المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الخاء المعجمة - لسان العرب - جـ ١١

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل الخاء المعجمة

‌فصل الخاء المعجمة

خبل: الخَبْلُ، بِالتَّسْكِينِ: الفسادُ. ابْنُ سِيدَهْ: الخَبْل فَسَادُ الأَعضاء حَتَّى لَا يَدْري كَيْفَ يَمْشِي فَهُوَ مُتَخَبِّل خَبِل مُخْتَبَل. وبَنُو فُلَانٍ يُطالبون بَنِي فُلَانٍ بِدِمَاءٍ وخَبْلٍ أَي بِقَطْعِ أَيد وأَرجل وَالْجَمْعُ خُبُول؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. وَيُقَالُ: لَنَا فِي بَنِي فُلَانٍ دِماء وخُبُول، فالخُبُول قَطْعُ الأَيدي والأَرجل. وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ: إِن لَنَا فِي بَنِي فُلَانٍ خَبْلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَي قَطْعَ أَيد وأَرجل وَجِرَاحَاتٍ، وَرُوِيَ

عَنْهُ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: مَنْ أُصيب بدَمٍ أَو خَبْل

؛ الخَبْل: الجِرَاح، أَي مَنْ أُصيب بِقَتْلِ نَفْسٍ أَو قَطْعِ عُضْوٍ فَهُوَ بِالْخِيَارِ بَيْنَ إِحدى ثَلَاثٍ فإِن أَراد الرَّابِعَةَ فَخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ بَيْنَ أَن يَقْتَصَّ أَو يأْخذ العَقْل أَو يَعْفُوَ، فَمَنْ قَبِل مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ عَدَا بَعْدَ ذَلِكَ فقَتَل فَلَهُ النَّارُ خَالِدًا فِيهَا مُخَلَّدًا. وَيُقَالُ: خَبَلَ الحُبُّ قلبَه إِذا أَفسده بخُبْلة. ابْنُ الأَعرابي: الخُبْلَة الْفَسَادُ مِنْ جِرَاحَةٍ أَو كَلِمَةٍ. وَرَجُلٌ مُخَبَّل: كأَنه قَدْ قُطِعَتْ أَطرافه. والخَبْل، بِالْجَزْمِ: قَطْعُ الْيَدِ أَو الرِّجْلِ. ابْنُ الأَعرابي: الخَبَل، بِالتَّحْرِيكِ، الجنُّ والخَبَل الإِنْس والخَبَل الْجِرَاحَةُ والخَبَل المَزَادة والخَبَل جَوْدة الحُمْق بِلَا جُنُونٍ والخَبَل القِرْبة المَلأَى. وخَبِلَت يدُه إِذا شَلَّت. والخَبْل فِي عَروض الْبَسِيطِ وَالرَّجَزِ: ذَهَابُ السِّينِ وَالتَّاءِ «1» مِنْ مُسْتَفْعِلُنْ، مُشْتَقٌّ مِنَ الخَبْل الَّذِي هُوَ قَطْعُ الْيَدِ؛ قَالَ أَبو إِسحق: لأَن السَّاكِنَ كأَنه يَدُ السَّبَبِ فإِذا حُذِفَ السَّاكِنَانِ صَارَ الْجُزْءُ كأَنه قُطِعَتْ يَدَاهُ فَبَقِيَ مُضْطَرِبًا، وَقَدْ خَبَلَ الجزءَ وخَبَّلَه. وأَصابه خَبْل أَي فَالِجٌ وَفَسَادُ أَعضاء وَعَقْلٍ. والخَبَل، بِالتَّحْرِيكِ: الجنُّ وَهُمُ الخَابِل، وَقِيلَ: الخَابِل الجِنُّ، والخَبَل اسْمُ الْجَمْعِ كالقَعَد والرَّوَح اسْمَانِ لِجَمْعِ قَاعِدٍ وَرَائِحٍ، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ:

وَلَا تَقُولي لشيءٍ كنتُ مُهْلِكَهُ:

مَهْلًا وَلَوْ كنتُ أُعطي الجِنَّ والخَبَلا

قَالَ: الخَبَل ضَرْبٌ مِنَ الْجِنِّ يُقَالُ لَهُمُ الْخَابِلُ، أَي لَا تَعْذُلِيني فِي مَالِي وَلَوْ كُنْتُ أُعطيه الْجِنَّ وَمَنْ لَا يُثْني عَليَّ؛ قَالَ: وأَما قَوْلُ مُهَلْهِل:

لَوْ كُنْتُ أَقتل جِنّ الخَابِلَينِ كَمَا

أَقتُل بَكْراً، لأَضْحَى الجنُّ قَدْ نَفِدوا

نَفِد يَنْفَد: فَنِيَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي. ونَفَذَ يَنْفُذ خَرَج. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ والخابِلانِ: الليلُ والنهارُ لأَنهما لَا يأْتيان عَلَى أَحد إِلَّا خَبَلاه بهَرَمٍ. والخَابِل: الشَّيْطَانُ. والخَابِل: المُفْسِد. والخَبَال: الْفَسَادُ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: أَن قَوْمًا بَنَوْا مَسْجِدًا بظَهْر الْكُوفَةِ فأَتاهم وَقَالَ: جِئْتُ لأَكْسِرَ مَسْجِدَ الخَبَال، فَكَسَرَهُ ثُمَّ رَجَعَ

؛ قَالَ شَمِرٌ: الخَبَال والخَبْل الْفَسَادُ وَالْحَبْسُ وَالْمَنْعُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

وبِطانة لَا تَأْلوه خَبَالًا

أَي لَا تُقَصِّر فِي إِفساد أَمره. وَقَالُوا: خَبْلٌ خَابِل، يَذْهَبُونَ إِلى الْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ مَعْقِل بْنُ خُوَيْلِدٍ:

نُدَافِع قَوْمًا مُغْضَبِينَ عليكُم،

فَعَلْتم بِهِمْ خَبْلًا مِنَ الشَّرِّ خَابِلا

(1). قوله [والتاء] هكذا في الأَصل، قال شارح القاموس: وكذا في المحكم وكأنه غلط والصواب والفاء كما في القاموس

ص: 197

والخَبْل والخُبْل والخَبَل والخَبَال: الْجُنُونُ. وَيُقَالُ: بِهِ خَبَال أَي مَسٌّ، وَبِهِ خَبَل أَي شَيْءٌ مِنْ أَهل الأَرض. وَقَالَ اللَّيْثُ: الخَبَل جُنُونٌ أَو شِبْهُهُ فِي الْقَلْبِ. وَرَجُلٌ مَخْبُول وَبِهِ خَبَل وَهُوَ مُخَبَّل: لَا فؤَاد مَعَهُ. ابْنُ الأَعرابي: المُخَبَّل الْمَجْنُونُ، وَبِهِ سُمِّيَ المُخَبَّل الشَّاعِرُ وَهُوَ المُخْتَبَل؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وأَراني طَرِباً فِي إِثْرِهِم،

طَرَبَ الوالهِ أَو كالمُخْتَبَل

المُخْتَبَل: الَّذِي اخْتُبِلَ عقلُه أَي جُنَّ. وَقَدْ خَبَلَه الحزنُ واخْتَبَلَه وخَبِلَ خَبَالًا، فَهُوَ أَخْبَل وخَبِلٌ. وَدَهْرٌ خَبِل: مُلْتَوٍ عَلَى أَهله لَا يَرَوْنَ فِيهِ سُرُورًا. التَّهْذِيبُ: وَقَدْ خَبَله الدهرُ والحزنُ والشيطانُ والحُبُّ والداءُ خَبْلًا؛ وأَنشد:

يَكُرُّ عَلَيْهِ الدَّهْرُ حَتَّى يَرُدَّهُ

دَوىً، شَنَّجَتْه جِنُّ دَهْرٍ وخَابِلُه

وَمِنْ أَمثالهم: عَادَ غَيْثٌ عَلَى مَا خَبَلَ أَي أَفْسَد. وَقَدْ خَبَلَه وخَبَّلَه واخْتَبَلَه إِذا أَفْسَد عقلَه وعضوَه. والخَبَال: النُّقْصَانُ، وَهُوَ الأَصل، ثُمَّ سُمِّي الْهَلَاكُ خَبَالًا؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ للدَّلْو فَقَالَ يَصِفُهَا:

أَخُذِمَتْ أَم وُذِمَتْ أَم مالَها؟

أَم صادَفَتْ فِي قَعْرها خَبَالَها؟

وَقَدْ تَقَدَّمَتْ جِبَالَها، بِالْجِيمِ، يَعْنِي مَا أَفسدها وخَرَّقها. الْفَرَّاءُ: الخَبَال أَن تَكُونَ الْبِئْرُ مُتَلَجِّفة فَرُبَّمَا دَخَلَت الدلوُ فِي تَلجيفها فتتخرَّق. والخَبَال: عُصَارة أَهل النَّارِ. ابْنُ الأَعرابي: الخَبَال السَّمُّ الْقَاتِلُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ شَرِبَ الخَمر سَقاه اللَّهُ مِنْ طِينَةِ الخَبَال يَوْمَ الْقِيَامَةِ

؛ جَاءَ فِي تَفْسِيرِهِ أَن الخَبَال عُصارة أَهل النَّارِ. والخَبَال فِي الأَصل: الْفَسَادُ، وَيَكُونُ فِي الأَفعال والأَبدان وَالْعُقُولِ. وَطِينَةُ الخَبَال: مَا سالَ مِنْ جُلُودِ أَهل النَّارِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ أَكل الرِّبا أَطعمه اللَّهُ مِنْ طِينة الخَبَال يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

وأَما الَّذِي فِي الْحَدِيثِ:

مَنْ قَفَا مُؤْمناً بِمَا لَيْسَ فِيهِ وقَفَه اللهُ تَعَالَى فِي رَدْغَة الخَبَال حَتَّى يَجِيءَ بالمَخْرَج مِنْهُ

، فَيُقَالُ: هُوَ صَدِيدُ أَهل النَّارِ؛ قَوْلُهُ قَفَا أَي قَذَف، والرَّدْغة الطِّينة، وَفُلَانٌ خَبَال عَلَى أَهله أَي عَناء. وَقَوْلُهُ فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الخَبَال الْفَسَادُ وَذَهَابُ الشَّيْءِ؛ وأَنشد بَيْتَ أَوس:

أَبَني لُبَيْنَى، لَسْتُم بِيَدٍ

إِلَّا يَداً مَخْبُولة العَضُد

وَقَالَ ابْنِ الأَعرابي: أَي لَا يُقَصِّرون فِي فَسَادِكُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ:

بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ خَبْل

أَي فَسَادُ الْفِتْنَةِ والهَرْج وَالْقَتْلُ. والخَبْل: الْفَسَادُ فِي الثَّمَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن الأَنصار شَكَوْا إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَن رَجُلًا صَاحِبَ خَبْل يأْتي إِلى نَخْلِهِمْ فيُفْسدُ

، أَي صَاحِبَ فَسَادٍ. والخَبَل: فَسَادٌ فِي الْقَوَائِمِ. واخْتَبَلَت الدابةُ: لَمْ تَثْبُت فِي مَوْطِئها. والإِخْبال: أَن يُعْطَى الرجلُ البعيرَ أَو الناقةَ لِيَرْكَبَهَا ويَجْتَزَّ وَبَرَهَا وَيَنْتَفِعَ بِهَا ثُمَّ يَرُدَّهَا، يُقَالُ مِنْهُ: أَخْبَلْتُ الرجلَ أُخْبِلُه إِخْبَالًا. واسْتَخْبَل الرجلَ إِبلًا وَغَنَمًا فأَخْبَلَه: اسْتَعَارَ مِنْهُ نَاقَةً لِيَنْتَفِعَ بأَلبانها وأَوبارها أَو فَرَسًا يَغْزُو عَلَيْهِ فأَعاره، وَهُوَ مِثْلُ الإِكْفاء؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

هُنالك إِن يُسْتَخْبَلوا المالَ يُخْبِلوا،

وإِن يُسْأَلوا يُعْطُوا، وإِن يَيْسِروا يَغْلوا

والإِكْفاء: أَن يُعْطِيَهُ النَّاقَةَ لِيَنْتَفِعَ بِلَبَنِهَا ووَبَرها

ص: 198

وَمَا تَلِده فِي عَامِهَا، والإِخْبَال مِثْلُ الإِكْفاء فِي اللبَّن وَالْوَبَرِ دُونَ الْوَلَدِ؛ ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ وَرَوَى بَيْتَ لَبِيدٍ فِي صِفَةِ الْفَرَسِ: غَيْرُ طَوِيلِ المُخْتَبَل، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، مِنْ هَذَا أَي غَيْرُ طَوِيلٍ مُدَّةَ العارِيّة، وَمَنْ قَالَ غَيْرُ طَوِيلِ المُحْتَبَل، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، أَراد أَنه غَيْرُ طَوِيلِ الرُّسغ، وَهُوَ مَوْضِعُ الحَبل مِنْ يَدِهِ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: مُخْتَبَله قَوَائِمُهُ واخْتِبَالها أَن لَا تَثْبُتَ فِي مَوَاطِئِهَا. والخَبْل فِي كُلِّ شَيْءٍ: القَرْض والاستعارةُ. والخَبْل: مَا زِدْتَهُ عَلَى شَرْطِكَ الَّذِي يَشْتَرِطُهُ لَكَ الجَمّال. وخَبَلَ الرجلَ عَنْ كَذَا وَكَذَا يَخْبُلُه خَبْلًا: عَقَله وحَبَسه ومَنَعه. وَمَا خَبَلَك عَنَّا خَبْلًا أَي مَا حَبَسك؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فَيَرَى كَذَلِكَ أَن يُفَرِّدَ راكِبٌ

أَبداً، وَمَا خَبَلَ الرياحَ الخَابِلُ

واللهُ سبحانه وتعالى خَابِلُ الرِّياح أَي حابسُها، فإِذا شَاءَ عز وجل أَرْسَلَها. والمُخَبَّل مِنَ الوَجَع: الَّذِي يَمْنَعُهُ وَجَعُه مِنَ الِانْبِسَاطِ فِي الْمَشْيِ. والخَبَل: طَائِرٌ يَصِيح اللَّيْلَ كُلَّه صَوْتًا وَاحِدًا يَحْكي مَاتَتْ خَبَلْ. والمُخَبَّل: شَاعِرٌ مِنْ بَنِي سَعْد. ومُخَبِّل، بِكَسْرِ الْبَاءِ: اسم الدَّهْر؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزَة:

فَضَعي قِناعَك، إِنَّ رَيْبَ

مُخَبِّلٍ أَفْنى مَعَدَّا

والخَبَال الَّذِي فِي شِعْرِ لَبِيدٍ: اسمُ فرَس؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ يَعْنِي قَوْلَ لَبِيدٍ:

تَكاثَرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فِيهَا،

وتَحْجُل والنَّعامةُ والخَبَال

خبتل: رَجُلٌ خُبْتُلٌ: فِيهِ شِبْهُ الهَوَج والبَلَه والإِقدام عَلَى مَكْروه النَّاسِ، وَهِيَ الخُبْتُلة.

خبرجل: الخَبَرْجَل: الكُرْكِيُّ.

ختل: الخَتْل: تَخادُعٌ عَنْ غَفْلَةٍ. خَتَلَهُ يَخْتُلُهُ ويَخْتِلُهُ خَتْلًا وخَتَلاناً وخَاتَلَهُ: خَدَعه عَنْ غَفْلة؛ قَالَ رُوَيْسٌ:

دَهَاني بِسِتٍّ، كُلُّهنَّ حَبِيبةٌ

إِليَّ، وَكَانَ الموتُ ذَا خَتَلانِ

والتَّخَاتُلُ: التَّخادُع. أَبو مَنْصُورٍ: يُقَالُ لِلصَّائِدِ إِذا اسْتَتَرَ بِشَيْءٍ ليَرْمِيَ الصَّيْدَ دَرَى وخَتَلَ الصَّيْدَ. والمُخاتَلة: مَشْيُ الصَّيَّادِ قَلِيلًا قَلِيلًا فِي خُفْية لِئَلَّا يَسْمَعَ الصيدُ حِسَّه، ثُمَّ جُعل مَثَلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وُرِّي بِغَيْرِهِ وسُتِر عَلَى صَاحِبِهِ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ:

حَنَتْني حانياتُ الدَّهْرِ، حَتَّى

كأَني خَاتِل يَدْنو لصَيْد

قَرِيبُ الخَطوِ يَحسَبُ مَن رَآنِي،

ولَسْتُ مُقَيَّداً، أَني بقَيْد

أَي كَبِرت وضَعُفَتْ مِشْيتي. وَفِي الْحَدِيثُ:

مِنْ أَشراط السَّاعَةِ أَن تُعَطَّل السُّيُوفُ مِنَ الْجِهَادِ وأَن تُخْتَلَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ

أَي تُطْلَبَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ، مِنْ خَتَلَه إِذا خَدَعه. وَفِي حَدِيثِ

الْحَسَنِ فِي طُلَّاب الْعِلْمِ: وصِنْف تَعَلَّموه لِلِاسْتِطَالَةِ والخَتْل

أَي الخِدَاع. وَفِي الْحَدِيثِ:

كأَني أَنظر إِليه يَخْتِل الرَّجُلَ ليَطْعنه

أَي يُدَاوِرُه ويَطْلُبه مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُر. وخَتَلَ الذِّئبُ الصَّيدَ: تَخَفَّى لَهُ؛ وكلُّ خَادِعٍ خَاتِلٌ وخَتُول؛ وَقَوْلُ تأَبَّط شَرًّا:

وَلَا حَوْقَل خَطَّارة حَوْلَ بَيْتِهِ،

إِذا العِرْسُ آوَى بَيْتُها كلَّ خَوْتَل

ص: 199

قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: الخَوْتَل الظَّرِيف، وَيَجُوزُ عِنْدِي أَن يَكُونَ مِنَ الخَتْل الَّذِي هُوَ الخَدِيعة بَنى مِنْهُ فَوْعَلًا. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا تَسَمَّع لِسِرِّ قَوْمٍ: قَدِ اخْتَتَل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى:

وَلَا تَرَاها لسِرِّ الْجَارِ تَخْتَتِل

وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: هُوَ يَمْشي الخَوْتَلَى إِذا مَشَى فِي شِقَّة؛ يُقَالُ: هُوَ يَخْلِجُني بِعَيْنِهِ ويَمْشي بي الخَوْتَلَى.

ختعل: خَتْعَل الرجلُ: أَبطأَ في مشيه.

خثل: خَثْلة البطنِ وخَثَلَتُه: مَا بَيْنَ السُّرَّة وَالْعَانَةِ، وَالتَّخْفِيفُ أَكثر؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

شَرِبْتُ مُرًّا مِنْ دَواءِ المَشْيِ،

مِنْ وَجَعٍ بِخَثْلَتي وحَقْوِي

وَفِي حَدِيثِ

الزِّبْرِقان: أَحَبُّ صِبْيَانِنَا إِلينا العَرِيضُ الخَثْلة

؛ هِيَ الحَوْصلة، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ السُّرَّة وَالْعَانَةِ، وَقَدْ تُفْتَحُ الثَّاءُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:

وعِلْكِدٍ خَثْلَتُها كالجُفِ

العِلْكِدُ: الْعَجُوزُ الصُّلْبة المُسِنَّة. عَرَّام: حَوِيّة الإِنسان مَعِدَتُه، وَهِيَ الخَثْلة، وَهِيَ مُسْتَقَرُّ الطَّعَامِ تَكُونُ للإِنسان كالكَرِش لِلشَّاةِ، قَالَ: والفِحْث يَكُونُ للإِنسان وَلِمَا لَا يَجْتَرُّ مِنَ الْبَهَائِمِ، وَالْمَرِيءُ الَّذِي يَدْخُلُ مِنْهُ الطَّعَامُ فَيَصِلُ إِلى الكَرِش، ثُمَّ يُصَبُّ إِلى الفِحْث، وَهُوَ أَصل القِبَة، وَالْجَمْعُ خَثْلات، بِسُكُونِ الثَّاءِ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، قَالَ: وَلَيْسَ بِقِيَاسٍ، والله أَعلم.

خجل: الْفَرَّاءُ: الخَجَل الِاسْتِرْخَاءُ مِنَ الْحَيَاءِ وَيَكُونُ مِنَ الذُّلِّ. رَجُلٌ خَجِل وَبِهِ خَجْلة أَي حَيَاءٌ. والخَجَل: التحيُّر والدَّهَش مِنَ الِاسْتِحْيَاءِ. وخَجِل الرَّجلُ خَجَلًا: فَعَل فِعْلًا فَاسْتَحَى مِنْهُ ودَهِشَ وتَحَيَّر، وأَخْجَلَه ذَلِكَ الأَمر وخَجَّلَه. وخَجِلَ البعيرُ خَجَلًا: سَارَ فِي الطِّينِ فَبَقِيَ كالمُتَحَيِّر؛ والبعيرُ إِذا ارْتَطَم فِي الوَحَل فَقَدْ خَجِل. اللَّيْثُ: الخَجَل أَن يَفْعَلَ الإِنسان فِعْلًا يَتَشَوَّر مِنْهُ فيَسْتَحي؛ وأَخْجَلَه غَيْرُهُ وَقَدْ خَجَّلْته وأَخْجَلْته. ابْنُ شُمَيْلٍ: خَجِلَ الرجلُ إِذا الْتَبَسَ عَلَيْهِ أَمرُه. ابْنُ سِيدَهْ: الخَجَل أَن يَلْتَبِسَ الأَمر عَلَى الرَّجُلِ فَلَا يَدْري كَيْفَ المَخْرج مِنْهُ. يُقَالُ: خَجِلَ فَمَا يَدْري كَيْفَ يَصْنَعُ. وخَجِل بأَمره: عَيَّ. وخَجِلَ البعيرُ بالحِمْل: ثَقُل عَلَيْهِ وَاضْطَرَبَ. وَرَجُلٌ خَجِلٌ: يَضْطَرِبُ عَلَى الْفَرَسِ مِنْ سَعَته. وَثَوْبٌ خَجِلٌ: فَضْفَاض. وَيُقَالُ: جَلَّلْت البعيرَ جُلًّا خَجِلًا أَي وَاسِعًا يَضْطَرِبُ عَلَيْهِ. والخَجِلُ: الثَّوْبُ الْوَاسِعُ الطَّوِيلُ. والخَجَل: كَثْرَةُ تَشَقُّق الدَّنادِن؛ وأَنشد:

عَلَيَّ ثوبٌ خَجِلٌ خَبِيث

مِدْرَعةٌ، كِسَاؤُها مَثْلوث

والخَجَل: البَطَر. ابْنُ سِيدَهْ: الخَجَل سُوء احْتِمَالِ الْغِنَى كأَن يَأْشَرَ ويَبْطَر عِنْدَ الغِنى، وَقِيلَ: هُوَ التَّخَرُّق فِي الغِنى، وَقَدْ خَجِلَ خَجَلًا. وَفِي الْحَدِيثِ

: أَنه قَالَ لِلنِّسَاءِ إِنَّكُنَّ إِذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ وإِذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَ

أَي أَشِرْتُنَّ وبَطِرْتُنَّ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الخَجَلُ الكَسَل وَالتَّوَانِي عَنْ طَلَبِ الرِّزْقِ، قَالَ: وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الإِنسان الخَجِل يَبْقَى سَاكِنًا لَا يَتَحَرَّكُ وَلَا يَتَكَلَّمُ، وَمِنْهُ قِيلَ للإِنسان: قَدْ خَجِلَ إِذا بَقِيَ كَذَلِكَ، والدَّقَع: سُوءُ احْتِمَالِ الْفَقْرِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

ولم يَدْفَعُوا، عند ما نابَهم

لِوَقْعِ الحُروب، وَلَمْ يَخْجَلوا

ص: 200

يَقُولُ: لَمْ يَخْضَعُوا لِلْحَرْبِ وَلَمْ يَستَكِينوا وَلَمْ يَخْجَلوا أَي لَمْ يَبْقَوْا فِيهَا بَاهِتِينَ كالإِنسان المُتَحَيِّر الدَّهِشِ، وَلَكِنَّهُمْ جَدُّوا فِيهَا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمْ يَخْجَلوا لَمْ يَبْطَروا وَلَمْ يَأْشَروا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا أَشبه الْوَجْهَيْنِ بِالصَّوَابِ، قَالَ: وأَما حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ أَن رَجُلًا ضَلَّت لَهُ أَيْنُقٌ فأَتى عَلَى وَادٍ خَجِل مُغِنٍّ مُعْشِب فوَجَد أَيْنُقَه فِيهِ

؛ الخَجِل فِي الأَصل: الْكَثِيرُ النَّبات المُلْتَفّ المتكاثِف. وخَجِلَ الْوَادِي والنباتُ: كَثُرَ صَوْتُ ذُبَابِهِ لِكَثْرَةِ عُشْبه. والخَجَل: البَرَمُ، خَجِلَ خَجَلًا وأَخْجَلَه. والخَجَل: التَّوَانِي عَنْ طَلَبِ الرِّزْقِ والكسلُ. وخَجِلَ خَجَلًا: بَقِيَ سَاكِتًا لَا يَتَكَلَّمُ وَلَا يَتَحَرَّكُ. والخَجَل: الفَساد. وخَجِل النَّبتُ خَجَلًا: طَالَ والْتَفَّ. وَوَادٍ خَجِلٌ: مُلْتَفُّ النَّبَاتِ، وَقِيلَ مُفْرِط النَّبَاتِ، وَالْجَمْعُ خِجَلٌ «2» وَوَادٍ مُخْجِلٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:

تَظَلُّ حِفْرَاهُ مِنَ التَّهَدُّل

فِي رَوْض ذَفْراء، ورُغْلٍ مُخْجِل

أَي حَابِسٍ للإِبل مِنْ كَثْرَتِهِ. والحِفْراة: شَجَرَةٌ مَلْحاء مِثْلُ القُنْفُذة، قَالَ: والذَّفْراء والرُّغْل شَجَرَتَانِ. والخَجَل: الْتِفاف النَّبَاتِ وحُسْنُه. والخَجِل: الْمَكَانُ الْكَثِيرُ العُشْب. وحَمْضٌ مُخْجِلٌ: أَشِبٌ طَوِيلٌ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: كَلأٌ مُخْجِل وَاسِعٌ كثيرٌ نامٍ حابسٌ يُقام فِيهِ وَلَا يُجاوَز، وَقِيلَ: الخَجِل العُشْب إِذا طَالَ وبَلَغ غَايَتَهُ. وأَخْجَلَ الحَمْضُ إِذا طَالَ والْتفَّ، فهو مُخْجِل. وقال أَبو حَنِيفَةَ: ثَوْبٌ خَجِلٌ يَعْتَقل لابسَه فيَتَلبَّد فِيهِ. والخَجِل: الثَّوْبُ الخَلَق، قَالَ شَمِرٌ: والخَجِل المَرِح؛ وأَنشد:

قَدْ يَهْتَدي لصَوْتيَ الْحَادِي الخَجِل

أَي المَرِح. وَفُلَانٌ يَمْشِي الخَوْجَلى: وَهُوَ مَشْيٌ للنساء بتَكَسُّر.

خدل: الخَدْل: العَظيمُ الْمُمْتَلِئُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ أَبي عَتيق رَوَاهُ ثَعْلَبٌ قَالَ: وَاللَّهِ إِني لأَسير فِي أَرض عُذْرَة إِذا أَنا بامرأَة تحمِل غُلَامًا خَدْلًا لَيْسَ مثْلُهُ يُتَوَرَّك. والخَدْلة مِنَ النِّسَاءِ: الغليظةُ السَّاقِ المُسْتَدِيرَتُها، وَجَمْعُهَا خِدَال؛ وامرأَة خَدْلة السَّاقِ وخَدْلاءُ بيِّنة الخَدَل والخَدَالة: ممتلئةُ السَّاقِينَ وَالذِّرَاعَيْنِ. وَيُقَالُ: مُخَلْخَلُها خَدْل أَي ضَخْمٌ. وَفِي حَدِيثِ اللِّعَانِ:

وَالَّذِي رُمِيَتْ بِهِ خَدْلٌ جَعْدٌ

؛ الخَدْل: الْغَلِيظُ الْمُمْتَلِئُ السَّاقِ. وَسَاقٌ خَدْلة بيِّنة الخَدَل والخَدَالة والخُدُولة وَقَدْ خَدِلَتْ خَدالةً، وخَدَالتُها: استدارتُها كأَنما طُوِيَتْ طَيًّا؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ نِسَاءً:

جَواعل فِي البُرَى قَصَباً خِدَالا

يَعْنِي عِظام أَسْوُقها أَنها غَلِيظَةٌ. وامرأَة خِدْلِمٌ: كخَدْلة؛ قَالَ الأَغلب:

يَا رُبَّ شيخٍ مِنْ لُكَيْزٍ كَهْكَم،

قَلَّصَ عَنْ ذَاتِ شَبَابٍ خِدْلِم

الكَهْكَم: الَّذِي يُكَهْكِه فِي يَدِهِ؛ الصِّحَاحُ: وَكَذَلِكَ الخِدْلِمُ، بِالْكَسْرِ وَالْمِيمِ زَائِدَةٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

لَيْسَتْ بكَرْواء، وَلَكِنْ خِدْلِمِ،

وَلَا بزَلّاء، وَلَكِنْ سُتْهُمِ

والخَدْلة: الحَبَّة مِنَ العِنَب إِذا كَانَتْ صَغِيرَةً قَمِيئة مِنْ آفَةٍ أَو عَطَش. والخَدْلة والخُدْلة؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: السَّاق مِنَ الصَّابَة. والصَّابُ: ضَرْب مِنَ الشَّجَرِ المُرِّ.

(2). قوله [خجل] هكذا في الأَصل غير مضبوط بالتحريك

ص: 201

خدفل: التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ الخَدافِل المَعاوِزُ. وَمِنْ أَمثالهم: غَرَّني بُرْداكَ مِنْ خَدافِلي؛ وأَصله أَن امرأَة رأَت عَلَى رَجُلٍ بُرْدَيْنِ فتزوَّجته طَمَعاً فِي يَساره فأَلْفَتْه مُعْسِراً. ابْنُ الأَعرابي: خَدْفَل الرجلُ إِذا لَبِس قميصاً خَلَقاً.

خذل: الخاذِلُ: ضِدُّ النَّاصِرِ. خَذَلَه وخَذَلَ عَنْهُ يَخْذُلُهُ خَذْلًا وخِذْلاناً: تَرَكَ نُصْرته وعَوْنه. والتَّخْذِيل: حَمْلُ الرَّجُلِ عَلَى خِذْلان صَاحِبِهِ وتَثْبِيطُه عَنْ نصْرته. الأَصمعي. إِذا تَخَلَّف الظبيُ عَنِ القَطِيع قِيلَ خَذَلَ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا:

فَهْوَ كالدَّلْو بكَفِّ المُسْتَقِي،

خَذَلَت عَنْهُ العَرَاقي فانْجَذَم

أَي بايَنَتْه العَراقي. وخِذْلانُ اللَّهِ العبدَ: أَن لَا يَعْصِمَه مِنَ الشُّبَه فَيَقَعُ فِيهَا، نَعُوذُ بِلُطْفِ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ. وخَذَّل عَنْهُ أَصحابَه تَخْذِيلًا أَي حَمَلَهم عَلَى خِذْلانه. وتَخَاذَلوا أَي خَذَل بعضُهم بَعْضًا. وَفِي الْحَدِيثِ

: الْمُؤْمِنُ أَخو الْمُؤْمِنِ لَا يَخْذُله

؛ الخَذْل: تَرْكُ الإِعانة وَالنُّصْرَةِ. وَرَجُلٌ خُذَلَة، مِثَالُ هُمَزة، أَي خَاذِلٌ لَا يَزَالُ يَخْذُل. ابْنُ الأَعرابي: الخَاذِل الْمُنْهَزِمُ، وتَخَاذَل القومُ: تَدَابَروا. وخَذَلَت الظَّبيةُ والبقرةُ وغيرُهما مِنَ الدَّوَابِّ، وَهِيَ خَاذِل وخَذُول: تَخَلَّفَت عَنْ صَوَاحِبِهَا وَانْفَرَدَتْ، وَقِيلَ: تَخَلَّفت فَلَمْ تَلْحَق. وخَذَلَت الظَّبيةُ وأَخْذَلَتْ، وَهِيَ خَاذِل ومُخْذِل: أَقامت عَلَى وَلَدِهَا، وَيُقَالُ: هُوَ مَقْلُوبٌ لأَنها هِيَ الْمَتْرُوكَةُ، وتَخَاذَلَتْ مثلُه. التَّهْذِيبُ: الخَاذِل والخَذُول مِنَ الظِّبَاءِ وَالْبَقَرِ الَّتِي تَخْذُل صَوَاحِباتها وتَنْفُر مَعَ وَلَدِهَا، وَقَدْ أَخْذَلَها ولَدُها. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَكَذَا رأَيته فِي النُّسْخَةِ: وتَنْفُر، وَالصَّوَابُ وَتَتَخَلَّفُ مَعَ وَلَدِهَا وتَنْفَرِد مَعَ وَلَدِهَا، قَالَ: هَكَذَا رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي. والخَذُول: الَّتِي تَتَخَلَّفُ عَنِ القَطِيع وَقَدْ خَذَلَتْ وخَدَرَتْ؛ وأَنشد غَيْرُهُ:

خَذُول تُرَاعِي رَبْرباً بخَمِيلة

والخَذُول مِنَ الخَيْل: الَّتِي إِذا ضَرَبَها المَخاض لَمْ تَبْرَح مِنْ مَكَانِهَا. وتَخَاذَلَت رِجْلا الشَّيْخِ: ضَعُفَتا. ورَجُل خَذُول الرِّجْل: تَخْذُله رِجْلُه مِنْ ضَعْف أَو عَاهَةٍ أَو سُكْر؛ قَالَ الأَعشى:

فتَرَى القومَ نَشَاوَى كُلَّهم،

مِثْلَ مَا مُدَّت نِصَاحَاتُ الرَّبَح

كُلّ وَضَّاحٍ كريمٍ جَدُّه،

وخَذُولِ الرِّجْل مِنْ غَيْرِ كَسَح

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَدْرُ الْبَيْتِ:

بَيْنَ مَغْلُوبٍ نَبِيل جَدُّه

وَيُرْوَى: كريمٍ جَدُّه.

خذعل: الخَزْعَلة: ضَرْب مِنَ المشْي كالخَذْعَلة. وخَذْعَلَهُ بِالسَّيْفِ: قَطَّعه. والخِذْعل، بِالْكَسْرِ، والخِرْمِل: المرأَةُ الحَمْقاء؛ وَقَوْلُ الْمُتَنَخِّلِ:

تَنْتَخِبُ اللُّبَّ، لَهُ ضَرْبَةٌ

خَدْباءُ كالعَطِّ مِنَ الخِذْعِل

قِيلَ: الخِذْعِل المرأَة الحَمْقاء، وَقِيلَ: الخِذْعِل ثِيَابٌ مِنْ أَدَم يَلْبَسُهَا الرُّعْن. قَالَ الأَزهري: هَذَا قَالَهُ الْمُتَنَخِّلُ يَصِفُ سَيْفًا أَي هَذَا السَّيْفُ كأَنه أَهْوَج لَا عَقْلَ لَهُ؛ والخَدَبُ: تَهَاوِي الشَّيْءِ لَا يتَمالك وإِنما

ص: 202

هَذَا مَثَل أَي هَذَا السَّيْفُ لَا يُبَالِي مَا أَصاب، وَقَالَ: كالعَطِّ مِنَ الخِذْعِل أَراد كالشَّقِّ مِنْ ثَوْبِ الخِذْعِل، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى. وخَذْعَلَ البِطِّيخَ إِذا قَطَّعه قِطَعاً صِغاراً.

خردل: الخُرْدُولة: الْعُضْوُ الْوَافِرُ مِنَ اللَّحْمِ. وخَرْدَلَ اللحمَ: قَطَّع أَعضاءَه وَافِرَةً، وَقِيلَ: خَرْدَلَ اللحمَ قَطَّعه صِغَارًا، وَقِيلَ: خَرْدَلَ اللحمَ قَطَّعه وفَرَّقه، وَالذَّالُ فِيهِ لُغَةٌ. وَلَحْمٌ خَرَادِيلُ ومُخَرْدَلٌ إِذا كَانَ مُقَطَّعاً؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:

يَغْدُو فيَلْحَم ضِرْغَامَيْنِ، عَيْشُهما

لَحْمٌ مِنَ القَوم مَعْفُورٌ خَرَادِيل

أَي مُقَطَّع قِطَعاً. والمُخَرْدَل: الْمَصْرُوعُ والخَرْدَل: ضَرْبٌ مِنَ الحُرْف مَعْرُوفٌ، الْوَاحِدَةُ خَرْدَلَة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها

؛ أَي زِنَة خَرْدَل. وخَرْدَلَتِ النَّخْلةُ وَهِيَ مُخَرْدِلة وَهِيَ مُخَرْدِلٌ: كَثُرَ نَفَضُها وَعَظُمَ مَا بَقِيَ مِنْ بُسْرِها. وخَرْدَلَ الطعامَ خَرْدَلَة: أَكل خِيَاره وأَطايِبَه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ

: فَمِنْهُمُ المُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمُ المُخَرْدَل

؛ قَالَ: المُخَرْدَل الْمَصْرُوعُ المَرْمِيُّ، وَقِيلَ: المُخَرْدَل المُقَطَّع تُقَطِّعه كَلَالِيبُ الصِّرَاطِ حَتَّى يَهْوِيَ في النار.

خرذل: خَرْذَل اللحمَ: قَطَّعه وفَرَّقه، بِالدَّالِ وَالذَّالِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الدَّالِ، وفَصَّل أَعضاءَه «1» .

خرقل: ابْنُ الأَعرابي: خَرْقَلَ فُلَانٌ فِي رَمْيِه إِذا تَنَوَّق فِيهِ، قَالَ: والخَرْقَلَة امِّراق السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّة؛ وأَنشد:

تَحادَل فِيهَا ثُمَّ أَرْسَل قَدْرَها،

فَخَرْقَل مِنْهَا جُفْرَة المُتَنَكِّس

يَقُولُ: تَحَادَلَ الرَّامِي عَلَى الْقَوْسِ أَي مَالَ عَلَيْهَا فامَّرَق السهمُ مِنْ جُفْرَة الرَّميَّة، وَهِيَ وسَطُها، والله أَعلم.

خرمل: الخِرْمِل، بِالْكَسْرِ: المرأَة الرَّعْناء، وَقِيلَ: الْعَجُوزُ المُتَهَدِّمة الحَمْقاء مِثْلُ الخِزْعِل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

عَبْلَةُ لَا دَلُّ الخَرامِل دَلُّها،

وَلَا زِيُّها زِيُّ القِباح القَرازِح «2»

. القَرازِح: القِصَار، الْوَاحِدَةُ قُرْزُحة. وناقة خِرْمِل: مُسِنَّة.

خزل: الخَزَل: مِنَ الانْخِزَال فِي المَشْي كأَن الشَّوْكَ شَاكَ قَدَمه؛ قَالَ الأَعشى:

إِذا تَقُوم يَكَادُ الخَصْر يَنْخَزِل

ابْنُ سِيدَهْ: الخَزَل والتَّخَزُّل والانْخِزَال مِشْية فِيهَا تَثَاقُل وتَراجُعٌ، زَادَ غَيْرُهُ: وتَفَكك، وَهِيَ الخَيْزَل والخَيْزَلَى والخَوْزَلَى مِثْلُ الخَيْزَرَى والخَوْزَرَى إِذا تَبَخْتر. وَفِي حَدِيثِ

الشَّعْبي: قُصَل الَّذِي مَشَى فَخَزِل

أَي تَفَكَّك فِي مَشْيِهِ، وَمِنْهُ مِشْية الخَيزَلَى. وتَخَزَّل السحابُ إِذا تَثَاقَلَ ورأَيته كأَنه يَتَراجَع. والخُزْلة والخَزَل: الكَسْرة فِي الظَّهْر، خَزِل يَخْزَل خَزَلًا، فَهُوَ أَخْزَلُ ومَخْزُول. والأَخزل: الَّذِي فِي وسَط ظَهْرِهِ كَسْرَة وهو مَخْزُول الظَّهر.

(1). قوله [وفصل أَعضاءه] هكذا في الأَصل

(2)

. قوله [لا دل الخرامل] تقدم في ترجمة قرزح الخوامل في البيت بالواو والصواب كما هنا

ص: 203

وَفِي وَسَطِ ظَهْرِهِ خُزْلَة أَي هُوَ مِثْلُ سَرْج «1» والأَخْزَل مِنَ الإِبل: الَّذِي ذَهَب سَنامُه كُلُّهُ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، وأَما الأَجزل، بِالْجِيمِ، فَهُوَ الَّذِي أَصابت غَارِبَهُ دَبَرَة فاطمأَنَّ موضعُه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أُراه أَراد الأَجزل، بِالْجِيمِ، فَصَحَّفَهُ وَجَعَلَهُ خَاءً، وَقَدْ مَضَى الْحَدِيثُ عَلَى جَزْلٍ. وأَما الخَزْل، بِالْخَاءِ، فَهُوَ الْقَطْعُ؛ يُقَالُ: خَزَلْته فانْخَزَلَ أَي قَطَعْتُهُ فَانْقَطَعَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

يَكاد الخَصْرُ يَنْخَزِل

مَعْنَاهُ يَنْقَطِعُ لضُمْرِه، كَمَا قَالَ الْآخَرُ يَكَادُ يَنْغَرِف أَي يَنْقَطِعُ، عَلَى أَن الجَزْل بِالْجِيمِ يَكُونُ قَطْعاً. يُقَالُ: جَازِلٌ مِنَ الجُزَّال، وَلَعَلَّ الْخَاءَ وَالْجِيمَ يَتَعَاقَبَانِ فِي هَذَا. وانْخَزَلَ الشيءُ: انْقَطَعَ. والاخْتِزَال: الِاقْتِطَاعُ. يُقَالُ: اخْتَزَلَه عَنِ الْقَوْمِ مِثْلُ اخْتَزَعه. واخْتَزَلَ فُلَانٌ المالَ، بِالْخَاءِ، إِذا اقْتَطَعَهُ، لَا يُقَالُ إِلَّا بِالْخَاءِ. وَفِي حَدِيثِ الأَنصار:

وَقَدْ دَفَّت دافَّةٌ مِنْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يَخْتَزِلُونا مِنْ أَصلنا

أَي يُرِيدُونَ أَن يَقْتَطِعونا وَيَذْهَبُوا بِنَا مُنْفَرِدِينَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ:

أَرادوا أَن يَخْتَزِلُوه دُونَنَا

أَي يَنْفَرِدُوا بِهِ، وَفِي حَدِيثِ أُحُد:

انْخَزَلَ عبدُ اللَّهِ بنُ أُبيٍّ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ

أَي انْفَرَدَ. والمَخْزُول مِنَ الشِّعْر؛ ابْنُ سِيدَهْ: الخَزْل والخُزْلة فِي الشِّعْر ضَرْب مِنْ زِحاف الْكَامِلِ سُقُوطُ الأَلف وَسُكُونُ التَّاءِ مِنْ مُتَفَاعِلُنْ فَيَبْقَى مُتْفَعْلُنْ، وَهَذَا الْبِنَاءُ غَيْرُ مَقُول فَيُصْرَفُ إِلى بناءٍ مَقول وَهُوَ مُفْتَعِلُنْ؛ وَبَيْتُهُ:

مَنْزِلة صَمَّ صَدَاها وعَفَت

أَرْسُمُها، إِن سُئِلَتْ لَمْ تُجِبِ

اللَّيْثُ: الخُزْلة سُقُوطُ تَاءِ مُتَفَاعِلُنْ وَمُفَاعَلَتُنْ؛ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ خُزْلَةٌ «2» كَقَوْلِهِ:

وأَعطى قَوْمه الأَنصار فَضْلًا،

وإِخوتَهُم مِنَ المُهاجِرِينا

وَتَمَامُهُ: مِنَ المُتَهاجِرينا. قَالَ: وَلَا يَكُونُ هَذَا إِلا فِي الْوَافِرِ وَالْكَامِلِ؛ وَمِثْلُهُ:

لَقَدْ بَحِحْتُ مِنَ النِّداء

بِجَمْعِكم: هَلْ مِنْ مُبارِز؟

تَمَامُهُ: وَلَقَدْ، بِالْوَاوِ، وَيُسَمَّى هَذَا أَخزل وَمَخْزُولًا. وَرَجُلٌ خُزَلة وخُزَرة أَي يَحْبِسُكَ عَمَّا تُرِيدُ ويَعُوقك عَنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والاخْتِزَال الْحَذْفُ، اسْتَعْمَلَهُ سِيبَوَيْهِ كَثِيرًا، قَالَ: وَلَا أَعلم ذَلِكَ عَنْ غَيْرِهِ. وانْخَزَل عَنْ جَوَابِي: لَمْ يَعْبَأ بِهِ. وانْخَزَل فِي كَلَامِهِ: انْقَطَعَ. وَيَقُولُ الْقَائِلُ إِذا أَنشد بَيْتًا فَلَمْ يَحْفَظْهُ كُلَّهُ: قَدْ كَانَ عِنْدِي خُزْلة هَذَا الْبَيْتِ أَي الَّذِي يُقيمه إِذا انْخَزل فذَهَب مَا يُقيمه. واخْتَزَل برأْيه: انْفَرَدَ. وخَزَلَه عَنْ حَاجَتِهِ يَخْزِلُه: خَوَّفَهُ «3» . وخَوْزَل: اسْمُ امرأَة.

خزعل: الخَزْعَلة: خَمَعان الضِّبْعان. وخَزْعَل الْمَاشِي: نَفَضَ رِجْلَه؛ قَالَ:

ورِجْلِ سوءٍ مِنْ ضِعاف الأَرجُل

مَتَى أُرِدْ شَدَّتها تُخَزْعِل

خَزْعَلَة الضِّبْعان بين الأَرْمُل

(1). قوله [أَيْ هُوَ مِثْلُ سَرْجٍ] هكذا في الأَصل ولعله أو هوّة مثل سرج، والهوّة بالضم وتشديد الواو: المكان المنهبط كما في القاموس

(2)

. قوله [خزلة] هكذا الخاء غير مقيَّدة بالحركة ولعلها مفتوحة

(3)

. قوله [خوفه] قال شارح القاموس: كذا هو فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُحْكَمِ، والصواب عوقه كما في القاموس

ص: 204

وَنَاقَةٌ بِهَا خَزْعَال أَي ظَلْع. وخَزْعَل فِي مِشْيته أَي عَرِج. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلال مَفْتُوحُ الْفَاءِ مِنْ غَيْرِ ذَوَاتِ التَّضْعِيفِ إِلَّا حَرْفٌ وَاحِدٌ. يُقَالُ: نَاقَةٌ بِهَا خَزْعَال إِذا كَانَ بِهَا ظَلْع، وَزَادَ ثَعْلَبٌ: قَهْقَار، وَخَالَفَهُ النَّاسُ وَقَالُوا قَهْقَرٌّ، وَزَادَ أَبو مَالِكٍ قَسْطال وَهُوَ الغُبار، وأَما فِي الْمُضَاعَفِ فَفَعْلال فِيهَا كَثِيرٌ نَحْوَ الزَّلْزال والقَلْقال. وخَزْعَل خَزْعَلةً: طَلَع. والخُزْعَالَة: اللَّعِب والمُزَاح [المِزَاح].

خزعبل: الخُزَعْبِل والخُزَعْبِيل: الْبَاطِلُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الأَباطيل. قَالَ الْجَرْمِيُّ الخُزَعْبِيلَة مَا أَضْحَكْتَ بِهِ الْقَوْمَ؛ يُقَالُ: هَاتِ بَعْضَ خُزَعْبِيلاتك؛ خُزَعْبِيلاتُ الْكَلَامِ: هَزْله ومِزَاحه. والخُزَعْبِلة: الفُكاهة والمُزاح [المِزَاح]. وَمِنْ أَسماء العَجَب الخُزَعْبِلة والحَدَنْبَدَى، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: خَزَعْبَل وخُزَعْبِيل هِيَ الأَحاديث المستَظْرَفة.

خزنبل: اللَّيْثُ: الخَزَنْبَل هِيَ الحَمْقاء، وَيُقَالُ هِيَ الْعَجُوزُ المُتَهَدِّمة، والجمع الخَزَابِل.

خسل: الخَسِيل: الرَّذْل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْجَمْعُ خَسَائِل وخِسَال، الأُولى نَادِرَةٌ. وَهُوَ مِنْ خَسِيلتهم أَي مِنْ خُشارتهم، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي حَرْفِ الْحَاءِ. والخُسالة والحُسالة: الرَّدِيء مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والمَخْسول والمَحْسُول: المَرْذول، بِالْخَاءِ وَالْحَاءِ جَمِيعًا، والمُخَسَّل والمُحَسَّل مِثْلُهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

ذِي رَأْيهم والعاجِزِ المُخَسَّل

ورَجُل مُخَسَّل ومَخْسُول: مَرْذول. والخُسَّل والخُسَّال: الأَرذال والضُّعَفاء؛ وَقَالَ:

ونَحْن الثُّرَيَّا وجَوْزَاؤُها،

وَنَحْنُ الذِّرَاعان والمِرْزَمُ

وأَنتم كواكبُ مَخْسُولة،

تُرى فِي السَّمَاءِ وَلَا نُعْلَمُ

وَيُرْوَى: مَسْخُولة. وخَسَلهم: نَفَاهُمْ، والله أَعلم.

خشل: الخَشْل: البَيْضة إِذا أَخْرَجْتَ جَوْفَهَا؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والخَشْل والخَشَل، مُحَرَّك الشِّينِ: المُقْلُ نَفْسُهُ، قِيلَ هُوَ الْيَابِسُ، وَقِيلَ هُوَ رَطْبُه وَصِغَارُهُ الَّذِي لَا يُؤْكَلُ، وَقِيلَ هُوَ نَوَاهُ، وَاحِدَتُهُ خَشْلة وخَشَلَة؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

يَسْتَخْرِج الحَشَراتِ الخُشْنَ رَيِّقُها،

كأَن أَرؤسَها فِي مَوْجه الخَشَلُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ إِنما هُوَ الخَشْل، بِسُكُونِ الشِّينِ لَا غَيْرُ، وأَما الخَشَل فِي بَيْتِ الْكُمَيْتِ فإِنما حرَّكه ضَرُورَةً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وَسَاقَتْ حَصَادَ القُلْقُلان، كأَنما

هُوَ الخَشْل أَعرافُ الرِّياح الزَّعازِع

وَيُرْوَى: كأَنه نَوَى الخَشْل أَي نَوَى المُقْل. والخَشْل: الرَّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقَدْ تَخَشَّلَ، وأَصله مِنْ ذَلِكَ. اللَّيْثُ: الخَشْل مِنَ المُقْل كالحَشَف مِنَ التَّمْر. وَرَجُلٌ مُخَشَّل ومَخْشُول: مَرْذُولٌ وقد خَشَلَه. والخَشْل: رؤوس الحُلِيِّ مِنَ الْخَلَاخِيلِ والأَسْوِرة، وَقِيلَ: الخَشْل مَا تَكَسَّر من رؤوس الحُلِيِّ وأَطرافِه، والخَشَل كَذَلِكَ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:

تَرَى قِطَعاً مِنَ الأَحناش فِيهِ

جَماجِمُهن كالخَشَل النَّزِيع

وَمِمَّا حَكَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ: والخَشْل الأَسْوِرة وَالْخَلَاخِيلُ، بالإِسكان لَا غَيْرُ، وَهُوَ مَا كَانَ مِنْهَا أَجْوَف غَيْرَ مُصْمَت، وَكُلُّ أَجوف غَيْرِ

ص: 205

مُصْمَت فَهُوَ خَشْلٌ، بالإِسكان. قال: وأَما رؤوس الأَسْوِرة وَالْخَلَاخِيلُ فَلَا تَكُونُ إِلا مُصْمَتة وَلَيْسَتْ خَشْلًا؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ:

كثَمَر الحُمَّاض غَيْرِ الخَشْل

أَي غَيْرِ الرَّدِيءِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عُمَرَ الزَّاهِدِ وَابْنِ خَالَوَيْهِ وَابْنِ فَارِسٍ وَغَيْرِهِمْ فِي الخَشْل للمُقْل، كَقَوْلِ ابْنِ حَمْزَةَ إِنه بالإِسكان لَا غَيْرُ، وَإِنَّ مَا وَرَدَ مِنْهُ مُحَرَّكًا فَهُوَ عَلَى جِهَةِ الضَّرُورَةِ كَبَيْتِ الْكُمَيْتِ وَكَبَيْتِ الشَّمَّاخِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَكَذَا رَوَاهُ الْخَلِيلُ بِتَحْرِيكِ الشِّينِ، قَالَ: وَقَدْ قِيلَ إِنهما لُغَتَانِ، والأَعرف فِيهِمَا سُكُونُ الشِّينِ، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ بِالتَّحْرِيكِ أَيضاً عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ، قَالَ: الخَشَل المُقْل والحُلِيُّ، وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الخَشْل المُقْل الْيَابِسُ، وَيُقَالُ لرَطْبه البَهْشُ، وَيُقَالُ لِنَوَاهُ المُلْجُ، وَلِسَوِيقِهِ الحَتِيُّ والعَكِيُّ والثَّتى، الثَّاءُ قَبْلَ التَّاءِ. وَرَجُلٌ مُخَشَّل: مُحَلَّى مِنْ ذَلِكَ. والخَشْل: ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ أَصفر وأَحمر وأَخضر؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

حَتَّى اكْتَسَتْ مِنْ ضَرْب كُلِّ شَكْل،

كَثَمر الحُمَّاض غَيْرِ الخَشْل

والخَشْل: رَدِيءُ المُقْل. والخَشْل: مَا تَكَسَّر مِنَ الحُلِيِّ، وَقِيلَ: إِن الخَشْل فِي بَيْتِ ذِي الرُّمَّةِ رؤوس الحُليِّ. وَيُقَالُ: الحَتِيُّ قِشْرة المُقْلة الَّتِي تُؤْكَلُ، والمُقْلة نفسُها بِلَا قِشْرٍ خَشْلة، وَهِيَ النَّواة، قَالَ: فَعَلَى هَذَا لِلَفْظَةِ الخَشْل أَحد عَشَرَ مَعْنًى: المُقْل وَنَوَاهُ وَيَابِسُهُ وَرَدِيئُهُ، وَالرَّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، والحُلِيُّ ورؤُوسه وَمَا تكَسَّر مِنْهُ وَمَا تَجَوَّف مِنْهُ، والمُجَوَّف مَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَضَرْبٌ مِنَ النَّبْت، والخَنْشَلِيلُ نَذْكُرُهُ فِي تَرْجَمَةِ خَنْشَلَ فإِن سِيبَوَيْهِ جَعَلَهُ مَرَّةً ثُلَاثِيًّا وأُخرى رُبَاعِيًّا، والله أَعلم.

خصل: الخَصْلة: الفَضِيلة والرَّذيلة تَكُونُ فِي الإِنسان، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْفَضِيلَةِ، وَجَمْعُهَا خِصَال. والخَصْلة: الخَلَّة. اللَّيْثُ: الخَصْلة حَالَاتُ الأُمور، تَقُولُ: فِي فُلَانٍ خَصْلة حَسَنة وخَصْلة قَبِيحَةٌ، وخِصال وخَصَلات كَرِيمَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ

: مَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلة مِنَ النِّفَاقِ

أَي شُعْبة مِنْ شُعَب النِّفَاقِ وَجُزْءٌ مِنْهُ أَو حَالَةٌ مِنْ حَالَاتِهِ. والخَصْلة والخَصْل فِي النِّضال: أَن يَقَعَ السَّهم بِلزْق القِرْطاس، وإِذا تَنَاضَلُوا عَلَى سَبْق حَسَبوا خَصْلتين بمُقَرْطَسَة. وَيُقَالُ: رَمى فأَخْصَل، قَالَ: وَمَنْ قَالَ الخَصْل الإِصابة فَقَدْ أَخطأَ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

تِلْكَ أَحْسابُنا، إِذا احْتَتَنَ الخَصْلُ،

وَمَدَّ المَدَى مَدَى الأَغراض

وَقَدْ أَخْصَلَ الرَّامي. وتَخَاصَل القومُ: تَراهنوا عَلَى النِّضال، ويُجْمَع عَلَى خِصَال. وأَصاب خَصْلَه وأَحْرز خَصْلَه: غَلَب عَلَى الرِّهان. والخَصِيل: المَقْمور. والخَصل فِي النِّضَالِ: الخَطَر الَّذِي يُخَاطِرُ عَلَيْهِ، وأَنشد بَيْتَ الطِّرِمَّاحِ؛ وأَنشد لِآخَرَ:

وَلِي إِذا ناضلتُ سَهْمُ الخَصْل

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه كَانَ يَرْمي فإِذا أَصاب خَصْلة قَالَ أَنا بِها أَنا بِها

؛ الخَصْلة الإِصابة فِي الرَّمْيِ وَهِيَ المَرَّة مِنَ الخَصْل، وَهِيَ الْغَلَبَةُ فِي النِّضال والقَرْطسة فِي الرَّمْي، قَالَ: وأَصل الخَصْل القَطْع لأَن الْمُتَرَاهِنِينَ يُقَطِّعُونَ أَمرهم عَلَى شَيْءٍ مَعْلُومٍ. وخَصَل القومَ خَصْلًا وخِصَالًا: نَضَلَهم؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ رَجُلًا:

سَبَقْتَ إِلى الْخَيْرَاتِ كلَّ مُناضِل،

وأَحْرَزْتَ بِالْعَشَرِ الْوَلَاءِ خِصَالَها

ص: 206

ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا أَصاب القِرْطاسَ فَقَدْ خَصَلَه. أَبو عَمْرٍو: الخَصْل القَمْر فِي النِّضال، وَقَدْ خَصَلَه إِذا قَمَره، وتَخَاصَلوا إِذا اسْتَبَقوا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الخَصْلة الإِصابة فِي الرَّمْيِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الخَصْلَة القَمْرة. يُقَالُ: لِي عِنْدَهُ خَصْلَة وَخَصْلَتان أَي قَمْرة وقَمْرتان، وَهِيَ الخِصَال. والخَصِيلة: كُلُّ قِطْعة مِنْ لَحْمٍ عَظُمَت أَو صَغُرت، وَقِيلَ: هِيَ لَحْمُ الْفَخْذَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ والعَضُدين وَالذِّرَاعَيْنِ؛ وأَنشد:

عَارِي القَرَا مُضْطَرِب الخَصَائِل

وَقِيلَ: هِيَ كُلُّ عَصَبة فِيهَا لَحْمٌ غَلِيظٌ؛ وَقَالَ القَطِران السَّعدي:

وجَوْنٍ أَعانته الضُّلوع بزَفْرَة

إِلى مُلُط بانَتْ، وبانَ خَصِيلُها

إِلى مُلُطٍ أَي مَعَ مُلُط، والمُلُط: جَمْعُ مِلاط الْعَضُدُ وَالْكَتِفُ، وَقِيلَ: الخَصِيلَة كُلُّ لَحْمةٍ عَلَى حَيِّزها مِنْ لَحْمِ الْفَخِذَيْنِ وَالْعَضُدَيْنِ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ:

يَرْهَزُ رَهْزاً يُرْعِد الخَصَائِلا

وَقَالَ ضَابِئٌ:

إِذا هَمَّ لَمْ تُرْعَد عَلَيْهِ خَصائِلُه

وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

حَتَّى استخلَّت خَصَائِله

وَفِي كِتَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلى الْحَجَّاجِ: كَمِيشَ الإِزار مُنْطَوِيَ الخَصِيلَة، قَالَ: هُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَكُلُّ لَحْمٍ مِنْ عَصَبة خَصِيلَة، وَجَمْعُهُ خَصَائِل؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

حَتَّى ارْعَوَيْنَ إِلى حَدِيثي،

بَعْدَ إِرْعاد الخَصَائِل

وَقِيلَ: الخَصِيلة كلُّ مَا انْمَاز مِنْ لَحْمِ الْفَخِذَيْنِ، وَالْجَمْعُ خَصِيل وخَصَائِل. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ يَصِفُ فَرَسًا: إِنه سَبْط الخَصِيل وَهْواه الصَّهِيل؛ وَقَالَ زُهير فِي صِفَةِ فَرَسٍ:

ونَضْرِبه، حَتَّى اطْمَأَنَّ قَذَالُه،

وَلَمْ تَطْمَئِنَّ نَفْسُه وخَصَائِلُه

قَالَ: وَرُبَّمَا اسْتَعْمَلَ فِي الإِنسان؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

يَبيتُ أَبو لَيْلَى دَفِيئاً، وضَيْفُه

مِنَ القَرِّ يُضْحي مُسْتَخَفّاً خَصَائِلُه

والخَصِيلَة: الطَّفْطفَة. والخَصِيلَة: الْقَلِيلَةُ مِنَ الشَّعْرِ، وَهِيَ الخُصْلة، وَقِيلَ: الخُصْلَة الشَّعْرُ الْمُجْتَمِعُ. اللَّيْثُ: الخُصْلَة، بِالضَّمِّ، لَفِيفَة مِنَ الشَّعْرِ، وَجَمْعُهَا خُصَل؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٌ:

تَتَّقِيني بتَلِيلٍ ذِي خُصَل

التَّهْذِيبُ: والخَصِيل الذَّنَب؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ:

وفَرْدٍ يطيرُ البَقُّ عِنْدَ خَصِيلَه،

يَدِبُّ كنَفْضِ الرِّيح آلَ السُّرادق

أَراد بالفَرْد ثَوْرًا مُنْفَرِدًا. قَالَ: وَكُلُّ غُصْنٍ مِنْ أَغصان الشَّجَرِ خُصْلَة. وخَصَّلْت الشَّجَرَ تَخْصِيلًا إِذا قَطَّعت أَغصانَه وشَذَّبته؛ وَقَالَ مُزَاحِمٌ الْعُقَيْلِيُّ يَصِفُ صُرَدَيْن:

كَمَا صَاحَ جَوْنا ضالتَيْنِ تَلاقَيَا

كَحِيلان فِي أَعلى ذُرىً لَمْ تُخَصَّل

أَراد بالجَوْنَين صُرَدَين أَخضرين، جَعَلَهُمَا كَحِيلَينِ بخَطٍّ مِنْ مُؤْخِر الْعَيْنِ إِلى نَاحِيَةِ الصُّدْغ مِنَ الإِنسان.

ص: 207

والخَصْلَة والخُصْلَة: العُنْقود. والخَصْلَة والخُصْلَة والخَصَلَة، كُلُّ ذَلِكَ: عودٌ فِيهِ شَوْكٌ، وَقِيلَ: هُوَ طَرَفُ الْقَضِيبِ الرَّطب اللَّين، وَقِيلَ: هُوَ مَا رخُص مِنْ قُضْبان العُرْفُط. والخُصَل: أَطراف الشَّجَرِ المُتَدَلِّيةُ. وخَصَلَه يَخْصُلُهُ خَصْلًا: قَطَعه. وخَصَّلَ البعيرَ: قَطَع لَهُ ذَلِكَ. والمِخْصَال: المِنْجَل. والمِخْصَل: القَطَّاع مِنَ السُّيُوفِ وَغَيْرِهَا، لُغَةٌ فِي المِقْصَل، وَكَذَلِكَ المِخْذَم. ابْنُ الأَعرابي: المِخْصَل والمِخْضَل، بالصاد وَالضَّادُ، والمِقْصَل السَّيْفُ. وخَصَّلَ الشيءَ: جَعَلَهُ قِطَعاً؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

وإِن يُرِدْ ذَلِكَ لَا يُخَصِّلُ

وَبَنُو خُصَيْلَة: بطن.

خضل: الخَضِل والخَاضِل: كلُّ شيءٍ نَدٍ يَتَرَشَّش مِنْ نَدَاه، فَهُوَ خَضِلٌ؛ قَالَ دُكَيْن:

أُسْقَى بِرَاوُوقِ الشَّبابِ الخَاضِل

وَقَدْ خَضِلَ خَضَلًا واخْضَلَّ واخْضالَّ وأَخْضَلَ الثوبَ دمعُه: بَلَّه، وَكَذَلِكَ أَخْضَلَتْه السماءُ حَتَّى خَضِلَ خَضَلًا. وأَخْضَلَتْنا السماءُ: بَلَّتْنا بَلًّا شَدِيدًا؛ وَنَبَاتٌ خَضِلٌ بالنَّدَى. وأَخْضَلْت الشيءَ فَهُوَ مُخْضَل إِذا بَلَلْته. وَشَيْءٌ خَضِلَ أَي رَطْب. والخَضِلُ: النَّبَاتُ النَّاعِمُ. واخْضأَلَّت الشَّجَرَةُ اخْضِئْلالًا: لُغَةٌ فِي اخْضَالَّت إِذا كَثُرَ أَغصانها وأَوراقها. وأَخْضَلَ واخْضَلَّ واخْضَوْضَلَ اخْضِيضَالًا: ابْتَلَّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

وليلةٍ ذاتِ نَدىً مُخْضَلِ

وَفِي الْحَدِيثِ

: خَطَبَ الأَنصار فبَكَوْا حَتَّى أَخْضَلُوا لِحاهم

أَي بَلُّوها بِالدُّمُوعِ. يُقَالُ: خَضِلَ وأَخْضَلَ إِذا نَدِي، وأَخْضَلْته أَنا؛ وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ لَمَّا أَنشده الأَعرابي:

يَا عُمَر الخَيْر جُزِيتَ الجَنَّه

بَكَى حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيتُه

، وَحَدِيثُ

النَّجَاشِيِّ: بَكَى حَتَّى أَخْضَلَ لحيتَه.

وَفِي حَدِيثِ

أُم سُلَيْمٍ قَالَ: خَضِّلِي قَنَازِعَك

أَي نَدِّي شَعَرَك بِالْمَاءِ والدُّهْن لِيَذْهَبَ شَعَثُه، والقَنازِعُ: خُصَل الشِّعْرِ. وَفِي حَدِيثِ

قُسٍّ: مُخْضَوْضِلَة أَغصانُها

، هِيَ مُفْعَوْعِلة مِنْهُ لِلْمُبَالَغَةِ. وشِواءٌ خَضِلٌ رَشْرَاش أَي رَطْبٌ جَيِّد النُّضْج. والخَضِيلَة: الرَّوْضَةُ، وَقِيلَ: الرَّوضة القَمِعة. والخُضُلَّة: النَّعْمَة والرِّي. وَهُمْ فِي خُضُلَّةٍ مِنَ الْعَيْشِ أَي نَعْمَة ورَفاهِية؛ قَالَ مِرْدَاسُ الدُّبَيْرِيُّ:

أُداوِرُها كَيْما تَلِين، وإِنني

لأَلْقَى عَلَى العِلّات مِنْهَا التَّماسِيا

إِذا قلتُ: إِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ خُضُلَّةٍ

وَلَا شَرْزَ، لاقَيتُ الأُمور البَجارِيا

يَعْنِي الخِصْب ونَضَارة الْعَيْشِ، والشَّرْز: الغِلْظ، والتَّماسِيا: الدَّوَاهِي. وَيُقَالُ: أَخْضَلَتْ دموعُ فُلَانٍ لحيتَه، وَلَمْ يُسْمَعوا يَقُولُونَ: خَضِلَ الشيءُ. واخْضَلَّ الثَّوْبُ اخْضِلالًا: ابْتَلَّ، وَعَيْشٌ مُخْضَلٌ ومُخْضَلٌّ: نَاعِمٌ. وخُضُلَّة الرَّجُلِ: امرأَتُه. وَقَالَ بَعْضُ سَجَعة فِتْيَانِ الْعَرَبِ: تَمَنَّيْتُ خُضُلَّه، ونَعْلَين وحُلَّه. وَيُقَالُ لِلَّيْلِ إِذا أَقبل طِيبُ بَرْده: قَدِ اخْضَلَّ اخْضِلالًا؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

مِنْ أَهل قَرْنٍ فَمَا اخْضَلَّ العِشاءُ لَهُ،

حَتَّى تَنَوَّرَ بالزَّوْراءِ مِنْ خِيَم

ص: 208

وَقَالَ الْهُذَلِيُّ:

جَاءَتْ كَخَاصِي العَيْر لَمْ تُكْسَ خَضْلةً،

وَلَا عَاجَّةً مِنْهَا تلوحُ عَلَى وَشْم

يُقَالُ: جَاءَ كَخَاصِي العَير أَي جَاءَ عُرْيَانًا لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: الخَضْلَة خَرَزة مَعْرُوفَةٌ. وخُضُلَّة: مِنْ أَسماء النِّسَاءِ. والخَضْل: اللُّؤْلُؤُ، بِسُكُونِ الضَّادِ، يَثْرِبِيّة، وَاحِدَتُهُ خَضْلَة. وَلُؤْلُؤَةٌ خَضْلَة: صَافِيَةٌ. وَجَاءَتِ امرأَة إِلى الْحَجَّاجِ بِرَجُلٍ فَقَالَتْ: تَزَوَّجَني هَذَا عَلَى أَن يُعْطِيَنِي خَضْلًا نَبيلًا، يَعْنِي لُؤْلُؤًا صَافِيًا جَيِّداً. ودُرَّة خَضْلَة: صَافِيَةً، والنَّبيل الْكَثِيرُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نَزَلْنَا فِي خُضُلَّة مِنَ العُشْب إِذا كَانَ أَخضر نَاعِمًا رَطْبًا. وَيُقَالُ: دَعْنِي مِنْ خُضُلّاتك أَي مِنْ أَباطيلك.

خطل: الخَطَل: خِفَّةٌ وَسُرْعَةٌ، خَطِلَ خَطَلًا فَهُوَ خَطِلٌ وأَخْطَلُ. والخَاطِل: الأَحمق العَجِل، وَهُوَ أَيضاً السَّريع الطَّعنِ العَجِلُهُ؛ قَالَ:

أَحْوَس فِي الهَيْجاء بالرُّمْح خَطِل

وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ للأَحمق العَجِل خَطِلٌ، وَلِلْمُقَاتِلِ السَّرِيعِ الطَّعْنِ خَطِل؛ وأَنشد:

أَحْوَس فِي الظَّلْماء بالرُّمح الخَطِل

فأَتى بالخَطِل بالأَلف وَاللَّامِ. وَسَهْمٌ خَطِلٌ: يَعْجَل فَيَذْهَبُ يَمِينًا وَشِمَالًا لَا يَقْصِد قَصْد الهَدَف؛ قَالَ:

هَذَا لِذَاكَ وقَوْلُ المرءِ أَسْهُمُه،

مِنْهَا المُصيبُ وَمِنْهَا الطَّائِشُ الخَطِل

وَالْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ خَطِل خَطَلًا، وَهُوَ أَخْطَلُ؛ وَقَوْلُهُ:

لَمَّا رأَيت الدهرَ جَمًّا خَبَلُه،

أَخْطَلَ، والدَّهْرُ كثيرٌ خَطَلُه

إِنما عَنَى أَنه لَا يَقْصِدُ فِي أَعماله وَلَا يَعْتَدِلُ فِي أَفعاله. وَرَجُلٌ خَطِلُ الْيَدَيْنِ وخَطِلٌ فِي الْمَعْرُوفِ: عَجِلٌ عِنْدَ إِعْطاء النَّفَل. وَيُقَالُ للجَوَاد مِنَ الرِّجَالِ: خَطِلُ الْيَدَيْنِ بِالْمَعْرُوفِ أَي عَجِلٌ عِنْدَ الإِعطاء. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ جَواد خَطِلٌ أَي سَرِيعُ الإِعطاء. والخَطَل: الْكَلَامُ الْفَاسِدُ الْكَثِيرُ الْمُضْطَرِبُ، خَطِلَ خَطَلًا، فَهُوَ أَخْطَلَ وخَطِلَ. أَبو عُبَيْدٍ: الهُراء المَنْطِق الْفَاسِدُ، وَيُقَالُ الْكَثِيرُ، والخَطَل مِثْلُهُ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قوله رؤْبة:

ودَغْية مِنْ خَطِل مُغْدَوْدِن

الدَّغْية: الخُلُق الرَّدِيءُ، إِنه لَذُو دَغَوات «4» أَي أَخلاق رَدِيئَةٍ؛ قَالَ: والخَطِل الْمُضْطَرِبُ. أَبو عَمْرٍو: خَطِلَ الرجلُ فِي كَلَامِهِ، بِالْكَسْرِ، خَطَلًا وأَخْطَلَ فِي كَلَامِهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي أَفْحَش. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه: فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَل وزَيَّن لَهُمُ الخَطَل

؛ الخَطَل: المَنْطِقُ الْفَاسِدُ. وخَطَلُ المرأَةِ: فُحْشُها وَرِيبَتُهَا. وامرأَة خَطَّالَة: فَحَّاشة أَو ذَاتُ رِيبَةٍ. والخَطَلُ: الطُّولُ وَالِاضْطِرَابُ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الإِنسان وَالْفَرَسِ وَالرُّمْحِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. رُمْحٌ خَطِلٌ وأَخْطَلُ: مُضْطَرِبٌ. وَلِسَانٌ خَطِل وَرَجُلٌ أَخْطَلُ اللِّسَانِ إِذا كَانَ مُضْطَرِبَ اللِّسَانِ مُفَوَّهاً. وَرَجُلٌ خَطِلُ الْقَوَائِمِ: طويلُها. وأُذُن خَطْلاءُ بَيِّنة الخَطَل: طَوِيلَةٌ مُضْطَرِبَةٌ مُسْتَرْخِيَةٌ. وَشَاةٌ خَطْلاء: أَذْناءُ. اللَّيْثُ: الخَطْلاء مِنَ الشَّاءِ الْعَرِيضَةِ الأُذنين جِدًّا، أُذُناه خَطْلاوَانِ كأَنهما نَعْلان. وَيُقَالُ للمرأَة الْجَافِيَةِ الخَلْق الطَّوِيلَةِ الْيَدَيْنِ: امرأَة خَطْلاء، ونِسْوة خُطْل. وَكِلَابُ الصَّيْدِ خُطْلٌ لِاسْتِرْخَاءِ آذَانِهَا، وَالْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ خَطِلَ خَطَلًا. وثَلَّة خُطْل:

(4). قوله [لذو دغوات] عبارة الجوهري: إنه لذو دغوات ودغيات أي أخلاق رديئة

ص: 209

وَهِيَ الْغَنَمُ الْمُسْتَرْخِيَةُ الْآذَانِ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الأَخْطَل الشَّاعِرُ، وَقِيلَ: إِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لِطُولِ لِسَانِهِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الخَطَل فِي الْقَوْلِ؛ وَذَلِكَ أَنه قَالَ لِكَعْبِ بْنِ جُعَيل:

لعَمْرُك إِنَّني، وابْنَيْ جُعَيْل

وأُمَّهُما، لإِسْتارٌ لئيمُ

فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: إِنك لأَخْطَل مِنَ الخَطَل فِي الْقَوْلِ وَهُوَ الفُحْش، فَسُمِّيَ الأَخْطَل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. والخَطَل: التَّلَوِّي وَالتَّبَخْتُرُ، وَقَدْ خَطِلَ فِي مِشْيته. والخَطِل مِنَ الثِّيَابِ: مَا خَشُن وغَلُظَ وجَفَا؛ وأَنشد:

أَعَدَّ أَخْطَالًا لَهُ وَتَرْمُقَا

يَعْنِي الصَّيّاد. والخَطِل: طَرَف الفُسْطاط، وَجَمْعُهُ أَخْطَال. وَثَوْبٌ خَطِلٌ: يَنْجَرُّ عَلَى الأَرض مِنْ طُولِهِ. والخَيْطَل: السِّنَّوْر؛ قَالَ:

يُداري النَّهار بسَهْم لَهُ،

كَمَا عَالَجَ الغُفَّةَ الخَيْطَلُ «1»

. ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الهرُّ «2» . والخَيْطَل: الخازِبَازُ. والخَيْطَل: الْكَلْبُ. والخَيْطَل: مِنْ أَسماء الدَّاهِيَةِ. والخَيْطَل: جَمَاعَةُ الْجَرَادِ مِثْلُ الخَيْط؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما لَمْ أَحكم عَلَى لَامِهَا بِالزِّيَادَةِ لأَن اللَّامَ قَلِيلًا مَا تُزَادُ إِنما زِيدَتْ فِي عَبْدَل، وَلِذَلِكَ قَضَيْنَا أَن لَامَ طَيسَل أَصل، وإِن كَانُوا قَدْ قَالُوا طَيْس. والخَيْطَل: العَطَّار.

خعل: الخَيْعَل: الفَرْوُ، وَقِيلَ: ثَوْبٌ غَيْرُ مَخيط الفَرْجَيْن يَكُونُ مِنَ الْجُلُودِ وَمِنَ الثِّيَابِ، وَقِيلَ: هُوَ دِرْعٌ يُخاط أَحد شِقَّيه تَلْبَسه المرأَة كَالْقَمِيصِ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهَذْلِيُّ:

السَّالِكُ الثُّغْرة اليَقْظان كالِئُها،

مَشْيَ الهَلُوك عَلَيْهَا الخَيْعَل الفُضُلُ

وَقِيلَ: الخَيْعَل قَمِيصٌ لَا كُمَّيْ لَهُ. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ تُقْلَبُ فَيُقَالُ خَيْلَع، قَالَ: وَرُبَّمَا كَانَ غَيْرَ مَنْصوح الفَرْجَيْن، وأَورد نِصْفَ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي نَسَبَهُ ابْنُ سِيدَهْ لِلْجَوْهَرِيِّ، وَنَسَبَهُ لتأَبط شَرًّا، وَقَدْ نَسَبَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ الْبَيْتَ بِكَمَالِهِ أَيضاً لِلْمُتَنَخِّلِ، فإِما أَن يَكُونَ أَبو مَنْصُورٍ وَهِمَ فِيهِ أَو يَكُونَ لتأَبط شَرًّا عجُز بَيْتٍ عَلَى هَذَا النَّصِّ؛ وأَنشد الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ أَيضاً لِحَاجِزِ السَّرَوِيِّ:

وأَدْهَمَ قَدْ جُبْتُ ظَلْمَاءَهُ،

كَمَا اجْتابَت الكاعِبُ الخَيْعَلا

وَتَقُولُ: خَيْعَلْتُه فَتَخَيْعَلَ أَي أَلبسته الخَيْعل فَلبِسه. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الخَوْعَلة الِاخْتِبَاءُ مِنْ رِيبَةٍ. والخَيْعَل: الخَيْلَع. والخَيْعَل: مِنْ أَسماء الذِّئب. وخَيَاعِل: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

يَجُوز مَهْواةً إِلى خَيَاعِلا «3»

. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الخَيْعَل قَمِيصٌ لَا كُمَّيْ لَهُ، وإِنما أُسقطت النُّونُ مِنْ كُمَّيْنِ للإِضافة لأَن اللَّامَ كالمُقْحَمة لَا يُعْتَدُّ بِهَا فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ، كَقَوْلِكَ لَا أَبا لَكَ وأَصله لَا أَباك؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ أَبي حَيَّة النُّميري:

أَبالمَوْتِ الَّذِي لَا بُدَّ أَنِّي

مُلاقٍ، لَا أَباكِ تُخَوِّفِيني؟

(1). قوله [يداري النهار إلخ] تَقَدَّمَ هَذَا الْبَيْتِ فِي تَرْجَمَةِ غفف: يُدِيرُ النَّهَارَ بِجَشْءٍ لَهُ إلخ، والجشء، بالفتح: هو السهم

(2)

. قوله [هي الهرّ] هكذا في الأصل، والهرّ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى

(3)

. قوله [يجوز مهواة إلخ] عجز بيت، وصدره كما في شرح القاموس:

وعقد الأرباق والحبائلا

ص: 210

وَقَوْلُهُمْ: لَا عَبْدَيْ لَكَ لأَنه بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ لَا عَبْدَيْك، وَلَا تُحْذَفُ النُّونُ فِي مِثْلِ هَذَا إِلا عِنْدَ اللَّامِ دُونَ سَائِرِ حُرُوفِ الْخَفْضِ لأَنها لَا تأْتي بمعنى الإِضافة.

خفل: ابْنُ الأَعرابي: الخَافِلُ الهارِبُ، وَكَذَلِكَ الماخلُ والمالِخ.

خفثل: رَجُل خَفْثَلٌ وخُفَاثِل: ضعيف العقل والبدن.

خفجل: الخَفَنْجَل والخُفَاجِل: الثَّقِيلُ الوَخِم، وَقَدْ خَفْجَله الكَسَلُ. الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ: الخَفَنْجَل الرَّجُلُ الَّذِي فِيهِ سَماجة وفَحَجٌ؛ وأَنشد اللَّيْثُ:

خَفَنْجَل يَغْزِل بالدَّرَّارة

خفشل: الخَفَنْشَل: الوَخِمُ الثَّقِيلُ.

خلل: الخَلُّ: مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الخَلُّ مَا حَمُض مِنْ عَصير الْعِنَبِ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

نِعْمَ الإِدامُ الخَلُ

، وَاحِدَتُهُ خَلَّة، يُذهب بِذَلِكَ إِلى الطَّائِفَةِ مِنْهُ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ أَبو زِيَادٍ جاؤوا بِخَلَّة لَهُمْ، قَالَ: فَلَا أَدري أَعَنَى الطَّائِفَةَ مِنَ الخَلِّ أَم هِيَ لُغَةٌ فِيهِ كخَمْر وخَمْرة، وَيُقَالُ للخَمْر أُمُّ الخَلّ؛ قَالَ:

رَمَيْت بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قَلْبِهِ،

فَلَمْ يَنْتَعِشْ مِنْهَا ثَلاثَ لَيَالِ

والخَلَّة: الخَمْرُ عامَّةً، وَقِيلَ: الخَلُّ الْخَمْرَةُ الْحَامِضَةُ، وَهُوَ الْقِيَاسُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

عُقارٌ كَمَاءِ النِّيءِ لَيْسَتْ بِخَمْطَة،

وَلَا خَلَّة يَكوي الشَّرُوبَ شِهابُها

وَيُرْوَى: فَجَاءَ بِهَا صَفْرَاءَ لَيْسَتْ؛ يَقُولُ: هِيَ فِي لَوْنِ مَاءِ اللَّحْمِ النِّيءِ، وَلَيْسَتْ كالخَمْطَة الَّتِي لَمْ تُدْرِك بَعْدُ، وَلَا كالخَلَّة الَّتِي جاوَزَت القَدْر حَتَّى كَادَتْ تَصِيرُ خَلًّا. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ إِن الخَمْر لَيْسَتْ بخَمْطَة وَلَا خَلَّة أَي لَيْسَتْ بِحَامِضَةٍ، والخَمْطَة: الَّتِي قد أَخَذَت شيئا من رِيحٍ كَرِيحِ النَّبِقِ والتُّفَّاح، وَجَاءَنَا بِلَبَنٍ خامطٍ مِنْهُ، وَقِيلَ: الخَلَّة الخَمْرة القَارِصة، وَقِيلَ: الخَلَّة الخَمْرة الْمُتَغَيِّرَةُ الطَّعْمِ مِنْ غَيْرِ حُمُوضَةٍ، وَجَمْعُهَا خَلٌّ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الهذلي:

مُشَعْشَعة كعَيْنِ الدِّيك لَيْسَتْ،

إِذا دِيفَتْ، مِنَ الخَلِّ الخِماط

وخَلَّلَتِ الخَمْرُ وغيرُها مِنَ الأَشربة: فَسَدت وحَمُضَت. وخَلَّلَ الخمرَ: جَعَلَهَا خَلًّا. وخَلَّل البُسْرَ: جَعَلَهُ فِي الشَّمْسِ ثُمَّ نَضَحه بالخَلِّ ثُمَّ جَعَلَهُ فِي جَرَّة. والخَلُّ: الَّذِي يُؤْتَدَمُ بِهِ؛ سُمِّيَ خَلًّا لأَنه اخْتَلَّ مِنْهُ طَعْمُ الحَلاوة. والتَّخْليل: اتِّخَاذُ الخَلِّ. أَبو عُبَيْدٍ: والخَلُّ والخَمْر الْخَيْرُ وَالشَّرُّ. وَفِي الْمَثَلِ: مَا فُلَانٌ بخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا شَرَّ عِنْدَهُ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ يُخَاطِبُ زَوْجَتَهُ:

هلَّا سأَلتِ بعادِياء وبيْتِه،

والخَلِّ والخمرِ الَّذِي لَمْ يُمْنَع

وَيُرْوَى: الَّتِي لَمْ تُمْنَع أَي الَّتِي قَدْ أُحِلَّت؛ وَبَعْدَ هَذَا الْبَيْتِ بأَبيات:

لَا تَجْزَعي إِن مُنْفِساً أَهلكتُه،

وإِذا هَلَكْتُ، فعندَ ذَلِكَ فاجزَعي

وَسُئِلَ الأَصمعي عَنِ الخَلِّ والخَمْر فِي هَذَا الشِّعْرِ فَقَالَ: الخَمْرُ الْخَيْرُ والخَلُّ الشَّرُّ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ: الخَلُّ الْخَيْرُ وَالْخَمْرُ الشَّرُّ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: مَا لَهُ خَلٌّ وَلَا خَمْرٌ أَي مَا لَهُ خَيْرٌ وَلَا شَرٌّ. وَالِاخْتِلَالُ: اتِّخَاذُ الخَلِّ. اللَّيْثُ: الاخْتِلال مِنَ

ص: 211

الخَلِّ مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع لِغَيْرِهِ أَنه يُقَالُ اخْتَلَّ العصيرُ إِذا صَارَ خَلًّا، وَكَلَامُهُمُ الجيِّد: خَلَّلَ شرابُ فُلَانٍ إِذا فَسَد وَصَارَ خَلًّا. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ شَرابُ فُلَانٍ قَدْ خَلَّلَ يُخَلِّلُ تَخْلِيلًا، قَالَ: وَكَذَلِكَ كَلُّ مَا حَمُض مِنَ الأَشربة يُقَالُ لَهُ قَدْ خَلَّلَ. والخَلَّال: بَائِعُ الخَلِّ وصانِعُه. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: الخَلَّة الخُمْرة الْحَامِضَةُ، يَعْنِي بالخُمْرة الْخَمِيرَ، فرُدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: إِنما هِيَ الخَمْرة، بِفَتْحِ الْخَاءِ، يَعْنِي بِذَلِكَ الخَمْر بِعَيْنِهَا. والخَلُّ أَيضاً: الحَمْض؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وأَنشد:

لَيْسَتْ مِنَ الخَلِّ وَلَا الخِمَاط

والخُلَّة: كُلُّ نَبْت حُلْو؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الخُلَّة مِنَ النَّبَاتِ مَا كَانَتْ فِيهِ حَلَاوَةٌ مِنَ المَرْعى، وَقِيلَ: الْمَرْعَى كُلُّهُ حَمْض وخُلَّة، فالحَمْض مَا كَانَتْ فِيهِ مُلُوحَةٌ، والخُلَّة مَا سِوَى ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الشَّجَرِ الْعِظَامِ بحَمْض وَلَا خُلَّة، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخُلَّة تَكُونُ مِنَ الشَّجَرِ وَغَيْرِهِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ مِنَ الشَّجَرِ خَاصَّةً؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الأَرض إِذا لَمْ يَكُنْ بِهَا حَمْض خُلَّةً وإِن لَمْ يَكُنْ بِهَا مِنَ النَّبَاتِ شَيْءٌ يَقُولُونَ: عَلَوْنا أَرضاً خُلَّة وأَرضين خُلَلًا؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الخُلَّة إِنما هِيَ الأَرض. يُقَالُ: أَرْضٌ خُلَّة. وخُلَلُ الأَرضِ: الَّتِي لَا حَمْض بِهَا، قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلشَّجَرِ خُلَّة وَلَا يُذَكَّرُ؛ وَهِيَ الأَرض الَّتِي لَا حَمْضَ بِهَا، وَرُبَّمَا كَانَ بِهَا عِضاهٌ، وَرُبَّمَا لَمْ يَكُنْ، وَلَوْ أَتيت أَرضاً لَيْسَ بِهَا شَيْءٌ مِنَ الشَّجَرِ وَهِيَ جُرُز مِنَ الأَرض قُلْتَ: إِنها لَخُلَّة؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الخُلَّة مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مِلْح وَلَا حُموضة، والحَمْض مَا كَانَ فِيهِ حَمَضٌ ومُلوحة؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ:

صادَفْنَ وَادِيَهُ المغبوطَ نازلُه،

لَا مَرْتَعاً بَعُدَتْ، مِنْ حَمْضه، الخُلَل

وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الخُلَّة خُبْز الإِبل والحَمْض لَحْمُهَا أَو فَاكِهَتُهَا أَو خَبِيصها، وَإِنَّمَا تُحَوَّل إِلى الحَمْض إِذا مَلَّتِ الخُلَّة. وَقَوْمٌ مُخِلُّون: إِذا كَانُوا يَرْعَوْن الخُلَّة. وبَعيرٌ خُلِّيٌّ، وإِبِل خُلِّيَّة ومُخِلَّة ومُخْتَلَّة: تَرْعى الخُلَّة. وَفِي الْمَثَلِ: إِنك مُخْتَلٌّ فتَحَمَّضْ أَي انْتَقِل مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ مَثَل يُقَالُ للمُتَوَعِّد المتهدِّد؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِ الطِّرِمَّاحُ:

لَا يَني يُحْمِضُ العَدُوَّ، وذو الخُلْلَة

يُشْفى صَداه بالإِحْماضِ

يَقُولُ: إِن لَمْ يَرْضَوا بالخُلَّة أَطْعَموهم الحَمْض، وَيَقُولُ: مَنْ جَاءَ مُشْتَهِيًا قتالَنا شَفَيْنا شَهْوَتَهُ بإِيقاعنا بِهِ كَمَا تُشْفى الإِبل المُخْتَلَّة بالحَمْض، وَالْعَرَبُ تَضْرِبُ الخُلَّة مَثَلًا للدَّعة والسَّعة، وَتَضْرِبُ الحَمْضَ مَثَلًا للشَّر والحَرْب. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: جَاءَتِ الإِبل مُخْتَلَّة أَي أَكلت الخُلَّة وَاشْتَهَتِ الحَمْضَ. وأَرض مُخِلَّة: كَثِيرَةُ الخُلَّة لَيْسَ بِهَا حَمْض. وأَخَلَّ القومُ: رَعَتْ إِبلُهم الخُلَّة. وَقَالَتْ بَعْضُ نِسَاءِ الأَعراب وَهِيَ تَتَمَنَّى بَعْلًا: إِن ضَمَّ قَضْقَض، وإِن دَسَر أَغْمَض، وإِن أَخَلَّ أَحْمَض؛ قَالَتْ لَهَا أُمها: لَقَدْ فَرَرْتِ لِي شِرَّة الشَّباب جَذَعة؛ تَقُولُ: إِن أَخذ مِنْ قُبُل أَتبَع ذَلِكَ بأَن يأْخذ مِنْ دُبُر؛ وقول العجاج:

جاؤوا مُخِلِّين فلاقَوْا حَمْضا،

ورَهِبوا النَّقْض فلاقَوْا نَقْضا

أَي كَانَ فِي قُلُوبِهِمْ حُبُّ الْقِتَالِ وَالشَّرِّ فَلَقُوا مَنْ

ص: 212

شَفاهم؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: مَعْنَاهُ أَنهم لاقَوْا أَشدَّ مِمَّا كَانُوا فِيهِ؛ يُضْرب ذَلِكَ لِلرَّجُلِ يَتَوَعَّد ويَتَهَدَّد فَيَلْقَى مَنْ هُوَ أَشد مِنْهُ. وَيُقَالُ: إِبِلٌ حَامِضَةٌ وَقَدْ حَمَضَتْ هِيَ وأَحْمَضتها أَنا، وَلَا يُقَالُ إِبل خَالَّة. وخَلَّ الإِبلَ يَخُلُّها خَلًّا وأَخَلَّها: حَوَّلها إِلى الخُلَّة، وأَخْلَلتها أَي رَعَيْتها فِي الخُلَّة. واخْتَلَّت الإِبلُ: احْتَبَسَتْ فِي الخُلَّة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَنْ أَطيب الخُلَّة عِنْدَ الْعَرَبِ الحَلِيُّ والصِّلِّيان، وَلَا تَكُونُ الخُلَّة إِلا مِنَ العُرْوة، وَهُوَ كُلُّ نَبْت لَهُ أَصل فِي الأَرض يَبْقَى عِصْمةً للنَّعَم إِذا أَجْدَبَتِ السَنَةُ وَهِيَ العُلْقة عِنْدَ الْعَرَبِ. والعَرْفَج والحِلَّة: مِنَ الخُلَّة أَيضاً. ابْنُ سِيدَهْ: الخُلَّة شَجَرَةٌ شَاكَّةٌ، وَهِيَ الخُلة الَّتِي ذَكَرَتْهَا إِحدى الْمُتَخَاصِمَتَيْنِ إِلى ابْنَةِ الخُسِّ حِينَ قَالَتْ: مَرْعى إِبل أَبي الخُلَّة، فقالت لَهَا ابْنَةُ الخُسِّ: سَرِيعَةُ الدِّرَّة والجِرَّة. وخُلَّة العَرْفَج: مَنْبِتُه ومُجْتَمَعُه. والخَلَل: مُنْفَرَج مَا بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ. وخَلَّل بَيْنَهُمَا: فَرَّج، وَالْجَمْعُ الخِلال مِثْلُ جَبَل وَجِبَالٍ، وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ عز وجل: فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ*

، وخَلَله. وخَلَلُ السَّحَابِ وخِلالُه: مَخَارِجُ الْمَاءِ مِنْهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: ثُقَبه وَهِيَ مَخَارِجُ مَصَبّ القَطْر. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي قَوْلِهِ: فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ*

، قَالَ: قَالَ اللِّحْيَانِيُّ هَذَا هُوَ المُجْتَمع عَلَيْهِ، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ

عَنِ الضَّحَّاكِ أَنه قرأَ: فَتَرَى الوَدْق يَخْرُجُ مِنْ خَلَلِه

، وَهِيَ فُرَجٌ فِي السَّحَابِ يَخْرُجُ مِنْهَا. التَّهْذِيبُ: الخَلَّة الخَصَاصةُ فِي الوَشِيع، وَهِيَ الفُرْجة فِي الخُصِّ. وَفِي رأْي فُلَانٍ خَلَل أَي فُرْجة. والخَلَل: الفُرْجة بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. والخَلَّة: الثُّقْبة الصَّغِيرَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الثُّقْبة مَا كَانَتْ؛ وَقَوْلُهُ يَصِفُ فَرَسًا:

أَحال عَلَيْهِ بالقَناةِ غُلامُنا،

فأَذْرِعْ بِهِ لِخَلَّة الشَّاةِ راقِعا

مَعْنَاهُ أَن الْفَرَسَ يَعْدُو وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّاةِ خَلَّة فيُدْركها فكأَنه رَقَع تِلْكَ الخَلَّة بِشَخْصِهِ، وَقِيلَ: يَعْدُو وَبَيْنَ الشَّاتَيْنِ خَلَّة فَيرْقَع مَا بَيْنَهُمَا بِنَفْسِهِ. وَهُوَ خَلَلَهم وخِلالَهم أَي بَيْنَهُمْ. وخِلالُ الدَّارِ: مَا حوالَيْ جُدُرها وَمَا بَيْنَ بُيُوتِهَا. وتَخَلَّلْتُ دِيَارَهُمْ: مَشَيت خِلالها. وتُخَلَّلتُ الرملَ أَي مَضَيت فِيهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ

. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: جَلَسْنا خِلالَ الحيِّ وخِلال دُور الْقَوْمِ أَي جَلَسْنَا بَيْنَ الْبُيُوتِ وَوَسَطَ الدُّوْرِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَالُ سِرْنا خِلَلَ العدُوّ وخِلالهم أَي بَيْنَهُمْ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَوْضَعْت فِي السَّيْرِ إِذا أَسرعت فِيهِ؛ الْمَعْنَى: ولأَسرعوا فِيمَا يُخِلُّ بِكُمْ، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَراد ولأَوْضَعوا مَراكِبهم خِلالَكم يَبْغونكم الْفِتْنَةُ، وَجَعَلَ خِلالكم بِمَعْنَى وَسَطكم. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ

أَي لأَسرعوا فِي الهَرب خِلَالَكُمْ أَي مَا تَفرق مِنَ الْجَمَاعَاتِ لِطَلب الخَلْوَة والفِرار. وتَخَلَّل القومَ: دَخَلَ بَيْنَ خَلَلهم وخِلالهم؛ وَمِنْهُ تَخَلُّل الأَسنان. وتَخَلَّلَ الرُّطَبَ: طَلَبَهُ خِلال السَّعَف بَعْدَ انْقِضَاءِ الصِّرام، وَاسْمُ ذَلِكَ الرُّطَب الخُلالة؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ مَا يَبْقَى فِي أُصول السَّعَف مِنَ التَّمْرِ الَّذِي يَنْتَثِرُ، وَتَخْلِيلُ اللِّحْيَةِ والأَصابع فِي الْوُضُوءِ، فإِذا فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ: تَخَلَّلت. وخَلَّل فُلَانٌ أَصابعَه بِالْمَاءِ: أَسال الْمَاءَ بَيْنَهَا فِي الْوُضُوءِ، وَكَذَلِكَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ إِذا توضأَ فأَدخل الْمَاءَ بَيْنَ شَعْرِهَا وأَوصل الْمَاءَ إِلى بَشَرَتِهِ بأَصابعه. وَفِي الْحَدِيثِ:

خَلِّلُوا أَصابعَكم لَا تُخَلِّلها نَارٌ

ص: 213

قَلِيلٌ بُقْياها

، وَفِي رِوَايَةٍ:

خَلِّلوا بَيْنَ الأَصابع لَا يُخَلِّل اللهُ بَيْنَهَا بِالنَّارِ.

وَفِي الْحَدِيثِ:

رَحِم اللَّهُ المتخلِّلين مِنْ أُمتي فِي الْوُضُوءِ وَالطَّعَامِ

؛ التَّخْلِيل: تَفْرِيقُ شَعْرِ اللِّحْيَةِ وأَصابع الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ فِي الْوُضُوءِ، وأَصله مِنْ إِدخال الشَّيْءِ فِي خِلال الشَّيْءِ، وَهُوَ وسَطُه. وخَلَّ الشيءَ يَخُلُّه خَلًّا، فَهُوَ مَخْلول وخَلِيل، وتَخَلَّلَه: ثَقَبه ونَفَذَه، والخِلال: مَا خَلَّه بِهِ، وَالْجَمْعُ أَخِلَّة. والخِلال: الْعُودُ الَّذِي يُتَخَلَّل بِهِ، وَمَا خُلَّ بِهِ الثَّوْبُ أَيضاً، وَالْجَمْعُ الأَخِلَّة. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِذا الخِلال نُبَايِع.

والأَخِلَّة أَيضاً: الخَشَبات الصِّغَارُ اللَّوَاتِي يُخَلُّ بِهَا مَا بَيْنَ شِقَاق الْبَيْتِ. والخِلال: عُوْدٌ يُجْعَلُ فِي لِسَانِ الفَصِيل لِئَلَّا يَرْضَع وَلَا يَقْدِرَ عَلَى المَصِّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

فَكَرَّ إِليه بمِبْراتِه،

كَمَا خَلَّ ظَهْرَ اللِّسَانِ المُجِرّ

وَقَدْ خَلَّه يَخُلُّه خَلًّا، وَقِيلَ: خَلَّه شقَّ لِسَانَهُ ثُمَّ جَعل فِيهِ ذَلِكَ الْعُودَ. وفَصيل مَخْلُول إِذا غُرز خِلال عَلَى أَنفه لِئَلَّا يَرْضَع أُمه، وَذَلِكَ أَنها تُزْجِيهِ إِذا أَوجع ضَرْعَها الخِلال، وخَلَلْت لسانَه أَخُلُّه. وَيُقَالُ: خَلَّ ثوبَه بخِلال يَخُلُّه خَلًّا، فَهُوَ مَخْلُولٌ إِذا شَكَّه بالخِلال. وخَلَّ الكِساءَ وغيرَه يَخُلُّه خَلًّا: جَمَع أَطرافه بخِلال؛ وَقَوْلُهُ يَصِفُ بَقَرًا:

سَمِعْن بِمَوْتِهِ فَظَهَرْنَ نَوْحاً

قِيَاماً، مَا يُخَلُّ لهنَّ عُود «1»

. إِنَّمَا أَراد: لَا يُخَلُّ لَهُنَّ ثَوْبٌ بِعُوْدٍ فأَوقع الخَلَّ عَلَى الْعُودِ اضْطِرَارًا؛ وَقَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ:

أَلا هَلَكَ امْرُؤٌ قَامَتْ عَلَيْهِ،

بِجَنْبِ عُنَيْزَةَ، البَقَرُ الهُجودُ

قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَيُرْوَى لَا يُحَلُّ لهنَّ عُودٌ، قَالَ: وَهُوَ خِلَافُ الْمَعْنَى الَّذِي أَراده الشَّاعِرُ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنه: كَانَ لَهُ كساءٌ فَدَكِيٌّ فإِذا رَكِبَ خَلَّه عَلَيْهِ

أَي جَمَعَ بَيْنَ طَرَفيه بخِلال مِنْ عُودٍ أَو حَدِيدٍ، وَمِنْهُ: خَلَلْته بِالرُّمْحِ إِذا طَعَنْتُهُ بِهِ. والخَلُّ: خَلُّك الكِساء عَلَى نَفْسِكَ بالخِلال؛ وَقَالَ:

سأَلتك، إِذ خِبَاؤُك فَوْقَ تَلٍّ،

وأَنت تَخُلُّه بالخَلِّ، خَلًّا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ بالخَلّ يُرِيدُ الطَّرِيقَ فِي الرَّمْلِ، وخَلًّا، الأَخير: الَّذِي يُصْطَبَغ بِهِ، يُرِيدُ: سأَلتك خَلًّا أَصْطَبِغ بِهِ وأَنت تَخُلُّ خِباءَك فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنَ الرَّمْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الخَلُّ طَرِيقٌ فِي الرَّمْلِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، يُقَالُ حَيَّةُ خَلٍّ كَمَا يُقَالُ أَفْعَى صَرِيمة. ابْنُ سِيدَهْ: الخَلُّ الطَّرِيقُ النَّافِذُ بَيْنَ الرِّمَالِ الْمُتَرَاكِمَةِ؛ قَالَ:

أَقْبَلْتُها الخَلَّ مِنْ شَوْرانَ مُصْعِدةً،

إِنِّي لأُزْرِي عَلَيْهَا، وَهِيَ تَنْطَلِقُ

قَالَ: سُمِّيَ خَلًّا لأَنه يَتَخَلَّلُ أَي يَنْفُذ. وتَخَلَّلَ الشيءُ أَي نَفَذ، وَقِيلَ: الخَلُّ الطَّرِيقُ بَيْنَ الرَّمْلَتَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ طَرِيقٌ فِي الرَّمْلِ أَيّاً كَانَ؛ قَالَ:

مِنْ خَلِّ ضَمْرٍ حِينَ هَابَا وَدَجَا

وَالْجَمْعُ أَخُلٌّ وخِلال. والخَلَّة: الرَّمْلَةُ الْيَتِيمَةُ

(1). قوله [سمعن بموته إلخ] أورده في ترجمة نوح شاهداً على أَن النوح اسم للنساء يجتمعن للنياحة وأَن الشاعر استعاره للبقر

ص: 214

الْمُنْفَرِدَةُ مِنَ الرَّمْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

يَخْرُجُ الدَّجَّالُ خَلَّة بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ

أَي فِي سَبِيلٍ وَطَرِيقٍ بَيْنَهُمَا، قِيلَ لِلطَّرِيقِ وَالسَّبِيلِ خَلَّة لأَن السَّبِيلَ خَلَّ مَا بَيْنَ الْبَلَدَيْنِ أَي أَخَذَ مخيطَ مَا بَيْنَهُمَا، خِطْتُ الْيَوْمَ خَيْطَة أَي سِرْت سَيْرة، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ مِنَ الحُلول أَي سَمْتَ ذَلِكَ وقُبَالَته. واخْتَلَّه بِسَهْمٍ: انْتَظَمه. واخْتَلَّه بِالرُّمْحِ: نَفَذه، يُقَالُ: طَعَنته فاخْتَلَلْت فؤَداه بالرُّمح أَي انْتَظَمْتُهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

نَبَذَ الجُؤَارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ،

لمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَه بالمِطْرَدِ

وتَخَلَّلَه بِهِ: طَعَنَهُ طَعْنَةً إِثر أُخرى. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ:

وقتِل أُمَيَّة بْنُ خَلَف فَتَخَلَّلوه بِالسُّيُوفِ مِنْ تَحْتِي

أَي قَتَلُوهُ بِهَا طَعْنًا حَيْثُ لَمْ يَقْدِرُوا أَن يَضْرِبُوهُ بِهَا ضَرْبًا. وَعَسْكَرٌ خالٌّ مُتَخَلْخِل: غَيْرُ مُتَضامّ كأَن فِيهِ مَنَافِذَ. والخَلَل: الْفَسَادُ والوَهْن فِي الأَمر وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ كأَنه تُرك مِنْهُ مَوْضِعٌ لَمْ يُبْرَم وَلَا أُحْكِم. وَفِي رأَيه خَلَل أَي انْتِشَارٌ وتَفَرُّق. وَفِي حَدِيثِ

الْمِقْدَامِ: مَا هَذَا بأَول مَا أَخْلَلْتم بِي

أَي أَوهنتموني وَلَمْ تُعِينُونِي. والخَلَل فِي الأَمرِ والحَرْبِ كالوَهْن وَالْفَسَادِ. وأَمر مُخْتَلٌّ: وَاهِنٌ. وأَخَلَّ بِالشَّيْءِ: أَجْحَف. وأَخَلَّ بِالْمَكَانِ وبمَرْكَزه وَغَيْرِهِ: غَابَ عَنْهُ وَتَرَكَهُ. وأَخَلَّ الْوَالِي بِالثُّغُورِ: قَلَّل الجُنْدَ بِهَا. وأَخَلَّ بِهِ: لَمْ يَفِ لَهُ. والخَلَل: الرِّقَّة فِي النَّاسِ. والخَلَّة: الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بِهِ خَلَّة شَدِيدَةٌ أَي خَصَاصة. وَحُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ: اللَّهُمَّ اسْدُدْ خَلَّتَه. وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ لِلْمَيِّتِ:

اللَّهُمَّ اسْدُدْ خَلَّته

أَي الثُّلْمة الَّتِي تَرَكَ، وأَصله مِنَ التَّخَلُّلِ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ سَلْمَى بِنْتِ رَبِيعَةَ:

زَعَمَتْ تُماضِرُ أَنني إِمَّا أَمُتْ،

يَسْدُدْ بُنَيُّوها الأَصاغرُ خَلَّتي

الأَصمعي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا مَاتَ لَهُ مَيِّتٌ: اللَّهُمَّ اخْلُفْ عَلَى أَهله بِخَيْرٍ واسْدُدْ خَلَّته؛ يُرِيدُ الفُرْجة الَّتِي تَرَكَ بَعْدَهُ مِنَ الخَلَل الَّذِي أَبقاه فِي أُموره؛ وَقَالَ أَوس:

لِهُلْكِ فَضَالة لا يستوي

الفُقُودُ، وَلَا خَلَّةُ الذَّاهِبِ

أَراد الثُّلْمة الَّتِي تَرَكَ، يَقُولُ: كَانَ سَيِّداً فَلَمَّا مَاتَ بَقِيَتْ خَلَّته. وَفِي حَدِيثِ

عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ: فَوَاللَّهِ مَا عَدَا أَن فَقَدْناها اخْتَلَلْناها

أَي احْتَجْنَا إِليها «2» وَطَلَبْنَاهَا. وَفِي الْمَثَلِ: الخَلَّة تَدْعُو إِلى السَّلَّة؛ السَّلَّة: السَّرِقَةُ. وخَلَّ الرجلُ: افْتَقَرَ وَذَهَبَ مالُه، وَكَذَلِكَ أُخِلَّ بِهِ. وخَلَّ الرجلُ إِذا احْتَاجَ. وَيُقَالُ: اقْسِمْ هَذَا الْمَالَ فِي الأَخَلِّ فالأَخَلِّ أَي فِي الأَفقر فالأَفقر. وَيُقَالُ: فُلَانٌ ذُو خَلَّة أَي مُحْتَاجٌ. وَفُلَانٌ ذُو خَلَّة أَي مُشْتَهٍ لأَمر مِنَ الأُمور؛ قَالَهُ ابْنِ الأَعرابي. وَفِي الْحَدِيثِ:

اللَّهُمَّ سَادَّ الخَلَّة

؛ الخَلَّة، بِالْفَتْحِ: الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ، أَي جَابِرُهَا. وَرَجُلٌ مُخَلٌّ ومُخْتَلٌّ وخَلِيل وأَخَلُّ: مُعْدِم فَقِيرٌ مُحْتَاجٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

وإِن أَتاه خَلِيلٌ يومَ مَسْغَبةٍ،

يَقُولُ: لَا غائبٌ مَالِي وَلَا حَرِمُ

(2). قوله [أَي احتجنا إِليها] أَي فأصل الكلام اختللنا إِليها فَحَذَفَ الْجَارَّ وَأَوْصَلَ الْفِعْلَ كما في النهاية

ص: 215

قَالَ: يَعْنِي بالخَلِيل الْمُحْتَاجَ الْفَقِيرَ المُخْتَلَّ الْحَالِّ، والحَرِم الْمَمْنُوعُ، وَيُقَالُ الحَرَام فَيَكُونُ حَرِم وحِرْم مِثْلَ كَبِد وكِبْد؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ أُمية:

ودَفْع الضَّعِيفِ وأَكل الْيَتِيمِ،

ونَهْك الحُدود، فكلٌّ حَرِم

قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَفِي بَعْضِ صَدَقات السَّلَفِ الأَخَلُّ الأَقرب أَي الأَحوج. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا أَخَلَّك اللَّهُ إِلى هَذَا أَي مَا أَحوجك إِليه، وَقَالَ: الْزَقْ بالأَخَلِّ فالأَخَلِّ أَي بالأَفقر فالأَفقر. واخْتَلَّ إِلى كَذَا: احْتَاجَ إِليه. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: تَعَلَّموا الْعِلْمَ فإِن أَحدكم لَا يَدْري مَتَى يُخْتَلُّ إِليه

أَي مَتَى يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلى مَا عِنْدَهُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

وَمَا ضَمَّ زيدٌ، مِنْ مُقيم بأَرضه،

أَخَلَّ إِليه مِنْ أَبيه، وأَفقرا

أَخَلُّ هَاهُنَا أَفْعَل مِنْ قَوْلِكَ خَلَّ الرجلُ إِلى كَذَا احْتَاجَ، لَا مِنْ أُخِلَّ لأَن التَّعَجُّبَ إِنما هُوَ مِنَ صِيغَةِ الْفَاعِلِ لَا مِنْ صِيغَةِ الْمَفْعُولِ أَي أَشد خَلَّة إِليه وأَفقر مِنْ أَبيه. والخَلَّة: كالخَصْلة، وَقَالَ كُرَاعٌ: الخَلَّة الْخَصْلَةُ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخَلَّة الْخَصْلَةُ. يُقَالُ: فِي فُلَانٍ خَلَّة حَسَنَةٌ، فكأَنه إِنما ذَهَبَ بالخَلَّة إِلى الْخَصْلَةِ الْحَسَنَةِ خَاصَّةً، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَثَّل بِالْحَسَنَةِ لِمَكَانِ فَضْلِهَا عَلَى السَّمِجة. وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ فِيهِ خَلَّة صَالِحَةٌ وخَلَّة سَيِّئَةٌ، والجمعُ خِلال. وَيُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ الخِلال وَلَئِيمُ الخِلال، وَهِيَ الخِصال. وخَلَّ فِي دُعَائِهِ وخَلَّلَ، كِلَاهُمَا: خَصَّص؛ قَالَ:

قَدْ عَمَّ فِي دُعَائِهِ وخَلَّا،

وخَطَّ كاتِباه واسْتَمَلَّا

وَقَالَ:

كأَنَّك لَمْ تَسمع، وَلَمْ تكُ شَاهِدًا،

غداةَ دَعَا الدَّاعِي فعمَّ وخَلَّلا

وَقَالَ أُفْنون التَّغْلَبي:

أَبلغْ كِلاباً، وخَلِّلْ فِي سَراتهم:

أَنَّ الْفُؤَادَ انْطَوَى مِنْهُمْ عَلَى دَخَن

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: أَبلغ حَبِيبًا؛ وَقَالَ لَقِيط بْنُ يَعْمَر الإِيادي:

أَبلغ إِياداً، وخَلِّلْ فِي سَراتهم:

أَني أَرى الرأْيَ، إِن لَمْ أُعْصَ، قَدْ نَصَعا

وَقَالَ أَوس:

فقَرَّبتُ حُرْجُوجاً ومَجَّدتُ مَعْشَراً

تَخَيَّرتهم فِيمَا أَطوفُ وأَسأَلُ

بَني مَالِكٍ أَعْني بسَعد بْنِ مَالِكٍ،

أَعُمُّ بِخَيْرٍ صالحٍ وأُخَلِّل

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: بَنِي مَالِكٍ أَعْني فسعدَ بْنُ مَالِكٍ، بِالْفَاءِ وَنَصْبِ الدَّالِ. وخَلَّلَ، بِالتَّشْدِيدِ، أَي خَصَّص؛ وأَنشد:

عَهِدْتُ بِهَا الحَيَّ الْجَمِيعَ، فَأَصبحوا

أَتَوْا دَاعِيًا لِلَّهِ عَمَّ وخَلَّلا

وتَخَلَّلَ المطرُ إِذا خَصَّ وَلَمْ يَكُنْ عَامًّا. والخُلَّة: الصَّدَاقَةُ الْمُخْتَصَّةُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا خَلَل تَكُونُ فِي عَفاف الحُبِّ ودَعارته، وَجَمْعُهَا خِلال، وَهِيَ الخَلالة والخِلالة والخُلولة والخُلالة؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:

أَدُوم عَلَى الْعَهْدِ مَا دَامَ لِي،

إِذا كَذَبَتْ خُلَّة المِخْلَب

ص: 216

وبَعْضُ الأَخِلَّاء، عِنْدَ البَلاءِ

والرُّزْء، أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَب

وَكَيْفَ تَواصُلُ مَنْ أَصبحت

خِلالته كأَبي مَرْحَب؟

أَراد مَنْ أَصبحت خَلالته كخَلالة أَبي مَرْحَب. وأَبو مَرْحَب: كُنْيَةُ الظِّل، وَيُقَالُ: هُوَ كُنْيَةُ عُرْقُوب الَّذِي قِيلَ عَنْهُ مَوَاعِيدُ عُرْقُوب. والخِلال والمُخالَّة: المُصادَقة؛ وَقَدْ خَالَّ الرجلَ والمرأَةَ مُخالَّة وَخِلَالًا؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

صَرَفْتُ الهَوى عنهنَّ مِنْ خَشْيَة الرَّدى،

ولستُ بِمَقْليِّ الخِلال وَلَا قَالِي

وَقَوْلُهُ عز وجل: لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ

، قَالَ الزَّجَّاجُ: يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. والخُلَّة الصَّداقة، يُقَالُ: خَالَلْت الرجلَ خِلالًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ

؛ قِيلَ: هُوَ مَصْدَرُ خَالَلْت، وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ خُلَّة كجُلَّة وجِلال. والخِلُّ: الوُدُّ والصَّدِيق. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لِكَرِيمُ الخِلِّ والخِلَّة، كِلَاهُمَا بِالْكَسْرِ، أَي كَرِيمُ المُصادَقة والمُوادَّة والإِخاءِ؛ وأَما قَوْلُ الْهُذَلِيِّ:

إنَّ سَلْمى هِيَ المُنى، لَوْ تَراني،

حَبَّذا هِيَ مِنْ خُلَّة، لَوْ تُخَالِي

إِنما أَراد: لَوْ تُخالِل فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ ذَلِكَ فأَبدل مِنَ اللَّامِ الثَّانِيَةِ يَاءً. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِني أَبرأُ إِلى كُلِّ ذِي خُلَّة مِنْ خُلَّته

؛ الخُلَّة، بِالضَّمِّ: الصَّدَاقَةُ وَالْمَحَبَّةُ الَّتِي تخلَّلت الْقَلْبَ فَصَارَتْ خِلالَه أَي فِي بَاطِنِهِ. والخَلِيل: الصَّدِيق، فَعِيل بِمَعْنَى مُفَاعِل، وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، قَالَ: وإِنما قَالَ ذَلِكَ لأَن خُلَّتَه كَانَتْ مَقْصُورَةً عَلَى حُبِّ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَيْسَ فِيهَا لِغَيْرِهِ مُتَّسَع وَلَا شَرِكة مِنْ مَحابِّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَهَذِهِ حَالٌ شَرِيفَةٌ لَا يَنَالُهَا أَحد بِكَسْبٍ وَلَا اجْتِهَادٍ، فإِن الطِّبَاعَ غَالِبَةٌ، وإِنما يَخُصُّ اللَّهُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ مِثْلَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجمعين؛ وَمَنْ جَعَلَ الخَلِيل مُشْتَقًّا مِنَ الخَلَّة، وَهِيَ الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ، أَراد إِنني أَبرأُ مِنَ الِاعْتِمَادِ وَالِافْتِقَارِ إِلى أَحد غَيْرِ اللَّهِ عز وجل، وَفِي رِوَايَةٍ:

أَبرأُ إِلى كُلِّ خَلٍّ مِنْ خلَّته

، بِفَتْحِ الْخَاءِ «1» وَكَسْرِهَا، وَهُمَا بِمَعْنَى الخُلَّة والخَليل؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

لَوْ كنتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لاتَّخَذت أَبا بَكْرٍ خَلِيلًا

، وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ:

الْمَرْءُ بخَلِيله، أَو قَالَ: عَلَى دِينِ خَلِيله، فليَنْظُر امرؤٌ مَنْ يُخَالِل

؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:

يَا وَيْحَها خُلَّة لَوْ أَنها صَدَقَتْ

موعودَها، أَو لَوْ انَّ النُّصْحَ مَقْبُولُ

والخُلَّة: الصَّدِيقُ، الذَّكَرُ والأُنثى وَالْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، لأَنه فِي الأَصل مَصْدَرُ قَوْلِكَ خَليل بَيِّن الخُلَّة والخُلولة؛ وَقَالَ أَوْفى بْنُ مَطَر الْمَازِنِيُّ:

أَلا أَبلغا خُلَّتي جَابِرًا:

بأَنَّ خَلِيلكَ لَمْ يُقْتَل

تَخاطَأَتِ النَّبلُ أَحشاءه،

وأَخَّر يَوْمِي فَلَمْ يَعْجَل

قَالَ وَمِثْلُهُ:

أَلا أَبلغا خُلَّتي رَاشِدًا

وصِنْوِي قَدِيمًا، إِذا مَا تَصِل

وَفِي حَدِيثِ حُسْنِ الْعَهْدِ:

فيُهْديها فِي خُلَّتها

أَي فِي

(1). قوله [بفتح الخاء إلخ] هكذا في الأَصل والنهاية، وكتب بهامشها على قوله بفتح الخاء: يعني من خلته

ص: 217

أَهل ودِّها؛ وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:

فيُفَرِّقها فِي خَلَائِلِهَا

، جَمْعُ خَليلة، وَقَدْ جُمِعَ عَلَى خِلال مِثْلُ قُلَّة وقِلال؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِامْرِئِ الْقَيْسِ:

لعَمْرُك مَا سَعْدٌ بخُلَّة آثِمٍ

أَي مَا سَعْد مُخالٌّ رَجُلًا آثِمًا؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الخُلَّة الصَّداقة، وَيَكُونُ تَقْدِيرُهُ مَا خُلَّة سَعْدٍ بخُلَّة رَجُلٍ آثِمٍ، وَقَدْ ثَنَّى بَعْضُهُمُ الخُلَّة. والخُلَّة: الزَّوْجَةُ، قَالَ جِران العَوْد:

خُذا حَذَراً يَا خُلَّتَيَّ، فإِنني

رأَيت جِران العَوْد قَدْ كَادَ يَصْلُح

فَثَنَّى وأَوقعه عَلَى الزَّوْجَتَيْنِ لأَن التَّزَوُّجَ خُلَّة أَيضاً. التَّهْذِيبُ: فُلَانٌ خُلَّتي وَفُلَانَةٌ خُلَّتي وخِلِّي سَوَاءٌ فِي الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ. والخِلُّ: الْوُدُّ وَالصَّدِيقُ. ابْنُ سِيدَهْ: الخِلُّ الصَّديق الْمُخْتَصُّ، وَالْجَمْعُ أَخْلال؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

أُولئك أَخْداني وأَخْلالُ شِيمتي،

وأَخْدانُك اللَّائِي تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ

وَيُرْوَى: يُزَيَّنَّ. وَيُقَالُ: كَانَ لِي وِدًّا وخِلًّا ووُدًّا وخُلًّا؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: كَسْرُ الْخَاءِ أَكثر، والأُنثى خِلٌّ أَيضاً؛ وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْبَيْتَ هَكَذَا:

تعرَّضَتْ لِي بِمَكَانٍ خِلِّي

فخِلِّي هُنَا مَرْفُوعَةُ الْمَوْضِعِ بتعرَّضَتْ، كأَنه قَالَ: تَعَرَّضَتْ لِي خِلِّي بِمَكَانٍ خلْوٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ؛ وَمَنْ رَوَاهُ بِمَكَانٍ حِلٍّ، فحِلّ هَاهُنَا مِنْ نَعْتِ الْمَكَانِ كأَنه قَالَ بِمَكَانٍ حَلَالٍ. والخَلِيل: كالخِلِّ. وَقَوْلُهُمْ فِي إِبراهيم، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: خَلِيل اللَّهِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الَّذِي سَمِعْتُ فِيهِ أَن مَعْنَى الخَلِيل الَّذِي أَصْفى الْمَوَدَّةَ وأَصَحَّها، قَالَ: وَلَا أَزيد فِيهَا شَيْئًا لأَنها فِي الْقُرْآنِ، يَعْنِي قَوْلَهُ: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا

؛ وَالْجَمْعَ أَخِلّاء وخُلّان، والأُنثى خَلِيلة وَالْجَمْعُ خَلِيلات. الزَّجَّاجُ: الخَلِيل المُحِبُّ الَّذِي لَيْسَ فِي مَحَبَّتِهِ خَلَل. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا

؛ أَي أَحبه مَحَبَّةً تامَّة لَا خَلَل فِيهَا؛ قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ الْفَقِيرَ أَي اتَّخَذَهُ مُحْتَاجًا فَقِيرًا إِلى رَبِّهِ، قَالَ: وَقِيلَ لِلصَّدَاقَةِ خُلَّة لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَسُدُّ خَلَل صَاحِبِهِ فِي الْمَوَدَّةِ وَالْحَاجَةِ إِليه. الْجَوْهَرِيُّ: الخَلِيل الصَّدِيقُ، والأُنثى خَلِيلة؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّة:

بأَصدَقَ بأْساً مِنْ خَلِيلِ ثَمِينةٍ،

وأَمْضى إِذا مَا أَفْلَط القائمَ اليَدُ

إِنما جَعَلَهُ خَلِيلها لأَنه قُتِل فِيهَا كَمَا قَالَ الْآخَرُ:

لَمَّا ذَكَرْت أَخا العِمْقى تَأَوَّبَني

هَمِّي، وأَفرد ظَهْرِي الأَغلَبُ الشِّيحُ

وخَلِيل الرَّجُلِ: قلبُه، عَنْ أَبي العَمَيْثَل، وأَنشد:

وَلَقَدْ رأَى عَمْرو سَوادَ خَلِيله،

مِنْ بَيْنِ قَائِمِ سَيْفِهِ والمِعْصَم

قَالَ الأَزهري فِي خُطْبَةِ كِتَابِهِ: أُثبت لَنَا عَنْ إِسحق بْنِ إِبراهيم الْحَنْظَلِيِّ الْفَقِيهِ أَنه قَالَ: كَانَ اللَّيْثُ بْنُ المظفَّر رَجُلًا صَالِحًا وَمَاتَ الخَلِيل وَلَمْ يَفْرُغ مِنْ كِتَابِهِ، فأَحب اللَّيْثُ أَن يُنَفِّق الْكِتَابَ كُلَّه بِاسْمِهِ فسَمَّى لِسَانَهُ الخَلِيل، قَالَ: فإِذا رأَيت فِي الْكَلِمَاتِ سأَلت الخَلِيل بْنَ أَحمد وأَخبرني الخَلِيل بْنُ أَحمد، فإِنه يَعْنِي الخَلِيلَ نفسَه، وإِذا قَالَ: قَالَ الخَلِيل فإِنما يَعْني لسانَ نَفْسِه، قَالَ: وإِنما وَقَعَ الِاضْطِرَابُ فِي

ص: 218

الْكِتَابِ مِنْ قِبَل خَلِيل اللَّيْثِ. ابْنُ الأَعرابي: الخَلِيل الْحَبِيبُ والخَلِيل الصَّادِقُ والخَلِيل النَّاصِحُ والخَلِيل الرَّفِيقُ، والخَلِيل الأَنْفُ والخَلِيل السَّيْفُ والخَلِيل الرُّمْح والخَلِيل الْفَقِيرُ والخَلِيل الضَّعِيفُ الْجِسْمِ، وَهُوَ المَخْلُول والخَلُّ أَيضاً؛ قَالَ لَبِيدٌ:

لَمَّا رأَى صُبْحٌ سَوادَ خَلِيله،

مِنْ بَيْنَ قَائِمِ سَيْفِهِ والمِحْمَل

صُبْح: كَانَ مِنْ مُلُوكِ الْحَبَشَةِ، وخَلِيلُه: كَبِدُه، ضُرِب ضَرْبة فرأَى كَبِدَ نَفْسِهِ ظَهَر؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنشده أَبو العَمَيْثَل لأَعرابي:

إِذا رَيْدةٌ مِنْ حَيثُما نَفَحَت لَهُ،

أَتاه بِرَيَّاها خَلِيلٌ يُواصِلُه

فسَّره ثَعْلَبٌ فَقَالَ: الخَلِيل هُنَا الأَنف. التَّهْذِيبُ: الخَلُّ الرَّجُلُ الْقَلِيلُ اللَّحْمِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الخَلُّ الْمَهْزُولُ وَالسَّمِينُ ضِدٌّ يَكُونُ فِي النَّاسِ والإِبل. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخَلُّ الْخَفِيفُ الْجِسْمِ؛ وأَنشد هَذَا الْبَيْتَ الْمَنْسُوبَ إِلى الشَّنْفَرى ابْنِ أُخت تأَبَّطَ شَرًّا:

فاسْقِنيها، يَا سَواد بنَ عَمْرٍو،

إِنَّ جِسْمِي بَعْدَ خالِيَ خَلُ

الصِّحَاحُ: بَعْدَ خَالِيَ لَخَلُّ، والأُنثى خَلَّة. خَلَّ لحمُه يَخِلُّ خَلًّا وخُلُولًا واخْتَلَّ أَي قَلَّ ونَحِف، وَذَلِكَ فِي الهُزال خَاصَّةً. وَفُلَانٌ مُخْتَلُّ الْجِسْمِ أَي نَحِيفُ الْجِسْمِ. والخَلُّ: الرَّجُلُ النَّحِيفُ المخْتَلُّ الْجِسْمِ. واخْتَلَّ جسمُه أَي هُزِل، وأَما مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ:

أَنه، عليه الصلاة والسلام، أُتِي بفَصِيل مَخْلُول أَو مَحْلول

، فَقِيلَ هُوَ الْهَزِيلُ الَّذِي قَدْ خَلَّ جسمُه، وَيُقَالُ: أَصله أَنهم كَانُوا يَخُلُّون الفصيلَ لِئَلَّا يَرْتَضِعَ فيُهْزَل لِذَلِكَ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَقِيلَ هُوَ الفَصِيل الَّذِي خُلَّ أَنفُه لِئَلَّا يَرْضَعَ أُمه فتُهْزَل، قَالَ: وأَما الْمَهْزُولُ فَلَا يُقَالُ لَهُ مَخْلول لأَن الْمَخْلُولَ هُوَ السَّمِينُ ضِدُّ الْمَهْزُولِ. وَالْمَهْزُولُ: هُوَ الخَلُّ والمُخْتَلُّ، والأَصح فِي الْحَدِيثِ أَنه الْمَشْقُوقُ اللِّسَانِ لِئَلَّا يَرْضَعَ، ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ. وَيُقَالُ لِابْنِ الْمَخَاضِ خَلٌّ لأَنه دَقِيقُ الْجِسْمِ. ابْنُ الأَعرابي: الخَلَّة ابْنَةُ مَخاض، وَقِيلَ: الخَلَّة ابْنُ الْمَخَاضِ، الذَّكَرُ والأُنثى خَلَّة «1». وَيُقَالُ: أَتى بقُرْصه كأَنه فِرْسِن خَلَّة، يَعْنِي السَّمِينَةَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللَّحْمُ المَخْلُول هُوَ الْمَهْزُولُ. والخَلِيل والمُخْتَل: كالخَلِّ؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والخَلُّ: الثَّوْبُ الْبَالِي إِذا رأَيت فِيهِ طُرُقاً. وَثَوْبٌ خَلٌّ: بالٍ فِيهِ طَرَائِقُ. وَيُقَالُ: ثَوْبٌ خَلْخَال وهَلْهال إِذا كَانَتْ فِيهِ رِقَّة. ابْنُ سِيدَهْ: الخَلُّ ابْنُ الْمَخَاضِ، والأُنثى خَلَّة. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخَلَّة الأُنثى مِنَ الإِبل. والخَلُّ. عِرْق فِي الْعُنُقِ مُتَّصِلٌ بالرأْس؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ:

ثمَّ إِلى هادٍ شَدِيدِ الخَلِّ،

وعُنُق فِي الجِذْع مُتْمَهِلِ

والخِلَل: بَقِيَّةُ الطَّعَامِ بَيْنَ الأَسنان، وَاحِدَتُهُ خِلَّة، وَقِيلَ: خِلَلة؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً الخِلال والخُلالة، وَقَدْ تَخَلَّله. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يأْكل خُلالته وخِلَله وخِلَلته أَي مَا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْنِ أَسنانه إِذا تَخَلَّل، وَهُوَ مَثَلٌ. وَيُقَالُ: وَجَدْتُ فِي فَمِي خِلَّة فَتَخَلَّلت. وَقَالَ ابْنُ بُزْرُجٍ: الخِلَل مَا دَخَلَ بَيْنَ الأَسنان مِنَ الطَّعَامِ، والخِلال مَا أَخرجته به؛

(1). قوله [وَقِيلَ الخَلَّة ابْنُ الْمَخَاضِ الذكر والأنثى خَلَّة] هكذا في النسخ، وفي القاموس: والخَلّ، ابن المخاض، كالخلة، وهي بهاء أَيضاً

ص: 219

وأَنشد:

شاحِيَ فِيهِ عَنْ لِسَانٍ كالوَرَل،

عَلَى ثَناياه مِنَ اللَّحْمِ خِلَل

والخُلالة، بِالضَّمِّ: مَا يَقَعُ مِنَ التَّخَلُّلِ، وتَخَلَّل بالخِلال بَعْدَ الأَكل. وَفِي الْحَدِيثِ:

التَّخَلُّل مِنَ السُّنَّة

، هُوَ اسْتِعْمَالُ الخِلال لإِخراج مَا بَيْنَ الأَسنان مِنَ الطَّعَامِ. والمُخْتَلُّ: الشَّدِيدُ الْعَطَشِ. والخَلال، بِالْفَتْحِ: البَلَح، وَاحِدَتُهُ خَلالة، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَهِيَ بِلُغة أَهل الْبَصْرَةِ. واخْتَلَّت النخلةُ: أَطلعت الخَلال، وأَخَلَّت أَيضاً أَساءت الحَمْل؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَنا أَظنه مِنَ الخَلال كَمَا يُقَالُ أَبْلَح النخلُ وأَرْطَب. وَفِي حَدِيثِ

سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ: إِنا نَلْتَقِطُ الخَلال

، يَعْنِي البُسْر أَوَّل إِدراكه. والخِلَّة: جَفْنُ السَّيْفِ المُغَشَّى بالأَدَم؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخِلَّة بِطانة يُغَشَّى بِهَا جَفْن السَّيْفِ تُنْقَشُ بِالذَّهَبِ وَغَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ خِلَل وخِلال؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

كأَنها خِلَلٌ مَوْشِيَّة قُشُب

وَقَالَ آخَرُ:

لِمَيَّةَ موحِشاً طَلَل،

يلوحُ كأَنه خِلَل

وَقَالَ عَبِيد بْنُ الأَبرص الأَزدي:

دَارُ حَيٍّ مَضَى بِهِمْ سالفُ الدهر،

فأَضْحَت ديارُهم كالخِلال

التَّهْذِيبُ: والخِلَل جُفُونُ السُّيُوفِ، وَاحِدَتُهَا خِلَّة. وَقَالَ النَّضْرُ: الخِلَلُ مِنْ دَاخِلِ سَيْر الجَفْن تُرى مِنْ خَارِجٍ، وَاحِدَتُهَا خِلَّة، وَهِيَ نَقْشٌ وَزِينَةٌ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي مَنْ يَعْمَلُ جُفُونَ السُّيُوفِ خَلَّالًا. وَفِي كِتَابِ الْوُزَرَاءِ لِابْنِ قُتَيْبَةَ فِي تَرْجَمَةِ أَبي سَلَمَةَ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ الخَلَّال فِي الِاخْتِلَافِ فِي نَسَبِهِ، فَرَوَى عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه مَنْسُوبٌ إِلى خِلَل السُّيُوفِ مِنْ ذَلِكَ؛ وأَما قَوْلُهُ:

إِن بَني سَلْمَى شيوخٌ جِلَّة،

بِيضُ الْوُجُوهِ خُرُق الأَخِلَّه

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: زَعَمَ ابْنُ الأَعرابي أَن الأَخِلَّة جَمْعُ خِلَّة أَعني جَفْنَ السَّيْفِ، قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ يُكُونُ الأَخِلَّة جَمْعَ خِلَّة، لأَن فِعْلة لَا تُكَسَّر عَلَى أَفْعِلة، هَذَا خطأٌ، قَالَ: فأَما الَّذِي أُوَجِّه أَنا عَلَيْهِ الأَخِلَّة فأَن تُكَسَّر خِلَّة عَلَى خِلال كطِبَّة وطِباب، وَهِيَ الطَّرِيقَةُ مِنَ الرَّمْلِ وَالسَّحَابِ، ثُمَّ تُكَسَّر خِلال عَلَى أَخِلَّة فَيَكُونُ حِينَئِذٍ أَخِلَّة جَمْعَ جَمْعٍ؛ قَالَ: وَعَسَى أَن يَكُونَ الخِلال لُغَةً فِي خِلَّة السَّيْفِ فَيَكُونُ أَخِلَّة جَمْعَهَا المأْلوف وَقِيَاسَهَا الْمَعْرُوفَ، إِلا أَني لَا أَعرف الخِلال لُغَةً فِي الخِلَّة، وَكُلُّ جِلْدَةٍ مَنْقُوشَةٍ خِلَّة؛ وَيُقَالُ: هِيَ سُيُورٌ تُلْبَس ظَهْر سِيَتَي الْقَوْسِ. ابْنُ سِيدَهْ: الخِلَّة السَّيْرُ الَّذِي يَكُونُ فِي ظَهْرِ سِيَة الْقَوْسِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:

إِن اللَّهَ يُبْغِض الْبَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يَتَخَلَّل الْكَلَامَ بِلِسَانِهِ كَمَا تَتَخَلَّلُ الباقرةُ الكلأَ بِلِسَانِهَا

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الَّذِي يتشدَّق فِي الْكَلَامِ ويُفَخِّم بِهِ لِسَانَهُ ويَلُفُّه كَمَا تَلُفُّ الْبَقَرَةُ الكلأَ بِلِسَانِهَا لَفًّا. والخَلْخَل والخُلْخُل مِنَ الحُلِيِّ: مَعْرُوفٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

بَرَّاقة الجِيد صَمُوت الخَلْخَل

ص: 220

وَقَالَ:

ملأَى البَرِيم متْأَق الخَلْخَلِ

أَراد متْأَق الخَلْخَل، فشَدَّدَ لِلضَّرُورَةِ. والخَلْخَالُ: كالخَلْخَل. والخَلْخَل: لُغَةٌ فِي الخَلْخال أَو مَقْصُورٌ مِنْهُ، وَاحِدُ خَلاخِيل النِّسَاءِ، والمُخَلْخَل: مَوْضِعُ الخَلْخال مِنَ السَّاقِ. والخَلْخَال: الَّذِي تَلْبَسُهُ المرأَة. وتَخَلْخَلَت المرأَةُ: لَبِسَتِ الخَلْخَال. وَرَمْلٌ خَلْخَال: فِيهِ خُشُونَةٌ. والخَلْخَال: الرمْل الجَرِيش؛ قَالَ:

مِنْ سَالِكَاتِ دُقَق الخَلْخَال «2»

وخَلْخَل العظمَ: أَخذ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ. وخَلِيلانُ: اسمٌ رَوَاهُ أَبو الْحَسَنِ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: هُوَ اسْمُ مُغَنٍّ.

خمل: الخامِل: الخَفِيُّ السَّاقِطُ الَّذِي لَا نَباهة لَهُ. يُقَالُ: هُوَ خَامِل الذِّكْرِ والصوتِ، خَمَلَ يَخْمُلُ خُمُولًا وأَخْمَلَه اللَّهُ، وَحَكَى يَعْقُوبُ: إِنَّه لَخَامِل الذِّكر وخامِنُ الذِّكْرِ، عَلَى الْبَدَلِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، لَا يُعْرَف وَلَا يُذْكَر؛ وَقَوْلُ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيِّ:

هَلْ تَعْرِف الْمَنْزِلَ بالأَهْيَل،

كالوَشْم فِي المِعْصَم لَمْ يَخْمُل؟

أَراد لَمْ يَدْرُس فَيَخْفَى، وَيُرْوَى يَجْمُلِ. وَالْقَوْلُ الخَامِل: الخَفِيض. وَفِي الْحَدِيثِ:

اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا خَامِلًا

أَي خَفِّضوا الصَّوْتَ بِذِكْرِهِ تَوْقِيرًا لِجَلَالِهِ وَهَيْبَةً لِعَظَمَتِهِ. وَيُقَالُ: خَمَلَ صوتَه إِذا وَضَعَهُ وأَخفاه وَلَمْ يَرْفَعْهُ. والخَمِيلة: المُنْهَبَط الْغَامِضُ مِنَ الرّمْل، وَقِيلَ: الخَمِيلَة مَفْرَج بَيْنَ هَبْطة وَصَلَابَةٍ وَهِيَ مَكْرَمة لِلنَّبَاتِ، وَقِيلَ: الخَمِيلَة رَمْلٌ يُنْبِتُ الشَّجَرَ، وَقِيلَ: هِيَ مُسْتَرَقُّ الرَّمْلة حَيْثُ يَذْهَبُ مُعْظَمها وَيَبْقَى شَيْءٌ مِنْ لَيِّنها. والخَمِيلة: الشَّجَرُ الْكَثِيرُ الْمُجْتَمِعُ الملتفُّ الَّذِي لَا يُرَى فِيهِ الشَّيْءُ إِذا وَقَعَ فِي وَسَطه، وَقِيلَ: الخَمِيلَة كُلُّ مَوْضِعٍ كَثُرَ فِيهِ الشَّجَرُ حَيْثُمَا كَانَ؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ بَقَرَةً:

وتَنْفُض عَنْهَا غَيْبَ كُلِّ خَمِيلَة،

وتَخْشَى رُماةَ الْغَوْثِ مِنْ كُلِّ مَرْصَد

والخَمِيلَة: الأَرض السَّهْلة الَّتِي تُنْبِت، شُبِّه نَبْتها بخَمْل القَطِيفة. وَيُقَالُ: الخَمِيلَة مَنْقَعة مَاءٍ ومَنْبِت شَجَرٍ، وَلَا تَكُونُ الخَمِيلة إِلا فِي وَطِيءٍ مِنَ الأَرض. والخَمْل والخَمَالة والخَمِيلة: رِيشُ النَّعام، وَالْجَمْعُ الخَمِيل. والخَمْلة والخِمْلة والخَمِيلَة: القَطِيفة؛ وَقَوْلُ أَبي خِرَاش:

وظَلَّت تُرَاعِي الشمسَ حَتَّى كأَنها،

فُوَيْقَ البَضِيع فِي الشُّعاع، خَمِيل

وَيُقَالُ لِرِيشِ النَّعام خَمْل. وَقَالَ السُّكَّرِيُّ: الخَمِيل القَطِيفة ذَاتُ الخَمْل، شَبَّهَ الأَتان فِي شُعَاعِ الشَّمْسِ بِهَا، وَيُرْوَى جَمِيل، شَبَّه الشَّمْسَ بالإِهَالةِ فِي بَيَاضِهَا. والخَمْل، مَجْزُومٌ: هُدْب الْقَطِيفَةِ وَنَحْوِهَا مِمَّا يُنْسَجُ وتَفْضُل لَهُ فُضُولٌ كخَمْل الطِّنْفِسة، وَقَدْ أَخْمَلَه. والخَمْلَة: ثَوْبٌ مُخْمَل مِنْ صُوفٍ كَالْكِسَاءِ وَنَحْوِهِ لَهُ خَمْل. والخَمْل: الطِّنْفِسة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ شَاسٍ:

(2). قوله [من سالكات إلخ] سبق في ترجمة دقق وسهك:

بساهكات دقق وجلجال

ص: 221

وَمِنْ ظُعُن كالدَّوْم أَشرف فَوْقَهَا

ظِباءُ السُّلَيِّ، واكناتٍ عَلَى الخَمْل

أَي جَالِسَاتٍ عَلَى الطَّنَافِسِ. والخَمْلة: العَباءُ القَطَوانيَّة وَهِيَ البِيض القصيرةُ الخَمْل. والخَمِيل: الثِّياب المُخْمَلة؛ وأَنشد:

وإِنَّ لَنَا دُرْنَى، فكُلَّ عَشيَّة،

يُحَطُّ إِلينا خَمْرُها وخَمِيلُها

خَمِيلها ثيابُها. والخَمْلة: شِبْهُ الشَّمْلة. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه جَهَّز فَاطِمَةَ، رضي الله عنها، فِي خَمِيل وقِرْبة ووِسادة أَدَم

؛ الخَمِيل والخَمِيلَة: القَطِيفة وَهِيَ كُلُّ ثَوْبٍ لَهُ خَمْل مِنْ أَيّ شَيْءٍ كَانَ، وَقِيلَ: الخَمِيل الأَسود مِنَ الثِّيَابِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ

أُم سَلَمَةَ: أَدخلني مَعَهُ فِي الخَمِيلة.

وَفِي حَدِيثِ

فَضالة: أَنه مَرَّ وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لَهُ عَلَى خَمْلة بَيْنَ أَشجار فأَصاب مِنْهَا

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد بالخَمْلة الثَّوْبَ الَّذِي لَهُ خَمْل، قَالَ: وَقِيلَ الصَّحِيحُ عَلَى خَمِيل وَهِيَ الأَرض السَّهْلَةُ اللَّيِّنَةُ. وخِمْلةُ الرَّجُلِ: بِطانتُه؛ يُقَالُ: هُوَ خَبِيث الخِمْلة أَي خَبِيثُ الْبِطَانَةِ وَالسَّرِيرَةِ، وَلَمْ يُسمع حَسَن الخِمْلة. واسأَلْ عَنْ خِمْلاته أَي أَسراره ومَخازيه. قَالَ الْفَرَّاءُ: الخِمْلة بَاطِنُ أَمر الرَّجُلِ، يُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ الخِمْلة وَلَئِيمُ الخِمْلة. والخَمَلة: السَّفِلة مِنَ النَّاسِ، وَاحِدُهُمْ خَامِل. وخَمَلَ البُسْرَ: وَضَعَهُ فِي الجِرَار وَنَحْوِهَا ليَلِين. والخَمِيل، بِغَيْرِ هَاءٍ: مَا لَانَ مِنَ الطَّعَامِ، يَعْنِي الثَّرِيدَ. والخُمَال: دَاءٌ يأْخذ فِي مَفَاصِلِ الإِنسان وَقَوَائِمِ الْخَيْلِ وَالشَّاءِ والإِبل تَظْلَع مِنْهُ، ويُداوَى بِقَطْعِ العِرْق وَلَا يَبْرَح حَتَّى يُقْطع مِنْهُ عِرْق أَو يَهْلِك؛ قَالَ الأَعشى:

لَمْ تُعَطَّفْ عَلَى حُوارٍ، ولم يَقْطَعْ

عُبَيْدٌ عُرُوقها مِنْ خُمَال

أَي لَمْ يَكُنْ لَهَا لَبَنٌ فَتُعَطَّفَ عَلَى حُوارٍ لتُرْضِعه. وعُبَيْدٌ: بَيْطار. وَقَدْ خُمِلَ، عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَقِيلَ هُوَ العَرَج؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

إِذا نَسِيَتْ عُرْجُ الضِّباع خُمَالَها

والخُمَال: دَاءٌ يأْخذ فِي قَائِمَةِ الشَّاةِ ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فِي قَوَائِمِهَا يَدُورُ بَيْنَهُنَّ. يُقَالُ: خُمِلَتِ الشَّاةُ، فَهِيَ مَخْمُولَة. والخَمْل: ضَرْب مِنَ السَّمَكِ مِثْلُ اللُّخْم؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف الخَمْل بِالْخَاءِ فِي بَابِ السَّمَكِ وأَعرف الجَمَل، فإِن صَحَّ لِثقة، وإِلا فلا يُعْبَأ به.

خنبل: خَنْبَل: اسم.

خنثل: ابْنُ الأَعرابي: الْخَنْثَالَةُ الْعَذِرَةُ. رَجُلٌ خَنْثَل: ضَعِيفٌ، وَالْحَاءُ فِيهِ لُغَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَرَجُلٌ خَنْثَل إِذا كَانَ مُسْتَرْخي الْبَطْنِ. وامرأَة خَنْثَل: ضَخْمة الْبَطْنِ مُسْتَرْخِيَةٌ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ أَنه يُقَالُ للضَّبُع أُم خَنْثَل لِاسْتِرْخَاءِ بَطْنِهَا. وخَنْثَل: وَادٍ يُقَالُ إِنه فِي بِلَادِ قُرَيْط مِنْ بَنِي أَبي بَكْرٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لسَعَته. وخَنْثَل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ مَرْبَعٌ:

فإِنك لَوْ أَوعدتني غَضَبَ الحَصَى،

وأَنت بِذَاتِ الرِّمْثِ مِنْ بَطْن خَنْثَل

وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: الخَنْثَل والخَفْثَل الضَّعِيفُ عَقْلًا. والخَنْثَل: الْعَظِيمَةُ الْبَطْنِ؛ قَالَ طُفَيْلٌ:

دِيَارٌ لسُعْدَى، إِذ سُعَاد جَدَايةٌ

مِنَ الأُدْم، خَمْصان الْحَشَا، غَيْرُ خَنْثَل

ص: 222

وَيُرْوَى غَيْرُ حِثْيَل، وَيُرْوَى غَيْرُ حنْبَل. وَالْحَنْبَلُ: الْقَصِيرُ.

خنجل: الخِنْجِل مِنَ النِّسَاءِ: الْجَسِيمَةُ الصَّخَّابة البَذِيَّة، وَقِيلَ: هِيَ المرأَة الْحَمْقَاءُ، وَقَدْ خَنْجَلَ إِذا تَزَوَّجَ خِنْجِلًا.

خنشل: خَنْشَلَ الرجلُ: اضْطَرَبَ مِنَ الكِبَر. وَرَجُلٌ خَنْشَلِيل أَي مَاضٍ. اللَّيْثُ: رَجُلٌ خَنْشَلٌ وخَنْشَلِيل وَهُوَ المُسِنُّ القَوِيّ؛ وأَنشد:

قَدْ عَلِمَتْ جاريَةٌ عُطْبُول،

أَنِّي بنَصْل السَّيْفِ خَنْشَلِيل

أَي عَمُول بِهِ. والخَنْشَل: السَّرِيعُ الْمَاضِي، وَكَذَلِكَ الخَنْشَلِيل. والخَنْشَلِيل أَيضاً: الجَيِّد الضَّرْبِ بِالسَّيْفِ؛ يُقَالُ: إِنه لخَنْشَلِيل بِالسَّيْفِ؛ وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ:

قَدْ راعَني الدهرُ، فبُؤساً لَهُ

بِفَارِسِ الفُرْسان والخَنْشَلِيل

والخَنْشَل والخَنْشَلِيل: المُسِنُّ مِنَ النَّاسِ والإِبل. وَعَجُوزٌ خَنْشَلِيل: مُسِنَّة وَفِيهَا بَقِيَّةٌ، وَقَدْ خَنْشَلَت. ابْنُ الأَعرابي: الخَنْشَلِيل مِنَ الإِبل المُسِنُّ الْبَازِلُ. وَسَمِعْتُ أَعرابية قَدْ طَعَنَت فِي السِّن وَهِيَ تَقُولُ: قَدْ خَنْشَلْتُ وضَعُفْت؛ أَرادت أَنها قَدْ أَسَنَّتْ. وَنَاقَةٌ خَنْشَلِيل: بَازِلٌ. وَنَاقَةٌ خَنْشَلِيل: طَوِيلَةٌ؛ جَعَلَ سِيبَوَيْهِ الخَنْشَلِيل مَرَّةً ثُلَاثِيًّا وأُخرى رُبَاعِيًّا، فإِن كَانَ ثُلَاثِيًّا فخَنْشَلٌ مِثْلُهُ، وإِن كَانَ رباعيّاً فهو كذلك.

خنطل: الخِنْطِيلة: القِطْعة مِنَ الإِبل وَالْبَقَرِ وَالسَّحَابِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

خَنَاطِيل يستقرِين كُلَّ قَرَارة،

مِرَبٍّ نَفَتْ عَنْهَا الغُثاءَ الرَّوَائِسُ «1»

. الرَّوَائِسُ: أَعالي الْوَادِي. والخُنْطُولة: الطَّائِفَةُ مِنَ الدَّوَابِّ والإِبل وَنَحْوِهَا. وإِبِلٌ خَنَاطِيل: مُتَفَرِّقَةٌ. والخُنْطُولة: وَاحِدَةُ الخَنَاطِيل، وَهِيَ قُطْعانٌ مِنَ البَقَر؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

دَعَتْ مَيَّةُ الأَعدادَ، واسْتَبْدَلتْ بِهَا

خَنَاطِيلَ آجالٍ، مِنَ العِينِ، خُذَّل

اسْتَبْدَلتْ بِهَا يَعْنِي مَنَازِلَهَا الَّتِي تَرَكَتْهَا. والأَعداد: الْمِيَاهُ الَّتِي لَا تَنْقَطِعُ، وَكَذَلِكَ الخَنَاطِيل مِنَ الإِبل؛ وَقَالَ سَعْدِ بْنِ زيدِ مَنَاة يُخَاطِبُ أَخاه مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاة:

تَظَلُّ يومَ وِرْدِها مُزَعْفَرا،

وَهِيَ خَنَاطِيل تَجُوسُ الخُضَرا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَنى بالمزعفَر أَخاه مَالِكًا، وَكَانَ قَدْ أَعْرَس بالنَّوَار فَقَالَتْ لِمَالِكٍ: أَلا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ أَخوك؟ قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: فأَجِبْه، قَالَ: وَمَا أَقول؟ قَالَتْ: قُلْ:

أَورَدَها سَعْدٌ، وسَعْدٌ مُشْتَمِل،

مَا هَكَذَا يَا سَعْدُ تُورَدُ الإِبل

وأُم سَعْدٍ وَمَالِكٍ يُقَالُ لَهَا مُفَدَّاة بِنْتُ ثَعْلَبَةَ مِنْ دُودَان؛ قَالَ جَرِيرٌ يُخَاطِبُ عُمَر بْنَ لَجَإٍ:

فَلَمْ تَلِدُوا النَّوَار، وَلَمْ تَلِدْكم

مُفَدَّاةُ المبارَكة الوَلُودُ

وخَناطِيل لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ جِنْسِهَا، وهي جماعات من

(1). قوله [مرب] كذا في الأَصل هنا، وسبق في ترجمة رأس. ومرت

ص: 223

الْوَحْشِ وَالطَّيْرِ فِي تَفْرِقة. ولُعَابٌ خَنَاطِيل: مُتَلَزِّج مُعْتَرِض؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ بَقَرَةَ وَحْشٍ:

كَادَ اللُّعَاع مِنَ الحَوْذانِ يَسْحَطُها،

ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْها خَناطِيل

وَقَالَ يَعْقُوبُ: الخَنَاطِيل هُنَا القِطَع الْمُتَفَرِّقَةُ. والخُنْطُول: الذَّكَرُ الطَّوِيلُ والقَرْن الطويل.

خول: الخَالُ: أَخو الأُم، والخَالَة أُخْتُها، يُقَالُ: خَالٌ بَيِّن الخُؤُولة. وبَيْني وبين فلان خُؤُولة، وَالْجَمْعُ أَخوال وأَخْوِلَة؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهِيَ شَاذَّةٌ، والكثير خُؤُول وخُؤُولة؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ والأُنثى بِالْهَاءِ، والعُمُومة: جَمْعُ العَمِّ، وَهُمَا ابْنا خالةٍ وَلَا يُقَالُ ابْنا عَمَّة، وَهُمَا ابْنَا عَمٍّ وَلَا يُقَالُ ابْنا خال، والمصدر الخُؤُولة وَلَا فِعْلَ لَهُ. وَقَدْ تَخَوَّلَ خَالًا وتَعَمَّم عَمًّا إِذا اتخذَ عَمًّا أَو خَالًا. وتَخَوَّلَتْنِي المرأَةُ: دَعَتْني خالَها. وَيُقَالُ: اسْتَخِلْ خَالًا غَيْرَ خَالِكَ، واسْتَخْوِلْ خَالًا غَيْرَ خَالِكَ أَي اتَّخِذْ. والاسْتِخْوَال أَيضاً: مِثْلُ الِاسْتِخْبَالِ مِنْ أَخْبَلته الْمَالَ إِذا أَعرته نَاقَةً لِيَنْتَفِعَ بأَلبانها وأَوبارها أَو فَرَسًا يَغْزُو عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ زُهَيْرٍ:

هُنَالِكَ إِن يُسْتَخْوَلوا المالَ يُخْوِلوا،

وإِن يُسْأَلوا يُعْصُوا، وإِن يَيْسِروا يَغْلوا

وأَخْوَلَ الرجلُ وأُخْوِلَ إِذا كَانَ ذَا أَخوال، فَهُوَ مُخْوِلٌ ومُخْوَلٌ. وَرَجُلٌ مُعِمٌّ مُخْوِلٌ ومُعَمٌّ مُخْوَلٌ: كَرِيمُ الأَعمام والأَخوال، لَا يَكَادُ يُسْتَعْمَلُ إِلا مَعَ مُعِمٍّ ومُعَمٍّ. الأَصمعي وَغَيْرُهُ: غُلَامٌ مُعَمٌّ مُخْوَل، وَلَا يُقَالُ مُعِمٌّ وَلَا مُخْوِل. واسْتَخْوَلَ فِي بَنِي فُلَانٍ: اتَّخَذهم أَخوالًا. وخَوَلُ الرجلِ: حَشَمُه، الْوَاحِدُ خَائِل، وَقَدْ يَكُونُ الخَوَل وَاحِدًا وَهُوَ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى الْعَبْدِ والأَمة؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ جَمْعُ خَائِل وَهُوَ الرَّاعِي، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ مأْخوذ مِنَ التَّخْوِيل وَهُوَ التَّمْلِيكُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والخَوَل مَا أَعطى اللهُ سبحانه وتعالى الإِنسانَ مِنَ النِّعَم. والخَوَل: الْعَبِيدُ والإِماءُ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْحَاشِيَةِ، الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، وَهُوَ مِمَّا جَاءَ شَاذًّا عَنِ الْقِيَاسِ وإِن اطَّرد فِي الِاسْتِعْمَالِ، وَلَا يَكُونُ مِثْلُ هَذَا فِي الْيَاءِ أَعني أَنه لَا يَجِيءُ مِثْلُ البَيَعة والسَّيَرة فِي جَمْعِ بَائِعٍ وَسَائِرٍ، وَعِلَّةُ ذَلِكَ قُرْبُ الأَلف مِنَ الْيَاءِ وبُعْدُها عَنِ الْوَاوِ، فإِذا صَحَّتْ نَحْوُ الخَوَل والحَوَكة والخَوَنة كَانَ أَسهل مِنْ تَصْحِيحِ نَحْوِ البَيَعة، وَذَلِكَ أَن الأَلف لَمَّا قَرُبت مِنَ الْيَاءِ أَسْرَع انقلابُ الْيَاءِ إِليها، وَكَانَ ذَلِكَ أَسْوَغ مِنِ انْقِلَابِ الْوَاوِ إِليها لِبُعْدِ الْوَاوِ عَنْهَا، أَلا تَرَى إِلى كَثْرَةِ قَلْبِ الْيَاءِ أَلفاً اسْتِحْسَانًا لا وجوباً في طَيِءٍ طائِيٌّ، وَفِي الحِيرَة حارِيٌّ، وَفِي قَوْلِهِمْ عَيْعَيْت وحَيحَيْت وهَيْهَيْت عاعَيْت وحاحَيْت وهاهَيْت؟ وقَلَّما يُرَى فِي الْوَاوِ مِثْلُ هَذَا، فإِذا كَانَ مِثْلُ هَذِهِ القُرْبَى بَيْنَ الأَلف وَالْيَاءِ، كَانَ تَصْحِيحُ نَحْوِ بَيَعة وسَيَرة أَشقَّ عَلَيْهِمْ مِنْ تَصْحِيحِ نَحْوِ الخَوَل والحَوَكة والخَوَنة لِبُعْدِ الْوَاوِ مِنَ الأَلف، وَبِقَدْرِ بُعْدها عَنْهَا مَا يَقِلُّ انْقِلَابُهَا إِليها، ولأَجل هَذَا الَّذِي ذَكَرْنَا مَا كَثُرَ عَنْهُمْ نَحْوُ اجْتَوروا واعْتَوَنوا واحْتَوَشوا، وَلَمْ يأْت عَنْهُمْ شَيْءٌ مِنْ هَذَا التَّصْحِيحِ فِي الْيَاءِ، لَمْ يَقُولُوا ابْتَيَعوا وَلَا اشْتَرَيُوا، وإِن كَانَ فِي مَعْنَى تَبَايَعُوا وَتَشَارَيُوا، عَلَى أَنه قَدْ جَاءَ حَرْفٌ وَاحِدٌ مِنَ الْيَاءِ فِي هَذَا فَلَمْ يأْت إِلَّا مُعَلًّا، وَهُوَ قَوْلُهُمُ اسْتَافوا بِمَعْنَى تَسَايفوا، وَلَمْ يَقُولُوا اسْتَيَفوا لِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ جَفَاءِ تَرْكِ قَلْبِ الْيَاءِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي قَوِيَت عَنْهُ داعيةُ الْقَلْبِ. والخَوَل:

ص: 224

مَا أَعْطَى اللهُ تَعَالَى الإِنسانَ مِنَ الْعَبِيدِ والخَدَم؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:

كُومُ الذُّرى مِنْ خَوَل المُخَوَّل

وَيُقَالُ: هؤُلاء خَوَل فُلَانٍ إِذا اتَّخَذَهُمْ كَالْعَبِيدِ وقَهَرهم. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِمْ: الْقَوْمُ خَوَل فُلَانٍ، مَعْنَاهُ أَتباعه، وَقَالَ: خَوَل الرَّجُلِ الَّذِي يَمْلِكُ أُمورهم. وخَوَّلَكَ اللهُ مَالًا أَي مَلَّكك. وخَالَ يَخَالُ خَوْلًا إِذا صَارَ ذَا خَوَل بَعْدَ انْفِرَادٍ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبِيدِ:

هُمْ إِخوانكم وخَوَلُكم

؛ الخَوَل حَشَمُ الرَّجُلِ وأَتباعُه، وَيَقَعُ عَلَى الْعَبْدِ والأَمة، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ التَّخْوِيل وَالتَّمْلِيكِ، وَقِيلَ مِنَ الرِّعاية؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

أَبي هُرَيْرَةَ: إِذا بَلَغَ بَنُو الْعَاصِ ثَلَاثِينَ كَانَ عِبَاد اللَّهِ خَوَلًا

أَي خَدَماً وَعَبِيدًا، يَعْنِي أَنهم يَسْتَخْدِمُونَهُمْ وَيَسْتَعْبِدُونَهُمْ. واسْتَخْوَل فِي بَنِي فُلَانٍ: اتَّخَذَهُمْ خَوَلًا. وخَوَّلَهُ المالَ: أَعْطاه إِياه، وَقِيلَ أَعطاه إِياه تَفَضُّلًا؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ:

وخَوَّال لِمَوْلاه، إِذا مَا

أَتاه عَائِلًا قَرِع المُراح

يَدُلُّ عَلَى أَنهم قَدْ قَالُوا خالَه، وَلَا يَكُونُ عَلَى النَّسَبِ لأَنه قَدْ عَدَّاهُ بِاللَّامِ، فافْهَمْ. وخَوَّلَهُ اللهُ نِعْمة: مَلَّكه إِياها. والخَائِل: الْحَافِظُ لِلشَّيْءِ؛ يُقَالُ: فُلَانٌ يَخُولُ عَلَى أَهله وَعِيَالِهِ أَي يَرْعَى عَلَيْهِمْ. ورَاعِي الْقَوْمِ يَخُولُ عَلَيْهِمْ أَي يَحْلُب ويَسْعَى ويَرْعَى. وخَالَ المالَ يَخُولُه إِذا سَاسَهُ وأَحسن الْقِيَامَ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ خُلْتُهُ أَخُولُهُ. والخَوْلِيُّ: الْقَائِمُ بأَمر النَّاسِ السَّائِسُ لَهُ. والخَائِل: الرَّاعِي لِلشَّيْءِ الْحَافِظُ لَهُ، وَقَدْ خَالَ يَخُولُ خَوْلًا؛ وأَنشد:

فَهُوَ لَهُنَّ خَائِل وفارِط

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ مَنْ خَالُ هَذَا الْفَرَسِ أَي مَنْ صاحبُها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

يَصُبُّ لَهَا نِطَافَ الْقَوْمِ سِرًّا،

ويَشْهَدُ خَالُها أَمْرَ الزَّعِيم

يَقُولُ: لِفَارِسِهَا قَدْرٌ فَالرَّئِيسُ يُشَاوِرُهُ فِي تَدْبِيرِهِ؛ وأَنشد الأَزهري فِي مَكَانٍ آخَرَ:

أَلا لَا تُبالي الإِبْلُ مَنْ كَانَ خَالَها،

إِذا شَبِعَتْ مِنْ قَرْمَلٍ وأُثال

والخُوال: الرِّعاء الحُفَّاظ لِلْمَالِ. والخَوَل: الرُّعاة. والخَوَلِيُّ: الرَّاعِي الْحَسَنُ الْقِيَامِ عَلَى الْمَالِ وَالْغَنَمِ، وَالْجَمْعُ خَوَلٌ كَعَرَبِيٍّ وعَرَب. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: أَنه دَعَا خَوَلِيّه.

قَالَ ابْنُ الأَثير: الخَوَلِيُّ عِنْدَ أَهل الشَّامِ القَيِّم بأَمر الإِبل وإِصلاحها، مِنَ التَّخَوُّل التعهُّد وحُسْنِ الرِّعاية. وإِنه لخَالُ مالٍ وخَائِلُ مالٍ وخَوَلُ مالٍ أَي حَسَنُ الْقِيَامِ عَلَى نَعَمه يُدَبِّرُهُ وَيَقُومُ عَلَيْهِ. والخَوَل أَيضاً: اسْمٌ لِجَمْعِ خَائِل كَرَائِحٍ ورَوَح، وَلَيْسَ بِجَمْعِ خَائِلٍ، لأَن فَاعِلًا لَا يُكَسَّر عَلَى فَعَل، وَقَدْ خَالَ يَخُولُ خَوْلًا، وخَالَ عَلَى أَهله خَوْلًا وخِيَالًا. والتَّخَوُّل: التَّعَهُّدُ. وتَخَوَّلَ الرجلَ: تَعَهَّدَه. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَتَخَوَّلُنا بالمَوْعِظة

أَي يَتَعَهَّدُنَا بِهَا مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا، وَكَانَ الأَصمعي يَقُولُ يَتَخَوَّنُنا، بِالنُّونِ، أَي يَتَعَهَّدُنَا، وَرُبَّمَا قَالُوا تَخَوَّلَتِ الريحُ الأَرضَ إِذا تعَهَّدَتْها. والخَائِل: الْمُتَعَهِّدُ لِلشَّيْءِ وَالْمُصْلِحُ لَهُ الْقَائِمُ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو عَمْرٍو: الصَّوَابُ يَتَحَوَّلنا، بِالْحَاءِ، أَي يَطْلُبُ الْحَالَ الَّتِي يَنْشَطون فِيهَا لِلْمَوْعِظَةِ فيَعِظهم

ص: 225

فِيهَا وَلَا يُكْثر عَلَيْهِمْ فَيَملُّوا. والخَوَل: أَصل فأْس اللِّجام. والخَالُ: لواءُ الْجَيْشِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعشى:

بأَسيافنا حَتَّى تَوَجَّه خَالُها

والخالُ: نَوْعٌ مِنَ البُرود؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:

وبُرْدَانِ مِنْ خَال وسَبْعُون دِرْهَماً،

عَلَى ذَاكَ مَقْرُوظٌ مِنَ القَدِّ مَاعِزُ

وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

وأَكرعه وَشْي البُرود مِنَ الخَال

والخَالُ: اللِّواء والبُرُود؛ ذَكَرَهُمَا الْجَوْهَرِيُّ هُنَا وَذَكَرَهُمَا فِي خَيْلٍ، وَسَنَذْكُرُهُمَا أَيضاً هُنَاكَ. وَفِي حَدِيثِ

طَلْحَةَ: قَالَ لِعُمَرَ، رضي الله عنهما: إِنَّا لَا نَنْبُو فِي يَدِكَ وَلَا نَخُول عَلَيْكَ

أَي لَا نَتَكَبَّرُ؛ يُقَالُ: خَالَ الرجلُ يَخُولُ خَوْلًا واخْتَالَ إِذا تَكَبَّرَ وَهُوَ ذُو مَخِيلة. وتَطايَرَ الشَّرَرُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ أَي مُتَفَرِّقًا، وَهُوَ الشَّررُ الَّذِي يَتَطَايَرُ مِنَ الْحَدِيدِ الْحَارِّ إِذا ضُرِب. وَذَهَبَ الْقَوْمُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ أَي مُتَفَرِّقِينَ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ، وَكَانَ الْغَالِبُ إِنما هُوَ إِذا نَجَل الفرسُ الْحَصَى بِرِجْلِهِ وَشَرَارُ النَّارِ إِذا تَتَابَعَ؛ قَالَ ضَابِئٌ البُرْجُمي يَصِفُ الْكِلَابَ وَالثَّوْرَ:

يُسَاقِط عَنْهُ رَوْقُه ضارِيَاتِها،

سِقَاطَ حديدِ القَيْنِ أَخْوَل أَخْوَلا

قَالَ سِيبَوَيْهِ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَخْوَل أَخْوَل كشَغَر بَغَر، وأَن يَكُونَ كيَوْمَ يَوْمَ. الْجَوْهَرِيُّ: ذَهَبَ الْقَوْمُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ إِذا تَفَرَّقُوا شَتَّى، وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلا اسْمًا وَاحِدًا وبُنِيا عَلَى الْفَتْحِ. ابْنُ الأَعرابي: الخَوْلة الظَّبْية. وإِنَّه لمَخِيلٌ لِلْخَيْرِ أَي خَلِيق لَهُ. والخَال: مَا تَوَسَّمت فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ. وأَخَالَ فِيهِ خَالًا وتَخَوَّلَ: تَفَرَّس. وتَخَوَّلْتُ فِي بَنِي فُلَانٍ خَالًا مِنَ الْخَيْرِ أَي اخْتَلْت وتَوَسَّمت، وتَخَيَّل يُذكر فِي الْيَاءِ. التَّهْذِيبُ: وخَوَلُ اللِّجامِ أَصلُ فَأْسه؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف خَوَل اللِّجام وَلَا أَدري مَا هُوَ. والخُوَيْلاء: مَوْضِعٌ. وخَوَلِيٌّ: اسْمٌ. وخَوْلانُ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ. وكُحْل الخَوْلان: ضَرْبٌ مِنَ الأَكحال، قَالَ: لَا أَدري لِمَ سُمِّيَ ذَلِكَ. وخَوْلة: اسْمُ امرأَة مِنْ كَلْبٍ شَبَّب بِهَا طَرَفة. وخُوَيْلَة: اسْمُ امرأَة.

خيل: خَالَ الشيءَ يَخَالُ خَيْلًا وخِيلَة وخَيْلة وخَالًا وخِيَلًا وخَيَلاناً ومَخَالَة ومَخِيلَة وخَيْلُولَة: ظَنَّه، وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ يَسْمَعْ يَخَلْ أَي يَظُنَّ، وَهُوَ مِنْ بَابِ ظَنَنْتُ وأَخواتها الَّتِي تَدْخُلُ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ، فإِن ابتدأْت بِهَا أَعْمَلْت، وإِن وَسَّطتها أَو أَخَّرت فأَنت بِالْخِيَارِ بَيْنَ الإِعمال والإِلغاء؛ قَالَ جَرِيرٌ فِي الإِلغاء:

أَبِالأَراجيز يَا ابنَ اللُّؤْم تُوعِدُني،

وَفِي الأَراجيز، خِلْتُ، اللؤْمُ والخَوَرُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ فِي الإِلغاء للأَعشى:

وَمَا خِلْت أَبْقى بَيْنَنَا مِنْ مَوَدَّة،

عِرَاض المَذَاكي المُسْنِفاتِ القَلائصا

وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا إِخَالُك سَرَقْت

أَي مَا أَظنك؛ وَتَقُولُ فِي مُسْتَقْبَلِهِ: إِخالُ، بِكَسْرِ الأَلف، وَهُوَ الأَفصح، وَبَنُو أَسد يَقُولُونَ أَخَالُ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ الْقِيَاسُ، وَالْكَسْرُ أَكثر اسْتِعْمَالًا. التَّهْذِيبُ: تَقُولُ خِلْتُه زَيْدًا إِخَالُهُ وأَخَالُهُ خَيْلاناً، وَقِيلَ فِي الْمَثَلِ:

ص: 226

مَنْ يَشْبَعْ يَخَلْ، وَكَلَامُ الْعَرَبِ: مَنْ يَسْمَعْ يَخَلْ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمَعْنَاهُ مَنْ يَسْمَعْ أَخبار النَّاسِ وَمَعَايِبَهُمْ يَقَعْ فِي نَفْسِهِ عَلَيْهِمُ الْمَكْرُوهُ، وَمَعْنَاهُ أَن الْمُجَانَبَةَ لِلنَّاسِ أَسلم، وَقَالَ ابْنُ هَانِئٍ فِي قَوْلِهِمْ مَنْ يَسْمَعْ يَخَلْ: يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ تَحْقِيقِ الظَّنِّ، ويَخَلْ مُشْتَقٌّ مِنْ تَخَيَّلَ إِلى. وَفِي حَدِيثِ

طَهْفَةَ: نسْتَحِيل الجَهَام ونَستَخِيل الرِّهام

؛ وَاسْتَحَالَ الجَهَام أَي نَظَرَ إِليه هَلْ يَحُول أَي يَتَحَرَّكُ. واسْتَخَلْتُ الرِّهَامَ إِذا نَظَرْتَ إِليها فخِلْتَها مَاطِرَةً. وخَيَّلَ فِيهِ الْخَيْرَ وتَخَيَّلَه: ظَنَّه وتفرَّسه. وخَيَّلَ عَلَيْهِ: شَبَّه. وأَخَالَ الشيءُ: اشْتَبَهَ. يُقَالُ: هَذَا الأَمر لَا يُخِيلُ عَلَى أَحد أَي لَا يُشْكِل. وشيءٌ مُخِيل أَي مُشْكِل. وَفُلَانٌ يَمْضي عَلَى المُخَيَّل أَي عَلَى مَا خَيَّلت أَي مَا شَبَّهَتْ يَعْنِي عَلَى غَرَر مِنْ غَيْرِ يَقِينٍ، وَقَدْ يأْتي خِلْتُ بِمَعْنَى عَلِمت؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

ولَرُبَّ مِثْلِك قَدْ رَشَدْتُ بغَيِّه،

وإِخَالُ صاحبَ غَيِّه لَمْ يَرْشُد

قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: إِخَالُ هُنَا أَعلم. وخَيَّلَ عَلَيْهِ تَخْيِيلًا: وَجَّه التُّهمَة إِليه. والخَالُ: الغَيْم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ:

بَاتَتْ تَشِيم بذي هرون مِنْ حَضَنٍ

خَالًا يُضِيء، إِذا مَا مُزْنه ركَدَا

وَالسَّحَابَةُ المُخَيِّل والمُخَيِّلَة والمُخِيلة: الَّتِي إِذا رأَيتها حَسِبْتها مَاطِرَةً، وَفِي التَّهْذِيبِ: المَخِيلَة، بِفَتْحِ الْمِيمِ، السَّحَابَةُ، وَجَمْعُهَا مَخَايِل، وَقَدْ يُقَالُ لِلسَّحَابِ الخَالُ، فإِذا أَرادوا أَن السَّمَاءَ قَدْ تَغَيَّمت قَالُوا قَدْ أَخَالَتْ، فَهِيَ مُخِيلَة، بِضَمِّ الْمِيمِ، وإِذا أَرادوا السَّحَابَةَ نَفْسَهَا قَالُوا هَذِهِ مَخِيلَة، بِالْفَتْحِ. وَقَدْ أَخْيَلْنا وأَخْيَلَتِ السماءُ وخَيَّلَتْ وتَخَيَّلَتْ: تهيَّأَت لِلْمَطَرِ فرَعَدَتْ وبَرَقَتْ، فإِذا وَقَعَ الْمَطَرُ ذَهَبَ اسْمُ التَّخَيُّل. وأَخَلْنا وأَخْيَلْنا: شِمْنا سَحابة مُخِيلة. وتَخَيَّلَتِ السماءُ أَي تَغَيَّمَت. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ خَيَّلَتِ السحابةُ إِذا أَغامتْ وَلَمْ تُمْطِر. وكلُّ شَيْءٍ كَانَ خَلِيقاً فَهُوَ مَخِيلٌ؛ يُقَالُ: إِن فُلَانًا لمَخِيل لِلْخَيْرِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: خَيَّلَتِ السماءُ لِلْمَطَرِ وَمَا أَحسن مَخِيلَتها وخَالها أَي خَلاقَتها لِلْمَطَرِ. وَقَدْ أَخَالَتِ السحابةُ وأَخْيَلَتْ وخَايَلَتْ إِذا كَانَتْ تُرْجى لِلْمَطَرِ. وَقَدْ أَخَلْتُ السَّحَابَةُ وأَخْيَلْتها إِذا رأَيتها مُخِيلة لِلْمَطَرِ. وَالسَّحَابَةُ المُخْتَالَة: كالمُخِيلة؛ قَالَ كُثَيِّر بْنُ مُزَرِّد:

كَاللَّامِعَاتِ فِي الكِفاف المُخْتَال

والخَالُ: سَحَابٌ لَا يُخْلِف مَطَرُه؛ قَالَ:

مِثْلَ سَحَابِ الخَال سَحّاً مَطَرُه

وَقَالَ صَخْر الغَيّ:

يُرَفِّع للخَال رَيْطاً كَثِيفا

وَقِيلَ: الخَالُ السَّحَابُ الَّذِي إِذا رأَيته حَسِبْتَهُ مَاطِرًا وَلَا مَطَر فِيهِ. وَقَوْلُ طَهْفة: تَسْتَخِيل الجَهام؛ هُوَ نَسْتَفْعِلُ مِنْ خِلْت أَي ظَنَنْتُ أَي نظُنُّه خَلِيقاً بالمَطَر، وَقَدْ أَخَلْتُ السَّحَابَةَ وأَخْيَلْتها. التَّهْذِيبُ: والخَالُ خالُ السَّحَابَةِ إِذا رأَيتها مَاطِرَةً. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها: كَانَ إِذا رأَى فِي السَّمَاءِ اخْتِيالًا تغيَّر لونُه

؛ الاخْتِيال: أَن يُخال فِيهَا المَطَر، وَفِي رِوَايَةٍ:

أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذا رأَى مَخِيلة أَقْبَل وأَدْبَر وَتَغَيَّرَ؛ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: وَمَا يُدْرِينَا؟ لَعَلَّهُ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ: فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هَذَا عارِضٌ مُمْطِرُنا، بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ.

قَالَ ابْنُ

ص: 227

الأَثير: المَخِيلة مَوْضِعُ الخَيْل وَهُوَ الظَّنُّ كالمَظِنَّة وَهِيَ السَّحَابَةُ الْخَلِيقَةُ بِالْمَطَرِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ مُسَمَّاة بالمَخِيلَة الَّتِي هِيَ مَصْدَرٌ كالمَحْسِبة مِنَ الحَسْب. والخَالُ: البَرْقُ، حَكَاهُ أَبو زِيَادٍ ورَدَّه عَلَيْهِ أَبو حَنِيفَةَ. وأَخَالَتِ النَّاقَةُ إِذا كَانَ فِي ضَرْعها لَبَن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى التَّشْبِيهِ بِالسَّحَابَةِ. والخَالُ: الرَّجل السَّمْح يُشَبَّه بالغَيْم حِينَ يَبْرُق، وَفِي التَّهْذِيبِ: تَشْبِيهًا بالخَال وَهُوَ السَّحَابُ الْمَاطِرُ. والخَالُ والخَيْل والخُيَلاء والخِيَلاء والأَخْيَل والخَيْلَة والمَخِيلَة، كُلُّه: الكِبْر. وَقَدِ اخْتَالَ وَهُوَ ذُو خُيَلاءَ وَذُو خَالٍ وَذُو مَخِيلَة أَي ذُو كِبْر. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: كُلْ مَا شِئْت والْبَسْ مَا شِئْت مَا أَخطأَتك خَلَّتانِ: سَرَفٌ ومَخِيلة.

وَفِي حَدِيثِ

زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْل: البِرُّ أَبْقى لَا الخَال.

يُقَالُ: هُوَ ذُو خَالٍ أَي ذُو كِبر؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

والخَالُ ثوبٌ مِنْ ثِيَابِ الجُهَّال،

والدَّهْر فِيهِ غَفْلة للغُفَّال

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وكأَن اللَّيْثَ جَعَلَ الخَالَ هُنَا ثَوْبًا وإِنما هُوَ الكِبْر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ

؛ فالمُخْتَال: المتكبر؛ قال أَبو إِسحق: المُخْتَال الصَّلِف المُتَباهي الجَهُول الَّذِي يَأْنَف مِنْ ذَوِي قَرابته إِذا كَانُوا فُقَرَاءَ، وَمِنْ جِيرانه إِذا كَانُوا كَذَلِكَ، وَلَا يُحْسن عِشْرَتَهم وَيُقَالُ: هُوَ ذُو خَيْلة أَيضاً؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

يَمْشي مِنَ الخَيْلَة يَوْم الوِرْد

بَغْياً، كَمَا يَمْشي وَليُّ العَهْد

وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ جَرّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِليه

؛ الخُيَلاء والخِيَلاء، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ: الكِبْر والعُجْب، وَقَدِ اخْتَال فَهُوَ مُخْتَال. وَفِي الْحَدِيثِ:

مِنَ الخُيَلاء مَا يُحِبُّه اللَّهُ فِي الصَّدقة وَفِي الحَرْب، أَما الصَّدَقَةُ فإِنه تَهُزُّه أَرْيَحِيَّة السَّخَاءِ فيُعْطِيها طَيِّبةً بِهَا نفسُه وَلَا يَسْتَكثر كَثِيرًا وَلَا يُعْطي مِنْهَا شَيْئًا إِلا وَهُوَ لَهُ مُسْتَقِلّ، وأَما الْحَرْبُ فإِنه يَتَقَدَّمُ فِيهَا بنَشاط وقُوَّة ونَخْوة وجَنان

؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّلَ واخْتَالَ

هو تَفَعَّل وافْتَعَل مِنْهُ. ورَجُلٌ خَالٌ أَي مُخْتال؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

إِذا تَحَرَّدَ لَا خَالٌ وَلَا بَخِل

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ورجلٌ خَالٌ وخَائِلٌ وخَالٍ، عَلَى القَلْب، ومُخْتَالٌ وأُخَائِلٌ ذُو خُيَلاء مُعْجب بِنَفْسِهِ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ إِلا رَجُلٌ أُدابِرٌ لَا يَقْبل قَوْلَ أَحد وَلَا يَلْوي عَلَى شَيْءٍ، وأُباتِرٌ يَبْتُرُ رَحِمَه يَقْطَعُها، وَقَدْ تَخَيَّلَ وتَخَايَلَ، وَقَدْ خَالَ الرجلُ، فَهُوَ خَائِل؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فإِن كنتَ سَيِّدَنا سُدْتَنا،

وإِن كُنْتَ للخَالِ فاذْهَب فَخَلْ

وَجَمْعُ الخَائِل خَالَةٌ مِثْلُ بَائِعٍ وباعةٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ سَائِقٌ وَسَاقَةٌ وَحَائِكٌ وَحَاكَةٌ، قَالَ: وَرُوِيَ الْبَيْتُ فَاذْهَبْ فخُلْ، بِضَمِّ الْخَاءِ، لأَن فِعْلَهُ خَالَ يَخُولُ، قَالَ: وَكَانَ حَقُّهُ أَن يُذكر فِي خول، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ نَحْنُ هُنَاكَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وإِنما ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ هُنَا لِقَوْلِهِمُ الخُيَلاء، قَالَ: وَقِيَاسُهُ الخُوَلاء وإِنما قُلِبَتِ الْوَاوُ فِيهِ يَاءً حَمْلًا عَلَى الاخْتِيال كَمَا قَالُوا مَشِيبٌ حَيْثُ قَالُوا شِيبَ فأَتبعوه مَشِيباً، قَالَ: وَالشَّاعِرُ رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ؛ قَالَ: وَقَالَ الجُمَيْح بْنُ الطَّمَّاح الأَسدي فِي الخَال بِمَعْنَى الِاخْتِيَالِ:

ولَقِيتُ مَا لَقِيَتْ مَعَدٌّ كلُّها،

وفَقَدْتُ راحِيَ فِي الشَّبَابِ وخَالِي

ص: 228

التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْمُخْتَالِ خَائِل، وَجَمْعُهُ خَالَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

أَوْدَى الشَّبَابُ وحُبُّ الخَالَةِ الخَلَبه،

وَقَدْ بَرِئْتُ فَمَا بالنَّفْسِ مَنْ قَلَبه «2»

. أَراد بالخَالَة جَمْعَ الخَائِل وَهُوَ المُخْتال الشابُّ. والأَخْيَل: الخُيَلاء؛ قَالَ:

لَهُ بَعْدَ إِدلاجٍ مِراحٌ وأَخْيَل

واخْتَالَتِ الأَرضُ بِالنَّبَاتِ: ازْدانَتْ. ووَجَدْت أَرضاً مُتَخَيِّلة ومُتَخَايِلَة إِذا بَلَغَ نَبْتُها المَدى وَخَرَجَ زَهرُها؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

تأَزَّر فِيهِ النَّبْت حَتَّى تَخَيَّلَتْ

رُباه، وَحَتَّى مَا تُرى الشَّاءُ نُوَّما

وَقَالَ ابْنُ هَرْمَة:

سَرا ثَوْبَه عَنْكَ الصِّبا المُتخايِلُ

وَيُقَالُ: ورَدْنا أَرضاً مُتَخيِّلة، وَقَدْ تَخَيَّلَتْ إِذا بَلَغ نبْتُها أَن يُرْعى. والخَالُ: الثَّوْبُ الَّذِي تَضَعُهُ عَلَى الْمَيِّتِ تَسْتُرهُ بِهِ، وَقَدْ خَيَّلَ عَلَيْهِ. والخَالُ: ضَرْبٌ مِنْ بُرود اليَمن المَوْشِيَّة. والخَالُ: الثَّوْبُ النَّاعِمُ؛ زَادَ الأَزهري: مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:

وبُرْدانِ مِنْ خَالٍ وَسَبْعُونَ دِرْهَمًا،

عَلَى ذَاكَ مقروظٌ مِنَ الْجِلْدِ مَاعِزُ

والخَالُ: الَّذِي يَكُونُ فِي الْجَسَدِ. ابْنُ سِيدَهْ: والخَالُ شامَة سَوْدَاءُ فِي الْبَدَنِ، وَقِيلَ: هِيَ نُكْتة سَوْدَاءُ فِيهِ، وَالْجَمْعُ خِيلانٌ. وامرأَة خَيْلاء وَرَجُلٌ أَخْيَل ومَخِيلٌ ومَخْيُول ومَخُول مِثْلُ مَقُول مِنَ الْخَالِ أَي كَثِيرُ الخِيلان، وَلَا فِعْلَ لَهُ. وَيُقَالُ لِمَا لَا شَخْصَ لَهُ شامَةٌ، وَمَا لَهُ شَخْصٌ فَهُوَ الخَالُ، وَتَصْغِيرُ الخَالِ خُيَيْلٌ فِيمَنْ قَالَ مَخِيل ومَخْيُول، وخُوَيْلٌ فِيمَنْ قَالَ مَخُول. وَفِي صِفَةِ خَاتَمِ النبوَّة:

عَلَيْهِ خِيلانٌ

؛ هُوَ جَمْعُ خَال وَهِيَ الشامَة فِي الْجَسَدِ. وَفِي حَدِيثِ

الْمَسِيحِ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: كَثِيرُ خِيلانِ الْوَجْهِ.

والأَخْيَل: طَائِرٌ أَخضر وَعَلَى جَنَاحَيْهِ لُمْعَة تُخَالِفُ لَوْنَهُ، سُمِّي بِذَلِكَ للخِيلان، قَالَ: وَلِذَلِكَ وجَّهه سِيبَوَيْهِ عَلَى أَن أَصله الصِّفَةُ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ اسْتِعْمَالَ الأَسماء كالأَبرق وَنَحْوِهِ، وَقِيلَ: الأَخْيَل الشِّقِرَّاق وهو مشؤوم، تَقُولُ الْعَرَبُ: أَشأَم مِنْ أَخْيَل؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَهُوَ يَقَعُ عَلَى دَبَر الْبَعِيرِ، يُقَالُ إِنه لَا ينقُر دَبَرة بَعِيرٍ إِلا خَزَلَ ظَهْره، قَالَ: وإِنما يتشاءَمون بِهِ لِذَلِكَ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ فِي الأَخْيَل:

إِذا قَطَناً بلَّغْتِنيه، ابْنَ مُدْرِكٍ،

فلُقِّيتِ مِنْ طَيْرِ اليَعاقيبِ أَخْيَلا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ مِنْ طَيْرِ الْعَرَاقِيبِ أَي مَا يُعَرْقِبُك «3» يُخَاطِبُ نَاقَتَهُ، وَيُرْوَى: إِذا قَطَنٌ أَيضاً، بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، وَالْمَمْدُوحُ قَطَن بْنُ مُدْرِك الْكِلَابِيُّ، وَمَنْ رَفَعَ ابْنَ جَعَله نَعْتًا لقَطَن، وَمَنْ نَصَبَهُ جَعَله بَدَلًا مِنَ الْهَاءِ فِي بَلَّغْتِنِيهِ أَو بَدَلًا مِنْ قَطَن إِذا نَصَبْتَهُ؛ قَالَ وَمِثْلُهُ:

إِذا ابْنَ مُوسَى بِلَالًا بَلَغْتَهُ

بِرَفْعِ ابْنٍ وَبِلَالٍ وَنَصْبِهِمَا، وَهُوَ يَنْصَرِفُ فِي النَّكِرَةِ إِذا سَمَّيْت بِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَصْرِفُهُ فِي الْمَعْرِفَةِ وَلَا فِي النَّكِرَةِ، وَيَجْعَلُهُ فِي الأَصل صِفَةً من التَّخَيُّل،

(2). قوله [الخلبة] قال شارح القاموس: يروى بالتحريك جمع خالب وقد أورده الجوهري في خلب شاهداً على أَن الخلبة كفرحة المرأَة الخداعة

(3)

. قوله [أَي ما يعرقبك] عبارة الصاغاني في التكملة: والعراقيب أرض معروفة

ص: 229

وَيَحْتَجُّ بِقَوْلِ حسَّان بْنِ ثَابِتٍ:

ذَرِيني وعِلْمي بالأُمور وشِيمَتي،

فَمَا طَائِرِي فِيهَا عليكِ بِأَخْيَلا

وَقَالَ الْعَجَّاجُ:

إِذا النَّهارُ كَفَّ رَكْضَ الأَخْيَل

قَالَ شَمِرٌ: الأَخْيَل يَفِيل نِصْفَ النَّهَارِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: وَيُسَمَّى الشَّاهِينُ الأَخْيَل، وَجَمْعُهُ الأَخَايِل؛ وأَما قَوْلُهُ:

وَلَقَدْ غَدَوْتُ بسابِحٍ مَرِحٍ،

ومَعِي شَبابٌ كُلُّهُمْ أَخْيَل

فَقَدْ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ هذا الطَّائِرَ أَي كُلُّهُمْ مِثْلُ الأَخيل فِي خِفَّتِه وطُموره. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ المُخْتال، قَالَ: وَلَا أَعرفه فِي اللُّغَةِ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ التَّقْدِيرُ كُلُّهم أَخْيَل أَي ذُو اخْتِيَالٍ. والخَيال: خَيَالُ الطَّائِرِ يَرْتَفِعُ فِي السَّمَاءِ فَيَنْظُرُ إِلى ظِلِّ نَفْسِهِ فَيَرَى أَنه صَيْدٌ فيَنْقَضُّ عَلَيْهِ وَلَا يَجِدُ شَيْئًا، وَهُوَ خَاطِفُ ظِلِّه. والأَخْيَل أَيضاً؛ عِرْق الأَخْدَع؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

أَشكو إِلى اللَّهِ انْثِناءَ مِحْمَلي،

وخَفَقان صُرَدِي وأَخْيَلي

والصُّرَدان: عِرْقان تَحْتَ اللِّسَانِ. والخَالُ: كالظَّلْع والغَمْز يَكُونُ بِالدَّابَّةِ، وَقَدْ خَالَ يَخَالُ خَالًا، وَهُوَ خَائِل؛ قَالَ:

نادَى الصَّريخُ فرَدُّوا الخَيْلَ عانِيَةً،

تَشْكو الكَلال، وَتَشْكُو مِنْ أَذى الخَال

وَفِي رِوَايَةٍ: مِنْ حَفا الْخَالِ. والخَالُ: اللِّواءُ يُعْقد للأَمير. أَبو مَنْصُورٍ: والخَالُ اللِّواء الَّذِي يُعْقَد لِوِلَايَةِ والٍ، قَالَ: وَلَا أُراه سُمِّي خَالًا إِلَّا لأَنه كَانَ يُعْقَد مِنْ بُرُودِ الْخَالِ؛ قَالَ الأَعشى:

بأَسيافنا حَتَّى نُوَجِّه خَالها

والخالُ: أَخو الأُم، ذُكِرَ فِي خَوَلَ. والخَالُ: الجَبَل الضَّخْم وَالْبَعِيرُ الضَّخْمُ، وَالْجَمْعُ خِيلانٌ؛ قَالَ:

ولكِنَّ خِيلاناً عَلَيْهَا الْعَمَائِمُ

شَبَّههم بالإِبل فِي أَبدانهم وأَنه لَا عُقُولَ لَهُمْ. وإِنه لمَخِيلٌ لِلْخَيْرِ أَي خَلِيق لَهُ. وأَخَالَ فِيهِ خَالًا مِنَ الْخَيْرِ وتَخَيَّلَ عَلَيْهِ تَخَيُّلًا، كِلَاهُمَا: اخْتَارَهُ وتفرَّس فِيهِ الْخَيْرَ. وتَخَوَّلَت فِيهِ خَالًا مِنَ الْخَيْرِ وأَخَلْتُ فِيهِ خَالًا مِنَ الْخَيْرِ أَي رأَيت مَخِيلَتَه. وتَخَيَّلَ الشيءُ لَهُ: تَشَبَّه. وتَخَيَّلَ لَهُ أَنه كَذَا أَي تَشَبَّه وتَخَايَلَ؛ يُقَالُ: تَخَيَّلْته فَتَخَيَّلَ لِي، كَمَا تَقُولُ تَصَوَّرْته فَتَصَوَّر، وتَبَيَّنته فَتَبَيَّن، وتَحَقَّقْته فَتَحَقَّق. والخَيَال والخَيَالة: مَا تَشَبَّه لَكَ فِي اليَقَظة والحُلُم مِنْ صُورَةٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فلَسْتُ بنازِلٍ إِلَّا أَلَمَّتْ،

برَحْلي، أَو خَيالَتُها، الكَذُوب

وَقِيلَ: إِنما أَنَّث عَلَى إِرادة المرأَة. والخَيَال والخَيَالَة: الشَّخْصُ والطَّيْف. ورأَيت خَيَالَه وخَيَالَتَه أَي شَخْصَهُ وطَلعْته مِنْ ذَلِكَ. التَّهْذِيبُ: الخَيَال لِكُلِّ شَيْءٍ تَرَاهُ كالظِّل، وَكَذَلِكَ خَيَال الإِنسان فِي المِرآة، وخَيَاله فِي الْمَنَامِ صُورَةُ تِمْثاله، وَرُبَّمَا مَرَّ بِكَ الشَّيْءُ شِبْهَ الظِّلِّ فَهُوَ خَيَال، يُقَالُ: تَخَيَّلَ لِي خَيالُه. الأَصمعي: الخَيَال خَشَبة تُوضَعُ فَيُلْقَى عَلَيْهَا الثَّوْبُ لِلْغَنَمِ إِذا رَآهَا الذِّئْبُ ظَنَّ أَنه إِنسان؛ وأَنشد:

أَخٌ لَا أَخا لِي غَيْرُهُ، غَيْرَ أَنني

كَراعِي الخَيال يَسْتطِيف بِلَا فِكْرِ

وراعِي الخَيَال: هُوَ الرَّأْل، وَفِي رِوَايَةٍ: أَخي لَا

ص: 230

أَخا لِي بَعْده؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشده ابْنُ قُتَيْبَةَ بِلَا فَكْر، بِفَتْحِ الْفَاءِ، وَحُكِيَ عَنْ أَبي حَاتِمٍ أَنه قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ سَلَّامٍ الجُمَحي عَنْ يُونُسَ النَّحْوِيِّ أَنه قَالَ: يُقَالُ لِي فِي هَذَا الأَمر فَكْرٌ بِمَعْنَى تَفَكُّر. الصِّحَاحُ: الخَيَال خَشَبة عَلَيْهَا ثِيَابٌ سُودٌ تُنْصب لِلطَّيْرِ وَالْبَهَائِمِ فَتَظُنُّهُ إِنساناً. وَفِي حَدِيثِ

عُثْمَانَ: كَانَ الحِمَى سِتَّة أَميال فَصَارَ خَيَال بِكَذَا وخَيَال بِكَذَا

، وَفِي رِوَايَةٍ:

خَيَال بإِمَّرَةَ وخَيَال بأَسْوَدَ العَيْن

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُمَا جَبَلان؛ قَالَ الأَصمعي: كَانُوا ينصِبون خَشَباً عَلَيْهَا ثِيَابٌ سُودٌ تَكُونُ علاماتٍ لِمَنْ يَرَاهَا وَيَعْلَمُ أَن مَا دَاخِلَهَا حِمىً مِنَ الأَرض، وأَصلها أَنها كَانَتْ تُنْصَبُ لِلطَّيْرِ وَالْبَهَائِمِ عَلَى الْمَزْرُوعَاتِ لِتَظُنَّهُ إِنساناً وَلَا تَسْقُطَ فِيهِ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ:

تَخَالُها طَائِرَةً وَلَمْ تَطِرْ،

كأَنَّها خِيلانُ رَاعٍ مُحْتَظِر

أَراد بالخِيلان مَا يَنْصِبه الرَّاعِي عِنْدَ حَظِيرة غَنَمِهِ. وخَيَّلَ لِلنَّاقَةِ وأَخْيَلَ: وَضَع لِوَلَدِهَا خَيَالًا ليَفْزَع مِنْهُ الذِّئْبُ فَلَا يَقْرَبه. والخَيَال: مَا نُصِب فِي الأَرض ليُعْلَم أَنها حِمىً فَلَا تُقْرَب. وَقَالَ اللَّيْثُ: كُلُّ شَيْءٍ اشْتَبَهَ عَلَيْكَ، فَهُوَ مُخِيل، وَقَدْ أَخَالَ؛ وأَنشد:

والصِّدْقُ أَبْلَجُ لَا يُخِيل سَبِيلُه،

والصِّدْق يَعْرِفه ذَوُو الأَلْباب

وَقَدْ أَخَالَتِ الناقةُ، فَهِيَ مُخِيلَة إِذا كَانَتْ حَسَنة العَطَل فِي ضَرْعها لَبن. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى

؛ أَي يُشَبَّه. وخُيِّلَ إِليه أَنه كَذَا، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ: مِنَ التَّخْيِيل والوَهْم. والخَيَال: كِساء أَسود يُنْصَب عَلَى عُودٍ يُخَيَّل بِهِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

فَلَمَّا تَجَلَّى مَا تَجَلَّى مِنَ الدُّجى،

وشَمَّر صَعْلٌ كالخَيَال المُخَيَّل

والخَيْل: الفُرْسان، وَفِي الْمُحْكَمِ: جَمَاعَةُ الأَفراس لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَاحِدُهَا خَائِل لأَنه يَخْتال فِي مِشْيَتِه، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بِمَعْرُوفٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ

، أَي بفُرْسانك ورَجَّالتك. والخَيْل: الخُيول. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها

. وَفِي الْحَدِيثِ:

يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبي

: قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ، أَراد يَا فُرْسانَ خَيْلِ اللَّهِ ارْكَبِي، وَهَذَا مِنْ أَحسن الْمَجَازَاتِ وأَلطفها؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

فَتنازَلا وتواقَفَت خَيْلاهُما،

وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ

ثَنَّاه عَلَى قَوْلِهِمْ هُما لِقاحان أَسْوَدانِ وجِمالانِ، وَقَوْلُهُ بَطَلُ اللِّقاء أَي عِنْدَ اللِّقَاءِ، وَالْجَمْعُ أَخْيَالٌ وخُيُول؛ الأَول عَنِ ابْنِ الأَعرابي، والأَخير أَشهر وأَعرف. وَفُلَانٌ لَا تُسايَر خَيْلاه وَلَا تُواقَفُ خَيْلاه، وَلَا تُسايَر وَلَا تُواقَف أَي لَا يُطَاقُ نَمِيمةً وَكَذِبًا. وَقَالُوا: الخَيْل أَعلم مِنْ فُرْسانِها؛ يُضْرب لِلرَّجُلِ تَظُنُّ أَن عِنْدَهُ غَناء أَو أَنه لَا غَنَاءَ عِنْدَهُ فَتَجِدُهُ عَلَى مَا ظَنَنْتَ. والخَيَّالة: أَصحاب الخُيول. والخَيَال: نَبْتٌ. والخَالُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ:

أَتَعْرف أَطلالًا شَجوْنَك بالخَال؟

قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ أَلفه مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ. والخَالُ: اسْمُ جَبَل تِلْقاء الْمَدِينَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

ص: 231

أَهَاجَكَ بالخَالِ الحُمُول الدَّوافع،

وأَنْتَ لمَهْواها مِنَ الأَرض نَازِعُ؟

والمُخَايَلَة: المُباراة. يُقَالُ: خَايَلْت فُلَانًا بارَيْته وَفَعَلْتُ فعلَه؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

أَقول لَهُمْ، يَوم أَيْمانُهم

تُخَايِلُها، فِي النَّدَى، الأَشْمُلُ

تُخَايِلُها أَي تُفاخِرها وتُباريها؛ وَقَوْلُ ابْنِ أَحمر:

وَقَالُوا: أَنَتْ أَرض بِهِ وتَخَيَّلَتْ،

فأَمْسى لِمَا فِي الرأْسِ وَالصَّدْرِ شَاكِيَا

قَوْلُهُ تَخَيَّلَت أَي اشْتَبَهَت. وخَيَّلَ فلانٌ عَنِ الْقَوْمِ إِذا كَعَّ عَنْهُمْ؛ قَالَ سَلَمَةُ: وَمِثْلُهُ غَيَّف وخَيَّف. الأَحمر: افْعَلْ كَذَا وَكَذَا إِمَّا هَلَكَتْ هُلُكُ أَي عَلَى مَا خَيَّلْت أَي عَلَى كُلِّ حَالٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُمُ افْعَلْ ذَلِكَ عَلَى مَا خَيَّلْت أَي عَلَى مَا شَبَّهت. وَبَنُو الأَخْيَل: حَيٌّ مِنْ عُقَيْل رَهْط لَيْلى الأَخْيَلِيَّة؛ وَقَوْلُهَا:

نَحْنُ الأَخَايِلُ مَا يَزال غُلامُنا،

حَتَّى يَدِبَّ عَلَى العَصا، مَذْكُورًا

فإِنما جَمَعت القَبِيل بِاسْمِ الأَخْيَل بْنِ مُعَاوِيَةَ العُقَيْلي، وَيُقَالُ البَيْت لأَبيها. والخَيَال: أَرض لِبَنِي تَغْلِب؛ قَالَ لَبِيدٌ:

لِمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنه أُثالُ،

فسَرْحَة فالمَرانَةُ فالخَيَالُ؟

والخِيلُ: الحِلْتِيت، يَمانِية. وخَالَ يَخِيلُ خَيْلًا إِذا دَامَ عَلَى أَكل الخِيل، وَهُوَ السَّذَاب. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والخَالُ الخَائِلُ، يُقَالُ هُوَ خَالُ مالٍ وخَائِل مَالٍ أَي حَسَن الْقِيَامِ عَلَيْهِ. والخَالُ: ظَلْع فِي الرِّجْل. والخَال: نُكْتَة فِي الجَسَد؛ قَالَ وَهَذِهِ أَبيات تَجْمَعُ مَعَانِيَ الخَال:

أَتَعْرِف أَطْلالًا شَجَوْنَك بالخَالِ،

وعَيْشَ زمانٍ كَانَ فِي العُصُر الْخَالِي؟

الخَالُ الأَوَّل: مَكَانٌ، وَالثَّانِي: الْمَاضِي.

لَيالِيَ، رَيْعانُ الشَّبابِ مُسَلَّطٌ

عَلَيَّ بعِصْيان الإِمارةِ والخَال

الخَال: اللِّوَاء.

وإِذْ أَنا خِدْنٌ للغَوِيّ أَخِي الصِّبا،

وللغَزِل المِرِّيحِ ذِي اللَّهْوِ والخَال

الخَال: الخُيَلاء.

وللخَوْد تَصْطاد الرِّجالَ بفاحِمٍ،

وخَدٍّ أَسِيل كالَوذِيلة ذِي الخَال

الخَال: الشَّامَة.

إِذا رَئِمَتْ رَبْعاً رَئِمْتُ رِباعَها،

كَمَا رَئِم المَيْثاءَ ذُو الرَّثْيَة الْخَالِي

الْخَالِي: العَزَب.

ويَقْتادُني مِنْهَا رَخِيم دَلالِها،

كَمَا اقْتاد مُهْراً حِينَ يأْلفه الْخَالِي

الْخَالِي: مِنَ الْخَلَاءِ.

زَمانَ أُفَدَّى مِنْ مِراحٍ إِلى الصِّبا

بعَمِّيَ، مِنْ فَرْط الصَّبابة، والخَال

الخَال: أَخو الأُم.

وَقَدْ عَلِمَتْ أَنِّي، وإِنْ مِلْتُ للصِّبا

إِذا الْقَوْمُ كَعُّوا، لَسْتُ بالرَّعِش الخَال

الخَالُ: المَنْخُوب الضَّعِيفُ.

ص: 232