المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل التاء المثناة فوقها - لسان العرب - جـ ١١

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل التاء المثناة فوقها

وبَوْلان: حيٌّ مِنْ طَيِءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، عليهما السلام، قَطِيفَة بَوْلانِيَّة

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى بَوْلان اسْمُ مَوْضِعٍ كَانَ يَسْرِق فِيهِ الأَعْرابُ متاعَ الحاجِّ، قَالَ: وبَوْلان أَيْضاً فِي أَنساب العرب.

بيل: بِيل: نَهْر، وَاللَّهُ أَعلم.

‌فصل التاء المثناة فوقها

تأل: ابْنُ الأَعرابي: التُّؤلة، بِالضَّمِّ وَالْهَمْزِ، الدَّاهِيَةُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ بالدُّؤَلة والتُّؤَلة، وَهُمَا الدَّوَاهِي. وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّأَلانُ الَّذِي كأَنه يَنْهض برأْسه إِذا مَشى يُحَرِّكه إِلى فَوْقُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ فَاضِحٌ وإِنما هُوَ النَّأَلان، بِالنُّونِ، وَذَكَرَهُ اللَّيْثُ فِي أَبواب التَّاءِ فَلَزِمَ التَّنْبِيهُ عَلَى صَوَابِهِ لِئَلَّا يَغْتَرَّ بِهِ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ، وَقَدْ أَوضحناه أَيضاً في موضعه.

تبل: التَّبْل: العَدَاوة، وَالْجَمْعُ تُبُول، وَقَدْ تَبَلَنِي يَتْبُلُنِي. والتَّبْل: الحِقْد. والتَّبْل: عَدَاوَةٌ يُطْلَب بِهَا. يُقَالُ: قَدْ تَبَلَنِي فُلَانٌ وَلِي عِنْدَهُ تَبْل، وَالْجَمْعُ التُّبُول. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ تَبَلَهم الدَّهْرُ وأَتْبَلَهم أَي أَفناهم، وتَبَلَهم الدَّهْرُ تَبْلًا رَماهم بِصُروفه، ودَهْرٌ تَبْل مِنْ تَبَلَه. وتَبَلَت المرأَة فؤَادَ الرَّجُلِ تَبْلًا: كأَنما أَصابته بتَبل؛ قَالَ أَيوب بْنُ عَبَاية:

أَجَدَّ بأُمِّ البَنِينَ الرَّحِيل،

فقَلْبُكَ صَبٌّ إِليها تَبِيل

والتَّبْل: أَن يُسْقِم الْهَوَى الإِنسان، رَجُلٌ مَتْبُولٌ؛ قَالَ الأَعشى:

أَأَنْ رَأْت رَجُلًا أَعْشَى أَضَرَّ بِهِ

رَيْبُ المَنُون، ودهْرٌ مُتْبِلٌ خَبِلُ

وَيُرْوَى: ودَهْرٌ خابِل تَبِلٌ أَي مُسْقِم. وَفِي الصِّحَاحِ: أَي يَذْهب بالأَهل وَالْوَلَدِ. وأَصل التَّبْل التِّرَة والذَّحْلُ، يُقَالُ: تَبْلي عِنْدَ فُلَانٍ. وَيُقَالُ: أُصيب بتَبْل وَقَدْ أَتْبَلَه إِتْبَالًا؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:

بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليومَ مَتْبُول

أَي مُصاب بتَبْل، وَهُوَ الذَّحْل والعَدَاوة. يُقَالُ: قَلْب مَتْبُول إِذا غَلَبَه الحُبُّ وهَيَّمه. وتَبَلَه الحُبُّ يَتْبُلُه وأَتْبُلُهُ: أَسقمه وأَفسده، وَقِيلَ: تَبَلَه تَبْلًا ذَهَبَ بِعَقْلِهِ. والتَّابَل والتَّابِل: الفِحَا. وتَوْبَلْت القِدْر وتَبَلْتها وتَبَّلْتها: فَحَّيتُها، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَهْمِزُ التَّابِل فَيَقُولُ التأْبل، وَكَذَلِكَ كَانَ يَقُولُ تَأْبَلْت القِدْر. قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهُوَ مِمَّا هُمِزَ مِنَ الأَلِفات الَّتِي لَا حَظَّ لَهَا فِي الْهَمْزِ. وتَوابِلُ القِدْر: أَفْحَاؤها، وَاحِدُهَا تَوْبَل، وَقِيلَ لِلْوَاحِدِ تَابَل. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَوْبَلْت القِدْر جَعَلْتُ فِيهَا التَّوَابِلَ، بُنِي الْفِعْلُ مِنْ لَفْظِ التَّوَابِل بِزِيَادَتِهِ كَمَا بُنِي تَمنْطَق مَنْ لَفْظِ المَنْطقة بِزِيَادَتِهَا. وتُبَل: اسْمُ وَادٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

كُلَّ يَوْمٍ مَنَعُوا جامِلهم،

ومُرِنّاتٍ كآرامِ تُبَل

وتَبَالَة: مَوْضِعٌ. وَفِي الْمَثَلِ: أَهْوَن مِنْ تَبَالةَ عَلَى الحَجّاج، وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَلّاه إِياها، فَلَمَّا أَتاها اسْتَحْقَرَهَا فَلَمْ يَدْخُلْهَا؛ قَالَ لَبِيدٌ:

فالضَّيْفُ والجارُ الجَنيبُ، كأَنَّما

هَبَطا تَبَالة مُخْصِباً أَهْضامُها

وتَبَالَة: اسْمُ بَلَدٍ بِعَيْنِهِ؛ وَمِنْهُ الْمَثَلُ السَّائِرُ: مَا حَلَلْتَ

ص: 76

تَبَالَة لتَحْرِمَ الأَضْيافَ، وَهُوَ بَلَدٌ مُخْصِبٌ مَرِيعٌ. الْجَوْهَرِيُّ: تَبَالة بَلَدٌ بِالْيَمَنِ خَصْبة، بِفَتْحِ التَّاءِ وَتَخْفِيفِ الْبَاءِ، وَرَدَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ.

تتل: ابْنُ بَرِّيٍّ قَالَ: التُّتْلَة القُنْفُذة.

تربل: تِرْبِل وتَرْبَل: مَوْضِعٌ.

تعل: ابْنُ الأَعرابي: التَّعَل حَرَارة الحَلْق الهائجةُ، تفرَّد به الأَزهري.

تفل: تَفَل يَتْفُلُ ويَتْفِلُ تَفْلًا: بَصَق؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

مَتى يَحْسُ مِنْهُ مائحُ القومِ يَتْفُلُ

وَمِنْهُ تَفْل الرَّاقِي. والتُّفْل والتُّفَال: البُصاق والزَّبَد ونحوُهما. والتَّفْل بِالْفَمِ لَا يَكُونُ إِلا وَمَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الرِّيقِ، فإِذا كَانَ نَفْخًا بِلَا رِيقٍ فَهُوَ النَّفْث. الْجَوْهَرِيُّ: التَّفْل شَبِيهٌ بالبَزْق وَهُوَ أَقل مِنْهُ، أَوَّله البَزْق ثُمَّ التَّفْل ثُمَّ النَّفْث ثُمَّ النَّفْخ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فتَفَل فِيهِ

، هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وتَفِل الشيءُ تَفَلًا: تغَيَّرت رَائِحَتُهُ. والتَّفَل: تَرْكُ الطِّيب. رَجُلٌ تَفِل أَي غَيْرُ مُتَطَيِّب بَيِّن التَّفَل، وامرأَة تَفِلة ومِتْفَال؛ الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه، صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِتَخْرُجِ النِّساءُ إِلى الْمَسَاجِدِ تَفِلات

أَي تارِكات للطِّيب؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّفِلَة الَّتِي لَيْسَتْ بِمُتَطَيِّبَةٍ وَهِيَ الْمُنْتِنَةُ الرِّيحُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

إِذا مَا الضَّجِيعُ ابْتَزَّها مِنْ ثِيابها،

تَمِيل عَلَيْهِ هَوْنَةً غيرَ مِتْفال

وأَتْفَلَه غَيْرُهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

يَا ابنَ الَّتِي تَصَيَّدُ الوِبَارا،

وتُتْفِلُ العَنْبَرَ والصُّوَارا

وَفِي الْحَدِيثِ:

قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ الحاجُّ؟ قَالَ: الشَّعِثُ التَّفِل

؛ التَّفِل: الَّذِي تَرَكَ اسْتِعْمَالَ الطِّيب مِنَ التَّفَل وَهِيَ الرِّيحُ الْكَرِيهَةُ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: قُمْ عَنِ الشَّمْسِ فإِنها تُتْفِل الريحَ.

والتَّتْفُل والتُّتْفُل والتِّتْفَل والتَّتْفَل والتِّتْفِل: الثَّعْلبُ، وَقِيلَ جرْوُه، وَالتَّاءُ زَائِدَةٌ، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِالْهَاءِ؛ وَبَيْتُ امْرِئِ الْقَيْسِ:

لَهُ أَيْطَلا ظَبْيٍ وساقَا نَعامةٍ،

وإِرْخاءُ سِرْحانٍ وتقريبُ تَتْفُل

قَالَ: لَمْ يُرْوَ إِلَّا هَكَذَا كتَنْضُب؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الأَعراب يَقُولُونَ تُفَّل عَلَى فُعَّل؛ قَالَ وأَنشده أَي بَيْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ:

وعَارَةُ سِرْحانٍ وتقْريب تُفَّل

ابْنُ شُمَيْلٍ: مَا أَصاب فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ إِلا تِفْلًا طَفِيفاً أَي قَلِيلًا. والتَّتْفُل: نَبَاتٌ أَخضر فِيهِ خطبْة وَهُوَ آخِرُ مَا يَجِفُّ، وَقِيلَ: هُوَ شَجَر؛ قَالَ كُرَاعٌ: لَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ تَوَالَتْ فِيهِ تاءَان غَيْرُهُ.

تلل: تَلَّه يَتُلُّه تَلًّا، فَهُوَ مَتْلُول وتَلِيل: صَرَعه، وَقِيلَ: أَلقاه عَلَى عُنقه وخَدِّه، والأَول أَعلى، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ

؛ مَعْنَى تَلَّه صَرَعه كَمَا تَقُولُ كَبَّه لِوَجْهِهِ. والتَّلِيلُ والمَتْلُول: الصَّرِيع؛ وَقَالَ قَتَادَةُ: تَلَّه للجَبِين كَبَّه لَفِيهِ وأَخذَ الشَّفْرة. وتُلَّ إِذا صُرِع؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

وتَلَّهُ للجَبين مُنْعَفِراً،

مِنْهُ مَناطُ الوَتِينِ مُنْقَضِبُ

وَفِي حَدِيثِ

أَبي الدَّرْدَاءِ: وترَكوك لمَتَلّك

أَي لمَصْرَعك مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ

. وَفِي الْحَدِيثِ

ص: 77

الْآخَرِ:

فَجَاءَ بِنَاقَةٍ كوْماء فتَلَّها

أَي أَناخَها وأَبْرَكها. والمُتَلَّل: الصَّرِيع وَهُوَ المُشَغْزَب. وَقَوْلُ الأَعرابية: مَا لَهُ تُلَّ وغُلَّ؛ هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ: أٌلَّ وغُلَّ، وَقَدْ تَقَدَّمَتِ الْحِكَايَةُ فِي أُهْتِرَ. وَقَوْمٌ تَلَّى: صَرْعى؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ:

وأَخُو الإِنابة إِذ رأَى خُلَّانَهُ،

تَلَّى شِفَاعاً حَوْله كالإِذْخِر

أَراد أَنهم صُرِعُوا شَفْعاً، وَذَلِكَ أَنَّ الإِذْخِر لَا يَنْبُتُ مُتَفِرِقًا وَلَا تَكَادُ تَرَاهُ إِلا شَفْعاً. وتَلَّ هُوَ يَتُلُّ ويَتِلُّ: تَصَرَّع وسقَط. والمِتَلُّ: مَا تَلَّه بِهِ. والمِتَلُّ: الشَّدِيدُ. ورُمْحٌ مِتَلٌّ: يُتَلُّ بِهِ أَي يُصْرع بِهِ، وَقِيلَ: قَوِيٌّ مُنْتَصِبٌ غَلِيظٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

رَابِطُ الجَأْشِ عَلَى فَرْجهم،

أَعْطِفُ الجَوْنَ بمَرْبُوعٍ مِتَلُ

المِتَلُّ: الَّذِي يُتَلُّ بِهِ أَي يُصْرَع بِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مِتَلٌّ شَدِيدٌ أَي وَمَعِي رُمْح مِتَلٌّ، والجَوْن: فَرَسه. وَقَالَ شَمِرٌ: أَراد بالجَوْن جَمَله، والمَرْبوع جَرِيرٌ ضُفِرَ عَلَى أَربع قُوًى؛ وَقَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ فِي مَعْنَى الْبَيْتِ أَي أَعْطِفه بعِنَانٍ شَدِيدٍ مِنْ أَربع قُوًى؛ وَقِيلَ: بِرُمْحٍ مَرْبُوعٍ لَا طَوِيلٍ وَلَا قَصِيرٍ. وَرَجُلٌ تُلاتِلٌ: قَصِيرٌ. ورُمْحٌ مِتَلٌّ: غَلِيظٌ شَدِيدٌ، وَهُوَ العُرُدُّ أَيضاً؛ وَكُلُّ شيءٍ أَلقيته إِلى الأَرض مِمَّا لَهُ جُثَّة، فَقَدَ تَلَلْته. وتَلَّ يَتُلُّ وَيَتِلُّ إِذا صَبَّ. وتَلَّ يَتُلُّ [يَتِلُ] إِذا سَقَطَ. والتَّلَّة: الصَّبَّة. والتَّلَّة: الضَّجْعة والكَسَل.

وَقَوْلُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: نُصِرْت بالرُّعْب وأُوتيت جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وبَيْنَا أَنا نَائِمٌ أُتِيت بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرض فتُلَّت فِي يَدِي

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِهِ: أُلقيت فِي يَدِي، وَقِيلَ: التَّلُّ الصَّبُّ فَاسْتَعَارَهُ للإِلقاء. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: صُبَّت فِي يَدِي، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وتأْويل قَوْلِهِ أُتِيت بمفاتيح خزائن الأَرض فتُلَّت فِي يَدِي؛ هُوَ مَا فَتَحَهُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لأُمته بَعْدَ وَفَاتِهِ مِنْ خَزَائِنِ مُلُوكِ الفُرْس وَمُلُوكِ الشَّامِ وَمَا اسْتَوْلَى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الْبِلَادِ، حَقَّقَ اللَّهُ رُؤْيَاهُ الَّتِي رَآهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ مِنْ لَدُن خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رضي الله عنه، إِلى يَوْمِنَا هَذَا؛ هَذَا قَوْلُ أَبِي مَنْصُورٍ، رحمه الله، والذي نقول نَحْنُ فِي يَوْمِنَا هَذَا: إِنا نَرْغَبُ إِلى اللَّهِ عز وجل وَنَتَضَرَّعُ إِليه فِي نُصْرَةِ مِلَّتِهِ وإِعْزاز أُمته وإِظهار شَرِيعَتِهِ، وأَن يُبْقِي لَهُمْ هِبَة تأْويل هَذَا الْمَنَامِ، وأَن يُعِيدَ عَلَيْهِمْ بِقُوَّتِهِ مَا عَدَا عَلَيْهِ الْكُفَّارُ للإِسلام بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ، عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ وَعَنْ يَسَارِهِ الْمَشَايِخُ، فَقَالَ: أَتأْذن لِي أَن أُعطي هؤُلاء؟ فَقَالَ: والله لَا أُوثر بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحداً فَتَلَّه رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فِي يَدِهِ

أَي أَلقاه. والتَّلُّ مِنَ التُّرَابِ: مَعْرُوفٌ وَاحِدُ التِّلال، وَلَمْ يُفَسِّرِ ابْنُ دُرَيْدٍ التَّلّ مِنَ التُّرَابِ. والتَّلُّ مِنَ الرَّمل: كَوْمَة مِنْهُ، وَكِلَاهُمَا مِنَ التَّلِّ الَّذِي هُوَ إِلقاء كُلِّ جُثَّة، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْجَمْعُ أَتْلال؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

والفُوفُ تَنْسُجُه [تَنْسِجُه] الدَّبُورُ، وأَتْلالٌ

مُلَمَّعَة القَرَا شُقْرُ

والتَّلُّ: الرَّابِيَةُ، وَقِيلَ: التَّلُّ الرَّابِيَةُ مِنَ التُّرَابِ مَكْبُوسًا لَيْسَ خِلْقَةً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا غَلَطٌ، التِّلال عِنْدَ الْعَرَبِ الرَّوَابِي الْمَخْلُوقَةُ. ابْنُ شُمَيْلٍ:

ص: 78

التَّلُّ مِنْ صِغَارِ الْآكَامِ، والتَّلُّ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الْبَيْتِ وعَرْض ظَهْره نَحْوُ عَشَرَةِ أَذرع، وَهُوَ أَصغر مِنَ الأَكَمة وأَقل حِجَارَةً مِنَ الأَكَمة، وَلَا يُنْبِت التَّلُّ حُرّاً، وَحِجَارَةُ التَّلِّ غاصٌّ بعضُها بِبَعْضٍ مِثْلُ حِجَارَةِ الأَكَمة سَوَاءٌ. والتَّلِيل: العُنُق؛ قَالَ لَبِيدٌ:

تَتَّقِيني بِتَليلٍ ذِي خُصَل

أَي بعُنُق ذِي خُصَل مِنَ الشَّعْرِ، وَالْجَمْعُ أَتِلَّة وتُلُل وتَلائِل. والمِتَلُّ: الشَّدِيدُ مِنَ النَّاسِ والإِبل. وَرَجُلٌ مِتَلٌّ إِذا كَانَ غَلِيظًا شَدِيدًا. وَرَجُلٌ مِتَلٌّ: مُنْتَصِبٌ فِي الصَّلَاةِ؛ وأَنشد:

رِجالٌ يَتُلُّون الصَّلاةَ قِيام

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا خطأٌ وإِنما هُوَ:

رِجَالٌ يُتَلُّون الصلاةَ قِيَامُ

مَنْ تَلَّى يُتَلِّي إِذا أَتْبَع الصلاةَ الصلاةَ؛ قَالَ شَمِرٌ: تَلَّى فُلَانٌ صلاتَه الْمَكْتُوبَةَ بِالتَّطَوُّعِ أَي أَتْبَع؛ قَالَ البُعَيْث:

عَلَى ظَهْرِ عادِيٍّ كأَنَّ أُرُومَه

رِجالٌ، يُتَلُّون الصَّلاة، قِيامُ

وَقَوْلُهُ أَنشده سِيبَوَيْهِ:

طَوِيل مِتَلِّ العُنْقِ أَشْرَف كاهِلًا

أَشَقّ رَحيب الجَوفِ مُعْتَدِلُ الْجِرْمِ

عَنى مَا انْتَصَبَ مِنْهُ. وَقَوْلُهُمْ: هُوَ بِتِلَّة سُوءٍ إِنما هُوَ كَقَوْلِهِمْ بِبِيئة سُوء أَي بِحَالَةِ سُوءٍ. وثَلَطَه بِتِلَّة سُوءٍ أَي رَمَاهُ بأَمر قَبِيحٍ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَبَاتَ بِتِلَّة سُوءٍ أَي بِحَالَةِ سُوءٍ. والتَّلُّ: صَبُّ الحَبْل فِي الْبِئْرِ عِنْدَ الِاسْتِقَاءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

يَومانِ: يَوْمُ نِعْمَةٍ وظِلِّ،

ويَوْمُ تَلّ مَحِصٍ مُبْتَلِ

وتَلَّ جَبِينُه يَتِلُّ تَلًّا: رَشَح بالعَرَق، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْحَوْضُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: يُقَالُ إِن جَبِينَهُ ليَتِلُّ أَشد التَّلِّ، وَحَكَى: مَا هَذِهِ التِّلَّة بِفِيكَ أَي البِلَّة؟ وَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ أَبو السَّمَيْدَع فَقَالَ: التَّلَل والبَلَل والتِّلَّة والبِلَّة شَيْءٌ وَاحِدٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا عِنْدِي مِنْ قَوْلِهِمْ تَلَّ أَي صَبَّ، وَمِنْهُ قِيلَ للمِشْرَبة التَّلْتَلَة لأَنه يُصَبُّ مَا فِيهَا فِي الحَلْق. والتَّلْتَلة: مِشْرَبة مِنْ قِشْرِ الطَّلْعة يُشْرب فِيهِ النَّبِيذُ، وَفِي الصِّحَاحِ: تُتَّخذ مِنْ قِيقَاءة الطَّلْع. والتَّلْتَلَة: التَّحْرِيكُ والإِقْلاق. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ تَرَرَ: التَّرْتَرة أَن تُحَرِّك وتُزَعْزِع، قَالَ: وَهِيَ التَّرْتَرة والتَّلْتَلة والمَزْمَزة؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ جَمَلًا:

بَعِيدُ مَسَافِ الخَطْوِ عَوْجٌ شَمَرْدَلٌ،

يُقَطِّعُ أَنفاسَ المَهَاري تَلاتِلُه

وتَلْتَلَهُ أَي زَعْزَعه وأَقْلَقه وزَلْزَله. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: أُتِيَ بِشَارِبٍ فَقَالَ تَلْتِلُوه

؛ هُوَ أَن يُحَرَّك ويُسْتَنْكَه ليُعْلَم أَشرب أَم لَا، وَهُوَ فِي الأَصل السَّوْق بعُنْف. وتَلْتَلَ الرجلُ: عَنُف بسَوْقه. والتَّلْتَلَة: الشِّدَّة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

وإِن تَشَكَّى الأَيْنَ والتَّلاتِلا

أَبو تُرَابٍ: البَلابِل والتَّلاتِلُ الشَّدَائِدُ مِثْلُ الزَّلَازِلِ؛

ص: 79

وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاعِي:

واخْتَلَّ ذُو الْمَالِ والمُثْرُونَ قَدْ بَقِيَتْ،

عَلَى التَّلاتِل مِنْ أَموالهم، عُقَدُ

والتَّلَّة والتَّلْتَلَة: مِنْ وصْف الإِبل. وتَلَّهُ فِي يَدَيْهِ: دَفَعَهُ إِليه سَلَماً، وَرَجُلٌ ضَالٌّ تَالٌّ آلٌّ، وَقَدْ ضَلِلْت وتَلِلْت ضَلالة وتَلالة، وَجَاءَ بالضَّلالة والتَّلالة والأَلالة، وَهُوَ الضَّلال بْنُ التَّلال؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكُلُّ ذَلِكَ إِتباع. وَقَوْلُهُمْ: ذَهَبَ يُتَالُّ أَي يَطْلُبُ لِفَرَسِهِ فَحْلًا وَهُوَ يُفاعِل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي حَوَاشِيهِ هَذَا الْبَيْتَ وَلَمْ يُفْصِح عَمَّا اسْتَشْهَدَ بِهِ عَلَيْهِ، قَالَ: وَقَالَ النَّضْرِيُّ:

لَقَدْ غَنِينا تَلَّةً مِنْ عَيْشِنا

بحَنَاتمٍ مملوءةٍ وزِقَاق

وتَلَّى وتِلَّى: مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

أَلا تَرَى مَا حَلَّ دُونَ المَقْرَب،

مِنْ نَعْفِ تَلَّى، فدِبابِ الأَخْشَب؟

وتَلْتَلَة بَهْراء: كَسْرُهم تَاءَ تِفْعلون يَقُولُونَ تِعْلَمون وتِشْهَدون وَنَحْوُهُ، وَاللَّهُ أَعلم.

تمل: التُّمَيْلَة: دُويبَّة بِالْحِجَازِ عَلَى قَدْرِ الهِرَّة، وَالْجَمْعُ تِمْلانٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الْجَمْعُ التُّمَيْلات. ابْنُ الأَعرابي: هُوَ التُّفَّة والتُّمَيلَة لعَناق الأَرض، وَيُقَالُ لذَكرها الفُنْجُل. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: التُّمْلُول القُنَّابَرَى، بِتَشْدِيدِ النُّونِ. ابْنُ سِيدَهْ: والتُّمْلُول البَرْغَشْت، أَعجمي، وَهُوَ الغُمْلول والقُنَّابرى بِالنَّبَطِيَّةِ. والتَّامُول: نَبْت كالقَرْع، وَقِيلَ: التَّامُول نَبْتٌ طيِّب الرِّيحِ يُنْبِتُ نَبَاتَ اللُّوبياء، طَعْمُه طَعم القَرَنْفُل يُمْضَغ فيُطَيِّب النَّكْهة، وَهُوَ بِبِلَادِ الْعَرَبِ مِنْ أَرض عُمَان كثير.

تمأل: المُتْمَئِلُّ: الطَّوِيلُ الْمُنْتَصِبُ. وَقَدِ اتْمَهَلَّ سَنَامُ الْبَعِيرِ واتْمَأَلَّ إِذا اسْتَوَى وَانْتَصَبَ، فَهُوَ مُتْمَئِلٌّ ومُتْمَهِلٌّ. واتمَأَلَّ الشَّيْءُ أَي طَالَ واشتدَّ.

تمهل: أَبو زَيْدٍ: المُتْمَهِلُّ الْمُعْتَدِلُ. وَقَدِ اتْمَهَلَّ سَنامُ الْبَعِيرِ واتْمَأَلَّ إِذا اسْتَوَى وَانْتَصَبَ، فَهُوَ مُتْمَئِلٌّ ومُتْمَهِلٌّ. الْجَوْهَرِيُّ: اتْمَهَلَّ الشَّيْءُ اتْمِهْلالًا أَي طَالَ، وَيُقَالُ اعْتَدَلَ، وَكَذَلِكَ اتْمَأَلَّ واتْمَأَرَّ أَي طال واشتَدَّ.

تنبل: ابْنُ سِيدَهْ: التِّنْبال والتِّنْبَل والتِّنْبَالَة الرَّجُل القَصِير، رباعيٌّ عَلَى مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ لأَن التَّاءَ لَا تُزَادُ أَوَّلًا إِلا بثَبَت، وَكَذَلِكَ النُّونُ لَا تُزَادُ ثَانِيَةً إِلا بِذَلِكَ، وَعِنْدَ ثَعْلَبٍ ثُلَاثِيٌّ، وَذَهَبَ إِلى زِيَادَةِ التَّاءِ، ويَشْتَقُّه مِنَ النَّبَل الَّذِي هُوَ الصِّغَرُ، وَرَوَاهُ أَبو تُرَابٍ فِي بَابِ الْبَاءِ وَالتَّاءِ مِنَ الِاعْتِقَابِ، وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الثُّلَاثِيِّ، وجَمْعه التَّنَابِيل؛ وأَنشد شَمِرٌ لِكَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:

يَمْشُون مَشْيَ الجِمال الزُّهْرِ يَعْصِمُهُم

ضَرْبٌ، إِذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِيل

أَي القِصَار. والتُّنْبُول: كالتِّنْبَال. وتَنْبَل: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَخطل:

عَفَا واسِطٌ مِنْ آلِ رَضْوَى فتَنْبَلُ،

فمُجْتَمَعُ الحُرَّيْن فالصَّبرُ أَجْمَلُ «2» .

تنتل: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: إِذا مَذِرَت البَيْضة فَهِيَ التَّنْتَلة. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: تَنتَل الرجلُ إِذا تَقَذَّر بَعْدَ تَنْظِيفٍ، وتَنْتَل إِذا تَحامَق بعد تَعاقُل.

(2). قوله [عفا واسط إلخ] أورده ياقوت في المعجم: بلفظ نبتل، بالنون أوله ثم الموحدة

ص: 80