الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تنطل: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: التَّنْطُلُ «1» القُطْن؛ قَالَ:
ومَسَحْتُ أَسْفَل بطنِها كالتَّنْطُل
تول: التُّوَلَة: الدَّاهِيَةُ، وَقِيلَ: هِيَ بِالْهَمْزِ، يُقَالُ: جَاءَنَا بتُولاته ودُولاته وَهِيَ الدَّوَاهِي. ابْنُ الأَعرابي: إِن فُلَانًا لَذُو تُولات إِذا كَانَ ذَا لُطْف وتَأَتٍّ حَتَّى كأَنه يَسْحَر صَاحِبَهُ. وَيُقَالُ: تُلْتُ بِهِ أَي دُهِيتُ ومُنِيت؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
تُلْتُ بساقٍ صَادِقِ المَرِيسِ
وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: قَالَ
أَبو جَهْلٍ إِن اللَّهَ قَدْ أَراد بِقُرَيْشٍ التُّوَلة
؛ هِيَ بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الْوَاوِ الدَّاهِيَةُ، قَالَ: وَقَدْ تُهْمَزُ. والتُّوَلة والتِّوَلة: ضَرْب مِنَ الخَرَز يُوضَعُ للسِّحْر فتُحَبَّب بِهَا المرأَةُ إِلى زَوْجِهَا، وَقِيلَ: هِيَ مَعَاذَة تُعَلَّق عَلَى الإِنسان، قَالَ الْخَلِيلُ: التِّوَلة والتُّولة، بِكَسْرِ التَّاءِ وَضَمِّهَا، شَبِيهَةٌ بالسِّحر. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ الْقَزَّازِ: التُّوَلة والتِّوَلة السِّحْر. وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: التِّوَلَة والتَّمَائم والرُّقَى مِنَ الشِّرْك
؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بالتَّمائم والرُّقَى مَا كَانَ بِغَيْرِ لِسَانِ الْعَرَبِيَّةِ مِمَّا لَا يُدْرَى مَا هُوَ، فأَما الَّذِي يُحَبِّب المرأَةَ إِلى زَوْجِهَا فَهُوَ مِنَ السِّحْر. والتِّوَلة، بِكَسْرِ التَّاءِ: هُوَ الَّذِي يُحَبِّب المرأَة إِلى زَوْجِهَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: التِّوَلَة الَّذِي يُحَبِّب بَيْنَ الرَّجُلِ والمرأَة، صِفَةٌ، وَمِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ شيء طِيَبَة؛ قال ابْنُ الأَثير: التِّوَلة، بِكَسْرِ التَّاءِ وَفَتْحِ الْوَاوِ، مَا يُحَبِّب المرأَة إِلى زَوْجِهَا مِنَ السِّحْر وَغَيْرِهِ، جَعَلَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ مِنَ الشِّرْك لِاعْتِقَادِهِمْ أَن ذَلِكَ يُؤَثِّرُ وَيَفْعَلُ خِلَافَ مَا يُقَدِّرُه اللَّهُ تَعَالَى. ابْنُ الأَعرابي: تَالَ يَتُولُ إِذا عَالَجَ التِّوَلة وَهِيَ السِّحْر. أَبو صَاعِدٍ: تَوِيلةٌ مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ جَاءَتْ مِنْ بُيُوت وصِبْيان وَمَالٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: التَّالُ صِغارُ النَّخْل وفَسِيله، الْوَاحِدَةُ تَالَةٌ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: أَفْتِنا فِي دَابَّةٍ تَرْعى الشَّجر وَتَشْرَبُ الْمَاءَ فِي كَرِش لَمْ تُثْغَر، قَالَ: تِلْكَ عِنْدَنَا الفَطِيمُ والتَّوْلَة والجَذَعة
؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا رُوِيَ، قَالَ: وإِنما هُوَ التِّلْوة، يُقَالُ للجَدْيِ إِذا فُطِم وتَبِعَ أُمَّه تِلْوٌ، والأُنثى تِلْوَة، والأُمهات حِينَئِذٍ المَتَالي، فَتَكُونُ الْكَلِمَةُ مِنْ بَابِ تَلَا لَا تَوَلَ، وَاللَّهُ أَعلم.
فصل الثاء المثلثة
ثأل: الثُّؤْلُول: وَاحِدُ الثَّآلِيل. الْمُحْكَمُ: الثُّؤْلُول خُرَاجٌ، وَقَدْ ثُؤْلِلَ الرجلُ وَقَدْ تَثَأْلَلَ جسدُه بالثَّآلِيل. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ:
كأَنه ثَآلِيل
؛ الثآلِيل: جَمْعُ ثُؤْلُول وَهُوَ الحَبَّة تَظْهَرُ فِي الجِلد كالحِمَّصة فَمَا دُونَهَا. والثُّؤْلُول: حَلَمَة الثَّدْيِ؛ عَنْ كُرَاعٍ فِي الْمُنَجَّدِ، والله أَعلم.
ثبل: الأَزهري: أَهمله اللَّيْثُ. ابْنُ الأَعرابي: الثُّبْلة البَقِيَّة والبُثْلة الشُّهْرة، قَالَ: وَهُمَا حَرْفَانِ عَرَبِيَّانِ جُعِلت الثُّبْلة بمنزل الثُّمْلة.
ثتل: الثَّيْتَل: الوَعِل عَامَّةً، وَقِيلَ: هُوَ المُسِنُّ مِنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ ذَكَرُ الأَرْوَى، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لسُرَاقة الْبَارَقِيِّ:
عَمْداً جَعَلْت ابنَ الزُّبَيْرِ لذَنْبه،
…
يَعْدُو وراءَهمُ كعَدْوِ الثَّيْتَل
وَفِي حَدِيثِ
النَّخَعِيِّ: فِي الثَّيْتَل بَقَرةٌ
؛ هُوَ الذَّكَرُ المُسِنُّ مِنَ الوُعُول وَهُوَ التَّيْسُ الْجَبَلِيُّ يعني إِذا صاده
(1). قوله [التنطل] كذا وقع في الأَصل غير مضبوط مع ضبطه في الشاهد كما ترى، ومقتضى ذكره في الرباعي أصالة التاء والنون فيه، وقد استدركه شارح القاموس ولم يتعرض لوزنه
المُحْرِم وَجَبَ عَلَيْهِ بقرةٌ فِداءً. ابْنُ شُمَيْلٍ: الثَّيَاتِل تَكُونُ صِغارَ القُرون، والثَّيْتَل أَيضاً جِنْس مِنْ بَقَر الْوَحْشِ يَنْزِلُ الجبالَ. قَالَ أَبو خيرة: الثَّيْتَل مِنَ الْوُعُولِ لَا يَبْرَح الجَبَلَ ولقَرْنَيْه شُعَبٌ؛ قَالَ: والوُعُولُ عَلَى حِدَةٍ، الوُعول كُدْرُ الأَلوان فِي أَسافلها بَيَاضٌ، والثَّيَاتِل مِثْلُهَا فِي أَلوانها وإِنما فَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْقُرُونُ، الوَعِل قَرْنَاهُ طَوِيلَانِ عَدَا قَراه «1» حَتَّى يُجاوِزَ صَلَوَيْه يَلتقيان مِنْ حَوْلِ ذَنَبه مِنْ أَعلاه؛ وأَنشد شِمْرٌ لأُمية بْنِ أَبي الصَّلْتِ:
والتَّمَاسِيحُ والثَّيَاتِلُ والإِيْيَلُ
…
شَتَّى، والرِّيمُ واليَعْفُورُ
ابْنُ السِّكِّيتِ: أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِخَداش:
فإِني امْرُؤٌ مِنْ بَنِي عامِرٍ،
…
وإِنَّكِ دَاريَّة ثَيْتَل
ابْنُ سِيدَهْ: وثَيْتَل اسْمُ جَبَلٍ، وَفِي الصِّحَاحِ: الثَّيْتَل اسْمُ جَبَلٍ. أَبو عَمْرٍو: الثَّيْتَل الضَّخْم مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي تَظُن أَن فِيهِ خَيْرًا وَلَيْسَ فِيهِ خَيْرٌ، وَرَوَاهُ الأَصمعي تَنْتَلُ. ابْنُ سِيدَهْ: والثَّيْتَل ضَرْبٌ مِنَ الطِّيب زَعَموا، والله أَعلم.
ثجل: الثَّجَل: عِظَمُ البَطْن وَاسْتِرْخَاؤُهُ، وَقِيلَ: هُوَ خُرُوجُ الْخَاصِرَتَيْنِ، ثَجِل ثَجَلًا وَهُوَ أَثْجَلَ. والمُثَجَّلُ: كالأَثْجَل؛ قَالَ:
لَا هِجْرَعاً رَخْواً وَلَا مُثَجَّلا
وَفِي حَدِيثِ
أُم عَبْدٍ فِي صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: لَمْ تُزْرِ بِهِ ثُجْلة
أَي ضِخَمُ بَطْن، وَيُرْوَى بِالنُّونِ وَالْحَاءِ، أَي نُحُول ودِقَّة. الْجَوْهَرِيُّ: الثُّجْلة، بِالضَّمِّ، عِظَم الْبَطْنِ وسَعَتُه. رَجُلٌ أَثْجَل بَيِّن الثَّجَل وامرأَة ثَجْلاء وجُلَّة ثَجْلاء عَظِيمَةٌ؛ قَالَ:
باتُوا يُعَشُّون القُطَيْعاءَ ضَيْفَهُم،
…
وعِنْدهم البَرْنِيُّ فِي جُلَلٍ ثُجْل
ومَزَادة ثَجْلاء: عَظِيمَةٌ وَاسِعَةٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
تَمْشي مِنَ الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّل،
…
مَشْيَ الرَّوَابا بالمَزَادِ الأَثْجَل
وَقَدْ رُوِيَ بِالنُّونِ، يُرَادُ بِهِ الْوَاسِعُ. والأَثْجَل: الْقِطْعَةُ الضَّخْمة مِنَ اللَّيْلِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
وأَقْطَعُ الأَثْجَلَ بَعْدَ الأَثْجَل
وَشَيْءٌ مُثَجَّل أَي ضَخْم. وَقَوْلُهُمْ: طَعَنَ فلانٌ فُلَانًا الأَثْجَلَينِ «2» أَي رَمَاهُ بِدَاهِيَةٍ مِنَ الكلام.
ثرطل: الثَّرْطَلة: الِاسْتِرْخَاءُ. ومَرَّ مُثَرْطِلًا إِذا مَرَّ يسْحب ثيابه.
ثرعل: الثُّرْعُلة: الرِّيشُ الْمُجْتَمِعُ على عنق الديك.
ثرغل: الثُّرْغُول: نَبْت.
ثرمل: ثَرْمَل القومُ مِنَ الطعام والشراب ما شاؤوا أَي أَكلوا. والثَّرْمَلَة: سُوءُ الأَكل وأَن لا يُبَالِي الإِنسان كَيْفَ كَانَ أَكْلُه ويُرَى الطعامُ يَتَنَاثَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ وَفَمِهِ وَيُلَطِّخُ يَدَيْهِ. وثَرْمَل الطعامَ: لَمْ يُحْسِن صِنَاعَتَهُ وَلَمْ يُنْضِجْه صانعُه وَلَمْ يَنْفُضه مِنَ الرَّمَادِ حِينَ يَمُلُّه، قَالَ: ويُعْتَذر إِلى الضَّيْفِ فَيُقَالُ قَدْ ثَرْمَلْنا لَكَ العَمل أَي لَمْ نَتَنَوَّق فِيهِ وَلَمْ نُطَيِّبه لَكَ لِمَكَانِ العَجَلة. وثَرْمَل اللحمَ: لَمْ يُنْضِجْه. وثَرْمَلَ
(1). قوله: عدا قراه، هكذا في الأَصل، ولعلها على قراه أي على ظهره
(2)
. قوله [الأَثجلين] قال الميداني: يروى بالتثنية، والصواب الجمع كالأَقورين للدواهي والعرب تجمع أَسماء الدواهي على هذا الوجه للتأكيد والتهويل والتعظيم
الرجلُ إِذا لَمْ يُنْضِجْ طَعَامَهُ تَعْجِيلًا للقِرَى. وثَرْمَل عَمَلَهُ: لَمْ يَتَنَوَّق فِيهِ. وثَرْمَل: سَلَح كذَرْمَل؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
وإِن حَطَأْت كتِفَيْه ثَرْمَلا،
…
وخَرَّ يَكْبُو خَرَعاً وهَوْذَلا
هَوْذَل قَذَف بِبَوْلِهِ. وثَرْمَلَ وذَرْمَل: سَلَح. والثُّرْمُل: دَابَّةٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ وَلَمْ يُحَلِّها. والثُّرْمُلَة، بِالضَّمِّ: مِنْ أَسماء الثَّعَالِبِ، الأَصمعي: الأُنثى مِنَ الثَّعَالِبِ ثُرْمُلَة، بِالضَّمِّ. والثُّرْمُلَة: الفَرْق الَّذِي وَسَطَ ظَاهِرِ الشَّفَة العُلْيا. والثُّرْمُلَة: البَقِيَّة مِنَ التَّمْر وَغَيْرِهِ. وبَقِيَتْ ثُرْمُلَة فِي الإِناء أَي بَقِيّة مِنْ بُرٍّ أَو شَعِيرٍ أَو تَمْرٍ. وثُرْمُلَة: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ:
ذَهَبَ لَمّا أَن رَآهَا ثُرْمُلَه،
…
وَقَالَ: يَا قَوْمِ رأَيتُ مُنْكَرَه
ثعل: الثُّعْل: السِّنُّ الزَّائِدَةُ خَلْفَ الأَسنان. والثُّعْل والثَّعَل والثُّعْلُول، كُلُّهُ: زيادةُ سِنٍّ أَو دخولُ سِنٍّ تَحْتَ أُخرى فِي اخْتِلَافٍ مِنَ المَنْبِت يَرْكَبُ بعضُها بَعْضًا. وَقِيلَ: نَبَات سِنٍّ فِي أَصل سِنٍّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرَاجِزٍ:
إِذا أَتَتْ جَارَتَهَا تَسْتَفْلي،
…
تَفْتَرُّ عَنْ مُخْتَلِفات ثُعْلِ
شَتَّى، وأَنْفٍ مِثْلِ أَنفِ العِجلِ
وأَنشد لِآخَرَ:
وتَضْحَكُ عَنْ غُرٍّ عِذَابٍ نَقِيّة،
…
رِقَاقِ الثَّنَايا، لَا قِصَارٍ وَلَا ثُعْل
وثَعِلَتْ سِنُّه ثَعَلًا، وَهُوَ أَثْعَلَ، وَتِلْكَ السِّنُّ الزَّائِدَةُ يُقَالُ لَهَا الرَّاوول، وامرأَة ثَعْلاء، وَقَدْ ثَعِلَ ثَعَلًا، وَفِي أَسنانه ثَعَلٌ: وَهُوَ تَرَاكُبُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ؛ قَالَ:
لَا حَوَلٌ فِي عَيْنِه وَلَا قَبَل،
…
وَلَا شَغاً فِي فَمِه وَلَا ثَعَل،
فَهُوَ نَقِيٌّ كالحُسَامِ قَدْ صُقِل
ولِثَةٌ ثَعْلاء: خَرَجَ بعضُها عَلَى بَعْضٍ فَانْتَشَرَتْ وَتَرَاكَبَتْ؛ وَقَوْلُهُ:
فَطارَتْ بالجُدُودِ بَنُو نِزَارٍ،
…
فَسُدْناهُمْ وأَثْعَلَتِ المِضَارُ
مَعْنَاهُ كَثُرت فَصَارَتْ وَاحِدَةً عَلَى وَاحِدَةٍ مِثْلَ السِّنِّ الْمُتَرَاكِبَةِ، والمِضَار: جَمْعُ مَضَر. وَيُقَالُ: أَخْبَثُ الذِّئاب الأَثْعَل وَفِي أَسنانه شَخَصٌ وَهُوَ اخْتِلَافُ النِّبْتة. وأَثْعَل الضيِّفانُ: كَثُروا، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وأَثْعَلَ الأَمرُ: عَظُم، وَكَذَلِكَ الْجَيْشُ، قَالَ القُلاخُ بْنُ حَزْن:
وأَدْنَى فُرُوعاً للسَّماءِ أَعَالِيا،
…
وأَمْنَعُه حَوْضاً، إِذا الوِرْدُ أَثْعَلا
أَخو الحَرْب لَبّاساً إِليها جِلالَها،
…
وَلَيْسَ بوَلَّاجِ الخَوالِف أَعْقَلا
وكَتِيبَةٌ ثَعُولٌ: كَثِيرَةُ الحَشْو والتُّبَّاع. والثَّعْل والثُّعْل والثَّعَل: زِيَادَةٌ فِي أَطْبَاء النَّاقَةِ وَالْبَقَرَةِ وَالشَّاةِ، وَقِيلَ: زِيَادَةُ طُبْيٍ عَلَى سَائِرِ الأَطْبَاء، وَقِيلَ: خِلْف زَائِدٌ صَغِيرٌ فِي أَخْلاف النَّاقَةِ وضَرْع الشَّاةِ. وَشَاةٌ ثَعُول: تُحْلَب مِنْ ثَلَاثَةِ أَمكنة وأَربعة لِلزِّيَادَةِ الَّتِي فِي الطُّبْي، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَهَا حَلَمة زَائِدَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فَوْقَ خِلْفِها خِلْف
صَغِيرٌ وَاسْمُ ذَلِكَ الخِلْف الثُّعْل. وَيُقَالُ: مَا أَبْيَنَ ثُعْلَ هَذِهِ الشَّاةِ، وَالْجَمْعُ ثُعُول؛ قَالَ ابْنُ هَمّام السَّلُولي يَهْجُو الْعُلَمَاءَ:
وذَمُّوا لَنَا الدُّنيا، وَهُمْ يَرْضِعُونَها
…
أَفَاوِيقَ، حَتَّى مَا يَدِرُّ لَهَا ثُعْل
وإِنما ذُكِرَ الثُّعْل لِلْمُبَالَغَةِ فِي الِارْتِضَاعِ، والثُّعْل لَا يَدِرُّ. وَفِي حَدِيثِ
مُوسَى وَشُعَيْبٍ: لَيْسَ فِيهَا ضَبُوب وَلَا ثَعُول
؛ الثَّعُول: الشَّاةُ الَّتِي لَهَا زِيَادَةُ حَلَمة، وَهِيَ الثَّعْلُ، وَهُوَ عَيْب، والضَّبُوب: الضَّيِّقة مَخْرَجِ اللَّبَنِ. والأَثْعَلُ: السَّيِّد الضَّخْم لَهُ فُضُول مَعْرُوفٌ عَلَى الْمَثَلِ. وثُعَالَة وثُعَل، كِلْتَاهُمَا: الأُنثى مِنَ الثَّعَالِبِ، وَيُقَالُ لِجَمْعِ الثَّعلب ثَعالب وثَعَالي، بِالْبَاءِ وَالْيَاءِ؛ وَقَوْلُهُ:
لَهَا أَشَارِيرُ مِنْ لَحْمٍ تُتَمِّره
…
مِنَ الثَّعَالي، ووَخْزٌ مِنْ أَرَانِيها
أَراد مِنَ الثَّعَالِبِ وَمِنْ أَرانبها؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَحْتَمِلُ عِنْدِي أَن يَكُونَ الثَّعَالي جَمْعُ ثُعَالة وَهُوَ الثَّعْلب، وأَراد أَن يَقُولَ الثَّعَائِلُ فَقُلِبَ اضْطِرَارًا، وَقِيلَ: أَراد الثَّعَالِبَ والأَرانب فَلَمْ يُمْكِنْهُ أَن يَقِف الْبَاءَ فأَبدل مِنْهَا حَرْفًا يُمْكِنُهُ أَن يَقِفَه فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ وَهُوَ الْيَاءُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ أَنه حَذَفَ مِنَ الْكَلِمَةِ شَيْئًا ثُمَّ عَوَّضَ مِنْهَا الْيَاءَ، وَهَذَا أَقيس لِقَوْلِهِ أَرانيها، ولأَن ثُعَالة اسْمُ جِنْسٍ وَجَمْعُ أَسماء الأَجناس ضَعِيفٌ. وأَرض مَثْعَلَة، بِالْفَتْحِ: كَثِيرَةُ الثَّعَالِبِ، كَمَا قَالُوا مَعْقَرة للأَرض الْكَثِيرَةِ الْعَقَارِبِ. والثَّعْلَب: الذكَر، والأُنثى ثَعْلَبَةٌ. وَيُقَالُ لِكُلٍّ ثَعْلَبٌ إِذا كَانَ ذكَراً ثُعَالَةُ كَمَا تَرَى بِغَيْرِ صَرْفٍ، وَلَا يُقَالُ للأُنثى ثُعَالة، وَيُقَالُ للأَسد أُسَامَةُ بِغَيْرِ صَرْفٍ وَلَا يُقَالُ للأُنثى أُسَامة. والثُّعْلُول: الرجل الغضبان؛ وأَنشد:
وليس بثُعْلُولٍ، إِذا سِيلَ واجْتُدي،
…
وَلَا بَرِماً، يَوْماً، إِذا الضَّيْف أَوْهَما
وَيُقَالُ. أَثْعَل القومُ عَلَيْنَا إِذا خَالَفُوا. الأَصمعي: وِرْدٌ مُثْعِل إِذا ازْدَحَمَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ مِنْ كَثْرَتِهِ. وثُعَالَة: الكَلأُ اليابِسُ، مَعْرفة. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ:
اللَّهُمَّ اسْقِنا حَتَّى يَقُومَ أَبو لُبَابة يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَده بإِزَاره
؛ المِرْبَد: مَوْضِعٌ يُجَفَّف فِيهِ التَّمْرُ، وثَعْلَبُه ثَقْبُه الَّذِي يَسِيلُ مِنْهُ مَاءُ الْمَطَرِ. وبَنو ثُعَل: بَطْنٌ وَلَيْسَ بِمَعْدُولٍ إِذ لَوْ كَانَ مَعْدُولًا لَمْ يُصْرَفْ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: وثُعَلٌ أَبو حَيّ مِنْ طَيِءٍ وَهُوَ ثُعَلُ بْنُ عَمْرٍو أَخو نَبْهان؛ وَهُمُ الَّذِينَ عَنَاهم امْرُؤُ الْقَيْسِ بِقَوْلِهِ:
رُبَّ رَامٍ مِنْ بَنِي ثُعَلٍ،
…
مُخْرِجٍ كَفَّيْه مِنْ سُتُرِه
وثُعْل: موضع بِنَجْد.
ثفل: ثُفْل كلِّ شَيْءٍ وثَافِلُه: مَا استقرَّ تَحْتَهُ مِنْ كَدَره. اللَّيْثُ: الثُّفْل مَا رَسَب خُثَارته وعَلا صَفْوُه مِنَ الأَشياءِ كُلِّهَا، وثُفْلُ الدَّوَاءِ ونحوِه. والثُّفْل: مَا سَفَل مِنْ كلِّ شَيْءٍ. والثَافِل: الرَّجِيع، وَقِيلَ: هُوَ كِنَايَةٌ عَنْهُ. والثُّفْل: الحَبُّ. وَوَجَدْتُ بَنِي فُلَانٍ مُتَثَافِلِينَ أَي يأْكلون الحَبَّ وَذَلِكَ أَشدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الشَّظَف؛ وَفِي الصِّحَاحِ: وَذَلِكَ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ لَبَن. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَهل البَدْوِ إِذا أَصابوا مِنَ اللَّبَنِ مَا يَكْفِيهِمْ لقُوتهم فَهُمْ مُخْصِبون، لَا يَخْتَارُونَ عَلَيْهِ غِذاء مِنْ تَمْرٍ أَو زَبِيبٍ أَو حَبٍّ، فإِذا أَعْوَزَهم اللبنُ وأَصابوا مِنَ الْحَبِّ وَالتَّمْرِ مَا يَتَبَلَّغون بِهِ فَهُمْ مُثَافِلُون، ويسمُّون كُلَّ مَا يُؤْكَلُ
مِنْ لَحْمٍ أَو خُبْزٍ أَو تَمْرٍ ثُفْلًا. وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ مُثَافِلُون، وَذَلِكَ أَشَدُّ مَا يَكُونُ حالُ الْبَدَوِيِّ. أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ: الثِّفال، بِالْكَسْرِ، الجِلْد الَّذِي يُبْسط تَحْتَ رَحَى الْيَدِ لِيَقي الطَّحِين مِنَ التُّرَابِ، وَفِي الصِّحَاحِ: جِلْدٌ يُبْسَطُ فَتُوضَعُ فَوْقَهُ الرَّحَى فيُطْحَن بِالْيَدِ لِيَسْقُطَ عَلَيْهِ الدَّقِيقُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ يَصِفُ الْحَرْبَ:
فتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِها،
…
وتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فتُتْئِمِ
قَالَ: وَرُبَّمَا سُمِّيَ الحَجَر الأَسفل بِذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: وتَدُقُّهم الفِتَن دَقَّ الرَّحَى بثِفَالها
، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَالْمَعْنَى أَنها تَدُقُّهم دَقَّ الرَّحَى للحَبِّ إِذا كَانَتْ مُثَفَّلَة وَلَا تُثَفَّل إِلَّا عِنْدَ الطَّحن. وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ:
اسْتَحارَ مَدَارُها وَاضْطَرَبَ ثِفَالها.
وَفِي حَدِيثِ غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ:
مَنْ كَانَ مَعَهُ ثُفْل فَلْيَصْطَنِع
؛ أَراد بالثُّفْل الدقيقَ وَالسَّوِيقَ وَنَحْوَهُمَا، وَالِاصْطِنَاعُ: اتِّخَاذُ الصَّنِيع، أَراد فليَطْبُخ وَلْيَخْتَبِزْ؛ وَمِنْهُ كَلَامُ
الشَّافِعِيِّ، رضي الله عنه، قَالَ: وبيَّن فِي سنَّته، صلى الله عليه وسلم، أَن زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنَ الثُّفْل مِمَّا يَقْتات الرجلُ، وَمِمَّا فِيهِ الزَّكَاةَ
، وإِنما سُمِّي ثُفْلًا لأَنه مِنَ الأَقوات الَّتِي يَكُونُ لَهَا ثُفْل بِخِلَافِ الْمَائِعَاتِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
أَنه كَانَ يُحِبُّ الثُّفْل
؛ قِيلَ: هُوَ الثَّرِيدُ؛ وأَنشد:
يَحْلِفُ بِاللَّهِ، وإِن لَمْ يُسْأَل:
…
مَا ذَاقَ ثُفْلًا منذُ عَامِ أَول
ابْنُ سِيدَهْ: الثُّفْل والثِّفَال مَا وُقِيَتْ بِهِ الرَّحَى مِنَ الأَرض، وَقَدْ ثَفَّلَها، فإِن وُقيَ الثِّفَالُ مِنَ الأَرض بِشَيْءٍ آخَرَ فَذَلِكَ الوِفَاض، وَقَدْ وَفَّضها. وَبَعِيرٌ ثَفَال: بَطِيء، بالفتح. وفي
حُذَيْفَةَ: أَنه ذَكَرَ فِتْنَةً فَقَالَ: تَكُونُ فِيهَا مِثْلَ الجَمَل الثَّفَال وإِذا أُكْرِهْت فتباطأْ عَنْهَا
؛ الثَّفَال: الْبَطِيءُ الثَّقِيلُ الَّذِي لَا يَنْبعث إِلَّا كَرْهاً، أَي لَا تَتَحَرَّكْ فِيهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ الثَّافِل؛ قَالَ مُدْرِكٌ:
جَرُورُ القِيَادِ ثَافِلٌ لَا يَرُوعُه
…
صِيَاحُ المُنَادِي، واحْتِثاثُ المُرَاهِن
وَفِي حَدِيثِ
جَابِرٍ: كُنْتُ عَلَى جَمَلٍ ثَفَال.
والثَّفْلُ: نَثْرُك الشَّيْءَ كُلَّهُ بمرَّة. والثِّفَالَة: الإِبريق. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه: أَنه أَكل الدَّجْر وَهُوَ اللُّوبِياء ثُمَّ غَسَل يَدَيْهِ بالثِّفَالة
، وَهُوَ فِي التَّهْذِيبِ الثِّفال، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الثِّفال الإِبريق؛ وَذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير فِي النِّهَايَةِ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ: الثِّفال الإِبريق. أَبو تُرَابٍ عَنْ بَعْضِ بَنِي سُلَيْمٍ: فِي الغِرَارة ثُفْلة مِنْ تَمْرٍ وثُمْلة مِنْ تَمْرٍ أَي بَقِيَّةٌ منه.
ثقل: الثِّقَل: نَقِيضُ الخِفَّة. والثِّقَل: مَصْدَرُ الثَّقِيل، تَقُولُ: ثَقُلَ الشيءُ ثِقَلًا وثَقَالَة، فَهُوَ ثَقِيل، وَالْجَمْعُ ثِقالٌ. والثِّقَل: رُجْحَانُ الثَّقِيل. والثِّقْل: الحِمْل الثَّقِيل، وَالْجَمْعُ أَثْقَال مِثْلَ حِمْل وأَحمال. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها
؛ أَثْقَالُها: كنوزُها ومَوْتَاها؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: لَفَظَتْ مَا فِيهَا مِنْ ذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ أَو مَيِّتٍ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَخرجت مَوْتَاهَا، قَالُوا: أَثْقَالُها أَجسادُ بَنِي آدَمَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا فِيهَا مِنْ كُنُوزِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، قَالَ: وخروج الموتى بعد ذلك، وَمِنْ أَشراط السَّاعَةِ أَن تَقِيءَ الأَرض أَفْلاذَ كَبِدها وَهِيَ الْكُنُوزُ؛ وَقَوْلُ الخَنْساء:
أَبَعْدَ ابنِ عَمْرو مِنَ آل الشّريدِ
…
حَلَّتْ بِهِ الأَرضُ أَثْقَالَهَا؟
إِنما أَرادت حَلَّت بِهِ الأَرض مَوْتَاهَا أَي زَيَّنَتْهم بِهَذَا الرَّجُلِ الشَّرِيفِ الَّذِي لَا مِثْل لَهُ مِنَ الحِلْية. وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ: الْفَارِسُ الجَواد ثِقْل عَلَى الأَرض، فإِذا قُتِلَ أَو مَاتَ سَقَطَ بِهِ عَنْهَا ثِقْل، وأَنشد بَيْتَ الْخَنْسَاءِ، أَي لَمَّا كَانَ شُجَاعًا سَقَطَ بِمَوْتِهِ عَنْهَا ثِقْل. والثِّقْل: الذَّنْب، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ
؛ وَهُوَ مِثْلُ ذَلِكَ يَعْنِي أَوزارهم وأَوزار مَنْ أَضلوا وَهِيَ الْآثَامُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذَا قُرْبى
؛ يَقُولُ: إِن دَعَت نَفْسٌ داعيةٌ أَثْقَلَتها ذُنُوبُها إِلى حِمْلها أَي إِلى ذُنُوبِهَا لِيَحْمِلَ عَنْهَا شَيْئًا مِنَ الذُّنُوبِ لَمْ تَجِدْ ذَلِكَ، وإِن كَانَ المدعوُّ ذَا قُرْبى مِنْهَا. وَقَوْلُهُ عز وجل: ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
؛ قِيلَ: الْمَعْنَى ثَقُلَ عِلْمُها على أَهل السموات والأَرض؛ وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ: ثَقُلَت فِي السَّمَاوَاتِ والأَرض خَفِيَتْ، والشيءُ إِذا خَفِي عَلَيْكَ ثَقُل. وَالتَّثْقِيلُ: ضِدُّ التَّخْفِيفِ، وَقَدْ أَثْقَلَهُ الحِمْل. وثَقَّلَ الشيءَ: جَعَلَهُ ثَقِيلًا، وأَثْقَلَه: حمَّله ثَقِيلًا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ*
. واسْتَثْقَلَه: رَآهُ ثَقِيلًا. وأَثْقَلَت المرأَةُ، فَهِيَ مُثْقِل: ثَقُل حَمْلها فِي بَطْنِهَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: ثَقُلَت وَاسْتَبَانَ حَمْلها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما
؛ أَي صَارَتْ ذاتَ ثِقْل كَمَا تَقُولُ أَتْمَرْنا أَي صِرْنَا ذَوِي تَمْر. وامرأَة مُثْقِل، بِغَيْرِ هَاءٍ: ثَقُلَت مِنْ حَمْلها. وَقَوْلُهُ عز وجل: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا
؛ يَعْنِي الْوَحْيَ الَّذِي أَنزله اللَّهُ عَلَيْهِ، صلى الله عليه وسلم، جَعَله ثَقِيلًا مِنْ جِهَةِ عِظَم قَدْرِهِ وجَلالة خَطَره، وأَنه لَيْسَ بسَفْساف الْكَلَامِ الَّذِي يُسْتَخَفُّ بِهِ، فَكُلُّ شَيْءٍ نَفِيسٍ وعِلْقٍ خَطيرٍ فَهُوَ ثَقَل وثَقِيل وثَاقِل، وَلَيْسَ مَعْنَى قَوْلِهِ قَوْلًا ثَقِيلًا
بِمَعْنَى الثَّقيل الَّذِي يَسْتَثْقِلُهُ النَّاسُ فيتَبرَّمون بِهِ؛ وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنه ثِقَلُ الْعَمَلِ بِهِ لأَن الْحَرَامَ وَالْحَلَالَ وَالصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَجَمِيعَ مَا أَمر اللَّهُ بِهِ أَن يُعْمَل لَا يُؤَدِّيهِ أَحد إِلا بِتَكَلُّفٍ يَثْقُل؛ ابْنُ سِيدَهْ: قِيلَ مَعْنَى الثَّقيل مَا يُفْتَرَضُ عَلَيْهِ فِيهِ مِنَ الْعَمَلِ لأَنه ثَقِيل، وَقِيلَ: إِنما كَنَّى بِهِ عَنْ رَصانة الْقَوْلِ وجَوْدته؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: يَجُوزُ عَلَى مَذْهَبِ أَهل اللُّغَةِ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنه قَوْلٌ لَهُ وَزْنٌ فِي صِحَّتِهِ وَبَيَانِهِ وَنَفْعِهِ، كَمَا يُقَالُ: هَذَا الْكَلَامُ رَصين، وَهَذَا قَوْلٌ لَهُ وَزْنٌ إِذا كُنْتَ تَسْتَجِيدُهُ وَتَعْلَمُ أَنه قَدْ وَقَعَ مَوْقِعَ الْحِكْمَةِ وَالْبَيَانِ؛ وَقَوْلُهُ:
لَا خَيْرَ فِيهِ غَيْرَ أَن لَا يَهْتَدِي،
…
وأَنه ذُو صَوْلةٍ فِي المِذْوَدِ،
وأَنه غَيْرُ ثَقيل فِي اليَدِ
إِنما يُرِيدُ أَنك إِذا بَلِلْتَ بِهِ لَمْ يَصِرْ فِي يَدِك مِنْهُ خَيْرٌ فيَثْقُلَ فِي يَدِك. ومِثْقَال الشَّيْءِ: مَا آذَنَ وزْنَه فثَقُل ثِقَلَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ:
يَا بُني إِنها إِن تَكُ مِثْقالُ حَبَّة مِنْ خَرْدل
، بِرَفْعِ مِثْقال مَعَ عَلَامَةِ التأْنيث فِي تَكُ، لأَن مِثْقال حَبَّةٍ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى الْحَبَّةِ فكأَنه قَالَ إِن تَكُ حَبَّةٌ مِنْ خَرْدَلٍ. التَّهْذِيبِ: المِثْقَال وَزْن مَعْلُومٌ قَدْرُه، وَيَجُوزُ نصبُ الْمِثْقَالِ ورفعُه، فَمَنْ رَفَعه رَفَعَهُ بتَكُ وَمَنْ نَصَبَ جَعَلَ فِي تَكُ اسْمًا مُضْمَرًا مَجْهُولًا مِثْلَ الْهَاءِ فِي قَوْلِهِ عز وجل: إِنَّها إِنْ تَكُ، قَالَ: وَجَازَ تأْنيث تَكُ والمِثْقَال ذَكَرٌ لأَنه مُضَافٌ إِلى الْحَبَّةِ، وَالْمَعْنَى لِلْحَبَّةِ فَذَهَبَ التأْنيث إِليها كَمَا قَالَ الأَعشى:
كَمَا شَرِقَتْ صَدْرُ القَناة مِنَ الدَّم
وَيُقَالُ: أَعطه ثِقْله أَي وَزْنَه. ابْنُ الأَثير: وَفِي
الْحَدِيثِ
لَا يَدْخُل النارَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّة مِنْ إِيمان
؛ المِثْقال فِي الأَصل: مِقْدَارٌ مِنَ الْوَزْنِ أَيَّ شيءٍ كَانَ مِنْ قَلِيلٍ أَو كَثِيرٍ، فَمَعْنَى مِثْقال ذرَّة وَزْنُ ذَرَّةٍ، وَالنَّاسُ يُطْلِقُونَهُ فِي الْعُرْفِ عَلَى الدِّينَارِ خَاصَّةً وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: قَوْلُ ابْنِ الأَثير النَّاسُ يُطْلِقُونَهُ فِي الْعُرْفِ عَلَى الدِّينَارِ خَاصَّةً قَوْلٌ فِيهِ تجوُّز، فإِنه إِن كَانَ عَنَى شَخْصَ الدِّينَارِ فَالشَّخْصُ مِنْهُ قَدْ يَكُونُ مِثْقَالًا وأَكثر وأَقل، وإِن كَانَ عَنى المِثْقَالَ الوَزْنَ الْمَعْلُومَ، فَالنَّاسُ يُطْلِقُونَ ذَلِكَ عَلَى الذَّهَبِ وَعَلَى الْعَنْبَرِ وَعَلَى الْمِسْكِ وَعَلَى الْجَوْهَرِ وَعَلَى أَشياء كَثِيرَةٍ قَدْ صَارَ وَزْنُهَا بِالْمَثَاقِيلِ مَعْهُودًا كالتِّرياق والرَّاوَنْد وَغَيْرِ ذَلِكَ. وزِنة المِثْقَالِ هَذَا المُتعامَلِ بِهِ الْآنَ: دِرْهَمٌ وَاحِدٌ وَثَلَاثَةُ أَسباع دِرْهَمٍ عَلَى التَّحْرِيرِ، يُوزَن بِهِ مَا اخْتِيرَ وَزْنه بِهِ، وَهُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلى رِطْل مِصْرَ الَّذِي يُوزَنُ بِهِ عُشْرُ عُشْرِ رِطْلٍ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ
، قَالَ: الْمَعْنَى أَن فَعْلة الإِنسان، وإِن صَغُرت، فَهِيَ فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى يأْتي بِهَا. والمِثْقال: وَاحِدُ مَثَاقِيل الذَّهَبِ. قَالَ الأَصمعي: دِينَارٌ ثَاقِل إِذا كَانَ لَا يَنْقُصُ، وَدَنَانِيرُ ثَوَاقِل؛ ومِثْقَال الشَّيْءِ: مِيزانُه مِنْ مِثْلِهِ. وَقَوْلُهُمْ: أَلْقى عَلَيْهِ مَثَاقِيله أَي مُؤْنَتَهُ وثِقْله؛ حَكَاهُ أَبو نَصْرٍ؛ قُلْتُ: وَكَذَلِكَ قَوْلُ أَبي نَصْرٍ وَاحِدُ مَثَاقِيل الذَّهَبِ كَانَ الأَولى أَن يَقُولَ وَاحِدُ مَثَاقِيلِ الذَّهَبِ وَغَيْرُهُ، وإِلا فَلَا وَجْهَ لِلتَّخْصِيصِ. والمُثَقَّلة: رُخامة يُثَقَّل بِهَا الْبِسَاطُ. وامرأَة ثَقَال: مِكْفال، وثَقَال: رَزان ذَاتُ مآكِمَ وكَفَلٍ عَلَى التَّفْرِقَةِ، فَرَّقُوا بَيْنَ مَا يُحْمل وَبَيْنَ مَا ثَقُل فِي مَجْلِسِهِ فَلَمْ يَخِفَّ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ، وَيُقَالُ: فِيهِ ثِقَل، وَهُوَ ثَاقِل؛ قَالَ كثيِّر عَزَّةَ:
وَفِيكَ، ابْنَ لَيْلى، عِزَّةٌ وبَسالة،
…
وغَرْبٌ ومَوْزونٌ مِنَ الحِلْمِ ثاقِل
وَقَدْ يَكُونُ هَذَا عَلَى النَّسَبِ أَي ذُو ثِقَل. وبَعِيرٌ ثَقَالٌ؛ بَطِيءٌ؛ وَبِهِ فَسَّرَ أَبو حَنِيفَةَ قَوْلَ لَبِيدٍ:
فَبَاتَ السَّيْلُ يَحْفِرُ جَانِبَيْهِ،
…
مِنَ البَقَّار، كالعَمِد الثَّقَال «3»
وثَقَلَ الشيءَ يَثْقُلُه بِيَدِهِ ثَقْلًا: رَازَ ثِقَلَه. وثَقَلْت الشاةَ أَيضاً أَثْقُلُها ثَقْلًا: رَزَنْتها، وَذَلِكَ إِذَا رَفَعْتها لِتَنْظُرَ مَا ثِقَلُها مِنْ خفَّتها. وتَثَاقَلَ عَنْهُ: ثَقُل. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ
؛ وعَدَّاه بإِلى لأَن فِيهِ مَعْنَى مِلْتُم. وَحَكَى النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: ثَقَلَ إِلى الأَرض أَخْلدَ إِليها واطْمَأَنَّ فِيهَا، فإِذا صَحَّ ذَلِكَ تَعَدَّى اثَّاقَلْتم فِي قَوْلِهِ عز وجل اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ
بإِلى، بِغَيْرِ تأْويل يُخْرِجُهُ عَنْ بَابِهِ. وتَثَاقَلَ القومُ: اسْتُنْهِضوا لنَجْدة فَلَمْ يَنْهَضوا إِليها. والتَّثَاقُل: التَّباطُؤُ مِنَ التَّحامُل فِي الْوَطْءِ، يُقَالُ: لأَطَأَنَّه وَطْءَ المُتَثَاقِل. والثَّقَل، بِالتَّحْرِيكِ: المَتاع والحَشَمُ، وَالْجَمْعُ أَثْقَال؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الثَّقَل متاعُ الْمُسَافِرِ وحَشَمُه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
لَا ضَفَفٌ يَشْغَلُه وَلَا ثَقَل
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فِي الثَّقَل مِنْ جَمْعٍ بِلَيْل.
وَفِي حَدِيثِ
السَّائِبِ بْنِ زَيْدٍ: حُجَّ بِهِ فِي ثَقَل رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم.
وثَقِلَة الْقَوْمِ، بِكَسْرِ الْقَافِ: أَثقالُهم. وَارْتَحَلَ الْقَوْمُ بثَقَلَتهم وثَقْلَتهم وثِقْلَتهم وثِقَلَتهم أَي
(3). قوله [يحفر] الذي في الصحاح: يركب بدل يحفر
بأَمتعتهم وبأَثقالهم كُلِّهَا. الْكِسَائِيُّ: الثَّقِلَة أَثقال الْقَوْمِ، بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الثَّاءِ، وَقَدْ يُخَفَّفُ فَيُقَالُ الثَّقْلة. والثَّقْلة أَيضاً: مَا وَجَد الرجلُ فِي جَوْفِهِ مِنْ ثِقَل الطَّعَامِ. ووَجَد فِي جَسَدِهِ ثَقَلَة أَي ثِقَلًا وفُتُوراً. وثَقُلَ الرَّجُلُ ثِقَلًا فَهُوَ ثَقِيل وثَاقِل: اشتدَّ مَرَضُه. يُقَالُ: أَصبح فُلَانٌ ثاقِلًا أَي أَثقله المَرَض؛ قَالَ لَبِيدٌ:
رأَيت التُّقَى والحَمْدَ خَيْرَ تِجارةٍ
…
رَباحاً، إِذا مَا المَرْءُ أَصْبَح ثَاقِلًا
أَي ثَقِيلًا مِنَ المَرَض قَدْ أَدْنَفَه وأَشْرَف عَلَى الْمَوْتِ، وَيُرْوَى نَاقِلًا أَي مَنْقُولًا مِنَ الدُّنْيَا إِلى الأُخرى؛ وَقَدْ أَثْقَلَه الْمَرَضُ وَالنَّوْمُ. والثَّقْلَة: نَعْسة غَالِبَةٌ. والمُثْقَل: الَّذِي قَدْ أَثقله المرضُ. والمُستَثْقَل: الثَّقِيل مِنَ النَّاسِ. والمُسْتَثْقَل: الَّذِي أَثقله النَّوْمُ وَهِيَ الثَّقْلة. وثَقُل العَرْفَج والثُّمام والضَّعَةُ: أَدْبى وتَرَوَّتْ عِيدانُه. وثَقُلَ سَمْعُه: ذَهَبَ بعضُه، فإِن لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شيءٌ قِيلَ وُقِر. والثَّقَلانِ: الجِنُّ والإِنْسُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ
؛ وَقَالَ لَكُمْ لأَن الثَّقَلين وإِن كَانَ بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ فَمَعْنَاهُ الْجَمْعُ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
ومَيَّةُ أَحسنُ الثَّقَلين وَجْهاً
…
وَسَالِفَةً، وأَحْسَنُه قَذَالا
فَمَنْ رَوَاهُ أَحسنه بإِفراد الضَّمِيرِ فإِنه أَفرده مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى جَمْعِهِ لأَن هَذَا مَوْضِعٌ يَكْثُر فِيهِ الْوَاحِدُ، كَقَوْلِكَ مَيَّة أَحسن إِنسان وَجْهًا وأَجمله، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: هُوَ أَحسن الفِتْيان وأَجمله لأَن هَذَا مَوْضِعٌ يَكْثُرُ فِيهِ الْوَاحِدُ كَمَا قُلْنَا، فكأَنك قُلْتَ هُوَ أَحسن فَتًى فِي النَّاسِ وأَجمله، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَقُلْتَ وأَجملهم حَمْلًا عَلَى الفِتْيان. التَّهْذِيبِ: وَرُوِيَ عَنِ
النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ: إِني تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلين: كِتَابَ اللَّهِ وعتْرَتي
، فَجَعَلَهُمَا كِتَابِ اللَّهِ عز وجل وعِتْرَته، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ العِتْرة. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: سُمِّيا ثَقَلَين لأَن الأَخذ بِهِمَا ثَقِيل وَالْعَمَلَ بِهِمَا ثَقِيل، قَالَ: وأَصل الثَّقَل أَن الْعَرَبَ تَقُولُ لِكُلِّ شيءٍ نَفيس خَطِير مَصون ثَقَل، فسمَّاهما ثَقَلين إِعظاماً لِقَدْرِهِمَا وَتَفْخِيمًا لشأْنهما، وأَصله فِي بَيْضِ النَّعام المَصُون؛ وَقَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ صُعَير المازِني يَذْكُرُ الظَّليم والنَّعامة:
فَتَذَكَّرا ثَقَلًا رَثِيداً، بَعْدَ ما
…
أَلْقَتْ ذُكاءٌ يَمينَها فِي كافِر
وَيُقَالُ للسَّيِّد العَزيز ثَقَلٌ مِنْ هَذَا، وسَمَّى اللَّهَ تَعَالَى الْجِنَّ والإِنس الثَّقَلَين، سُمِّيا ثَقَلَين لِتَفْضِيلِ اللَّهِ تَعَالَى إِياهما عَلَى سَائِرِ الْحَيَوَانِ الْمَخْلُوقِ فِي الأَرض بِالتَّمْيِيزِ وَالْعَقْلِ الَّذِي خُصَّا بِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: قِيلَ لِلْجِنِّ والإِنس الثَّقَلان لأَنهما كالثَّقَل للأَرض وَعَلَيْهَا. والثَّقَل بِمَعْنَى الثِّقْل، وَجَمْعُهُ أَثقال، وَمَجْرَاهُمَا مَجْرَى قَوْلِ الْعَرَبِ مَثَل ومِثْل وشَبَه وشِبْه ونَجَس ونِجْس. وَفِي حَدِيثِ سُؤَالِ الْقَبْرِ:
يَسْمَعُهَا مَنْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ إِلا الثَّقَلين
؛ الثَّقَلانِ: الإِنسُ والجنُّ لأَنهما قُطَّان الأَرض.
ثكل: الثُّكْل: الْمَوْتُ وَالْهَلَاكُ. والثُّكْل والثَّكَل، بِالتَّحْرِيكِ: فِقْدان [فُقْدان] الْحَبِيبِ وأَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي فُقْدان المرأَة زَوْجَها، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَكثر مَا يُسْتَعْمَلُ فِي فُقْدان الرَّجُلِ والمرأَة وَلدَهما، وَفِي الصحاح: فِقْدان [فُقْدان] المرأَة ولدَها. والثَّكُول: الَّتِي ثَكِلَتْ
وَلَدَها، وَقَدْ ثَكِلَتْه أُمُّه ثُكْلًا وثَكَلًا، وَهِيَ ثَكُولٌ وثَكْلَى وثَاكِلٌ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ، ثَكِلَتْك الثَّكول قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراه يَعْنِي بِذَلِكَ الأُمَّ. والثَّكُولُ: المرأَة الْفَاقِدُ، وَالرَّجُلُ ثَاكِلٌ وثَكْلان. وأَثْكَلَت المرأَةُ ولدَها وَهِيَ مُثْكَلة بِوَلَدِهَا وَهِيَ مُثْكِل، بِغَيْرِ هَاءٍ، مِنْ نِسْوَةٍ مَثَاكِيل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
ومُسْتَشْحَجاتٍ لِلفِرَاقِ، كأَنَّها
…
مَثَاكِيلُ مِنْ صُيَّابةِ النُّوبِ نُوَّحُ
كأَنه جَمْعُ مِثْكال؛ وَقَوْلُ الأَخطل:
كلَمْعِ أَيْدِي مَثاكِيلٍ مُسَلَّبَةٍ،
…
يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدَّهْرِ والخَطْب
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَقوى الْقِيَاسَيْنِ أَن يُنْشَدَ مَثاكِيل غيرَ مَصْرُوفٍ يَصِيرُ الْجُزْءُ فِيهِ مِنْ مُسْتَفْعِلُنْ إِلى مُفْتَعِلُنْ، وَهُوَ مَطْويٌّ، وَالَّذِي رُوِي مَثاكِيلٍ بِالصَّرْفِ. وأَثْكَلَهَا اللَّهُ وَلدَها وأَثْكَلَه اللَّهُ أُمَّه، وَيُقَالُ: رُمْحُه لِلْوَالِدَاتِ مَثْكَلَة، كَمَا يُقَالُ لِلْوَلَدِ مَبْخَلة مَجْبَنة؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
تَرَى المُلوك حَوْلَه مُغَرْبَلَه،
…
ورُمْحَه للوالداتِ مَثْكَلَه،
يَقْتُلُ ذَا الذَّنْب ومَنْ لَا ذنْبَ لَه
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه قَالَ لِبَعْضِ أَصحابه ثَكِلَتْك أُمُّك
أَي فَقَدتْك؛ الثُّكْل: فَقْدُ الوَلد كأَنه دَعَا عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ لِسُوءِ فِعْلِهِ أَو قَوْلِهِ، وَالْمَوْتُ يعمُّ كُلَّ أَحد فإِذاً هَذَا الدُّعَاءُ عَلَيْهِ كَلَا دُعَاءٍ، أَو أَراد إِذا كُنْتَ هَكَذَا فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَكَ لئلَّا تَزْدَادَ سُوءًا؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الأَلفاظ الَّتِي تَجْرِي عَلَى أَلسنة الْعَرَبِ وَلَا يُرَادُ بِهَا الدُّعَاءُ كَقَوْلِهِمْ: تَرِبَتْ يَداك وقاتَلك اللَّهُ؛ وَمِنْهُ قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
قامَتْ فجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ
قَالَ: هُنَّ جَمْعُ مِثْكَال وَهِيَ المرأَة الَّتِي فَقَدت وَلَدَهَا. وقَصِيدة مُثْكِلَة: ذُكِرَ فِيهَا الثُّكْل؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والإِثْكَال والأُثْكُول: لُغَةٌ فِي العِثْكال والعُثْكول وهو العِذْق الَّذِي تَكُونُ فِيهِ الشَّماريخ، وَقِيلَ: هُوَ الشِّمْراخ الَّذِي عَلَيْهِ البُسْر؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو:
قَدْ أَبْصَرَتْ سُعْدى بِهَا كَتائِلي،
…
مِثْلَ العَذارى الحُسَّرِ العَطابِلِ،
طويلَة الأَقْناء والأَثاكِلِ
كَتائِل: جَمْعُ كَتِيلة وَهِيَ النَّخْلَةُ. وفَلاة ثَكول: مَنْ سَلَكَها فُقِد وثُكِل؛ قَالَ الْجُمَيْحُ:
إِذا ذاتُ أَهْوالٍ ثَكُولٌ تَغَوَّلَتْ
…
بِهَا الرُّبْدُ فَوْضى، والنَّعامُ السَّوارحُ
ثلل: الثَّلَّة: جَماعة الغَنَم وأَصْوافُها. ابْنُ سِيدَهْ: الثَّلَّة جَمَاعَةُ الْغَنَمِ، قَلِيلَةً كَانَتْ أَو كَثِيرَةً، وَقِيلَ: الثَّلَّة الْكَثِيرُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هِيَ القَطِيع مِنَ الضَّأْن خَاصَّةً، وَقِيلَ: الثَّلَّة الضأْن الْكَثِيرَةُ، وَقِيلَ: الضأْن مَا كَانَتْ؛ وَلَا يُقَالُ للمِعْزى الْكَثِيرَةِ ثَلَّة وَلَكِنْ حَيْلة إِلَّا أَن يُخَالِطَهَا الضأْن فَتَكْثُرُ فَيُقَالُ لَهُمَا ثَلَّة، وإِذا اجْتَمَعَتِ الضأْن والمِعْزى فكَثُرَتا قِيلَ لَهُمَا ثَلَّة، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ثِلَلٌ، نَادِرٌ مِثْلَ بَدْرَة وبِدَر. وَفِي حَدِيثِ
مُعَاوِيَةَ: لَمْ تَكُنْ أُمُّه بِراعِيَةِ ثَلَّة
؛ الثَّلَّة، بِالْفَتْحِ: جَمَاعَةُ الْغَنَمِ، والثَّلَّة: الصُّوف فَقَطْ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ. يُقَالُ: كِسَاءٌ جَيِّد الثَّلَّة أَي الصُّوفِ. وحَبْلُ ثَلَّةٍ أَي صُوف؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
قَدْ قَرَنوني بامْرِئٍ قِثْوَلِّ،
…
رَثٍّ كَحَبْل الثَّلَّة المُبْتَلِ
وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ: إِذا كَانَتْ لِلْيَتِيمِ مَاشِيَةٌ فَلِلْوَصِيِّ أَن يُصِيبَ مِنْ ثَلَّتِها ورِسْلِها
أَي مِنْ صُوفها ولَبنها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سُمِّيَ الصُّوفُ بالثَّلَّة مَجَازًا، وَقِيلَ: الثَّلَّة الصُّوفُ وَالشَّعْرُ وَالْوَبَرُ إِذا اجْتَمَعَتْ وَلَا يُقَالُ لِوَاحِدٍ مِنْهَا دُونَ الْآخَرِ ثَلَّة. ورَجُل مُثِلٌّ: كَثِيرُ الثَّلَّة، وَلَا يُقَالُ للشَّعر ثَلَّة وَلَا للوَبَر ثَلَّة، فإِذا اجْتَمَعَ الصُّوفُ وَالشَّعْرُ وَالْوَبَرُ قِيلَ: عِنْدَ فُلَانٍ ثَلَّة كَثِيرَةٌ. والثُّلَّة، بِالضَّمِّ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، وَقَدْ أَثَلَّ الرَّجُلُ فَهُوَ مُثِلُّ إِذا كَثُرَتْ عِنْدَهُ الثُّلَّة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ
؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: نَزَلَ فِي أَول السُّورَةِ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ
، فشَقَّ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى فِي أَصحاب الْيَمِينِ أَنهم ثُلَّتَان: ثُلَّة مِنْ هَؤُلَاءِ، وثُلَّة مِنْ هَؤُلَاءِ، وَالْمَعْنَى هُمْ فِرْقَتَانِ فِرْقَةٌ مِنْ هَؤُلَاءِ وَفِرْقَةٌ مِنْ هَؤُلَاءِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الثُّلَّة الفِئَة.
وَفِي كِتَابِهِ لأَهل نَجْران: إِن لَهُمْ ذِمَّة اللَّهِ وذِمَّة رَسُولِهِ عَلَى دِيَارِهِمْ وأَموالهم وثُلَّتِهم
؛ الثُّلَّة: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، بِالضَّمِّ. والثُّلَّة: الْكَثِيرُ مِنَ الدَّرَاهِمِ. والثَّلَّة: شَيْءٌ مِنْ طِينٍ يُجْعَلُ فِي الفَلاة يُسْتَظَلُّ بِهِ. والثَّلَّة: التُّرَابُ الَّذِي يُخْرَج مِنَ الْبِئْرِ. والثَّلَّة: مَا أَخرجت مِنْ أَسفل الرَّكِيَّة مِنَ الطِّينِ، وَقَدْ ثَلَّ البِئْرَ يثُلُّها ثَلًّا. وثَلَّة الْبِئْرِ: مَا أُخْرِج مِنْ تُرَابِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ
: أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَا حِمًى إِلا فِي ثَلَاثٍ: ثَلَّة البِئْر، وطِوَل الفَرَس، وحَلْقَة الْقَوْمِ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بِثَلَّة الْبِئْرِ أَن يَحْتَفِرَ الرَّجُلُ بِئْرًا فِي مَوْضِعٍ لَيْسَ بِمِلْكٍ لأَحد، فَيَكُونُ لَهُ مِنْ حَوالي الْبِئْرِ مِنَ الأَرض مَا يَكُونُ مُلْقًى لثَلَّة الْبِئْرِ، وَهُوَ مَا يَخْرُجُ مِنْ تُرَابِهَا وَيَكُونُ كالحَريم لَهَا، لَا يَدْخُلُ فِيهِ أَحد عَلَيْهِ حَرِيمًا لِلْبِئْرِ «4» وتَثَلَّل الترابُ إِذا مارَ فَذَهب وَجَاءَ؛ قَالَ أُمية:
لَهُ نَفَيانٌ يَحْفِشُ الأُكْمَ وَقْعَهُ،
…
تَرى التُّرْبَ مِنْهُ مَائِرًا يَتَثَلَّلُ
وثُلَّ إِذا هَلَكَ، وثُلَّ إِذا اسْتَغْنى. ابْنُ سِيدَهْ: الثَّلَل، بِالتَّحْرِيكِ، الْهَلَاكُ. ثَلَلْت الرَّجُلَ أَثُلُّه ثَلًّا وثَلَلًا؛ عَنِ الأَصمعي، وثَلَّهم يَثُلُّهم ثَلًّا: أَهلكهم؛ قَالَ لَبِيدٌ:
فَصَلَقْنا فِي مُرادٍ صَلْقَةً،
…
وصُداءٍ أَلْحَقَتْهُم بالثَّلَل
أَي بِالْهَلَاكِ، وَيُرْوَى بالثِّلَل، أَراد الثِّلال «5» جَمْعَ ثَلَّة مِنَ الْغَنَمِ فَقَصَرَ أَي أَغنام يَعْنِي يَرْعَوْنها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّحِيحُ الأَول؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ:
إِن يَثْقَفُوكم يُلْحِقُوكم بالثَّلَل
أَي بِالْهَلَاكِ. وثَلَّ البَيْتَ يَثُلُّه ثَلًّا: هَدَمه، وَهُوَ أَن يُحْفَر أَصل الْحَائِطِ ثُمَّ يُدْفَع فيَنْقاض، وَهُوَ أَهول الهَدْم. وتَثَلَّلَ هُوَ: تَهَدَّم وَتَسَاقَطَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ؛ قَالَ طُرَيْح:
فيُجْلبُ مِنْ جَيْشٍ شَآمٍ بِغارَةٍ،
…
كشُؤْبُوب عَرْضِ الأَبْرَدِ المُتَثَلِّل
وثُلَّ عَرْشُ فُلَانٍ ثَلًّا: هُدِم وَزَالَ أَمر قَوْمه.
(4). قوله [حريماً للبئر] كذا في الأَصل، وليست في عبارة ابن الأَثير وهي كعبارة أبي عبيد
(5)
. قوله [أَراد الثلال إلخ] عبارة القاموس وشرحه: والثلة، بالكسر، الهلكة جمع ثلل كعنب، قال لبيد، رضي الله عنه: فصلقنا البيت أَي بالهلكات
وَفِي التَّهْذِيبِ: وَزَالَ قِوام أَمره وأَثَلَّه اللَّهُ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: ثُلَّ عَرْشُهُ ثَلًّا تَضَعْضَعَتْ حَالُهُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
تَدارَكْتُما الأَحْلافَ قَدْ ثُلَّ عَرْشُها،
…
وذُبْيانَ قَدْ زَلَّتْ بأَقدامِها النَّعْل
كأَنه هُدِم وأُهْلك. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا ذَهَبَ عِزُّهم: قَدْ ثُلَّ عَرْشُهُم. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ ثَلَّ اللهُ عَرْشَهم أَي هَدَم مُلْكَهم. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: رؤي فِي الْمَنَامِ وَسُئِلَ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ: كَادَ يُثَلُّ عَرْشِي
أَي يُكْسر ويُهْدَم، وَهُوَ مَثَل يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ إِذا ذَلَّ وهَلِك، قَالَ: وَلِلْعَرْشِ هَاهُنَا مَعْنَيَانِ: أَحدهما السَّرِيرُ والأَسِرَّة للمُلوك فإِذا هُدِم عرشُ المَلِك فَقَدْ ذَهَبَ عِزُّه، وَالثَّانِي الْبَيْتُ يُنْصَبُ بِالْعِيدَانِ ويُظَلَّل، فإِذا هُدِم فَقَدْ ذَلَّ صاحبُه. وثُلَّ عَرْشُه وعُرْشُه: قُتِل؛ وأَنشد:
وعَبْدُ يَغُوثَ تَحْجِلُ الطَّيْرُ حَوْلَه،
…
وَقَدْ ثَلَّ عُرْشيه الحُسامُ المُذْكَّرُ
العُرْشان هَاهُنَا: مَغْرِزُ العُنقِ فِي الْكَاهِلِ؛ وَكُلُّ مَا انْهَدَمَ مِنْ نَحْوِ عَرْش الكَرْم والعَريش الَّذِي يُتَّخذ شِبه الظُّلَّة، فَقَدْ ثُلَّ. وثَلَّ الشَّيْءَ: هَدَمه وكَسَره. وأَثَلَّه: أَمر بِإِصْلَاحِهِ، تَقُولُ مِنْهُ: أَثْلَلْت الشيءَ أَي أَمرت بإِصلاح مَا ثُلَّ مِنْهُ. وَقَدْ أَثْلَلْته إِذا هَدَمْتَه وكسرتَه. وثَلَّ الدَّرَاهِمَ يَثُلُّها ثَلًّا: صَبَّها. وثَلِيلُ الْمَاءِ: صَوْت انْصِبَابِهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الثَّلِيل صَوْتُ الْمَاءِ، وَلَمْ يَخُصَّ صَوْتَ الِانْصِبَابِ. وثَلَّت الدَّابَّةُ تَثُلُّ أَي رَاثَتْ، وَكَذَلِكَ كَلُّ ذِي حَافِرٍ، ومُهْرٌ مِثَلٌّ؛ قَالَ يَصِفُ بِرْذَوْناً:
مِثَلٌّ عَلَى آرِيِّه الرَّوْثُ مُنْثَلُ
وَيُرْوَى عَلَى آرِيِّه الرَّوْثَ، بِنَصْبِهِ بِمِثَلٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَا يَقْوى لأَن ثَلَّ الَّذِي فِي مَعْنَى رَاثَ لَا يَتَعَدَّى. ابْنُ سِيدَهْ: ثلَّ الحافرُ رَاثَ، وثَلَّ الترابَ الْمُجْتَمِعَ حَرَّكه بِيَدِهِ أَو كَسَره مِنْ أَحد جَوَانِبِهِ. وَيُقَالُ: ثَلَلتُ الترابَ فِي الْقَبْرِ وَالْبِئْرِ أَثُلُّه ثَلًّا إِذا أَعَدْتَه فِيهِ بعد ما تَحْفِره، وَفِي الصِّحَاحِ: إِذا هِلْتَه. وثَلَّة مَثْلولة أَي تُرْبة مَكْبُوسَةٌ بَعْدَ الحَفْر. والثُّلْثُل: الهَدْم، بِضَمِّ الثَّاءَيْنِ. والثُّلْثُل أَيضاً: مِكْيال صَغِيرٌ. والثِّلْثِلانُ: يَبيسُ الكَلإِ، والضَّمُّ لُغَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ: ثُلْ ثُلْ إِذا أَمرته أَن يَحْمُق ويَجْهَل.
ثمل: الثُّمْلة والثَّمِيلة: الحَبُّ والسَّويق وَالتَّمْرُ يَكُونُ فِي الوِعاء يَكُونُ نِصْفَه فَمَا دُونَهُ، وَقِيلَ: نِصْفَه فَصَاعِدًا. والثُّمَل: جَمْعُ ثُمْلة. أَبو حَنِيفَةَ: الثَّمِيل الحَبُّ لأَنه يُدَّخر؛ وأَنشد لتأَبَّط شَرّاً:
ويَوْماً عَلَى أَهل المَواشي، وَتَارَةً
…
لأَهْلِ رَكيبٍ ذِي ثَمِيلٍ وسُنْبُل
والثُّمْلة والثَّمَلة والثَّمِيلة والثُّمَالة: الْمَاءُ الْقَلِيلُ يَبْقَى فِي أَسفل الْحَوْضِ أَو السِّقاء أَو فِي أَي إِناء كَانَ. والمَثْمَلة: مُسْتَنْقَع الْمَاءِ، وَقِيلَ: الثُّمَالةُ الْمَاءُ الْقَلِيلُ فِي أَيّ شَيْءٍ كَانَ. وَقَدْ أَثْمَلَ اللبنُ أَي كَثُرَتْ ثُمالته. وَيُقَالُ لِبَقِيَّةِ الْمَاءِ فِي الغُدْران والحَفير: ثَمِيلة وثَمِيل؛ قَالَ الأَعشى:
بعَيْرانَةٍ كأَتان الثَّميل،
…
تُوَافِي السُّرى بَعْدَ أَيْنٍ عَسِيرا «1» .
(1). قوله [توافي السرى] كذا بالأَصل، وفي ترجمة عسر: تقضِّي بدل توافي
تُوَافِي السُّرى أَي تُوَافِيهَا. والثَّمِيلة: البَقِيَّة مِنَ الْمَاءِ فِي الصَّخرة وَفِي الْوَادِي، وَالْجَمْعُ ثَمِيل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
ومُدَّعَسٍ فِيهِ الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه
…
بِجَرْداءَ، يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها
أَي يَرِدُ حِمارُ هَذِهِ المَفازة بَقَايَا الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ لأَن مِيَاهَ الغُدْران قَدْ نَضَبَت؛ وَقَالَ دُكَيْن:
جادَ بِهِ مِنْ قَلْتِ الثَّمِيل
الثَّميل جَمْعُ ثَمِيلة وَهِيَ بقِيَّة الْمَاءِ فِي القَلْتِ أَعْنِي النُّقْرة الَّتِي تُمْسِك الْمَاءَ فِي الْجَبَلِ. والثَّمِيلة: البَقِيَّة مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ تَبْقَى فِي الْبَطْنِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ عَيْراً وَابْنَهُ:
وأَدْرَكَ المُتَبَقَّى مِنْ ثَمِيلَتِه
…
ومِن ثَمائِلِها، واسْتُنْشِئَ الغَرَبُ
يَعْنِي مَا بَقِيَ فِي أَمعائها وأَعضائها مِنَ الرُّطْب والعَلَف؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ الذِّئْبِ:
وطَوى ثَمِيلَتَه فأَلْحَقها
…
بالصُّلْبِ، بَعْدَ لُدُونَةِ الصُّلْب
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ثَميلة النَّاسِ مَا يَكُونُ فِيهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ. والثَّمِيلَة أَيضاً: مَا يَكُونُ فِيهِ الشَّرَابُ فِي جَوْفِ الحِمار. وَمَا ثَمَل شرابَه بِشَيْءٍ مِنْ طَعَامٍ أَي مَا أَكل شَيْئًا مِنَ الطَّعَامِ قَبْلَ أَن يَشْرَبَ، وَذَلِكَ يُسَمَّى الثَّمِيلة. وَيُقَالُ: مَا ثَمَلْتُ طَعَامِي بِشَيْءٍ مِنْ شَرَابٍ أَي مَا أَكلت «1» بَعْدَ الطَّعَامِ شَراباً. والثَّمِيلة: البَقِيَّة تَبْقَى مِنَ العَلَف وَالشَّرَابِ فِي بَطْنِ الْبَعِيرِ وَغَيْرِهِ، فَكُلُّ بَقِيَّة ثَمِيلة. وَقَدْ أَثْمَلَت الشَّيْءَ أَي أَبقيته. وثمَّلته تَثْمِيلًا: بَقَّيته. وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ الْمَلِكِ: قَالَ لِلْحَجَّاجِ أَما بَعْدُ فَقَدْ وَلَّيتُكَ العِرَاقَيْن صَدْمة فسِر إِليها مُنْطَوِيَ الثَّمِيلة
؛ أَصل الثَّمِيلة: مَا يَبْقَى فِي بَطْنِ الدَّابَّةِ مِنَ العَلَف وَالْمَاءِ وَمَا يَدَّخِره الإِنسان مِنْ طَعَامٍ أَو غَيْرِهِ، الْمَعْنَى سِرْ إِليها مُخِفّاً. والثُّمْلة: مَا اخْرجَ مِنْ أَسفل الرَّكيَّة مِنَ الطِّينِ وَالتُّرَابِ، وَالْمِيمُ فِيهَا وَفِي الحَبِّ والسَّويق سَاكِنَةٌ، وَالثَّاءُ مضمونة. قَالَ الْقَالِيُّ: رَوَيْنَا الثَّمْلة فِي طِينِ الرَّكِيِّ وَفِي التَّمْرِ والسَّويق بِالْفَتْحِ؛ عَنْ أَبي نَصْرٍ، وَبِالضَّمِّ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. والثَّمَل: السُّكْر. ثَمِل، بِالْكَسْرِ، يَثْمَل ثَمَلًا، فَهُوَ ثَمِل إِذا سَكِر وأَخذ فِيهِ الشَّرابُ؛ قَالَ الأَعشى:
فَقُلْت للشَّرْب فِي دُرْنَى، وَقَدْ ثَمِلوا:
…
شِيمُوا، وكَيْف يَشِيمُ الشَّارب الثَّمِلُ؟
وَفِي حَدِيثِ
حَمْزَةَ وشارِفَيْ عليٍّ، رضي الله عنهما: فإِذا حَمْزَةُ ثَمِل مُحْمَرَّةٌ عَيْنَاهُ
؛ الثَّمِل: الَّذِي قَدْ أَخذ مِنْهُ الشرابُ والسُّكْر؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ تَزْوِيجِ
خَدِيجَةَ، رضي الله عنها: أَنها انْطَلَقَتْ إِلى أَبيها وَهُوَ ثَمِل
؛ وَجَعَلَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّة الثَّمَل السُّكْرَ مِنَ الجِراح؛ قَالَ:
مَاذَا هُنالك مِنْ أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ،
…
وسَاهِفٍ ثَمِلٍ فِي صَعْدَةٍ حِطَم
والثَّمَل: الظِّلُّ. والثَّمْلة والثَّمَلة، بِتَحْرِيكِ الْمِيمِ: الصُّوفة أَو الخِرْقة الَّتِي تُغْمَس فِي القَطِران ثُمَّ يُهْنَأُ بِهَا الجَرِب ويُدْهَن بِهَا السِّقاء؛ الأُولى عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ صَخْرُ بْنُ عُمَيْرٍ
(1). قوله [أَي ما أَكلت إلخ] هكذا في الأصل
:
مَمْغُوثَة أَعراضُهم مُمَرْطَله،
…
فِي كُلِّ مَاءٍ آجِنٍ وسَمَله،
كَمَا تُلاثُ بالهِنَاءِ الثَّمَله
وَهِيَ المِثْمَلة أَيضاً، بِالْكَسْرِ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه طَلَى بَعِيرًا مِنَ الصَّدَقَةِ بقَطِران فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: لَوْ أَمَرْتَ عَبْداً كَفاكَهُ، فَضَرَب بالثَّمَلة فِي صَدْرِهِ وَقَالَ: عَبْدٌ أَعْبَدُ مِنِّي
الثَّمَلة، بِفَتْحِ الثَّاءِ وَالْمِيمِ: صُوفَة أَو خِرْقة يُهْنَأُ بِهَا الْبَعِيرُ ويُدْهَن بِهَا السِّقاء؛ وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ:
أَنه جَاءَتْهُ امرأَة جَلِيلَةٌ فَحَسَرَتْ عَنْ ذِرَاعَيْهَا وَقَالَتْ: هَذَا مِنِ احْتِراش الضِّباب، فَقَالَ: لَوْ أَخَذْتِ الضَّبَّ فورَّيْتِه ثُمَّ دعَوْتِ بِمَكْتَفِهِ «1» فَثَمَلْتِه كَانَ أَشْبَع
أَي أَصلحته. والثَّمَلة: خِرْقة الحَيضِ، وَالْجَمْعُ ثَمَل. والثَّمَل: بَقِيَّة الهِناء فِي الإِناء. والثُّمُول والثَّمَل: الإِقامة والمُكْث والخَفْض. يُقَالُ: مَا دارُنا بِدَارِ ثَمَل أَي بِدَارِ إِقامة. وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ: مَكَانٌ ثَمْل عَامِرٌ؛ وأَنشد بَيْتَ زُهَيْرٍ:
مَشارِبُها عَذْب وأَعْلامُها ثَمْل
وَقَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ:
إِذا سَكَنَ الثَّمْل الظِّباءُ الكَواسِعُ
ودارُ ثَمَلٍ وثَمْل أَي إِقامة. وسَيْفٌ ثَامِلٌ أَي قَدِيمٌ طَالَ عَهْدُه بالصِّقال فَدَرَسَ وبَلِي؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
لِمَنِ الدِّيارُ عَرَفْتُها بالسَّاحِلِ،
…
وكأَنَّها أَلواحُ سَيْفٍ ثَامِلِ؟
الأَصمعي: الثَّامِل الْقَدِيمُ العَهْدِ بالصِّقَال كأَنه بَقِيَ فِي أَيدي أَصحابه زَمَانًا مِنْ قَوْلِهِمْ ارْتَحَلَ بَنُو فُلَانٍ وثَمَل فُلَانٌ فِي دَارِهِمْ أَي بَقِيَ. والثَّمْل: المُكْث. والثُّمال، بِالضَّمِّ: السُّمُّ المُنْقَع. وَيُقَالُ: سَقاه المُثَمَّلَ أَي سَقَاهُ السُّمَّ، قَالَ الأَزهري: ونُرى أَنه الَّذِي أُنْقِع فَبَقِي وثَبَت. والمُثَمَّل: السُّم المُقَوَّى بالسَّلَع وَهُوَ شَجَرٌ مُرٌّ. ابْنُ سِيدَهِ: وسُمٌّ مُثَمَّل طَالَ إِنقاعُه وبَقِي، وَقِيلَ: إِنه مِنَ المَثْمَلة الَّذِي هُوَ المُسْتَنْقَع؛ قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْداس السُّلَمي:
فَلا تَطْعَمَنْ مَا يَعْلِفونَكَ، إِنَّهُم
…
أَتَوْكَ عَلَى قُرْبانِهم بالمُثَمَّل
وَهُوَ الثُّمال. والمَثْمِل: أَفضل العَشِيرة. وَقَالَ شِمْرٌ: المُثَمَّل مِنَ السُّمِّ المُثَمَّن الْمَجْمُوعُ. وَكُلُّ شَيْءٍ جَمَعْتَهُ فَقَدَ ثَمَّلْته وثَمَّنْته. وثَمَلْت الطَّعَامَ: أَصلحته، وثَمَلْته سَتَرته وغَيَّبته. والثُّمالُ: جَمْعُ ثُمالة وَهِيَ الرَّغوة. ابْنُ سِيدَهْ: والثُّمالَة رَغْوة اللَّبَنِ. والثُّمالة: بَيَاضُ البَيْضة الرَّقِيقُ ورَغْوَتُه، وَبِهِ شُبِّهَتْ رَغْوَة اللَّبَنِ؛ قَالَ مُزَرِّد:
إِذا مَسَّ خِرْشاءَ الثُّمالة أَنْفُه،
…
ثَنى مِشْفَرَيْه للصَّرِيح فأَقْنَعا
ابْنُ سِيدَهْ: الثُّمالة رَغْوَة اللَّبن إِذا حُلِب، وَقِيلَ: هِيَ الرَّغْوة مَا كَانَتْ، وأَنشد بَيْتَ مُزَرِّد؛ وأَنشد الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ قَشْعَمَ:
وقِصَعٍ تُكْسَى ثُمالًا قَشْعَما
وَقَالَ: الثُّمال الرَّغْوة؛ وَقَالَ آخَرُ:
وقِمَعاً يُكْسى ثُمالًا زَغْرَبا
وَجَمْعُهَا ثُمال؛ قال الشاعر:
(1). قوله [بمكتفه] هكذا في الأَصل وسيأتي في وري مثله، وفي ثمل من النهاية: بمنكفة
وأَتَتْه بزَغْرَبٍ وحَتِيٍّ،
…
بَعْدَ طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمال
تامكٍ يَعْنِي سَنَاماً تامِكاً. وَلَبَنٌ مُثَمِّل ومُثْمِل: ذُو ثُمَالة، يُقَالُ: احْقِن الصَّريح وأَثْمِل الثُّمالةَ أَي أَبْقِها فِي المِحْلَب. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ فُعَالة: الثُّمالة بَقِيَّة الْمَاءِ وَغَيْرِهِ، وَفِي حَدِيثِ
أُم مَعْبَد: فحَلَب فِيهِ ثَجًّا حَتَّى عَلاه الثُّمال
؛ هُوَ، بالضَّم، جَمْعُ ثُمالة الرَّغوة. والثُّمال: كَهَيْئَةِ زُبْد الْغَنَمِ، وَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي كَلَامِهَا: قَالَتِ اليَنَمة أَنا اليَنَمه، أَغْبُق الصَّبيَّ قَبْلَ العَتَمه، وأَكُبّ الثُّمَال فَوْقَ الأَكَمه؛ اليَنَمة: نَبْتٌ لَيِّنٌ تَسْمَن عَلَيْهِ الإِبل، وقيل: بَقْلَة طَيِّبة، وَقَوْلُهَا أَغْبُق الصَّبيَّ قَبْلَ العَتَمة أَي أُعَجِّل وَلَا أُبْطِئ، وَقَوْلُهَا وأَكُبُّ الثُّمَال فَوْقَ الأَكَمَة، تقول: ثُمَال لَبَنِها كَثيرٌ، وَقِيلَ: أَراد بالثُّمَال جَمْعُ الثُّمَالة وَهِيَ الرَّغْوَةُ، وَزَعَمَ ثَعْلَبٌ أَن الثُّمَال رَغْوَةُ اللَّبَنِ فَجَعَلَهُ وَاحِدًا لَا جَمْعًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فالثُّمَال والثُّمَالة عَلَى هَذَا مِنْ بَابِ كَوْكَبٍ وكَوْكَبَة، فأَما أَبو عُبَيْدٍ فَجَعَلَهُ جَمْعًا كَمَا بيَّنَّا. ابْنُ بُزْرُجَ: ثَمَلْتُ القومَ وأَنا أَثْمِلُهم، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَاهُ أَن يَكُونَ ثِمَالًا لَهُمْ أَي غِيَاثاً وقِوَاماً يَفْزَعون إِليه. والثَّمل: المُقام والخَفْض، يُقَالُ: ثَمَلَ فُلَانٌ فَمَا يَبْرَح. وَاخْتَارَ فُلَانٌ دَارَ الثَّمل أَي دَارَ الخَفْض والمُقَام. والثِّمَال، بِالْكَسْرِ: الغِيَاث. وَفُلَانٌ ثِمَال بَنِي فُلَانٍ أَي عِمَادُهم وغِيَاثٌ لَهُمْ يَقُومُ بأَمرهم؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:
فِدًى لِابْنِ حِصْنٍ مَا أُرِيحُ، فإِنه
…
ثِمَالُ اليَتَامى، عِصْمَةٌ فِي المَهَالِكِ
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ثِمَال الْيَتَامَى غِياثُهم. وثَمَلَهم ثَمْلًا: أَطعمهم وَسَقَاهُمْ وَقَامَ بأَمرهم؛ وَقَالَ أَبو طَالِبٍ يَمْدَحُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:
وأَبيَض يُستَسقَى الغَمامُ بِوَجْهِهِ،
…
ثِمَال اليتَامى، عِصْمَة للأَرامل
والثِّمَال، بِالْكَسْرِ: المَلْجأُ والغِيَاث والمُطْعِم فِي الشِّدَّة. وَيُقَالُ: أَكَلَتِ الْمَاشِيَةُ مِنَ الكَلإِ مَا يَثْمَلُ مَا فِي أَجوافها مِنَ الْمَاءِ أَي يَكُونُ سَوَاءً لِمَا شَرِبَتْ مِنَ الْمَاءِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: المَثْمِل المَلْجأُ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي كَبِيرٍ الْهُذَلِيِّ:
وعَلَوْت مُرْتَقِباً عَلَى مَرْهُوبَةٍ
…
حَصَّاءَ، لَيْسَ رَقِيبُها فِي مَثْمِل
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: فإِنها ثِمال حَاضِرَتِهِمْ
أَي غِيَاثُهم وعِصْمَتُهم. وثَمَلَت المَرْأَةُ الصِّبيانَ تَثْمُلُهم: كَانَتْ لَهُمْ أَصلًا يُقيم مَعَهم. والمِثْمَلة: خَريطة وَسَطٌ يَحْمِلها الرَّاعِي فِي مَنكِبه. والثَّمَائِل: الضَّفَائِرُ الَّتِي تُبْنَى بِالْحِجَارَةِ لِتُمسِكَ الْمَاءَ عَلَى الحَرْث، وَاحِدَتُهَا ثَمِيلَة، وَقِيلَ: الثَّمِيلَة الجَدْر نَفْسُه، وَقِيلَ: الثَّمِيلَة الْبِنَاءُ الَّذِي فِيهِ الغِراسُ «2» والخَفْضُ وَالْوَقَائِدُ. والثَّمِيلَة: طَائِرٌ صَغِيرٌ يَكُونُ بِالْحِجَازِ. وَبَنُو ثُمَالَة: بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ إِليهم يُنسب المُبَرَّد. وثُمَالَة: لَقَبٌ. وثُمَالَة: حَيٌّ مِنَ العَرَب.
ثنتل: رَجُلٌ ثِنْتِلٌ: قَذِرٌ.
ثهل: الثَّهَل: الِانْبِسَاطُ عَلَى الأَرض. وثَهْلان: جَبَل مَعْرُوفٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
عُقَابٌ تَدَلَّتْ مِنْ شَمارِيخِ ثَهْلان
(2). قوله: الغراس، هكذا في الأصل. وفي القاموس: الفراش
وثَهْلان أَيضاً: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ؛ وَهُوَ الضَّلال بْنُ ثُهْلُل وفُهْلُل، لَا يَنْصَرِفُ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَهُوَ الَّذِي لَا يُعرَف، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الضَّلَالُ بْنُ ثُهْلُل وثُهْلَل، حَكَاهُ فِي بَابِ قُعْدُد وقُعْدَد.
ثول: الثَّوْل: جَمَاعَةُ النَّحْل يُقَالُ لَهَا الثَّوْل والدَّبْر وَلَا وَاحِدَ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا مِنْ لَفْظِهِ، وَكَذَلِكَ الخَشْرَم. وتَثَوَّلتِ النَّحْلُ: اجْتَمَعَتْ والْتَفَّتْ. والثَّوَّالَة: الكَثِير مِنَ الجَرَاد، اسْمٌ كالجَمَّالة والجَبَّانة. وَقَوْلُهُمْ: ثَوِيلَة مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعة جَاءَتْ مِنْ جُمْلة مُتَفرِّقة وصِبْيان وَمَالٌ. اللَّيْثُ: الثَّوْل الذَّكَر مِنَ النَّحْل، والثَّوَّالة الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ والجَراد. وتَثَوَّل عَلَيْهِ القومُ وانْثَالوا: عَلَوْه بالشَّتْم وَالضَّرْبِ والقَهْر. وانْثَالَ عَلَيْهِ القَوْلُ: تَتَابَعَ وَكَثُرَ فَلَمْ يَدْرِ بأَيِّهِ يبدأُ. وانْثَال عَلَيْهِ التُّرابُ أَي انْصَبَّ؛ يُقَالُ: انْثَال عَلَيْهِ الناسُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ أَي انْصَبُّوا. وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: انْثَال عَلَيْهِ الناسُ
أَي اجْتَمَعوا وانْصَبُّوا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَهُوَ مُطَاوِعُ ثَالَ يَثُول ثَوْلًا إِذا صَبَّ مَا فِي الإِناء. والثَّوْل: الْجَمَاعَةُ، والثَّوْل: شَجَر الحَمْضِ. والثَّوِيلَة: مُجْتَمَع العُشْب؛ عَنْ ثَعْلب. ابْنُ الأَعرابي: الثَّوْل النَّحْل، والثَّوْل الجُنون، والأَثْوَل المَجْنون، والأَثْوَل الأَحْمَق. يُقَالُ: ثَالَ فُلَانٌ يَثُول ثَوْلًا إِذا بَدا فِيهِ الجُنُون وَلَمْ يَسْتَحْكم، فإِذا اسْتَحْكم قِيلَ ثَوِل يَثْوَل ثَوَلًا، قَالَ: وَهَكَذَا هُوَ فِي جَمِيعِ الْحَيَوَانِ، اللَّيْثُ: الثَّوَل، بِالتَّحْرِيكِ، شِبْه جُنون فِي الشَّاءِ، يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَثْوَل وللأُنثى ثَوْلاء؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ جُنُونٌ يُصِيبُ الشَّاةَ فَلَا تَتْبَع الْغَنَمَ وتَسْتَدير فِي مَرْتَعِها؛ وَشَاةٌ ثَوْلاءُ وتَيْسٌ أَثُولُ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
تَلْقَى الأَمَانَ عَلَى حِيَاض مُحَمَّدٍ،
…
ثَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ، وذِئْبٌ أَطْلَسُ
وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الثَّوَل اسْتِرْخَاءٌ فِي أَعضاء الشَّاةِ، وَقِيلَ: هُوَ كَالْجُنُونِ يُصِيبُ الشَّاةَ، وَقَدْ ثَوِلَ ثَوَلًا واثْوَلَّ؛ حَكَى الأَخيرة سِيبَوَيْهِ. وَكَبْشٌ أَثْوَلُ ونَعَم ثَوْلاء، وَقَدْ نُهِي عَنِ التَّضْحِية بِهَا. وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ: لَا بأْس أَن يُضَحَّى بالثَّوْلاء
، قَالَ: الثَّوَل دَاءٌ يأْخذ الْغَنَمَ كَالْجُنُونِ يَلْتَوِي مِنْهُ عُنُقُهَا، وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ يأْخذها فِي ظُهُورِهَا ورؤوسها فَتَخِرُّ مِنْهُ. والأَثْوَلُ: الْبَطِيءُ النُّصْرة والخَيْرِ والعَمَل وَالْجَدِّ. وثَوَلُ الضِّباع: فَحْلُهَا؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
فَيَسْتَمِرُّ ثَوَل الضِّبَاع
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ جُرَيْجٍ: سأَل عَطَاءً عَنْ مَسِّ ثُول الإِبِل، قَالَ: لَا يُتَوَضأ مِنْهُ
؛ الثُّول لُغَةٌ فِي الثِّيل وَهُوَ وِعاء قَضيب الجَمَل، وَقِيلَ: هُوَ قَضِيبُه.
ثيل: الثَّيل والثِّيل: وِعاء قَضِيب الْبَعِيرِ والتَّيْس والثَّور، وَقِيلَ: هُوَ الْقَضِيبُ نَفْسُهُ، وَقَدْ يُقَالُ فِي الإِنسان، وأَصله فِي الْبَعِيرِ. والثُّول: لُغَةٌ فِي الثَّيل، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي ثَوَلَ. اللَّيْثُ: الثَّيل جِرَابُ قُنْب البَعِير، وَيُقَالُ بَلْ هُوَ قَضِيبُه، وَلَا يُقَالُ قُنْب إِلا لِلْفَرَسِ. والأَثْيَل: الجَمَل الْعَظِيمُ الثَّيل، وَقِيلَ: هُوَ وِعاء قَضِيبِهِ. وبَعِير أَثْيَل: عَظِيمُ الثَّيل وَاسِعُهُ؛ وأَنشد ابْنَ بَرِّيٍّ لِرَاجِزٍ:
يَا أَيها العَوْدُ الثَّفالُ الأَثْيَلُ،
…
مَا لَكَ، إِنْ حُثَّ المَطِيُّ، تَزحَلُ؟
والثِّيل: نَبَاتٌ يَشْتَبِكُ فِي الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ نَبَاتٌ لَهُ أُرومة وأَصل، فإِذا كَانَ قَصِيرًا سُمِّي نَجْماً. والثَّيِّل: حَشِيش، وَقِيلَ: نَبْتٌ يَكُونُ عَلَى شُطُوطِ