسَم الْحِمَارُ بحَلْقة، والرَّعْثاوان والثَّنْدُوَتان يُسَمَّينَ البَآدِل، والثَّنْدُوَتان لَحْمتان فَوْقَ الثَّدْيَيْنِ. وبَادَوْلَى وبَادُولَى، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَعشى:
حَلَّ أَهْلي بَطْنَ الغَمِيس فَبَادَوْلَى
…
، وحَلَّتْ عُلْوِيَّة بالسِّخَال
يُرْوَى بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ جَمِيعًا. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يأْتي بالرأْي السَّخِيفِ: هَذَا رأْي الجَدَّالين والبَدَّالِين. والبَدَّال: الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَالٌ إِلا بِقَدْرِ مَا يَشْتَرِي بِهِ شَيْئًا، فإِذا بَاعَهُ اشْتَرَى بِهِ بَدَلًا مِنْهُ يُسَمَّى بَدَّالًا، والله أَعلم.
بذل: البَذْل: ضِدُّ المَنْع. بَذَلَه يَبْذِلُه ويَبْذُلُه بَذْلًا: أَعطاه وجادَ بِهِ. وَكُلُّ مَنْ طَابَتْ نَفْسُهُ بإِعطاء شَيْءٍ فَهُوَ بَاذِلٌ لَهُ. والابْتِذَال: ضِدُّ الصِّيانة. وَرَجُلٌ بَذَّال وبَذُول إِذا كَانَ كَثِيرَ الْبَذْلِ لِلْمَالِ. والبِذْلَة والمِبْذَلة مِنَ الثِّيَابِ: مَا يُلبس ويُمتهن وَلَا يُصان. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنكر عليُّ بْنُ حَمْزَةَ مِبْذَلَة، وَقَالَ مِبْذَل بِغَيْرِ هَاءٍ، وَحَكَى غَيْرُهُ عَنْ أَبي زَيْدٍ مِبْذَلة، وَقَدْ قِيلَ أَيضاً: مِيدَعَة ومِعْوَزَة عَنْ أَبي زَيْدٍ لِوَاحِدَةِ المَوادِع والمَعاوِز، وَهِيَ الثِّيَابُ والخُلْقان، وَكَذَلِكَ المَبَاذِل، وَهِيَ الثِّيَابُ الَّتِي تُبْتذل فِي الثِّيَابِ؛ ومِبْذَل الرَّجُلِ ومِيدعُه ومِعْوَزه: الثَّوْبُ الَّذِي يَبْتَذِلُهُ ويَلْبَسه؛ وَاسْتَعَارَ ابْنُ جِنِّي البِذْلَة فِي الشِّعْر فَقَالَ: الرَّجَز إِنما يُسْتَعَانُ بِهِ فِي البِذْلَة وَعِنْدَ الِاعْتِمَالِ والحُداء والمِهْنَة؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِهِ:
لَوْ قَدْ حَداهُنَّ أَبو الجُودِيَّ
…
برَجَزٍ مُسْحَنْفِر الرَّوِيِّ،
مُسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنِيِ
واسْتَبْذَلْتُ فُلَانًا شَيْئًا إِذا سأَلته أَن يَبْذُله لَكَ فَبذَله. وَجَاءَنَا فُلَانٌ فِي مَبَاذِلِهِ أَي فِي ثِيَابِ بِذْلته. وابْتِذَال الثَّوْبِ وَغَيْرُهُ: امتهانُه. والتَّبَذُّل: تَرْكُ التَّصَاوُنِ. والمِبْذَل والمِبْذَلَة: الثَّوْبُ الخَلَق، والمُتَبَذِّل لَابِسُهُ. والمُتَبَذِّل والمُبْتَذِل مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَلِي الْعَمَلَ بِنَفْسِهِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الَّذِي يَلِي عَمَلَ نَفْسِهِ؛ قَالَ:
وَفَاءً للخَلِيفَةِ، وابْتِذَالًا
…
لنَفْسِيَ مِنْ أَخي ثِقَةٍ كَرِيم
وَيُقَالُ: تَبَذَّلَ فِي عَمَلِ كَذَا وَكَذَا ابْتَذَلَ نَفْسَهُ فِيمَا تَوَلَّاهُ مِنْ عَمَلٍ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ:
فَخَرَجَ مُتَبَذِّلًا مُتَخَضِّعاً
؛ التَّبَذُّل: تركُ التَّزيُّن والتَّهَيُّؤِ بالهَيئة الْحَسَنَةِ الْجَمِيلَةِ عَلَى جِهَةِ التَّوَاضُعِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
سَلْمَانَ: فرأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَة
، وَفِي رِوَايَةٍ:
مُبْتَذِلَةً.
وَفُلَانٌ صَدْقُ المُبْتَذَل إِذا كَانَ صُلْباً فِيمَا يَبْتَذِلُ بِهِ نَفْسَهُ. وفَرَس ذُو صَوْن وابْتِذَال إِذا كَانَ لَهُ حُضْر قَدْ صَانَهُ لِوَقْتِ الْحَاجَةِ إِليه وعَدْوٌ دُونَهُ قَدِ ابْتَذَلَه. وبَذْلٌ: اسْمٌ. ومَبْذُول: شَاعِرٌ مِنْ غَنِيٍّ.
برأل: البُرَائل: الَّذِي ارْتَفَعَ مِنْ رِيشِ الطَّائِرِ فَيَسْتَدِيرُ فِي عُنُقه؛ قَالَ حُمَيْد الأَرْقط:
وَلَا يَزَال خَرَبٌ مُقَنَّعُ
…
بُرَائِلاهُ، والجَنَاحُ يَلْمَعُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ مَنْصُوبٌ وَالْمَعْرُوفُ فِي رَجْزِهِ:
فَلَا يَزَالُ خَرَبٌ مُقَنَّعَا
…
بُرَائِلَيْه، وَجَنَاحاً مُضْجعَا
أَطارَ عَنْهُ الزَّغَبَ المُنَزَّعا،
…
يَنْزِعُ حَبَّاتِ الْقُلُوبِ اللُّمَّعا
ابْنُ سِيدَهْ: البُرَائِل مَا اسْتَدَارَ مِنْ رِيشِ الطَّائِرِ حَوْلَ عُنُقِهِ، وَهُوَ البُرْؤُلَة، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ عُرْفَ الحُبَارَى فإِذا نَفَشَه لِلْقِتَالِ قِيلَ بَرْأَلَ، وَقِيلَ: هُوَ الرِّيشُ السَّبْط الطَّوِيلُ لَا عِرَضَ لَهُ عَلَى عُنُق الدِّيكِ، فإِذا نَفَشَهُ لِلْقِتَالِ قِيلَ: قَدِ ابْرَأَلَّ الدِّيكُ وتَبَرْأَلَ، قَالَ: وَهُوَ البُرَائِل للدِّيك خَاصَّةً. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ بَرْأَلَ الدِّيكُ بَرْأَلَةً إِذا نَفَشَ بُرَائِلَه، والبُرَائِل: عُفْرَة الدِّيك والحُبَارَى وَغَيْرِهِمَا، وَهُوَ الرِّيشُ الَّذِي يَسْتَدِيرُ فِي عُنُقه. وأَبو بُرَائِل: كُنْيَةُ الدِّيكِ. وتَبَرْأَلَ للشرِّ أَي «4»
…
نَافِشًا عُرْفَه فَذَلِكَ دَلِيلٌ مِنْ قَوْلِهِ إِن البُرَائِل يَكُونُ للإِنسان. وابْرَأَلَّ: تَهَيَّأَ لِلشَّرِّ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ.
برزل: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: رَجُلٌ بُرْزُل، وَهُوَ الضَّخْم، وليس بثَبَتٍ.
برطل: البِرْطِيل: حَجَر أَو حَدِيد طَوِيلٌ صُلْب خِلْقة لَيْسَ مِمَّا يُطَوِّله الناسُ وَلَا يُحَدِّدونه تُنْقَرُ بِهِ الرَّحى وَقَدْ يُشَبَّهُ بِهِ خَطْم النَّجيبة، وَالْجَمْعُ بَرَاطِيل؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَقْعَس:
تَرَى شُؤُونَ رَأْسِها العَوارِدَا
…
مَضْبورَةً إِلى شَبا حَدَائِدا،
ضَبْرَ بَرَاطِيلَ إِلى جَلامِدا
قَالَ السِّيرَافِيُّ: هُوَ حَجَرٌ قَدْرُ ذِرَاعٍ. أَبو عَمْرٍو: البَرَاطِيل المَعاوِل، وَاحِدُهَا بِرْطِيل، والبِرْطِيل: الْحَجَرُ الرَّقِيقُ وَهُوَ النَّصِيل، وَقِيلَ: هُمَا ظُرَرَانِ مَمْطُولانِ تُنْقَرُ بِهِمَا الرَّحَى، وَهُمَا مِنْ أَصْلب الحِجَارة مَسْلَكَةً مُحَدَّدة؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ:
كأَنَّ مَا فَاتَ عَيْنَيها ومَذْبَحَها،
…
مِنْ خَطْمِها وَمِنَ اللَّحْيَيْن، بِرْطِيل
قَالَ: البِرْطِيل حَجَر مُسْتَطِيلٌ عَظِيمٌ شُبِّهَ بِهِ رأْس النَّاقَةِ. والبُرْطُلَة: المِظَلَّة الصَّيْفِيَّةُ «5» نَبَطيّة، وَقَدِ اسْتُعْمِلَتْ فِي لَفْظِ الْعَرَبِيَّةِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنما هُوَ ابْنُ الظُّلَّة «6» . والبُرْطُل، بِالضَّمِّ: قَلَنْسُوَة، وَرُبَّمَا شُدّد. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ البُرْطُلَّة، قَالَ: وَقَالَ الْوَزِيرُ السَّرْقَفانَةُ بُرْطُلَّة الْحَارِسِ. والبِرْطِيل: خَطْمُ الفَلْحَس وَهُوَ الْكَلْبُ، قَالَ: والفَلْحَسُ الدُّبُّ المُسِنُّ «7» .
برعل: البُرْعُل: وَلَدُ الضَّبُع كالفُرْعُل، وَقِيلَ: هُوَ وَلَدُ الوَبْرِ مِنِ ابْنِ آوَى.
برغل: البَرَاغِيل: الْبِلَادُ الَّتِي بَيْنَ الرِّيف والبَرِّ مِثْلَ الأَنبار وَالْقَادِسِيَّةِ وَنَحْوِهِمَا، وَاحِدُهَا بِرغِيل، وَهِيَ المَزالف أَيضاً. والبَراغِيل: القُرَى؛ عَنْ ثَعْلَبٍ فَعَمَّ بِهِ وَلَمْ يَذْكُرْ لَهَا وَاحِدًا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البِرْغِيل الأَرض القَرِيبة من الماء.
برقل: البِرْقِيل: الجُلاهِق وَهُوَ الَّذِي يَرْمي بِهِ الصبيانُ البُندقَ. ابْنُ الأَعرابي: بَرْقَل الرجلُ إِذا كَذَب.
(4). هنا بياض بالأصل
(5)
. في القاموس: المِظَلَّة الضَّيقة
(6)
. قوله: ابن الظُّلَّة؛ هكذا في الأَصل
(7)
. والبِرْطِيل، في الأَساس: الرشوة. وفي القاموس: بَرْطَلَه فتَبَرْطَلَ: رشاه فارتشى
بزل: بَزَل الشيءَ يَبْزُلُهُ بَزْلًا وبَزَّلَهُ فَتَبَزَّل: شَقَّه. وتَبَزَّل الْجَسَدُ: تَفَطَّر بِالدَّمِ، وتَبَزَّل السِّقاء كَذَلِكَ. وسِقَاءٌ فِيهِ بَزْلٌ: يَتَبزَّلُ بِالْمَاءِ، وَالْجَمْعُ بُزُول. الْجَوْهَرِيُّ: بَزَل البعيرُ يَبْزُل بُزُولًا فَطَر نابُه أَي انْشَقَّ، فَهُوَ بَازِل، ذَكَرًا كَانَ أَو أُنثى، وَذَلِكَ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ، قَالَ: وَرُبَّمَا بَزَلَ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ. ابْنُ سِيدَهْ: بَزَلَ نابُ الْبَعِيرِ يَبْزُل بَزْلًا وبُزُولًا طَلَع؛ وجَمَلٌ بَازِل وَبَزُولٌ. قَالَ ثَعْلَبٌ فِي كَلَامِ بَعْضِ الرُّوَّاد: يَشْبَع مِنْهُ الجَمل البَزُول، وَجَمْعُ البَازِل بُزَّل، وَجَمْعُ البَزُول بُزُل، والأُنثى بَازِل وَجَمْعُهَا بَوَازِل، وبَزُول وجَمْعُها بُزُل. الأَصمعي وَغَيْرُهُ: يُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا اسْتَكْمَلَ السَّنَةَ الثَّامِنَةَ وَطَعَنَ فِي التَّاسِعَةِ وفَطَر نابُه فَهُوَ حِينَئِذٍ بَازِل، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ. جَمَلٌ بَازِل وَنَاقَةٌ بَازِل: وَهُوَ أَقصى أَسنان الْبَعِيرِ، سُمِّي بَازِلًا مِنَ البَزْل، وَهُوَ الشَّقُّ، وَذَلِكَ أَن نَابَهُ إِذا طَلَع يُقَالُ لَهُ بَازِل، لشَقِّه اللَّحْمَ عَنْ مَنْبِته شَقّاً؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ فِي السِّنِّ وسَمّاها بَازِلًا:
مَقْذوفة بدَخِيس النَّحْضِ بَازِلُها،
…
لَهُ صَرِيفٌ صَريفَ القَعْو بالمَسَد
أَراد ببَازِلها نَابَهَا، وَذَهَبَ سيبوبه إِلى أَن بَوَازِل جَمْعُ بَازِل صِفَةٌ لِلْمُذَكَّرِ، قَالَ: أَجروه مُجْرَى فَاعِلَةٍ لأَنه يُجْمَعُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فَلَا يَقْوَى ذَلِكَ قُوَّةَ الْآدَمِيِّينَ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: لَيْسَ بَعْدَ الْبَازِلِ سِنٌّ تُسَمَّى، قَالَ: والبَازِل أَيضاً اسْمُ السِّن الَّتِي تَطْلُعُ فِي وَقْتِ البُزُول، وَالْجَمْعُ بَوَازِل؛ قَالَ القطَامي:
تَسَمَّعُ مِنْ بَوَازِلها صَرِيفاً،
…
كَمَا صاحَت عَلَى الخَرِب الصِّقَارُ
وَقَدْ قَالُوا: رَجُلٌ بَازِل، عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْبَعِيرِ، وَرُبَّمَا قَالُوا ذَلِكَ يَعْنُونَ بِهِ كَمَالَهُ فِي عَقْلِهِ وتَجْربته؛ وَفِي حَدِيثِ
عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ:
بَازِلُ عامَيْن حَديثٌ سِنِّي
يَقُولُ: أَنا مُسْتَجْمِعُ الشَّبَابِ مُسْتَكْمِلُ الْقُوَّةِ؛ وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ أَبي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ فَقَالَ: قَالَ أَبو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ:
مَا تُنْكِرُ الحَرْبُ العَوَانُ مِنِّي،
…
بَازِلُ عامَينِ حَدِيثٌ سِنِّي
قَالَ: إِنما عَنَى بِذَلِكَ كَمَالَهُ لَا أَنه مُسِنٌّ كالبَازِل، أَلا تَرَاهُ قَالَ حَدِيثٌ سنِّي وَالْحَدِيثُ لَا يَكُونُ بَازِلًا؛ وَنَحْوَهُ قَوْلُ قَطَرِيّ بْنِ الفُجاءة:
حَتَّى انصرفْتُ، وَقَدْ أَصَبْتُ، وَلَمْ أُصَبْ
…
جَذَعَ البَصيرة قارِحَ الأقْدام
فإِذا جَاوَزَ الْبَعِيرُ البُزُول قِيلَ بَازِل عَامٍ وَعَامَيْنِ، وَكَذَلِكَ مَا زَادَ. وتَبَزَّلَ الشيءُ إِذا تَشَقَّقَ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
سَعَى سَاعِيَا غَيْظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَ ما
…
تَبَزَّلَ، مَا بَيْنَ العَشِيرة بالدَّم
وَمِنْهُ يُقَالُ للحَدِيدة الَّتِي تَفْتح مِبْزَل الدَّنِّ: بِزَالٌ ومِبْزَل، لأَنه يُفْتَح بِهِ. وبَزَلَ الخَمرَ وغيرَها بَزْلًا وابْتَزَلَها وتَبَزَّلَها: ثَقَبَ إِناءها، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ البُزَالُ. وبَزَلَها بَزْلًا: صَفّاها. والمِبْزَل والمِبْزَلَة: المِصْفاة الَّتِي يُصَفَّى بِهَا؛ وأَنشد:
تَحَدَّر مِنْ نَوَاطِبِ ذِي ابْتِزَال
والبَزْل: تَصْفية الشَّرَابِ وَنَحْوَهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف البَزْل بِمَعْنَى التَّصْفِيَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: المِبْزَل مَا يُصَفَّى بِهِ الشَّرَابُ. وشَجَّة بَازِلَة: سَالَ دَمُها.
وَفِي حَدِيثِ
زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: قَضَى فِي البَازِلَة بِثَلَاثَةِ أَبْعِرة
؛ البَازِلَة مِنَ الشِّجَاج: الَّتِي تَبْزُلُ اللَّحْمَ أَي تَشُقُّه وَهِيَ المُتَلاحمة. وانْبَزَل الطَّلعُ أَي انْشَقَّ. وبَزَلَ الرأَيَ والأَمر: قَطَعه. وخُطَّةٌ بَزْلاءُ: تَفْصِلُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. والبَزْلاءُ: الرَّأْي الجَيِّد. وإِنه لَذُو بَزْلاءَ أَي رأْي جَيِّد وعَقْل؛ قَالَ الرَّاعِي:
مِنْ أَمْرِ ذِي بَدَواتٍ لَا تَزَال لَهُ
…
بَزْلاءُ، يَعْيَا بِهَا الجَثَّامة اللُّبَدُ
وَيُرْوَى: مِنِ امْرِئٍ ذِي سمَاح. أَبو عَمْرٍو: مَا لِفُلَانٍ بَزْلاء يَعِيشُ بِهَا أَي مَا لَهُ صَرِيمة رأْي، وَقَدْ بَزَلَ رأْيه يَبْزُلُ بُزُولًا. وإِنه لنَهَّاض ببَزْلاء أَي مُطيق عَلَى الشَّدَائِدِ ضَابِطٌ لَهَا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا كَانَ مِمَّنْ يَقُومُ بالأُمور الْعِظَامِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِني، إِذا شَغَلَتْ قَوماً فُروجُهُمُ،
…
رَحْبُ المَسَالِكِ نَهّاض ببَزْلاء
وَفِي حَدِيثِ
الْعَبَّاسِ قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ لأَهل مَكَّةَ: أَسْلِمُوا تَسْلموا فَقَدَ استُبْطِنْتم بأَشْهَبَ بَازِل
أَي رُمِيتُم بأَمر صَعْب شَدِيدٍ، ضَرَبَهُ مَثَلًا لِشِدَّةِ الأَمر الَّذِي نَزَلَ بِهِمْ. والبَزْلاء: الدَّاهِيَةُ الْعَظِيمَةُ. وأَمر ذُو بَزْلٍ أَي ذُو شدَّة؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ شَأْس:
يُفَلِّقْنَ رأْسَ الكَوْكَب الفَخْمِ، بعدَ ما
…
تَدُورُ رَحَى المَلْحاءِ فِي الأَمر ذِي البَزْل
وَمَا عِنْدَهُمْ بَازِلَة أَي لَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْمَالِ. وَلَا تَرَكَ اللَّهُ عِنْدَهُ بَازِلَة أَي شَيْئًا. وَيُقَالُ: لَمْ يُعْطِهِم بَازِلَة أَي لَمْ يُعْطهم شَيْئًا. وَقَوْلُهُمْ: مَا بَقِيَت لَهُمْ بَازِلَة كَمَا يُقَالُ مَا بَقِيَت لَهُمْ ثاغِيَةٌ وَلَا رَاغِيَة أَي وَاحِدَةٌ. وَفِي النَّوَادِرِ: رَجُلٌ تِبْزِيلَة وتِبْزِلَةٌ قَصِير. وبُزْل: اسْمُ عَنْزٍ؛ قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الْوَرْدِ:
أَلَمّا أَغزَرَت فِي العُسِّ بُزْلٌ
…
ودُرْعَةُ بنْتُها، نَسِيَا فَعَالي
بسل: بسَل الرجلُ يَبْسُلُ بُسُولًا، فَهُوَ بَاسِل وبَسْل وبَسِيل وتَبَسَّلَ، كِلَاهُمَا: عَبَس مِنَ الْغَضَبِ أَو الشَّجَاعَةِ، وأَسَد بَاسِل. وتَبَسَّلَ لِي فُلَانٌ إِذا رأَيته كَرِيهَ المَنْظَر. وبَسَّلَ فُلَانٌ وَجْهَه تَبْسِيلًا إِذا كَرَّهه. وتَبَسَّلَ وجههُ: كَرُهَتْ مَرْآته وفَظُعَتْ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب يَصِفُ قَبْرًا:
فكُنْتُ ذَنُوبَ الْبِئْرِ لَمَّا تَبَسَّلَتْ،
…
وسُرْبِلْتُ أَكفاني ووُسِّدْتُ سَاعِدِي
لَمَّا تَبَسَّلَت أَي كَرُهت؛ وَقَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ:
إِذا غَلَبَتْه الكأْسُ لَا مُتَعَبِّس
…
حَصُورٌ، وَلَا مِن دونِها يَتَبَسَّلُ
وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: لَمَّا تَنَسَّلَتْ، وَكَذَلِكَ ضَبْطُهُ فِي كِتَابِ النَّبَاتِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هُوَ. والبَاسِل: الأَسَد لِكَرَاهَةِ مَنْظَره وَقُبْحِهِ. والبَسَالَة: الشَّجَاعَةُ. والبَاسِل: الشَّدِيدُ. والبَاسِل: الشُّجَاعُ، وَالْجَمْعُ بُسَلاء وبُسْل، وَقَدْ بَسُلَ، بِالضَّمِّ، بَسَالَة وبَسَالًا، فَهُوَ بَاسِل أَي بَطُل؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:
وأَحْلى مِنَ التَّمْر الحَلِيِّ، وفيهمُ
…
بَسَالَةُ نَفْس إِن أُريد بَسَالُها
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَلَى أَن بَسَالًا هُنَا قَدْ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بَسَالَتَهَا فَحُذِفَ كَقَوْلِ أَبي ذؤَيب:
أَلا ليْتَ شِعْري هَلْ تَنَظَّر خالدٌ
…
عِيَادي عَلَى الهِجْرانِ، أَم هُوَ يَائِسُ؟
أَي عِيَادَتِي. والمُبَاسَلَة: الْمُصَاوَلَةُ فِي الْحَرْبِ. وَفِي حَدِيثِ
خَيْفان: قَالَ لِعُثْمَانَ أَمَّا هَذَا الْحَيُّ مِنْ هَمْدانَ فأَنْجادٌ بُسْلٌ
أَي شُجعان، وَهُوَ جَمْعُ بَاسِل، وَسُمِّيَ بِهِ الشُّجَاعُ لِامْتِنَاعِهِ مِمَّنْ يَقْصِدُهُ. وَلَبَنٌ بَاسِل: كَريه الطَّعم حَامِضٌ، وَقَدْ بَسَلَ، وَكَذَلِكَ النَّبِيذُ إِذا اشْتَدَّ وحَمُض. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ حَذَقَ: خَلٌّ بَاسِل وَقَدْ بَسَلَ بُسُولًا إِذا طَالَ تَرْكُهُ فأَخْلَفَ طَعْمُه وتَغَيَّر، وخَلٌّ مُبَسَّل؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: ضَافَ أَعرابي قَوْمًا فَقَالَ: ائْتُونِي بكُسَعٍ جَبِيزات وببَسِيل مِنْ قَطَاميٍّ نَاقِسٍ؛ قَالَ: البَسِيلُ الفَضْلة، والقَطَاميُّ النَّبِيذ، وَالنَّاقِسُ الْحَامِضُ، والكُسَعُ الكِسَرُ، والجَبِيزات الْيَابِسَاتُ. وباسِلُ الْقَوْلِ: شَدِيدُه وكَرِيهه؛ قَالَ أَبو بُثَيْنَة الهُذَلي:
نُفَاثَةَ أَعْني لَا أُحاول غَيْرَهَمْ،
…
وبَاسِلُ قَوْلِي لَا ينالُ بَنِي عَبْد
وَيَوْمٌ بَاسِل: شَدِيدٌ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ الأَخطل:
نَفْسِي فداءُ أَمير المؤْمنين، إِذا
…
أَبْدَى النواجِذَ يَوْمٌ بَاسِلٌ ذَكَرُ
والبَسْل: الشِّدّة. وبَسَّلَ الشيءَ: كَرَّهه. والبَسِيل: الكَريه الْوَجْهِ. والبَسِيلة: عُلَيْقِمَة فِي طَعْم الشَّيْءِ. والبَسِيلَة: التُّرْمُس؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وأَحسبها سُمِّيَتْ بَسِيلَة للعُلَيْقِمة الَّتِي فِيهَا. وحَنْظَلٌ مُبَسَّل: أُكِل وَحْدَهُ فتُكُرِّه طَعْمُه، وَهُوَ يُحْرِق الكَبِد؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
بِئْس الطَّعامُ الحَنْظل المُبَسَّلُ،
…
تَيْجَع مِنْهُ كَبِدِي وأَكْسَلُ
والبَسْلُ: نَخْل الشَّيْءِ فِي المُنْخُل. والبَسِيلَة والبَسِيل: مَا يَبْقَى مِنْ شَرَابِ الْقَوْمِ فَيَبِيتُ فِي الإِناء؛ قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: دَعَانِي إِلى بَسِيلة لَهُ. وأَبْسَل نَفْسَه للموتِ واسْتَبْسَل: وَطَّن نَفْسَهُ عَلَيْهِ واسْتَيْقَن. وأَبْسَله لِعَمَلِهِ وَبِهِ: وَكَلَه إِليه. وأَبْسَلْت فُلَانًا إِذا أَسلمتَه للهَلَكة، فَهُوَ مُبْسَلٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا
؛ قَالَ الْحَسَنُ: أُبْسِلوا أُسلِموا بجَرائرهم، وَقِيلَ أَي ارْتُهِنوا، وَقِيلَ أُهلِكوا، وَقَالَ مُجَاهِدٌ فُضِحوا، وَقَالَ قَتَادَةُ حُبِسوا. وأَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ
؛ أَي تُسْلَم لِلْهَلَاكِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ أَي لِئَلَّا تُسْلم نَفْسٌ إِلى الْعَذَابِ بعَملها؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:
ونَحْن رَهَنَّا بالأُفَاقَةِ عَامِرًا،
…
بِمَا كَانَ فِي الدَّرْداءِ، رَهْنًا فأُبْسِلا
والدَّرْداء: كَتيبة كَانَتْ لَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: مَاتَ أُسَيْد بْنُ حُضَيْر وأُبْسِل مَالُهُ
أَي أُسْلِم بدَيْنِه واسْتَغْرَقه وَكَانَ نَخْلًا فَرَدَّهُ عُمَر وَبَاعَ ثَمَرَهُ ثَلَاثَ سِنِينَ وقَضى دَيْنَهُ. والمُسْتَبْسِل: الَّذِي يَقَعُ فِي مَكْرُوهٍ وَلَا مَخْلَص لَهُ مِنْهُ فيَسْتَسْلم مُوقِناً للهَلَكة؛ وَقَالَ الشَّنْفَرَى:
هُنَالِكَ لَا أَرْجُو حَياةً تَسُرُّني،
…
سَمِيرَ اللَّيالي مُبْسَلًا لجَرائري
أَي مُسْلَماً. الْجَوْهَرِيُّ: المُسْتَبْسِل الَّذِي يُوَطِّن نَفسه عَلَى الْمَوْتِ وَالضَّرْبِ. وَقَدِ اسْتَبْسَلَ أَي اسْتَقْتَل وَهُوَ أَن يَطْرَحَ نَفْسَهُ فِي الْحَرْبِ، يُرِيدُ أَن يَقْتل أَو يُقْتَل لَا مَحَالَةَ. ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ
: أَي تُحْبَس فِي جَهَنَّمَ. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ أَبْسَلْتُهُ بجَرِيرته أَي أَسْلمته بِهَا، قَالَ: وَيُقَالُ جَزَيْته بِهَا: ابْنُ سِيدَهْ: أَبْسَلَهُ لِكَذَا رَهِقه
وعَرَّضه؛ قَالَ عَوْف بْنُ الأَحوص بْنِ جَعْفَرٍ:
وإِبْسَالِي بَنِيَّ بِغَيْرِ جُرْمٍ
…
بَعَوْناه، وَلَا بِدَمٍ قِراض
وَفِي الصِّحَاحِ: بِدَمٍ مُراق. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَانَ حَمَلَ عَنْ غَنِيٍّ لِبَنِي قُشَير دَم ابْني السَّجَفِيَّةِ فَقَالُوا لَا نَرْضَى بِكَ، فَرَهَنَهُمْ بَنِيه طَلَبًا لِلصُّلْحِ. والبَسْل مِنَ الأَضداد: وَهُوَ الحَرام والحَلال، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ؛ قَالَ الأَعْشَى فِي الْحَرَامِ:
أَجارَتُكم بَسْلٌ عَلَيْنَا مُحَرَّمٌ،
…
وجارَتُنا حِلٌّ لَكُم وحَلِيلُها؟
وأَنشد أَبو زَيْدٍ لضَمْرة النَّهْشَلِيِّ:
بَكَرَتْ تَلُومُك، بَعْدَ وَهْنٍ فِي النَّدَى،
…
بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتي وعِتَابي
وَقَالَ ابْنُ هَمَّام فِي البَسْل بِمَعْنَى الحَلال:
أَيَثْبُت مَا زِدْتُمْ وتُلْغَى زِيادَتي؟
…
دَمِي، إِنْ أُحِلَّتْ هَذِهِ، لَكُمُ بَسْلُ
أَي حَلال، وَلَا يَكُونُ الْحَرَامُ هُنَا لأَن مَعْنَى الْبَيْتِ لَا يُسَوِّغُنا ذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: البَسْل المُخَلَّى فِي هَذَا الْبَيْتِ. أَبو عَمْرٍو: البَسْل الْحَلَالُ، والبَسْل الْحَرَامُ. والإِبْسَال: التَّحْرِيمُ. والبَسْل: أَخْذ الشَّيْءِ قَلِيلًا قَلِيلًا. والبَسْل: عُصارة العُصْفُر والحِنَّاء. والبَسْل: الحَبْس. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: البَسْل يَكُونُ بِمَعْنَى التَّوْكِيدِ فِي المَلام مِثْلَ قولِك تَبًّا. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِابْنٍ لَهُ عَزَم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: عَسْلًا وبَسْلًا أَراد بِذَلِكَ لَحْيَه ولَومَه. والبَسْل: ثَمَانِيَةُ أَشهر حُرُمٍ كَانَتْ لِقَوْمٍ لَهُمْ صِيتٌ وذِكْر فِي غَطَفان وَقَيْسٍ، يُقَالُ لَهُمْ الهَبَاءَات، مِنْ سِيَرِ محمد بن إِسحق. والبَسْل: اللَّحيُ واللَّوْمُ. والبَسْل أَيضاً فِي الكِفاية، والبَسْل أَيضاً فِي الدُّعَاءِ. ابْنُ سِيدَهْ: قَالُوا فِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان: بَسْلًا وأَسْلًا كَقَوْلِهِمْ: تَعْساً ونُكْساً وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ بَسْلًا لَهُ كَمَا يُقَالُ ويْلًا لَهُ وأَبْسَل البُسْرَ: طَبَخَهُ وجَفَّفَهُ. والبُسْلة، بِالضَّمِّ: أُجْرَة الرَّاقي خَاصَّةً. وابْتَسَل: أَخذ بُسْلَتَه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَعْطِ الْعَامِلَ بُسْلَتَه، لَمْ يَحْكِها إِلا هُوَ. اللَّيْثُ: بَسَلْت الرَّاقِي أَعطيته بُسْلَتَه، وَهِيَ أُجرته. وابْتَسَلَ الرجلُ إِذا أَخذ عَلَى رُقْيته أَجراً. وبَسَل اللحمُ: مِثْلَ خَمَّ. وبَسَلَنِي عَنْ حَاجَتِي بَسْلًا: أَعجلني. وبَسْلٌ فِي الدُّعَاءِ: بِمَعْنَى آمِينَ؛ قَالَ الْمُتَلَمِّسُ:
لَا خَابَ مِنْ نَفْعك مَنْ رَجَاكا
…
بَسْلًا، وعادَى اللَّهُ مَنْ عَادَاكَا
وأَنشده ابْنُ جِنِّي بَسْلٌ، بِالرَّفْعِ، وَقَالَ: هُوَ بِمَعْنَى آمِينَ. أَبو الْهَيْثَمِ: يَقُولُ الرَّجُلُ بَسْلًا إِذا أَراد آمِينَ فِي الِاسْتِجَابَةِ. والبَسْل: بِمَعْنَى الإِيجاب. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ عُمَرُ يَقُولُ فِي آخِرِ دُعَائِهِ آمِينَ وبَسْلًا
أَي إِيجاباً يَا رَبِّ. وإِذا دَعَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ يَقُولُ: قَطَعَ اللَّهُ مَطَاه، فَيَقُولُ الْآخَرُ: بَسْلًا بَسْلًا أَي آمِينَ آمِينَ. وبَسَلْ: بِمَعْنَى أَجَلْ. وبَسِيل: قَرْيَةٌ بحَوْرَان؛ قَالَ كثيِّر عَزَّةَ:
فَبِيدُ المُنَقَّى فالمَشارِبُ دُونَهُ،
…
فَروضَةُ بُصْرَى أَعْرَضَتْ، فَبَسِيلُها «1»
(1). [فالمشارب] كذا في الأَصل وشرح القاموس، ولعلها المشارف بالفاء جمع مشرف: قرى قرب حوران منها بصرى من الشام كما في المعجم
بسكل: البُسْكُل مِنَ الخَيْل: كالفُسْكُل، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ.
بسمل: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: بَسْمَلَ الرجلُ إِذا كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ بَسْمَلَة؛ وأَنشد قَوْلَ الشَّاعِرِ:
لَقَدْ بَسْمَلَت لَيْلى غَداةَ لَقِيتُها،
…
فَيَا حَبَّذا ذَاكَ الحَبِيبُ المُبَسْمِل «1»
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: كَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُولَ قَبْلَ الِاسْتِشْهَادِ بِهَذَا الْبَيْتِ: وبَسْمَلَ إِذا قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَيضاً، وَيُنْشِدُ الْبَيْتَ. وَيُقَالُ: قَدْ أَكثرت مِنَ البَسْمَلَة أَي مِنْ قَوْلِ بسم الله.
بصل: التَّهْذِيبُ: البَصَل مَعْرُوفٌ، الْوَاحِدَةُ بَصَلَة، وتُشَبَّه بِهِ بَيْضة الحَدِيد. والبَصَل: بَيْضَة الرأْسِ مِنْ حَدِيد، وَهِيَ المُحَدَّدة الْوَسَطِ شُبِّهَتْ بِالْبَصَلِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: البَصَلَة إِنما هِيَ سَفِيفة وَاحِدَةٌ وَهِيَ أَكبر مِنَ التَّرْك. وقِشْرٌ مُتَبَصِّل: كَثِيرُ القُشور؛ قال لبيد:
فَخْمة دَفْراء تُرْتَى بالعُرَى
…
قُرْدُمانِيًّا وتَرْكاً كالبَصَل
بطل: بَطَل الشيءُ يَبْطُل بُطْلًا وبُطُولًا وبُطْلاناً: ذَهَبَ ضَياعاً وخُسْراً، فَهُوَ بَاطِل، وأَبْطَله هُوَ. وَيُقَالُ: ذَهَبَ دَمُه بُطْلًا أَي هَدَراً. وبَطِل فِي حَدِيثِهِ بَطَالَة وأَبْطَلَ: هَزَل، وَالِاسْمُ البَطل. والبَاطِل: نَقِيضُ الْحَقِّ، وَالْجِمْعُ أَبَاطِيل، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كأَنه جَمْعُ إِبْطَال أَو إِبْطِيل؛ هَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَيَجْمَعُ البَاطِل بَوَاطِل؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَاحِدَةُ الأَبَاطِيل أُبْطُولَة؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَاحِدَتُهَا إِبْطَالَة. ودَعْوى بَاطِلٌ وبَاطِلَةٌ؛ عَنِ الزَّجَّاجِ. وأَبْطَلَ: جَاءَ بِالْبَاطِلِ؛ والبَطَلَةُ: السَّحَرة، مأْخوذ مِنْهُ، وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ:
وَلَا تَسْتَطِيعُهُ البَطَلَة
؛ قِيلَ: هُمُ السَّحَرة. وَرَجُلٌ بَطَّال ذُو بَاطِلٍ. وَقَالُوا: بَاطِل بَيِّن البُطُول. وتَبَطَّلُوا بَيْنَهُمْ: تَدَاوَلُوا الْبَاطِلَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والتَّبَطُّل: فِعْلُ البَطَالة وَهُوَ اتِّبَاعُ اللَّهْوِ والجَهالة. وَقَالُوا: بَيْنَهُمْ أُبْطُولة يَتَبَطَّلون بِهَا أَي يَقُولُونَهَا وَيَتَدَاوَلُونَهَا. وأَبْطَلْتُ الشيءَ: جَعَلَتْهُ بَاطِلًا. وأَبْطَلَ فُلَانٌ: جَاءَ بِكَذِبٍ وادَّعى بَاطِلًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ
؛ قَالَ: البَاطِل هُنَا إِبليس أَراد ذو الْبَاطِلِ أَو صَاحِبَ الْبَاطِلِ، وَهُوَ إِبليس. وَفِي حَدِيثِ
الأَسود بْنِ سَرِيع: كُنْتُ أُنشد النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا دَخَلَ عُمَرُ قَالَ: اسْكُتْ إِن عُمَرَ لَا يحبُّ البَاطِل
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بِالْبَاطِلِ صِناعَة الشِّعْرِ واتخاذَه كَسْباً بِالْمَدْحِ وَالذَّمِّ، فأَما مَا كَانَ يُنْشَدُه النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، فَلَيْسَ مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنَّهُ خَافَ أَن لَا يُفَرِّقَ الأَسود بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَائِرِهِ فأَعلمه ذَلِكَ. والبَطَل: الشُّجَاعُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
شَاكِي السِّلَاحِ بَطَل مُجَرَّب.
وَرَجُلٌ بَطَل بَيِّن البَطَالَة والبُطُولَة: شُجَاع تَبْطُل جِرَاحته فَلَا يكتَرِثُ لَهَا وَلَا تَبْطُل نَجَادته، وَقِيلَ: إِنما سُمّي بَطَلًا لأَنه يُبْطِل الْعَظَائِمَ بسَيْفه فيُبَهْرجُها، وَقِيلَ: سُمِّيَ بَطَلًا لأَن الأَشدّاءِ يَبْطُلُون عِنْدَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي تَبْطُلُ عِنْدَهُ دِمَاءُ الأَقران فَلَا يُدْرَك عِنْدَهُ ثَأْر مِنْ قَوْمٍ أَبْطَال، وبَطَّالٌ بَيِّن البَطَالَة والبِطَالَة. وَقَدْ بَطُلَ، بِالضَّمِّ، يَبْطُلُ بُطُولَة وبَطَالَة أَي صَارَ شُجَاعًا وتَبَطَّلَ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ:
ذهَبَ الشَّبَابُ وَفَاتَ مِنْهُ مَا مَضَى،
…
ونَضَا زُهَير كَرِيهَتِي وتَبطّلا
(1). قوله [ذاك الحبيب إلخ] كذا بالأَصل، والمشهور: الحديث المبسمل بفتح الميم الثانية
وَجَعَلَهُ أَبو عُبَيْدٍ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي لَا أَفعال لَهَا، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي بَطَّال بَيِّن البَطَالة، بِالْفَتْحِ، يَعْنِي بِهِ البَطَل. وامرأَة بَطَلَة، وَالْجَمْعُ بالأَلف وَالتَّاءِ، وَلَا يُكَسَّر عَلَى فِعَال لأَن مُذَكَّرَهَا لَمْ يُكَسَّر عَلَيْهِ. وبَطَل الأَجيرُ، بِالْفَتْحِ، يَبْطُل بَطالة وبِطالة أَي تَعَطَّل فهو بَطَّال.
بعل: البَعْلُ: الأَرض الْمُرْتَفِعَةُ الَّتِي لَا يُصِيبُهَا مَطَرٌ إِلا مَرَّةً وَاحِدَةً فِي السَّنَةِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا يُصِيبُهَا سَيْح وَلَا سَيْل؛ قَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ:
إِذا مَا عَلَونا ظَهْرَ بَعْل عَرِيضةٍ،
…
تَخَالُ عَلَيْهَا قَيْضَ بَيْضٍ مُفَلَّق
أَنثها عَلَى مَعْنَى الأَرض، وَقِيلَ: البَعْل كُلُّ شَجَرٍ أَو زَرْعٍ لَا يُسْقى، وَقِيلَ: البَعْل والعَذْيُ وَاحِدٌ، وَهُوَ مَا سقَتْه السَّمَاءُ، وَقَدِ اسْتَبْعَلَ الْمَوْضِعُ. والبَعْلُ مِنَ النَّخْلِ: مَا شَرِبَ بِعُرُوقِهِ مِنْ غَيْرِ سَقْي وَلَا مَاءِ سَمَاءٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَا اكْتَفَى بِمَاءِ السَّمَاءِ، وَبِهِ فَسَرَّ ابْنُ دُرَيْدٍ مَا فِي كِتَابِ
النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، لأُكَيْدِر بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ: لَكُم الضَّامنة مِنَ النَّخْل وَلَنَا الضَّاحِيَةُ مِنَ البَعْل
؛ الضَّامِنَةُ: مَا أَطاف بِهِ سُورُ الْمَدِينَةِ، وَالضَّاحِيَةِ: مَا كَانَ خَارِجًا أَي الَّتِي ظَهَرَتْ وَخَرَجَتْ عَنِ العِمارة مِنْ هَذَا النَّخيل؛ وأَنشد:
أَقسمت لَا يَذْهَبُ عَنِّي بَعْلُها،
…
أَوْ يَسْتوِي جَثِيثُها وجَعْلُها
وَفِي حَدِيثِ صَدَقَةِ النَّخْلِ:
مَا سُقِيَ مِنْهُ بَعْلًا فَفِيه الْعُشْرُ
؛ هُوَ مَا شَرِبَ مِنَ النَّخِيلِ بِعُرُوقِهِ مِنَ الأَرض مِنْ غَيْرِ سَقْي سَمَاءٍ وَلَا غَيْرِهَا. قَالَ الأَصمعي: البَعْل مَا شَرِبَ بِعُرُوقِهِ مِنْ الأَرض بِغَيْرِ سَقْي مِنْ سَمَاءٍ وَلَا غَيْرِهَا. والبَعْل: مَا أُعْطِي مِنَ الإِتَاوة عَلَى سَقْي النَّخْلِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ الأَنصاري:
هُنالك لَا أُبالي نَخْلَ بَعْل،
…
وَلَا سَقْيٍ، وإِنْ عَظُم الإِتَاء
قَالَ الأَزهري: وَقَدْ ذَكَرَهُ القُتَيبي فِي الْحُرُوفِ الَّتِي ذَكَرَ أَنه أَصلح الْغَلَطَ الَّذِي وَقَعَ فِيهَا وأَلفيته يَتَعَجَّبُ مِنْ قَوْلِ الأَصمعي: البَعْل مَا شَرِبَ بِعُرُوقِهِ مِنْ الأَرض من غير سقي مِنْ سَمَاءٍ وَلَا غَيْرِهَا، وَقَالَ: لَيْتَ شِعْرِي أَنَّى يَكُونُ هَذَا النَّخْلُ الَّذِي لَا يُسْقى مِنْ سَمَاءٍ وَلَا غَيْرِهَا؟ وَتَوَهَّمَ أَنه يُصْلِحُ غَلَطًا فَجَاءَ بأَطَمّ غَلَطٍ، وَجَهِلَ مَا قَالَهُ الأَصمعي وَحَمله جَهْلُه عَلَى التَّخبط فِيمَا لَا يَعْرِفُهُ، قَالَ: فرأَيت أَن أَذكر أَصناف النَّخِيلِ لِتَقِفَ عَلَيْهَا فَيضِحَ لَكَ مَا قَالَهُ الأَصمعي: فَمِنَ النَّخِيلِ السَّقِيُّ وَيُقَالُ المَسْقَوِيُّ، وَهُوَ الَّذِي يُسْقَى بِمَاءِ الأَنهار وَالْعُيُونِ الْجَارِيَةِ، وَمِنَ السَّقِيّ مَا يُسْقى نَضْحاً بالدِّلاء وَالنَّوَاعِيرِ وَمَا أَشبهها فَهَذَا صِنْفٌ، وَمِنْهَا العَذْي وَهُوَ مَا نَبَتَ مِنْهَا فِي الأَرض السَّهْلَةِ، فإِذا مُطِرت نَشَّفت السُّهُولَةُ مَاءَ الْمَطَرِ فَعَاشَتْ عُرُوقُهَا بِالثَّرَى الْبَاطِنِ تَحْتَ الأَرض، وَيَجِيءُ ثَمَرُهَا قَعْقَاعاً لأَنه لَا يَكُونُ رَيَّان كالسَّقِّيّ، وَيُسَمَّى التَّمْرُ إِذا جَاءَ كَذَلِكَ قَسْباً وسَحّاً، وَالصِّنْفُ الثالث من النخل مَا نَبَتَ ودِيُّه فِي أَرض يَقْرُبُ مَاؤُهَا الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى تَحْتَ الأَرض في رقاب الأَرض ذَاتِ النَّزِّ فرَسَخَت عروقُها فِي ذَلِكَ الْمَاءِ الَّذِي تَحْتَ الأَرض وَاسْتَغْنَتْ عَنْ سَقْي السَّمَاءِ وَعَنْ إِجْراء مَاءِ الأَنهار وسَقْيِها نَضْحاً بِالدِّلَاءِ، وَهَذَا الضَّرْبُ هُوَ البَعْل الَّذِي فَسَّرَهُ الأَصمعي، وَتَمْرُ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ التَّمْرِ أَن لَا يَكُونَ رَيَّان وَلَا سَحّاً، وَلَكِنْ يَكُونُ بَيْنَهُمَا، وَهَكَذَا فَسَّرَ الشَّافِعِيُّ البَعْل فِي بَابِ الْقِسْمِ فَقَالَ: البَعْل مَا رَسَخ عُروقه فِي الْمَاءِ فاسْتَغْنَى عَنْ أَن يُسْقَى
؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيت بِنَاحِيَةِ البَيْضاء مِنْ بِلَادِ جَذِيمَة عَبْدِ القَيْس نَخْلًا كَثِيرًا عُرُوقُهَا رَاسِخَةٌ فِي الْمَاءِ، وَهِيَ مُسْتَغْنِيَةٌ عَنِ السَّقْي وَعَنْ مَاءِ السَّمَاءِ تُسَمَّى بَعْلًا. واسْتَبْعَلَ الْمَوْضِعُ وَالنَّخْلُ: صَارَ بَعْلًا رَاسِخَ الْعُرُوقِ فِي الْمَاءِ مُسْتَغْنِيًا عَنِ السَّقْي وَعَنْ إِجراء الْمَاءِ فِي نَهر أَو عَاثُورٍ إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ:
العَجْوة شِفاء مِنَ السُّمِّ وَنَزَلَ بَعْلُها مِنَ الْجَنَّةِ
أَي أَصلها؛ قَالَ الأَزهري: أَراد بِبَعْلِها قَسْبَها الرَّاسِخَةَ عُروقُه فِي الْمَاءِ لَا يُسْقَى بنَضْح وَلَا غَيْرِهِ وَيَجِيءُ تَمْره يَابِسًا لَهُ صَوْتٌ. واسْتَبْعَلَ النخلُ إِذا صَارَ بَعْلًا. وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثِ
عُرْوَةَ: فَمَا زَالَ وَارِثُهُ بَعْلِيّاً حَتَّى مَاتَ
أَي غَنِيّاً ذَا نَخْل وَمَالٍ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَا أَدري مَا هَذَا إِلا أَن يَكُونَ مَنْسُوبًا إِلى بَعْل النخلِ، يُرِيدُ أَنه اقْتَنَى نَخْلًا كَثِيراً فنُسِب إِليه، أَو يَكُونَ مِنَ البَعْل المَالك وَالرَّئِيسِ أَي مَا زَالَ رَئِيسًا مُتَمَلِّكًا. والبَعْل: الذَّكَر مِنَ النَّخل. قَالَ اللَّيْثُ: البَعْلُ مِنَ النَّخْلِ مَا هُوَ مِنَ الْغَلَطِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عن القُتَيبي، زَعَمَ أَن البَعْل الذَّكَرُ مِنَ النَّخْلِ وَالنَّاسُ يُسَمُّونَهُ الفَحْل؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا غَلَطٌ فَاحِشٌ وكأَنه اعْتَبَرَ هَذَا التَّفْسِيرَ مِنْ لَفْظِ البَعْل الَّذِي مَعْنَاهُ الزَّوْجُ، قَالَ: قُلْتُ وبَعْل النَّخْلِ الَّتِي تُلْقَح فَتَحْمِل، وأَما الفُحَّال فإِن تَمْرَهُ يَنْتَفِضُ، وإِنما يلْقَح بطَلْعه طَلْع الإِناث إِذا انشقَّ. والبَعْل: الزَّوْجُ. قَالَ اللَّيْثُ: بَعَلَ يَبْعَلُ بُعُولَة، فَهُوَ بَاعِل أَي مُسْتَعْلِج؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا مِنْ أَغاليط اللَّيْثِ أَيضاً وإِنما سُمِّيَ زَوْجُ المرأَة بَعْلًا لأَنه سَيِّدُهَا وَمَالِكُهَا، وَلَيْسَ مِنْ الِاسْتِعْلَاجِ فِي شَيْءٍ، وَقَدْ بَعَلَ يَبْعَلُ بَعْلًا إِذا صَارَ بَعْلًا لَهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَهذا بَعْلِي شَيْخاً
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: نَصْبُ شَيْخًا عَلَى الْحَالِ، قَالَ: وَالْحَالُ هَاهُنَا نَصْبُهَا مِنْ غَامِضِ النَّحْوِ، وَذَلِكَ إِذا قُلْتَ هَذَا زَيْدٌ قَائِمًا، فإِن كُنْتَ تَقْصِدُ أَن تُخْبِرَ مَنْ لَمْ يَعْرِف زَيْدًا أَنه زِيدٌ لَمْ يَجُز أَن تَقُولَ هَذَا زَيْدٌ قَائِمًا، لأَنه يَكُونُ زَيْدًا مَا دَامَ قَائِمًا، فإِذا زَالَ عَنِ الْقِيَامِ فَلَيْسَ بِزَيْدٍ، وإِنما تَقُولُ لِلَّذِي يَعْرِفُ زَيْدًا هَذَا زَيْدٌ قَائِمًا فَيَعْمَلُ فِي الْحَالِ التَّنْبِيهُ؛ الْمَعْنَى: انْتَبِه لِزَيْدٍ فِي حَالِ قِيَامِهِ أَو أُشيرُ إِلى زَيْدٍ فِي حَالِ قِيَامِهِ، لأَن هَذَا إِشارة إِلى مَنْ حَضَرَ، وَالنَّصْبُ الْوَجْهُ كَمَا ذَكَرْنَا؛ وَمَنْ قرأَ:
هَذَا بَعْلِي شيخٌ
، فَفِيهِ وُجُوهٌ: أَحدها التَّكْرِيرُ كأَنك قُلْتَ هَذَا بَعْلِي هَذَا شَيْخٌ، وَيَجُوزُ أَن يُجْعَلَ شَيْخٌ مُبِيناً عَنْ هَذَا، وَيَجُوزُ أَن يُجْعَلَ بَعْلِي وَشَيْخٌ جَمِيعًا خَبَرَيْنِ عَنْ هَذَا فَتَرْفَعُهُمَا جَمِيعًا بِهَذَا كَمَا تَقُولُ هَذَا حُلْوٌ حَامِضٌ، وَجَمْعُ البَعْل الزوجِ بِعَال وبُعُول وبُعُولَة؛ قَالَ اللَّهُ عز وجل: وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ
. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ: إِلا امرأَة يَئِسَتْ مِنَ البُعُولَة
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْهَاءُ فِيهَا لتأْنيث الْجَمْعِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ البُعُولَة مَصْدَرَ بَعَلَت المرأَة أَي صَارَتْ ذَاتَ بَعْل؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَلحقوا الْهَاءَ لتأْكيد التأْنيث، والأُنثى بَعْل وبَعْلة مِثْلَ زَوْج وزَوْجة؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
شَرُّ قَرِينٍ للكَبِير بَعْلَتُه،
…
تُولِغُ كَلْباً سُؤرَه أَو تَكْفِتُه
وبَعَلَ يَبْعَلُ بُعُولَة وَهُوَ بَعْل: صَارَ بَعْلًا؛ قَالَ
يَا رُبَّ بَعْلٍ ساءَ مَا كَانَ بَعَل
واسْتَبْعَلَ: كبَعَلَ. وتَبَعَّلَت المرأَةُ: أَطاعت بَعْلَها، وتَبَعَّلَت لَهُ: تزينتْ. وامرأَة حَسَنَة التَّبَعُّل إِذا كَانَتْ مُطاوِعة لِزَوْجِهَا مُحِبَّة لَهُ. وَفِي حَدِيثِ
أَسماء الأَشهلية: إِذا أَحْسَنْتُنَّ تَبَعُّل أَزواجكن
أَي مُصَاحَبَتِهِمْ فِي الزَّوْجِيَّةِ والعِشْرة. والبَعْل والتَّبَعُّل: حُسْن العِشْرة مِنَ الزَّوْجَيْنِ.
والبِعَال: حَدِيثُ العَرُوسَيْن. والتَّبَاعُل والبِعَال: مُلَاعَبَةُ المرءِ أَهلَه، وَقِيلَ: البِعَال النِّكَاحُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي أَيام التَّشْرِيقِ:
إِنها أَيام أَكل وَشُرْبٍ وبِعَال.
والمُبَاعَلَة: المُباشَرة. وَيُرْوَى عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنه: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذا أَتى يومُ الْجُمُعَةَ قَالَ: يَا عَائِشَةُ، اليَوْمُ يومُ تَبَعُّل وقِرانٍ
؛ يَعْنِي بالقِران التزويجَ. وَيُقَالُ للمرأَة: هِيَ تُبَاعِلُ زَوْجَها بِعَالًا ومُبَاعَلَة أَي تُلاعبه؛ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ:
وكَمْ مِن حَصانٍ ذاتِ بَعْلٍ تَرَكْتَها،
…
إِذا اللَّيْلُ أَدْجَى، لَمْ تَجِدْ مَنْ تُبَاعِلُه
أَراد أَنك قَتَلْتَ زَوْجَهَا أَو أَسرته. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: هُوَ بَعلُ المرأَة، وَيُقَالُ للمرأَة: هِيَ بَعْلُه وبَعْلَتُه. وبَاعَلَتِ المرأَةُ: اتَّخَذَتْ بَعْلًا. وبَاعَلَ القومُ قَوْمًا آخَرِينَ مُبَاعَلَةً وبِعَالًا: تَزَوَّجَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ. وبَعْلُ الشَّيْءِ: رَبُّه ومالِكُه. وَفِي حَدِيثِ الْإِيمَانِ:
وأَن تَلِدَ الأَمة بَعْلَها
؛ الْمُرَادُ بالبَعْل هَاهُنَا الْمَالِكُ يَعْنِي كَثْرَةَ السَّبْيِ وَالتَّسَرِّي، فإِذا اسْتَوْلَدَ الْمُسْلِمُ جَارِيَةً كَانَ وَلَدُهَا بِمَنْزِلَةِ رَبِّهَا. وبَعْلٌ والبَعْل جَمِيعًا: صَنَم، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِعِبَادَتِهِمْ إِياه كأَنه رَبُّهم. وَقَوْلُهُ عز وجل: أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ
؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَتدعون رَبًّا، وَقِيلَ: هُوَ صَنَمٌ؛ يُقَالُ: أَنا بَعْل هَذَا الشَّيْءِ أَي رَبُّه وَمَالِكُهُ، كأَنه قَالَ: أَتدعون رَبّاً سِوَى اللَّهِ. وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن ضالَّة أُنْشِدَت فَجَاءَ صَاحِبُهَا فَقَالَ: أَنا بَعْلُها
، يُرِيدُ رَبَّهَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِ أَتَدْعُونَ بَعْلًا
أَي رَبّاً. وَوَرَدَ أَن ابْنَ عَبَّاسٍ مَرَّ بِرَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِي نَاقَةٍ وأَحدهما يَقُولُ: أَنا وَاللَّهِ بَعْلُها أَي مَالِكُهَا ورَبُّها. وَقَوْلُهُمْ: مَنْ بَعْلُ هَذِهِ النَّاقَةِ أَي مَنْ رَبُّها وَصَاحِبُهَا. والبَعْلُ: اسْمُ مَلِك. والبَعْل: الصَّنَمُ مَعْموماً بِهِ؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، وَقَالَ كُرَاعٌ: هُوَ صَنَم كَانَ لِقَوْمِ يُونُسَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: البَعْل صَنَمٌ كَانَ لِقَوْمِ إِلياس، عليه السلام، وَقَالَ الأَزهري: قِيلَ إِن بَعْلًا كَانَ صَنَمًا مِنْ ذَهَبٍ يَعْبُدُونَهُ. ابْنُ الأَعرابي: البَعَل الضَّجَر والتَّبَرُّم بِالشَّيْءِ؛ وأَنشد:
بَعِلْتَ، ابنَ غَزْوانٍ، بَعِلْتَ بصاحبٍ
…
بِهِ قَبْلَكَ الإِخْوَانُ لَمْ تَكُ تَبْعَل
وبَعِلَ بِأَمره بَعَلًا، فَهُوَ بَعِلٌ: بَرِمَ فَلَمْ يَدْرِ كَيْفَ يَصْنَعُ فِيهِ. والبَعَل: الدَّهَش عِنْدَ الرَّوع. وبَعِلَ بَعَلًا: فَرِق ودَهِشَ، وامرأَة بَعِلَة. وَفِي حَدِيثِ
الأَحنف: لَمَّا نَزَل بِهِ الهَياطِلَة وَهُمْ قَوْمٌ مِنَ الْهِنْدِ بَعِلَ بالأَمر
أَي دَهِش، وَهُوَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ. وامرأَة بَعِلَة: لَا تُحْسِن لُبْسَ الثِّيَابِ. وبَاعَلَه: جالَسه. وَهُوَ بَعْلٌ عَلَى أَهله أَي ثِقْلٌ عَلَيْهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: أُبايعك عَلَى الْجِهَادِ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ بَعْلٍ؟
البَعْل: الكَلُّ؛ يُقَالُ: صَارَ فُلَانٌ بَعْلًا عَلَى قَوْمِهِ أَي ثِقْلًا وعِيَالًا، وَقِيلَ: أَراد هَلْ بَقِيَ لَكَ مَنْ تَجِبُ عَلَيْكَ طَاعَتُهُ كَالْوَالِدَيْنِ. وبَعَلَ عَلَى الرَّجُلِ: أَبى عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ الشُّورَى:
فَقَالَ عُمَرُ قُومُوا فَتَشَاوَرُوا، فَمَنْ بَعَلَ عَلَيْكُمْ أَمرَكم فَاقْتُلُوهُ
أَي مَنْ أَبى وَخَالَفَ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:
مَنْ تأَمَّر عَلَيْكُمْ مِنْ غَيْرِ مَشُورة أَو بَعَلَ عَلَيْكُمْ أَمراً
؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:
فإِن بَعَلَ أَحد عَلَى الْمُسْلِمِينَ، يُرِيدُ شَتَّت أَمرهم، فَقدِّموه فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ.
وبَعْلَبَكُّ: مَوْضِعٌ، تَقُولُ: هَذَا بَعْلَبَكُّ وَدَخَلْتُ بَعْلَبَكَّ وَمَرَرْتُ ببَعْلَبَكَّ، وَلَا تَصْرف، وَمِنْهُمْ
مَنْ يُضِيفُ الأَول إِلى الثَّانِي ويُجري الأَول بِوُجُوهِ الإِعراب؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الْقَوْلُ فِي بَعْلَبَكّ كَالْقَوْلِ فِي سامِّ أَبْرَص؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سامُّ أَبرص اسْمُ مُضَافٍ غَيْرُ مُرَكَّبٍ عِنْدَ النحويين.
بغل: البَغْل: هَذَا الْحَيَوَانُ السَّحّاج الَّذِي يُرْكَب، والأُنثى بَغْلة، وَالْجَمْعُ بِغَال، ومَبْغُولاء اسْمُ لِلْجَمْعِ. والبَغَّال: صَاحِبُ البِغَال؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهَ وعُمارة بْنُ عَقِيلٍ؛ وأَما قَوْلُ جَرِيرٍ:
مِنْ كُلِّ آلِفَةِ الْمَوَاخِرِ تَتَّقِي
…
بِمُجَرَّدٍ، كَمُجَرَّدِ البَغَّال
فَهُوَ البَغْل نَفْسُهُ. ونَكَح فِيهِمْ فبَغَلَهم وبَغَّلَهم: هَجَّن أَولادهم. وتزوَّج فُلَانٌ فُلَانَةً فَبَغَّلَ أَولادَها إِذا كَانَ فِيهِمْ هُجْنة، وَهُوَ مِنَ البَغْل لأَن البَغْلَ يَعْجَز عَنْ شَأْوِ الفَرس. والتَّبْغيل مِنْ مَشْي الإِبلِ: مَشْيٌ فِيهِ سَعَة، وَقِيلَ: هُوَ مَشْيٌ فِيهِ اخْتِلَافٌ وَاخْتِلَاطٌ بَيْنَ الهَمْلَجَة والعَنَق؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدُهُ:
فِيهَا، إِذا بَغَّلَتْ، مَشْيٌ ومَحْقَرةٌ
…
عَلَى الجِيَاد، وَفِي أَعناقها خَدَب
وأَنشد لأَبي حَيَّة النُّمَيري:
نَضْح البَرِيِّ وَفِي تَبْغِيلها زَوَرُ
وأَنشد لِلرَّاعِي:
رَبِذاً يُبَغِّل خَلْفَها تَبْغِيلا «2»
وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
فِيهَا عَلَى الأَيْنِ إِرْقال وتَبْغِيل
هُوَ تَفْعِيل مِنَ البَغْل كأَنه شَّبَهَ سَيْرَهَا بِسَيْرِ الْبَغْلِ لشدَّته.
بغسل: الأَزهري: بَغْسَلَ الرجلُ إِذا أَكثر الجماع.
بقل: بَقَلَ الشيءُ: ظهَر. والبَقْل: مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: البَقْل مِنَ النَّبَاتِ مَا لَيْسَ بِشَجَرِ دِقٍّ ولا جِلٍّ، وحقيقة رَسْمِهِ أَنه مَا لَمْ تَبْقَ لَهُ أُرومة عَلَى الشتاء بعد ما يُرْعى، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مَا كَانَ مِنْهُ يَنْبُتُ فِي بَزْره وَلَا يَنْبُتُ فِي أُرومة ثَابِتَةٍ فَاسْمُهُ البَقْل، وَقِيلَ: كُلُّ نَابِتَةٍ فِي أَول مَا تَنْبُتُ فَهُوَ البَقْل، وَاحِدَتُهُ بَقْلَة، وفَرْقُ مَا بَيْنَ البَقْل ودِقِّ الشَّجَرِ أَن البَقْل إِذا رُعي لَمْ يَبْقَ لَهُ سَاقٌ وَالشَّجَرُ تَبْقَى لَهُ سُوق وإِن دَقَّت. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تُنْبِتُ البَقْلَة إِلا الحَقْلة؛ والحَقْلَة: القَراح الطَّيِّبة مِنَ الأَرض. وأَبْقَلَت: أَنبتت البَقْل، فَهِيَ مُبْقِلَة. والمُبْقِلَة: ذَاتُ البَقْل. وأَبْقَلَت الأَرضُ: خَرَجَ بَقْلها؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ جُوَين الطَّائِيُّ:
فَلَا مُزْنَةٌ ودَقَتْ وَدْقَها،
…
وَلَا أَرْض أَبْقَلَ إِبْقَالَها
وَلَمْ يَقُلْ أَبْقَلت لأَن تأْنيث الأَرض لَيْسَ بتأْنيث حَقِيقِيٍّ. وَفِي وَصْفِ مَكَّةَ: وأَبْقَلَ حَمْضُها، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. والمَبْقَلة: مَوْضِعُ البَقْل؛ قَالَ دُوَاد بْنُ أَبي دُوَاد حِينَ سأَله أَبوه: مَا الَّذِي أَعاشك؟ قَالَ:
أَعاشَني بَعْدَك وادٍ مُبْقِلُ،
…
آكُلُ مِنْ حَوْذانِه وأَنْسِلُ
قَالَ ابْنُ جِنِّي: مَكَانٌ مُبْقِل هُوَ الْقِيَاسُ، وبَاقِلٌ أَكثر فِي السَّمَاعِ، والأَوَّل مَسْمُوعٌ أَيضاً. الأَصمعي: أَبْقَلَ المكانُ فَهُوَ بَاقِلٌ مِنْ نَبَاتِ البَقْل، وأَوْرَسَ الشجرُ فَهُوَ وَارِسٌ إِذا أَوْرَق، وَهُوَ بالأَلف. الْجَوْهَرِيُّ:
(2). قوله [ربذاً إلخ] صدره كما في شرح القاموس:
وَإِذَا تَرَقَّصَتِ الْمَفَازَةُ غَادَرَتْ
أَبْقَلَ الرِّمْت إِذا أَدْبَى وَظَهَرَتْ خُضْرة وَرَقِهِ، فَهُوَ بَاقِلٌ. قَالَ: وَلَمْ يَقُولُوا مُبْقِل كَمَا قَالُوا أَوْرَسَ فَهُوَ وَارِسٌ، وَلَمْ يَقُولُوا مورِس، قَالَ: وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ مُبْقِل؛ قَالَ أَبو النجم:
يَلْمَحْنَ مِنْ كُلِّ غَميسٍ مُبْقِل
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ هَرْمة:
لَرُعْت بصَفْراءِ السُّحالةِ حُرَّةً،
…
لَهَا مَرْتَعٌ بَيْنَ النَّبِيطَينِ مُبْقِل
قَالَ: وَقَالُوا مُعْشِب؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ:
عَلَى جانِبَيْ حَائِرٍ مُفْرد
…
بِبَرْثٍ، تَبَوَّأْتُه مُعْشِب
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وبَقَلَ الرِّمْثُ يَبْقُلُ بَقْلًا وبُقُولًا وأَبْقَلَ، فَهُوَ بَاقِلٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كِلَاهُمَا: فِي أَول مَا يَنْبُتُ قَبْلَ أَن يخضرَّ. وأَرض بَقِيلَةٌ وبَقِلَةٌ مُبْقِلَةٌ؛ الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ أَي ذَاتُ بَقْل؛ وَنَظِيرُهُ: رَجُلٌ نَهِرٌ أَي يأْتي الأُمور نِهَارًا. وأَبْقَلَ الشجرُ إِذا دَنَتْ أَيام الرَّبِيعِ وَجَرَى فِيهَا الْمَاءُ فرأَيت فِي أَعراضها مِثْلَ أَظفار الطَّيْرِ؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: أَبْقَلَ الشجرُ خَرَجَ فِي أَعراضه مِثْلُ أَظفار الطَّيْرِ وأَعْيُنِ الجَرَادِ قَبْلَ أَن يَسْتَبِينَ وَرَقُهُ فَيُقَالُ حِينَئِذٍ صَارَ بَقْلَة وَاحِدَةً، وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ البَاقِل. وبَقَلَ النَّبْتُ يَبْقُلُ بُقُولًا وأَبْقَلَ: طَلَع، وأَبْقَلَهُ اللَّهُ. وبَقَلَ وجهُ الْغُلَامِ يَبْقُلُ بَقْلًا وبُقُولًا وأَبْقَلَ وبَقَّلَ: خَرَجَ شعرُه، وَكَرِهَ بَعْضُهُمُ التَّشْدِيدَ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا تَقُلْ بَقَّلَ، بِالتَّشْدِيدِ. وأَبْقَلَهُ اللَّهُ: أَخرجه، وَهُوَ عَلَى الْمِثْلِ بِمَا تَقَدَّمَ. اللَّيْثُ: يُقَالُ للأَمرد إِذا خَرَجَ وَجْهُهُ: قَدْ بَقَلَ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي بَكْرٍ والنَّسابة: فقامَ إِليه غُلَامٌ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ حِينَ بَقَلَ وجهُه
أَي أَول مَا نَبَتَتْ لِحْيَتُهُ. وبَقَلَ نابُ الْبَعِيرِ يَبْقُل بُقُولًا: طَلَع، عَلَى الْمِثْلِ أَيضاً، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَقَلَ نابُ الْجَمَلِ أَول مَا يَطْلُعُ، وجَمَلٌ بَاقِل النَّابِ. والبُقْلَة: بَقْل الرَّبِيع؛ وأَرض بَقِلَة وبَقِيلَة ومَبْقَلَة ومَبْقُلَة وبَقَّالَة، وَعَلَى مِثَالِهِ مَزْرَعَة ومَزْرُعَة وزَرَّاعة. وابْتَقَلَ القومُ إِذا رَعَوا البَقْل. والإِبل تَبْتَقِلُ وتَتَبَقَّلُ، وابْتَقَلَتِ الْمَاشِيَةُ وتَبَقَّلَتْ: رَعَت البَقْل، وَقِيلَ: تَبَقُّلُها سِمَنُها عَنِ البَقْل. وابْتَقَلَ الْحِمَارُ: رَعَى البَقْل؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الخُزاعي الْهُذَلِيُّ:
تاللهِ يَبْقَى عَلَى الأَيَّامِ مُبْتَقِلٌ،
…
جَوْنُ السَّرَاةِ رَبَاعٍ سِنُّه غَرِدُ
أَي لَا يَبْقَى، وتَبَقَّلَ مِثْلُهُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
كُوم الذُّرَى مِنْ خَوَل المُخَوَّل
…
تَبَقَّلَتْ فِي أَوَّل التَّبَقُّلِ،
بَيْنَ رِمَاحَيْ مالِكٍ ونَهْشَل
وتَبَقَّلَ القومُ وابْتَقَلُوا وأَبْقَلُوا: تَبَقَّلت ماشيتُهم. وخَرَجَ يَتَبَقَّلُ أَي يَطْلُبُ البَقْل. وبَقْلَة الضَّبّ: نَبْت؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ذَكَرَهَا أَبو نَصْرٍ وَلَمْ يُفَسِّرْهَا. والبَقْلَة: الرِّجْلة وَهِيَ البَقْلَة الحَمْقاء. وَيُقَالُ: كُلُّ نَبات اخْضَرَّت لَهُ الأَرضُ فَهُوَ بَقْل؛ قَالَ الحرث بن دَوْس الإِيادِيّ يُخَاطِبُ المُنْذِر بنَ مَاءِ السَّمَاءِ:
قَوْمٌ إِذا نَبَتَ الرَّبِيعُ لَهُمْ،
…
نَبَتَتْ عَدَاوتُهم مَعَ البَقْل
الْجَوْهَرِيُّ: وقولُ أَبي نُخَيْلة:
بَرِّيَّةٌ لَمْ تأْكل المُرَقَّقا،
…
وَلَمْ تَذُقْ مِنَ البُقُول الفُسْتُقا «3» .
(3). قوله: بريّة، وفي رواية أُخرى: جارية
قَالَ: ظَنَّ هَذَا الأَعرابي أَن الفُسْتُق مِنَ البَقْل، قَالَ: وَهَكَذَا يُرْوى البَقْل بِالْبَاءِ، قَالَ: وأَنا أَظنه بِالنُّونِ لأَن الفُسْتُق مِنَ النَّقْل وَلَيْسَ مِنَ البَقْل. والبَاقِلاءُ والبَاقِلَّى: الفُول، اسْمٌ سَوادِيٌّ، وحَمْلُه الجَرْجَر، إِذا شدَّدت اللَّامَ قَصَرْت، وإِذا خَفَّفْت مَدَدْت فَقُلْتَ البَاقِلَاء، وَاحِدَتُهُ بَاقِلَّاة وباقِلَّاءَة، وَحَكَى أَبو حَنِيفَةَ البَاقِلَى، بِالتَّخْفِيفِ وَالْقَصْرِ، قَالَ: وَقَالَ الأَحمر وَاحِدَةُ البَاقِلَاء بَاقِلَاء، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِذا كَانَ ذَلِكَ فَالْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ، قَالَ: وأَرى الأَحمر حَكَى مِثْلَ ذَلِكَ فِي البَاقِلَّى. قَالَ: والبُوقَالُ، بِضَمِّ الْبَاءِ، ضَرْب مِنَ الكِيزَان، قَالَ: وَلَمْ يفسِّر مَا هُوَ فَفَسَّرْنَاهُ بِمَا عَلِمْنا. وبَاقِلٌ: اسْمُ رَجُلٍ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي العِيِّ؛ قَالَ الأُموي: مِنْ أَمثالهم فِي بَابِ التَّشْبِيهِ: إِنه لأَعْيَا مِنْ بَاقِل، قَالَ: وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ مِنَ رَبِيعَةَ وَكَانَ عَييّاً فَدْماً؛ وإِياه عَنى الأُرَيْقِط فِي وَصْف رَجُل مَلأَ بطنَه حَتَّى عَيِيَ بِالْكَلَامِ فَقَالَ يَهْجُوه، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِحُمَيْدٍ الأَرْقَط:
أَتَانَا، وَمَا دَانَاهُ سَحْبانُ وائلٍ
…
بَيَاناً وعِلْماً بِالذي هُوَ قَائِلُ،
يَقُول، وَقَدْ أَلْقَى المَرَاسِيَ للقِرَى:
…
أَبِنْ ليَ مَا الحَجَّاجُ بِالنَّاسِ فَاعِلُ
فَقُلْتُ: لعَمْرِي مَا لِهَذَا طَرَقْتَنا،
…
فكُلْ، ودَعِ الإِرْجافَ، مَا أَنت آكِلُ
تُدَبِّل كَفَّاه ويَحْدُر حَلْقُه،
…
إِلى البَطْنِ، مَا ضُمَّتْ عَلَيْهِ الأَنامل
فَمَا زَالَ عِنْدَ اللُّقَمِ حَتَّى كأَنَّه،
…
مِنَ العِيِّ لَمَّا أَن تَكَلَّم، بَاقِل
قَالَ: وسَحْبان هُوَ مِنْ رَبِيعَةَ أَيضاً مِنْ بَنِي بكْر كَانَ لَسِناً بَلِيغًا؛ قَالَ اللَّيْثُ: بَلَغَ مِنْ عِيِّ بَاقِل أَنه كَانَ اشْتَرَى ظَبْياً بأَحد عَشَرَ دِرْهماً، فَقِيلَ لَهُ: بِكَم اشْتَرَيْتَ الظَّبْيَ؟ فَفَتَحَ كَفَّيْهِ وفرَّق أَصابعه وأَخرج لِسَانَهُ يُشِيرُ بِذَلِكَ إِلى أَحد عَشَرَ فَانْفَلَتَ الظَّبْيُ وَذَهَبَ فَضَرَبُوا بِهِ الْمَثَلَ فِي العِيّ. والبَقْل: بَطْنٌ مِنَ الأَزْد وَهُمْ بَنُو بَاقِل. وبَنُو بُقَيْلَة: بَطْنٌ مِنَ الحِيرَة. ابْنُ الأَعرابي: البُوقَالَة الطِّرْجهَارَة.
بكل: البَكْل: الدَّقِيق بالرُّبّ؛ قَالَ:
لَيْسَ بغَشٍّ هَمُّه فِيمَا أَكَل،
…
وأَزْمةٌ وَزْمتُه مِنَ البَكَل «1»
. أَراد البَكْل فحَرَّك لِلضَّرُورَةِ. والبَكِيلَة والبَكَالَةُ جَمِيعًا: الدَّقِيقُ يُخْلط بالسَّوِيق والتَّمْرُ يُخْلَط بالسَّمْن فِي إِناءٍ وَاحِدٍ وَقَدْ بُلَّا باللَّبَن، وَقِيلَ: تخلِطُه بِالسَّوِيقِ ثُمَّ تَبُلُّه بِمَاءٍ أَو زَيْتٍ أَو سَمْن، وَقِيلَ: البَكِيلَة الأَقِطُ الْمَطْحُونُ تَخْلِطُهُ بِالْمَاءِ فتُثَرِّيه كأَنك تُرِيدُ أَنْ تَعْجِنه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: البَكِيلَة الدَّقِيقُ أَو السَّويق الَّذِي يُبَلُّ بَلًّا، وَقِيلَ: البَكِيلَة الجافُّ مِنَ الأَقِط الَّذِي يُخْلَط بِهِ الرَّطْبُ، وَقِيلَ: البَكِيلَة طَحِينٌ وتَمْر يُخْلَط فيُصَبُّ عَلَيْهِ الزَّيْتُ أَو السَّمْنُ وَلَا يُطْبَخ. والبَكِيلُ: مَسُوطُ الأَقِط. الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الأُموي: البَكِيلَة السَّمْن يُخْلَط بالأَقِط؛ وأَنشد:
هَذَا غُلامٌ شَرِثُ النَّقِيلَه،
…
غَضْبَانُ لَمْ تُؤْدَمْ لَهُ البَكِيلَه
قَالَ: وَكَذَلِكَ البَكَالَة. وَقَوْلُهُ لَمْ تؤْدم أَي لَمْ يُصَبَ
(1). قوله [ليس بغش] الغش كما في اللسان والقاموس عظيم السرّة، قال شارحه والصواب: عظيم الشره، بالشين محركة
عَلَيْهَا زَيْتٌ أَو إِهَالة، وَيُقَالُ: نَعْلٌ شَرِثَة أَي خَلَقٌ. وَقِيلَ: البَكِيلَة السَّوِيق وَالتَّمْرُ يُؤْكَلان فِي إِناءٍ واحد وقد بُلَّا باللبن. وبَكَلْت البَكِيلة أَبْكُلُها بَكْلًا أَي اتَّخَذْتُهَا. وبَكَلْت السَّوِيق بِالدَّقِيقِ أَي خَلَطْتُهُ. وَيُقَالُ: بَكَلَ ولَبَك بِمَعْنًى مِثْلَ جَبَذَ وجَذَبَ. والبَكْل: الخَلْط؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
يَهِيلون مِنْ هَذَاك فِي ذَاكَ، بَينَهُم
…
أَحاديثُ مَغْرورِين بَكْلٌ مِنَ البَكْل
أَحاديث مُبْتَدَأٌ وَبَيْنَهُمُ الْخَبَرُ. وبَكَلَه إِذا خَلَطه. وبَكَّلَ عَلَيْهِ: خَلَّط. الأُموي: البَكْل الأَقِط بالسَّمْن. وَيُقَالُ: ابْكُلِي واعْبِثي. والبَكِيلَة: الضأْن والمَعَز تَخْتلط، وَكَذَلِكَ الغَنَم إِذا لَقِيَتْ غَنَماً أُخرى، وَالْفِعْلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ بَكَلَ يَبْكُل بَكْلًا. وَيُقَالُ للغَنم إِذا لَقِيت غَنَماً أُخرى فدَخَلت فِيهَا: ظَلَّت عَبِيثَة وَاحِدَةً وبَكِيلَة وَاحِدَةً أَي قَدِ اخْتَلَطَ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، وَهُوَ مَثَل، أَصلُه مِنَ الدَّقِيقِ والأَقِط يُبْكَلُ بالسَّمْن فيؤْكل؛ وبَكَلَ عَلَيْنَا حَديثَه وأَمْرَه يَبْكُلُهُ بَكْلًا: خَلَطَهُ وجاءَ بِهِ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ، وَالِاسْمُ البَكِيلة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَمِنْ أَمثالهم فِي الْتِبَاسِ الأَمر: بَكْلٌ مِنَ البَكْل، وَهُوَ اخْتِلَاطُ الرأْي وارْتِجانُه. وتَبَكَّل الرَّجُلُ فِي الْكَلَامِ أَي خَلَطَ. وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ: سأَله رَجُلٌ عَنْ مسأَلة ثُمَّ أَعادها فقَلَبها، فَقَالَ: بَكَّلْتَ عَلَيَ
أَي خَلَّطت، مِنَ البَكِيلة وَهِيَ السَّمْنُ وَالدَّقِيقُ الْمَخْلُوطُ. والمُتَبَكِّل: المخلِّط فِي كَلَامِهِ. وتَبَكَّلُوا عَلَيْهِ: عَلَوْه بالشَّتْم وَالضَّرْبِ والقَهْر. وتَبَكَّلَ فِي مِشْيَتهِ. اختالَ. والإِنسان يَتَبَكَّلُ أَي يَخْتال. وَرَجُلٌ جَمِيل بَكِيلٌ: مُتَنَوِّق فِي لِبْسَته ومَشْيه. والبَكِيلَة: الْهَيْئَةُ والزِّيُّ. والبِكْلَة: الخُلُق. والبِكْلَة: الحَالُ والخِلْقة؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد:
لَسْتُ إِذاً لِزَعْبَله،
…
إِنْ لَمْ أُغَيِّرْ بِكْلَتِي،
إِن لَمْ أُسَاوَ بالطُّوَلْ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْبَيْتُ مِنْ مُسَدَّس الرَّجَز جَاءَ عَلَى التَّمَامِ. والبَكْل: الغَنِيمة وَهُوَ التَّبَكُّل، اسْمٌ لَا مَصْدَرٌ، ونظِيره التَّنَوُّط؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر:
عَلى خَيْرِ مَا أَبْصَرْتها مِنْ بِضَاعة،
…
لِمُلْتَمِسٍ بَيْعاً لَهَا أَو تَبَكُّلا
أَي تَغَنُّماً. وبَكَّلَه إِذا نَحَّاه قِبَله كائِناً مَا كَانَ. وبَنُو بَكِيلٍ: حَيٌّ مِنْ هَمْدان؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ:
يقولونَ: لَمْ يُورَثْ، وَلَوْلَا تُرَاثُه،
…
لَقَدْ شركَتْ فِيهِ بَكِيلٌ وأَرْحَبُ
وبَنُو بِكَالٍ: مِنْ حِمْيَر مِنْهُمْ نَوْفٌ البِكَاليُّ صَاحِبُ عَلِيٍّ، عليه السلام. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الْمُهَلَّبِيُّ بِكَالَةُ قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ، والمُحَدِّثون يقولونَ نَوْفٌ البَكَّاليُّ، بِفَتْحِ الباء والتشديد.
بلل: البَلَل: النَّدَى. ابْنُ سِيدَهْ. البَلَل والبِلَّة النُّدُوَّةُ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغْفال:
وقِطْقِطُ البِلَّة فِي شُعَيْرِي
أَراد: وبِلَّة القِطْقِط فَقَلَبَ. والبِلال: كالبِلَّة؛ وبَلَّهُ بِالْمَاءِ وَغَيْرِهِ يَبُلُّه بَلًّا وبِلَّة وبَلَّلهُ فَابْتَلَّ وتَبَلَّلَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَمَا شَنَّتَا خَرْقاءَ واهِيَة الكُلَى،
…
سَقَى بِهِمَا سَاقٍ، ولَمَّا تَبَلَّلا
والبَلُّ: مَصْدَرُ بَلَلْت الشيءَ أَبُلُّه بَلًّا. الْجَوْهَرِيُّ: بَلَّه يَبُلُّه أَي نَدَّاه وبَلَّلَه، شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ، فابْتَلَّ. والبِلال: الْمَاءُ. والبُلالة: البَلَل. والبِلال: جَمْعُ بِلَّة نَادِرٌ. واسْقِه عَلَى بُلَّتِه أَي ابْتِلَالِهِ. وبَلَّة الشَّباب وبُلَّتُه: طَرَاؤه، وَالْفَتْحُ أَعلى. والبَلِيل والبَلِيلَة: رِيحٌ بَارِدَةٌ مَعَ نَدًى، وَلَا تُجْمَع. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا جَاءَتِ الرِّيحُ مَعَ بَرْد ويُبْس ونَدًى فَهِيَ بَلِيل، وَقَدْ بَلَّتْ تَبِلُّ بُلولًا؛ فأَما قَوْلُ زِيَادٍ الأَعجم:
إِنِّي رأَيتُ عِدَاتِكم
…
كالغَيْث، لَيْسَ لَهُ بَلِيل
فَمَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ لَهَا مَطْل فَيُكَدِّرَها، كَمَا أَن الغَيْث إِذا كَانَتْ مَعَهُ رِيحٌ بَلِيل كدَّرَتْه. أَبو عَمْرٍو: البَلِيلَة الرِّيحُ المُمْغِرة، وَهِيَ الَّتِي تَمْزُجها المَغْرة، والمَغْرة المَطَرة الضَّعِيفَةُ، والجَنُوب أَبَلُّ الرِّياح. وَرِيحٌ بَلَّة أَي فِيهَا بَلَل. وَفِي حَدِيثِ
المُغيرة: بَلِيلة الإِرْعاد
أَي لَا تَزَالُ تُرْعِد وتُهَدِّد؛ والبَليلة: الرِّيحُ فِيهَا نَدى، جَعَلَ الإِرعاد مَثَلًا لِلْوَعِيدِ وَالتَّهْدِيدِ مِنْ قَوْلِهِمْ أَرْعَد الرجلُ وأَبْرَق إِذا تَهَدَّد وأَوعد، وَاللَّهُ أَعلم. وَيُقَالُ: مَا فِي سِقَائك بِلال أَي مَاءٌ. وكُلُّ مَا يُبَلُّ بِهِ الحَلْق مِنَ الْمَاءِ واللَّبن بِلال؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمُ: انْضَحُوا الرَّحِمَ بِبلالها أَي صِلُوها بصِلَتِها ونَدُّوها؛ قَالَ أَوس يَهْجُو الْحَكَمَ بْنَ مَرْوَانَ بْنِ زِنْبَاع:
كأَنِّي حَلَوْتُ الشِّعْرَ، حِينَ مَدَحْتُه،
…
صَفَا صَخْرَةٍ صَمَّاء يَبْسٍ بِلالُها
وبَلَّ رَحِمَه يَبُلُّها بَلًّا وبِلالًا: وَصَلَهَا. وَفِي حَدِيثِ
النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: بُلُّوا أَرحامَكم وَلَوْ بالسَّلام
أَي نَدُّوها بالصِّلة. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُمْ يُطْلِقون النَّداوَة عَلَى الصِّلة كَمَا يُطْلِقون اليُبْس عَلَى القَطِيعة، لأَنهم لَمَّا رأَوا بَعْضَ الأَشياء يَتَّصِلُ وَيَخْتَلِطُ بالنَّداوَة، وَيَحْصُلُ بَيْنَهُمَا التَّجَافِي وَالتَّفَرُّقُ باليُبْس، اسْتَعَارُوا البَلَّ لِمَعْنَى الوصْل واليُبْسَ لِمَعْنَى القَطِيعة؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
فإِن لَكُمْ رَحِماً سأَبُلُّها بِبلالِها
أَي أَصِلُكم فِي الدُّنْيَا وَلَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. والبِلال: جَمْعُ بَلَل، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَا بَلَّ الحَلْق مِنْ مَاءٍ أَو لَبَنٍ أَو غَيْرِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
طَهْفَة: ما تَبِضُّ بِبِلال
، أَراد بِهِ اللَّبَنَ، وَقِيلَ المَطَر؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُمَرَ، رضي الله عنه: إِنْ رأَيت بَلَلًا مِنْ عَيْش
أَي خِصْباً لأَنه يَكُونُ مِنَ الْمَاءِ. أَبو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ: بَلَلْت رَحِمي أَبُلُّها بَلًّا وبِلالًا وَصَلْتها ونَدَّيْتُها؛ قَالَ الأَعْشَى:
إِما لِطَالِب نِعْمَةٍ تَمَّمتها،
…
ووِصَالِ رَحْم قَدْ بَرَدْت بِلالَها
وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
والرَّحْمَ فابْلُلْها بِخيْرِ البُلَّان،
…
فإِنها اشْتُقَّتْ مِنِ اسْمِ الرَّحْمن
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ البُلَّان اسْمًا وَاحِدًا كالغُفْران والرُّجْحان، وأَن يَكُونَ جَمْعَ بَلَل الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ، وإِن شِئْتَ جَعَلْتَهُ الْمَصْدَرَ لأَن بَعْضَ الْمَصَادِرِ قَدْ يُجْمَعُ كالشَّغْل والعَقْل والمَرَض. وَيُقَالُ: مَا فِي سِقَائك بِلال أَي مَاءٌ، وَمَا فِي الرَّكِيَّة بِلال. ابْنُ الأَعرابي: البُلْبُلة الهَوْدَج لِلْحَرَائِرِ وَهِيَ المَشْجَرة. ابْنُ الأَعرابي: التَّبَلُّل «1» . الدَّوَامُ وَطُولُ
(1). قوله [التبلل] كذا في الأصل، ولعله محرف عن التبلال كما يشهد به الشاهد وكذا أورده شارح القاموس
الْمُكْثِ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ الرَّبِيعِ بْنِ ضَبُع الْفَزَارِيِّ:
أَلا أَيُّها الْبَاغِي الَّذِي طالَ طِيلُه،
…
وتَبْلالُهُ فِي الأَرض، حَتَّى تَعَوَّدا
وبَلَّك اللهُ ابْناً وبَلَّك بابْنٍ بَلًّا أَي رَزَقَك ابْنًا، يَدْعُو لَهُ. والبِلَّة: الخَيْر وَالرِّزْقُ. والبِلُّ: الشِّفَاء. وَيُقَالُ: مَا قَدِمَ بِهِلَّة وَلَا بِلَّة، وَجَاءَنَا فُلَانٌ فَلَمْ يأْتنا بِهَلَّة وَلَا بَلَّة؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فالهَلَّة مِنَ الْفَرَحِ وَالِاسْتِهْلَالِ، والبَلَّة مِنَ البَلل وَالْخَيْرِ. وَقَوْلُهُمْ: مَا أَصاب هَلَّة وَلَا بَلَّة أَي شَيْئًا. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ قَدَّر فِي مَعِيشته بَلَّهُ اللَّهُ
أَي أَغناه. وبِلَّة اللِّسَانِ: وقوعُه عَلَى مَوَاضِعِ الْحُرُوفِ واستمرارُه عَلَى الْمَنْطِقِ، تَقُولُ: ما أَحسن بِلَّة لسانه وَمَا يَقَعُ لِسَانُهُ إِلا عَلَى بِلَّتِه؛ وأَنشد أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي:
يُنَفِّرْنَ بالحيجاء شاءَ صُعَائد،
…
وَمِنْ جَانِبِ الْوَادِي الحَمام المُبَلِّلا
وَقَالَ: المبَلِّل الدَّائِمُ الهَدِير، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَا أَحسن بِلَّة لِسَانِهِ أَي طَوْعَه بِالْعِبَارَةِ وإِسْماحَه وسَلاسَته ووقوعَه عَلَى مَوْضِعِ الْحُرُوفِ. وبَلَّ يَبُلُّ بُلُولًا وأَبَلَّ: نَجَا؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ وأَنشد:
مِنْ صَقْع بازٍ لَا تُبِلُّ لُحَمُه
لُحْمَة البَازِي: الطائرُ يُطْرَح لَهُ أَو يَصِيده. وبَلَّ مِنْ مَرَضِهِ يَبِلُّ بَلًّا وبَلَلًا وبُلُولًا واسْتَبَلَّ وأَبَلَّ: برَأَ وصَحَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذا بَلَّ مِنْ دَاءٍ بِهِ، خَالَ أَنه
…
نَجا، وَبِهِ الدَّاءُ الَّذِي هُوَ قاتِله
يَعْنِي الهَرَم؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ عَجُوزًا:
صَمَحْمَحة لَا تشْتكي الدَّهرَ رأْسَها،
…
وَلَوْ نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ
الْكِسَائِيُّ والأَصمعي: بَلَلْت وأَبْلَلْت مِنَ الْمَرَضِ، بِفَتْحِ اللَّامِ، مَنْ بَلَلْت. والبِلَّة: الْعَافِيَةُ. وابْتَلَّ وتَبَلَّلَ: حَسُنت حَالُهُ بَعْدَ الهُزال. والبِلُّ: المُباحُ، وَقَالُوا: هُوَ لَكَ حِلٌّ وبِلٌّ، فَبِلٌّ شِفَاءٌ مِنْ قَوْلِهِمْ بَلَّ فُلَانٌ مِنْ مَرَضه وأَبَلَّ إِذا بَرَأَ؛ وَيُقَالُ: بِلٌّ مُبَاح مُطْلَق، يمانِيَة حِمْيَريَّة؛ وَيُقَالُ: بِلٌّ إِتباع لحِلّ، وَكَذَلِكَ يُقَالُ لِلْمُؤَنَّثِ: هِيَ لَكَ حِلٌّ، عَلَى لَفْظِ الْمُذَكَّرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي زَمْزَمَ: لَا أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ وَهِيَ لشارب حِلٌّ وبِلٌّ، وَهَذَا الْقَوْلُ نَسَبَهُ الْجَوْهَرِيُّ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ، وَالصَّحِيحُ أَن قَائِلَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ، وَحَكَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ؛ وَحُكِيَ أَيضاً عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّار: أَن زَمْزَمَ لَمَّا حُفِرَتْ وأَدرك مِنْهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مَا أَدرك، بَنَى عَلَيْهَا حَوْضًا وملأَه مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَشَرِبَ مِنْهُ الحاجُّ فَحَسَدَهُ قَوْمٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَهَدَمُوهُ، فأَصلحه فَهَدَمُوهُ بِاللَّيْلِ، فَلَمَّا أَصبح أَصلحه فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ ذَلِكَ دَعَا رَبَّهُ فأُرِيَ فِي الْمَنَامِ أَن يَقُولَ: اللَّهُمَّ إِني لَا أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ وَهِيَ لِشَارِبٍ حِلٌّ وبِلٌّ فإِنك تُكْفَى أَمْرَهم، فَلَمَّا أَصبح عَبْدُ الْمُطَّلِبِ نَادَى بِالَّذِي رأَى، فَلَمْ يَكُنْ أَحد مِنْ قُرَيْشٍ يَقْرُبُ حَوْضَهُ إِلا رُميَ فِي بَدَنه فَتَرَكُوا حَوْضَهُ؛ قَالَ الأَصمعي: كُنْتُ أَرى أَن بِلًّا إِتباع لحِلّ حَتَّى زَعَمَ الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَن بِلًّا مُبَاحٌ فِي لُغَةِ حِمْيَر؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَابْنُ السِّكِّيتِ: لَا يَكُونُ بِلٌّ إِتباعاً لحِلّ لِمَكَانِ الْوَاوِ. والبُلَّة، بِالضَّمِّ: ابْتِلَالُ الرُّطْب. وبُلَّة الأَوابل: بُلَّة الرُّطْب. وَذَهَبَتْ بُلَّة الأَوابل أَي ذَهَبَ ابْتِلَالُ الرُّطْب عَنْهَا؛ وأَنشد لإِهاب
بْنِ عُمَيْر:
حَتَّى إِذا أَهْرَأْنَ بالأَصائل،
…
وفارَقَتْها بُلَّة الأَوابل
يَقُولُ: سِرْنَ فِي بَرْدِ الرَّوَائِحِ إِلى الْمَاءِ بعد ما يَبِسَ الكَلأَ، والأَوابل: الْوُحُوشُ الَّتِي اجتزأَت بالرُّطْب عَنِ الْمَاءِ. الْفَرَّاءُ: البُلَّة بَقِيَّةُ الكَلإِ. وَطَوَيْتُ الثَّوْبَ عَلَى بُلُلَته وبُلَّته وبُلالَته أَي عَلَى رُطُوبَتِهِ. وَيُقَالُ: اطْوِ السِّقاء عَلَى بُلُلَته أَي اطْوِهِ وَهُوَ نَدِيٌّ قَبْلَ أَن يَتَكَسَّرَ. وَيُقَالُ: أَلم أَطْوك عَلَى بُلُلَتِك وبَلَّتِك أَي عَلَى مَا كَانَ فِيكَ؛ وأَنشد لحَضْرَميّ بْنِ عَامِرٍ الأَسدي:
وَلَقَدْ طَوَيْتُكُمُ عَلَى بُلُلاتِكم،
…
وعَلِمْتُ مَا فِيكُمْ مِنَ الأَذْرَاب
أَي طَوَيْتُكُمْ عَلَى مَا فِيكُمْ مِنْ أَذى وَعَدَاوَةٍ. وبُلُلات، بِضَمِّ اللَّامِ: جَمْعُ بُلُلَة، بِضَمِّ اللَّامِ أَيضاً، وَقَدْ رُوِيَ عَلَى بُلَلَاتكم، بِفَتْحِ اللَّامِ، الواحدة بُلَلَة، بِفَتْحِ اللَّامِ أَيضاً، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ عَلَى بُلُلاتكم: يُضْرَبُ مَثَلًا لإِبقاء الْمَوَدَّةِ وإِخفاء مَا أَظهروه مِنْ جَفَائهم، فَيَكُونُ مِثْلَ قَوْلِهِمْ اطْوِ الثوبَ عَلَى غَرِّه لِيَضُمَّ بَعْضَهُ إِلى بَعْضٍ وَلَا يَتَبَايَنُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: اطوِ السِّقاء عَلَى بُلُلَتِه لأَنه إِذا طُوِيَ وَهُوَ جَافٌّ تَكَسَّرَ، وإِذا طُوِيَ عَلَى بَلَله لَمْ يَتَكسَّر وَلَمْ يَتَباين. وَانْصَرَفَ الْقَوْمُ ببَلَلَتِهم وبُلُلَتِهم وبُلُولَتِهم أَي وَفِيهِمْ بَقِيّة، وَقِيلَ: انْصَرَفُوا ببَلَلَتِهم أَي بِحَالٍ صَالِحَةٍ وَخَيْرٍ، وَمِنْهُ بِلال الرَّحِم. وبَلَلْتُه: أَعطيته. ابْنُ سِيدَهْ: طَوَاهُ عَلَى بُلُلَته وبُلُولَتِه وبَلَّتِه أَي عَلَى مَا فِيهِ مِنَ الْعَيْبِ، وَقِيلَ: عَلَى بَقِيَّةِ وُدِّه، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَقِيلَ: تَغَافَلْتُ عَمَّا فِيهِ مِنْ عَيْبٍ كَمَا يُطْوَى السِّقاء عَلَى عَيْبه؛ وأَنشد:
وأَلبَسُ المَرْءَ أَسْتَبْقِي بُلُولَتَه،
…
طَيَّ الرِّدَاء عَلَى أَثْنائه الخَرِق
قَالَ: وَتَمِيمٌ تَقُولُ البُلُولَة مِنْ بِلَّة الثَّرَى، وأَسد تَقُولُ: البَلَلَة. وَقَالَ اللَّيْثُ: البَلَل والبِلَّة الدُّون. الْجَوْهَرِيُّ: طَوَيْت فُلَانًا عَلَى بُلَّتِه وبُلَالَتِه وبُلُولِهِ وبُلُولَتِهِ وبُلُلَتِه وبُلَلَتِه إِذا احْتَمَلْتَهُ عَلَى مَا فِيهِ مِنَ الإِساءة وَالْعَيْبِ ودَارَيْته وَفِيهِ بَقِيّة مِنَ الوُدِّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
طَوَيْنا بَنِي بِشْرٍ عَلَى بُلُلاتهم،
…
وَذَلِكَ خَيْرٌ مِنْ لِقَاء بَنِي بِشْر
يَعْنِي باللِّقاء الحَرْبَ، وَجَمْعُ البُلَّة بِلال مِثْلَ بُرْمَة وبِرَام؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
وصاحِبٍ مُرَامِقٍ دَاجَيْتُه،
…
عَلَى بِلال نَفْسه طَوَيْتُه
وَكَتَبَ عُمَرُ يَسْتحضر المُغيرة مِنَ الْبَصْرَةِ: يُمْهَلُ ثَلَاثًا ثُمَّ يُحْضَر عَلَى بُلَّته أَي عَلَى مَا فِيهِ مِنَ الإِساءة وَالْعَيْبِ، وَهِيَ بِضَمِّ الْبَاءِ. وبَلِلْتُ بِهِ بَلَلًا: ظَفِرْتُ بِهِ. وَقِيلَ: بَلِلْتُ أَبَلُّ ظَفِرت بِهِ؛ حَكَاهَا الأَزهري عَنِ الأَصمعي وَحْدَهُ. قَالَ شَمِرٌ: وَمِنْ أَمثالهم: مَا بَلِلْت مِنْ فُلَانٍ بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي مَا ظَفِرْتُ، والأَفْوَق: السَّهْمُ الَّذِي انْكَسَرَ فُوقُه، والناصِل: الَّذِي سَقَطَ نَصْلُه، يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ المُجْزِئ الْكَافِي أَي ظَفِرْت بِرَجُلٍ كَامِلٍ غَيْرِ مُضَيَّعٍ وَلَا نَاقِصٍ. وبَلِلْت بِهِ بَلَلًا: صَلِيت وشَقِيت. وبَلِلْت بِهِ بَلَلًا وبَلالة وبُلُولًا وبَلَلْت: مُنِيت بِهِ وعُلِّقْته. وبَلِلْته: لَزِمْته؛ قَالَ:
دَلْو تَمَأَّى دُبِغَتْ بالحُلَّب،
…
بُلَّتْ بكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّب،
فَلَا تُقَعْسِرْها وَلَكِنْ صَوِّب
تُقَعْسِرُهَا أَي تُعَازُّهَا. أَبو عَمْرٍو: بَلَّ يَبِلُّ إِذا لَزِمَ إِنساناً وَدَامَ عَلَى صُحْبَتِهِ، وبَلَّ يَبَلُّ مِثْلُهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر:
فبَلِّي إِنْ بَلِلْتِ بأَرْيَحِيٍّ
…
مِنَ الفِتْيان، لَا يَمْشي بَطِينا
وَيُرْوَى فبَلِّي يَا غَنِيَّ. الْجَوْهَرِيُّ: بَلِلْت بِهِ، بِالْكَسْرِ، إِذا ظَفِرت بِهِ وَصَارَ فِي يَدِكَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
بَيْضَاءُ تَمْشِي مِشْيَةَ الرَّهِيص،
…
بَلَّ بِهَا أَحمر ذُو دَرِيصِ
يُقَالُ: لئن بَلَّتْ بك يَدي لَا تُفَارِقُنِي أَو تُؤَدِّيَ حَقِّي. النَّضْرُ: البَذْرُ والبُلَل وَاحِدٌ، يُقَالُ: بَلُّوا الأَرض إِذا بَذَروها بالبُلَل. وَرَجُلٌ بَلٌّ بِالشَّيْءِ: لَهِجٌ؛ قَالَ:
وإِني لبَلٌّ بالقَرِينةِ مَا ارْعَوَتْ،
…
وإِني إِذا صَرَمْتُها لصَرُوم
وَلَا تَبُلُّك عِنْدِي بَالَّةٌ وبَلالِ مِثل قَطامِ أَي لَا يُصيبك مِنِّي خَيْرٌ وَلَا نَدًى وَلَا أَنفعك وَلَا أَصدُقك. وَيُقَالُ: لَا تُبَلُّ لِفُلَانٍ عِنْدِي بَالَّةٌ وبَلالِ مَصْرُوفٌ عَنْ بَالَّة أَي نَدًى وَخَيْرٍ. وَفِي كَلَامِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فإِن شَكَوُا انْقِطَاعَ شِرْب أَو بَالَّة
، هُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَتْ لَيْلَى الأَخْيَلية:
نَسيتَ وصالَه وصَدَرْتَ عَنْهُ،
…
كَمَا صَدَر الأَزَبُّ عَنِ الظِّلالِ
فَلَا وأَبيك، يَا ابْنَ أَبي عَقِيل،
…
تَبُلُّك بَعْدَهَا فِينَا بَلالِ
فَلَوْ آسَيْتَه لَخَلاك ذَمٌّ،
…
وفارَقَكَ ابنُ عَمِّك غَيْر قَالِي
ابْنُ أَبي عَقِيل كَانَ مَعَ تَوْبَة حِينَ قُتِل فَفَرَّ عَنْهُ وَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ. والبَلَّة: الْغِنَى بَعْدَ الْفَقْرِ. وبَلَّتْ مَطِيَّتُه عَلَى وَجْهِهَا إِذا هَمَتْ ضالَّة؛ وَقَالَ كثيِّر:
فَلَيْتَ قَلُوصي، عِنْدَ عَزَّةَ، قُيِّدَتْ
…
بحَبْل ضَعِيفٍ غُرَّ مِنْهَا فَضَلَّتِ
فأَصْبَح فِي الْقَوْمِ الْمُقِيمِينَ رَحْلُها،
…
وَكَانَ لَهَا باغٍ سِوَاي فبَلَّتِ
وأَبَلَّ الرجلُ: ذَهَبَ فِي الأَرض. وأَبَلَّ: أَعيا فَساداً وخُبْثاً. والأَبَلُّ: الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ الجَدِلُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَسْتَحِي، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ اللُّؤْمِ الَّذِي لَا يُدْرَك مَا عِنْدَهُ، وَقِيلَ: هُوَ المَطول الَّذِي يَمْنَع بالحَلِف مِنْ حُقُوقِ النَّاسِ مَا عِنْدَهُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي للمرَّار بْنِ سَعِيدٍ الأَسدي:
ذَكَرْنَا الدُّيُونَ، فجادَلْتَنا
…
جدالَك فِي الدَّيْن بَلًّا حَلوفا «2»
. وَقَالَ الأَصمعي: أَبَلَّ الرجلُ يُبِلُّ إِبْلالًا إِذا امْتَنَعَ وَغَلَبَ. قَالَ: وإِذا كَانَ الرَّجُلُ حَلَّافاً قِيلَ رَجُلٌ أَبَلُّ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
أَلا تَتَّقون اللَّهَ، يَا آلَ عَامِرٍ؟
…
وَهَلْ يَتَّقِي اللهَ الأَبَلُّ المُصَمِّمُ؟
(2). قوله [جدالك في الدين] هكذا في الأصل وسيأتي إيراده بلفظ:
[جِدَالَكَ مَالًا وَبَلًّا حَلُوفَا]
وكذا أورده شارح القاموس ثم قال: والمال الرجل الغني
وَقِيلَ: الأَبَلُّ الْفَاجِرُ، والأُنثى بَلَّاء وَقَدْ بَلَّ بَلَلًا فِي كُلِّ ذَلِكَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. الْكِسَائِيُّ: رَجُلٌ أَبَلُّ وامرأَة بَلَّاء وَهُوَ الَّذِي لَا يُدْرَك مَا عِنْدَهُ مِنَ اللُّؤْمِ، وَرَجُلٌ أَبَلُّ بَيِّن البَلَل إِذا كَانَ حَلَّافاً ظَلوماً. وأَما قَوْلُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَمَّا وابنُ الْخَطَّابِ حَيٌّ فَلا وَلَكِنْ إِذا كَانَ النَّاسُ بذي بِلِّيٍّ وذي بِلَّى؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُرِيدُ تَفَرُّقَ النَّاسِ وأَن يَكُونُوا طَوَائِفَ وفِرَقاً مِنْ غَيْرِ إِمام يَجْمَعُهُمْ وبُعْدَ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ؛ وكلُّ مَنْ بَعُد عَنْكَ حَتَّى لَا تَعْرِف موضعَه، فَهُوَ بِذِي بِلِّيٍّ، وَهُوَ مِنْ بَلَّ فِي الأَرض أَي ذَهَبَ؛ أَراد ضياعَ أُمور النَّاسِ بَعْدَهُ، قَالَ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى بِذِي بِلِّيَان، وَهُوَ فِعْلِيَان مِثْلَ صِلِّيان؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ:
يَنام وَيَذْهَبُ الأَقوام حَتَّى
…
يُقالَ: أَتَوْا عَلَى ذِي بِلِّيَان
يَقُولُ: إِنه أَطال النَّوْمَ وَمَضَى أَصحابه فِي سَفَرِهِمْ حَتَّى صَارُوا إِلى مَوْضِعٍ لَا يَعْرِف مكانَهم مِنْ طُولِ نَوْمِهِ. وأَبَلَّ عَلَيْهِ: غَلَبه؛ قَالَ سَاعِدَةُ:
أَلا يَا فَتى، مَا عبدُ شَمْسٍ بِمِثْلِهِ
…
يُبَلُّ عَلَى الْعَادِيِّ وتُؤْبَى المَخاسِفُ
الْبَاءُ فِي بِمِثْلِهِ مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ يُبَلُّ، وَقَوْلُهُ مَا عبدُ شَمْسٍ تَعْظِيمٌ، كَقَوْلِكَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هُوَ وَمَنْ هُوَ، لَا تُرِيدُ الِاسْتِفْهَامَ عَنْ ذَاتِهِ تَعَالَى إِنما هُوَ تَعْظِيمٌ وَتَفْخِيمٌ. وخَصمٌ مِبَلٌّ: ثَبْت. أَبو عُبَيْدٍ: المِبَلُّ الَّذِي يُعِينُكَ أَي يُتَابِعُكَ «1» عَلَى مَا تُرِيدُ؛ وأَنشد:
أَبَلَّ فَمَا يَزْداد إِلَّا حَماقَةً
…
ونَوْكاً، وإِن كَانَتْ كَثِيرًا مخارجُه
وصَفاة بَلَّاء أَي مَلْساء. وَرَجُلٌ بَلٌّ وأَبَلُّ: مَطول؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
جِدَالَكَ مَالًا وبَلًّا حَلُوفا
والبَلَّة: نَوْرُ السَّمُر والعُرْفُط. وَفِي حَدِيثِ
عُثْمَانَ: أَلَسْتَ تَرْعى بَلَّتَها؟
البَلَّة: نَوْرُ العِضاهِ قَبْلَ أَن يَنْعَقِدَ. التَّهْذِيبُ: البَلَّة والفَتْلة نَوْرُ بَرَمة السَّمُر، قَالَ: وأَول مَا يَخْرُج البرَمة ثُمَّ أَول مَا يَخْرُجُ مِنَ بَدْو الحُبْلَة كُعْبورةٌ نَحْوُ بَدْو البُسْرة فَتِيك البَرَمة، ثُمَّ يَنْبُتُ فِيهَا زَغَبٌ بِيضٌ هُوَ نَوْرَتُهَا، فإِذا أَخرجت تِيكَ سُمِّيت البَلَّة والفَتْلة، فإِذا سَقَطْنَ عنن طَرَف العُود الَّذِي يَنْبُتْنَ فِيهِ نَبَتَتْ فِيهِ الخُلْبة فِي طَرَفِ عُودِهِنَّ وَسَقَطْنَ، والخُلْبة وِعَاءُ الحَب كأَنها وِعَاءُ الباقِلاء، وَلَا تَكُونُ الخُلْبة إِلَّا للسَّمُر والسَّلَم، وَفِيهَا الْحَبُّ وَهُنَّ عِراض كأَنهم نِصال، ثُمَّ الطَّلْح فإِن وِعَاءَ ثَمَرَتِهِ للغُلُف وَهِيَ سِنَفة عِراض. وبِلال: اسْمُ رَجُلٍ. وبِلال بْنُ حَمَامَةَ: مُؤَذِّنُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، مِنَ الْحَبَشَةِ. وبِلال آبَادٍ: مَوْضِعٌ. التَّهْذِيبُ: والبُلْبُل العَنْدَليب. ابْنُ سِيدَهْ: البُلْبُل طَائِرٌ حَسَن الصَّوْتِ يأْلف الحَرَم وَيَدْعُوهُ أَهل الْحِجَازِ النُّغَر. والبُلْبُل: قَناةُ الْكُوزِ الَّذِي فِيهِ بُلْبُل إِلى جَنْبِ رأْسه. التَّهْذِيبُ: البُلْبُلَة ضَرْبٌ مِنَ الْكِيزَانِ فِي جَنْبِهِ بُلْبُل يَنْصَبُّ مِنْهُ الْمَاءُ. وبَلْبَلَ متاعَه: إِذا فرَّقه وبدَّده. والمُبَلِّل: الطَّاوُوسُ الصَّرَّاخ، والبُلْبُل الكُعَيْت. والبَلْبَلَة: تَفْرِيقُ الْآرَاءِ. وتَبَلْبَلَتِ الأَلسن: اخْتَلَطَتْ. والبَلْبَلَة: اخْتِلَاطُ الأَلسنة. التَّهْذِيبُ: البَلْبَلَة بَلْبلة الأَلسن، وَقِيلَ: سميت أَرض بابِل
(1). قوله [يعينك أي يتابعك] هكذا في الأصل، وفي القاموس: يعييك أن يتابعك
لأَن اللَّهَ تَعَالَى حِينَ أَراد أَن يُخَالِفَ بَيْنَ أَلسنة بَنِي آدَمَ بَعَث رِيحًا فَحَشَرَهُمْ مِنْ كُلِّ أُفق إِلى بَابِلَ فبَلْبَل اللَّهُ بِهَا أَلسنتهم، ثُمَّ فَرَّقتهم تِلْكَ الرِّيحُ فِي الْبِلَادِ. والبَلْبَلَة والبَلابِل والبَلْبَال: شدَّة الْهَمِّ والوَسْواس فِي الصُّدُورِ وَحَدِيثُ النَّفْسِ، فأَما البِلْبَال، بِالْكَسْرِ، فَمَصْدَرٌ. وَفِي حَدِيثِ
سَعِيدِ بْنِ أَبي بُرْدَةَ عَنْ أَبيه عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: إِن أُمتي أُمة مَرْحُومَةٌ لَا عَذَابَ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ، إِنما عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا البَلابِل وَالزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ
؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: البَلابِل وَسْوَاسُ الصَّدْرِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِبَاعِثِ بْنِ صُرَيم وَيُقَالُ أَبو الأَسود الأَسدي:
سائلُ بيَشْكُرَ هَلْ ثَأَرْتَ بِمَالِكٍ،
…
أَم هَلْ شَفَيْت النفسَ مِنْ بَلْبَالها؟
وَيُرْوَى:
سائِلْ أُسَيِّدَ هَلْ ثَأَرْتَ بِوائلٍ؟
وَوَائِلٌ: أَخو بَاعِثِ بْنِ صُرَيم. وبَلْبَلَ القومَ بَلْبَلَة وبِلْبَالًا: حَرَّكهم وهَيَّجهم، وَالِاسْمُ البَلْبَال، وَجَمْعُهُ البَلابِل. والبَلْبَال: البُرَحاء فِي الصَّدر، وَكَذَلِكَ البَلْبَالَة؛ عَنِ ابْنِ جِنِّيٍّ؛ وأَنشد:
فَبَاتَ مِنْهُ القَلْبُ فِي بَلْبَالِه،
…
يَنْزُو كَنَزْوِ الظَّبْيِ فِي الحِباله
وَرَجُلٌ بُلْبُلٌ وبُلابِل: خَفِيف فِي السَّفَر معْوان. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قَالَ لِي أَبو لَيْلَى الأَعرابي أَنت قُلْقُل بُلْبُل أَي ظَريف خَفيف. وَرَجُلٌ بُلابِل: خَفِيفُ الْيَدَيْنِ وَهُوَ لَا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ. والبُلْبُل مِنَ الرِّجَالِ: الخَفِيفُ؛ قَالَ كَثِيرُ بْنُ مُزَرِّد:
سَتُدْرِك مَا تَحْمي الحِمارة وابْنُها
…
قَلائِصُ رَسْلاتٌ، وشُعْثٌ بَلابِل
والحِمارة: اسْمُ حَرَّة وابنُها الجَبَل الَّذِي يُجَاوِرُهَا، أَي سَتُدْرِكُ هَذِهِ الْقَلَائِصُ مَا مَنَعَتْهُ هَذِهِ الحَرَّة وابنُها. والبُلْبُول: الْغُلَامُ الذَّكِيُّ الكَيِّس. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: غُلَامٌ بُلْبُل خَفِيفٌ فِي السَّفَر، وقَصَره عَلَى الْغُلَامِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: لَهُ أَلِيلٌ وبَلِيلٌ، وَهُمَا الأَنين مَعَ الصَّوْتِ؛ وَقَالَ المَرَّار بْنُ سَعِيدٍ:
إِذا مِلْنا عَلَى الأَكْوار أَلْقَتْ
…
بأَلْحِيها لأَجْرُنِها بَليل
أَراد إِذا مِلْنا عَلَيْهَا نَازِلِينَ إِلى الأَرض مَدَّت جُرُنَها عَلَى الأَرض مِنَ التَّعَبِ. أَبو تُرَابٍ عَنْ زَائِدَةَ: مَا فِيهِ بُلالَة وَلَا عُلالة أَي مَا فِيهِ بَقِيَّة. وبُلْبُول: اسْمُ بَلَدٍ. والبُلْبُول: اسْمُ جَبَل؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
قَدْ طَالَ مَا عارَضَها بُلْبُول،
…
وهْيَ تَزُول وَهْوَ لَا يَزول
وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ
لُقْمَانَ: مَا شَيْءٌ أَبَلَّ لِلْجِسْمِ مِنَ اللَّهْو
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ شَيْءٌ كَلَحْمِ الْعُصْفُورِ أَي أَشد تَصْحِيحًا وَمُوَافَقَةً لَهُ. وَمِنْ خَفِيفِ هَذَا الْبَابِ بَلْ، كَلِمَةُ اسْتِدْرَاكٍ وإِعلامٍ بالإِضْراب عَنِ الأَول، وَقَوْلُهُمْ قَامَ زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو وبَنْ زَيْدٌ، فإِن النُّونَ بَدَلٌ مِنَ اللَّامِ، أَلا تَرَى إِلى كَثْرَةِ اسْتِعْمَالِ بَلْ وَقِلَّةِ اسْتِعْمَالِ بَنْ، والحُكْمُ عَلَى الأَكثر لَا الأَقل؟ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ مِنْ أَمره، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ لَسْتُ أَدفع مَعَ هَذَا أَن تَكُونَ بَنْ لُغَةً قَائِمَةً بِنَفْسِهَا. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ بَلى: بَلى تَكُونُ جَوَابًا لِلْكَلَامِ الَّذِي فِيهِ الجَحْد. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى
؛ قَالَ: وإِنما صَارَتْ بَلى تَتَّصِلُ بالجَحْد لأَنها رُجُوعٌ عَنِ الجَحْد إِلى
التَّحْقِيقِ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ بَلْ، وبَلْ سَبِيلها أَن تأَتي بَعْدَ الجَحْد كَقَوْلِكَ مَا قَامَ أَخوك بَلْ أَبوك، وَمَا أَكرمت أَخاك بَلْ أَباك، وإِذا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: أَلا تَقُومَ؟ فَقَالَ لَهُ: بَلى، أَراد بَلْ أَقوم، فزادوا الأَلف على بَلْ لِيَحْسُنَ السُّكُوتُ عَلَيْهَا، لأَنه لَوْ قَالَ بَلْ كَانَ يَتَوَقَّعُ «1» كَلَامًا بَعْدَ بلْ فزادوا الأَلف ليزول عَنِ الْمُخَاطَبِ هَذَا التَّوَهُّمُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً
، وَالْمَعْنَى بَلْ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: بَلْ حُكْمُهَا الِاسْتِدْرَاكُ أَينما وَقَعَتْ فِي جَحْد أَو إِيجاب، قَالَ: وبَلى تَكُونُ إِيجاباً للمَنْفِيِّ لا غيرُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: بَلْ تأْتي بِمَعْنَيَيْنِ: تَكُونُ إِضراباً عَنِ الأَول وإِيجاباً لِلثَّانِي كَقَوْلِكَ عِنْدِي لَهُ دِينَارٌ لَا بَلْ دِينَارَانِ، وَالْمَعْنَى الْآخَرُ أَنها تُوجِبُ مَا قَبْلَهَا وَتُوجِبُ مَا بَعْدَهَا، وَهَذَا يسمى الاستدراك لأَنه أَراده فَنَسِيَهُ ثُمَّ اسْتَدْرَكَهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ بَلْ وَاللَّهِ لَا آتِيكَ وبَنْ وَاللَّهِ، يَجْعَلُونَ اللَّامَ فِيهَا نُونًا، وَهِيَ لُغَةُ بَنِي سَعْدٍ وَلُغَةُ كَلْبٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْبَاهِلِيِّينَ يَقُولُونَ لَا بَنْ بِمَعْنَى لَا بَلْ. الْجَوْهَرِيُّ: بَلْ مُخَفَّفٌ حرفٌ، يُعْطَفُ بِهَا الْحَرْفُ الثَّانِي عَلَى الأَول فَيَلْزَمُهُ مثْلُ إعرابه، فهو للإِضراب عَنِ الأَول لِلثَّانِي، كَقَوْلِكَ: مَا جاءَني زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو، وَمَا رأَيت زَيْدًا بَلْ عَمْرًا، وَجَاءَنِي أَخوك بَلْ أَبوك تَعْطِفُ بِهَا بَعْدَ النَّفْيِ والإِثبات جَمِيعًا؛ وَرُبَّمَا وَضَعُوهُ مَوْضِعَ رُبَّ كَقَوْلِ الرَّاجِزِ:
بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ
يَعْنِي رُبَّ مَهْمَهٍ كَمَا يوضع غَيْرِهِ اتِّسَاعًا؛ وَقَالَ آخَرُ:
بَلْ جَوْزِ تَيْهاء كظَهْرِ الحَجَفَتْ
وَقَوْلُهُ عز وجل: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ
؛ قَالَ الأَخفش عَنْ بَعْضِهِمْ: إِن بَلْ هاهنا بِمَعْنَى إِن فَلِذَلِكَ صَارَ القَسَم عَلَيْهَا؛ قَالَ: وَرُبَّمَا اسْتَعْمَلَتِ الْعَرَبُ فِي قَطْع كلام واستئناف آخر فيُنْشد الرَّجُلُ مِنْهُمُ الشِّعْرَ فَيَقُولُ:
...... بَل
…
مَا هاجَ أَحْزاناً وشَجْواً قَدْ شَجا
وَيَقُولُ:
...... بَلْ
…
وبَلْدَةٍ مَا الإِنْسُ مِنْ آهالِها،
تَرى بِهَا العَوْهَقَ من وِئالِها،
…
كَالنَّارِ جَرَّتْ طَرَفي حِبالِها
قَوْلُهُ بَلْ لَيْسَتْ مِنَ الْبَيْتِ وَلَا تُعَدُّ فِي وَزْنِهِ وَلَكِنْ جُعِلَتْ عَلَامَةً لِانْقِطَاعِ مَا قَبْلَهُ؛ وَالرَّجَزُ الأَول لِرُؤْبَةَ وَهُوَ:
أَعْمَى الهُدَى بالجاهِلِينَ العُمَّهِ،
…
بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعْتُ بَعْدَ مَهْمَهِ
وَالثَّانِي لسُؤْرِ الذِّئْبِ وَهُوَ:
بَلْ جَوْزِ تَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ،
…
يُمْسي بِهَا وُحُوشُها قَدْ جُئِفَتْ
قَالَ: وبَلْ نُقْصانها مَجْهُولٌ، وَكَذَلِكَ هَلْ وَقَدْ، إِن شِئْتَ جَعَلْتَ نُقْصَانَهَا وَاوًا قُلْتَ بَلْوٌ هَلْوٌ قَدْوٌ، وإِن شِئْتَ جَعَلَتْهُ يَاءً. وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ نُقْصَانَهَا مَثَلَ آخِرِ حُرُوفِهَا فيُدْغم وَيَقُولُ هَلٌّ وبَلٌّ وقَدٌّ، بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْحُرُوفُ الَّتِي هِيَ عَلَى حَرْفَيْنِ مِثْلُ قَدْ وبَلْ وهَلْ لَا يُقَدَّرُ فِيهَا حَذْفُ حَرْفٍ ثَالِثٍ كَمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الأَسماء نَحْوُ يَدٍ ودَمٍ، فإِن
(1). قوله [كان يتوقع] أي المخاطب كما هو ظاهر مما بعد
سَمَّيْتَ بِهَا شَيْئًا لَزِمَكَ أَن تُقَدِّرَ لَهَا ثَالِثًا، قَالَ: وَلِهَذَا لَوْ صَغَّرْتَ إِن الَّتِي لِلْجَزَاءِ لَقُلْتَ أُنَيٌّ، وَلَوْ سَمَّيت بإِن الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ لَقُلْتَ أُنَيْنٌ، فَرَدَدْتَ مَا كَانَ مَحْذُوفًا، قَالَ: وَكَذَلِكَ رُبَ الْمُخَفَّفَةُ تَقُولُ فِي تَصْغِيرِهَا اسمَ رَجُلٍ رُبَيْبٌ، وَاللَّهُ أَعلم.
بهل: التَبَهُّل: العَناء بِالطَّلَبِ. وأَبْهَلَ الرجلَ: تَرَكه. وَيُقَالُ: بَهَلْتُهُ وأَبْهَلْتُهُ إِذا خَلَّيْتَه وإِرادتَه. وأَبْهَلَ الناقةَ: أَهْمَلَها. الأَزْهري: عَبْهَل الإِبلَ أَي أَهْمَلَها مِثْلَ أَبْهَلَها، وَالْعَيْنُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْهَمْزَةِ. وَنَاقَةٌ بَاهِل بيِّنة البَهَل: لَا صِرارَ عَلَيْهَا، وَقِيلَ: لَا خِطام عَلَيْهَا، وَقِيلَ: لَا سِمَة عَلَيْهَا، وَالْجَمْعُ بُهَّل وبُهْل. وَقَدْ أَبْهَلْتُها أَي تَرَكْتُهَا بَاهِلًا، وَهِيَ مُبْهَلَة ومُبَاهِل لِلْجَمْعِ»
. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ البُهَّل وَاحِدُهَا بَاهِلٌ وبَاهِلَة وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ مُهْمَلَة بِغَيْرٍ رَاعٍ، يُرِيدُ أَنها سَرَحَت للمَرْعى بِغَيْرِ رَاعٍ؛ قَالَ: وَشَاهِدُ أَبْهَل قَوْلُ الشَّاعِرِ:
قَدْ غَاثَ رَبُّك هَذَا الخَلْقَ كُلَّهُمُ،
…
بعامِ خِصْبٍ، فَعَاشَ المالُ والنَّعَمُ
وأَبْهَلُوا سَرْحَهُم مِنْ غَيْرِ تَوْدِيةٍ
…
وَلَا دِيَارٍ، وَمَاتَ الفَقْر والعَدَم
وَقَالَ آخَرُ:
قَدْ رَجَعَ المُلْكُ لمُسْتَقَرِّه،
…
وَعَادَ حُلْو العَيْشِ بَعْدَ مُرِّه،
وأَبْهَلَ الحالِبُ بَعْدَ صَرِّه
وَنَاقَةٌ بَاهِل: مُسَيَّبَة. وأَبْهَلَ الرَّاعِي إِبله إِذا تَرَكَهَا، وأَبْهَلَها: تَرَكَهَا مِنَ الحَلبِ. والبَاهِل: الإِبل الَّتِي لَا صِرار عَلَيْهَا، وَهِيَ المُبْهَلَة. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي البُهَّل مِثْلَهُ: وَاحِدُهَا بَاهِل. وأَبْهَلَ الْوَالِي رعِيَّتَهُ واسْتَبْهَلَهَا إِذا أَهملها؛ وَمِنْهُ قِيلَ فِي بَنِي شَيْبانَ: اسْتَبْهَلتها السواحلُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ فِي ذَلِكَ:
وشيْبان حَيْثُ اسْتَبْهَلَتْها السَّواحِلُ
أَي أَهملها ملوكُ الحِيرة لأَنهم كَانُوا نَازِلِينَ بِشَطِّ البحرِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: عَلَى سَاحِلِ الفُرات لَا يَصِل إِليهم السُّلْطَانُ يفعلون ما شاؤُوا، وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي إِبل أُبْهِلَتْ:
إِذا اسْتُبْهِلَتْ أَو فَضَّها العَبْدُ، حَلَّقَتْ
…
بسَرْبك، يوْم الوِرْدِ، عَنْقاءُ مُغْرِب
يَقُولُ إِذا أُبْهِلَتْ هَذِهِ الإِبل وَلَمْ تُصَرّ أَنْفَدت الجِيرانُ أَلبانها، فإِذا أَرادت الشُّرْب لَمْ يَكُنْ فِي أَخْلافها مِنَ اللَّبَنِ مَا تَشْتَري بِهِ مَاءً لِشُرْبِهَا. وبَهِلَت النَّاقَةُ تَبْهَلُ بَهَلًا: حُلَّ صِرارُها وتُرك وَلَدُها يَرْضَعها؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:
غَدَت مِنْ هِلالٍ ذاتَ بَعْلٍ سَمِينَةً،
…
وآبَتْ بثَدْي بَاهِلِ الزَّوْجِ أَيِّمِ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ بَاهِل الزَّوْجِ باهلَ الثَّدْي لَا يَحْتَاجُ إِلى صِرار، وَهُوَ مُسْتَعَارٌ مِنَ النَّاقَةِ البَاهِل الَّتِي لَا صِرار عَلَيْهَا، وإِذا لَمْ يَكُنْ لَهَا زَوْج لَمْ يَكُنْ لَهَا لَبَنٌ؛ يَقُولُ: لَمَّا قُتِلَ زَوْجُها فَبَقِيَتْ أَيِّماً لَيْسَ لَهَا وَلَدٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: التَّفْسِيرُ لِابْنِ الأَعرابي. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: حَدَّثني بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ أَن دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّة أَراد أَن يُطَلِّق امرأَته فَقَالَتْ: أَتطلقني وَقَدْ أَطْعَمْتُكَ مأْدُومي وأَتيتك بَاهِلًا غَيْرَ ذاتِ صِرار؟ قَالَ: جَعَلَتْ هَذَا مَثَلًا لِمَالِهَا وأَنها أَباحت لَهُ مَالَهَا، وَكَذَلِكَ الناقة لا
(2). قوله [ومُبَاهِل للجمع] كذا وقع في الأَصل ميم مباهل مضموماً وكذا في القاموس وليس فيه لفظ الجمع
عِرانَ عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ الَّتِي لَا سِمَة عَلَيْهَا. واسْتَبْهَلَ فُلَانٌ النَّاقَةَ إِذا احْتَلَبَهَا بِلَا صِرار؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
فاسْتَبْهَلَ الحَرْب مِنْ حَرَّانَ مُطَّرِدٍ،
…
حَتَّى يَظَلَّ، عَلَى الكَفَّين، مَرْهُونا
أَراد بالحرَّان الرُّمْحَ، والبَاهِل الْمُتَرَدِّدُ بِلَا عَمَلٍ، وَهُوَ أَيضاً الرَّاعِي بِلَا عَصًا. وامرأَة بَاهِلَة: لَا زَوْجَ لَهَا. ابْنُ الأَعرابي: البَاهِل الَّذِي لَا سِلَاحَ مَعَهُ. والبَهْل: اللَّعْن. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الصَّبْغاء قَالَ: الَّذِي بَهَلَهُ بُرَيْقٌ أَي الَّذِي لَعَنه وَدَعَا عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْمُهُ بُرَيْقٌ. وبَهَلَهُ اللهُ بَهْلًا: لَعَنه. وَعَلَيْهِ بَهْلَة اللَّهِ وبُهْلَتُه أَي لعْنَتُه. وَفِي حَدِيثِ
أَبي بَكْرٍ: مَنْ وَلِيَ مِنْ أُمور النَّاسِ شَيْئًا فَلَمْ يُعْطِهم كِتَابَ اللَّهِ فَعَلَيْهِ بَهْلَة اللَّهِ
أَي لَعْنة اللَّهِ، وَتُضَمُّ بَاؤُهَا وَتُفْتَحُ. وبَاهَلَ القومُ بعضُهم بَعْضًا وتَبَاهَلُوا وابْتَهَلُوا: تَلاعنوا. والمُبَاهَلَة: المُلاعَنة. يقال: بَاهَلْتُ فُلَانًا أَي لَاعَنْتُهُ، وَمَعْنَى المُبَاهَلَة أَن يَجْتَمِعَ الْقَوْمُ إِذا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ فَيَقُولُوا: لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِ مِنَّا. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: مَنْ شَاءَ بَاهَلْته أَن الحَقَّ مَعِي.
وابْتَهَلَ فِي الدُّعَاءِ إِذا اجْتَهَدَ. ومُبْتَهِلًا أَي مُجْتَهِداً فِي الدُّعَاءِ. والابْتِهَال: التضرُّع. والابْتِهَال: الِاجْتِهَادُ فِي الدُّعَاءِ وإِخْلاصُه لِلَّهِ عز وجل. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ
؛ أَي يُخْلِصْ وَيَجْتَهِدْ كلٌّ مِنَّا فِي الدُّعَاءِ واللَّعْنِ عَلَى الْكَاذِبِ مِنَّا. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قَالَ قَوْمٌ المُبْتَهِل مَعْنَاهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ المُسَبِّح الذاكر لله، وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ نَابِغَةِ شَيْبَانَ:
أَقْطَعُ اللَّيل آهَةً وانْتِحاباً،
…
وابْتِهَالًا لِلَّهِ أَيَّ ابْتِهَال
قَالَ: وَقَالَ قَوْمٌ المُبْتَهِل الدَّاعِي، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ ثُمَّ نَبْتَهِلْ
: ثُمَّ نَلْتَعِن؛ قَالَ: وأَنشدنا ثَعْلَبٌ لِابْنِ الأَعرابي:
لَا يَتَأَرَّوْنَ فِي المَضِيقِ، وإِنْ
…
نَادَى مُنادٍ كيْ يَنْزِلُوا، نَزَلوا
لَا بُدَّ فِي كَرَّةِ الفوارِسِ أَن
…
يُتْرَكَ فِي مَعْرَكٍ لَهُمْ بَطَل
مُنْعَفِرُ الوجهِ فِيهِ جائفةٌ،
…
كَمَا أَكَبَّ الصَّلاةَ مُبْتَهِل
أَراد كَمَا أَكَبَّ فِي الصَّلاةِ مُسَبِّح. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ:
والابْتِهَالُ أَن تَمُدَّ يَدَيْكَ جَمِيعًا
، وأَصله التَضَرُّع وَالْمُبَالَغَةُ فِي السُّؤَالِ. والبَهْل: الْمَالُ الْقَلِيلُ، وَفِي المُحْكَم: والبَهْل مِنَ الْمَاءِ الْقَلِيلُ؛ قَالَ:
وأَعْطاكَ بَهْلًا مِنْهُما فَرَضِيته،
…
وَذُو اللُّبِّ للبَهْلِ الحَقِيرِ عَيُوفُ
والبَهْل: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ الْحَقِيرُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
كَلْبٌ عَلَى الزَّادِ يُبْدي البَهْلَ مَصْدَقُه،
…
لَعْوٌ يُهادِيك فِي شَدٍّ وتَبْسيل
وامرأَة بِهِيلَة: لُغَةٌ فِي بَهِيرة. وبَهْلًا: كَقَوْلِكَ مَهْلًا، وَحَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْبَدَلِ قَالَ: قَالَ أَبو عَمْرٍو بَهْلًا مِنْ قَوْلِكَ مَهْلًا وبَهْلًا إِتباع؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: العَرَب تَقُولَ مَهْلًا وبَهْلًا؛ قَالَ أَبو جُهَيْمة الذُّهَلِيُّ:
فَقُلْتُ لَهُ: مَهْلًا وبَهْلًا فَلَمْ يُثِب
…
بِقَوْل، وأَضْحى الغُسُّ مُحْتَمِلًا ضِغْنَا «1»
. وبَهْل: اسْمٌ للشديدة «2» ككَحْل.
(1). قوله [الغس] هو بضم المعجمة: الضعيف اللئيم، والفسل من الرجال. وأورده شارح القاموس بلفظ: النفس، بالنون والفاء
(2)
. قوله [اسم للشديدة] أي للسنة الشديدة
وبَاهِلَة: اسْمُ قَبِيلَةٍ مِنْ قَيْس عَيْلان، وَهُوَ فِي الأَصل اسْمُ امرأَة مِنْ هَمْدان، كَانَتْ تَحْتَ مَعْن بْنِ أَعْصُرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ عَيْلان فَنَسَبَ وَلَدَهُ إِليها؛ وَقَوْلُهُمْ بَاهِلَة بْنُ أَعْصُر، إِنما هُوَ كَقَوْلِهِمْ تَمِيم بْنُ مُرٍّ، فَالتَّذْكِيرُ للحَيِّ والتأْنيث لِلْقَبِيلَةِ، سَوَاءً كَانَ الِاسْمُ فِي الأَصل لِرَجُلٍ أَو امرأَة. ومُبْهِل: اسْمُ جَبَلٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفان؛ قَالَ مُزَرِّد يَرُدُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
وأَنْتَ امرؤٌ مِنْ أَهْلِ قُدْسِ أُوَارَةٍ،
…
أَحَلَّتْكَ عَبْدَ اللَّهِ أَكْنافُ مُبْهِل
والأَبْهَل: حَمْل شَجَرَةٍ وَهِيَ العَرْعَر؛ وَقِيلَ: الأَبْهَل ثَمَرُ العَرْعَر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بعربيٍّ مَحْضٍ. الأَزهري: الأَبْهَل شَجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا الْإِيرِسُ، وَلَيْسَ الأَبْهَل بِعَرَبِيَّةٍ مَحْضَةٍ. والبُهْلُول مِنَ الرِّجَالِ: الضَّحَّاك؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لطُفَيل الغَنَوي:
وغارَةٍ كَحَرِيقِ النَّارِ زَعْزَعَها
…
مِخْرَاقُ حرْبٍ، كصَدْرِ السَّيْفِ، بُهْلُولُ
والبُهْلُول: الْعَزِيزُ الْجَامِعُ لَكَلِّ خَيْرٍ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والبُهْلُول: الحَييُّ الْكَرِيمُ، وَيُقَالُ: امرأَة بُهْلُول. الأَحمر: هُوَ الضَّلال بْنُ بُهْلُلَ غَيْرُ مَصْرُوفٍ، بِالْبَاءِ كأَنه المُبْهَل المُهْمَل مِثْلَ ابْنِ ثُهْلُل، مَعْنَاهُ الْبَاطِلُ، وَقِيلَ: هُوَ مأْخوذ مَنْ الإِبْهَال وَهُوَ الإِهْمال. غَيْرُهُ: يُقَالُ لِلَّذِي لَا يُعْرَف بُهْل بْنُ بُهْلانَ؛ وَلَمَّا قَتَلَ الْمُنْتَشِرُ بْنُ وَهْبٍ البَاهِلِي مُرَّة بْنَ عَاهَانَ قَالَتْ نَائِحَتُهُ:
يَا عَيْن جُودِي لمُرَّةَ بنِ عَاهَانا،
…
لَوْ كَانَ قاتِلُه مِنْ غَيْر مَنْ كَانَا،
لَوْ كَانَ قاتِلُه يَوْمًا ذَوِي حَسَبٍ،
…
لَكِنَّ قاتِلَهُ بُهْلُ بن بُهْلانا
بهدل: البَهْدَلة: الخِفَّة. والبَهْدَلَة: طَائِرٌ أَخضر، وَجَمْعُهُ بَهْدَل. والبَهْدَلَة: أَصل الثَّدْيِ. وبَهْدَلَة: اسْمُ رَجُلٍ، وَقِيلَ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ تَمِيمٍ. وبَهْدَلَة: قَبِيلَةٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ وَابْنُ الأَعرابي. وبَهْدَل الرجلُ إِذا عظُمت ثَنْدُوَته. وَيُقَالُ للمرأَة: إِنها ذَاتُ بَهَادِل وَبَآدِلٍ، وَهِيَ لَحَمات بَيْنَ العُنُق إِلى التَّرْقُوَة.
بهصل: البَهْصَلَة والبُهْصُلَة مِنَ النِّسَاءِ: الشديدةُ الْبَيَاضِ، وَقِيلَ هِيَ القَصيرة؛ قَالَ مَنْظُورُ الأَسدي:
قَدِ انْتَثَمَتْ عَلَيَّ بِقَوْلِ سوءٍ
…
بُهَيْصِلَةٌ، لَهَا وَجْهٌ دَمِيمُ
حَليلَةُ فاحِشٍ وانٍ لئِيمٍ،
…
مُزَوْزِكَةٌ لَهَا حَسَبٌ لَئيمُ
الانْتِثَام: الِانْفِجَارُ بِالْقَوْلِ الْقَبِيحِ. انْتَثَمَتْ: انْفَجَرَتْ بِالْقَبِيحِ. وَرَجُلٌ بُهْصُل: أَبيض جَسِيم. والبُهْصُل: الصَّخَّابة الجَرِيئة. والبُهْصُل، بِالضَّمِّ: الجَسِيمُ، والصادُ غَيْرُ مُعْجَمَةٍ. وبَهْصَلَهُ الدهرُ مِنْ مَالِهِ: أَخرجه، وَكَذَلِكَ بَهْصَلَ القومَ مِنْ أَموالهم. وحِمارٌ بُهْصُل: غَلِيظٌ. ابْنُ الأَعرابي: إِذا جَاءَ الرَّجُلُ عُرْياناً فَهُوَ البُهْصُل والضَّيْكَل.
بهكل: امرأَة بَهْكَلَة وبَهْكَنَة: غَضَّةٌ، وَهِيَ ذَاتُ شَباب بَهْكَنٍ أَي غَضٍّ، قَالَ: وربما قالوا بَهْكَل؛ قال الشَّاعِرُ:
وكَفَلٍ مِثْلِ الكَثِيبِ الأَهْيَل،
…
رُعْبُوبَة ذَاتُ شَبَابٍ بَهْكَل
بول: البَوْل: وَاحِدُ الأَبْوَال، بَالَ الإِنسانُ وغيرُه يَبُولُ بَوْلًا؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فَقَالَ:
بَالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضِيخِ فَفَسَد
وَالِاسْمُ البِيلَة كالجِلْسة والرِّكْبة. وكَثْرَةُ الشَّرابِ مَبْوَلَة، بِالْفَتْحِ. والمِبْوَلَة، بِالْكَسْرِ: كُوزٌ يُبال فِيهِ. وَيُقَالُ: لنُبِيلَنَّ الخَيْلَ فِي عَرَصاتكم؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:
وإِنَّ الَّذِي يَسْعَى ليُفْسِدَ زَوْجَتِي،
…
كسَاعٍ إِلى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُها
أَي يأْخذ بَوْلَها فِي يَدِهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِمَالِكِ بْنِ نُوَيْرة الْيَرْبُوعِيِّ وَقَالَ: أَنشده ثَعْلَبٌ:
كأَنَّهُمُ، إِذ يَعْصِرون فُظُوظَها
…
بِدَجْلة أَو فَيْض الأُبُلَّةِ، مَوْرِدُ
إِذا مَا اسْتَبَالُوا الخَيْلَ، كَانَتْ أَكُفُّهم
…
وَقائِعَ للأَبْوَالِ، والماءُ أَبْرَدُ
يَقُولُ: كَانَتْ أَكُفُّهم وَقائع حِينَ بَالَتْ فِيهَا الْخَيْلُ، والوَقَائع نُقَرٌ، يَقُولُ: كأَنَّ مَاءَ هَذِهِ الفُظُوظ مِنْ دَجْلة أَو فَيْضِ الفُرَات. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ نَامَ حَتَّى أَصبح بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنه
؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ سَخِر مِنْهُ وظَهَر عَلَيْهِ حَتَّى نَامَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
بَالَ سُهَيْل فِي الفَضِيخِ فَفَسَد
أَي لَمَّا كَانَ الفَضِيخ يَفْسُد بِطُلُوعِ سُهَيْل كَانَ ظُهورُه عَلَيْهِ مُفْسِداً لَهُ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ
الْحَسَنِ مُرْسَلًا أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فإِذا نَامَ شَغَر الشيطانُ برجْله فبَالَ فِي أُذنه.
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ: كَفَى بِالرَّجُلِ شَرًّا أَن يَبُولَ الشيطانُ فِي أُذنيه
، قَالَ: وَكُلُّ هَذَا عَلَى سَبِيلِ الْمَجَازِ وَالتَّمْثِيلِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه خَرَجَ يُرِيدُ حَاجَةً فاتَّبعه بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: تَنَحَّ فإِن كُلَّ بَائِلَةٍ تُفيخُ
أَي مَنْ يَبُولُ يَخْرُجُ مِنْهُ الرِّيحُ، وأَنَّثَ الْبَائِلَةَ ذِهَابًا إِلى النَّفْسِ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ ورأَى أَسْلَمَ يَحْمِلُ مَتَاعَهُ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبل الصَّدَقَةِ قَالَ: فَهَلَّا نَاقَةً شَصُوصاً أَو ابنَ لَبُون بَوَّالًا؟
وَصَفَهُ بِالْبَوْلِ تَحْقِيرًا لشأْنه وأَنه لَيْسَ عِنْدَهُ ظَهْرٌ يُرْغَب فِيهِ لقُوَّة حَمْله وَلَا ضَرْعٌ فيُحْلَبَ وإِنما هُوَ بَوَّال. وأَخَذَهُ بُوَال، بِالضَّمِّ، إِذا جَعَلَ البولُ يَعْتَرِيهِ كَثِيرًا. ابْنُ سِيدَهْ: البُوَال دَاءٌ يَكْثُرُ مِنْهُ البَوْل. وَرَجُلٌ بُوَلَة: كَثِيرُ البَوْل، يطَّرد عَلَى هَذَا بَابٌ. وإِنَّه لحَسن البِيلَة: مِنَ البَوْل. والبَوْلُ: الولَد. ابْنُ الأَعرابي عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: الرَّجُلُ يَبُولُ بَوْلًا شَرِيفاً فاخِراً إِذا وُلِدَ لَهُ وَلدٌ يُشْبِهُهُ. والبَالُ: الْحَالُ والشأْن؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
فبِتْنا عَلى مَا خَيَّلَتْ ناعِمَيْ بَالٍ
وَفِي الْحَدِيثِ:
كُلُّ أَمر ذِي بَالٍ لَا يُبْدأُ فِيهِ بِحَمْدِ اللَّهِ فَهُوَ أَبتر
؛ البَالُ: الْحَالُ والشأْن. وأَمر ذُو بَالٍ أَي شريفٌ يُحْتَفل لَهُ ويُهْتَمُّ بِهِ. والبَالُ فِي غَيْرِ هَذَا: القَلْبُ، وَمِنْهُ حَدِيثُ
الأَحنف: نُعِيَ لَهُ فُلَانٌ الحَنْظَلي فَمَا أَلْقَى لَهُ بَالًا
أَي مَا اسْتَمَعَ إِليه وَلَا جَعَلَ قَلْبَهُ نَحْوَهُ. والبَال: الْخَاطِرُ. والبَال: المَرُّ الَّذِي يُعْتَمَل بِهِ فِي أَرض الزَّرْعِ. والبَالُ: سَمَكة غَلِيظَةٌ تُدْعَى جَمَل البحرِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: سَمَكة عَظِيمَةٌ فِي الْبَحْرِ، قَالَ: وَلَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ. الْجَوْهَرِيُّ: البَالُ الحُوت الْعَظِيمُ مِنْ حِيتَانِ الْبَحْرِ، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. والبَال: رَخَاء العَيْش «1» ، يُقَالُ: فُلَانٌ فِي بالٍ رَخِيٍّ ولَبَب رَخِيٍّ أَي فِي سَعَة وخِصْبٍ وأَمْنٍ، وإِنه لَرَخِيُّ البَالِ وَنَاعِمُ البَالِ.
(1). كتب هنا بهامش الأَصل: في نسخة رخاء النفس
يُقَالُ: مَا بَالُك؟ والبالُ: الأَمَل. يُقَالُ: فُلَانٌ كاسِفُ البَال، وكُسُوف بَاله: أَن يُضَيَّقَ عَلَيْهِ أَمله. وَهُوَ رَخِيُّ البَال إِذا لَمْ يَشْتَدَّ عَلَيْهِ الأَمر وَلَمْ يَكْتَرِثْ. وَقَوْلُهُ عز وجل: سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ
، أَي حَالَهُمْ فِي الدُّنْيَا. وَفِي الْمُحْكَمِ: أَي يُصْلح أَمر مَعَاشِهِمْ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يُجَازِيهِمْ بِهِ فِي الْآخِرَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنا عَلَى هَذِهِ الأَلف بِالْوَاوِ لأَنها عَيْن مَعَ كثرة [ب ول] وَقِلَّةِ [ب ي ل]. والبالُ: القَلْبُ. وَمِنْ أَسْماء النَّفْسِ البَالُ. والبَالُ: بَالُ النَّفْسِ وَهُوَ الِاكْتِرَاثُ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ بَالَيْت، وَلَمْ يَخْطُر بِبَالِي ذَلِكَ الأَمر أَي لَمْ يَكْرِثْني. وَيُقَالُ: مَا يَخْطِرُ فُلَانٌ بِبَالِي. وَقَوْلُهُمْ: لَيْسَ هَذَا مِنْ بَالِي أَي مِمَّا أُباليه، وَالْمَصْدَرُ البَالَةُ. وَمِنْ كَلَامِ الْحَسَنِ: لَمْ يُبَالِهم اللهُ بَالَةً. وَيُقَالُ: لَمْ أُبَالِ وَلَمْ أُبَلْ، عَلَى الْقَصْرِ؛ وَقَوْلُ زُهَيْرٍ:
لَقَدْ بَالَيْتُ مَظْعَنَ أُمِّ أَوْفَى،
…
ولكنْ أُمُّ أَوْفَى لَا تُبَالي
بَالَيْتُ: كَرِهت، وَلَا تُبَالِي: لَا تَكْرَه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَخْرَجَ مِنْ صُلْب آدَمَ ذُرِّيّة فَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي، ثُمَّ أَخرج ذُرِّيّة فَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي النار وَلَا أُبَالِي
أَي لَا أَكره. وَهُمَا يَتَبَالِيَان أَي يَتَبارَيان؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ:
وتَبَالَيَا فِي الشَّدِّ أَيَّ تَبَالِي
وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
مَا لِي أَراك قَائِمًا تُبَالِي،
…
وأَنْتَ قدْ مُتَّ مِنَ الهُزالِ؟
قَالَ: تُبَالِي تَنْظُر أَيُّهم أَحْسَنُ بَالًا وأَنت هَالِكٌ. يُقَالُ: المُبَالاة فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَتَكُونُ المُبَالاة الصَّبْرَ. وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ: مَا أُبَالِيه بَالَةً فِي الْمُعْتَلِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والبَال المُبالاة؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
أَغَدْواً واعَدَ الحَيُّ الزِّيالا،
…
وسَوْقاً لَمْ يُبَالُوا العَيْنَ بَالا؟
والبَالَة: القارُورة والجِرَاب، وَقِيلَ: وِعاء الطِّيب، فَارِسِيٌّ مُعرَّب أَصله پاله. التَّهْذِيبُ: البَالُ جَمْعُ بَالَة وَهِيَ الجِرَاب الضَّخْم؛ قَالَ الجوهري: أَصله بالفارسية پيله؛ قَالَ أَبو ذؤَيب:
كأَنَّ عَلَيْهَا بَالَةً لَطَمِيَّةً،
…
لَهَا مِنْ خِلال الدَّأْيَتَينِ أَرِيجُ
وَقَالَ أَيضاً:
فأُقْسِمُ مَا إِنْ بَالَةٌ لَطَمِيّةٌ
…
يَفُوحُ بِبَابِ الفَارِسِيِّينَ بابُها
أَراد بَابَ هَذِهِ اللَّطِيمة قَالَ: وقيل هي بالفارسية پيله الَّتِي فِيهَا المِسْك فأَلف بَالَة عَلَى هَذَا يَاءٌ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: البَالَة الرَّائِحَةُ والشَّمَّة، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ بَلَوْتُهُ إِذا شَمَمْتَهُ وَاخْتَبَرْتَهُ، وإِنما كَانَ أَصلها بَلَوَة وَلَكِنَّهُ قَدَّم الْوَاوَ قَبْلَ اللَّامِ فَصَيَّرها أَلفاً، كَقَوْلِكَ قاعَ وقَعَا؛ أَلا تَرَى أَن ذَا الرُّمَّةِ يَقُولُ:
بأَصْفَرَ وَرْد آلَ، حتَّى كأَنَّما
…
يَسُوفُ بِهِ الْبَالِي عُصارَةَ خَرْدَل
أَلا تَرَاهُ جَعَلَه يَبْلُوه؟ والبالُ: جَمْعُ بَالَةٍ وَهِيَ عَصاً فِيهَا زُجٌّ تَكُونُ مَعَ صَيّادي أَهل الْبَصْرَةِ، يَقُولُونَ: قَدْ أَمكنك الصيدُ فأَلْقِ البَالَة. وَفِي حَدِيثِ
الْمُغِيرَةِ: أَنه كَرِهَ ضَرْبَ البَالَة
؛ هِيَ بِالتَّخْفِيفِ، حَديدة يُصَادُ بِهَا السَّمَكُ، يُقَالُ لِلصَّيَّادِ: ارْمِ بِهَا فَمَا خَرَجَ فَهُوَ لِي بِكَذَا، وإِنما كَرِهَهُ لأَنه غَرَرٌ وَمَجْهُولٌ.