المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

والمِيلُ مِنَ الأَرض: قدْرُ منتهَى مدِّ الْبَصَرِ، وَالْجَمْعُ أَمْيَال ومُيُول، - لسان العرب - جـ ١١

[ابن منظور]

الفصل: والمِيلُ مِنَ الأَرض: قدْرُ منتهَى مدِّ الْبَصَرِ، وَالْجَمْعُ أَمْيَال ومُيُول،

والمِيلُ مِنَ الأَرض: قدْرُ منتهَى مدِّ الْبَصَرِ، وَالْجَمْعُ أَمْيَال ومُيُول، قَالَ كثيِّر عَزَّةَ:

سيأْتِي أَميرَ المؤْمنين، وَدُونَهُ

صِمادٌ مِنَ الصَّوّان، مَرْتٌ مُيُولُها

ثَنائي تُنَمِّيهِ إِليك ومِدْحَتِي

صُهابِيَّةُ الأَلوانِ، باقٍ ذمِيلُها

وَقِيلَ للأَعلام الْمَبْنِيَّةِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ أَمْيَال لأَنها بُنِيَتْ عَلَى مَقادِير مَدَى البَصَر مِنَ المِيلِ إِلى المِيلِ، وكلُّ ثلاثةِ أَمْيال مِنْهَا فَرْسَخ. والمِيلُ: مَنارٌ يبنَى لِلْمُسَافِرِ فِي أَنْشازِ الأَرض وأَشرافِها، وَقِيلَ: مَسَافَةٌ مِنَ الأَرض مُتَراخِية لَيْسَ لَهَا حَدّ مَعْلُومٌ. والمِيلُ: المُلْمول، وَالْجَمْعُ كالجمع. الأَصعي: قَوْلُ الْعَامَّةِ المِيلُ لِمَا تُكْحَل بِهِ الْعَيْنُ خَطَأٌ، إِنما هُوَ المُلْمُول، وَهُوَ الَّذِي يُكحَل بِهِ الْبَصَرُ. وَيُقَالُ لِلْحَدِيدَةِ الَّتِي يُكْتَبُ بِهَا فِي أَلواح الدَّفْتَرِ مُلْمُول، وَلَا يُقَالُ مِيلٌ إِلا للمِيل مِنْ أَمْيال الطَّرِيقِ. الْجَوْهَرِيُّ: مِيلُ الْكُحْل ومِيلُ الجِراحَة ومِيلُ الطَّرِيقِ، والفرسخُ ثلاثةُ أَمْيال، وَجَمْعُهُ أَمْيَال وأَمْيُل، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي النَّجْمِ:

حَتَّى إِذَا الآلُ جَرَى بالأَمْيُلِ،

وفارَق الجزْءَ ذَوُو التَّأَبُّلِ

وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ:

فتُدْنَى الشمسُ حِينَ تَكُونُ قَدْر مِيلٍ

، قِيلَ: أَراد المِيلَ الَّذِي يُكْتَحل بِهِ، وقِيل: أَراد ثُلُثَ. الفَرْسخ، وَقِيلَ: المِيلُ القِطْعة مِنَ الأَرض مَا بَيْنَ العَلَمَين، وَقِيلَ: هُوَ مَدُّ الْبَصَرِ. وأَمَالَ الرجلُ: رَعَى الخُلَّة، قَالَ لَبِيدٌ:

وَمَا يَدْرِي عُبَيدُ بَني أُقَيْشٍ،

أَيُوضِعُ بالحَمائلِ أَمْ يُمِيلُ؟

أَوْضع: حَوَّل إِبلَه إِلَى الحَمْضِ. والاسْتِمَالَة: الاكْتِيال بالكَفَّيْن والذِّراعين، وَفِي الْمُحْكَمِ: اسْتَمَالَ الرَّجُلُ كَالَ بِالْيَدَيْنِ وَبِالذِّرَاعَيْنِ، قَالَ الرَّاجِزُ:

قالتْ لَهُ سَوْداءُ مثْل الغُول:

مَا لَكَ لَا تَغْدو فتَسْتَمِيل؟

وَقَوْلُ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ: وَكَانَتِ امرأَةً مَيِّلَةً، قَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةِ مَوَلَ، واللَّه أَعلم.

ميكائيل: مِيكائِيلُ ومِيكائين: مِنْ أَسماء الملائكة.

‌فصل النون

نأل: النَّأَلانُ: ضَرْبٌ مِنَ الْمَشْيِ كأَنه يَنْهَض برأْسه إِلى فَوْقُ. نأَلَ يَنْأَلُ نَأْلًا ونَئِيلًا ونَأَلاناً: مشَى ونَهَض برأْسه يُحَرِّكُهُ إِلى فَوْقُ مِثْلُ الَّذِي يَعْدُو وَعَلَيْهِ حِمْل ينهَض بِهِ، وَقَدْ صحَّف اللَّيْثُ النَّأَلان فَقَالَ: التَّأَلان؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا تَصْحِيفٌ فَاضِحٌ. ونَأَلَ الفرسُ يَنْأَلُ نَأْلًا، فَهُوَ نَؤُول: اهتزَّ فِي مِشْيَته، وضَبُع نَؤُول كَذَلِكَ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:

لَهَا خُفَّان قَدْ ثُلِبا، ورأْس

كرأْس العُود، شَهْرَبةٌ نَؤُولُ

ونَأَلَ أَن يَفْعَلَ أَي ينبغي.

نأجل: اللَّيْثُ: النَّأْجِيلُ الجَوْزُ الهنديُّ، قَالَ: وَعَامَّةُ أَهل الْعِرَاقِ لَا يَهْمِزُونَهُ، وَهُوَ مَهْمُوزٌ؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ دَخِيلٌ «1» ، وَاللَّهُ أَعلم.

نأدل: النِّئْدِلُ: الدَّاهِيَةُ، وَاللَّهُ أَعلم.

(1). قوله [وهو دخيل] عبارة الأزهري: وهو معرب دخيل

ص: 639

نأرجل: النَّأْرَجِيل، بِالْهَمْزِ: لُغَةٌ فِي النَّارَجِيلُ، وَقَدْ ذُكِرَ.

نأطل: النِّئْطِلُ: الدَّاهِيَةُ الشَّنْعاءُ؛ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي. وَرَجُلٌ نِئْطِلٌ: داهٍ.

نأمل: النَّأْمَلةُ: مَشْيُ المُقيَّد، وقد نَأْمَلَ.

نبل: النُّبْل، بِالضَّمِّ: الذَّكاءُ والنَّجابة، وَقَدْ نَبُلَ نُبْلًا ونَبَالَة وتَنَبَّلَ، وَهُوَ نَبِيلٌ ونَبْلٌ، والأُنثى نَبْلَة، وَالْجَمْعُ نِبَالٌ، بِالْكَسْرِ، ونَبَلٌ، بِالتَّحْرِيكِ، ونَبَلَة. والنَّبِيلَة: الفَضِيلة «1» ، وأَما النَّبالة فَهِيَ أَعمّ تَجْرِي مَجْرَى النُّبْل، وَتَكُونُ مَصْدَرًا لِلشَّيْءِ النَّبِيل الْجَسِيمِ؛ وأَنشد:

كَعْثَبُها نَبِيلُ

قَالَ: وَهُوَ يَعيبها بِهَذَا، قَالَ: والنَّبَلُ فِي مَعْنًى جَمَاعَةُ النَّبِيل، كَمَا أَن الأَدَم جَمَاعَةُ الأَدِيم، والكَرَم قَدْ يَجِيءُ جَمَاعَةَ الْكَرِيمِ. وَفِي بَعْضِ الْقَوْلِ: رَجُلٌ نَبْل وامرأَة نَبْلة وَقَوْمٌ نِبالٌ، وَفِي الْمَعْنَى الأَول قَوْمٌ نُبَلاء. الْجَوْهَرِيُّ: النُّبْل والنَّبَالَة الفَضْل، وامرأَة نَبِيلَة فِي الْحُسْنِ بَيِّنة النَّبالة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ امرأَة:

وَلَمْ تَنَطَّقْها عَلَى غِلالَهْ،

إِلَّا لِحُسنِ الخَلْق والنَّبَالَهْ

وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ فِي حُسْنِ الخَلْق. وفرسٌ نَبِيل المَحْزِم: حَسَنه مَعَ غِلَظٍ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:

وَحَشيّتي سَرْجٌ عَلَى عَبْل الشَّوَى،

مهدٍ مراكِلُهُ، نَبِيلِ المَحْزِمِ

وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ رَجُلٍ:

فقامَ وَثَّابٌ نَبيلٌ مَحْزِمُهْ،

لَمْ يَلْقَ بُؤْساً لَحْمُهُ وَلَا دَمُهْ

وَيُقَالُ: مَا انْتَبَلَ نَبْلَهُ إِلَّا بأَخَرةٍ، ونُبْلَه ونَبَالَه كَذَلِكَ أَي لَمْ يَنْتَبِه لَهُ وَمَا بَالَى بِهِ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَفِيهَا أَربع لُغَاتٍ: نُبْلَه ونَبالَهُ ونَبَالَتَه ونُبَالَتَه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اللُّغَاتُ الأَربع الَّتِي ذَكَرَهَا يَعْقُوبُ إِنما هِيَ نُبْلَه ونَبْلَه ونَبالَه ونَبَالَتَه لَا غَيْرَ. وأَتاني فلانٌ وأَتاني هَذَا الأَمر وَمَا نَبَلْت نَبْلَه أَنْبُل أَي مَا شعَرْت بِهِ وَلَا أَردته؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَتاني ذَلِكَ الأَمر وَمَا انتَبَلْت نُبْلَه ونُبْلَتَه؛ قَالَ: وَهِيَ لُغَةُ القَناني، ونَبَالَه ونَبَالَتَه أَي مَا عَلِمْتُ بِهِ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ مَعْنَاهُ مَا شَعرْت بِهِ وَلَا تهيَّأْت لَهُ وَلَا أَخذت أُهْبَتَه، يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ يغْفُل عَنِ الأَمر فِي وَقْتِهِ ثُمَّ يَنْتَبِهُ لَهُ بَعْدَ إِدْباره. وَفِي حَدِيثِ

النَّضْرِ بْنِ كَلْدة: وَاللَّهِ يَا معْشَر قُرَيْشٍ لَقَدْ نَزَلَ بِكُمْ أَمر مَا ابْتَلْتم بَتْلَه

؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا خَطَأٌ وَالصَّوَابُ مَا انتَبَلْتم نُبْله أَي مَا انْتَبَهْتُمْ لَهُ وَلَمْ تَعْلَمُوا عِلْمَهُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: أَنذرتك الأَمر فَلَمْ تَنْتَبِل نَبْله أَي مَا انْتَبَهْتَ لَهُ، وَاللَّهُ أَعلم. ابْنُ الأَعرابي: النُّبْلة اللُّقْمة الصَّغِيرَةُ وَهِيَ المَدَرَة الصَّغِيرَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: والنُّبْلة العطيَّة. والنَّبَل: الكِبارُ؛ قَالَ بِشْرٌ:

نَبِيلَة مَوْضِعِ الحِجْلَيْنِ خَوْدٌ،

وَفِي الكَشْحَيْن والبطْن اضْطِمار

والنَّبَلُ أَيضاً: الصِّغار، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. والنَّبَل: عِظام الْحِجَارَةِ والمَدَر وَنَحْوِهِمَا وَصِغَارُهَا ضِدٌّ، وَاحِدَتُهَا نَبَلَة، وَقِيلَ: النَّبَل العِظام والصِّغار مِنَ

(1). قوله [ونَبَلٌ بِالتَّحْرِيكِ ونَبَلَة والنَبِيلَة الفضيلة] هكذا في الأصل المعول عليه مصلحاً بخط السيد مرتضى لتقطيع في الورق، وفي بعض النسخ: ونَبَلٌ بالتحريك مثل كريم وكرم، الليث: النبل في الفضل والفضيلة إلى آخر ما هنا

ص: 640

الْحِجَارَةِ والإِبل وَالنَّاسِ وَغَيْرِهِمْ. والنَّبَلُ: الْحِجَارَةُ الَّتِي يُسْتنجى بِهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ:

اتَّقُوا المَلاعِنَ وأَعِدُّوا النَّبَل

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ النُّبَل؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَاحِدَتُهَا نُبْلَة كغُرْفة وغُرَف، وَالْمُحْدَثُونَ يَفْتَحُونَ النُّونَ وَالْبَاءَ كأَنه جَمْعُ نَبِيل فِي التَّقْدِيرِ؛ والنَّبَل، بِالْفَتْحِ، فِي غَيْرِ هَذَا الكِبار مِنَ الإِبل وَالصِّغَارُ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. ونَبَّلَه نُبَلًا: أَعطاه إِياها يَسْتَنْجِي بِهَا، وتَنَبَّلَ بِهَا: اسْتَنْجى؛ قَالَ الأَصمعي: أَراها هَكَذَا بِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِ الْبَاءِ. يُقَالُ: نَبِّلْني أَحجاراً لِلِاسْتِنْجَاءِ أَي أَعطنيها، ونَبِّلْنِي عَرْقاً أَي أَعطنيه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ النَّبَل، بِفَتْحِ النُّونِ، قَالَ: وَنَرَاهَا سُمِّيَتْ نَبَلًا لِصِغَرِهَا، وَهَذَا مِنَ الأَضداد فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَن يُقَالَ للعِظام نَبَل وَلِلصِّغَارِ نَبَل. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: النَّبَل جَمْعُ نَابِل وَهِيَ الحذَّاق بعمَل السِّلَاحِ. والنَّبَل: حِجَارَةُ الِاسْتِنْجَاءِ، قَالَ: وَيُقَالُ النُّبَل، بِضَمِّ النُّونِ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسحاق بْنِ عِيسَى: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مَعْنٍ يَقُولُ: إِن رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ توُفِّيَ فوَرِثه أَخوه فعيَّره رجل بأَنه فرِح بِمَوْتِ أَخيه لمَّا وَرِثَهُ فَقَالَ الرَّجُلُ:

أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ، وأَنْ

أُورَثَ ذَوْداً شَصائصاً نَبَلا؟

إِن كنتَ أَزْنَنْتَني بِهَا كَذِباً،

جَزْءُ، فَلاقَيْتَ مِثْلَها عَجِلا

يَقُولُ: أَأَفْرَح بصِغار الإِبل وَقَدْ رُزِئْت بكِبار الكِرام؟ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَرْويه نُبَلا، يُرِيدُ جُمَعَ نُبْلة، وَهِيَ الْعَظِيمَةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لحضْرَميِّ بَنِي عَامِرٍ، والنَّبَل فِي الشِّعْر الصِّغارُ الأَجسام، قَالَ: فنَرى أَن حِجَارَةَ الِاسْتِنْجَاءِ سُمِّيت نَبَلًا لصَغارتها. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: كُلَّمَا ناولْت شَيْئًا ورَميته فَهُوَ نَبَل، قَالَ: وَفِي هَذَا طَرِيقٌ آخَرُ: يُقَالُ مَا كَانَتْ نُبْلَتك مِنْ فُلَانٍ فِيمَا صنعْت أَي مَا كَانَ جَزاؤُك وثوابُك مِنْهُ، قَالَ: وأَما مَا رُوِيَ شَصائصاً نَبَلا، بِفَتْحِ النُّونِ، فَهُوَ خَطَأٌ وَالصَّحِيحُ نُبَلا، بِضَمِّ النُّونِ. والنُّبَلُ هاهنا: عِوَضٌ مِمَّا أُصِبْت بِهِ، وَهُوَ مَرْدُودٌ إِلى قَوْلِنَا مَا كَانَتْ نُبْلَتُك مِنْ فُلَانٍ أَي مَا كَانَ ثوابُك. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ فِيمَا أَلَّفه مِنَ الأَضداد: يُقَالُ ضَبٌّ نَبَلٌ وَهُوَ الضَّخْمُ، وَقَالُوا: النَّبَل الخسيسُ؛ قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ وأَنشد:

أُورَثَ ذوْداً شَصائصاً نَبَلا

بِفَتْحِ النُّونِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَما الَّذِي فِي الْحَدِيثِ وأَعِدُّوا النُّبَل، فَهُوَ بِضَمِّ النُّونِ، جَمْعُ النُّبْلة وَهُوَ مَا تَناولْته مِنْ مَدَرٍ أَو حجَر، وأَما النَّبَل فَقَدْ جَاءَ بِمَعْنَى النَّبِيل الْجَسِيمِ وَجَاءَ بِمَعْنَى الْخَسِيسِ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِلرَّجُلِ الْقَصِيرِ تِنْبَل وتِنْبال؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ بَيْتَ طَرَفَةَ:

وَهُوَ بِسَمْلِ المُعْضَلات نَبِيلُ «1»

. فَقَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ نَبِيل أَي عَاقِلٌ، وَقِيلَ: حاذِق، وَهُوَ نَبِيلُ الرأْي أَي جيِّده، وَقِيلَ: نَبِيل أَي رَفِيقُ بإِصلاح عِظام الأُمور. واسْتَنْبَلَ المالَ: أَخذ خِيارَه. ونُبْلَة كُلِّ شَيْءٍ: خِيارُه، وَالْجَمْعُ نُبُلات مِثْلُ حُجْرة وحُجُرات؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ:

لآلئ، من نُبُلاتِ الصِّوارِ،

كحْلَ المَدامِع لَا تَكْتَحِل

(1). قوله [وَهُوَ بِسَمْلِ الْمُعْضَلَاتِ نَبِيلُ] هكذا في الأصل بالنون والباء والياء التحتية في الشطر وتفسيره، والذي في شرح القاموس فيهما تِنْبَل كدرهم بالمثناة الفوقية والنون والباء ويشهد له ما يأْتي

ص: 641

أَي خِيار الصِّوار، شبَّه الْبَقْرَ الوَحْشِيَّ بِاللَّآلِئِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

مُقَدِّماً سَطِيحةً أَو أَنْبَلا

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْهُ إِلا أَني أَظنه أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ لِمَا قدَّمته مِنْ أَن النَّبَل الصغارُ، أَو أَكبرَ لِمَا قدَّمت مِنْ أَن النَّبَل الكِبارُ، وإِن كَانَ ذَلِكَ لَيْسَ لَهُ فِعْلٌ. والتِّنْبَالُ والتِّنْبَالَةُ؛ الْقَصِيرُ بَيِّن التِّنْبالة، ذَهَبَ ثَعْلَبٌ إِلى أَنه مِنَ النَّبَل، وَجَعَلَهُ سِيبَوَيْهِ رُبَاعِيًّا. والنَّبْلُ: السِّهَامُ، وَقِيلَ: السِّهامُ الْعَرَبِيَّةُ، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، فَلَا يُقَالُ نَبْلة وإِنما يُقَالُ سَهْمٌ ونشَّابة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ وَاحِدَتُهَا نَبْلَة، وَالصَّحِيحُ أَنه لَا وَاحِدَ لَهُ إِلا السَّهْم؛ التَّهْذِيبُ: إِذا رَجَعُوا إِلى وَاحِدِهِ قِيلَ سَهْمٌ؛ وأَنشد:

لَا تَجْفوَانِي وانْبُلاني بِكَسْرِهِ «2»

. وَحُكِيَ نَبْل ونُبْلان وأَنْبال ونِبال؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وكنتُ إِذا رَمَيْتُ ذَوِي سَوادٍ

بأَنْبَالٍ، مَرَقْنَ مِنَ السَّوادِ

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ عَلَى نِبال قولَ أَبي النَّجْمِ:

واحْبِسْنَ فِي الجَعْبةِ مِنْ نِبالَها

وَقَوْلُ اللَّعِين:

ولكنْ حَقّها هُرْدَ النِّبَال «3»

. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: النَّبْل بِمَنْزِلَةِ الذَّوْد. يُقَالُ: هَذِهِ النَّبْلُ، وتصغَّر بِطَرْحِ الْهَاءِ، وَصَاحِبُهَا نَابِلٌ. وَرَجُلٌ نَابِلٌ: ذُو نَبْلٍ. والنَّابِلُ: الَّذِي يعمَل النَّبْلَ، وَكَانَ حَقُّهُ أَن يَكُونَ بِالتَّشْدِيدِ، وَالْفِعْلُ النِّبَالَةُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ نَابِلٌ ونَبَّال إِذا كَانَ مَعَهُ نَبْل، فإِذا كَانَ يَعْمَلُهَا قُلْتَ نَابِلٌ. ونَابَلْتُه فَنَبَلْتُه إِذا كُنْتَ أَجودَ نَبْلًا مِنْهُ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ فِي النُّبْل أَيضاً، وَتَقُولُ: هَذَا رَجُلٌ مُتَنَبِّل نَبْله إِذا كَانَ مَعَهُ نَبْل. وتَنَبَّلَ أَيضاً أَي تكلَّف النُّبْل. وتَنَبَّلَ أَي أَخذ الأَنْبَل فالأَنْبَل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَوس:

وأَمْلَقَ مَا عِنْدِي خُطوبٌ تَنَبَّلُ

وَفِي الْمَثَلِ: ثارَ حابِلُهم عَلَى نَابِلِهم أَي أَوْقَدوا بَيْنَهُمُ الشرَّ. ونَبَّال، بِالتَّشْدِيدِ: صانعٌ للنَّبْل، وَيُقَالُ أَيضاً: صَاحِبُ النَّبْل؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

وَلَيْسَ بِذِي رُمْحٍ فيَطْعُنني بِهِ،

وَلَيْسَ بِذِي سَيْف، وَلَيْسَ بنَبَّال

يَعْنِي لَيْسَ بِذِي نَبْل. وَكَانَ أَبو حَرَّار يَقُولُ: لَيْسَ بِنابِلٍ مِثْلُ لابِنٍ وتامِر. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النَّبَّال، بِالتَّشْدِيدِ، الَّذِي يَعْمَلُ النَّبْل، والنابِلُ صَاحِبُ النَّبْل، هَذَا هُوَ الْمُسْتَعْمَلُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

مَا عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نَابِلُ،

والقَوْسُ فِيهَا وَتَرٌ عُنابِلُ

وَنَسَبَ ابْنُ الأَثير هَذَا الْقَوْلَ لِعَاصِمٍ وَقَالَ: نَابِل أَي ذُو نَبْل، قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَ نَبَّال فِي مَوْضِعِ نَابِل، ونَابِلٌ فِي مَوْضِعِ نَبَّال. وَلَيْسَ الْقِيَاسَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: يَقُولُونَ لِذِي التَّمْر واللَّبن والنَّبْل تامِر ولابِن ونَابِل، وإِن كَانَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا صَنْعَتَه تَمَّار ولَبَّان ونَبَّال، ثُمَّ قَالَ: وَقَدْ تَقُولُ لِذِي السَّيْف سَيَّاف ولِذِي النَّبْل نَبَّال، عَلَى التَّشْبِيهِ بالآخر،

(2). قوله [لا تجفواني] هكذا في الأصل وانظر الشاهد فيه

(3)

. قوله [وَلَكِنْ حَقُّهَا هُرْدَ النِّبَالِ] هكذا في الأصل مضبوطاً

ص: 642

وحِرْفَته النِّبالة. ومُتَنَبِّل: حَامِلُ نَبْل. وَنَبَلَه بالنَّبْل يَنْبُلُه نَبْلًا: رَمَاهُ بالنَّبْل. وَقَوْمٌ نُبَّلٌ: رُماةٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ونَبَلَه يَنْبُلُه نَبْلًا وأَنْبَلَه، كِلَاهُمَا: أَعطاه النَّبْل. وأَنْبَلْته سَهْمًا. أَعطيته. واسْتنْبَلَه: سأَله النَّبْل. ونَبِّلْني أَي هَبْ لِي نِبالًا. واسْتَنْبَلَنِي فُلَانٌ فأَنْبَلْتُه أَي أَعطيته نَبْلًا، وَفِي الصِّحَاحِ: اسْتَنْبَلَني فَنَبَلْته أَي نَاوَلْتُهُ نَبْلًا. ونَبَلَ عَلَى الْقَوْمِ يَنْبُلُ: لَقَطَ لَهُمُ النَّبْل ثُمَّ دَفَعَهَا إِليهم لِيَرْمُوا بِهَا. وَفِي حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: كُنْتُ أَيامَ الفِجار أَنْبُل عَلَى عُمُومَتي

، وَرُوِيَ:

كُنْتُ أُنَبِّلُ عَلَى عُمومتي يومَ الفِجَار

؛ نَبَّلْت الرَّجُلَ، بِالتَّشْدِيدِ، إِذا ناوَلْته النَّبْل لِيَرْمِيَ، وَكَذَلِكَ أَنْبَلْتُه. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِنّ سَعْدًا كَانَ يَرْمِي بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، يَوْمَ أُحُد والنبيُّ يُنَبِّلُه

، وَفِي رِوَايَةٍ:

وَفَتًى يُنَبِّلُه كُلَّمَا نَفِدتْ نَبْلُه

، وَفِي رِوَايَةٍ:

يَنْبُلُه

، بِفَتْحِ الْيَاءِ وَتَسْكِينِ النُّونِ وَضَمِّ الْبَاءَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَهُوَ غَلَطٌ مِنْ نَقَلة الْحَدِيثِ لأَن مَعْنَى نَبَلْتُه أَنْبُلُه إِذا رَمَيْتَهُ بالنَّبْل، وَقَالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ: بَلْ هُوَ صَحِيحٌ، يَعْنِي يُقَالُ نَبَلْته وأَنْبَلْته ونَبَّلْته؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

الرامِي ومُنْبِله

، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بالمُنْبِل الَّذِي يردُّ النَّبْل عَلَى الرَّامِي مِنَ الهَدَف. ونَبَلَ بِسَهْم وَاحِدٍ: رَمَى بِهِ، وَرَجُلٌ نَابِلٌ: حاذِق بالنَّبْل. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: تَنَابَلَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَنَبَلَه فُلَانٌ إِذا تَنافَرا أَيهما أَنْبَل، مِنَ النُّبْل، وأَيهما أَحذق عَمَلًا. ونَابَلَني فُلَانٌ فنَبَلْتُه أَي كُنْتُ أَجود نَبْلًا مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: رَوَى بَعْضُ أَهل الْعِلْمِ عَنْ رُؤْبَةَ قَالَ سأَلناه عَنْ قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ:

نَطْعُنُهم سُلْكَى ومَخْلوجةً،

لَفْتَكَ لأْمين عَلَى نَابِلِ «1»

. فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبي عَنْ أَبيه قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي وَكَانَتْ فِي بَنِي دارِمٍ فَقَالَتْ: سأَلت إمرأَ الْقَيْسِ وَهُوَ يَشْرَبُ طِلاءً مَعَ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبَدة مَا مَعْنَى:

كَرَّكَ لأْمَيْنِ عَلَى نَابِلِ

فَقَالَ: مَرَرْتُ بنَابِلٍ وصاحبُه يناوِلُه الرِّيشَ لُؤاماً وظُهاراً فَمَا رأَيت أَسرع مِنْهُ وَلَا أَحسن فشبَّهت بِهِ. التَّهْذِيبُ: النَّابِل الَّذِي يَرْمِي بالنَّبْل فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ:

كَرَّكَ لأْمَيْنِ عَلَى نَابِلِ

وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُسَوِّي النِّبال. وَهُوَ مِنْ أَنْبَلِ النَّاسِ أَي أَعلمهم بالنَّبْل؛ قَالَ:

تَرَّصَ أَفْواقَها وقَوَّمَها

أَنْبَلُ عَدْوانَ كُلِّها صَنَعَا

وَفُلَانٌ نَابِل أَي حاذِق بِمَا يُمارِسُه مِنْ عَمَلٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ عَسَلًا أَو نَبْعَةً:

تَدَلَّى عَلَيْهَا، بالحِبال مُوَثَّقاً

شديدَ الوَصاةِ، نَابِلٌ وابنُ نَابِلِ «2»

. الْجَوْهَرِيُّ: والنَّابِلُ الحاذِق بالأَمر. يُقَالُ: فُلَانٌ نَابِل وابنُ نَابِل أَي حاذِق وَابْنُ حاذِق؛ وأَنشد الأَصمعي لِذِي الإِصْبع:

قَوَّمَ أَفْواقَها وتَرَّصَها

أَنْبَلُ عَدْوانَ كلِّها صَنَعا

أَي أَعلَمُهم بالنَّبْل. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكُلُّ حاذِق

(1). قوله [لفتك إلخ] مع بعد كرك لأَمين إلخ هكذا في الأصل

(2)

. سيرد هذا البيت في الصفحة التالية وروايته مختلفة عما هو عليه هنا

ص: 643

نَابِل؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ عاسِلًا:

تَدَلَّى عَلَيْهَا، بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةٍ،

شديدُ الوَصاة نَابِلٌ وابنُ نَابِل

جَعَلَهُ ابنَ نَابِل لأَنه أَحْذَق لَهُ. وأَنْبَلَ قِدَاحَهُ: جَاءَ بِهَا غِلاظاً جافِية؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وأَصابتني خُطوب تَنَبَّلَت مَا عِنْدِي أَي أَخذت؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ:

لمَّا رأَيتُ العُدْمَ قَيَّد نائِلي،

وأَمْلَقَ مَا عِنْدِي خُطوبٌ تَنَبَّل

تَنَبَّلتْ مَا عِنْدِي: ذَهَبَتْ بِمَا عِنْدِي. ونَبَلَتْ: حَمَلتْ. ونَبَلَ الرجلَ بِالطَّعَامِ ينْبُله: علَّله بِهِ وَنَاوَلَهُ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ. ونَبَلَ بِهِ يَنْبُلُ: رَفَقَ. ولأَنْبُلَنَّك بِنَبَالَتِكَ أَي لأَجزينك جَزَاءَكَ. والنَّبْل: السَّيْرُ الشَّدِيدُ السَّرِيعُ، وَقِيلَ: حسْن السَّوْقِ للإِبل، نَبَلَها يَنْبُلُها نَبْلًا فِيهِمَا. ابْنُ السِّكِّيتِ: نَبَلْت الإِبل أَنْبُلُها نَبْلًا إِذا سُقْتَهَا سَوْقًا شَدِيدًا. ونَبَلْت الإِبل أَي قُمْتُ بِمَصْلَحَتِهَا؛ قَالَ زُفَرُ بْنُ الخِيار الْمُحَارِبِيُّ:

لَا تَأْوِيا للعِيسِ وانْبُلاها،

فإِنها مَا سَلِمَتْ قُواها،

بَعِيدة المُصْبَحِ مِنْ مُمْساها،

إِذا الإِكامُ لَمَعَتْ صُواها،

لَبِئْسَما بُطْءٌ وَلَا تَرْعاها «1»

والنَّبْل: حُسْنُ السَّوْق، والنَّابِلُ: المُحْسِن لِلسَّوْقِ أَبو زَيْدٍ «2» . انْبُلْ بِقَوْمِكَ أَي ارْفُقْ بِقَوْمِكَ، وَكُلُّ جامِعِ مَحْشورٍ أَي سيدِ جماعةٍ يحشُرهم أَي يجمَعُهم لَهُ نُبُلٌ أَي رِفْق. قَالَ: والنَّبْلُ فِي الحِذْق، والنَّبَالَةُ والنَّبْلُ فِي الرِّجَالِ. وَيُقَالُ: ثَمَرة نَبِيلَة وقِدْح نَبِيل. وتَنَبَّلَ الرجلُ والبعيرُ: مَاتَ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ قَوْلَ الشَّاعِرِ:

فَقُلْتُ لَهُ: يَا بَا جُعادةَ إِنْ تَمُتْ،

أَدَعْك وَلَا أَدْفِنْك حَتَّى تَنَبَّل

والنَّبِيلَة: الجِيفةُ. والنَّبِيلةُ: المَيْتةُ. ابْنُ الأَعرابي: انْتَبَلَ إِذا مَاتَ أَو قُتِلَ وَنَحْوُ ذَلِكَ. وأَنْبَلَه عُرْفاً: أَعطاه إِيَّاه. والتِّنْبَال: القصير.

نتل: نَتَلَ مِنْ بَيْنِ أَصحابه يَنْتِلُ نَتْلًا ونَتَلاناً ونُتُولًا واسْتَنْتَل: تقدَّم. واسْتَنْتَلَ القومُ عَلَى الْمَاءِ إِذا تقدَّموا. والنَّتْل: هُوَ التَّهَيُّؤُ فِي القُدوم. وَرُوِيَ

عَنْ أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رضي الله عنه، أَنه سُقِيَ لَبَناً ارْتاب بِهِ أَنه لَمْ يحلَّ لَهُ شُربه فاسْتَنْتَل يَتَقَيَّأُ

أَي تقدَّم. واسْتَنْتَل للأَمر: استعدَّ لَهُ. أَبو زَيْدٍ: اسْتَنْتَلْت للأَمر اسْتِنْتالًا وابْرَنْتَيْت ابْرِنْتاءً وابْرَنْذَعْت ابْرِنْذاعاً كُلُّ هَذَا إِذا استعدَدْت لَهُ. ابْنُ الأَعرابي: النَّتْل التقدُّم فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وانْتَتَل إِذا سَبَقَ، واسْتَنْتَل مِنَ الصفِّ إِذا تقدَّم أَصحابه. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه رأَى الْحَسَنَ يَلْعَبُ وَمَعَهُ صِبْية فِي السِّكّة فاسْتَنْتَلَ رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَمامَ الْقَوْمِ

أَي تقدَّم. وَفِي الحديث:

يُمَثَّلُ القرآنُ

(1). قوله [لا تأويا إلخ] المشاطير الثلاث الأول أوردها الجوهري، وفي الصاغاني وصواب إنشاده:

لَا تَأْوِيَا لِلْعِيسِ وانْبُلاها

لَبِئْسَمَا بُطْءٌ وَلَا نَرْعَاهَا

فإنها أن سلمت قواها

نائية المرفق عن رحاها

بَعِيدَةُ الْمُصْبَحِ مِنْ مُمْسَاهَا

إِذَا الْإِكَامُ لَمَعَتْ صُوَاهَا

(2)

. قوله [أبو زيد إلخ] عبارة الصاغاني: أبو زيد يقال انْبُلْ بِقَوْمِكَ أَيِ ارْفُقْ بهم، قال صخر الغيّ:

فانْبُلْ بقومك إما كنت حاشرهم

وكل جامع محشور له نبل

أي كل سَيِّدِ جَمَاعَةٍ يَحْشُرُهُمْ أَيْ يجمعهم انتهى. وضبط لفظ نبل بفتحتين وضمتين وكتب عليه لفظ معاً، وبهذه العبارة يعلم ما في الأصل

ص: 644

رَجُلًا فيُؤتى بِالرَّجُلِ كَانَ قَدْ حَمَلَهُ مُخالفاً لَهُ فَيَنْتَتِل خَصْمًا لَهُ

أَي يتقدَّم وَيَسْتَعِدُّ لِخِصَامِهِ، وَخَصْمًا مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي بَكْرٍ: أَن ابْنَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بَرزَ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ فَتَرَكَهُ الناسُ لِكَرامة أَبيه، فَنَتَلَ أَبو بَكْرٍ وَمَعَهُ سيفُه

أَي تقدَّم إِليه. وَفِي حَدِيثِ

سَعْدِ بْنِ إِبراهيم: مَا سبقَنا ابنُ شِهاب مِنَ الْعِلْمِ بِشَيْءٍ إِلَّا كُنَّا نأْتي المجلسَ فيَسْتَنْتِلُ وَيَشُدُّ ثَوْبَهُ عَلَى صَدْرِهِ

أَي يَتَقَدَّمُ. والنَّتْل: الجَذْب إِلى قدَّام. أَبو عَمْرٍو: النَّتْلَة البَيْضة وَهِيَ الدَّوْمَصَة، والنَّتْل بَيْضُ النَّعام يُدْفَن فِي المَفازة بِالْمَاءِ، والنَّتَل بِالتَّحْرِيكِ مِثْلُهُ؛ وَقَوْلُ الأَعشى يَصِفُ مَفازة:

لَا يَتَنَمَّى لَهَا فِي القَيْظِ يَهْبِطُها

إِلَّا الَّذِينَ لَهُمْ، فِيمَا أَتَوْا، نَتَلُ

قَالَ: زَعَمُوا أَن الْعَرَبَ كَانُوا يملؤُون بيضَ النَّعَامِ مَاءً فِي الشِّتَاءِ وَيَدْفِنُونَهَا فِي الفَلَوَات الْبَعِيدَةِ مِنَ الْمَاءِ، فإِذا سَلَكُوهَا فِي القَيْظ اسْتَثَارُوا البيضَ وَشَرِبُوا مَا فِيهَا مِنَ الْمَاءِ، فَذَلِكَ النَّتَل. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَصلُ النَّتْل التقدُّم والتهَيُّؤ لِلْقُدُومِ، فَلَمَّا تقدَّموا فِي أَمر الْمَاءِ بأَن جَعَلُوهُ فِي الْبَيْضِ وَدَفَنُوهُ سُمِّيَ الْبَيْضُ نَتْلًا. وتَنَاتَلَ النبتُ: التَفَّ وَصَارَ بَعْضُهُ أَطول مِنْ بَعْضٍ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرِّقاع:

والأَصلُ يَنْبُتُ فرْعُه مُتَنَاتِلًا،

والكفُّ لَيْسَ نَباتُها بسَواء

ونَاتَلُ، بِفَتْحِ التَّاءِ: اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ. ونَاتِل: فَرَسُ رَبِيعَةَ بْنِ عامر «1» . ونَتْلَة ونُتَيْلَة: وهي أُم الْعَبَّاسِ وَضِرَارِ ابْنَيْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِحدى نِسَاءِ بَنِي النَّمِر بْنِ قاسِط، وَهِيَ نُتَيْلَة بِنْتُ خبَّاب بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو «2» . بْنِ زَيْدِ مَناة بْنِ عَامِرٍ، وَهُوَ الضَّحْيان مِنَ النَّمِر بْنِ قاسِط بْنِ رَبِيعَةَ؛ وأَما قَوْلُ أَبي النَّجْمِ:

يَطُفْن حَوْلَ نَتَلٍ وَزْوازِ

فَيُقَالُ: هُوَ الْعَبْدُ الضَّخْمُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَرَوَاهُ ابْنُ جِنِّي:

يَطُفْنَ حَوْلَ وَزَإِ وَزْوازِ

والوَزَأُ: الشَّدِيدُ الخلْق القصيرُ السمينُ. والوَزْوازُ: الَّذِي يحرِّك اسْتَه إِذا مَشَى ويُلَوِّيها.

نثل: نَثَلَ الرَّكِيَّة يَنْثِلُها نَثْلًا: أَخرج تُرابها، وَاسْمُ التُّرَابِ النَّثِيلَةُ والنُّثَالَةُ. أَبو الْجَرَّاحِ: هِيَ ثَلَّة الْبِئْرِ ونَبِيثَتها. والنَّثِيلةُ: مِثْلُ النَّبِيثة، وَهُوَ تُرَابُ الْبِئْرِ. وَقَدْ نَثَلْت الْبِئْرَ نَثْلًا وأَنْثَلْتها: اسْتَخْرَجْتُ تُرابها. وَتَقُولُ: حُفْرتك نَثَل، بِالتَّحْرِيكِ، أَي مَحْفُورَةٌ. ونَثَلَ كِنانته نَثْلًا: اسْتَخْرَجَ مَا فِيهَا مِنَ النَّبْل، وَكَذَلِكَ إِذا نَفَضْتَ مَا فِي الْجِرَابِ مِنَ الزَّادِ. وَفِي حَدِيثِ

صُهَيْبٍ: وانْتَثَلَ مَا فِي كِنانته

أَي اسْتَخْرَجَ مَا فِيهَا مِنَ السِّهام. وتَنَاثَلَ الناسُ إِليه أَي انصبُّوا. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَيُحِبُّ أَحدكم أَن تُؤتى مَشْرُبَتُه فيُنْتَثَل مَا فِيهَا؟

أَي يُستخرج وَيُؤْخَذُ. وَفِي حَدِيثِ

الشَّعْبِيِّ: أَما تَرى حُفْرتك تُنْثَل

أَي يُسْتَخْرَجُ تُرابها، يُرِيدُ القَبْر. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وأَنتم تَنْتَثِلونَها

، يَعْنِي الأَموالَ وَمَا فُتِحَ عَلَيْهِمْ مِنَ زَهْرة الدُّنْيَا. ونَثَلَ الفرسُ يَنْثُلُ، فَهُوَ مِنْثَلٌ: راثَ؛ قَالَ يَصِفُ بِرْذَوْناً:

(1). قوله [فَرَسُ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ] الذي في القاموس: فرس ربيعة بن مالك

(2)

. قوله [ابن عمرو إلخ] هكذا في الأصل وشرح القاموس، وفي التهذيب: ابن عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زيد إلخ. وقوله ابن ربيعة هُوَ فِي الْأَصْلِ أَيضاً والذي في التهذيب من ربيعة

ص: 645

ثَقِيلٌ عَلَى مَنْ سَاسَهُ، غَيْرَ أَنه

مِثَلٌّ عَلَى آرِيِّهِ الرَّوْثَ، مِنْثَلُ

وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثَلٌّ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد الحافِر كأَنه دابَّة ذَاتَ حافِر مِنَ الْخَيْلِ والبِغال وَالْحَمِيرِ. وَقَوْلُهُ ثَلَّ ونَثَلَ أَي راثَ. والنَّثِيلُ: الرَّوْث. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ولَعَمْري إِن هَذَا لَمِمَّا يُقَوِّي رِوَايَةَ مَنْ رَوَى الرَّوْثَ، بِالنَّصْبِ، قَالَ الأَحمر: يُقَالُ لِكُلِّ حافِر ثَلَّ ونَثَلَ إِذا رَاثَ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عليه السلام: بَيْنَ نَثِيلِه ومُعْتَلَفِه

؛ النَّثِيلُ: الرَّوْثُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ

ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنه دَخَلَ دَارًا فِيهَا رَوْث فَقَالَ أَلَّا كَنَسْتم هَذَا النَّثِيل؟ وَكَانَ لَا يُسَمِّي قَبِيحًا بقَبِيح.

ونَثَلَ اللحمَ فِي الْقَدْرِ يَنْثِلُه: وَضَعَهُ فِيهَا مقطَّعاً. ومَرَةٌ نَثُول: تفعَل ذَلِكَ كَثِيرًا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

إِذ قالتِ النَّثُولُ للْجَمُولِ:

يَا ابْنَةَ شَحْمٍ، فِي المَريءِ بُولي

أَي أَبشري بِهَذِهِ الشَّحْمة المَجْمُولة الذَّائِبَةِ فِي حَلْقك؛ قَالَ ابْنُ سيدَة: وَهَذَا تَفْسِيرٌ ضَعِيفٌ لأَن الشَّحْمَةَ لَا تُسَمَّى جَمُولًا، إِنما الجَمُول المُذِيبةُ لَهَا، قَالَ: وأَيضاً فإِن هَذَا التَّفْسِيرَ الَّذِي فَسَّرَ ابْنُ الأَعرابي هَذَا الْبَيْتَ إِذا تؤمِّل كَانَ مُسْتَحيلًا؛ وَقَالَ الأَصمَعي فِي قَوْلِ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ نَاقَةً:

مُسامِيةً خَوْصاء ذَاتُ نَثِيلَةٍ،

إِذا كَانَ قَيْدامُ المَجَرَّةِ أَقْوَدا

قَالَ: مَسَامِيةٌ تسامِي خطامَها الطريقَ تنظُر إِليه، وَذَاتَ نَثِيلَة أَي ذَاتَ بقيَّة مِنْ شَدِّه، وقَيْدامُ المَجَرَّةِ: أَوَّلها وَمَا تقدَّم مِنْهَا، والأَقْودُ: المستطيلُ. والنَّثْلَةُ: الدِّرْع عَامَّةً، وَقِيلَ: هِيَ السَّابِغَةُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هِيَ الْوَاسِعَةُ مِنْهَا مِثْلُ النَّثْرةِ. ونَثَل عَلَيْهِ دِرْعه يَنْثُلُها «3» صَبَّها. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَدْ نَثَلَ دِرْعه أَي أَلقاها عَنْهُ، وَلَا يُقَالُ نَثَرها. وَفِي حَدِيثِ

طَلْحَةَ: أَنه كَانَ يَنْثُلُ دِرْعه إِذ جَاءَهُ سَهْمٌ فَوَقَعَ فِي نَحْرِه

، أَي يَصُبُّها عَلَيْهِ وَيَلْبَسُهَا. والنَّثْلة: النُّقْرة الَّتِي بَيْنَ السَّبَلَتَيْن فِي وسَطِ ظَاهِرِ الشَّفَةِ العُلْيا. وَنَاقَةٌ ذَاتُ نَثِيلة، بِالْهَاءِ، أَي ذَاتُ لَحْمٍ، وَقِيلَ: هِيَ ذَاتُ بقيَّة مِنْ شَحْمٍ. والمِنْثَلَة: الزِّنْبِيلُ، والله أَعلم.

نجل: النَّجْل: النَّسْل. الْمُحْكَمُ: النَّجْل الْوَلَدُ، وَقَدْ نَجَلَ بِهِ أَبوه يَنْجُلُ نَجْلًا ونَجَلَه أَي ولَدَه؛ قَالَ الأَعشى:

أَنْجَبَ أَيَّامَ والِداهُ بِهِ،

إِذ نَجَلاهُ فَنِعْم مَا نَجَلا

قَالَ الْفَارِسِيُّ: مَعْنَى وَالِدَاهُ بِهِ كَمَا تَقُولُ أَنا بِاللَّهِ وبِكَ. والناجِلُ: الْكَرِيمُ النَّجْل، وأَنشد الْبَيْتَ، وَقَالَ: أَنْجَب وَالِدَاهُ بِهِ إِذ نَجَلاه فِي زَمَانِهِ، وَالْكَلَامُ مقدَّم ومؤخَّر. والانْتِجالُ: اخْتِيَارُ النَّجْل؛ قَالَ:

وانْتَجَلُوا مِنْ خَيْرِ فَحْلٍ يُنْتَجَلْ

والنَّجْل: الْوَالِدُ أَيضاً، ضِدٌّ؛ حَكَى ذَلِكَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ فِي نَوَادِرِهِ. يُقَالُ: قَبَحَ اللهُ ناجِلَيْه. وَفِي حَدِيثِ

الزُّهْرِيِّ: كَانَ لَهُ كَلْب صَائِدٌ يَطْلُبُ لها الفُحُولة يطلب نَجْلَه

أَي وَلَدَهَا. والنَّجْل: الرَّمْيُ بِالشَّيْءِ، وَقَدْ نَجَلَ بِهِ ونَجَلَه؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

(3). قوله [يَنْثلُها] ضبط في المحكم بضم المثلثة وكذا في النهاية في حديث طلحة الآتي، وصنيع المجد يقتضي أنه من باب ضرب

ص: 646

كأَنَّ الحَصَى مِنْ خَلْفها وأَمامِها،

إِذا أَنْجَلَتْه رِجْلُها، خَذْفُ أَعْسَرَا

وَقَدْ نَجَلَ الشيءَ أَي رمَى بِهِ. وَالنَّاقَةُ تَنْجُلُ الحَصَى مَناسِمُها نَجْلًا أَي ترمِي بِهِ وَتَدْفَعُهُ. ونَجَلْت الرجلَ نَجْلَةً إِذا ضَرَبْتَهُ بمقدَّم رِجْلِكَ فَتَدَحْرَجَ. يُقَالُ: مَنْ نَجَلَ الناس نَجَلُوه أَي من شارَّهم شارُّوه. وَفِي الْحَدِيثِ:

من نَجَل الناس نَجَلوه

أَي مَنْ عَابَ النَّاسَ عَابُوهُ ومَنْ سَبَّهم سبُّوه وقَطَع أَعْراضَهم بالشَّتْم كَمَا يَقْطع المِنْجَل الحشيشَ، وَقَدْ صُحِّف هَذَا الْحَرْفُ فَقِيلَ فِيهِ: نَحَل فُلَانٌ فُلَانًا إِذا سابَّه، فَهُوَ ينْحَله يُسابُّه؛ وأَنشد لِطَرَفَةَ:

فَذَرْ ذَا، وَانْحَل النُّعْمان قَوْلًا،

كنَحْتِ الفَأْسِ، يُنْجِد أَو يَغُور

قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ نَحَل فُلَانٌ فُلَانًا إِذا سابَّه بَاطِلٌ وَهُوَ تَصْحِيفٌ لِنَجَل فُلَانٌ فُلَانًا إِذا قَطَعه بالغيبةِ؛ قَالَ الأَزهري: قَالَهُ اللَّيْثُ بِالْحَاءِ وَهُوَ تَصْحِيفٌ. والنَّجْل والفَرْض مَعْنَاهُمَا القَطْع؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَدِيدَةِ ذَاتِ الأَسنان: مِنْجَل، والمِنْجَل مَا يُحْصَد بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

وتُتَّخَذ السُّيوف مَنَاجِل

؛ أَراد أَن النَّاسَ يَتْرُكُونَ الجهاد ويشتغلون بالحَرْث والزِّراعة، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. والمِنْجَل: المِطْرَد؛ قَالَ مَسْعُودُ بْنُ وَكِيعٍ:

قَدْ حَشَّها اللَّيْلُ بِحادٍ مِنْجَلِ

أَي مِطْرَد يَنْجلُها أَي يُسْرِعُ بِهَا. والمِنْجَل: الَّذِي يقضَب بِهِ الْعُودُ مِنَ الشَّجَرِ فيُنْجَلُ بِهِ أَي يرمَى بِهِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهَذَا الضَّرْبُ مِمَّا يُعتمل بِهِ مَكْسُورَ الأَول، كَانَتْ فِيهِ الْهَاءُ أَو لَمْ تَكُنْ؛ وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ لأَسْنان الإِبل فَقَالَ:

إِذا لَمْ يَكُنْ إِلَّا القَتادُ، تَنَزَّعت

مَناجِلُها أَصلَ القَتاد المُكالِب

ابْنُ الأَعرابي: النَّجَل نَقَّالو الجَعْوِ فِي السابِل، وَهُوَ مِحْمَل الطيَّانين، إِلى البَنَّاء. ونَجَل الشيءَ يَنْجُله نَجْلًا: شقَّه. والمَنْجُول مِنَ الْجُلُودِ: الَّذِي يُشق مِنْ عُرْقوبَيْه جَمِيعًا ثُمَّ يسلَخ كَمَا تُسْلَخُ النَّاسُ الْيَوْمَ؛ قَالَ المُخَبَّل:

وأَنْكَحْتُمُ رَهْواً كأَنَّ عِجانَها

مَشَقُّ إِهاب، أَوْسَع السَّلْخَ نَاجِلُهْ

يَعْنِي بالرَّهْو هُنَا خُلَيدة بِنْتُ الزِّبْرقان، وَلَهَا حَدِيثٌ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَدْ نَجَلْتُ الإِهاب وَهُوَ إِهابٌ مَنْجُول؛ اللِّحْيَانِيُّ: المَرْجُول والمَنْجُول الَّذِي يُسلخ مِنْ رِجْلَيْهِ إِلى رأْسه. أَبو السَّمَيْدع: المَنْجول الَّذِي يُشقّ مِنْ رِجْلِهِ إِلى مَذْبَحِهِ، والمَرْجُول الَّذِي يُشقّ مِنْ رِجْلِهِ ثُمَّ يقلَب إِهابه. ونَجَلَه بالرُّمْح يَنْجُلُه نَجْلًا: طَعَنه وأَوسع شَقَّه. وطَعْنة نَجْلاء أَي وَاسِعَةٌ بَيِّنة النَّجَل. وسِنان مِنْجَل وَاسْعُ الجُرْح. وطَعْنة نَجْلَاء: وَاسِعَةٌ. وَبِئْرٌ نَجْلاء المَجَمِّ: واسِعَته؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

إِنَّ لَهَا بِئْرًا بِشَرْقِيِّ العَلَمْ،

واسعةَ الشُّقّة، نَجْلاءَ المَجَمْ

والنَّجَل، بِالتَّحْرِيكِ: سِعَةُ شقِّ الْعَيْنِ مَعَ حُسْنٍ، نَجِلَ نَجَلًا وَهُوَ أَنْجَلُ، وَالْجَمْعُ نُجْل ونِجَال، وَعَيْنٌ نَجْلاء، والأَسد أَنْجَلُ. وَفِي حَدِيثِ

الزُّبَيْرِ: عَيْنَيْنِ نَجْلاوَيْن

؛ عَيْنٌ نَجْلَاء أَي وَاسِعَةٌ. وَسِنَانٌ مِنْجَل إِذا كَانَ يُوسِّع خَرْقَ الطَّعْنَةِ؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ:

سِنانُها مِثْلُ القُدامَى مِنْجَل

ص: 647

ومَزاد أَنْجَلُ: وَاسِعٌ عَرِيضٌ. وَلَيْلٌ أَنْجَلُ: وَاسِعٌ طَوِيلٌ قَدْ عَلَا كلَّ شَيْءٍ وأَلبَسَه، وَلَيْلَةٌ نَجْلاء. والنَّجْل: الْمَاءُ السَّائِلُ. والنَّجْل: الماءُ المُستنقِع، والولَد، والنَّزُّ، وَالْجَمْعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ، والمَحَجَّة الْوَاضِحَةُ، وسلْخ الجِلْد مِنْ قَفاه. والنَّجْل أَيضاً: إِثارة أَخفافِ الإِبل الكَمْأَة وإِظهارها. والنَّجْل: السَّيْرُ الشَّدِيدُ وَالْجَمَاعَةُ أَيضاً تَجتمع فِي الْخَيْرِ. وَرُوِيَ

عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، أَنها قَالَتْ: قَدِم رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، المدينةَ وَهِيَ أَوْبأُ أَرض اللَّهِ وَكَانَ وَادِيهَا يَجْري نَجْلًا

؛ أَرادت أَنه كَانَ نَزًّا وَهُوَ الْمَاءُ الْقَلِيلُ، تَعْنِي واديَ الْمَدِينَةِ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَنْجَال؛ ومنه حديث

الحرث بن كَلْدة: قال لعمر البلادُ الوَبِئَة ذاتُ الأَنْجَال والبَعوض

أَي النُّزُوز والبَقِّ. وَيُقَالُ: استَنْجَلَ الْمَوْضِعَ أَي كثُر بِهِ النَّجْل وَهُوَ الْمَاءُ يَظْهَرُ مِنَ الأَرض. الْمُحْكَمُ: النَّجْل النَّزُّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الأَرض وَالْوَادِي، وَالْجَمْعُ نِجَال. واستَنْجَلَتِ الأَرض: كَثُرَتْ فِيهَا النِّجال. واسْتَنْجَلَ النزَّ: اسْتَخْرَجَهُ. واسْتَنْجَلَ الْوَادِي إِذا ظهرَ نُزُوزه. الأَصمعي: النَّجْل مَاءٌ يُستَنْجَلُ مِنَ الأَرض أَي يُسْتَخْرَجُ. أَبو عَمْرٍو: النَّجْل الْجَمْعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ، والنَّجْل المَحَجَّة. وَيُقَالُ للجَمَّال إِذا كَانَ حَاذِقًا: مِنْجَل؛ قَالَ لَبِيدٌ:

بِجَسْرَة تَنْجُلُ الظِّرَّانَ ناجيةٍ،

إِذا توقَّد فِي الدَّيْمُومة الظُّرَر

أَي تثيرُها بِخُفِّهَا فَتَرْمِي بِهَا. والنَّجْل: مَحْوُ الصَّبِيِّ اللَّوْحَ. يُقَالُ: نَجَل لوحَه إِذا مَحَاهُ. وَفَحْلٌ نَاجِل: وَهُوَ الْكَرِيمُ الْكَثِيرُ النَّجْل؛ وأَنشد:

فزَوَّجُوه ماجِداً أَعْراقُها،

وانْتَجَلُوا مِنْ خَيْرِ فَحْلٍ يُنْتَجَل

وَفَرَسٍ نَاجِل إِذا كَانَ كَرِيمَ النَّجْل. أَبو عَمْرٍو: التَّنَاجُلُ تَنَازُعُ النَّاسِ بَيْنَهُمْ. وَقَدْ تَنَاجَلَ القومُ بَيْنَهُمْ إِذا تَنَازَعُوا. وانْتَجَلَ الأَمرُ انْتِجَالًا إِذا اسْتَبَانَ وَمَضَى. ونَجَلْت الأَرض نَجْلًا: شقَقْتها لِلزِّرَاعَةِ. والإِنْجِيل: كِتَابُ عِيسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، يؤَنث ويذكَّر، فمَن أَنث أَراد الصَّحِيفَةَ، وَمَنْ ذكَّر أَراد الْكِتَابَ. وَفِي صِفَةِ الصَّحَابَةِ، رضي الله عنهم:

مَعَهُ قومٌ صُدورُهم أَناجِيلُهم

؛ هُوَ جَمْعُ إِنْجِيل، وَهُوَ اسْمُ كِتَابِ اللَّهِ المنزَّلِ عَلَى عِيسَى، عليه السلام، وَهُوَ اسْمٌ عِبرانيّ أَو سُرْيانيّ، وَقِيلَ: هُوَ عَرَبِيٌّ، يُرِيدُ أَنهم يقرؤون كِتَابَ اللَّهِ عَنْ ظَهْرِ قُلُوبِهِمْ وَيَجْمَعُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ حِفظاً، وَكَانَ أَهل الْكِتَابِ إِنما يقرؤون كُتُبَهُمْ فِي الصُّحُفِ وَلَا يَكَادُ أَحدهم يَجْمَعُهَا حِفْظًا إِلا الْقَلِيلُ، وَفِي رِوَايَةٍ:

وأَناجِيلهم فِي صُدُورِهِمْ

أَي أَن كتُبَهم محفوظة فيه. والإِنْجِيل: مِثْلَ الإِكْلِيل والإِخْرِيط، وَقِيلَ اشْتِقَاقُهُ مِنَ النَّجْل الَّذِي هُوَ الأَصل، يُقَالُ: هُوَ كَرِيمُ النَّجْل أَي الأَصل والطَّبْع، وَهُوَ مِنَ الفِعل إِفْعِيل. وقرأَ

الْحَسَنُ: وليحكُم أَهل الأَنْجِيل

، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَلَيْسَ هَذَا الْمِثَالُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: وَلِلْقَائِلِ أَن يَقُولَ هُوَ اسْمٌ أَعجمي فَلَا يُنكَر أَن يَقَعَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ لأَن كَثِيرًا مِنَ الأَمثلة الْعَجَمِيَّةِ يُخَالِفُ الأَمثلةَ الْعَرَبِيَّةَ نَحْوَ آجَر وإِبراهيم وهابِيل وقابِيل. والنَّجِيل: ضَرْبٌ مِنْ دِقِّ الحَمْض مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ نُجُل. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ خَيْرُ الحَمْض كُلِّهِ وأَلْيَنُه عَلَى السَّائِمَةِ. وأَنْجَلُوا دوابَّهم: أَرسلوها فِي النَّجِيل. والنَّواجِلُ مِنَ الإِبل: الَّتِي ترعَى النَّجِيلَ، وَهُوَ الهَرْم مِنَ الحَمْض. ونَجَلَتِ الأَرض: اخْضرَّتْ.

ص: 648

والنَّجِيل: مَا تكسَّر مِنْ ورَق الهَرْم، وَهُوَ ضرْب مِنَ الحَمْض؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ يَصِفُ مَاءً آجِناً:

يُفَجِّين بالأَيْدي عَلَى ظَهْرِ آجِنٍ،

لَهُ عَرْمَضٌ مُسْتَأْسِدٌ ونَجِيلُ «1»

. ابْنُ الأَعرابي: المِنْجَل السَّائِقُ الحاذِق، والمِنْجَل الَّذِي يَمْحُو أَلْواح الصِّبْيان، والمِنْجَل الزَّرْعُ الملتفُّ المُزْدَجُّ، والمِنْجَل الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الأَولاد، والمِنْجَل الْبَعِيرُ الَّذِي يَنْجُلُ الكَمْأَةَ بِخُفِّه. والصَّحْصَحانُ الأَنْجل: هُوَ الْوَاسِعُ. ونَجَلْت الشَّيْءَ أَي استخرجْته. ومَناجِلُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

وجادَ رَهْوَى إِلى مَنَاجِلَ

فالصَّحْراء أَمْسَتْ نِعاجُه عُصَبا

نحل: النَّحْل: ذُباب الْعَسَلِ، وَاحِدَتُهُ نَحْلَة. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، نهَى عَنِ قَتْل النَّحْلَة والنَّمْلة والصُّرَد والهُدْهُد

؛ وَرُوِيَ

عَنْ إِبراهيم الْحَرْبِيِّ أَنه قَالَ: إِنما نَهَى عَنْ قتلهنَّ لأَنهنَّ لَا يؤْذِين الناسَ، وَهِيَ أَقل الطُّيُورِ والدوابِّ ضَرَرًا عَلَى النَّاسِ، لَيْسَ هِيَ مِثْلَ مَا يتأَذى الناسُ بِهِ مِنَ الطُّيُورِ الغُرابِ وَغَيْرِهِ، قِيلَ لَهُ: فالنَّمْلة إِذا عَضَّت تُقْتَل؟ قَالَ: النَّمْلة لَا تعَضّ إِنما يَعَضّ الذَّرُّ، قِيلَ لَهُ: إِذا عضَّت الذَّرَّةُ تُقتَل؟ قَالَ: إِذا آذَتْك فَاقْتُلْهَا.

والنَّحْل: دَبْر الْعَسَلِ، الْوَاحِدَةُ نَحْلَة. وَقَالَ أَبو إِسحق الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عز وجل: وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ

؛ جَائِزٌ أَن يَكُونَ سُمِّيَ نَحْلًا لأَن اللَّهَ عز وجل نَحَل الناسَ العسلَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا. وَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ أَهل الْعَرَبِيَّةِ: النَّحْل يذكَّر وَيُؤَنَّثُ وَقَدْ أَنثها اللَّهِ عز وجل فَقَالَ: أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً؛ وَمَنْ ذكَّر النَّحْل فلأَنَّ لَفْظَهُ مُذَكَّرٌ، وَمَنْ أَنثه فلأَنه جَمْعُ نَحْلة. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: مَثَلُ المؤْمِن مَثَلُ النَّحْلة

؛ الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَهِيَ وَاحِدَةُ النَّخْل، وَرُوِيَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، يُرِيدُ نَحْلة الْعَسَلِ، وَوَجْهُ الْمُشَابَهَةِ بَيْنَهُمَا حِذْق النَّحْل وفِطْنته وقلَّة أَذاه وحَقارته ومنفعتُه وقُنوعه وسعيُه فِي اللَّيْلِ وتنزُّهه عَنِ الأَقذار وطيبُ أَكله وأَنه لَا يأْكل مِنْ كَسْبِ غَيْرِهِ ونحُوله وطاعتُه لأَمِيره؛ وإِنّ للنَّحْل آفاتٍ تَقْطَعُهُ عَنْ عَمَلِهِ مِنْهَا: الظلمةُ والغَيْمُ والريحُ والدخانُ وَالْمَاءُ والنارُ، وَكَذَلِكَ المؤْمن لَهُ آفَاتٌ تفتِّره عَنْ عَمَلِهِ: ظلمةُ الْغَفْلَةِ وغيمُ الشَّكِّ وريحُ الْفِتْنَةِ ودُخَان الحرامِ وماءُ السَّعةِ ونارُ الهوَى. الْجَوْهَرِيُّ: النَّحْل والنحْلة الدَّبْر، يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى حَتَّى تَقُولَ يَعْسُوب. والنَّحْل: الناحِلُ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلًا قَتالُها «2»

. ونَحِلَ جسمُه ونَحَلَ يَنْحَلُ ويَنْحُلُ نُحُولًا، فَهُوَ نَاحِل: ذهَب مِنْ مَرَضٍ أَو سفَر، وَالْفَتْحُ أَفصح؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب:

وكنتُ كعَظْم العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه

بأَطْرافها، حَتَّى استَدقَّ نُحولُها

إِنما أَراد ناحِلها، فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الِاسْمِ، وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ ناحِل كأَنه جَعَلَ كُلَّ طَائِفَةٍ مِنَ الْعَظْمِ ناحِلًا، ثُمَّ جَمَعَهُ عَلَى فُعُول كشاهِد وشُهود، وَرَجُلٌ نَحِيل مِنْ قَوْمٍ نَحْلَى وناحِل، والأُنثى ناحِلة، ونساءٌ نَوَاحِل ورجال نُحَّل. وَفِي حَدِيثِ

أُم معبَد: لَمْ تَعِبْه نَحْلَة

أَي دِقَّة وهُزال. والنُّحْل الِاسْمُ؛ قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: لَمْ أَسمع بالنُّحْل فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ إِلا

(1). قوله [يفجين إلخ] هكذا في الأصل بالجيم، وتقدم في مادة أسد يفحين بالحاء، والصواب ما هنا

(2)

. انظر رواية هذا البيت لاحقاً في هذه الكلمة

ص: 649

فِي العَطِيَّة. والنُّحُول: الهُزال، وأَنْحَلَه الهمُّ، وجملٌ نَاحِل: مَهْزُولٌ دَقِيقٌ. وَجَمَلٌ نَاحِل: رَقِيقٌ. والنَّوَاحِلُ: السُّيُوفُ الَّتِي رقَّت ظُباها مِنْ كَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ. وَسَيْفٌ نَاحِل: رَقِيقٌ، عَلَى المَثل؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

أَلم تَعْلَمِي، يَا مَيُّ، أَنَّا وَبَيْنَنَا

مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلًا قَتالُها

هُوَ جَمْعُ نَاحِل، جَعَلَ كُلَّ جزءٍ مِنْهَا ناحِلًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي اسْمٌ لِلْجَمْعِ لأَن فاعِلًا لَيْسَ مِمَّا يكسَّر عَلَى فَعْل، قَالَ: وَلَمْ أَسمع بِهِ إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ. الأَزهري: السَّيْفُ الناحِل الَّذِي فِيهِ فُلُول فيُسَنُّ مرَّة بَعْدَ أُخرى حَتَّى يَرِقَّ وَيَذْهَبَ أَثَرُ فُلُوله، وَذَلِكَ أَنه إِذا ضُرِب بِهِ فصَمَّم انفلَّ فيُنْحِي القَيْنُ عَلَيْهِ بالمَداوِس والصَّقْل حَتَّى تَذهب فُلوله؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى:

مَضارِبُها، مِنْ طُول مَا ضَرَبوا بِهَا،

ومِن عَضِّ هامِ الدَّارِعِين، نَواحِلُ

وقمرٌ نَاحِل إِذا دقَّ واسْتَقْوَس. ونَحْلةُ: فَرَسُ سُبَيْع بْنِ الخَطِيم. والنُّحْل، بِالضَّمِّ: إِعْطاؤُك الإِنسانَ شَيْئًا بِلَا اسْتِعاضةٍ، وعمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ جميعَ أَنواع العَطاء، وَقِيلَ: هُوَ الشَّيْءُ المُعْطى، وَقَدْ أَنْحَلَه مَالًا ونَحَلَه إِياه، وأَبى بعضُهم هَذِهِ الأَخيرة. ونُحْل المرأَةِ: مَهْرُها، وَالِاسْمُ النِّحْلَة، تَقُولُ: أَعطيتها مهرَها نِحْلَة، بِالْكَسْرِ، إِذا لَمْ تُرِد مِنْهَا عِوَضاً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً

. وَقَالَ أَبو إِسحاق: قَدْ قِيلَ فِيهِ غيرُ هَذَا الْقَوْلِ، قَالَ بَعْضُهُمْ: فَرِيضةً، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: دِيانةً، كَمَا تَقُولُ فُلَانٌ يَنْتَحِل كَذَا وَكَذَا أَي يَدِينُ بِهِ، وَقِيلَ: نِحْلَةً

أَي دِيناً وتَدَيُّناً، وَقِيلَ: أَراد هِبةً، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ نِحْلة مِنَ اللَّهِ لهنَّ أَن جَعَلَ عَلَى الرَّجُلِ الصَّداق وَلَمْ يَجْعَلْ عَلَى المرأَة شَيْئًا مِنَ الغُرْم، فَتِلْكَ نِحْلة مِنَ اللَّهِ للنِّساء. ونَحَلْت الرجلَ والمرأَةَ إِذا وَهَبْتَ لَهُ نِحْلة ونُحْلًا، ومثلُ نِحْلة ونُحْل حِكْمةٌ وحُكْمٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: والصداقُ فَرْضٌ لأَن أَهل الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا لَا يُعطون النِّسَاءَ مِنْ مُهورِهنَّ شَيْئًا، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً

، هِبَةً مِنَ اللَّهِ لِلنِّسَاءِ فَرِيضَةً لهنَّ عَلَى الأَزواج، كَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ إِذا زوَّج الرَّجُلُ ابْنَتَهُ استَجْعل لِنَفْسِهِ جُعْلًا يسمَّى الحُلْوان، وَكَانُوا يُسَمُّونَ ذَلِكَ الشَّيْءَ الَّذِي يأْخذه النافِجَة، كَانُوا يَقُولُونَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي النافِجَة فَجَعَلَ اللَّهُ الصَّدُقة لِلنِّسَاءِ فأَبطل فعلَهم. الْجَوْهَرِيُّ: النُّحْل، بِالضَّمِّ، مَصْدَرُ قَوْلِكَ نَحَلْته مِنَ العطيَّة أَنْحَلُه نُحْلًا، بِالضَّمِّ. والنِّحْلَة، بِالْكَسْرِ: العطيَّة. والنُّحْلَى: الْعَطِيَّةُ، عَلَى فُعْلى. ونَحَلْتُ المرأَة مهرَها عَنْ طِيب نَفْسٍ مِنْ غَيْرِ مُطَالَبَةٍ أَنْحَلُها، وَيُقَالُ مِنْ غَيْرِ أَن يأْخذ عِوَضًا، يُقَالُ: أَعطاها مهرَها نِحْلةً، بِالْكَسْرِ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ التَّسْمِيَةُ أَن يَقُولَ نَحَلْتُها كَذَا وَكَذَا ويَحُدّ الصَّدَاقَ ويُبَيِّنه. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا نَحَلَ والدٌ وَلَدًا مِنْ نُحْلٍ أَفضَل مِنْ أَدبٍ حَسَنٍ

؛ النُّحْلُ: الْعَطِيَّةُ وَالْهِبَةُ ابْتِدَاءً مِنْ غَيْرِ عِوَضٍ وَلَا اسْتِحْقَاقٍ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: إِذا بَلَغَ بَنُو أَبي الْعَاصِ ثَلَاثِينَ كَانَ مالُ اللَّهِ نُحْلًا

؛ أَراد يَصِيرُ الْفَيْءُ عَطَاءً مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقَاقٍ عَلَى الإِيثار وَالتَّخْصِيصِ. الْمُحْكَمُ: وأَنْحَلَ ولدَه مَالًا ونَحَلَه خصَّه بِشَيْءٍ مِنْهُ، والنُّحْل والنُّحْلانُ اسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ الْمُعْطَى. والنِّحْلةُ: الدَّعْوَى. وانْتَحَلَ فلانٌ شِعْر فلانٍ. أَو قولَ فلانٍ إِذا ادَّعَاهُ أَنه قائلُه. وتَنَحَّلَه: ادَّعاه وَهُوَ لِغَيْرِهِ. وَفِي الْخَبَرِ:

أَنَّ عُرْوَة بْنَ الزُّبَيْرِ وَعُبَيْدَ

ص: 650

اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ دَخلا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمير الْمَدِينَةِ، فَجَرَى بَيْنَهُمُ الْحَدِيثُ حَتَّى قَالَ عُرْوَة فِي شَيْءٍ جَرَى مِنْ ذِكْر عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ مَا أَحْبَبْتُ أَحداً حُبِّي عبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ، لَا أَعني رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَلَا أَبَوَيَّ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنكم لتَنْتَحِلون عَائِشَةَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ انْتِحَالَ مَنْ لَا يَرَى لأَحد مَعَهُ فِيهَا نَصِيبًا فَاسْتَعَارَهُ لَهَا

؛ وَقَالَ ابْنُ هَرْمة:

وَلَمْ أَتَنَحَّلِ الأَشعارَ فِيهَا،

وَلَمْ تُعْجِزْنيَ المِدَحُ الجِيادُ

ونَحَلَه القولَ يَنْحَلُه نَحْلًا: نَسَبه إِليه. ونَحَلْتُه القولَ أَنْحَلُه نَحْلًا، بِالْفَتْحِ: إِذا أَضَفْت إِليه قولًا قاله غَيْرُهُ وادّعيتَه عَلَيْهِ. وَفُلَانٌ يَنْتَحِلُ مذهبَ كَذَا وقبيلةَ كَذَا إِذا انْتَسَبَ إِليه. وَيُقَالُ: نُحِلَ الشاعرُ قَصِيدَةً إِذا نُسِبَت إِليه وَهِيَ مِنْ قِيلِ غَيْرِهِ؛ وَقَالَ الأَعشى فِي الانْتِحَال:

فكيْفَ أَنا وانْتِحَالِي القَوا

فِ، بَعدَ المَشِيب، كفَى ذَاكَ عَارًا

وقَيَّدَني الشِّعْرُ فِي بيتِه،

كَمَا قَيَّد الأُسُراتُ الحِمارا

أَراد انْتِحَالِي القوافيَ فدَلَّت كَسْرَةُ الْفَاءِ مِنَ الْقَوَافِي عَلَى سُقُوطِ الْيَاءِ فَحَذَفَهَا، كَمَا قَالَ اللَّهُ عز وجل: وَجِفانٍ كَالْجَوابِ، وتَنَحَّلَه مثلُه؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

إِذا مَا قُلْتُ قافِيةً شَرُوداً،

تَنَحَّلَها ابنُ حَمْراءِ العِجانِ

وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يَحْيَى فِي قَوْلِهِمُ انْتَحَلَ فلانٌ كَذَا وَكَذَا: مَعْنَاهُ قَدْ أَلزَمَه نفْسه وَجَعَلَهُ كالمِلْك لَهُ، وَهِيَ الْهِبَةُ»

وَالْعَطِيَّةُ يُعْطاها الإِنسانُ. وَفِي حَدِيثِ

قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ: كَانَ بُشَيرُ بْنُ أُبَيْرِق يقولُ الشعرَ وَيَهْجُو بِهِ أَصحابَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، ويَنْحَلُه بعضَ الْعَرَبِ

أَي يَنْسُبه إِليهم مِنَ النِّحْلة وَهِيَ النِّسْبة بالباطِل. وَيُقَالُ: مَا نِحْلَتُكَ أَي مَا دِينُكَ؟ الأَزهري: اللَّيْثُ يُقَالُ نَحَلَ فلانٌ فُلَانًا إِذا سابَّه فَهُوَ يَنْحَله يُسابُّه؛ قَالَ طَرَفَةُ:

فَدَعْ ذَا، وانْحَل النُّعمانَ قَوْلًا

كنَحْت الفأْسِ، يُنْجِد أَو يَغُور

قَالَ الأَزهري: نَحَلَ فلانٌ فُلَانًا إِذا سابَّه باطلٌ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ لنَجَل فلانٌ فلانا إِذا قطعَه بالغِيبة. وَيُرْوَى الْحَدِيثُ:

مَنْ نَجَل الناسَ نَجَلوه

أَي مَنْ عابَ النَّاسَ عَابُوهُ وَمَنْ سبَّهم سبُّوه، وَهُوَ مِثْلُ مَا رُوِيَ

عَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ: إِن قارَضْتَ النَّاسَ قارَضُوك، وإِن تَرَكْتَهم لَمْ يَتْركوك

؛ قَوْلُهُ: إِن قَارَضْتَهُمْ مأْخوذ مِنْ

قَوْلِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: رفَع اللهُ الحرجَ إِلا مَنِ اقترَضَ عِرْضَ امرئٍ مُسْلِمٍ فَذَلِكَ الَّذِي حَرِج

، وَقَدْ فُسِّرَ فِي مَوْضِعِهِ.

نخل: نَخَلَ الشيءَ يَنْخُلُه نَخْلًا وتَنَخَّلَه وانْتَخَلَه: صَفَّاه واختارَه؛ وَكُلُّ مَا صُفِّيَ ليُعْزَل لُبابُه فَقَدِ انتُخِلَ وتُنُخِّلَ، والنُّخَالَة: مَا تُنُخِّل مِنْهُ. والنَّخْل: تَنْخِيلُك الدقيقَ بالمُنْخُل لِتَعْزِل نُخَالَتَهُ عَنْ لُبابه. والنُّخَالَة أَيضاً: مَا نُخِل مِنَ الدَّقِيقِ. ونَخْلُ الدَّقِيقِ: غَرْبَلتُه. والنُّخَالَة أَيضاً: مَا بَقي فِي المُنْخُل مِمَّا يُنْخَل؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: وكلُّ مَا نُخِلَ فَمَا يَبْقَى فَلَمْ يَنْتَخِلْ نُخالةٌ، وَهَذَا عَلَى السَّلْبِ. والمُنْخُل والمُنْخَل: مَا يُنْخَل بِهِ، لَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا قَوْلُهُمْ

(3). قوله [كَالْمِلْكِ لَهُ وَهِيَ الْهِبَةُ] كذا في الأصل. وعبارة المحكم: كالملك له، أخذ من النحلة وهي الهبة وبها يظهر مرجع الضمير

ص: 651

مُنْصُل ومُنْصَل، وَهُوَ أَحد مَا جَاءَ مِنَ الأَدوات عَلَى مُفْعل، بِالضَّمِّ. وأَما قَوْلُهُمْ فِيهِ مُنْغُل، فعَلى الْبَدَلِ لِلْمُضَارَعَةِ. وانْتَخَلْتُ الشَّيْءَ: اسْتَقْصَيْتُ أَفضله، وتَنَخَّلْتُه: تَخَيَّرْتُه. وَرَجُلٌ نَاخِلُ الصَّدْر أَي ناصحٌ. وإِذا نخلْت الأَدوية لتَسْتَصْفي أَجودَها قُلْتَ: نَخَلْت وانْتَخَلْت، فالنَّخْل التَّصْفِية، والانتِخالُ الِاخْتِيَارُ لِنَفْسِكَ أَفضله، وَكَذَلِكَ التَّنَخُّل؛ وأَنشد:

تنَخَّلْتُها مَدْحاً لقومٍ، وَلَمْ أَكنْ

لِغيرهمُ، فِيمَا مضَى، أَتَنَخَّل

وانْتَخَلْت الشَّيْءَ: استَقْصَيْت أَفضَله، وتَنَخَّلْتُه: تخيَّرته. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ الدُّعَاءِ إِلَّا النَّاخِلة

أَي الْمَنْخُولَةَ الْخَالِصَةَ، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفْعُولَةٍ كماءٍ دافِق؛ وَفِيهِ أَيضاً:

لَا يقبلُ اللَّهُ إِلا نَخَائِلَ الْقُلُوبِ

أَي النِّيّات الْخَالِصَةِ. يُقَالُ: نَخَلْتُ لَهُ النَّصِيحَةَ إِذا أَخلصتها. والنَّخْلُ: تَنْخيلُ الثَّلج والوَدْق؛ تَقُولُ: انْتَخَلَتْ ليلتُنا الثلجَ أَو مَطَرًا غَيْرَ جَوْد. والسَّحاب يَنْخُلُ البرَدَ والرَّذاذَ ويَنْتَخِلُه. والنَّخْلَة: شَجَرَةُ التَّمْرِ، الْجَمْعُ نَخْل ونَخِيل وَثَلَاثُ نَخَلات، وَاسْتَعَارَ أَبو حَنِيفَةَ النَّخْلَ لِشَجَرِ النارَجيل تحمِل كَبائِس فِيهَا الفَوْفَل «1» أَمثال التَّمْرِ؛ وقال مرة يصف شجر الكاذِي: هُوَ نَخْلَة فِي كُلِّ شَيْءٍ مِنَ حِليتها، وإِنما يُرِيدُ فِي كُلِّ ذَلِكَ أَنه يُشْبِهُ النَّخْلَة، قَالَ: وأَهل الْحِجَازِ يُؤَنِّثُونَ النَّخْلَ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ

؛ وأَهل نَجْدٍ يذكِّرون؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي تَذْكِيرِهِ:

كنَخْلٍ مِنَ الأَعْراض غَيْرِ مُنَبَّقِ

قَالَ: وَقَدْ يُشْبِه غيرُ النَّخْل فِي النِّبْتة النَّخْلَ وَلَا يُسَمَّى شَيْءٌ مِنْهُ نَخْلًا كالدَّوْم والنارَجيل والكاذِي والفَوْفَل والغَضَف والخَزَم. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: مَثَل الْمُؤْمِنِ كمثَل النَّحْلة

، وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ:

كَمَثَلِ النَّخْلة

؛ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَهِيَ وَاحِدَةُ النَّخْل، وَرُوِيَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، يُرِيدُ نحْلة العسَل، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وأَبو نَخْلة: كُنْيَةٌ؛ قَالَ أَنشده ابْنُ جِنِّي عَنْ أَبي عَلِيٍّ:

أُطْلُبْ، أَبا نَخْلَة، مَنْ يأْبُوكا

فَقَدْ سأَلنا عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكا

إِلى أَبٍ، فكلُّهم يَنْفِيكا

وأَبو نُخَيْلَة: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ كُنِّي بِذَلِكَ لأَنه وُلِد عِنْدَ جِذْع نَخْلَةٍ، وَقِيلَ: لأَنه كَانَتْ لَهُ نُخَيْلة يَعْتَهِدها؛ وَسَمَّاهُ بَخْدَجٌ الشَّاعِرُ النُّخَيْلات فَقَالَ يَهْجُوهُ:

لَاقَى النُّخَيْلاتُ حِناذاً مِحْنَذا

مِنِّي، وشَلًّا لِلِّئام مِشْقَذا «2»

. ونَخْلة: مَوْضِعٌ؛ أَنشد الأَخفش:

يَا نَخْلَ ذاتِ السِّدْر والجَراوِلِ،

تَطاوَلي مَا شئتِ أَن تَطاوَلي،

إِنَّا سَنَرْمِيكِ بكلِّ بازِلِ

جَمَعَ بَيْنَ الْكَسْرَةِ وَالْفَتْحَةِ. ونُخَيْلَةُ: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ. وبَطن نَخْلَة بِالْحِجَازِ: مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ. ونَخْلٌ: ماءٌ مَعْرُوفٌ. وعَين نَخْل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ:

(1). قوله [لِشَجَرِ النَّارَجِيلِ تَحْمِلُ كَبَائِسَ فِيهَا الْفَوْفَلُ] كذا في الأصل. وعبارة المحكم: لشجر النارجيل وما شاكله، فقال: أخبرت أن شجرة الْفُوفَلِ نَخْلَة مِثْلُ نَخْلَةِ النَّارَجِيلِ تَحْمِلُ كَبَائِسَ فِيهَا الْفَوْفَلُ إلخ. ففي عبارة الأصل سقط ظاهر

(2)

. قوله [للئام] هو رواية المحكم هنا، وروايته في حنذ: للأعادي

ص: 652

مِنَ المتعرِّضات بعَيْن نَخْل،

كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِها سَدِينُ

وَذُو النُّخَيْل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ:

قَدَرٌ أَحَلَّكِ ذَا النُّخَيْل، وَقَدْ أَرى

وأبيَّ مالكِ ذُو النُّخَيْل بِدَارِ «1»

. أَبو مَنْصُورٍ: فِي بِلَادِ الْعَرَبِ وَادِيَانِ يُعرفان بالنَّخْلَتَيْنِ: أَحدهما بِالْيَمَامَةِ ويأْخذ إِلى قُرى الطَّائِفِ، وَالْآخَرُ يأْخذ إِلى ذَاتِ عِرْق. والمُنَخَّل، بِفَتْحِ الْخَاءِ مُشَدَّدَةً: اسْمُ شَاعِرٍ؛ وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ فِي الْغَائِبُ الَّذِي لَا يُرْجى إِيابُه: حَتَّى يَؤُوبَ المُنَخَّل، كَمَا يُقَالُ: حَتَّى يؤُوبَ القارِظ العَنزيّ؛ قَالَ الأَصمعي: المُنَخَّل رَجُلٌ أُرسل فِي حَاجَةٍ فَلَمْ يرجِع، فَصَارَ مَثَلًا يُضْرَبُ فِي كُلِّ مَنْ لَا يُرْجَى؛ يُقَالُ: لا أَفعله حتى يؤُوب المُنَخَّل. والمُتَنَخِّل: لَقَبُ شَاعِرٍ مِنْ هُذَيْلٍ، وَهُوَ مَالِكُ بْنُ عُوَيمِر أَخي بَنِي لِحْيان مِنْ هُذَيْلٍ. وَبَنُو نَخْلان: بَطْنٌ مِنْ ذِي الكَلاع؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

رأَيتُ بِهَا قَضِيبًا فَوْقَ دِعْصٍ،

عَلَيْهِ النَّخْل أَيْنَع والكُروم

فالنَّخْل قَالُوا: ضرْب مِنَ الحُليّ، والكُرومُ: الْقَلَائِدُ، وَاللَّهُ أَعلم.

ندل: النَّدْل: نَقْل الشَّيْءِ واحتِجانُه. الْجَوْهَرِيُّ: النَّدْل النَّقْل وَالِاخْتِلَاسُ. الْمُحْكَمُ: نَدَلَ الشيءَ نَدْلًا نقَله مِنْ مَوْضِعٍ إِلى آخَرَ، ونَدَلَ التمرَ مِنَ الجُلَّة، والخُبزَ مِنَ السُّفْرة يَنْدُلُه نَدْلًا غرَف مِنْهُمَا بكفِّه جَمْعَاءَ كُتَلًا، وَقِيلَ: هُوَ الغَرْف بِالْيَدَيْنِ جَمِيعًا، وَالرَّجُلُ مِنْدَل، بِكَسْرِ الْمِيمِ؛ وَقَالَ يَصِفُ رَكْباً وَيَمْدَحُ قَوْمَ دارِين بالجُود:

يَمُرُّون بالدَّهْنا خِفافاً عِيابُهم،

ويَخْرُجْن مِنْ دارِينَ بُجْرَ الحَقائب

عَلَى حينَ أَلهى الناسَ جُلُّ أُمورِهم،

فَنَدْلًا زُرَيقُ المالَ نَدْلَ الثَّعالب

يَقُولُ: انْدُلِي يَا زُرَيْقُ، وَهِيَ قَبِيلَةٌ، نَدْلَ الثعالِب، يُرِيدُ السُّرْعة؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَكْسَبُ مِنْ ثَعْلَبٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ فِي هَذَا الشَّاعِرِ إِنه يصِف قَوْمًا لُصوصاً يأْتون مِنْ دارِين فيسرقون ويَمْلؤُون حَقائبهم ثُمَّ يفرِّغونها وَيَعُودُونَ إِلى دَارِينَ، وَقِيلَ: يَصِفُ تُجَّاراً، وَقَوْلُهُ عَلَى حِينَ أَلهى الناسَ جُلُّ أُمورهم: يُرِيدُ حِينَ اشْتَغَلَ النَّاسُ بالفِتَن وَالْحُرُوبِ، والبُجْرُ: جَمْعُ أَبْجَر وَهُوَ الْعَظِيمُ الْبَطْنِ، والنَّدْل: التَّناوُل؛ وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ: فَنَدْلًا زُرَيْقُ المالَ. وَيُقَالُ: انْتَدَلْت الْمَالَ وانْتَبَلْته أَي احْتَمَلْتُهُ. ابْنُ الأَعرابي: النُّدُل «2» . خَدَم الدَّعْوَةِ؛ قَالَ الأَزهري: سُمُّوا نُدُلًا لأَنهم ينقُلون الطَّعَامَ إِلى مَنْ حَضَرَ الدَّعْوة. ونَدَلْت الدَّلْوَ إِذا أَخرجتها مِنَ الْبِئْرِ. والنَّدْلُ: شِبْهُ الوَسَخ «3» ونَدِلَت يدُه نَدَلًا غمِرت. والمِنْدِيلُ والمَنْدِيلُ نَادِرٌ والمِنْدَل، كُلُّهُ: الَّذِي يُتَمَسَّح بِهِ، قِيلَ: هُوَ مِنَ النَّدْل الَّذِي هُوَ الْوَسَخُ، وَقِيلَ: إِنما اشْتِقَاقُهُ مِنَ النَّدْل الَّذِي هُوَ التَّنَاوُلُ؛ قَالَ اللَّيْثُ: النَّدْل كأَنه الْوَسَخُ مِنْ غَيْرِ اسْتِعْمَالٍ فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَقَدْ تَنَدَّلَ بِهِ وتَمَنْدَلَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَنكر الْكِسَائِيُّ تَمَنْدَلَ. وتَنَدَّلْت بالمِنْدِيل

(1). قوله: وَأَبِيَّ مَالِكَ ذُو النُّخَيْلَ؛ هكذا في الأصل

(2)

. قوله [الندل] في القاموس بضمتين، وفي خط الصاغاني بفتحتين

(3)

. قوله [والندل شبه الوسخ] ضبط في القاموس بسكون الدال وكذا في المحكم في كل موضع إلا المصدر، وفي الأصل بالسكون في قوله بعد يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ النَّدْلِ الَّذِي هُوَ الْوَسَخُ، وضبط في مصدر الفعل هنا بالتحريك

ص: 653

وتَمَنْدَلْت أَي تمسَّحت بِهِ مِنْ أَثر الوَضوء أَو الطَّهور؛ قَالَ: والمِنْدِيلُ، عَلَى تَقْدِيرِ مِفْعِيل، اسْمٌ لِمَا يمسَح بِهِ، قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً تَمَنْدَلْت. والمَنْدَل «1» . والمَنْقَل: الخُفّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ النَّدْل الَّذِي هُوَ الْوَسَخُ لأَنه يَقِي رِجْلَ لَابِسِهِ الْوَسَخَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ النَّدْل الَّذِي هُوَ التَّناوُل لأَنه يُتناوَل لِلُّبْس؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو زَيْدٍ:

بِتْنا وباتَ سقِيطُ الطَّلِّ يضرِبُنا،

عِنْدَ النَّدُولِ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ

قَالَ: يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ امرأَة فَيَكُونُ فَعُولًا مِنَ النَّدْل الَّذِي هُوَ شَبِيهُ الْوَسَخِ، وإِنما سَمَّاهَا بِذَلِكَ لِوَسَخِهَا، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَنَى بِهِ رَجُلًا، وأَن يَكُونَ عَنَى بِهِ الضبُع، وأَن يَكُونَ عَنَى كَلْبَةً أَو لَبُوءَةً، أَو أَن يَكُونَ مَوْضِعًا. والمُنَوْدِل: الشَّيْخُ المُضْطَرِب مِنَ الكِبَر. ونَوْدَلَ الرجلُ: اضْطَرَبَ مِنَ الكِبَر. ومَنْدَل: بلدٌ بِالْهِنْدِ. والمَنْدَلِيُّ مِنَ العُود: أَجودُه نُسِب إِلى مَنْدَل، هَذَا البلدِ الهِنْدِيِّ، وَقِيلَ: المَنْدَل والمَنْدَلِيُّ عودُ الطِّيبِ الَّذِي يُتبخَّر بِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يُخَصَّ بِبَلَدٍ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ للعُجير السَّلُولِيِّ:

إِذا مَا مَشَتْ نَادَى بِمَا فِي ثِيابها

ذَكِيُّ الشَّذَا، والمَنْدَلِيُّ المُطَيَّر «2»

. يَعْنِي العُود. قَالَ الْمُبَرِّدُ: المَنْدَل الْعُودُ الرطْب وَهُوَ المَنْدَلِيُّ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ عِنْدِي رُبَاعِيٌّ لأَن الْمِيمَ أَصلية لَا أَدري أَعربيّ هُوَ أَو مُعَرَّبٌ، والمُطَيَّر: الَّذِي سطعتْ رَائِحَتُهُ وتفَرَّقت. والمَنْدَلِيُّ: عِطْر يُنْسَبُ إِلى المَنْدَل، وَهِيَ مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّوَابُ أَن يَقُولَ والمَنْدَليُّ عُودٌ يُنْسَب إِلى مَنْدَل لأَن مَنْدَلَ اسْمُ عَلَمٍ لِمَوْضِعٍ بِالْهِنْدِ يُجْلَب مِنْهُ الْعُودُ، وَكَذَلِكَ قَمارِ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ:

كأَنَّ الركْبَ، إِذ طَرَقَتْك، باتُوا

بِمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَيْ قَمارِ «3»

وقَمارِ عُوده دُونَ عُودِ مَنْدَل؛ قَالَ: وَشَاهِدِهُ قَوْلُ كثيِّر يَصِفُ نَارًا:

إِذا مَا خَبَتْ مِنْ آخِر اللَّيْلِ خَبْوَةً،

أُعِيد إِليها المَنْدَلِيّ فَتثقُب

وَقَدْ يَقَعُ المَنْدَل عَلَى الْعُودِ، عَلَى إِرادة يَاءَيِ النَّسَبِ وَحَذْفِهِمَا ضَرُورَةً، فَيُقَالُ: تبخَّرت بالمَنْدَل وَهُوَ يُرِيدُ المَنْدَليَّ عَلَى حَدِّ قَوْلِ رُؤْبَةُ:

بَلْ بَلَدٍ مِلْءُ الفِجاجِ قَتَمُهْ،

لَا يُشْتَرى كَتَّانُه وجَهْرَمُه

يُرِيدُ جَهْرَميُّه، قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ دُخُولُ الأَلف وَاللَّامِ فِي المَنْدَل؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ:

لِمَنْ نارٌ، قُبَيْلَ الصُّبحِ

عندَ الْبَيْتِ، مَا تَخْبُو؟

إِذا مَا أُوقِدَتْ يُلْقَى،

عَلَيْهَا، المَنْدَلُ الرَّطْبُ

(1). قوله [والمندل الخ] كذا في القاموس وضبطهما الصاغاني بخطه بالكسر

(2)

. قوله [المطير] كذا في الأصل والجوهري والأَزهري، والذي في المحكم: المطيب

(3)

. قوله [كأن الركب إلخ] هكذا في الأصل بجر القافية، وفي ياقوت: قماراً بألف بعد الراء، وقبله:

أُحِبُّ اللَّيْلَ، أَنَّ خَيَالَ سَلْمَى

إِذَا نِمْنَا أَلَمَّ بنا فزارا

ص: 654

ويروى: إِذا أُخْمِدَتْ؛ وَقَالَ كُثَيِّرٌ:

بأَطْيَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً،

وَقَدْ أُوقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْبِ نارُها

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ زُبَيْرٌ أَن مَدَنِيَّةً قَالَتْ لكُثيِّر: فضَّ اللَّهُ فَاكَ أَنت الْقَائِلُ:

بأَطْيَبَ من أَرْدان عَزَّة مَوْهِناً،

وَقَدْ أُوقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْبِ نارُها

فَقَالَ: نَعَمْ قَالَتْ: أَرأَيت لَوْ أَن زِنْجِيَّة بخَّرت أَردانَها بمَنْدَل رطْب أَما كَانَتْ تَطِيب؟ هلَّا قُلْتَ كَمَا قَالَ سَيِّدُكُمُ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

أَلم تَرَياني كلَّما جئتُ طَارِقًا،

وجدتُ بِهَا طِيباً، وإِن لَمْ تَطَيَّب؟

والنَّيْدُلانُ والنَّيْدَلانُ: الكابوسُ؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ مِثْلُ الْكَابُوسِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:

تِفْرِجة القَلْب قَلِيلُ النَّيْلْ،

يُلْقى عَلَيْهِ النَّيْدُلان باللَّيْلْ

وَقَالَ آخَرُ:

أُنْجُ نَجاء مِنْ غَرِير مَكْبولْ،

يُلْقَى عَلَيْهِ النَّيْدُلانُ والغُولْ

والنِّئْدُلان: كالنَّيْدُلان؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ؛ قَالَ: حدَّثني بِذَلِكَ أَبو عَلِيٍّ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ هَذَا الْفَصْلِ النَّأْدَل والنِّئْدَل الْكَابُوسُ، قَالَ: وَالْهَمْزَةُ زَائِدَةٌ لِقَوْلِهِمُ النَّيْدُلان «1» . أَبُو زَيْدٍ فِي كِتَابِهِ فِي النَّوَادِرِ: نَوْدَلَتْ خُصْياه نَوْدَلَةً إِذا اسْتَرْخَتَا، يُقَالُ: جَاءَ مُنَوْدِلًا خُصْياه؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

كأَنَّ خُصْيَيْهِ، إِذا مَا نَوْدَلا،

أُثْفِيَّتانِ تَحْمِلان مِرْجَلا

الأَصمعي: مشَى الرَّجُلُ مُنَوْدِلًا إِذا مَشَى مُسْترخِياً؛ وأَنشد:

مُنَوْدِل الخُصْيَيْن رِخْو المشْرَجِ

ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ رَجُلٌ نَوْدَل «2» ، قَالَ الشَّاعِرُ:

فازَتْ خليلةُ نَوْدَلٍ بِهَبَنْقَعٍ

رِخْوِ العِظام، مُثَدَّنٍ، عَبْلِ الشوَّى

وانْدَالَ بطنُ الإِنسان والدابةِ إِذا سَالَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: انْدَالَ وَزْنُهُ انْفَعَل، فَنُونُهُ زَائِدَةٌ وَلَيْسَتْ أَصلية، قَالَ: فَحَقُّهُ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ دَوَلَ، وَقَدْ ذُكِرَ هُنَاكَ. وَيُقَالُ لِلسِّقَاءِ إِذا تَمَخَّضَ: هُوَ يُهَوْذِل ويُنَوْدِل، الأُولى بِالذَّالِ وَالثَّانِيَةُ بِالدَّالِ. والنَّوْدَلان: الثَّدْيان. وابنُ مَنْدَلَةَ: رَجُلٌ مِنْ سَادَاتِ الْعَرَبِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ جُوَيْنٍ فِيمَا زَعَمَ السِّيرَافِيُّ «3» ، أَو امْرُؤُ الْقَيْسِ فِيمَا حَكَى الْفَرَّاءُ:

وآلَيْتُ لَا أُعطي مَلِيكاً مَقادَتي،

وَلَا سُوقةً، حَتَّى يؤُوبَ ابنُ مَنْدَلَه

ونَوْدَل: اسْمُ رَجُلٍ؛ أَنشد يَعْقُوبُ فِي الأَلفاظ:

فَازَتْ خَليلةُ نَوْدَلٍ بمُكَدَّنٍ

رَخْصِ العِظام، مُثَدَّنٍ، عَبْلِ الشَّوى «4»

. وَاللَّهُ أَعلم.

(1). قوله [النِّيدُلان إلخ] هكذا ضبط في الأصل هنا وفيما يأتي، وعبارة القاموس: والنِّيدلان، بكسر النون والدال وتضم الدال، والنيدل بكسر النون وفتحها وتثليث الدال وبفتح النون وضم الدال، والنئدلان مهموزة بكسر النون والدال وتضم الدال والنئدل بكسر النون وفتحها وضم الدال الكابوس أو شيء مثله

(2)

. قوله [ويقال رجل نودل] هكذا في الأصل، والظاهر أن يقول ونودل رجل كما يأتي له بعد

(3)

. قوله [فيما زعم السيرافي] في المحكم: الفارسي

(4)

. قوله [بمكدن] كذا في الأصل وشرح القاموس بنون، والذي في المحكم باللام

ص: 655

نذل: النَّذْل والنَّذِيل مِنَ النَّاسِ: الَّذِي تَزْدَرِيه فِي خِلْقته وعَقْله، وَفِي الْمُحْكَمِ: الخَسِيسُ المُحْتَقَر فِي جَمِيعِ أَحواله، وَالْجَمْعُ أَنْذال ونُذُول ونُذَلاءُ، وَقَدْ نَذُلَ نَذَالَةً ونُذُولَةً. الْجَوْهَرِيُّ: النَّذَالَةُ السَّفالة. وَقَدْ نَذُلَ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ نَذْل ونَذِيل أَي خسيسٌ؛ وَقَالَ أَبو خِرَاشٍ:

مُنِيباً، وَقَدْ أَمْسى يُقدّم وِرْدَها،

أُقَيْدِرُ مَحْمُوزُ القِطاع نَذِيلُ

مُنِيب: مُقْبل، وأَناب: أَقبل، وأُقَيْدِرُ: يُرِيدُ بِهِ الصَّائِدَ، والأَقْدَرُ: الْقَصِيرُ العُنُق. والقِطاع: جَمْعُ قِطْع وَهُوَ نَصْل قَصِيرٌ عَرِيض، وَقَالَ: نَذِيل ونُذال مِثْلَ فَرِير وفُرار؛ حَكَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ أَبي حَاتِمٍ؛ قَالَ: وَشَاهِدُ نَذْل قَوْلُ الشَّاعِرِ:

لكلِّ امْرِئ شَكْلٌ يُقِرّ بعَيْنه،

وقُرَّةُ عينِ الفَسْلِ أَن يصحَب الفَسْلا

ويُعْرَفُ فِي جُودِ امْرِئٍ جودُ خَالِهِ،

ويَنْذُل إِن تَلْقى أَخا أُمِّه نَذْلا «1» .

نرجل: النَّارَجِيلُ: جَوْزُ الهنْدِ، وَاحِدَتُهُ نَارَجِيلَة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخبرني الْخَبِيرُ أَن شَجَرَتَهُ مِثْلُ النَّخْلَةِ سَوَاءً إِلَّا أَنها لَا تَكُونُ غَلْباء تَمِيدُ بمُرْتَقيها حَتَّى تُدْنِيَه مِنَ الأَرض لِيناً، قَالَ: وَيَكُونُ فِي القِنْوِ الْكَرِيمِ مِنْهُ ثَلَاثُونَ نَارَجِيلة.

نزل: النُّزُول: الْحُلُولُ، وَقَدْ نَزَلَهم ونَزَلَ عَلَيْهِمْ ونَزَلَ بِهِمْ يَنْزل نُزُولًا ومَنْزَلًا ومَنْزِلًا، بِالْكَسْرِ شَاذٌّ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

أَإِنْ ذَكَّرَتْك الدارَ مَنْزِلُها [مَنْزَلُها] جُمْلُ

أَراد: أَإِن ذكَّرتك نُزولُ جُمْلٍ إِياها، الرَّفْعُ فِي قَوْلِهِ منزلُها صَحِيحٌ، وأَنَّث النزولَ حِينَ أَضافه إِلى مؤنَّث؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَقْدِيرُهُ أَإِن ذكَّرتك الدَّارُ نُزولَها جُمْلُ، فَجُمْلُ فَاعِلٌ بالنُّزول، والنُّزولُ مَفْعُولٌ ثانٍ بذكَّرتك. وتَنَزَّلَه وأَنْزَلَه ونَزَّلَه بِمَعْنًى؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يفرُق بَيْنَ نَزَّلْت وأَنْزَلْت وَلَمْ يَذْكُرْ وجهَ الفَرْق؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: لَا فَرْقَ عِنْدِي بَيْنَ نَزَّلْت وأَنْزَلْتُ إِلا صِيغَةَ التَّكْثِيرِ فِي نَزَّلْتُ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ:

وأَنْزَلَ الْمَلَائِكَةَ تَنْزِيلًا

؛ أَنْزَلَ: كنَزَّلَ؛ وَقَوْلُ ابْنِ جِنِّي: الْمُضَافُ وَالْمُضَافُ إِليه عِنْدَهُمْ وَفِي كَثِيرٍ مِنْ تَنْزِيلاتِهم كَالِاسْمِ الْوَاحِدِ، إِنما جَمَعَ تَنْزِيلًا هُنَا لأَنه أَراد لِلْمُضَافِ وَالْمُضَافِ إِليه تَنْزيلات فِي وجُوه كَثِيرَةٍ منزلةَ الِاسْمِ الْوَاحِدِ، فَكَنَّى بالتَّنْزيلات عَنِ الْوُجُوهِ الْمُخْتَلِفَةِ، أَلا تَرَى أَن الْمَصْدَرَ لَا وَجْهَ لَهُ إِلَّا تشعُّب الأَنواع وكثرتُها؟ مَعَ أَن ابْنَ جِنِّي تسمَّح بِهَذَا تسمُّح تحضُّرٍ وتحذُّق، فأَما عَلَى مَذْهَبِ الْعَرَبِ فَلَا وَجْهَ لَهُ إِلَّا مَا قُلْنَا. والنُّزُل: المَنْزِل؛ عَنِ الزَّجَّاجِ، وَبِذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلًا

؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ عز وجل: جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ

؛ قَالَ: نُزُلًا مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِقَوْلِهِ خالِدِينَ فِيها* لأَن خُلودهم فِيهَا إِنْزالُهم فِيهَا. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا

؛ قَالَ الأَخفش: هُوَ مِنْ نُزُول النَّاسُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. يُقَالُ: مَا وجدْنا عِنْدَكُمْ نُزُلًا. والمَنْزَل، بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالزَّايِ: النُّزول وَهُوَ الحلول، تَقُولُ: نَزَلْتُ نُزُولًا ومَنْزَلًا؛ وأَنشد أَيضاً:

أَإِن ذَكَّرَتك الدارُ مَنْزَلَها جُمْلُ

بَكيْتَ، فدَمْعُ العَيْنِ مُنْحَدِر سَجْلُ؟

(1). قوله [إن تلقى] هكذا في الأَصل، والوجه إن تلقَ، بالجزم، ولعله أشبع الفتحة فتولدت من ذلك الألف

ص: 656

نَصَبَ المَنْزَل لأَنه مَصْدَرٌ. وأَنْزَلَه غيرُه واسْتَنْزَلَه بِمَعْنًى، ونَزَّلَه تَنْزِيلًا، والتَّنْزِيل أَيضاً: الترتيبُ. والتَنَزُّل: النُّزول فِي مُهْلة. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِن اللَّهَ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ يَنْزِل كُلَّ لَيْلَةٍ إِلى سَمَاءِ الدُّنْيَا

؛ النُّزُول والصُّعود وَالْحَرَكَةُ والسكونُ مِنْ صِفَاتِ الأَجسام، وَاللَّهُ عز وجل يَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ وَيَتَقَدَّسُ، وَالْمُرَادُ بِهِ نُزول الرَّحْمَةِ والأَلطافِ الإِلهية وقُرْبها مِنَ الْعِبَادِ، وتخصيصُها بِاللَّيْلِ وبالثُلث الأَخيرِ مِنْهُ لأَنه وقتُ التهجُّد وغفلةِ النَّاسِ عمَّن يتعرَّض لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَعِنْدَ ذَلِكَ تَكُونُ النيةُ خَالِصَةً والرغبةُ إِلى اللَّهِ عز وجل وافِرة، وَذَلِكَ مَظِنَّة الْقَبُولِ والإِجابة. وَفِي حَدِيثِ الْجِهَادِ:

لَا تُنْزِلْهم عَلَى حُكْم اللَّهِ وَلَكِنْ أَنزِلْهم عَلَى حُكْمِك

أَي إِذَا طَلب العدوُّ مِنْكَ الأَمان والذِّمامَ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فلا تُعْطيهم، وأَعطِهم عَلَى حُكْمِكَ، فإِنك ربَّما تُخْطِئُ فِي حُكْمِ اللَّهِ تَعَالَى أَو لَا تَفِي بِهِ فتأْثَم. يُقَالُ: نَزَلْتُ عَنِ الأَمر إِذا تركتَه كأَنك كُنْتَ مُسْتَعْلِيًا عَلَيْهِ مُسْتَوْلِيًا. وَمَكَانٌ نَزِل: يُنْزَل فِيهِ كَثِيرًا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ونَزَلَ مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْل: انْحَدَرَ. والنِّزَالُ فِي الحربْ: أَن يتَنازَل الْفَرِيقَانِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَن يَنْزل الفَرِيقان عَنْ إِبِلهما إِلى خَيْلهما فيَتضاربوا، وَقَدْ تَنَازَلُوا. ونَزالِ نَزالِ أَي انزِلْ، وَكَذَا الِاثْنَانِ والجمعُ والمؤنثُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ؛ وَاحْتَاجَ الشَّمَّاخُ إِليه فثقَّله فَقَالَ:

لَقَدْ عَلِمَتْ خيلٌ بمُوقانَ أَنَّني

أَنا الفارِسُ الْحَامِي، إِذا قِيلَ: نَزَّال «1»

. الْجَوْهَرِيُّ: ونَزَالِ مِثْلَ قَطامِ بِمَعْنَى انْزِل، وَهُوَ مَعْدُولٌ عَنِ المُنازَلة، وَلِهَذَا أَنثه الشَّاعِرُ بِقَوْلِهِ:

ولَنِعْم حَشْوُ الدِّرْعِ أَنتَ، إِذا

دُعِيَتْ نَزالِ، ولُجَّ فِي الذُّعْرِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لِزَيْدِ الْخَيْلِ:

وَقَدْ علمتْ سَلامةُ أَن سَيْفي

كَرِيهٌ، كُلَّمَا دُعِيَتْ نزالِ

وقال جُرَيبة الْفَقْعَسِيُّ:

عَرَضْنا نَزالِ، فَلَمْ يَنْزِلوا،

وَكَانَتْ نَزالِ عَلَيْهِمْ أَطَمْ

قَالَ: وَقَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ نَزالِ مَعْدُولٌ مِنَ المُنازلة، يَدُلُّ عَلَى أَن نَزالِ بِمَعْنَى المُنازلة لَا بِمَعْنَى النُّزول إِلى الأَرض؛ قَالَ: ويقوِّي ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ أَيضاً:

وَلَقَدْ شهدتُ الخيلَ، يومَ طِرادِها،

بسَلِيم أَوْظِفةِ القَوائم هَيْكل

فَدَعَوْا: نَزالِ فكنتُ أَولَ نَازِلٍ،

وعَلامَ أَركبُه إِذا لَمْ أَنْزِل؟

وَصَفَ فَرَسَهُ بِحُسْنِ الطَّرَادِ فَقَالَ: وعلامَ أَركبُه إِذا لَمْ أُنازِل الأَبطال عَلَيْهِ؟ وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْآخَرِ:

فلِمْ أَذْخَر الدَّهْماءَ عِنْدَ الإِغارَةِ،

إِذا أَنا لَمْ أَنزِلْ إِذا الْخَيْلُ جالَتِ؟

فَهَذَا بِمَعْنَى المُنازلة فِي الْحَرْبِ والطِّراد لَا غَيْرَ؛ قَالَ: ويدلُّك عَلَى أَن نَزالِ فِي قَوْلِهِ: فَدعَوْا نَزالِ بِمَعْنَى المُنازلة دُونَ النُّزول إِلى الأَرض قَوْلُهُ:

وعَلامَ أَركبه إِذا لَمْ أَنزل؟

أَي ولِمَ أَركبُه إِذا لَمْ أُقاتل عَلَيْهِ أَي فِي حِينِ عَدَمِ قِتَالِي عَلَيْهِ، وإِذا جَعَلْتَ نَزالِ بِمَعْنَى النُّزُولِ إِلى الأَرض

(1). قوله [لقد علمت خيل إلخ] هكذا في الأصل بضمير التكلم، وأَنشده ياقوت عند التكلم على موقان للشماخ ضمن أبيات يمدح بها غيره بلفظ:

وقد علمت خيل بموقان أنه

هو الْفَارِسُ الْحَامِي إِذَا قِيلَ تنزال

ص: 657

صَارَ الْمَعْنَى: وعَلام أَركبه حِينَ لَمْ أَنزل إِلى الأَرض، قَالَ: وَمَعْلُومٌ أَنه حِينَ لَمْ يَنْزِلْ هُوَ رَاكِبٌ فكأَنه قَالَ: وَعَلَامَ أَركبه فِي حِينِ أَنا رَاكِبٌ؛ قَالَ وَمِمَّا يُقَوِّي ذَلِكَ قَوْلُ زُهَيْرٍ:

ولَنِعْم حَشْوُ الدِّرْعِ أَنت، إِذا

دُعِيَتْ نَزال، ولُجَّ فِي الذُّعْرِ

أَلا تَرى أَنه لَمْ يَمْدَحْهُ بِنُزُولِهِ إِلى الأَرض خَاصَّةً بَلْ فِي كُلِّ حَالٍ؟ وَلَا تمدَح الْمُلُوكُ بِمِثْلِ هَذَا، وَمَعَ هَذَا فإِنه فِي صِفَةِ الْفَرَسِ مِنَ الصِّفَاتِ الْجَلِيلَةِ وَلَيْسَ نُزُولُهُ إِلى الأَرض مِمَّا تمدَح بِهِ الْفَرَسُ، وأَيضاً فَلَيْسَ النُّزُولُ إِلى الأَرض هُوَ العلَّة فِي الرُّكُوبِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

نَازَلْتُ رَبِّي فِي كَذَا

أَي رَاجَعْتُهُ وسأَلته مرَّة بَعْدَ مرَّة، وَهُوَ مُفاعَلة مِنَ النُّزُول عَنِ الأَمر، أَو مِنَ النِّزَال فِي الْحَرْبِ. والنَّزِيلُ: الضَّيْفُ؛ وَقَالَ:

نَزِيلُ القومِ أَعظمُهم حُقوقاً،

وحَقُّ اللهِ فِي حَقِّ النَّزِيلِ

سِيبَوَيْهِ: وَرَجُلٌ نَزِيل نازِل. وأَنْزالُ القومِ: أَرزاقهم. والنُّزُل والنُّزْل: مَا هُيِّئَ لِلضَّيْفِ إِذا نَزَلَ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا لَحَسَنُ النُّزْل والنُّزُل أَي الضِّيَافَةِ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ:

فَجَاءَتْ بِيَتْنٍ للنِّزَالة أَرْشَما

قَالَ: أَراد لِضِيافة النَّاسِ؛ يَقُولُ: هُوَ يَخِفُّ لِذَلِكَ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ: أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ

؛ يَقُولُ: أَذلك خَيْرٌ فِي بَابِ الأَنْزَال الَّتِي يُتَقَوَّت بِهَا وتمكِن مَعَهَا الإِقامة أَم نُزُل أَهلِ النَّارِ؟ قَالَ: وَمَعْنَى أَقمت لَهُمْ نُزُلهم أَي أَقمت لَهُمْ غِذاءَهم وَمَا يصلُح مَعَهُ أَن يَنْزِلُوا عَلَيْهِ. الْجَوْهَرِيُّ: والنُّزْل مَا يهيَّأُ للنَّزِيل، وَالْجَمْعُ الأَنْزَال. وَفِي الْحَدِيثِ:

اللَّهُمَّ إِني أَسأَلك نُزْلَ الشُّهَدَاءِ

؛ النُّزْل فِي الأَصل: قِرَى الضَّيْفِ وتُضَمّ زايُه، يُرِيدُ مَا لِلشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الأَجر وَالثَّوَابِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ لِلْمَيِّتِ:

وأَكرم نُزُله.

والمُنْزَلُ: الإِنْزال، تَقُولُ: أَنْزِلْني مُنْزَلًا مُباركاً. ونَزَّلَ القومَ: أَنْزَلَهم المَنازل. ونَزَّلَ فُلَانٌ عِيرَه: قَدَّر لَهَا المَنَازل. وَقَوْمٌ نُزُل: نازِلون. والمَنْزِل والمَنْزِلَة: مَوْضِعُ النُّزول. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ مَنْزِلُنا بِمَوْضِعِ كَذَا، قَالَ: أُراه يَعْنِي مَوْضِعَ نُزولنا؛ قَالَ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ؛ وَقَوْلُهُ:

دَرَسَ المَنَا بِمُتالِعٍ فأَبَانِ

إِنما أَراد المَنازل فَحَذَفَ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ الأَخطل:

أَمستْ مَناها بأَرض مَا يبلِّغُها،

بِصَاحِبِ الهمِّ، إِلا الجَسْرةُ الأُجُدُ

أَراد: أَمستْ مَنازلها فَحَذَفَ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِمَنَاهَا قصدَها، فإِذا كَانَ كَذَلِكَ فَلَا حَذْفَ. الْجَوْهَرِيُّ: والمَنْزِل المَنْهَل، والدارُ والمَنْزِلَة مِثْلُهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ، سلامٌ عَلَيْكُمَا

هلِ الأَزْمُنُ اللَّائي مَضَيْنَ رَواجِعُ؟

والمنزِلة: الرُّتبة، لَا تجمَع. واستُنْزِل فُلَانٌ أَي حُطَّ عَنْ مَرْتَبَتِهِ. والمَنْزِل: الدَّرَجَةُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا هُوَ مِنِّي مَنْزِلَة الشَّغَاف أَي هُوَ بِتِلْكَ المنزِلة،

ص: 658

وَلَكِنَّهُ حَذَفَ كَمَا قَالُوا دَخَلْتُ الْبَيْتَ وَذَهَبَتِ الشامَ لأَنه بِمَنْزِلَةِ الْمَكَانِ وإِن لَمْ يَكُنْ مَكَانًا، يَعْنِي بِمَنْزِلَةِ الشَّغَاف، وَهَذَا مِنَ الظُّرُوفِ الْمُخْتَصَّةِ الَّتِي أُجريت مُجرى غَيْرِ المختصَّة. وَفِي حَدِيثُ مِيرَاثِ الجدِّ:

أَن أَبا بَكْرٍ أَنْزَلَه أَباً

أَي جَعَلَ الجدَّ فِي مَنْزِلَةِ الأَب وأَعطاه نصيبَه مِنَ الْمِيرَاثِ. والنُّزَالَة: مَا يُنْزِل الفحلُ مِنَ الْمَاءِ، وَخَصَّ الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: النُّزَالَة، بِالضَّمِّ، ماءُ الرَّجُلِ. وَقَدْ أَنْزَلَ الرجلُ مَاءَهُ إِذا جَامَعَ، والمرأَة تَسْتَنْزِل ذَلِكَ. والنَّزْلَة: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ النُّزول. والنازِلة: الشَّدِيدَةُ تنزِل بِالْقَوْمِ، وَجَمْعُهَا النَّوَازِل. الْمُحْكَمُ: والنَّازِلَة الشدَّة مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ تَنْزِلُ بِالنَّاسِ، نسأَل اللَّهَ الْعَافِيَةَ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ تَنَزَّلَت الرَّحْمَةُ. الْمُحْكَمُ: نَزَلَتْ عليهم الرحمة ونَزَلَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابُ كِلاهما عَلَى المثل. ونَزَلَ بِهِ الأَمر: حلَّ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثعلب:

أَعْزِرْ عليَّ بأَن تَكُونَ عَلِيلا

أَو أَن يَكُونَ بِكَ السَّقام نَزِيلا

جعله كالنَّزِيل مِنَ النَّاسِ أَي وأَن يَكُونَ بِكَ السَّقام نازِلًا. ونَزَلَ القومُ: أَتَوْا مِنَى؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

وافَيْتُ لمَّا أَتاني أَنَّها نَزَلَتْ،

إِنّ المَنَازِلَ مِمَّا تجمَع العَجَبَا

أَي أَتت مِنَى؛ وَقَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ:

أَنازِلةٌ أَسماءُ أَم غيرُ نَازِلَه؟

أَبيني لَنَا، يَا أَسْمَ، مَا أَنْت فاعِلَه

والنُّزْل: الرَّيْعُ والفَضْلُ، وَكَذَلِكَ النَّزَل. الْمُحْكَمُ: النُّزْل والنَّزَل، بِالتَّحْرِيكِ، رَيْعُ مَا يُزرع أَي زَكاؤه وبركتُه، وَالْجَمْعُ أَنْزَال، وَقَدْ نَزِلَ نَزَلًا. وطعامٌ نَزِلٌ: ذُو نَزَل، ونَزِيلٌ: مُبَارَكٌ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَطَعَامٌ قَلِيلُ النُّزْل والنَّزَل، بِالتَّحْرِيكِ، أَي قَلِيلُ الرَّيْع، وَكَثِيرُ النُّزْل والنَّزَل، بِالتَّحْرِيكِ. وأَرض نَزْلَة: زَاكِيَةُ الزَّرْع والكَلإِ. وَثَوْبٌ نَزِيل: كامِلٌ. وَرَجُلٌ ذُو نَزَلٍ: كَثِيرُ الفَضْل والعطاءِ وَالْبَرَكَةِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

ولَنْ تَعْدَمُوا فِي الحرْب لَيْثاً مُجَرَّباً

وَذا نَزَلٍ، عندَ الرَّزِيَّةِ، باذِلا

والنَّزْلَةُ: كالزُّكام؛ يُقَالُ: بِهِ نَزْلَة، وَقَدْ نُزِلَ «1» وَقَوْلُهُ عز وجل: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى

؛ قَالُوا: مرَّة أُخرى. والنَّزِلُ: الْمَكَانُ الصُّلب السريعُ السَّيْل. وأَرض نَزِلَة: تَسيلُ مِنْ أَدنى مَطَرٍ. وَمَكَانٌ نَزِل: سريعُ السَّيْلٍ. أَبو حَنِيفَةَ: وادٍ نَزِلٌ يُسِيله الْقَلِيلُ الهيِّن مِنَ الْمَاءِ. والنَّزَل: المطرُ. وَمَكَانٌ نَزَل: صُلب شديدٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: مَكَانٌ نَزْل واسعٌ بعيدٌ؛ وأَنشد:

وإِنْ هَدَى مِنْهَا انتِقالُ النَّقْلِ،

فِي مَتْنِ ضَحَّاكِ الثَّنايا نَزْلِ

وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَكَانٌ نَزِل إِذا كَانَ مَجالًا مَرْتاً، وَقِيلَ: النَّزِل مِنَ الأَودية الضيِّق مِنْهَا. الْجَوْهَرِيُّ: أَرض نَزِلَة وَمَكَانٌ نَزِلٌ بيِّن النَّزالة إِذا كَانَتْ تَسِيل مِنْ أَدنى مَطَرٍ لصَلابتها، وَقَدْ نَزِل، بِالْكَسْرِ. وحَظٌّ نَزِل أَي مجتَمِع. وَوَجَدْتُ الْقَوْمَ عَلَى نَزِلاتهم أَي مَنازلهم. وَتَرَكْتُ الْقَوْمَ عَلَى نَزَلاتهم ونَزِلاتهم أَي عَلَى استقامة أَحوالهم

(1). قوله [وقد نُزِلَ] هكذا ضبط بالقلم في الأَصل والصحاح، وفي القاموس: وقد نَزِلَ كعلم

ص: 659

مِثْلَ سَكِناتهم؛ زَادَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا يَكُونُ إِلا فِي حُسْنِ الْحَالِ. ومُنازِلُ بْنُ فُرْعان «1» : مِنْ شُعَرَائِهِمْ؛ وَكَانَ مُنازِل عقَّ أَباه فَقَالَ فِيهِ:

جَزَتْ رَحِمٌ، بَيْنِي وَبَيْنَ مُنازِلٍ،

جَزاءً كَمَا يَسْتَخْبِرُ الكَلْبَ طالِبُهْ

فعَقَّ مُنازلًا ابنُه خَلِيج فَقَالَ فِيهِ:

تَظَلَّمَني مَالِي خَلِيجٌ، وعقَّني

عَلَى حِينِ كانت كالحِنِيِّ عِظامي

نسل: النَّسْل: الخلْق. والنَّسْل: الْوَلَدُ والذرِّية، وَالْجَمْعُ أَنْسَال، وَكَذَلِكَ النَّسِيلة. وَقَدْ نَسَلَ يَنْسُلُ نَسْلًا وأَنْسَلَ وتَنَاسَلُوا: أَنْسَلَ بعضُهم بَعْضًا. وتَنَاسَلَ بَنُو فُلَانٍ إِذا كَثُرَ أَولادهم. وتَنَاسَلُوا أَي وُلد بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، ونَسَلَتِ الناقةُ بِوَلَدٍ كَثِيرِ تَنْسُلُ، بِالضَّمِّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ نَسَلَ الوالدُ ولدَه نَسْلًا، وأَنْسَلَ لُغَةٌ فِيهِ، قَالَ: وَفِي الأَفعال لِابْنِ الْقَطَّاعِ: ونَسَلَتِ النَّاقَةُ بِوَلَدٍ كَثِيرِ الوَبر أَسقطته. وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ:

إِنما كَانَتْ عِنْدَنَا حَصْبة تُعْلَفُها الإِبل فنَسَلْنَاها

أَي استثْمَرْناها وأَخذنا نَسْلها، قَالَ: وَهُوَ عَلَى حَذْفِ الْجَارِّ أَي نَسَلْنا بِهَا أَو مِنْهَا نَحْوَ أَمرتُك الخيرَ أَي بِالْخَيْرِ، قَالَ: وإِن شدِّد كَانَ مِثْلَ ولَّدناها. يُقَالُ: نَسَلَ الْوَلَدُ يَنْسُلُ ويَنْسِلُ ونَسَلَتِ النَّاقَةُ وأَنْسَلَتْ نَسْلًا كَثِيرًا. والنَّسُولة: الَّتِي تُقْتَنى للنَّسْل. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَنْسَلُهم أَي أَبعدُهم مِنَ الجَدِّ الأَكبر. ونَسَلَ الصوفُ والشعرُ والريشُ يَنْسُلُ نُسُولًا وأَنْسَلَ: سقَط وتقطَّع، وَقِيلَ: سقَط ثُمَّ نبَت، ونَسَلَه هُوَ نَسْلًا. وَفِي التَّهْذِيبِ: وأَنْسَلَه الطائرُ وأَنْسَلَ البعيرُ وبَره. أَبو زَيْدٍ: أَنْسَلَ ريشُ الطَّائِرِ إِذا سَقَطَ، قَالَ: ونَسَلْته أَنا نَسْلًا، واسمُ مَا سقَط مِنْهُ النَّسِيل والنُّسَال، بِالضَّمِّ، وَاحِدَتُهُ نَسِيلَة ونُسَالة. وَيُقَالُ: أَنْسَلَتِ الناقةُ وبرَها إِذا أَلقته تَنْسِله، وَقَدْ نَسَلَتْ بِوَلَدٍ كثيرٍ تَنْسُلُ. ونُسَالُ الطَّيْرِ: مَا سقَط مِنْ رِيشِهَا، وَهُوَ النُّسَالَة. وَيُقَالُ: نَسَلَ الطائرُ ريشَه يَنْسُلُ ويَنْسِلُ نَسْلًا. ونَسَلَ الوبرُ وَرِيشُ الطَّائِرِ بِنَفْسِهِ، يتعدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وَكَذَلِكَ أَنْسَلَ الطَّائِرُ ريشَه وأَنْسَلَ ريشُ الطَّائِرِ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. وأَنْسَلَتِ الإِبلُ إِذا حَانَ لَهَا أَن تَنْسُل وبرَها. ونَسَلَ الثوبُ عَنِ الرَّجُلِ: سقَط. أَبو زَيْدٍ: النَّسُولَة مِنَ الْغَنَمِ مَا يُتَّخَذ نسلُها. وَيُقَالُ: مَا لِبَنِي فُلَانٍ نَسُولَةٌ أَي مَا يُطلَب نسلُه مِنْ ذَوَاتِ الأَربع. وأَنْسَلَ الصِّلِّيانُ أَطرافَه: أَبرَزَها ثُمَّ أَلقاها. والنُّسالُ: سُنْبُل الحَليِّ إِذا يَبس وطارَ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ «2» :

أَعاشَني بعدَكَ وادٍ مُبْقِلُ،

آكُلُ مِنْ حَوْذانِه وأَنْسِلُ

وَيُرْوَى: وأُنسِل، فمَن رَوَاهُ وأَنْسِل فَمَعْنَاهُ سمِنت حَتَّى سَقَطَ عَنِّي الشَّعْرُ، وَمَنْ رَوَاهُ أُنْسِل فَمَعْنَاهُ تُنْسِل إِبلي وغنَمي. والنَّسِيلة: الذُّبالةُ، وَهِيَ الفَتِيلة فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. ونَسَلَ الْمَاشِي يَنْسِلُ ويَنْسُلُ نَسْلًا ونَسَلًا ونَسَلاناً: أَسرع؛ قال:

(1). قوله [ومُنَازِل بن فرعان] ضبط في الأصل بضم الميم، وفي القاموس بفتحها، وعبارة شرحه: هو بفتح الميم كما يقتضيه إطلاقه ومنهم من ضبطه بضمها انتهى. وفي الصاغاني: وسموا منازل ومنازلًا بفتح الميم وضمها

(2)

. قوله [أبي ذؤيب] كذا في الأصل وشرح القاموس، والذي في المحكم: ابن أبي دواد لأَبيه، ويوافقه ما نقدم للمؤلف في مادة بقل

ص: 660

عَسَلانَ الذئبِ أَمْسى قارِباً،

بَرَدَ الليلُ عَلَيْهِ فَنَسَلْ

وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

عَسٌّ أَمامَ الْقَوْمِ دَائِمُ النِّسَلْ

وَقِيلَ: أَصل النَّسلانِ لِلذِّئْبِ ثُمَّ استعمِل فِي غَيْرِ ذَلِكَ. وأَنْسَلْتُ القومَ إِذا تقدَّمتهم؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لعَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:

أَنْسَل الدِّرْعَانِ غَرْبٌ خَذِمٌ،

وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لَمْ يُدَنْ «1»

. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ

؛ قَالَ أَبو إِسحاق: يَخْرُجُونَ بِسُرْعَةٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّسَلان مِشْية الذِّئْبِ إِذا أَسرع. وَقَدْ نَسَلَ فِي العدْوِ يَنْسِلُ ويَنْسُلُ نَسْلًا ونَسَلاناً أَي أَسرع. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنهم شكَوْا إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، الضَّعْفَ فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بالنَّسْل

؛ قَالَ ابن الأَعرابي: ببسط «2» وَهُوَ الإِسراع فِي الْمَشْيِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:

أَنهم شَكَوْا إِليه الإِعْياء فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بالنَّسَلان

، وَقِيلَ:

فأَمرهم أَن يَنْسِلوا

أَي يُسْرِعُوا فِي الْمَشْيِ. وَفِي حَدِيثِ

لُقْمَانَ: وإِذا سَعى الْقَوْمُ نَسَل

أَي إِذا عَدَوْا لِغَارَةٍ أَو مَخافة أَسرع هُوَ، قَالَ: والنَّسَلان دُونَ السَّعْيِ. والنَّسَل، بِالتَّحْرِيكِ: اللَّبَنُ يَخْرُجُ بنفْسه مِنَ الإِحليل. والنَّسِيل: الْعَسَلُ إِذا ذابَ وفارَق الشَّمَع. الْمُحْكَمُ: والنَّسِيل والنَّسِيلَةُ جَمِيعًا الْعَسَلُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَيُقَالُ لِلَّبن الَّذِي يَسِيل مِنْ أَخضر التِّين النَّسَل، بِالنُّونِ، ذَكَرَهُ أَبو مَنْصُورٍ فِي أَثناء كَلَامِهِ عَلَى نَلِسَ «3». وَاعْتَذَرَ عَنْهُ أَنه أَغفله فِي بَابِهِ فأَثبته فِي هَذَا الْمَكَانِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فُلَانٌ يَنْسِلُ الوَدِيقة وَيَحْمِي الحقيقة.

نشل: نَشَل الشَّيْءَ يَنْشُلُه نَشْلًا: أَسرع نَزْعَه. ونَشَلَ اللحمَ يَنْشُلُه ويَنْشِلُه نَشْلًا وأَنْشَلَه: أَخرجه مِنَ القِدْر بِيَدِهِ مِنْ غَيْرِ مِغْرفة. وَلَحْمٌ نَشِيل: مُنْتَشَل. وَيُقَالُ: انْتَشَلْت مِنَ الْقِدْرِ نَشِيلًا فأَكلتُه. ونَشَلْت اللحمَ مِنَ الْقِدْرِ أَنْشُلُه، بِالضَّمِّ، وانْتَشَلْته إِذا انتزَعته منها. والمِنْشَل والمِنْشال: حَدِيدَةٌ فِي رأْسها عُقَّافَة يُنْشَل بِهَا اللَّحْمُ مِنَ القِدْر وَرُبَّمَا «4» ....... مِنْشَال مِنَ المَنَاشِل؛ وأَنشد:

وَلَوْ أَنِّي أَشاءُ نَعِمْتُ بَالًا،

وباكَرَني صَبُوحٌ أَو نَشِيلُ

ونَشَلَ اللحمَ يَنْشُلُه ويَنْشِلُه نَشْلًا وانْتَشَلَه: أَخذ بِيَدِهِ عُضْواً فتَناول مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ بفِيه، وَهُوَ النَّشِيل. وَفِي الْحَدِيثِ:

ذُكِر لَهُ رَجُلٌ فَقِيلَ هُوَ مِنْ أَطول أَهل الْمَدِينَةِ صَلاةً، فأَتاه فأَخذ بعَضُده فنَشَلَه نَشَلاتٍ

أَي جَذَبه جَذَبات كَمَا يَفْعَلُ مَنْ يَنْشِل اللَّحْمَ مِنَ الْقِدْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه مَرَّ عَلَى قِدْرٍ فانْتَشَل مِنْهَا عَظْماً

أَي أَخذه قَبْلَ النُّضْجِ، وَهُوَ النَّشِيل. والنَّشِيل: مَا طُبِخَ مِنَ اللَّحْمِ بغير تابِل [تابَل]، والفِعْل كالفِعْل؛ قَالَ لَقِيطُ بْنُ زُرَارَةَ:

إِنَّ الشِّواءَ والنَّشِيلَ والرُّغُفْ،

والقَيْنَةَ الحَسْناء والكَأْسَ الأُنُفْ

لِلضَّارِبِينَ الهامَ، والخيلُ قُطُفْ

اللَّيْثُ: النَّشْل لَحْمٌ يطبَخ بِلَا توابِل يَخْرُجُ مِنَ المَرَق ويُنْشَل. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ نَشِّلوا ضيفَكم وسَوِّدُوه

(1). قوله [أنسل الدرعان إلخ] هكذا في الأصل

(2)

. قوله [ببسط] هو هكذا في الأصل بدون نقط

(3)

. قوله [على نلس] هكذا في الأصل بدون نقط

(4)

. هنا بياض في الأصل قدر ثلاث كلمات

ص: 661

ولَوُّوه وسَلِّفُوه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. أَبو حَاتِمٍ: النَّشِيل مَا انْتَشَلْت بيدِك مِنْ قِدْر اللَّحْمِ بِغَيْرِ مِغْرَفة، وَلَا يَكُونُ مِنَ الشِّواء نَشِيل إِنما هُوَ مِنَ القَدِير، وَهُوَ مِنَ اللبَن سَاعَةَ يحلَب. والنَّشِيل: اللَّبَنُ سَاعَةَ يحلَب وَهُوَ صَرِيفٌ ورَغْوَته عَلَيْهِ؛ قَالَ:

عَلِقْت نَشِيلَ الضَّأْنِ، أَهْلًا ومَرْحَباً

بِخالي، وَلَا يُهْدَى لِخالك مِحْلَبُ

وَقَدْ نُشِلَ. وعضُد مَنْشُولَة ونَاشِلَة: دَقِيقَةٌ. وَفَخِذٌ نَاشِلَة: قَلِيلَةُ اللَّحْمِ، نَشَلَتْ تَنْشُلُ نُشُولًا، وَكَذَلِكَ السّاقُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنها لَمَنْشُولَةُ اللَّحْمِ؛ وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ بَعْضَ الأَعراب يَقُولُ فَخِذٌ ماشِلةٌ بِهَذَا الْمَعْنَى، وَقِيلَ: النُّشُولُ ذهابُ لَحْمِ السَّاقِ. والنَّشِيلُ: السيفُ الْخَفِيفُ الرقيقُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراه مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

نَشِيل من البِيضِ الصَّوارمِ بعد ما

تَقَضَّضَ، عَنْ سِيلانِه، كلُّ قائِم

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسَمِعْتُ الأَعراب يَقُولُونَ لِلْمَاءِ الَّذِي يُسْتَخرَج مِنَ الركِيَّة قَبْلَ حَقْنِه فِي الأَسَاقي نَشِيل. وَيُقَالُ: نَشِيلُ هَذِهِ الركيَّة طيِّبٌ، فإِذا حُقِنَ فِي السِّقَاءِ نَقَصَت عُذُوبَتُه. ونَشَلَ المرأَة يَنْشُلها نَشْلًا: نكحَها. أَبو تُرَابٍ عَنْ خَلِيفَةَ: نَشَلَتْه الحَيَّة ونَشَطَتْه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والمَنْشَلَة، بِالْفَتْحِ: مَا تَحْتَ حَلْقة الْخَاتَمِ مِنَ الإِصبع؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ، وَفِي الصِّحَاحِ: مَوْضِعُ الْخَاتَمِ مِنَ الخِنْصِر. وَيُقَالُ: تَفَقَّدِ المَنْشَلةَ إِذا توضَّأْتَ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنه: قَالَ لِرَجُلٍ فِي وُضوئه: عَلَيْكَ بالمَنْشَلَة

، يَعْنِي موضعَ الْخَاتَمِ مِنَ الخنصِر، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنه إِذا أَراد غَسْلَه نَشَلَ الخاتمَ أَي اقْتلعه ثُمَّ غَسَله.

نصل: التَّهْذِيبُ: النَّصْلُ نصلُ السَّهْمِ ونَصْلُ السيفِ والسِّكِّينِ والرمحِ، ونَصْلُ البُهْمَى مِنَ النبات ونحوه إِذا خَرَجَتْ نصالُها. الْمُحْكَمُ: النَّصْلُ حديدةُ السَّهْمِ والرمحِ، وَهُوَ حَدِيدَةُ السَّيْفِ مَا لَمْ يَكُنْ لَهَا مَقْبَض [مَقْبِض]؛ حَكَاهَا ابْنُ جِنِّي قَالَ: فإِذا كَانَ لَهَا مَقْبَض [مَقْبِض] فَهُوَ سَيْفٌ؛ وَلِذَلِكَ أَضاف الشَّاعِرُ النَّصْل إِلى السَّيْفِ فَقَالَ:

قَدْ عَلِمَتْ جَارِيَةٌ عُطْبول

أَنِّي، بنَصْل السَّيْفِ، خَنْشَلِيل

ونَصْل السَّيْفِ: حَدِيدُهُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ النصْل كُلُّ حَدِيدَةٍ مِنْ حَدَائِدِ السِّهام، وَالْجَمْعُ أَنصُل ونُصُول ونِصال. والنَّصْلانِ: النَّصْل والزُّجُّ؛ قَالَ أَعشى بَاهِلَةَ:

عِشْنا بِذَلِكَ دَهْراً ثُمَّ فارَقَنا،

كَذَلِكَ الرُّمْحُ ذُو النَّصْلَيْن ينكَسِر

وَقَدْ سمِّي الزُّجُّ وحدَه نَصْلًا. ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّصْل السَّهْمُ العريضُ الطويلُ يَكُونُ قَرِيبًا مِنْ فِتْر والمِشْقَصُ عَلَى النِّصْفِ مِنَ النَّصْل، قَالَ: وَالسَّهْمُ نَفْسُ النَّصْل، فَلَوِ التقطْتَ نَصْلًا لقلْتُ مَا هَذَا السَّهْمُ مَعَكَ؟ وَلَوِ التقطتَ قِدْحاً لَمْ أَقل مَا هَذَا السَّهْمُ مَعَكَ. وأَنْصَلُ السهمَ ونَصَّلَه: جَعَلَ فِيهِ النَّصْلَ، وَقِيلَ: أَنْصَلَه أَزال عَنْهُ النَّصْل، ونَصَّلَه ركَّب فِيهِ النَّصْل، ونَصَلَ السهمُ فِيهِ ثَبَتَ فَلَمْ يَخْرُجْ، ونَصَلْتُه أَنا ونَصَلَ خَرَجَ، فَهُوَ مِنَ الأَضداد، وأَنْصَلَه هُوَ. وَكُلُّ مَا أَخرجته فَقَدْ أَنْصَلْتَه. ابْنُ الأَعرابي: أَنْصَلْت الرمحَ ونَصَلْته جَعَلْتُ لَهُ نَصْلًا، وأَنْصَلْته نَزَعْتُ نَصْلَه. وَفِي حَدِيثِ

أَبي سُفْيَانَ: فَامَّرَطَ قُذَذُ السَّهْمِ وانْتَصَلَ

أَي سَقَطَ نَصْلُه. وَيُقَالُ:

ص: 662

أَنْصَلْت السهمَ فانْتَصَلَ أَي خَرَجَ نَصْلُه. وَفِي حَدِيثِ

أَبي مُوسَى: وإِن كَانَ لِرُمْحِك سِنان فأَنْصِلْه

أَي انزعْه. وَيُقَالُ: سَهْمٌ نَاصِل إِذا خَرَجَ مِنْهُ نَصْلُه، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا بَلِلْتُ مِنْ فُلَانٍ بأَفْوَقَ ناصِلٍ أَي مَا ظفِرت مِنْهُ بِسَهْمٍ انْكَسَرَ فُوقُه وَسَقَطَ نَصْلُه. وَسَهْمٌ نَاصِل: ذُو نَصْل، جَاءَ بِمَعْنَيَيْنِ مُتضادَّين. الْجَوْهَرِيُّ: ونَصَل السهمُ إِذا خَرَجَ مِنْهُ النَّصْل؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رَماه بأَفْوَقَ ناصِلٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

فَحُطَّ عَلَيْهَا والضُّلوعُ كأَنها،

مِنَ الخَوْفِ، أَمثالُ السِّهام النَّواصِلِ

وَقَالَ رَزِين بْنُ لُعْط:

أَلا هَلْ أَتى قُصْوَى الأَحابيشِ أَننا

رَدَدْنا بَنِي كَعْب بأَفْوَقَ نَاصِلِ؟

وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: ومَنْ رَمَى بِكُمْ فَقَدْ رَمَى بأَفْوَقَ نَاصِلٍ

أَي بِسَهم مُنْكَسِرِ الفُوق لَا نَصْل فِيهِ. وَيُقَالُ أَيضاً «1» . نَصَل السَّهْمُ إِذا ثَبَتَ نَصْلُهُ فِي الشَّيْءِ فَلَمْ يَخْرُجْ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. ونَصَّلْت السهمَ تَنْصِيلًا: نَزَعْتُ نَصْلَه، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ قَرَّدْت البعيرَ وقَذَّيْت العينَ إِذا نَزَعْتَ مِنْهَا القُراد والقَذَى، وَكَذَلِكَ إِذا ركَّبت عَلَيْهِ النَّصْل فَهُوَ مِنَ الأَضداد، وَكَانَ يُقَالُ لِرَجَب: مُنْصِل الأَلَّةِ ومُنْصِل الإِلال ومُنْصِل الأَلِّ لأَنهم كَانُوا يَنزِعون فِيهِ أَسِنَّة الرِّماح؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانُوا يُسَمُّونَ رَجَباً مُنْصِل الأَسِنَّة

أَي مخرِج الأَسِنَّة مِنْ أَماكنها، كَانُوا إِذا دَخَلَ رَجَبٌ نزَعوا أَسِنَّة الرِّماح ونِصالَ السِّهام إِبطالًا لِلْقِتَالِ فِيهِ وَقَطْعًا لأَسباب الفِتَن لحُرْمته، فَلَمَّا كَانَ سَبَبًا لِذَلِكَ سمِّي بِهِ. الْمُحْكَمُ: مُنْصِلُ الأَلِّ رَجَبٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنهم كَانُوا ينزِعون الأَسِنَّة فِيهِ إِعْظاماً لَهُ وَلَا يَغْزُون وَلَا يُغِيرُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ؛ قَالَ الأَعشى:

تَدارَكَه فِي مُنْصِل الأَلِّ بعد ما

مضَى غَيْرَ دَأْداءٍ، وَقَدْ كادَ يَذْهَبُ

أَي تَداركه فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِهِ. الْكِسَائِيُّ: أَنْصَلْت السهمَ، بالأَلف، جَعَلْتُ فِيهِ نَصْلًا، وَلَمْ يَذْكُرِ الْوَجْهَ الْآخَرَ أَن الإِنْصال بِمَعْنَى النَّزْع والإِخراج، قَالَ: وَهُوَ صَحِيحٌ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لرجبٍ مُنْصِل الأَسِنَّة. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: النَّصْل القَهَوْباة بِلَا زِجاجٍ، والقَهَوْبات السِّهامُ الصغارُ «2». ونَصَلَ فِيهِ السَّهْمُ: ثَبَتَ فَلَمْ يَخْرُجْ، وَقِيلَ: نَصَلَ خَرَجَ، وَقَالَ شِمْرٌ: لَا أَعرف نَصَلَ بِمَعْنَى ثَبت، قَالَ: ونَصَلَ عِنْدِي خَرَجَ. ونَصْلُ الغَزْلِ: مَا يَخْرُجُ مِنَ المِغْزَلِ. وَيُقَالُ للغزْل إِذا أُخْرج مِنَ المِغْزَل: نَصَل. ونَصَلَ مِنْ بَيْنِ الْجِبَالِ نُصُولًا: خَرَجَ وَظَهَرَ. ونَصَلَ فُلَانٌ مِنَ الْجَبَلِ إِلى مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا عَلَيْنَا أَي خَرَجَ. ونَصَلَ الطريقُ مِنْ مَوْضِعِ كَذَا: خَرَجَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَرَّتْ سَحَابَةٌ فَقَالَ تَنَصَّلَت هَذِهِ تَنْصُرُ بَني كَعْبٍ

أَي أَقبلت، مِنْ قَوْلِهِمْ نَصَلَ عَلَيْنَا إِذا خَرَجَ مِنْ طَرِيقٍ أَو ظَهَرَ مِنْ حِجَابٍ، وَيُرْوَى:

تَنْصَلِتُ

أَي تقصِد لِلْمَطَرِ. ونَصَلَ الحافرُ نُصُولًا إِذا خَرَجَ مِنْ مَوْضِعِهِ فَسَقَطَ كَمَا يَنْصُلُ الخِضابُ. ونَصَلَتِ اللحيةُ تَنْصُلُ نُصُولًا، ولحيةٌ نَاصِل، بِغَيْرِ هَاءٍ، وتَنَصَّلْت: خَرَجَتْ مِنَ الخِضاب؛ وقوله:

(1). قوله [ويقال أيضاً إلخ] هكذا في الأَصل، وعبارة النهاية: ويقال نَصَلَ السَّهْمُ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ النصل، ونَصَلَ أيضاً إِذا ثبت نصله انتهى. ففي الأَصل سقط

(2)

. ورد في مادة قهب أن القَهَوبات جمع. وأنّ القَهُوبات السهام الصغار واحدها قَهُوبة (راجع مادة قهب).

ص: 663

كَمَا اتَّبَعَتْ صَهْباءُ صِرْفٌ مُدامةٌ

مُشاشَ المُرَوَّى، ثُمَّ لَمَّا تَنَصَّلِ

مَعْنَاهُ لَمْ تَخرج فيَصْحو شارِبُها، وَيُرْوَى: ثُمَّ لَمَّا تَزَيَّل. ونَصَلَ الشَّعَرُ يَنْصُلُ: زَالَ عَنْهُ الخِضاب. ونَصَلَتِ اللَّسْعَةُ والحُمَةُ تَنْصُلُ: خَرَجَ سَمُّها وَزَالَ أَثَرُها؛ وَقَوْلُهُ:

ضَوْرِيةٌ أُولِعْتُ باشتِهارِها،

نَاصِلَة الحِقْوَينِ مِنْ إِزارِها

إِنما عَنَى أَن حِقْوَيْها يَنْصُلان مِنْ إِزارِها، لتسلُّطها وتَبَرُّجِها وقلَّة تثقُّفها فِي مَلَابِسِهَا لأَشَرِها وشَرَهِها. ومِعْوَلٌ نَصْل: نَصَلَ عَنْهُ نِصابُه أَي خَرَجَ، وَهُوَ مِمَّا وصِف بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

شَرِيح كحُمَّاض الثَّماني عَلَتْ بِهِ،

عَلَى راجِفِ اللَّحْيَين، كالمِعْوَل النَّصْل

وتَنَصَّلَ فُلَانٌ مِنْ ذَنْبِهِ أَي تبرَّأَ. والتَّنَصُّلُ: شِبْهُ التبرُّؤ مِنْ جِنَايَةٍ أَو ذَنْبٍ. وتَنَصَّلَ إِليه مِنَ الْجِنَايَةِ: خَرَجَ وتبرَّأَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ تَنَصَّلَ إِليه أَخوه فَلَمْ يقبَل

أَي انْتَفَى مِنْ ذَنْبِهِ وَاعْتَذَرَ إِليه. وتَنَصَّلَ الشيءَ: أَخرجه. وتَنَصَّلَه: تَخَيَّره. وتَنَصَّلُوه: أَخذوا كُلَّ شَيْءٍ مَعَهُ. وتَنَصَّلْت الشَّيْءَ واسْتَنْصَلْته إِذا اسْتَخْرَجْتَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ:

قَرْم تَنَصَّلَه مِنْ حاصِنٍ عُمَرُ

والنَّصْل: مَا أَبْرَزتِ البُهْمَى ونَدَرتْ بِهِ مِنْ أَكِمَّتها، وَالْجَمْعُ أَنْصُلٌ ونِصَال. والأُنْصُولَةُ: نَوْرُ نَصْل البُهْمَى، وَقِيلَ: هُوَ مَا يُوبِسُه الحرُّ مِنَ البُهْمَى فَيَشْتَدُّ عَلَى الأَكَلَة؛ قَالَ:

كأَنه واضِحُ الأَقْراب فِي لُقُحٍ

أَسْمَى بهنَّ، وعَزَّتْه الأَناصِيلُ

أَي عزَّت عَلَيْهِ. واسْتَنْصَل الحرُّ السَّفَا جَعَلَهُ أَناصِيل؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفَا، بَرَّحَتْ بِهِ

عِراقيَّةُ الأَقْياظِ نَجْدُ المَراتِع

وَيُرْوَى المَرابع؛ عِراقيَّة الأَقْياظ أَي تطلُب الْمَاءَ فِي القَيْظ، قَالَ غَيْرُهُ: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى العِراق الَّذِي هُوَ شَاطِئُ الْمَاءِ، وَقَوْلُهُ: نَجْدُ المَراتِع أَراد جَمْعَ نَجْديٍّ فَحَذَفَ يَاءَ النَّسَبِ فِي الْجَمْعِ، كَمَا قَالُوا زَنْجِيّ وزَنْج. وَيُقَالُ: اسْتَنْصَلَتِ الريحُ اليَبِيسَ إِذا اقتلَعَتْه مِنْ أَصله. وبُرٌّ نَصِيلٌ: نَقِيٌّ مِنَ الغَلَثِ. والنَّصِيل: حَجَرٌ طَوِيلٌ قدْرُ ذِراع يُدقُّ بِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّصِيل حَجَرٌ طَوِيلٌ رقيقٌ كَهَيْئَةِ الصَّفِيحَةِ المحدَّدة، وَجَمْعُهُ النُّصُل، وَهُوَ البِرْطِيلُ، وَيُشَبَّهُ بِهِ رأْس الْبَعِيرِ وخُرْطومه إِذا رَجَف فِي سَيْرِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ فَحْلًا:

عَرِيض أَرْآدِ النَّصِيل سَلْجَمُهْ،

لَيْسَ بلَحْيَيْه حِجامٌ يَحْجُمُهْ

وَقَالَ الأَصمعي: النَّصِيل مَا سَفَل مِنْ عَيْنَيْه إِلى خَطْمه، شبِّه بِالْحَجَرِ الطَّوِيلِ؛ وَقَالَ أَبو خِرَاشٍ فِي النَّصِيل فَجَعَلَهُ الحجَر:

وَلَا أَمْغَرُ السَّاقَيْن بَاتَ كأَنه،

عَلَى مُحْزَئِلَّات الإِكام، نَصِيلُ

وَفِي حَدِيثِ

الخُدْرِيّ: فَقَامَ النَّحَّامُ العَدَويّ يَوْمَئِذٍ وَقَدْ أَقام عَلَى صُلْبه نَصِيلًا

؛ النَّصِيلُ: حَجر طَوِيلٌ

ص: 664

مُدَمْلَك قَدْرَ شِبْرٍ أَو ذِرَاعٍ، وَجَمْعُهُ نُصُل. وَفِي حَدِيثِ

خَوَّاتٍ: فأَصاب ساقَه نَصِيل حَجَرٍ.

والنَّصِيل: الحنَك عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ. والنَّصِيل: مَفْصِل مَا بَيْنَ الْعُنُقِ والرأْس تَحْتَ اللَّحْيين، زَادَ اللَّيْثُ: مِنْ بَاطِنٍ مِنْ تَحْتِ اللَّحْيين. والنَّصِيل: الخَطْمُ. ونَصِيلُ الرأْس ونَصْله: أَعلاه. والنَّصْلُ: الرأْس بجميع ما فيه. والنَّصْلُ: طُولُ الرأْس فِي الإِبل وَالْخَيْلِ وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ للإِنسان؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ:

بِناصِلاتٍ تُحْسَبُ الفُؤُوسا «1»

قَالَ: الْوَاحِدُ نَصِيل وَهُوَ مَا تَحْتَ الْعَيْنِ إِلى الخَطْم فَيَقُولُ تَحْسَبها فؤُوساً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: النَّصِيل حَيْثُ تَصِل الجِباه. والمُنْصُل، بِضَمِّ الْمِيمِ وَالصَّادِ، والمُنْصَل: السَّيْفُ اسْمٌ لَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا نَعْرِفُ فِي الْكَلَامِ اسْمًا عَلَى مُفْعُل ومُفْعَل إِلا هَذَا، وَقَوْلُهُمْ مُنْخُل ومُنْخَل. والنَّصِيل: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الأَفوه:

تُبَكِّيها الأَرامِلُ بِالْمَآلِي،

بِداراتِ الصَّفائِح والنَّصِيلِ

نضل: نَاضَلَه مُناضَلَةً ونِضَالًا ونِيضالًا: باراهُ فِي الرَّمْي؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

لَا عَهْدَ لِي بنِيضالْ،

أَصبحتُ كالشَّنِّ البالْ

قَالَ سِيبَوَيْهِ: فِيعالٌ فِي الْمَصْدَرِ عَلَى لُغَةِ الَّذِينَ قَالُوا تحمَّل تِحْمالًا، وَذَلِكَ أَنهم يُوَفِّرون الْحُرُوفَ ويجيئُون بِهِ عَلَى مِثَالِ «2» . قَوْلِهِمْ كلَّمْتُه كِلَّاماً، وأَما ثَعْلَبٌ فَقَالَ إِنه أَشبع الْكَسْرَةَ فأَتبعها الْيَاءَ كَمَا قال الآخر «3»: أَدْنُو فأَنْظُورُ، أَتبع الضَّمَّةَ الْوَاوَ اخْتِيَارًا، وَهُوَ عَلَى قَوْلِ ثَعْلَبٍ اضْطِرَارًا. ونَضَلْته أَنْضُلُه نَضْلًا: سَبَقْتُهُ فِي الرِّماءِ. ونَاضَلْت فُلَانًا فنَضَلْته إِذا غَلَبْتَهُ. اللَّيْثُ: نَضَلَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا نَضَله فِي مُراماةٍ فَغَلَبه. وَخَرَجَ الْقَوْمُ يَنْتضِلُون إِذا اسْتَبَقوا فِي رَمْي الأَغْراض. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه مَرَّ بقومٍ يَنْتَضِلُون

أَي يَرْتَمُون بالسِّهام. يُقَالُ: انْتَضَل الْقَوْمُ وتَنَاضَلُوا أَي رَمَوْا للسَّبْق. ونَاضَلْت عَنْهُ نِضَالًا: دافَعْت. وتَنَضَّلْت الشيءَ: أَخرجته. واجْتَلْت مِنْهُمْ جَوْلًا مَعْنَاهُ الِاخْتِيَارُ أَي اخْتَرْتُ. وانْتَضَلَ سيفَه: أَخرجه. وانْتَضَلْت مِنْهُمْ نَضْلة: اخْتَرْت. وفلانٌ نَضِيلي: وَهُوَ الَّذِي يُرامِيه ويُسابِقه. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُنَاضِلُ عَنْ فُلَانٍ إِذا نَصَح عَنْهُ وَدَافَعَ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ بِعُذْرِهِ وحاجَجَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

بُعْداً لكُنّ وسُحْقاً فعَنْكُنّ كنتُ أُنَاضِل

أَي أُجادل وأُخاصِمُ وأُدافِعُ؛ وَمِنْهُ شِعْرِ أَبي طَالِبٍ يَمْدَحُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم:

كَذَبْتُم، وبَيْتِ اللهِ، يُبْزَى محمدٌ

ولَمَّا نُطاعِنْ دونَه ونُنَاضِل «4»

. وانْتَضَلَ القومُ وتَنَاضَلُوا أَي رَمَوْا للسَّبْق؛ وَمِنْهُ قِيلَ: انْتَضَلُوا بالكلام والأَشعارِ. وانْتَضَلْت

(1). قوله [بناصلات إلخ] صدره وهو لرؤبة كما في التكملة:

والصهب تمطو الحلق المعكوسا

(2)

. قوله [على مثال إلخ] هكذا في الأصل، وفي نسختين من المحكم على مثال إفعال وعلى مثال قولهم كلمته إلخ

(3)

. قوله [كما قال الآخر إلخ] في القاموس في مادة نظر:

وَأَنَّنِي حَيْثُمَا يَثْنِي الْهَوَى بَصَرِي

مِنْ حَيْثُمَا سَلَكُوا أدنو فأنظور

(4)

. قوله [يبزى] في النهاية في مادة بزي ما نصه: يُبْزَى أَيْ يُقْهَرُ وَيُغْلَبُ؛ أراد لَا يُبْزَى، فَحَذْفَ لَا مِنْ جَوَابِ الْقِسْمِ وَهِيَ مُرَادُهُ أَيْ لَا يُقْهَرُ وَلَمْ نُقَاتِلْ عَنْهُ وَنُدَافِعْ

ص: 665

رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ وانْتَضَلْت سَهْمًا مِنَ الكِنانة أَي اخْتَرْت. والمُنَاضَلَةُ: المُفاخَرة؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

مَلِكٌ تَدِينُ لَهُ الْمُلُوكُ،

وَلَا يُجاثِيه المُنَاضِل

وانْتَضَلَ القومُ إِذا تفاخَروا؛ قَالَ لَبِيدٌ:

فانْتَضَلْنا، وابنُ سَلْمى قاعدٌ

كعَتِيق الطيرِ يُغْضي ويُجَل

ابْنُ السِّكِّيتِ: انْتَضى السَّيْفَ مِنْ غِمْدِه وانْتَضَلَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وتَنَضَّلْتُ الشيءَ إِذا اسْتَخْرَجْتَهُ. وانْتِضَال الإِبل: رَمْيُها بأَيديها فِي السَّيْر. ونَضِلَ البعيرُ والرجُل نَضْلًا: هُزِل «1» . وأَعْيا، وأَنْضَلَه هُوَ. ابْنُ الأَعرابي: النَّضَل والتَّبْدِيدُ التعبُ، وَقَدْ نَضِلَ يَنْضَلُ نَضَلًا. ونَضِلَت الدَّابَّةُ: تَعِبَتْ. ونَضْلَةُ: اسْمٌ، وَهُوَ نَضْلَةُ بْنُ هَاشِمٍ، ونَضْلَة بنُ حِمار. الْجَوْهَرِيُّ: وَكَانَ هَاشِمُ بْنُ عَبْدِ مُنَافٍ يُكْنى أَبا نَضْلَةَ.

نطل: النَّطْلُ: مَا عَلَى طُعْمِ الْعِنَبِ مِنَ القِشْر. والنَّطْلُ: مَا يُرْفَع مِنْ نَقِيع الزَّبِيبِ بَعْدَ السُّلاف، وإِذا أَنْقَعْت الزَّبِيبَ فأَوّل مَا يُرْفَع مِنْ عُصارتِه هُوَ السُّلاف، فإِذا صُبَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ ثَانِيَةً فَهُوَ النَّطْل؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ الْخَمْرَ:

مِمَّا تُعَتَّق فِي الدِّنانِ كأَنها،

بِشفاهِ ناطِلِه، ذَبِيحُ غَزالِ

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: النَّأْطَل، يُهْمز وَلَا يُهْمز، القدَح الصَّغِيرُ الَّذِي يُري الخمَّارُ فِيهِ النَّمُوذَج. ابْنُ الأَعرابي: والنَّطْلُ اللَّبَنُ الْقَلِيلُ. والنَّاطِلُ: الجُرْعة مِنَ الْمَاءِ واللبنِ والنبيذِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

فَلَوْ أَنّ مَا عندَ ابنِ بُجْرةَ عندَها

مِنَ الخَمْرِ، لَمْ تَبْلُلْ لَهاتي بنَاطِل

قَوْلُهُ مِنَ الْخَمْرِ مُتَّصِلٌ بِعِنْدَ الَّتِي فِي الصِّلَةِ، وَعِنْدَهَا الثَّانِيَةُ خَبَرُ أَن، التَّقْدِيرُ: فَلَوْ أَن مَا عِنْدَ ابْنِ بُجْرَةَ مِنَ الْخَمْرِ عِنْدَهَا، فَفَصَلَ بَيْنَ الصِّلَةِ وَالْمَوْصُولِ، وَقِيلَ: النَّاطِلُ الخمرُ عامَّة. يُقَالُ: مَا بِهَا طَلٌّ وَلَا نَاطِلٌ، فالناطلُ مَا تَقَدَّمَ، والطَّلُّ اللبَن. والناطِلُ أَيضاً: الْفَضْلَةُ تَبْقَى فِي المِكْيال. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ الْمُسَيَّبِ: كَرِه أَن يُجعل نَطْلُ النَّبيذ فِي النَّبيذ ليشتدَّ بالنَّطْل

؛ هُوَ أَن يُؤْخَذَ سُلاف النَّبيذ وَمَا صَفَا مِنْهُ، فإِذا لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا العَكَر والدُّرْدِيُّ صبَّ عَلَيْهِ مَاءٌ وخُلِط بِالنَّبِيذِ الطَّريِّ ليشتدَّ. يُقَالُ: مَا فِي الدَّنِّ نَطْلة ناطِل أَي جُرْعة، وَبِهِ سُمِّيَ القدَح الصَّغِيرُ الَّذِي يَعْرِض فِيهِ الخمَّار أُنْموذَجَه ناطِلًا. والناطِلُ والناطَلُ والنَّيْطَل والنَّأْطَل: مِكْيَالُ الشَّراب وَاللَّبَنِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

تكُرُّ عَلَيْنَا بالمِزاجِ النَّيَاطِلُ

أَبو عَمْرٍو: النَّيَاطِل مَكاييل الْخَمْرِ، وَاحِدُهَا نأْطَل، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ ناطِل، بِكَسْرِ الطَّاءِ غَيْرِ مَهْمُوزٍ والأَول مَهْمُوزٌ. اللَّيْثُ: الناطِلُ مِكْيَالٌ يُكَالُ بِهِ اللَّبَنُ وَنَحْوُهُ، وَجَمْعُهُ النَّواطِل. أَبو تُرَابٍ: يُقَالُ انْتَطَلَ فُلَانٌ مِنَ الزِّقِّ نَطْلَةً وامتَطَل مَطْلة إِذا اصْطَبَّ مِنْهُ شَيْئًا يَسِيرًا. الْجَوْهَرِيُّ: النَّاطِل، بِالْكَسْرِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، كُوزٌ كَانَ يُكَالُ بِهِ الْخَمْرُ، وَالْجَمْعُ النَّيَاطِل. قال

(1). قوله [نَضْلًا هزل] ضبط في الأصل بسكون الضاد في هذا المصدر وكذا فِي نُسْخَةٍ مِنَ الْمُحْكَمِ والتهذيب، وفي أخرى من المحكم نَضَلًا بالتحريك

ص: 666

ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ الْجَمْعُ نَيَاطِل هُوَ قَوْلُ أَبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: وَالْقِيَاسُ منعُه لأَن فاعِلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فَياعِل، قَالَ: وَالصَّوَابُ أَن نَيَاطِل جَمْعُ نَيْطَل لُغَةٌ فِي الناطَل والناطِل؛ حَكَاهَا ابْنِ الأَنباري عَنْ أَبيه عَنِ الطَّوْسِيِّ. ونَطَل الخَمر: عصَرها. والنِّطْل: خُثارةُ الشَّرَابِ. والنَّيْطَل: الدَّلْوُ، مَا كَانَتْ؛ قَالَ:

ناهَبْتهم بِنَيْطَلٍ جَرُوفِ،

بِمَسْك عَنْزٍ مِنْ مُسُوك الرِّيفِ

الْفَرَّاءُ: إِذا كَانَتِ الدَّلْوُ كَبِيرَةً فَهِيَ النَّيْطَل. وَيُقَالُ: نَطَل فُلَانٌ نَفْسَهُ بِالْمَاءِ نَطْلًا إِذا صبَّ عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ يَتعالَج بِهِ. والنِّئْطِلُ والنَّيْطَلُ: الدَّاهِيَةُ. وَرَجُلٌ نَيْطَل: داهٍ. وَمَا فِيهِ نَاطِلٌ أَي شَيْءٌ. الأَصمعي: يُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ بالنِّئْطِل والضِّئْبِل، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَمْعُ النِّئْطِل نَآطِل؛ وأَنشد:

قَدْ عَلِمَ النآطِلُ الأَصْلالُ،

وعلماءُ الناسِ والجهَّالُ،

وَقْعي إِذا تَهافَتَ الرُّؤالُ

قَالَ: وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ فِي مُفْرَدِهِ:

وعَلِمْتُ أَنِّي قَدْ رُمِيتُ بِنِئْطِلٍ،

إِذْ قيلَ: صارَ مِنَ آلِ دَوْفَنَ قَوْمَسُ

دَوْفَن: قَبِيلَةٌ، وقَوْمَس: أَمير. ونطلْت رأْس الْعَلِيلِ بالنَّطول: وَهُوَ أَن تَجْعَلَ الْمَاءَ الْمَطْبُوخَ بالأَدْوية فِي كُوزٍ ثُمَّ تصبَّه عَلَى رأْسه قَلِيلًا قَلِيلًا. وَفِي حَدِيثِ

ظَبْيَانَ: وَسَقَوْهُمْ بِصَبِير النَّيْطَل

؛ النَّيْطَلُ: الموتُ وَالْهَلَاكُ، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ، والصَّبِيرُ السَّحَابُ، وَاللَّهُ أَعلم.

نعل: النَّعْل والنَّعْلةُ: مَا وَقَيْت بِهِ القدَم مِنَ الأَرض، مُؤَنَّثَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن رَجُلًا شَكَا إِليه رَجُلًا مِنَ الأَنصار فَقَالَ:

يَا خيرَ مَنْ يَمْشي بنَعْلٍ فرْدِ

قَالَ ابْنُ الأَثير: النَّعْل مُؤَنَّثَةٌ وَهِيَ الَّتِي تُلبَس فِي المَشْي تسمَّى الْآنَ تاسُومة، وَوَصَفَهَا بِالْفَرْدِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ لأَن تأْنيثها غَيْرُ حَقِيقِيٍّ، والفَرْدُ هِيَ الَّتِي لَمْ تُخْصَف وَلَمْ تُطارَق وإِنما هِيَ طاقٌ وَاحِدٌ، وَالْعَرَبُ تمدَح برقَّة النِّعال وَتَجْعَلُهَا مِنْ لِباس المُلوك؛ فأَما قَوْلُ كثيِّر:

لَهُ نَعَلٌ لَا تَطَّبِي الكَلْب رِيحُها،

وإِن وُضِعَتْ وَسْطَ المجَالس شُمَّت

فإِنه حرَّك حَرْفَ الْحَلْقِ لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهُ كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ: يَغَدُو وَهُوَ مَحَمُوم، فِي يَغْدو وَهُوَ مَحْموم، وَهَذَا لَا يُعَدُّ لُغَةً إِنما هُوَ مُتْبَع مَا قَبْلُهُ، وَلَوْ سُئِلَ رَجُلٌ عَنْ وَزْنِ يَغَدُو وَهُوَ مَحَموم لَمْ يَقُلْ إِنه يَفَعَل وَلَا مَفَعُول؛ وَالْجَمْعُ نِعَال. ونَعِلَ يَنْعَلُ نَعَلًا وتَنَعَّلَ وانْتَعَلَ: لبِس النَّعْل. والتَّنْعِيل: تَنْعِيلك حافرَ البِرْذَوْن بطَبَق مِنْ حَدِيدٍ تَقِيه الْحِجَارَةَ، وَكَذَلِكَ تَنْعِيل خفِّ الْبَعِيرِ بِالْجِلْدِ لِئَلَّا يَحفَى. ونَعْل الدَّابَّةِ: مَا وُقِيَ بِهِ حافرُها وخفُّها. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: النَّعْل الحِذاء، مُؤَنَّثَةٌ وَتَصْغِيرُهَا نُعَيْلَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ يَكُنِ الحَذَّاء أَباه تَجُدْ نَعْلاه أَي مَنْ يَكُنْ ذَا جِدّ يَبِنْ ذَلِكَ عَلَيْهِ. ونَعَلَ القومَ: وهَب لَهُمْ نِعالًا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وأَنْعَلُوا وهُمْ نَاعِلون، نَادِرٌ: كثُرتْ نِعالهم؛ عَنْهُ أَيضاً، قَالَ: وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ هَذَا إِذا أَردت أَطْعَمْتهم أَو وَهَبْت لَهُمْ قُلْتَ فَعَلْتهم

ص: 667

بِغَيْرِ أَلف، وإِذا أَردت أَن ذَلِكَ كَثُرَ عِنْدَهُمْ قُلْتَ أَفْعَلوا. وأَنْعَلَ الرجلُ دابَّتَه إِنْعَالًا، فَهُوَ مُنْعِل. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنْعَلَ الدابةَ والبعيرَ ونَعَّلَهما. وَيُقَالُ: أَنْعَلْتُ الْخَيْلَ، بِالْهَمْزَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِن غَسَّان تُنْعِل خيلَها.

وَرَجُلٌ نَاعِل ومُنْعِل: ذُو نَعْل «1» وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِابْنِ مَيَّادة:

يُشَنْظِرُ بالقَوْمِ الكِرامِ، ويَعْتَزي

إِلى شَرِّ حافٍ فِي البِلادِ ونَاعِلِ

وإِذا قُلْتَ مُنْتَعِل فَمَعْنَاهُ لابسٌ نَعْلًا، وامرأَة نَاعِلَة. وَفِي الْمَثَلِ: أَطِرِّي فإِنك نَاعِلَة؛ أَراد أَدِلِّي عَلَى الْمَشْيِ فإِنك غليظةُ الْقَدَمَيْنِ غَيْرُ مُحْتَاجَةٍ إِلى النَّعْلَيْنِ، وأَحال الأَزهري تَفْسِيرَ هَذَا الْمَثَلِ عَلَى مَوْضِعِهِ فِي حَرْفِ الطَّاءِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ «2». وَحَافِرٌ نَاعِلٌ: صُلْب، عَلَى المثَل؛ قَالَ:

يَرْكَب فَيْناهُ وقِيعاً نَاعِلا «3»

. الوَقِيعُ: الَّذِي قَدْ ضُرب بالمِيقَعة أَي المِطْرقة، يَقُولُ: قَدْ صَلُب مِنْ تَوْقِيعِ الْحِجَارَةِ حَتَّى كأَنه مُنْتَعِل. وَفَرَسٌ مُنْعَل: شديدُ الْحَافِرِ. وَيُقَالُ لِحِمَارِ الْوَحْشِ: نَاعِل، لِصَلَابَةِ حَافِرِهِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَنْعَلْت خُفِّي ودابَّتي، قَالَ: وَلَا يُقَالُ نَعَلْت. وفرسٌ مُنْعَلُ يَدِ كَذَا أَو رَجُلٌ كَذَا أَو الْيَدَيْنِ أَو الرِّجْلَيْنِ إِذا كَانَ البَياض فِي مآخِير أَرْساغِ رِجْلَيْهِ أَو يَدَيْهِ وَلَمْ يَسْتَدِرْ، وَقِيلَ: إِذا جَاوَزَ البياضُ الخاتمَ، وَهُوَ أَقلُّ وضَحِ الْقَوَائِمِ، فَهُوَ إِنْعَال مَا دَامَ فِي مؤخَّر الرُّسْغ مِمَّا يَلي الحافرَ. قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ مِنْ وَضَح الفَرس الإِنْعَال، وَهُوَ أَن يُحيط الْبَيَاضُ بِمَا فَوْقَ الْحَافِرِ مَا دَامَ فِي مَوْضِعِ الرُّسغ. يُقَالُ: فَرَسٌ مُنْعَل، قَالَ: وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ هُوَ بَيَاضٌ يَمَسُّ حَوافِرَه دُونَ أَشاعِره، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الإِنْعَال أَن يَكُونَ الْبَيَاضُ فِي مؤخَّر الرُّسْغ مِمَّا يَلي الْحَافِرَ عَلَى الأَشْعَر لَا يَعْدُوه وَلَا يَستدير، وإِذا جَاوَزَ الأَشاعر وبعضَ الأَرْساغ وَاسْتَدَارَ فَهُوَ التَّخْدِيم. وانْتَعَلَ الرجلُ الأَرض: سافرَ رَاجِلًا؛ وَقَالَ الأَزهري: انْتَعَلَ فُلَانٌ الرَّمضاء إِذا سافَر فِيهَا حَافِيًا. وانْتَعَلت المَطيُّ ظِلالها إِذا عَقَل الظلُّ نِصْفَ النَّهَارِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:

وانْتَعَلَ الظِّلَّ فَكَانَ جَوْرَبا

وَيُرْوَى: وانْتَعِلِ الظِّلّ. قَالَ الأَزهري: وانْتَعَلَ الرجلُ إِذا رَكِبَ صِلاب الأَرض وحِرارها؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

فِي كُلِّ آنٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ

ابْنُ الأَعرابي: النَّعْلُ مِنَ الأَرض والخفُّ والكُراعُ والضِّلَعُ كُلُّ هَذِهِ لَا تَكُونُ إِلا مِنَ الحَرَّة، فالنَّعْلُ مِنْهَا شبيهٌ بالنَّعْل فِيهَا ارتفاعٌ وصلابةٌ، والخُفُّ أَطول مِنَ النَّعْل، والكُراعُ أَطول مِنَ الخُفِّ، والضِّلَعُ أَطول مِنَ الكُراعِ، وَهِيَ مُلْتَوِية كأَنها ضِلَع. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: النَّعْل مِنَ الأَرض الْقِطْعَةُ الصُّلْبة الْغَلِيظَةُ شِبْهُ الأَكَمة يَبْرق حَصاها وَلَا تُنْبِتُ شَيْئًا، وَقِيلَ: هِيَ قِطْعَةٌ تَسِيلُ مِنَ الحَرَّة مُؤَنَّثَةٌ؛ قَالَ:

فِدًى لامْرئٍ، والنَّعْلُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ،

شَفَى غيْمَ نَفْسي من رؤوس الحَواثِرِ

(1). قوله [ومُنْعِل ذو نعل] هكذا ضبط في الأصل، وفي القاموس: ومنعل كمكرم ذو نعل

(2)

. قوله [وسنذكره في موضعه] هكذا في الأصل، وقد تقدم له شرح هذا المثل في مادة طرر

(3)

. قوله [يركب فيناه] هكذا في الأصل هنا بالفاء وتقدم في مادة وقع قيناه بالقاف

ص: 668

قَالَ الأَزهري: النَّعْل نَعْل الْجَبَلِ، والغَيْمُ الوَتْرُ والذَّحْلُ، وأَصله الْعَطَشُ، والحَواثِر مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، وَالْجَمْعُ نِعَال؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ قَوْمًا مُنْهَزِمِينَ:

كأَنهم حَرْشَفٌ مبْثُوث

بالحَرِّ، إِذ تَبْرُقُ النِّعَالُ»

. وأَنشد الْفَرَّاءُ:

قَوْم، إِذا اخضرَّتْ نِعَالُهمُ،

يَتَناهَقُون تَناهُقَ الحُمُرِ

وَمِنْهُ الْحَدِيثِ:

إِذا ابْتَلَّت النِّعَالُ فَالصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: النِّعَالُ جَمْعُ نَعْل وَهُوَ مَا غلُظ مِنَ الأَرض فِي صَلابة وإِنما خَصَّهَا بِالذِّكْرِ لأَن أَدنى بَلَلٍ يُنَدِّيها بِخِلَافِ الرِّخْوَة فإِنها تَنْشَف الماءَ؛ قَالَ الأَزهري: يَقُولُ إِذا مُطِرت الأَرَضون الصِّلاب فَزَلِقَتْ بِمَنْ يَمْشِي فِيهَا فصلُّوا فِي مَنازلكم، وَلَا عَلَيْكُمْ أَن لَا تَشْهَدُوا الصَّلَاةَ فِي مَسَاجِدِ الْجَمَاعَاتِ. والمَنْعَل والمَنْعَلَةُ: الأَرض الْغَلِيظَةُ اسمٌ وصفةٌ. والنَّعْلُ مِنْ جَفْن السَّيْفِ: الحديدةُ الَّتِي فِي أَسفل قِرابه. ونَعْل السَّيْفِ: حَدِيدَةٌ فِي أَسفلِ غِمْده، مُؤَنَّثَةٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

إِلى مَلِكٍ لَا تَنْصُفُ الساقَ نَعْلُهُ،

أَجَلْ لَا، وإِن كَانَتْ طِوالًا مَحامِلُهْ

وَيُرْوَى: حَمائلُهْ، وَصَفَهُ بِالطُّولِ وَهُوَ مَدْحٌ. ونَعْل السَّيْفِ: مَا يَكُونُ فِي أَسفل جَفْنِه مِنْ حَدِيدَةٍ أَو فضَّة. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ نَعْلُ سيفِ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ فِضَّة

؛ نعْلُ السَّيْفِ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي أَسفل القِراب. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: النَّعْل حَدِيدَةُ المِكْرب، وَبَعْضُهُمْ يُسَمِّيهِ السِّنَّ. والنَّعْلُ: العَقَب الَّذِي يُلْبَسه ظَهْرُ السِّيَة مِنَ الْقَوْسِ، وَقِيلَ: هي الجلدة الَّتِي عَلَى ظَهْرِ السِّيَةِ، وَقِيلَ: هِيَ جِلْدَتُهَا الَّتِي عَلَى ظَهْرِهَا كُلُّهُ. والنَّعْل: الرَّجُلُ الذَّلِيلُ يُوطَأُ كَمَا تُوطَأُ الأَرض؛ وأَنشد للقُلاخ: وَلَمْ أَكُنْ دارِجةً ونَعْلا «2» . وَبَنُو نُعَيْلَة: بَطْنٌ. قَالَ الأَزهري: إِذا قُطعت الوَدِيَّة مِنْ أُمِّها بِكَرَبها قِيلَ: ودِيَّة مُنْعَلَة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ وأَنكره الطُّوسِيُّ، وَقَالَ: صَوَابُهُ بكَرَبة، يُرِيدُ تَقْطَعُ بكَرَبةٍ مِنَ الأُمّ أَي مَعَ كَرَبة مِنْهَا، وَذَلِكَ أَن الوَدِيَّة تَكُونُ فِي أَصل النَّخْلة مَعَ أُمِّها، وأَصلها فِي الأَرض، وَتَكُونُ فِي جِذْعِ أُمِّها فإِذا قُلِعت مَعَ كَرَبةٍ مِنْ أُمِّها قِيلَ: وَدِيَّة مُنْعَلَة. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ رَمَاهُ بالمُنْعِلات أَي بِالدَّوَاهِي، وَتَرَكْتُ بَيْنَهُمُ المُنْعِلات. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لِزَوْجَةِ الرَّجُلِ هِيَ نَعْلُه ونَعْلَتُه؛ وأَنشد لِلرَّاجِزِ:

شَرُّ قَرِينٍ لِلْكَبِيرِ نَعْلَتُهْ،

تُولِغُ كلْباً سُؤْرَه أَو تَكْفِتُهْ

وَالْعَرَبُ تَكْنِي عَنِ المرأَة بالنَّعْل.

نعثل: النَّعْثَلُ: الشيخُ الأَحمقُ. وَيُقَالُ: فِيهِ نَعْثَلَةٌ أَي حُمْقٌ. والنَّعْثَلُ: الذِّيخُ وَهُوَ الذكَر مِنَ الضِّبَاعِ. ونَعْثَلَ: خَمَع. والنَّعْثَلَة: أَن يمشِيَ الرَّجُلُ مُفاجًّا ويَقْلِب قَدَمَيْه كأَنه يَغْرِفُ بهما،

(1). قوله [بالحر] تقدم في مادة حرشف بدله بالجو

(2)

. قوله [وأنشد للقلاخ إلخ] هكذا في الأصل، والشطر في التهذيب غير منسوب وعبارة الصاغاني عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ قَالَ القلاخ:

شر عبيد حسباً وأصلا

دراجة موطوءة ونعلا

ويروى دارجة

ص: 669

وَهُوَ مِنَ التبختُر. ونَعْثَل: رَجُلٌ مِنْ أَهل مِصْر كَانَ طَوِيلَ اللِّحْية، قِيلَ: إِنه كَانَ يُشْبِه عُثْمَانَ، رضي الله عنه؛ هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ، وشاتِمُو عُثْمَانَ، رضي الله عنه، يُسَمُّونَهُ نَعْثَلًا. وَفِي حَدِيثِ

عُثْمَانَ: أَنه كَانَ يَخْطُبُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَامَ رَجُلٌ فَنَالَ مِنْهُ، فَوَذَأَهُ ابنُ سَلام فاتَّذَأَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: لَا يَمْنَعَنَّك مَكَانُ ابْنِ سَلَامٍ أَن تَسُبَّ نَعْثَلًا فإِنه مِنْ شِيعته

، وَكَانَ أَعداءُ عُثْمَانَ يُسَمُّونَهُ نَعْثَلًا تَشْبِيهًا بِالرَّجُلِ المِصْريّ الْمَذْكُورِ آنِفًا. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ: اقْتُلُوا نَعْثَلًا قَتَل اللهُ نَعْثَلًا

تَعْنِي عُثْمَانَ، وَكَانَ هَذَا مِنْهَا لَمَّا غاضَبَتْه وذهبتْ إِلى مَكَّةَ، وكان عثمان إِذا نِيلَ مِنْهُ وَعِيبَ شبِّه بِهَذَا الرَّجُلِ المِصْريّ لِطُولِ لِحْيَتِهِ وَلَمْ يَكُونُوا يَجِدُونَ فِيهِ عَيْبًا غَيْرَ هَذَا. والنَّعْثَلَةُ مِثْلُ النَّقْثَلة: وَهِيَ مِشْية الشَّيْخِ. ابْنُ الأَعرابي: نَعْثَلَ الفرسُ فِي جَرْيِهِ إِذا كَانَ يَقْعُد عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ العدْوِ وَهُوَ عَيْبٌ؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ:

كُلُّ مُكِبِّ الجَرْي أَو مُنَعْثِلَهْ

وَفَرَسٌ مُنَعْثِل: يُفَرِّقُ قَوَائِمَهُ فإِذا رَفَعَهَا فكأَنما يَنْزِعها مِنْ وَحَل يَخْفِق برأْسه وَلَا تَتْبَعُهُ رجلاه.

نعدل: الأَصمعي «3» : مَرَّ فُلَانٌ مُنَعْدِلًا ومُنَوْدِلًا إِذا مَشَى مسترخياً.

نعظل: العَنْظَلة والنَّعْظَلَة، كِلَاهُمَا: العَدْوُ البَطيءُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ عنظل.

نغل: النَّغَل، بِالتَّحْرِيكِ: فَسَادُ الأَدِيم فِي دِباغه إِذا تَرَفَّت وتَفَتَّت. وَيُقَالُ: لَا خَيْرَ فِي دَبْغة عَلَى نَغْلَة. نَغِلَ الأَديمُ، بِالْكَسْرِ، نَغَلًا، فَهُوَ نَغِلٌ: فَسَدَ فِي الدَّبَّاغِ، وأَنْغَلَه هُوَ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ خُوَيْلِدٍ:

بَنِي كاهِلٍ لَا تُنْغِلُنَّ أَدِيمَها،

ودَعْ عَنْك أَفْصَى، لَيْسَ مِنْهَا أَدِيمُها

وَالِاسْمُ: النَّغْلَة. ونَغِلَ الجُرْحُ نَغَلًا: فَسَدَ، وبَرئ الجُرْحُ وَفِيهِ شَيْءٌ مِنْ نَغَلٍ أَي فسادٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

رُبَّمَا نَظَر الرجلُ نَظْرةً فَنَغِلَ قلبُه كَمَا يَنْغَلُ الأَديمُ فِي الدِّباغ فَيَتَثقَّب.

ونَغِلَ الأَديمُ إِذا عفِن وتَهَرَّى فِي الدِّبَاغِ فَيَفْسَدُ ويَهْلِك. وجَوْزةٌ نَغِلَةٌ: متَغيِّرة. وَرَجُلٌ نَغِلٌ ونَغْلٌ: فَاسِدُ النسَب، وَقِيلَ: إِن الْعَامَّةَ تَقُولُ نَغْل. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ نَغُلَ المولودُ يَنْغُلُ نُغُولَةً، فَهُوَ نَغْل. والنَّغْل: وَلَدُ الزِّنْيَة، والأُنثى نَغْلَة، والمصدرُ أَو اسمُ الْمَصْدَرِ مِنْهُ النِّغْلَة. والنَّغَلُ: الإِفسادُ بَيْنَ الْقَوْمِ والنَّميمةُ؛ قال الأَعشى يَذْكُرُ نَبَاتَ الأَرض:

يَوماً تَرَاهَا كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ

العَصْبِ، وَيَوْمًا أَدِيمُها نَغِلا

وَاسْتَشْهَدَ الأَزهري بِهَذَا الْبَيْتِ عَلَى قَوْلِهِ نَغِلَ وجهُ الأَرض إِذا تهشَّم مِنَ الجُدوبة. وَفِيهِ نَغَلَةٌ أَي نميمةٌ. وأَنْغَلَهم حَدِيثًا سمعَه: نَمَّ إِليهم بِهِ. ونَغِلَ قلبُه أَي ضَغِن. يُقَالُ: نَغِلَتْ نِيَّاتُهم أَي فسدتْ.

نغبل: النُّغْبُول والغُنْبُول: طَائِرٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ بثبت.

نفل: النَّفَل، بِالتَّحْرِيكِ: الغنيمةُ والهبةُ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

إِنَّ تَقْوَى رَبِّنا خيرُ نَفَلْ،

وبإِذْنِ اللهِ رَيْثي والعَجَلْ

(3). قوله [نعدل الأَصمعي إلخ] هذه المادة في الأَصل بالعين المهملة بعد النون. وأتي بها في القاموس بالغين المعجمة بعد النون أيضاً لكن نبه شارحه على أنه بالعين المهملة، والذي في الصاغاني هو ما ذكره المجد، وأما الذي في التهذيب فهو معندلًا بالعين قبل النون

ص: 670

وَالْجَمْعُ أَنْفَال ونِفَال؛ قَالَتْ جَنُوب أُخت عَمْرو ذِي الكَلْب:

وَقَدْ عَلِمَتْ فَهْمُ عِنْدَ اللِّقاء،

بأَنهمُ لَكَ كَانُوا نِفَالا

نَفَّلَه نَفَلًا وأَنْفَلَه إِيَّاه ونَفَلَه، بِالتَّخْفِيفِ، ونفَّلْت فُلَانًا تَنْفِيلًا: أَعطيته نَفَلًا وغُنْماً. وَقَالَ شَمِرٌ: أَنفَلْت فُلَانًا ونَفَلْته أَي أَعطيته نافِلة مِنَ الْمَعْرُوفِ. ونَفَّلْته: سوَّغت لَهُ مَا غَنِم؛ وأَنشد:

لَمَّا رأَيت سَنَةَ جَمادَى،

أَخَذْتُ فَأْسي أَقْطَعُ القَتادا،

رَجَاءَ أَن أُنفِلَ أَو أَزْدادَا

قَالَ: أَنشدَتْه العُقَيْليَّة فَقِيلَ لَهَا مَا الإِنْفَال؟ فَقَالَتْ: الإِنْفَال أَخذُ الفأْس يَقْطَعُ القَتادَ لإِبِله لأَن يَنْجُوَ مِنَ السَّنَة فَيَكُونَ لَهُ فَضْل عَلَى مَنْ لَمْ يَقْطَعِ القَتاد لإِبله. ونَفَّلَ الإِمامُ الجُنْدَ: جَعَلَ لَهُمْ مَا غَنِمُوا. والنَّافِلَةُ: الْغَنِيمَةُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

فإِنْ تَكُ أُنْثَى مِنْ مَعَدٍّ كَرِيمَةً

عَلَيْنَا، فَقَدْ أَعطيت نَافِلَة الفَضْل

وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ

؛ يُقَالُ الغَنائم، واحدُها نَفَل، وإِنما سأَلوا عَنْهَا لأَنها كَانَتْ حَرَامًا عَلَى مَن كَانَ قَبْلَهُمْ فأَحلَّها اللَّهُ لَهُمْ، وَقِيلَ أَيضاً: إِنه، صلى الله عليه وسلم، نَفَّلَ فِي السَّرايا فكَرِهُوا ذَلِكَ؛ فِي تأْويله: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ، كَذَلِكَ تُنَفِّلُ مَنْ رأَيتَ وإِن كَرِهُوا، وَكَانَ سيدُنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جعلَ لكلِّ مَنْ أَتَى بأَسِير شَيْئًا فَقَالَ بعضُ الصَّحَابَةِ: يَبْقَى آخرُ النَّاسِ بِغَيْرِ شَيْءٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وجِماعُ مَعْنَى النَّفَل والنَّافِلَة مَا كَانَ زِيَادَةً عَلَى الأَصل، سمِّيت الغنائمُ أَنْفَالًا لأَن الْمُسْلِمِينَ فُضِّلوا بِهَا عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ الَّذِينَ لَمْ تحلَّ لَهُمُ الغَنائم. وصلاةُ التطوُّع نَافِلةٌ لأَنها زِيَادَةُ أَجْرٍ لَهُمْ عَلَى مَا كُتِبَ لَهُمْ مِنْ ثَوَابِ مَا فُرِضَ عَلَيْهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ:

ونَفَّلَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، السَّرَايا فِي البَدْأَةِ الرُّبُعَ وَفِي القَفْلة الثُّلُثَ، تَفْضِيلًا لَهُمْ عَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ أَهل الْعَسْكَرِ بِمَا عانَوْا مِنْ أَمر العَدُوِّ، وقاسَوْهُ مِنَ الدُّؤُوب والتَّعَبِ، وَبَاشَرُوهُ مِنَ القِتال وَالْخَوْفِ.

وكلُّ عطيَّةٍ تَبَرَّع بِهَا مُعطيها مِنْ صدقةٍ أَو عملِ خَيْرٍ فَهِيَ نَافِلَةٌ. ابْنُ الأَعرابي: النَّفَل الغنائمُ، والنَّفَل الْهِبَةُ، والنَّفَل التطوُّع. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَنَفَّلَ فُلَانٌ عَلَى أَصحابه إِذا أَخذ أَكثر مِمَّا أَخذوا عِنْدَ الْغَنِيمَةِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ. نَفَّلْتُ فُلَانًا عَلَى فُلَانٍ أَي فضَّلته. والنَّفَل، بِالتَّحْرِيكِ: الْغَنِيمَةُ، والنَّفْل، بِالسُّكُونِ وَقَدْ يُحَرَّكُ: الزِّيَادَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه بَعَثَ بَعْثاً قِبَل نَجْد فبلغتْ سُهْمانُهم اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا ونَفَّلَهم بَعِيرًا بَعِيرًا

أَي زَادَهَمْ عَلَى سِهامهم، وَيَكُونُ مِنْ خُمْس الخُمْسِ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا نَفَل فِي غَنيمةٍ حَتَّى يُقسَم جَفَّةً كُلُّهَا

أَي لَا ينفِّل مِنْهَا الأَمير أَحداً مِنَ المُقاتِلة بَعْدَ إِحْرازها حَتَّى يُقْسَمَ كُلُّهَا، ثُمَّ ينفِّله إِن شَاءَ مِنَ الْخُمُسِ، فأَما قَبْلَ القِسْمة فَلَا، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ النَّفَل والأَنْفال فِي الْحَدِيثِ، وَبِهِ سمِّيت النَّوَافِل فِي العِبادات لأَنها زَائِدَةٌ عَلَى الفَرائض. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا يَزَالُ العَبْد يتقرَّب إِليّ بالنَّوَافِل.

وَفِي حَدِيثِ قِيامِ رَمَضَانَ:

لَوْ نَفَّلْتنا بقيَّة ليلتِنا هَذِهِ

أَي زِدْتنا مِنْ صَلَاةِ النَّافِلَةِ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:

إِنّ المَغانِمَ كَانَتْ محرَّمة عَلَى الأُمَمِ فنَفَّلَها اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الأُمة

أَي زَادَهَا. والنَّافِلَةُ:

ص: 671

العطيَّة عَنْ يدٍ. والنَّفْل والنَّافِلَةُ: مَا يَفْعَلُهُ الإِنسان مِمَّا لَا يَجِبُ عَلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ

؛ النَّفْل والنَّافِلَةُ: عَطِيَّةُ التطوُّع مِنْ حَيْثُ لَا يَجِبُ، وَمِنْهُ نَافِلَةُ الصَّلَاةِ. والتَّنَفُّل: التطوُّع. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَيْسَتْ لأَحد نَافِلَة إِلَّا لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَدْ غفر لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تأَخَّر فعمَلُه نَافِلَةٌ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هَذِهِ نَافِلَةٌ زِيَادَةٌ لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، خَاصَّةً لَيْسَتْ لأَحد لأَن اللَّهَ تَعَالَى أَمره أَن يَزْدَادَ فِي عِبَادَتِهِ عَلَى مَا أَمرَ بِهِ الخلْق أَجمعين لأَنه فضَّله عَلَيْهِمْ، ثُمَّ وَعَدَهُ أَن يبعَثَه مَقاماً مَحْمُودًا وصحَّ أَنه الشَّفَاعَةُ. وَرَجُلٌ كَثِيرُ النَّوَافِل أَي كثيرُ العَطايا والفَواضِل؛ قَالَ لَبِيدٌ:

لِلَّهِ نَافِلَةُ الأَجَلِّ الأَفْضَلِ

قَالَ شَمِرٌ: يُرِيدُ فَضْل مَا ينفِّل مِنْ شَيْءٍ. ونَفَّلَ غيرَه يُنَفِّلُ أَي فضَّله عَلَى غَيْرِهِ. والنَّافِلَةُ: ولدُ الولدِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن الأَصلَ كَانَ الْوَلَدَ فَصَارَ ولدُ الولدِ زِيَادَةً عَلَى الأَصل؛ قَالَ اللَّهُ عز وجل فِي قِصَّةِ إِبراهيم، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً

؛ كأَنه قَالَ وَهَبْنَا لإِبراهيم إِسحاقَ فَكَانَ كالفَرْضِ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَيَعْقُوبَ نافِلَةً

، فالنَّافِلَةُ ليعقوبَ خَاصَّةً لأَنه ولدُ الْوَلَدِ أَي وَهَبْنَا لَهُ زِيَادَةً عَلَى الفَرْض لَهُ، وَذَلِكَ أَن إِسحاقَ وُهِبَ لَهُ بدُعائه وزِيدَ يَعْقُوبُ تفضُّلًا. والنَّوْفَلُ: الْعَطِيَّةُ. والنَّوْفَل: السيِّدُ المِعْطاءُ يشبَّهان بِالْبَحْرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَن النَّوْفَل البَحْرُ وَلَا نصَّ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ أَعني أَنهم لَمْ يصرِّحوا بِذَلِكَ بأَن يَقُولُوا النَّوْفَل الْبَحْرُ. أَبو عَمْرٍو: هُوَ اليَمُّ والقَلَمَّسُ والنَّوْفَلُ والمُهْرُقانُ والدَّأْمَاءُ وخُضَارَةُ والأَخْضَرُ والعُلَيْم «1» . والخَسِيفُ. والنَّوْفَلُ: الْبَحْرُ «2» . التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْكَثِيرِ النَّوَافِل وَهِيَ العَطايا نَوْفَل؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَمْدَحُ رَجُلًا:

غِياثُ المَضُوعِ رِئَابُ الصُّدُوع،

لأْمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ

يَعْنِي الْمَذْكُورَ، ضاعَني أَي أَفْزَعَني. قَالَ شَمِرٌ: الزُّفَر القَويّ عَلَى الحَمالات، والنَّوْفَل الْكَثِيرُ النَّوافِل، وَقَوْمٌ نَوْفَلون. والنَّوْفَلُ: الْعَطِيَّةُ تشبَّه بِالْبَحْرِ. والنَّوْفَل: الرَّجُلُ الكثيرُ الْعَطَاءِ؛ وأَنشد لأَعشى بَاهِلَةَ:

أَخُو رَغائِبَ يُعْطِيها ويَسْأَلُها،

يأْبَى الظُّلامَةَ مِنْهُ النَّوْفَلُ الزُّفَرُ

قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَوْلُهُ مِنْهُ النَّوْفَل الزُّفَر؛ النَّوْفَل: مَنْ يَنْفِي عَنْهُ الظلْمَ مِنْ قَوْمِهِ أَي يَدْفعه. والنَّوْفَلة: المَمْحَلةُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: المَمْلَحةُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف النَّوْفلة بِهَذَا الْمَعْنَى. وانْتَفَلَ مِنَ الشَّيْءِ: انْتَفى وتبرَّأَ مِنْهُ. أَبو عُبَيْدٍ: انْتَفلْت مِنَ الشَّيْءِ وانْتَفَيْت مِنْهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ كأَنه إِبدال مِنْهُ؛ قَالَ الأَعشى:

لَئِنْ مُنِيتَ بِنَا عَنْ جِدِّ مَعْرَكة،

لَا تُلْفِنا عَنْ دِماءِ الْقَوْمِ نَنْتَفِلُ

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ فُلَانًا انْتَفَلَ مِنْ وَلَده

أَي تبرَّأَ مِنْهُ. قَالَ اللَّيْثُ: قَالَ لِي فُلَانٌ قَوْلًا فانْتَفَلْت مِنْهُ أَي أَنكرت أَن أَكون فَعَلْته؛

(1). قوله [والعليم] هكذا في الأصل مضبوطاً، والذي في القاموس: العيلم أي كحيدر

(2)

. قوله [والنَّوْفَل البحر] كذا في الأصل وهو مستغنى عنه

ص: 672

وأَنشد للمتَلَمِّس:

أَمُنْتَفِلًا مِنْ نَصْرِ بُهْثَةَ دَائِبًا؟

وتَنْفُلُني مِنْ آلِ زَيْدٍ فَبِئْسما

قَالَ أَبو عَمْرٍو: تَنْفُلُني تَنْفِيني. والنَّافِلُ: النَّافِي. وَيُقَالُ: انْتَفَلَ فُلَانٌ إِذا اعْتَذَرَ. وانْتَفَلَ: صَلَّى النَّوافِل. وَيُقَالُ: نَفَّلْت عَنْ فُلَانٍ مَا قِيلَ فِيهِ تَنْفِيلًا إِذا نَضَحْت عَنْهُ ودَفَعْتَه. وَفِي حَدِيثِ القَسامة:

قَالَ لأَولِياء المَقْتول: أَتَرْضَوْن بِنَفْل خَمْسين مِنَ الْيَهُودِ مَا قَتَلُوه؟

يُقَالُ: نَفَّلْته فنَفَلَ أَي حلَّفته فحلَف. ونَفَلَ وانْتَفَلَ إِذا حلَف. وأَصل النَّفْل النَّفْي. يُقَالُ: نَفَلْت الرجلَ عَنْ نسَبه. وانْفُلْ عَنْ نَفْسِكَ إِن كُنْتَ صَادِقًا أَي انْفِ مَا قِيلَ فِيكَ، وَسُمِّيَتِ الْيَمِينُ فِي الْقَسَامَةِ نَفْلًا لأَنَّ القِصاص يُنْفَى بِهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وجهه: لَوَدِدْتُ أَنَّ بَنِي أُمَيَّة رَضُوا ونَفَّلْناهم خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ يَحْلِفُون مَا قَتَلْنا عُثْمَانَ وَلَا نَعْلَمُ لَهُ قاتِلًا

؛ يُرِيدُ نَفَّلْنا لَهُمْ. وأَتَيْتُ أَتَنَفَّله أَي أَطلبه؛ عَنِ ثَعْلَبٍ. وأَنْفَلَ لَهُ: حلَف. والنَّفَل: ضرْب مِنْ دِقِّ النَّبَاتِ، وَهُوَ مِنْ أَحْرار البُقول تنبُت مُتَسَطِّحةً وَلَهَا حَسَك يَرْعاه القَطا، وَهِيَ مِثْلُ القَثِّ لَهَا نَوْرةٌ صفراءُ طيبةُ الرِّيحِ، وَاحِدَتُهُ نَفَلةٌ، قَالَ: وبالنَّفَل سُمِّيَ الرَّجُلُ نُفَيْلًا؛ الْجَوْهَرِيُّ: النَّفَل نَبْتٌ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ هُوَ الْقُطَامِيُّ:

ثُمَّ استمرَّ بِهَا الحادِي، وجَنَّبها

بَطْنَ الَّتِي نَبْتُها الحَوْذانُ والنَّفَلُ

وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فِي لَيَالِي الشَّهْرِ ثَلَاثٌ غُرَر، وَذَلِكَ أَول مَا يَهِلُّ الْهِلَالُ، سمِّين غُرَراً لأَن بياضَها قَلِيلٌ كغرَّة الْفَرَسِ، وَهِيَ أَقل مَا فِيهِ مِنْ بَيَاضِ وَجْهِهِ، وَيُقَالُ لِثَلَاثِ لَيَالٍ بَعْدَ الغُرَر: نُفَل، لأَن الغُرَر كَانَتِ الأَصل وَصَارَتْ زِيَادَةُ النُّفَل زِيَادَةً عَلَى الأَصل، وَاللَّيَالِي النُّفَل هِيَ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ وَالْخَامِسَةُ وَالسَّادِسَةُ مِنَ الشَّهْرِ. والنَّوْفَلِيَّة: ضرْب مِنَ الامتِشاط؛ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي عَنِ الْفَارِسِيِّ؛ وأَنشد لجِران العَوْد:

أَلا لَا تَغُرَّنَّ امْرَأً نَوْفَلِيَّةٌ

عَلَى الرأْسِ بَعْدِي، والترائبُ وُضَّحُ

وَلَا فاحِمٌ يُسْقى الدِّهانَ، كأَنه

أَساوِدُ يَزْهاها مَعَ اللَّيْلِ أَبْطَحُ

وَكَذَلِكَ رُوِيَ: يَغُرَّنَّ، بِلَفْظِ التَّذْكِيرِ، وَهُوَ أَعذر مِنْ قَوْلِهِمْ حَضَرَ القاضيَ امرأَةٌ لأَن تأْنيث المِشْطة غَيْرُ حَقِيقِيٍّ. التَّهْذِيبُ: والنَّوْفَلِيَّة شَيْءٌ يتَّخذه نساءُ الأَعراب مِنْ صُوفٍ يَكُونُ فِي غِلَظٍ أَقل مِنَ الساعِد، ثُمَّ يُحْشى وَيُعْطَفُ فَتَضَعُهُ المرأَة عَلَى رأْسها ثُمَّ تَخْتَمِرُ عَلَيْهِ، وأَنشد قَوْلَ جِران العَوْد. وَفِي حَدِيثِ

أَبي الدَّرْداء: إِياكم والخَيْلَ المنَفِّلة الَّتِي إِن لَقِيَتْ فَرَّتْ وإِن غَنِمت غَلَّتْ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَنه مِنَ النَّفَل الغنيمةِ أَي الَّذِينَ قصدُهم مِنَ الغَزْو الغنيمةُ والمالُ دُونَ غَيْرِهِ، أَو مِنَ النَّفْل وَهُمُ المُطَّوِّعة المتبرِّعون بالغَزْوِ الَّذِينَ لَا اسمَ لَهُمْ فِي الدِّيوان فَلَا يقاتِلون قِتالَ مَنْ لَهُ سَهْم، قَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ أَبي مُوسَى مِنْ حَدِيثِ

أَبي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: وَالَّذِي جَاءَ فِي مُسْنَدِ أَحمد مِنْ رِوَايَةِ أَبي هُرَيْرَةَ أَن رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِياكم والخيلَ المُنَفِّلَة، فإِنها إِن تَلْقَ تَفِر، وإِن تَغْنَم تَغْلُلْ

؛ قَالَ: وَلَعَلَّهُمَا حَدِيثَانِ. ونَوْفَل ونُفَيْل: اسمان.

ص: 673

نقل: النَّقْلُ: تحويلُ الشَّيْءِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ، نَقَله يَنْقُلُه نَقْلًا فانْتَقَلَ. والتَّنَقُّل: التحوُّل. ونَقَّلَه تَنْقِيلًا إِذا أَكثر نَقْلَهُ. وَفِي حَدِيثِ

أُم زَرْعٍ: لَا سَمِين فيَنْتَقِل

أَي ينقُله النَّاسُ إِلى بُيُوتِهِمْ فيأْكلونه. والنُّقْلَة: الِاسْمُ مِنَ انتِقال الْقَوْمِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ، وَهَمْزَةُ النَّقْل الَّتِي تَنْقُل غَيْرَ المتعدِّي إِلى المتعدِّي كَقَوْلِكَ قَامَ وأَقَمْتُه، وَكَذَلِكَ تشديدُ النَّقْل هُوَ التضعيفُ الَّذِي يَنْقُل غَيْرَ الْمُتَعَدِّي إِلى الْمُتَعَدِّي كَقَوْلِكَ غَرِم وغَرَّمْتُه وفَرِح وفَرَّحْته. والنُّقْلَة: الانتِقال. والنُّقْلَة: النمِيمةُ تنْقُلها. والنَّاقِلةُ مِنْ نَوَاقِل الدَّهْرِ: الَّتِي تنقُل قَوْمًا مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ. والنَّواقِلُ مِنَ الخَراج: مَا يُنْقَل مِنْ قَرْيَةٍ إِلى أُخرى. والنَّوَاقِلُ: قَبائل تَنتَقِل مِنْ قَوْمٍ إِلى قَوْمٍ. والنَّاقِلَةُ مِنَ النَّاسِ: خلافُ القُطَّان. والنَّاقِلَةُ: قبيلةٌ تَنْتَقِلُ إِلى أُخرى. التَّهْذِيبُ: نَوَاقِل الْعَرَبِ مَنِ انتقَل مِنْ قَبِيلَةٍ إِلى قَبِيلَةٍ أُخرى فانتَمى إِليها. والنَّقلُ: سُرْعَةُ نَقْل الْقَوَائِمِ. وَفَرَسٌ مِنْقَل أَي ذُو نَقَل وَذُو نِقال. وَفَرَسٌ مِنْقَل ونَقَّال ومُناقِل: سَرِيعُ نَقْل الْقَوَائِمِ، وإِنه لَذُو نَقِيل. والتَّنْقِيل: مِثْلُ النَّقَل؛ قَالَ كَعْبٌ:

لَهُنَّ، مِنْ بعدُ، إِرْقالٌ وتَنْقِيلُ

والنَّقِيلُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ وَهُوَ المُداومة عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: انتَقَلَ سَارَ سَيْرًا سَرِيعًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

لَوْ طَلَبونا وجَدُونا نَنْتَقِلْ،

مثلَ انْتِقَال نَفَرٍ عَلَى إِبِلْ

وَقَدْ نَاقَلَ مُنَاقَلَةً ونِقَالًا، وَقِيلَ: النِّقَالُ الرَّدَيان وَهُوَ بَيْنٌ العدْو والخَبَبِ. وَالْفَرَسُ يُناقِل فِي جَرْيه إِذا اتَّقى فِي عَدْوه الْحِجَارَةَ. ومُنَاقَلَةُ الْفَرَسِ: أَن يَضَعَ يدَه وَرِجْلَهُ عَلَى غَيْرِ حجَر لحسْن نَقْلِه فِي الْحِجَارَةِ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

مِنْ كُلِّ مُشْتَرِفٍ، وإِن بَعُدَ المَدى،

ضَرِمِ الرَّقاقِ مُناقِلِ الأَجْرالِ

وأَرض جَرِلةٌ: ذاتُ جَراوِل وغِلظ وَحِجَارَةٍ. والمُنَقِّلَة، بِكَسْرِ الْقَافِ، مِنَ الشِّجاج: الَّتِي تُنَقِّل الْعَظْمَ أَي تُكَسِّرُهُ حَتَّى يَخْرُجُ مِنْهَا فَراشُ العِظام، وَهِيَ قُشور تَكُونُ عَلَى العَظْم دُونَ اللَّحْمِ. ابْنُ الأَعرابي: شَجَّة مُنَقِّلَة بَيِّنة التَّنْقِيل، وَهِيَ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهَا كِسَرُ العِظام، وَوَرَدَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ قَالَ: وَهِيَ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا صِغار العِظام وتنتَقِل عَنْ أَماكنها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُنَقِّلُ الْعَظْمَ أَي تُكَسِّرُهُ، وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ جَنْبة: المنقِّلَة الَّتِي تُوضِح الْعَظْمَ مِنْ أَحد الْجَانِبَيْنِ وَلَا توضِحه مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، وَسُمِّيَتْ منقِّلة لأَنها تَنْقُل جانِبَها الَّذِي أَوْضَحَتْ عظمَه بالمِرْوَد، والتَّنْقِيل: أَن يَنْقُلَ بالمِرْوَد لِيَسْمَعَ صَوْتَ الْعَظْمِ لأَنه خَفِيٌّ، فإِذا سَمِعَ صَوْتَ الْعَظْمِ كَانَ أَكثر لنَذْرِها وَكَانَتْ مثلَ نِصْفِ المُوضِحة؛ قَالَ الأَزهري: وَكَلَامُ الْفُقَهَاءِ هُوَ أَول مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَنها الَّتِي تنقِّل فَراشَ العِظام، وَهُوَ حِكَايَةُ أَبي عُبَيْدِ عَنِ الأَصمعي، وَهُوَ الصَّوَابُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ الأَكثر عِنْدَ أَهل اللُّغَةِ المُنَقَّلَة، بِفَتْحِ الْقَافِ. والمَنْقَلَةُ: المَرْحلة مِنْ مَراحل السَّفَرِ. والمَناقِل: المَراحِل. والمَنْقَلُ: الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ. والمَنْقَل: طَرِيقٌ مختصَر. والنَّقْل: الطريق المختصر. والنَّقَل: الْحِجَارَةُ كالأَثافِيِّ والأَفْهار، وَقِيلَ: هِيَ الْحِجَارَةُ الصِّغار، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَبْقَى مِنَ الْحَجَرِ إِذا اقتُلِع، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَقِيَ مِنَ الْحِجَارَةِ إِذا قُلِع جبَل وَنَحْوُهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَبْقَى مِنْ حجَر الحِصْن أَو الْبَيْتِ إِذا هُدِم،

ص: 674

وَقِيلَ: هُوَ الْحِجَارَةُ مَعَ الشَّجَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ عَلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، النَّقَل

؛ هُوَ بِفَتْحَتَيْنِ صِغار الْحِجَارَةِ أَشباه الأَثافيّ، فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ أَي مَنْقول. ونَقِلَتْ أَرضُنا فَهِيَ نَقِلَة: كَثُرَ نَقَلُها؛ قَالَ:

مَشْيَ الجُمَعْلِيلةِ بالحَرْفِ النَّقِلْ

وَيُرْوَى: بالجُرْف، بِالْجِيمِ. وأَرضٌ مَنْقَلة: ذاتُ نَقَل. وَمَكَانٌ نَقِلٌ، بِالْكَسْرِ عَلَى النَّسَبِ، أَي حَزْنٌ. وأَرض نَقِلَةٌ: فِيهَا حِجَارَةٌ، والحجارةُ الَّتِي تَنْقُلُها قوائمُ الدَّابَّةِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ نَقِيلٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

يُنَاقِلْنَ النَّقِيلَ، وهُنّ خُوصٌ

بغُبْر البِيد خاشعةِ الخُرومِ

وَقِيلَ: يَنْقُلْن نَقِيلَهنّ أَي نِعالَهنّ. والنَّقْلَةُ والنَّقْلُ والنِّقْلُ والنَّقَلُ: النَّعْلُ الخَلَقُ أَو الخفُّ، وَالْجَمْعُ أَنْقَال ونِقَال؛ قَالَ:

فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقَالِ

يَعْنِي نَبَاتًا مُتهَدِّلًا مِنْ نَعْمته، شبَّهه فِي تَهَدُّلِه بالنعْل الخَلَق الَّتِي يجرُّها لَابِسُهَا. والمَنْقَلَةُ: كالنَّقْلِ. والنَّقائِلُ: رِقاعُ النَّعل والخُفِّ، وَاحِدَتُهَا نَقِيلَة. والنَّقِيلَة أَيضاً: الرُّقْعة الَّتِي يُنْقَل بِهَا خفُّ الْبَعِيرِ مِنْ أَسفله إِذا حَفِيَ ويُرْقَع، وَالْجَمْعُ نَقَائِل ونَقِيلٌ. وَقَدْ نَقَلَه وأَنْقَلَ الخُفَّ والنعلَ ونَقَلَه ونَقَّلَه: أَصلحه، وَنَعْلٌ مُنَقَّلة. قَالَ الأَصمعي: فإِن كَانَتِ النَّعْلُ خلَقاً قِيلَ نِقْل، وَجَمْعُهُ أَنْقَال. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ نَقَلٌ ونِقْلٌ، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: نَعْلٌ نَقْلٌ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: مَا مِنْ مُصَلًّى لامرأَة أَفضَل مِنْ أَشدّ مَكَانًا فِي بَيْتِهَا ظُلمةً إِلَّا امرأَة قَدْ يَئِسَتْ مِنَ البُعُولة فَهِيَ فِي مَنْقَلِها

؛ قَالَ الأُموي: المَنْقَل الْخُفُّ؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ:

وَكَانَ الأَباطِحُ مِثْلَ الأَرِينِ،

وشُبِّه بالحِفْوَةِ المَنْقَلُ

أَي يُصيب صاحبَ الخُفِّ مَا يُصيب الْحَافِيَ مِنَ الرَّمْضاءِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَوْلَا أَن الرِّوَايَةَ فِي الْحَدِيثِ وَالشِّعْرِ اتَّفقا عَلَى فَتْحِ الْمِيمِ مَا كَانَ وَجْهُ الْكَلَامِ فِي المَنْقَل إِلَّا كَسْرَ الْمِيمِ. وَقَالَ ابنُ بُزُرْج: المَنْقَلُ فِي شِعْرِ لَبِيدٍ الثَّنِيَّة، قَالَ: وَكُلُّ طَرِيقٍ مَنْقَل؛ وأَنشد:

كَلَّا وَلَا، ثُمَّ انْتَعَلْنا المَنْقَلا

قِتْلَيْن مِنْهَا: نَاقَةً وجَمَلا،

عَيْرانةً وماطِلِيّاً أَفْتَلا

قَالَ: وَيُقَالُ لِلْخُفَّيْنِ المَنْقَلان، وللنَّعْلين المَنْقَلان. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْخُفِّ المَنْدَل والمِنْقَل، بِكَسْرِ الْمِيمِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي كِتَابِ الرَّمَكِيِّ بِخَطِّ أَبي سَهْلٍ الهرَوي: فِي نَصِّ حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: مَنْ أَشد مكانٍ

، بِالْخَفْضِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. الْفَرَّاءُ: نَعْلٌ مُنَقَّلة مطرَّقة، فالمُنَقَّلَة الْمَرْقُوعَةُ، والمُطَرَّقة الَّتِي أُطبق عَلَيْهَا أُخرى. وَقَالَ نُصير لأَعرابي: ارْقَع نَقْلَيْك أَي نَعْلَيْك. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ جَاءَ فِي نَقْلَيْن لَهُ ونِقْلَيْن لَهُ. ونَقَلَ الثوبَ نَقْلًا: رَقَعه. والنِّقْلَة: المرأَة تُتْرَك فَلَا تُخْطَبُ لكِبَرها. والنَّقِيلُ: الْغَرِيبُ فِي الْقَوْمِ إِن رافَقهم أَو جاوَرهم، والأُنثى نَقِيلَة ونَقِيل؛ قَالَ وَزَعَمُوا أَنه لِلْخَنْسَاءِ:

تركْتَني وَسْطَ بَني عَلَّةٍ،

كأَنَّني بعْدَك فِيهِمْ نَقِيلْ

ص: 675

وَيُقَالُ: رَجُلٌ نَقِيل إِذا كَانَ فِي قَوْمٍ لَيْسَ مِنْهُمْ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: إِنه ابْنُ نَقِيلَة لَيْسَتْ مِنَ الْقَوْمِ أَي غَرِيبَةٍ. ونَقَلَةُ الْوَادِي: صوتُ سَيْله، يُقَالُ: سَمِعْتُ نَقَلَة الْوَادِي وَهُوَ صَوْتُ السَّيْلِ. والنَّقيل: الأَتيُّ وَهُوَ السَّيْلُ الَّذِي يَجِيءُ مِنْ أَرض مُطِرَت إِلى أَرض لَمْ تمطَر؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والنَّقَل فِي الْبَعِيرِ: دَاءٌ يُصِيبُ خفَّه فيتخَرَّق. والنَّقِيلُ: الطَّرِيقُ، وَكُلُّ طَرِيقٍ نَقِيل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو عَمْرٍو:

لمَّا رأَيت بسُحْرة إِلْحاحها،

أَلْزَمْتها ثَكَمَ النَّقِيل اللاحِب

النَّقِيلُ: الطَّرِيقُ، وثَكَمُه وسطُه، وإِلْحاحُ الدَّابَّةِ وقوفُها عَلَى أَهلها لَا تَبْرَحُ. والنَّقَلُ: مُرَاجَعَةُ الْكَلَامِ فِي صَخَب؛ قَالَ لَبِيدٌ:

وَلَقَدْ يعلَم صحْبي كلُّهم،

بِعِدانِ [بِعَدانِ] السَّيفِ، صَبْري ونَقَلْ

أَبو عُبَيْدٍ: النَّقَل المُناقَلة فِي المنطِق. ونَاقَلْتَ فُلَانًا الحديثَ إِذا حدَّثته وحدَّثك. وَرَجُلٌ نَقِلٌ: حَاضِرُ المنطِق وَالْجَوَابِ، وأَنشد لِلَبِيدٍ هَذَا الْبَيْتَ أَيضاً: صَبْرِي ونَقَلْ. وَقَدْ نَاقَلَه. وتَنَاقَلَ القومُ الكلامَ بَيْنَهُمْ: تنازَعوه؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ:

كَانَتْ إِذا غَضِبتْ عليَّ تطلَّمتْ،

وإِذا طَلَبْتُ كلامَها لَمْ تَنْقَلْ «3»

. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَقَدْ يَكُونُ مِنَ النَّقَل الَّذِي هُوَ حُضُورُ المنطِق وَالْجَوَابِ، قَالَ: غَيْرَ أَنَّا لَمْ نَسْمَعْ نَقِل الرَّجُلُ إِذا جاوَب، وإِنما نَقِلٌ عِنْدَنَا عَلَى النَّسَبِ لَا عَلَى الْفِعْلِ، إِلَّا أَن نَجْهَلَ مَا عَلِمَ غيرُنا فَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ الْعَرَبُ قَالَتْ ذَلِكَ إِلَّا أَنه لَمْ يَبْلُغْنَا نَحْنُ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ تَنْقَل تَنْفَعِل مِنَ القَوْل كَقَوْلِكَ لَمْ تَنْقَد مِنَ الِانْقِيَادِ، غَيْرَ أَنَّا لَمْ نَسْمَعْهُمْ قَالُوا انْقالَ الرجلُ عَلَى شَكْل انْقادَ، قَالَ: وَعَسَى أَن يَكُونَ ذَلِكَ مَقُولًا أَيضاً إِلَّا أَنه لَمْ يصل إِلينا، قال: والأَسبق إِليَّ أَنه مِنَ النَّقَل الَّذِي هُوَ الْجَوَابُ لأَن ابْنَ الأَعرابي لمَّا فَسَّرَهُ قَالَ: مَعْنَاهُ لَمْ تُجاوِبني. والنَّقْل: مَا يَعْبَث بِهِ الشَّارِبُ عَلَى شَرابه، وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه قَالَ: النَّقْل الَّذِي يُتَنَقَّل بِهِ عَلَى الشَّراب، لَا يُقَالُ إِلّا بِفَتْحِ النُّونِ. الْجَوْهَرِيُّ: والنُّقْل، بِالضَّمِّ، مَا يُتَنَقَّل بِهِ عَلَى الشَّرَابِ، وَفِي بقيَّة النُّسَخِ: النَّقْل، بِالْفَتْحِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: النَّقْل بِفَتْحِ النُّونِ الانْتقال عَلَى النَّبِيذِ، وَالْعَامَّةُ تضمُّه. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: النَّقَل، بِفَتْحِ النُّونِ وَالْقَافِ، الَّذِي يُتنقَّل بِهِ عَلَى الشَّرَابِ. والنَّقَل: المُجادلة. وأَرض ذَاتُ نَقَل أَي ذَاتُ حِجَارَةٍ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ القَتَّال الْكِلَابِيِّ:

بَكْرِيُّه يَعْثُرُ فِي النِّقَال

وَقَوْلُ الأَعشى:

غَدَوْتُ عليها، قُبَيْلَ الشُّروقِ،

إِمَّا نِقَالًا وإِمَّا اغْتِمارا

قَالَ بَعْضُهُمْ: النِّقَال مُنَاقَلَة الأَقْداح. يُقَالُ: شَهِدت نِقَالَ بَنِي فُلَانٍ أَي مجلِس شَرابهم. ونَاقَلْت فُلَانًا أَي نَازَعْتُهُ الشرابَ. والنِّقال: نصالٌ عَرِيضَةٌ قَصِيرَةٌ مِنْ نِصال السِّهَامِ، وَاحِدَتُهَا نَقْلة، يَمَانِيَةٌ.

(3). قوله [تطلمت] هكذا في الأصل والمحكم بالطاء المهملة

ص: 676

والنَّقَل، بِالتَّحْرِيكِ، مِنْ رِيشات السِّهَامِ: مَا كَانَ عَلَى سَهْمٍ آخَرَ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّقَل، بِالتَّحْرِيكِ، الريشُ يُنْقَل مِنْ سَهْمٍ فَيُجْعَلُ عَلَى سَهْمٍ آخَرَ؛ يُقَالُ: لَا تَرِشْ سَهْمِي بِنَقَل، بِفَتْحِ الْقَافِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ صَائِدًا وَسِهَامَهُ:

وأَقدُحٌ كالظُّبَات أَنْصُلُها،

لَا نَقَلٌ رِيشُها وَلَا لَغَبُ

الْجَوْهَرِيُّ: والأَنْقِلاءُ ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ بِالشَّامِ. والنِّقالُ أَيضاً: أَن تشرَب الإِبل نَهَلًا وعَلَلًا بِنَفْسِهَا مِنْ غَيْرِ أَحد، يُقَالُ: فَرَسٌ مِنْقَل وَقَدْ نَقَلْتها أَنا؛ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا:

فَنَقَلْنا صَنْعَه حَتَّى شَتَا

ناعِمَ الْبَالِ، لَجُوجاً فِي السَّنَنْ

صَنْعه: حُسْن الْقِيَامِ عَلَيْهِ، والسَّنَن: اسْتِنانُه ونَشاطُه.

نقثل: النَّقْثَلَةُ: مِشْية تُثير الترابَ، وَقَدْ نَقْثَل. الْجَوْهَرِيُّ: النَّقْثَلَة مِشية الشَّيْخِ يُثير التُّرَابَ إِذا مَشى؛ وَقَالَ صَخْرُ بْنُ عُمَيْرٍ:

قارَبْتُ أَمشِي القَعْولى والفَنْجَلَهْ،

وَتَارَةً أَنبُث نَبْثَ النَّقْثَلَهْ

نكل: نَكَلَ عَنْهُ يَنْكِلُ «1» ويَنْكُلُ نُكُولًا ونَكِلَ: نَكَصَ. يُقَالُ: نَكَلَ عَنِ الْعَدُوِّ وَعَنِ الْيَمِينِ يَنْكُلُ، بِالضَّمِّ، أَي جَبُنَ، ونَكَّلَه عَنِ الشَّيْءِ: صَرَفَهُ عَنْهُ. وَيُقَالُ: نَكَلَ الرَّجُلُ عَنِ الأَمر يَنْكُلُ نُكُولًا إِذا جَبُنَ عَنْهُ، وَلُغَةٌ أُخرى نَكِلَ، بِالْكَسْرِ، يَنْكَلُ، والأُولى أَجود. اللَّيْثُ: النِّكْلُ «2» اسْمٌ لِمَا جعلْته نَكالًا لِغَيْرِهِ إِذا رَآهُ خَافَ أَن يَعْمَلَ عَمَلَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: نَكَّلَ بِهِ تَنْكِيلًا إِذا جَعَلَهُ نَكالًا وعِبْرة لِغَيْرِهِ. وَيُقَالُ: نَكَّلْت بِفُلَانٍ إِذا عَاقَبْتَهُ فِي جُرْم أَجرمه عُقوبة تُنَكِّل غَيْرَهُ عَنِ ارْتِكَابِ مِثْلِهِ. وأَنْكَلْت الرجلَ عَنْ حَاجَتِهِ إِنْكَالًا إِذا دَفَعْتَهُ عَنْهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَجَعَلْناها نَكالًا لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي جَعَلْنَا هَذِهِ الفَعلة عِبرةً يَنْكُل أَن يَفْعَلَ مثلَها فاعلٌ فَيناله مِثْلُ الَّذِي نَالَ الْيَهُودَ المُعْتَدِين فِي السَّبْت. وَفِي حَدِيثِ وِصالِ الصَّوْمِ:

لَوْ تأَخَّر لزدْتُكُم كالتَّنْكِيل لَهُمْ

أَي عُقوبة لَهُمْ. الْمُحْكَمُ: ونَكَلَ بِفُلَانٍ إِذا صَنَعَ بِهِ صَنِيعاً يحذَر غَيْرُهُ مِنْهُ إِذا رَآهُ، وَقِيلَ: نَكَلَه نحَّاه عَمَّا قِبَلَه. والنَّكَال والنُّكْلَة والمَنْكَل: مَا نَكَلْت بِهِ غَيْرَكَ كَائِنًا مَا كَانَ. الْجَوْهَرِيُّ: المَنْكَل الَّذِي يُنَكِّل بالإِنسان. ونَكِلَ الرَّجُلُ: قَبِلَ النَّكَالَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

فاتَّقُوا اللهَ، وخَلُّوا بَيْنَنَا

نَبْلغِ الثَّأْر، ويَنْكَلْ مَنْ نَكِلْ

وإِنه لَنِكْلُ شَرٍّ أَي يُنَكَّل بِهِ أَعداؤه؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمَنْطِقِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: يُنْكَل بِهِ أَعداؤه. التَّهْذِيبُ: وَفُلَانٌ نِكْلُ شَرٍّ أَي قَوِيٌّ عَلَيْهِ، وَيَكُونُ نِكْل شَرٍّ أَي يُنَكِّل فِي الشَّرِّ. وَرَجُلٌ نِكْلٌ ونَكَلٌ إِذا نُكِّل بِهِ أَعداؤه أَي دُفِعوا وأُذِلُّوا. ورَماه اللَّهُ بِنُكْلَة أَي بِمَا يُنَكِّله بِهِ. والنِّكْلُ، بِالْكَسْرِ: الْقَيْدُ الشَّدِيدُ مِنْ أَي شَيْءٍ كَانَ، وَالْجَمْعُ أَنْكَال. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَجَحِيماً

(1). قوله [نَكَلَ عنه يَنْكِلُ إلخ] عبارة القاموس: نَكلَ عنه كضَرَبَ ونَصَرَ وعَلِمَ نُكُولًا: نكص وجبن

(2)

. قوله [الليث النكل إلخ] عبارة التهذيب: الليث النكال اسم إلخ

ص: 677

؛ قِيلَ: هِيَ قُيُودٌ مِنْ نارٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

يُؤْتَى بِقَوْمٍ فِي النُّكُول

، بِمَعْنَى القُيود، الْوَاحِدُ نِكْل وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى أَنْكَال، وَسُمِّيَتِ الْقُيُودُ أَنْكَالًا لأَنها يُنْكَل بِهَا أَي يُمنع. والنَّاكِلُ: الجَبانُ الضعيفُ. والنِّكْلُ: ضرْب مِنَ اللُّجُم، وَقِيلَ: هُوَ لِجام البَرِيدِ قِيلَ لَهُ نِكْل لأَنه يُنْكَل بِهِ المُلْجَم أَي يُدفَع، كَمَا سُمِّيَتْ حَكَمة الدَّابَّةِ حَكَمَة لأَنها تَمْنَعُ الدَّابَّةَ عَنِ الصُّعوبة. شَمِرٌ: النِّكْل الَّذِي يَغْلِبُ قِرْنَه، والنِّكْل اللِّجام، والنِّكْل الْقَيْدُ، والنِّكْل حَدِيدَةُ اللِّجَامِ. والنَّكَلُ: عِناجُ الدَّلْوِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

تشدُّ عَقْدَ نَكَلٍ وأَكْراب

وَرَجُلٌ نَكَلٌ: قويٌّ مجرَّب شُجَاعٌ، وَكَذَلِكَ الفرَس. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِن اللَّهَ يُحِبُّ النَّكَل عَلَى النَّكَل، بِالتَّحْرِيكِ، قِيلَ لَهُ: وَمَا النَّكَل عَلَى النَّكَل؟ قَالَ: الرَّجُلُ القويُّ المجرَّب الْمُبْدِئُ المعيدُ

أَي الَّذِي أَبدأَ فِي غَزْوِه وأَعاد عَلَى مِثْلِهِ مِنَ الْخَيْلِ، وَفِي الصِّحَاحِ: النَّكَل عَلَى النَّكَل يَعْنِي الرَّجُلَ القويَّ المجرَّب عَلَى الْفَرَسِ الْقَوِيِّ المجرَّب؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ:

ضرْباً بكفَّيْ نَكَلٍ لَمْ يُنْكَل

قَالَ ابْنُ الأَثير: النَّكَل، بِالتَّحْرِيكِ، مِنَ التَّنْكِيل وَهُوَ الْمَنْعُ وَالتَّنْحِيَةُ عَمَّا يُرِيدُ؛ وَمِنْهُ النُّكُول فِي الْيَمِينِ وَهُوَ الِامْتِنَاعُ مِنْهَا وَتَرْكُ الإِقدام عَلَيْهَا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

مُضَرُ صَخْرة اللهِ الَّتِي لَا تُنْكَل

أَي لَا تُدْفَع عمَّا سُلِّطت عَلَيْهِ لِثُبُوتِهَا فِي الأَرض. يُقَالُ: أَنْكَلْت الرَّجُلَ عَنْ حَاجَتِهِ إِذا دَفَعْتَه عَنْهَا؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

ماعِزٍ: لأَنْكُلَنَّه عنهنَ

أَي لأَمنَعنَّه. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: غَيْرَ نِكْلٍ فِي قَدَمٍ وَلَا وَاهِنًا فِي عَزْمٍ

أَي بِغَيْرِ جُبن وَلَا إِحْجام فِي الإِقدام، وَقَدْ يَكُونُ القَدَم بِمَعْنَى التَّقَدُّمِ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ رَجُلٌ نِكْلٌ ونَكَلٌ كأَنه تُنْكَل بِهِ أَعداؤه، وَمَعْنَاهُ قَرِيبٌ مِنَ التَّفْسِيرِ الَّذِي فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً رَجُلٌ بِدْل وبَدَل ومِثْل ومَثَل وشِبْه وشَبَه، قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْ فِي فِعْل وفَعَل بِمَعْنًى وَاحِدٍ غَيْرَ هَذِهِ الأَربعة الأَحرف. والمَنْكَلُ: اسْمُ الصَّخْرِ، هُذَلِيَّةٌ؛ قَالَ:

فارْمِ عَلَى أَقْفائهم بِمَنْكَل،

بصخرةٍ أَو عَرْض جَيشٍ جَحْفَل

وأَنْكَلْت الحجَر عَنْ مَكَانِهِ إِذا دفعته عنه.

نلل: التَّهْذِيبُ فِي الثُّنَائِيِّ الْمُضَاعَفِ: ابْنُ الأَعرابي النُّلْنُلُ الشيخ الضعيف.

نمل: النَّمْلُ: مَعْرُوفٌ وَاحِدَتُهُ نَمْلَة ونَمُلَة، وَقَدْ قُرِئَ بِهِ فَعَلَّله الْفَارِسِيُّ بأَن أَصل نَمْلَة نَمُلَة، ثُمَّ وَقَعَ التَّخْفِيفُ وَغَلَبَ، وَقَوْلُهُ عز وجل: قالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ

؛ جَاءَ لَفْظُ ادْخُلُوا فِي النَّمْل وَهِيَ لَا تعقِل كَلَفْظِ مَا يعقِل لأَنه قَالَ قَالَتْ، وَالْقَوْلُ لَا يَكُونُ إِلا للحيِّ النَّاطِقِ فأُجريت مُجراه، وَالْجَمْعُ نِمَال؛ قَالَ الأَخطل:

دَبِيب نِمَال فِي نَقاً يَتَهيَّل

وأَرض نَمِلَةٌ: كَثِيرَةُ النَّمْل. وَطَعَامٌ مَنْمُول: أَصابه النَّمْل. وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ نحل فِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَنِ قَتْلِ النَّحْلة والنَّمْلَة والصُّرَد والهُدْهُد

؛ وَرُوِيَ عَنْ إِبراهيم الْحَرْبِيِّ قَالَ: إِنما نَهَى عَنْ قتلهنَ

ص: 678

لأَنهنّ لَا يُؤْذِينَ الناسَ وَهِيَ أَقل الطُّيُورِ والدوابِّ ضَرَرًا عَلَى النَّاسِ، لَيْسَ مِثْلَ مَا يتأَذى الناسُ بِهِ مِنَ الطُّيُورِ الغُرابِ وَغَيْرِهِ، قِيلَ لَهُ: فالنَّمْلة إِذا عضَّت تُقتَل؟ قَالَ: النَّمْلَةُ لَا تَعَض إِنما يَعَضّ الذَّرُّ، قِيلَ لَهُ: إِذا عَضَّت الذرَّة تُقتل؟ قَالَ: إِذا آذتْك فاقْتُلْها قَالَ: والنَّمْلَة هِيَ الَّتِي لَهَا قَوَائِمُ تَكُونُ فِي البَراري والخَرابات، وَهَذِهِ الَّتِي يتأَذى النَّاسُ بِهَا هِيَ الذرُّ وَهِيَ الصِّغَارُ، ثُمَّ قَالَ: والنَّمْل ثَلَاثَةُ أَصْناف: النَّمْل وفازِر وعُقيفان، قَالَ: والنَّمْل يَسْكُنُ الْبَرَارِي والخَرابات وَلَا يُؤْذِي النَّاسَ، والذرُّ يُؤْذِي، وَقِيلَ: أَراد بِالنَّهْيِ نَوْعًا خَاصًّا وَهُوَ الْكِبَارُ ذَوَاتُ الأَرْجُل الطِّوَالِ، وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: النَّمْل مَا كَانَ لَهُ قَوَائِمُ فأَما الصِّغَارُ فَهُوَ الذرُّ. وَرُوِيَ عَنْ قتادة في قوله: عُلِّمْنا مَنْطِق الطَّيْرِ، قَالَ: النَّمْلة مِنَ الطَّيْرِ، وَقَالَ أَبو خِيرَةَ: نَمْلَةٌ حَمراء «3» يُقَالُ لَهَا سُليمان يُقَالُ لَهُنَّ الْحُوَّ، بِالْوَاوِ، قَالَ: والذَّرُّ داخِل فِي النَّمْل، ويشبَّه فِرِنْد السَّيْفِ بِالذَّرِّ وَالنَّمْلِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّمْل الَّذِي لَهُ رِيش، يُقَالُ نَمْل ذُو رِيشٍ والنَّمْل العُظَّام. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ نَمِّلْ ثوبَك والقُطْه أَي ارْفَأْهُ. والنُّمْلَةُ والنَّمْلةُ والنِّمْلةُ والنَّمِيلةُ، كُلُّ ذَلِكَ: النمِيمة. وَرَجُلٌ نَمِلٌ ونَامِلٌ ومُنْمِلٌ ومِنْمَلٌ ونَمَّالٌ، كُلُّهُ نَمَّام، وَكَذَلِكَ الإِنمال؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ النُّمْلَة قَوْلُ أَبي الْوَرْدِ الْجَعْدِيِّ:

أَلا لَعَنَ اللهُ الَّتِي رَزَمَتْ بِهِ

فَقَدْ ولَدت ذَا نُمْلَةٍ وغَوائِل

وَجَمْعُهَا نُمْل، وَقَدْ نَمِلَ ونَمَلَ يَنْمُلُ نَمْلًا وأَنْمَلَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

ولا أُزْعِجُ الكَلِمَ المُحْفِظات

للأَقْرَبِين، وَلَا أُنْمِلُ

وَفِيهِ نَمْلَةٌ أَي كَذِبٌ. وامرأَة مُنَمَّلَة ونَمْلَى: لَا تَسْتَقِرُّ فِي مَكَانٍ، وَفَرَسٌ نَمِلٌ كَذَلِكَ، وَهُوَ أَيضاً مِنْ نَعْتِ الْغِلَظِ. وَفَرَسٌ نَمِل الْقَوَائِمِ: لَا يَسْتَقِرُّ. وَفَرَسٌ ذُو نُمْلَة، بِالضَّمِّ، أَي كَثِيرُ الْحَرَكَةِ. وَرَجُلٌ مُؤَنْمَلُ الأَصابع إِذا كَانَ غَلِيظَ أَطرافِها فِي قِصَر. وَرَجُلٌ نَمِلٌ أَي حاذِق. وَغُلَامٌ نَمِلٌ أَي عَبِثٌ. ونَمِلَ فِي الشَّجَرِ يَنْمَلُ نَمَلًا إِذا صَعِد فِيهَا؛ الْفَرَّاءُ: نَمَلَ فِي الشَّجَرِ يَنْمُلُ نُمُولًا إِذا صَعِد فِيهَا. والنَّمِل: الرَّجُلُ الَّذِي لَا يَنْظُرُ إِلى شَيْءٍ إِلا عَمِله. وَرَجُلٌ نَمِل الأَصابع إِذا كَانَ كَثِيرَ العَبَث بِهَا أَو كَانَ خفيفَ الأَصابع فِي الْعَمَلِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ نَمِلٌ خَفِيفُ الأَصابع لَا يَرى شَيْئًا إِلا عمِله. يُقَالُ: رَجُلٌ نَمِلٌ الأَصابع أَي خَفِيفُهَا فِي الْعَمَلِ. وتَنَمَّلَ القومُ: تحرَّكوا وَدَخَلَ بعضُهم فِي بَعْضٍ. ونَمِلَتْ يدُه: خَدِرت. والنُّمْلَة، بِالضَّمِّ: البقيَّة مِنَ الْمَاءِ تَبْقَى فِي الْحَوْضِ؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ فِي بَابِ النُّونِ. والأَنْمُلة، بِالْفَتْحِ «4»: المَفْصِل الأَعْلى الَّذِي فِيهِ الظُّفْرُ مِنَ الإِصبع، وَالْجَمْعُ أَنَامِل وأَنمُلات، وَهِيَ رُؤُوسُ الأَصابع، وَهُوَ أَحد مَا كسِّر وسَلِم بِالتَّاءِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُلْتُ هَذَا لأَنهم قَدْ يَسْتَغْنُونَ بِالتَّكْسِيرِ عَنْ جَمْعِ السَّلَامَةِ وَبِجَمْعِ السَّلَامَةِ عَنِ التَّكْسِيرِ، وَرُبَّمَا جُمِعَ الشَّيْءُ بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا كنحو بُوَانٍ وبُون

(3). قوله [وَقَالَ أَبُو خِيرَةَ نَمْلَةٌ حمراء إلخ] هكذا في الأصل هنا، وعبارته في مادة حوأ: أَبُو خَيْرَةَ الْحُوُّ مِنَ النَّمْلِ نَمْلٌ حُمْرٌ يُقَالُ لها نمل سليمان، فلعل ما هنا فيه سقط

(4)

. قوله [والأنملة بالفتح إلخ] عبارة القاموس: والأنملة بتثليث الميم والهمزة تسع لغات التي فيها الظفر، الجمع أَنَامِل وأَنْمُلات

ص: 679

وبُونات؛ هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ. والنَّمْلة: شَقٌّ فِي حافِر الدَّابَّةِ. والنَّمْلة: عَيْبٌ مِنْ عُيوب الْخَيْلِ. التَّهْذِيبُ: والنَّمْلة فِي حَافِرِ الدَّابَّةِ شَقّ. أَبو عُبَيْدَةَ: النَّمْلة شَقٌّ فِي الْحَافِرِ مِنَ الأَشعر إِلى طَرَفٍ السُّنْبك، وَفِي الصِّحَاحِ: إِلى المَقَطِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَشعَر ما أَحاط بِالْحَافِرِ مِنَ الشَّعْرِ، ومَقَطُّ الْفَرَسِ مُنْقَطَع أَضلاعه. والنَّمْلَة: شَيْءٌ فِي الْجَسَدِ كالقرْح وَجَمْعُهَا نَمْل، وَقِيلَ: النَّمْل والنَّمْلَة قُروح فِي الْجَنْبِ وَغَيْرِهِ، ودَواؤه أَن يُرْقى بريقِ ابْنِ المَجوسيِّ مِنْ أُخته، تَقُولُ المَجوس ذَلِكَ؛ قَالَ:

وَلَا عَيْبَ فِينَا غَيْرَ نَسْل لِمَعْشرٍ

كِرامٍ، وأَنَّا لَا نَخُطُّ عَلَى النَّمْل

أَي لَسْنا بمَجُوس ننكِح الأَخوات؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وأَنشدنا ابْنُ الأَعرابي هَذَا الْبَيْتَ: وأَنَّا لَا نَحُطُّ عَلَى النَّمْل، وَفَسَّرَهُ: أَنَّا كِرام وَلَا نأْتي بُيوت النمْل فِي الجَدْب لنحفِر عَلَى مَا جمَع لنأْكُله، وَقِيلَ: النَّمْلَة بَثْر يَخْرُجُ بِجَسَدِ الإِنسان. الْجَوْهَرِيُّ: النَّمْل بُثور صِغَارٌ مَعَ وَرَمٍ يَسِيرٍ ثُمَّ يتقَرَّح فَيَسْعَى ويتَّسع وَيُسَمِّيهَا الأَطباءُ الذُّباب، وَتَقُولُ الْمَجُوسُ: إِن وَلَدَ الرَّجُلِ إِذا كَانَ مِنْ أُخته ثُمَّ خَطَّ عَلَى النَّمْلة شُفِيَ صاحبُها. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا رُقْية إِلا فِي ثَلَاثٍ: النَّمْلَة والحُمَةِ والنَّفْس

؛ النَّمْلَة: قُروح تخرُج فِي الجنْب. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ لِلشَّفّاء: عَلِّمِي حَفْصةَ رُقْية النَّمْلَة

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: شَيْءٌ كَانَتْ تستعمِله النِّسَاءُ يَعْلَم كلُّ مَنْ سمِعه أَنه كَلَامٌ لَا يَضُرُّ وَلَا ينفَع، ورُقْية النَّمْلَة الَّتِي كَانَتْ تُعْرَف بَيْنَهُنَّ أَن يُقال: العَرُوس تحْتَفِل، وتخْتضب وتَكْتَحِلْ، وكلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلْ، غَيْرَ أَن لَا تَعْصِي الرَّجُلَ؛ قَالَ: وَيُرْوَى عِوَضَ تحْتَفِل تنتعِل، وَعِوَضَ تَخْتَضِب تَقْتال، فأَراد النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، بِهَذَا الْمَقَالِ تأْنِيبَ حفصةَ لأَنه أَلقى إِليها سِرًّا فأَفشَتْه. وَكِتَابٌ مُنَمَّل: مَكْتُوبٌ، هُذَلِيَّةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وكتابٌ مُنْمَل متقارِب الْخَطِّ؛ قَالَ أَبو الْعِيَالِ الْهُذَلِيُّ:

والمَرْءُ عُمْرًا، فأْتِهِ بنَصِيحةٍ

مِنِّي يَلوح بِهَا كتابٌ مُنْمَلُ

ومُنَمَّل: كمُنْمَل. ونَمَلَى: مَوْضِعٌ. والنَّأْمَلَةُ: مِشية الْمُقَيَّدِ، وَهُوَ يُنَأْمِلُ فِي قَيْده نَأْمَلَةً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

فإِنِّي، وَلَا كُفْران لِلَّهِ أَيَّةً

لِنَفْسي، لَقَدْ طالَبْت غَيْرَ مُنَمَّل

قَالَ أَبو نَصْرٍ: أَراد غَيْرَ مَذْعور، وَقَالَ: غَيْرُ مُرْهَق وَلَا مُعْجَل عَمَّا أُريد.

نهل: النَّهْل: أَوَّل الشُّرْب؛ تَقُولُ: أَنهَلْتُ الإِبلَ وَهُوَ أَول سَقْيِهَا، ونَهِلَتْ هِيَ إِذا شَرِبَتْ فِي أَوَّل الوِرْد، نَهِلَتِ الإِبلُ نَهَلًا وإِبل نَوَاهِل ونِهَال ونَهَلٌ ونُهُول ونَهِلَة ونَهْلَى. يُقَالُ: إِبِل نَهْلَى وعَلَّى لِلتي تشرَب النَّهَل والعَلَل؛ قَالَ عاهانُ بْنِ كَعْبٍ:

تَبُكُّ الحَوْضَ عَلَّاها ونَهْلَى،

وَدُونَ ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيمُ

أَي يَنَامُ صَاحِبُهَا إِذا حَصَلَتْ إِبله فِي مَكَانٍ أَمين، وَأَرَادَ ونَهْلاها فاجتزأَ مِنْ ذَلِكَ بإِضافة عَلَّاها، وأَراد وَدُونَ مَوْضِعِ ذِيادها فَحُذِفَ الْمُضَافُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُلْنَا هَذَا لأَن الذِّياد الَّذِي هُوَ العَرَض لَا يَمْنَعُ مِنْهُ العطَن، إِذ العطَن جَوْهَرٌ، وَالْجَوَاهِرُ لَا

ص: 680

تَحُولُ دُونَ الأَعراض، فتفهَّمه، وَكَذَلِكَ غَيْرُهَا مِنَ الْمَاشِيَةِ وَالنَّاسِ. والنَّهَل: الرِّيُّ والعَطَش، ضِدٌّ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. والمَنْهَل: المشرَب ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى سُمِّيَتْ مَنازل السُّفَّار عَلَى المِياه مَناهِل. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ

أَنه يَرِد كلَّ مَنْهَل.

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: المَنْهَل الْمَوْضِعُ الَّذِي فِيهِ المشرَب. والمَنْهَل: الشُّرْب، قَالَ: وَهَذَا الأَخير يَتَّجِهُ أَن يَكُونَ مَصْدَرَ نَهِلَ وَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي أَن لَا يَذْكُرَهُ لأَنه مُطَّرد. والنَّاهِلَة: المختلِفة إِلى المَنْهَل، وَكَذَلِكَ النازِلة؛ وأَنشد:

وَلَمْ تُراقِب هناك نَاهِلَةَ

الواشِينَ، لَمَّا اجْرَهَدَّ نَاهِلُها

قَالَ أَبو مَالِكٍ: المَنازِل والمَناهِل وَاحِدٌ، وَهِيَ المَنازِل عَلَى الْمَاءِ. وأَنْهَلَ القومُ: نَهِلَت إِبِلُهم. وَرَجُلٌ مِنْهَال: كَثِيرُ الإِنْهال. قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ الْغَنَوِيُّ وَغَيْرُهُ: المَنْهَل كُلُّ مَا يَطَؤه الطريقُ مِثْلُ الرُّحَيل والحفِير، قَالَ: وَمَا بَيْنَ المَنَاهِل مَراحِل، والمَنْهَل مِنَ الْمِيَاهِ: كلُّ مَا يَطَؤه الطَّرِيقُ، وَمَا كَانَ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ لَا يُدْعَى مَنْهَلًا، وَلَكِنْ يُضَافُ إِلى مَوْضِعِهِ أَو إِلى مَنْ هُوَ مختصٌّ بِهِ فَيُقَالُ: مَنْهَل بَنِي فُلَانٍ أَي مَشْرَبهم وَمَوْضِعُ نَهَلهم؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:

كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلول

أَي مَسْقِيٌّ بالراحِ. يُقَالُ: أَنْهَلْته فَهُوَ مُنْهَلُ، بِضَمِّ الْمِيمِ. وَفِي حَدِيثِ

مُعَاوِيَةَ: النُّهُل الشُّروع

؛ هُوَ جَمْعُ نَاهِل وَشَارِعٌ أَي الإِبل العِطاش الشارِعة فِي الْمَاءِ. وَيُقَالُ: مِنْ أَين نَهِلْت الْيَوْمَ؟ فَتَقُولَ: بِمَاءِ بَنِي فُلَانٍ وبمَنْهَل بَنِي فُلَانٍ؛ وَقَوْلُهُ أَين نَهِلَت أَي شَرِبت فَرَوِيت؛ وأَنشد: مَا زَالَ مِنْهَا نَاهِلٌ ونائِب قَالَ: النَّاهِلُ الَّذِي رُوِيَ فاعتزَل، والنائبُ الَّذِي يَنُوب عَوداً بَعْدَ شُرْبها لأَنها لَمْ تُنْضَح رِيّاً. الْجَوْهَرِيُّ: المَنْهَل المَوْرِد وَهُوَ عَيْنُ ماءٍ تَرِدُه الإِبِل فِي المَراعي، وَتُسَمَّى المَنازل الَّتِي فِي المَفاوِز عَلَى طَرِيقِ السُّفَّار مَنَاهِل لأَن فِيهَا مَاءً. الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ: النَّاهِل فِي كَلَامِ الْعَرَبِ العَطْشان، والنَّاهِل الَّذِي قَدْ شرِب حَتَّى روِي، والأُنثى نَاهِلَة، والنَّاهِل العَطْشان، والنَّاهِل الرَّيَّان، وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ:

الطاعِن الطَّعْنة، يَوْمَ الوَغَى،

يَنْهَل مِنْهَا الأَسَلُ النَّاهِلُ

جَعَلَ الرِّماح كأَنها تعطَش إِلى الدَّمِ فإِذا شَرَعَتْ فِيهِ رَوِيتْ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ هَاهُنَا الشارِب وإِن شِئْتَ العَطْشان أَي يُرْوَى مِنْهُ الْعَطْشَانُ. وَقَالَ أَبو الْوَلِيدِ: يَنْهَل يَشْرَبُ مِنْهُ الأَسَلُ الشارِب؛ قَالَ الأَزهري «1» : وَقَوْلُ جَرِيرٍ يَدُلُّ عَلَى أَن العِطاش تسمَّى نِهالًا؛ وَهُوَ قَوْلُهُ:

وأَخُوهُما السَّفَّاحُ ظَمَّأَ خَيْلَه،

حَتَّى وَرَدْنَ جِبَا الكُلابِ نِهَالا

قَالَ: وَقَالَ عُمْرَةُ «2» بْنُ طَارِقٍ فِي مِثْلِهِ:

فَمَا ذُقْت طَعْم النَّوْم، حَتَّى رأَيتُني

أُعارِضُهم وِرْدَ الخماسِ النَّوَاهِل

(1). قوله [قال الأَزهري إلخ] نسب المؤلف الشطر الأَخير في مادة جبى إلى الأَخطل

(2)

. قوله [وقال عمرة] عبارة التهذيب: عميرة

ص: 681

قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: نَاهِل ونَهَل مِثْلٌ خادِم وخَدَم وَغَائِبٍ وغَيَب وحارِس وحَرَس وقاعِد وقَعَد. وَفِي حَدِيثِ

لَقِيطٍ: أَلَا فيطَّلِعون عَنْ حَوْض الرَّسُولِ لَا يَظْمأ وَاللَّهِ نَاهِلُه

؛ يَقُولُ: مَنْ رَوِي مِنْهُ لَمْ يعطَش بَعْدَ ذَلِكَ أَبداً، وَجَمْعُ النَّاهِل نَهَلٌ مِثْلُ طالِب وطَلَب، وَجَمْعُ النَّهَل نِهَال مِثْلُ جَبَل وجِبال؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

إِنَّك لَنْ تُثَأْثِئَ النِّهَالا،

بمِثْل أَنْ تُدارِك السِّجالا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ النِّهَال بِمَعْنَى العِطاش قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ:

يذُودُ الأَوابِدَ فِيهَا السَّمُوم،

ذِيادَ المُحِرِّ المَخاضَ النِّهَالا

وَقَالَ آخَرُ:

مِنْهُ تُرَوِّي الأَسَل النَّوَاهِلا

والنَّهَل: الشُّرْب الأَوّل. وَقَدْ نَهِلَ، بِالْكَسْرِ، وأَنْهَلَتْه أَنا لأَنَّ الإِبل تُسْقَى فِي أَوّل الوِرْد فتردُّ إِلى العَطَن، ثُمَّ تُسْقَى الثَّانِيَةَ وَهِيَ العَلَل فَتُرَدُّ إِلى المرعَى؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى نَهِل قَوْلَ الشَّاعِرِ:

وَقَدْ نَهِلَتْ مِنَّا الرِّماحُ وعَلَّتِ

وَقَالَ آخَرُ فِي أَنْهَلَتْ:

أَعَلَلًا وَنَحْنُ مُنْهِلُونَهْ

قَالَ الأَصمعي: إِذا أَوْرد إِبله الْمَاءَ فالسقيةُ الأُولى النَّهَل، وَالثَّانِيَةُ العَلَل؛ وَاسْتَعْمَلَ بَعْضُ الأَغْفال النَّهَل فِي الدُّعَاءِ فَقَالَ:

ثُمَّ انْثَنى مِنْ بعدِ ذَا، فصَلَّى

عَلَى النبيِّ نَهَلًا وعَلَّا

والنَّهَلُ: مَا أُكِل مِنَ الطَّعامِ. وأَنْهَلَ الرجلَ: أَغضبه. والمِنْهَال: أَرض. والمِنْهَال: اسْمُ رَجُلٍ. ومِنْهَال: اسْمُ رَجُلٍ «1» قَالَ:

لَقَدْ كَفَّنَ المِنْهَالُ، تحتَ رِدائِه،

فَتىً غيرَ مِبْطانِ العَشِيَّة أَرْوَعا

ونُهَيْل: اسْمٌ. والمِنْهَال: القَبْر. والمِنْهَال: الْغَايَةُ فِي السَّخَاءِ. والمِنْهَال: الكَثِيب الْعَالِي الَّذِي لَا يَتماسَك انْهِياراً.

نَهْبَلَ: هَنْبَل الرجلُ: ظَلَع ومَشَى مِشْية الضَّبُع العَرْجاء، ونَهْبَل كذلك. والنَّهْبَل: الشَّيْخ. ونَهْبَل: أَسَنَّ، وشيخٌ نَهْبَلٌ وَعَجُوزٌ نَهْبَلَة؛ قَالَ أَبو زُبيد:

مَأْوَى اليتيمِ ومَأْوى كلِّ نَهْبَلَةٍ،

تَأْوي إِلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفُوفِ

والنَّهْبَلَة: الناقة الضخمة.

نهشل: النَّهْشَل: المُسِنُّ المضطَرب مِنِ الكِبَر، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي أَسنَّ وَفِيهِ بقيَّة، والأُنثى نَهْشَلَة، وَقَدْ نَهْشَلَ. الأَزهري عَنِ الأَصمعي: نَهْشَل مشتقٌّ مِنَ النَّهْشَلة، وَهِيَ الكِبَر والاضطرابُ. وَقَدْ نَهْشَلَ الرَّجُلُ إِذا كَبِر. ونَهْشَل: مِنْ أَسماء الذِّئْبِ. ونَهْشَل: اسْمُ رَجُلٍ، وَهِيَ أَيضاً قَبِيلَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ الأَخطل:

خَلا أَنّ حَيًّا مَنْ قُرَيْشٍ تَفاضَلوا

عَلَى النَّاسِ، أَو أَنَّ الأَكارِم نَهْشَلا «2» .

(1). قوله [ومِنْهَال اسم رجل] هذه عبارة المحكم، وقد اقتصر على ما قبل هذا وذكر البيت بعده، فلعلها زيادة من الناسخ

(2)

. نصب نهشلا على أنها بدل من الأَكارم وخبر أنّ محذوف

ص: 682

نُونُهَا أَصليَّة لأَنها بإِزاء سِينِ سَلْهَب. ونَهْشَل: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ يَنْصَرِفُ لأَنه فَعْلَل، وإِذا كَانَ فِي الْكَلَامِ مِثْلُ جَعْفَر لَمْ يُمْكِنِ الْحُكْمُ بِزِيَادَةِ النُّونِ، وَكَانَ لَقِيطُ بنُ زُرارةَ التَّمِيمِيُّ يُكْنَى أَبا نَهْشَل. والنَّهْشَل: الذِّئْبُ. والنَّهْشَل: الصَّقْر. الأَزهري: نَهْشَل إِذا عضَّ إِنساناً تَجْميشاً، ونَهْشَل إِذا أَكل أَكْل الجائع.

نهضل: النَّهْضَل: المُسِنُّ مِنَ الرِّجَالِ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وفسَّره السِّيرَافِيُّ، والأُنثى بِالْهَاءِ.

نول: اللَّيْثُ: النائِل مَا نِلْت مِنْ مَعْرُوفِ إِنسان، وَكَذَلِكَ النَّوَال. وأَنَالَهُ مَعْرُوفَهُ ونَوَّلَه: أَعطاه مَعْرُوفَهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِنْ تُنَوِّلْهُ فَقَدْ تَمْنَعُهُ،

وتُرِيهِ النَّجْمَ يَجْرِي بالظُّهُرْ

والنّالُ والمَنَالَةُ والمَنَالُ: مَصْدَرُ نِلْت أَنال. وَيُقَالُ: نُلْت لَهُ بِشَيْءٍ أَي جُدْت، وَمَا نُلْتُه شَيْئًا أَي مَا أَعطيته. وَيُقَالُ: نالَني بِالْخَيْرِ يَنُولُني نَوالًا ونَوْلًا ونَيْلًا، وأَنالَني بِخَيْرٍ إِنَالَةً. وَيُقَالُ فِي الأَمر مِنْ نِلْت أَنالُ لِلْوَاحِدِ: نَلْ، وَلِلِاثْنَيْنِ، نَالَا، وَلِلْجَمْعِ: نالُوا. ونُلْتُه مَعْرُوفًا ونَوَّلْته. الْجَوْهَرِيُّ: النَّوَال العَطاء، والنَّائِل مِثْلُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: النّالُ والنَّوَالُ مَعْرُوفٌ، ونُلْتُه ونُلْت لَهُ ونُلْتُه بِهِ أَنُولُه بِهِ نَوْلًا؛ قَالَ العُجير السَّلُولي:

فعَضَّ يَدَيْهِ أُصْبُعاً ثُمَّ أُصْبُعاً

وَقَالَ: لعلَّ اللَّهَ سَوْفَ يَنِيل

أَي يَنُول بِخَيْرٍ، فَحَذَفَ. وأَنَلْته بِهِ وأَنَلْته إِيّاه ونَوَّلْته ونَوَّلْت عَلَيْهِ بِقَلِيلٍ، كُلُّهُ: أَعطيته. الْكِسَائِيُّ: لَقَدْ تَنَوَّلَ عَلَيْنَا فُلَانٌ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ أَي أَعطانا شَيْئًا يَسِيرًا، وتَطَوَّل مِثْلُهَا. وَقَالَ أَبو مِحْجَنٍ: التَّنَوُّل لَا يَكُونُ إِلا فِي الْخَيْرِ، والتطوُّل قَدْ يَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ جَمِيعًا. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ نُلْت لَهُ بالعطيَّة أَنُولُ نَوْلًا ونُلْتُه العطيَّة. ونَوَّلْته: أَعطيته نَوالًا؛ قَالَ وَضّاح اليَمن:

إِذا قلتُ يَوْمًا: نَوِّلِيني، تبسَّمتْ

وَقَالَتْ: مَعاذ اللَّهِ مِنْ نَيْل مَا حَرُمْ

فَمَا نَوَّلتْ حَتَّى تضرَّعْت عندَها،

وأَنْبَأْتُها مَا رَخَّص اللهُ فِي اللَّمَمْ

يَعْنِي التقبيلَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ نُلْت لَهُ بالعطيَّة قَوْلُ الشَّاعِرِ:

تَنُول بِمَعْرُوفِ الحديثِ، وإِن تُرِدْ

سِوَى ذاكَ تُذْعَرْ منك، وَهِيَ ذَعُورُ

وَقَالَ الْغَنَوِيُّ:

وَمَنْ لَا يَنُلْ حَتَّى تسدَّ خِلالُه،

يجِدْ شَهوات النفْس غَيْرَ قليلِ

وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ، عليهما السلام:

حَمَلُوهما فِي السَّفِينَةِ بِغَيْرِ نَوْلٍ

أَي بِغَيْرِ أَجْرٍ وَلَا جُعْل، وَهُوَ مَصْدَرُ نَالَه يَنُولُه إِذا أَعطاه، وإِنه لَيَتَنَوَّل بِالْخَيْرِ وَهُوَ قَبْلَ ذَلِكَ لَا خَيْرَ فِيهِ. وَرَجُلٌ نالٌ، بوزْن بالٍ: جَوَاد، وَهِيَ فِي الأَصل نَائِلٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَعْلًا وأَن يَكُونَ فاعِلًا ذَهَبَتْ عَيْنُهُ، وَقِيلَ: كَثِيرُ النَّائِل. ونالَ يَنَال نَائِلًا ونَيْلًا: صَارَ نَالًا. وَمَا أَنْوَلَه أَي مَا أَكثر نَائِلَهُ. وَمَا أَصَبْتُ مِنْهُ نَوْلَةً أَي نَيْلًا. وَشَيْءٌ مُنَوَّل ومَنِيل؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ نالٌ كَثِيرُ النَّوال، وَرَجُلَانِ نَالان وَقَوْمٌ أَنْوَال؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ:

ص: 683

وقَفْتُ بهنَّ حَتَّى قَالَ صحْبي:

جَزِعْتَ وَلَيْسَ ذَلِكَ بالنَّوَال

أَي بِالصَّوَابِ. ونَالَتِ المرأَة بِالْحَدِيثِ وَالْحَاجَةِ نَوَالًا: سَمَحَتْ أَو هَمَّت؛ قَالَ الشاعر:

تَنُولُ بِمَعْرُوفِ الْحَدِيثِ، وإِن تُرِدْ

سِوَى ذَاكَ تُذْعَر منك، وهي ذَعورُ

وَقِيلَ: النَّوْلَة القُبْلة. ونَاوَلْت فُلَانًا شَيْئًا مُنَاوَلَة إِذا عاطَيْته. وتَنَاوَلْت مِنْ يَدِهِ شَيْئًا إِذا تَعاطيته، ونَاوَلْته الشيءَ فتَنَاوَلَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: تَنَاوَلَ الأَمرَ أَخذه. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما نَوْل فَتَقُولُ نَوْلُك أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي يَنْبَغِي لَكَ فِعْل كَذَا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَي حقُّك أَن تَفْعَلَ كَذَا، وأَصله مِنَ التناوُل كأَنه يَقُولُ تناوُلك كَذَا وَكَذَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

هاجَتْ، وَمِثْلِي نَوْلُه أَن يَرْبَعا،

حمامةٌ نَاجَتْ حَمَّامًا سُجَّعا

أَي حقُّه أَين يكُفَّ، وَقِيلَ: الرَّجَزُ لِرُؤْبَةَ؛ وإِذا قَالَ لَا نَوْلُك فكأَنه يَقُولُ أَقْصِر، وَلَكِنَّهُ صَارَ فِيهِ مَعْنَى يَنْبَغِي لَكَ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ لَا نَوْلُك أَن تَفْعَلَ، جَعَلُوهُ بَدَلًا مِنْ يَنْبَغِي مُعاقِباً لَهُ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَلِذَلِكَ وَقَعَتِ الْمَعْرِفَةُ هُنَا غَيْرَ مكرَّرة. وَقَالُوا: مَا نَوْلُك أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي مَا يَنْبَغِي لَكَ أَن تَناله؛ رَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ أَنه قَالَ فِي قَوْلِهِمْ لِلرَّجُلِ مَا كَانَ نَوْلُكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا قَالَ: النَّوْل مِنَ النَّوال؛ يَقُولُ مَا كَانَ فعلُك هَذَا حَظًّا لَكَ. الْفَرَّاءُ: يُقَالُ أَلَمْ يَأْنِ وأَ لَمْ يَأْنِ لك وأَ لم يَنَلْ لك وأَ لم يُنِلْ لَكَ، قَالَ: وأَجْوَدُهنّ الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ الْعَزِيزُ يَعْنِي قَوْلَهُ: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا. وَيُقَالُ: أَنَّى لَكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا ونَالَ لَكَ وأَنَالَ لَكَ وَأَآنَ لَكَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا نَوْل امرئٍ مُسْلِمٍ أَن يَقُولَ غَيْرَ الصَّوَابِ أَو أَن يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ

أَي مَا يَنْبَغِي لَهُ وَمَا حظُّه أَن يَقُولَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا نَوْلُك أَن تَفْعَلَ كَذَا. الأَزهري في قوله قولهم: وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا

، قَالَ: النَّيْل مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ، صُيِّر وَاوُهَا يَاءً لأَن أَصله نَيْوِل، فأَدغموا الْوَاوَ فِي الْيَاءِ فَقَالُوا نَيّل، ثُمَّ خفَّفوا فقال نَيْل، وِمِثْلُهُ مَيِّت ومَيْت، قَالَ: وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا

، هُوَ مِنْ نِلْت أَنالُ لَا مِنْ نُلْت أَنُول. والنَّوْل: الْوَادِي السَّائِلُ؛ خَثْعَمِيَّةٌ عَنْ كُرَاعٍ. والنَّوْل: خشبةُ الْحَائِكِ الَّتِي يلفُّ عَلَيْهَا الثَّوْبَ، وَالْجَمْعُ أَنْوَال. والمِنْوَلُ والمِنْوَال: كالنَّوْل. اللَّيْثُ: المِنْوَال الْحَائِكُ الَّذِي يَنْسِج الوَسائد ونحوَها نفسُه، ذَهَبَ «3» إِلى أَنه يَنْسِج بالنَّوْل وَهُوَ مِنْسَج يُنسَج بِهِ وأَداتُه الْمَنْصُوبَةُ تُسَمَّى أَيضاً مِنْوَالًا؛ وأَنشد:

كُمَيْتاً كأَنها هِراوَةُ مِنْوَالِ

وَقَالَ: أَراد بالمِنْوَال النَّسّاج. وإِذا استوتْ أَخلاقُ الْقَوْمِ قِيلَ: هُمْ عَلَى مِنْوَالٍ وَاحِدٍ، وَكَذَلِكَ رَمَوْا عَلَى مِنْوَالٍ وَاحِدٍ أَي عَلَى رِشْقٍ وَاحِدٍ، وَكَذَلِكَ إِذَا اسْتَووا فِي النِّضال. وَيُقَالُ: لَا أَدري عَلَى أَي مِنْوَالٍ هُوَ أَي عَلَى أَيِّ وَجْهٍ هُوَ. والنَّالَةُ: مَا حَوْلَ الحرَم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى أَلِفها أَنها وَاوٌ لأَن انْقِلَابَ الأَلف عَنِ الْوَاوِ عَيْنًا أَعرف مِنِ انْقِلَابِهَا عَنِ الْيَاءِ؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: أَلِفها يَاءٌ لأَنها مِنَ النَّيْل أَي مَنْ كَانَ فِيهَا لَمْ تَنَله الْيَدُ، قَالَ: وَلَا يُعْجِبُنِي.

(3). قوله [نفسه ذهب إلخ] عبارة الصاغاني بعد قوله ونحوها: وقال ابن الأعرابي المِنْوَال الحائك نفسه ذهب إلخ

ص: 684

وأَنالَ بِاللَّهِ: حَلَفَ بِاللَّهِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:

يُنِيلانِ بِاللَّهِ المجيدِ لَقَدْ ثَوَى

لَدَى حَيْثُ لاقَى رينُها ونَصِيرُها «1»

. ونَوَّال ومُنَوِّل: اسمان.

نيل: نِلْتُ الشَّيْءَ نَيْلًا ونَالًا ونَالَةً وأَنَلْتُه إِيّاه وأَنَلْتُ لَهُ ونِلْتُهُ؛ ابْنُ الأَعرابي: نِلْتُهُ مَعْرُوفًا؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ:

إِني سأَشكُر مَا أُوليت مِنْ حَسَن،

وخيرُ مَنْ نِلْت مَعْرُوفًا ذَوو الشكر

ويقال: أَنَلْتُك نَائِلًا ونِلْتُكَ وتَنَوَّلْتُ لَكَ ونَوَّلْتك؛ وَقَالَ أَبو النَّجْمِ يَذْكُرُ نِسَاءً:

لَا يَتَنَوَّلْنَ مِنَ النَّوَالِ

لِمَنْ تعرَّضْنَ مِنَ الرِّجالِ،

إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ نائلٍ حَلالِ

أَي لَا يُعْطِين الرِّجَالَ إِلا حَلَالًا بِتَزْوِيجٍ وَيَجُوزُ أَن يُقَالَ: نَوَّلَني فتَنَوَّلْت أَي أَخذْت، وَعَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ لَا يأْخُذْن إِلَّا مَهْرًا حَلَالًا. وَيُقَالُ: لَيْسَ لَكَ هَذَا بالنَّوَال؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: النَّوَال هَاهُنَا الصَّوَابُ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي جُحيفة: فَخَرَجَ بلالٌ بفَضْل وَضوء النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فَبَيْن ناضِحٍ ونَائِلٍ

أَي مصيبٍ مِنْهُ وآخِذٍ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ فِي رَجُل لَهُ أَربعُ نِسوةٍ فطلَّق إِحداهنّ وَلَمْ يَدْر أَيَّتَهُنَّ طلَّق فَقَالَ: يَنالُهُنَّ مِنَ الطَّلَاقِ مَا يَنَالُهُنَّ مِنَ الْمِيرَاثِ

أَي أَن المِيراث يكون بينهن لَا تَسْقُطُ مِنْهُنَّ وَاحِدَةٌ حَتَّى تُعرَف بِعَيْنِهَا، وَكَذَلِكَ إِذا طلَّقها وَهُوَ حيٌّ فإِنه يَعْتَزِلُهُنَّ جَمِيعًا إِذا كَانَ الطَّلَاقُ ثَلَاثًا، يَقُولُ كَمَا أُورِّثُهنَّ جَمِيعًا آمرُ باعتزالهنَّ جَمِيعًا. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا

؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ هَمُّوا بِمَا لَمْ يُدْرِكوه. والنَّيْل والنائِل: مَا نِلْته. وَمَا أَصاب مِنْهُ نَيْلًا وَلَا نَيْلةً وَلَا نُولة. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها

؛ أَراد لَنْ يَصِل إِليه لحومُها وَلَا دِمَاؤُهَا وإِنما يصِل إِليه التَّقْوَى، وذكَّر لأَن مَعْنَاهُ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ شيءٌ مِنْ لُحومِها وَلَا دِمائِها، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ عز وجل: لَا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ؛ أَي شَيْءٌ مِنَ النِّسَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا

؛ قَالَ الأَزهري: رَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قَالَ النَّيْل مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي نول. وَفُلَانٌ يَنَالُ مِنْ عِرْضِ فُلَانٍ إِذا سَبَّه، وَهُوَ يَنَالُ مِنْ مَالِهِ ويَنَالُ مِنْ عدوِّه إِذا وَتَرَه فِي مالٍ أَو شَيْءٍ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ نِلْت أَنَالُ أَي أَصَبْت. وَيُقَالُ: نَالَنِي مِنْ فُلَانٍ مَعْرُوفٌ يَنَالُنِي أَي وَصَل إِليّ مِنْهُ مَعْرُوفٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ

؛ أَي لَنْ يصِل إِليه مَا يُعدُّ لَكُمْ بِهِ ثَوابه غَيْرَ التقوَى دُونَ اللُّحوم والدِّماء. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن رجُلًا كَانَ يَنَالُ مِنَ الصَّحَابَةِ

، يَعْنِي الْوَقِيعَةَ فِيهِمْ. يُقَالُ مِنْهُ: نَالَ يَنَالُ نَيْلًا إِذا أَصاب، فَهُوَ نَائِل. وَفِي حَدِيثِ

أَبي بَكْرٍ: قَدْ نَالَ الرحيلُ

أَي حانَ ودَنا. وَفِي حَدِيثِ

الْحَسَنِ: مَا نَالَ لَهُمْ أَن يَفْقَهوا

أَي لَمْ يقرُبْ وَلَمْ يَدْن. الْجَوْهَرِيُّ: نَالَ خَيْرًا يَنَالُ نَيْلًا، قَالَ: وأَصله نَيِل يَنْيَل مِثَالُ تعِب يتعَب وأَنَالَه غَيْرُهُ، والأَمرُ مِنْهُ نَلْ، بِفَتْحِ النُّونِ، وإِذا أَخبرت عَنْ نَفْسِكَ كَسَرْتَهُ. ونَالَةُ الدَّارُ: قاعَتُها لأَنها تُنال. ابْنُ الأَعرابي: باحةُ الدَّارِ ونَالَتُها وقاعَتُها وَاحِدٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

يُسقَى بأَجْدادِ عادٍ هُمَّلًا رَغَداً،

مِثْلَ الظِّباء الَّتِي فِي نَالَةِ الحَرَم

(1). قوله [رينها ونصيرها] هكذا في الأصل

ص: 685