المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قَالَ الأَصمعي: نَالَةُ الحرَم سَاحَتُهَا وباحتُها. والنِّيل: نَهْرُ مِصْرَ، حَمَاهَا - لسان العرب - جـ ١١

[ابن منظور]

الفصل: قَالَ الأَصمعي: نَالَةُ الحرَم سَاحَتُهَا وباحتُها. والنِّيل: نَهْرُ مِصْرَ، حَمَاهَا

قَالَ الأَصمعي: نَالَةُ الحرَم سَاحَتُهَا وباحتُها. والنِّيل: نَهْرُ مِصْرَ، حَمَاهَا اللَّهُ وَصَانَهَا، وَفِي الصِّحَاحِ: فَيْضُ مِصْرَ. ونِيل: نَهْرٌ بِالْكُوفَةِ، وَحَكَى الأَزهري قَالَ: رأَيت فِي سَوَادِ الْكُوفَةِ قَرْيَةً يُقَالُ لَهَا النِّيل يَخْرِقُها خَلِيج كَبِيرٌ يَتَخَلَّج مِنَ الفُرَات الْكَبِيرِ، قَالَ: وَقَدْ نَزَلْتُ بِهَذِهِ الْقَرْيَةِ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ:

ما جاوَزَ النِّيلُ يَوْمًا أَهل إِبْلِيلًا

وَجَعَلَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ السَّحاب نِيلًا فَقَالَ:

أَناخُ بأَعْجازٍ وجاشَتْ بِحارُه،

ومَدَّ لَهُ نِيلُ السَّمَاءِ المنزَّلُ

ونُيَال: مَوْضِعٌ؛ قَالَ السُّلَيك بْنُ السُّلَكة:

أَلَمَّ خَيالٌ مِنْ أُميَّة بالرَّكْبِ،

وهُنَّ عِجالٌ عَنْ نُيَالٍ وَعَنْ نَقْبِ

ونَائِلَةُ: امرأَة. ونَائِلَةُ: صَنَمٌ كَانَتْ لِقُرَيْشٍ، والله أَعلم.

‌فصل الهاء

هبل: الهَبِلة: الثَّكِلة. والهُبْلة: القُبْلة. والهَبَل: الثُّكْل، هَبِلَتْهُ أُمُّه: ثَكِلَتْه. الْجَوْهَرِيُّ: الهَبَل، بِالتَّحْرِيكِ، مَصْدَرُ قَوْلِكَ هَبِلَتْه أُمُّه. والإِهْبَال: الإِثْكال. والهَبُول مِنَ النِّسَاءِ: الثَّكُول. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: فَعِل إِذا كَانَ مُجَاوِزاً فَمَصْدَرُهُ فَعْل إِلّا ثَلَاثَةَ أَحرف: هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلًا، وعَمِلْت الشَّيْءَ عَمَلًا، وزَكِنْت الخبرَ زَكَناً. والمُهَبَّل: الَّذِي يُقَالُ لَهُ: هَبِلَتْك أُمُّك! وامرأَة هَابِل وهَبُول. وَفِي الدُّعَاءِ: هَبِلْتَ وَلَا يُقَالُ هُبِلْت، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ ثَعْلَبٌ: الْقِيَاسُ هُبِلْت، بِالضَّمِّ، لأَنه إِنما يَدْعُو عَلَيْهِ بأَن تَهْبَله أُمُّه أَي تَثْكَله. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه، حِينَ فَضَّل الوادِعِيُّ سُهْمان الْخَيْل عَلَى المَقارِيف فأَعْجَبه فَقَالَ: هَبِلَتِ الوادِعِيَّ أُمُّه لَقَدْ أَذْكَرَتْ بِهِ!

هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلًا، بِالتَّحْرِيكِ: ثَكِلَتْه، قَالَ: هَذَا هُوَ الأَصل ثُمَّ يُسْتَعْمَلُ فِي مَعْنَى المَدْح والإِعْجاب، يَعْنِي مَا أَعْلَمه وَمَا أَصْوَب رأْيه

كَقَوْلِهِ، عليه السلام: وَيْلُمِّهِ مِسْعَر حَرْب!

وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

هَوَتْ أُمُّه مَا يَبْعَثُ الصُّبْح غَادِيًا،

وَمَاذَا يُرى فِي اللَّيْلِ حين يَؤُوبُ

وَقَوْلُهُ

أَذْكَرَتْ بِهِ

أَي ولَدَت ذَكَرًا مِنَ الرِّجَالِ شَهْماً. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:

لأُمِّك هَبَلٌ

أَي ثَكَل. وَفِي حَدِيثِ

الشَّعْبِيِّ: فَقِيلَ لأُمِّك الهَبَل.

وَفِي حَدِيثِ

أُمِّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ: وَيْحَكِ أَوَهَبِلْتِ؟

هُوَ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَكَسْرِ الْبَاءِ، وَقَدِ استعاره هاهنا لفَقْد المَيْز والعَقْل مِمَّا أَصابها مِنَ الثَّكَل بولدِها كأَنه قَالَ: أَفَقدْت عَقْلك بِفَقْدِ ابْنِكِ حَتَّى جَعَلْتِ الجِنان جنَّة وَاحِدَةً؟ وَفِي حَدِيثِ

عليٍّ: هَبِلَتهم الهَبُول

أَي ثَكِلَتهم الثَّكُول، وَهِيَ بِفَتْحِ الْهَاءِ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي لَا يبقى لها وَلَدٌ. والمَهْبِل: الرَّحِمُ، وَقِيلَ: هُوَ أَقصى الرَّحِم، وَقِيلَ: هُوَ مَسْلَك الذكَر مِنَ الرحِم، وَقِيلَ: هُوَ فَمُه، وَقِيلَ: هُوَ طَرِيقُ الْوَلَدِ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الظَّبْية والرَّحِم، قَالَ الْكُمَيْتُ:

إِذا طَرَّق الأَمْرُ بالمُعْضِلات

يَتْناً، وَضَاقَ بِهِ المَهْبِل

وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعُ الولَد مِنَ الرحِم، قَالَ الْهُذَلِيُّ:

لَا تَقِهِ المَوْتَ وَقِيَّاتُه،

خُطَّ لَهُ ذَلِكَ فِي المَهْبِلِ

وَقِيلَ: هُوَ موقِع الْوَلَدِ مِنَ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ:

ص: 686

الْخَيْرُ وَالشَّرُّ خُطَّا لِابْنِ آدَمَ وَهُوَ فِي المَهْبِل

، هُوَ بِكَسْرِ الْبَاءِ مَوْضِعُ الولد من الرحِم، وَقِيلَ: أَقصاه، قِيلَ: وَهُوَ البَهْوُ بَيْنَ الوَرِكَيْن حَيْثُ يَجْثُمُ الْوَلَدُ، شبِّه بِمَهْبِل الجَبل وَهُوَ الهوَّة الذَّاهِبَةُ فِي الأَرض. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المَهْبِل مَا بَيْنَ الغَلَفَيْن «1» أَحدهما فَمُ الرَّحِم وَالْآخَرُ مَوْضِعُ العُذْرة. والمَهْبِل: الاسْت. والمَهْبِل: الهَواء «2» مِنْ رأْس الْجَبَلِ إِلَى الشِّعْب. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ:

فتحمِلهم فتطْرَحهم بالمَهبِل

، هُوَ الهُوَّة الذاهبةُ فِي الأَرض، وَقَالَ أَوس فِي مَهْبِل الْجَبَلِ:

فأَبْصَرَ أَلْهاباً مِنَ الطَّودِ دُونَهُ،

يَرَى بَيْنَ رأْسَيْ كلِّ نِيقَيْنِ مَهْبِلا

قَالَ أَبو زِيَادٍ: المَهْبِل حَيْثُ يَنْطُفُ فِيهِ أَبو عُمَيْرٍ بِأَرونِه، وأَنشد بَيْتَ الْهُذَلِيِّ. وَقَالَ الأَزهري فِي أَثناء كَلَامِهِ فِي بَهِلَ: اهْتَبَلَ الرَّجُلُ إِذا كذَب، واهْتَبَلَ إِذا غَنِم، واهْتَبَلَ إِذا ثَكِل. وَسَمِعَ كَلِمَةً فاهْتَبَلَها أَي اغْتنَمها. والاهْتِبَال: الاغْتِنام والاحْتيال والاقْتصاص. وَيُقَالُ: اهْتَبَلْت غَفلته، قَالَ الْكُمَيْتُ:

وعاثَ فِي غَابِرٍ مِنْهَا بعَثْعَثةٍ

نَحْرَ المُكافئ، والمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ

وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنِ اهْتَبَلَ جَوْعةَ مؤمنٍ كَانَ لَهُ كَيْت وكَيْت

أَي تَحَيَّنَها واغْتَنَمها مِنَ الهُبَالَةِ الغَنيمة «3» وَفِي حَدِيثِ

أَبي ذرٍّ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ: فاهْتَبَلْت غَفْلته وافْتَرَصْتها واحتلْت لَهُ حَتَّى وَجَدْتُهَا كالرجُل يَطْلُبُ الفُرْصة فِي الشَّيْءِ

، قَالَ الْكُمَيْتُ:

وَقَالَتْ ليَ النَّفسُ: اشعَبِ الصِّدْعَ واهْتَبِلْ

لإِحْدى الهَناتِ المُضْلِعاتِ اهْتِبَالَها

أَي استعدَّ لَهَا واحْتَلْ. وَرَجُلٌ مُهْتَبِل وهَبَّال، وهَبَّلَ لأَهله وتَهَبَّلَ واهْتَبَلَ: تكسَّب. واهْتَبَلَ الصَّيْدَ: بَغاه وتكسَّبه. والصيَّاد يَهْتَبِلُ الصيدَ أَي يَغْتَنِمُه ويغترُّه. والهَبَّالُ: الكاسِب المُحْتال، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

أَو مُطْعَمُ الصَّيْدِ هَبَّالٌ لبُغْيَتِه

أَلْفى أَباهُ، بِذَاكَ الكَسْب، يكتسِبُ

وَمَا لَهُ هَابِلٌ وَلَا آبِلٌ، الهَابِل هُنَا: الكاسِب، وَقِيلَ المُحْتال، والآبِل: الَّذِي يُحْسِن القيامَ عَلَى الإِبِل والرِّعْيةَ لَهَا، وإِنما هُوَ الأَبِل، بِالْقَصْرِ، فَمَدَّهُ ليُطابِق الهابِل، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ بَعْضِهِمْ، قَالَ: وَالصَّحِيحُ أَنه فاعِل مِنْ قَوْلِهِمْ أَبَل «4» الإِبِلَ يأْبُلها ويأْبِلُها حذَق مَصْلحتها. وَذِئْبٌ هِبِلٌّ أَي مُحْتال. والهَبَالَةُ: اسْمُ ناقةٍ لأَسماء بْنِ خَارِجَةَ، وَقَالَ:

فَلَأَحْشَأَنَّكَ مِشْقَصاً

أَوْساً، أُوَيْسُ، مِنَ الهَبَالَهْ

والهِبِلُّ: الضَّخْم المُسِنُّ مِنَ الرِّجَالِ والنِّعام والإِبل. والهِبَلُّ، مِثَالُ الهِجَفِّ: الثَّقِيلُ المُسِنُّ الْكَبِيرُ مِنَ النَّاسِ والإِبل، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لسُحَيم عَبْدِ بني

(1). قوله [ما بين الغلفين] هكذا في الأصل بالفاء بعد اللام، وفي التهذيب بالقاف بدلها.

(2)

. قوله [والمهبل الهواء] هكذا في الأصل والمحكم والتكملة، وفي القاموس: أنه الهويّ.

(3)

. قوله [من الهبالة الغنيمة] هكذا ضبط في الأصل بضم الهاء، وفي بعض نسخ النهاية بفتحها.

(4)

. قوله [من قولهم أبل إلخ] هكذا ضبط في الأصل وفي المحكم أيضاً، وعبارة القاموس في مادة أبل: وأبل كنصر وفرح أبالة وأبلًا فهو آبل وأبل.

ص: 687

الحَسحاس:

هِبَلٌّ كمِرِّيخِ المَغالي هَجَنَّعٌ،

لَهُ عُنُق مِثْلَ السِّطاعِ قَوِيمُ

وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

أَنا أَبو نَعامة الشيخُ الهِبَلّ،

أَنا الَّذِي وُلِدْت فِي أُخْرى الإِبِلْ

يَعْنِي أَنه لَمْ يُولَدْ عَلَى تَنْعيم أَي أَنه أَخشنُ شَدِيدٌ غَلِيظٌ لَا يَهُوله شَيْءٌ. والهِبِلُّ: الرَّجُلُ الْعَظِيمُ، وَقِيلَ: الطَّوِيلُ، والأُنثى بِالْهَاءِ. والمُهَبَّل: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ المُوَرَّم الوجْه. وَقَدْ هَبَّلَه اللَّحْمُ إِذا كثُر عَلَيْهِ وركِب بعضُه بَعْضًا وأَهْبَلَه، قَالَ أَبو كَبِيرٍ:

مِمَّن حَمَلْنَ بِهِ، وهُنَّ عَواقِدٌ

حُبُكَ النِّطاقِ، فَشبَّ غَيْرُ مُهَبَّل

وَيُقَالُ هُوَ المُلَعَّن. وَقَالَتْ

عَائِشَةُ فِي حَدِيثِ الإِفْك: والنِّساء يَوْمَئِذٍ لَمْ يُهَبِّلْهنَّ اللحمُ

، مَعْنَاهُ لَمْ يَكْثُرْ عَلَيْهِنَّ اللَّحْمُ والشَّحمُ. والهَابِلُ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ والشحْم. وَيُقَالُ للمُهَبَّج المُرَبَّل: مُهَبَّل، كأَنَّ بِهِ ورَماً مِنْ سِمَنه. يُقَالُ: أَصبح فُلَانٌ مُهَبَّلًا، وَهُوَ المُهَبَّجُ الَّذِي كأَنه تورَّم مِنَ انتِفاخه. وهَبُلَتِ المرأَة عَبُلت. واهْتَبِلْ هَبَلَك أَي اشتغِل بشأْنِك، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والمُهْتَبِل: الْكَذَّابُ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وأَنشد:

يَا قاتَل اللهُ هَذَا كَيْفَ يَهْتَبِلُ

والمِهْبَل: الْخَفِيفُ، عَنْ خَالِدٍ، وَرَوَى بَيْتَ تأَبَّط شَرًّا:

ولستُ بِراعي صِرْمةٍ كَانَ عَبْدُها

طويلَ العَصا مِئْناثةَ الصَّقْبِ مِهْبَلِ

والاهْتِبَال مِنَ السَّيْرِ: مَرْفُوعَهُ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، وأَنشد:

أَلا إِن نصَّ العِيسِ يُدْني مِنَ الهَوَى،

ويَجْمَع بَيْنَ الهائمينَ اهْتِبَالُها

والهَبَال: شَجَرٌ تُعمَل مِنْهُ السِّهام، وَاحِدَتُهُ هَبَالَة، قَالَ أَسماء بْنُ خَارِجَةَ:

فَلأَحْشأَنَّك مِشْقَصاً

أَوْساً، أُوَيْسُ، مِنَ الهَبَالَهْ

وابنُ الهَبُولَة وَابْنُ هَبُولَةَ جَمِيعًا: ملِك. وبَنُو هُبَل بَطْن مِنْ كلْب يُقَالُ لَهُمُ الهُبَلات. وهُبَل: اسْمُ صَنَم كَانَ فِي الْكَعْبَةِ لِقُرَيْشٍ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي سُفْيَانَ: قَالَ يَوْمَ أَحد: اعْلُ هُبَل

، هُوَ الصنَم الَّذِي كَانُوا يَعْبُدُونَهُ. وهُبَل: اسْمُ رَجُلٍ، مَعْدول عَنْ هابِل مَعْرِفَةٍ. وَبَنُو هُبَل: بطْن مِنَ الْعَرَبِ مِنْ كلْب يُقَالُ لَهُمُ الهُبَلات. وَبَنُو هَبِيل: بَطْنٌ. والهَيْبُلِيُّ والأَيْبُلِيُّ: الراهب.

هبركل: التَّهْذِيبُ فِي الْخُمَاسِيِّ: أَبو تُرَابٍ غُلَامٌ هَبَرْكَل قَوِيٌّ؛ وأَنشدت أُمُّ بُهْلول:

يَا رُبَّ بَيْضاء، بِوَعْثِ الأَرْمُلِ،

قَدْ شُغِفَتْ بناشِئٍ هَبَرْكَلِ «5» .

هتل: التَّهْتَالُ: مِثْلُ التَّهْتان. وسحائبُ هُتَّلٌ وهُتَّن: هُطَّل، وَقِيلَ: مُتتابعة الْمَطَرِ؛ قَالَ العجاج:

(5). قوله [يا رب بيضاء إلخ] سقط بين المشطورين ثلاثة مشاطير وهي: شبيهة العين بعين المغزل فيها طماح عن خليل حنكل وهي تداري ذاك بالتجمل قد شغفت إلخ

ص: 688

عَزَّزَ مِنْهُ، وَهُوَ مُعْطِي الأَسْهالْ،

ضرْبُ السَّوارِي مَتْنَه بالتَّهْتَال

أَي عَزَّزَ مَتْنَ هَذَا الْكَثِيبِ، وَمَعْنَى عَزَّزه صلَّبه. هَتَلَتِ السماءُ وهَتَنَت تَهْتِلُ هَتْلًا وهُتُولًا وتَهْتَالًا وهَتَلاناً: هَطَلت، وَقِيلَ: هُوَ فَوْقَ الهَطْل، وَهُوَ الهَتَلان والهَتَنان، وَقِيلَ: الهَتَلان المطرُ الضَّعِيفُ الدَّائِمُ. والهَتْلى: ضرْب مِنَ النَّبْتِ، وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. والهَتِيلُ: موضع.

هتمل: الهَتْمَلَةُ: الْكَلَامُ الخفيُّ. والهَتْمَلَة: كالهَتْلمة، وَقَدْ هَتْمَلَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

وَلَا أَشْهَدُ الهُجْرَ والقائِلِيهِ،

إِذا هُمْ بِهَيْنَمةٍ هَتْمَلُوا

وهَتْمَلَ الرَّجُلَانِ: تكلَّما بِكَلَامٍ يُسِرَّانه عَنْ غَيْرِهِمَا، وَهِيَ الهَتْمَلَة، وَجَمْعُهَا هَتَامِل: أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

تسمَعُ للجِنِّ بِهِ زِيْ زِيْ زَما،

هَتَامِلًا مِنْ رِزِّها وهَيْنَما

وَقَالَ ابْنُ أَحمر:

فَسِرْ قصْدَ سَيري، يَا ابْنَ سَمْراء، إِنني

صَبورٌ عَلَى تِلْكَ الرُّقَى والهَتَامِل «1»

. والمُهَتْمِل: النَّمَّام «2» .

هثمل: الهَثْمَلَة: الْفَسَادُ وَالْاخْتِلَاطُ.

هجل: الهَجْل: الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض نَحْوَ الْغَائِطِ. الأَزهري: الهَجْل الْغَائِطُ يَكُونُ مُنْفَرِجًا بَيْنَ الْجِبَالِ مُطْمَئِنًّا مَوْطِئه صُلْب، وَالْجَمْعُ أَهْجَال وهِجَال وهُجُول؛ قَالَ أَبو زُبيد:

تحنُّ للظِّمْءِ مِمَّا قَدْ أَلَمَّ بِهَا

بالهَجْل مِنْهَا كأَصْوات الزَّنابير

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ الزَّنانِير، بِالنُّونِ، وَهِيَ الْحَصَى الصِّغار؛ فأَما قَوْلُهُ:

لَهَا هَجَلاتٌ سَهْلة، ونِجادُها

دَكادِكُ لَا تُؤْبي بِهِنَّ المَراتِعُ

فَزَعَمَ أَبو حَنِيفَةَ أَنه جَمْعُ هَجْل؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرَدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ وَقَالَ: إِنما هُوَ جَمْعُ هَجْلَة، قَالَ: يُقَالُ هَجْل وهَجْلَة كَمَا يُقَالُ سَلّ وسَلَّة وكَوٌّ وكَوَّة، وأَنا لَا أَثِق بهَجْلة وَلَا أَتَيَقَّنها، وإِنما هَجْل وهَجَلات عِنْدِي مِنْ بَابِ سُرادِق وسُرادِقات وحَمَّام وحمَّامات، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمُذَكَّرِ الْمَجْمُوعِ بِالتَّاءِ. والهَجِيل مِنَ الأَرض: كالهَجْل؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الهَجْل مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض وغَمَضَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:

والخيلُ يَرْدِين بهَجْل هَاجِلِ

فَوارِطاً، قُدَّام زَحْفٍ رافِلِ

والهَجْل والهَبْرُ: مُطْمَئِنٌّ يُنْبِت وَمَا حَوْله أَشدّ ارْتِفَاعًا، وَجَمْعُهُ هُجُول وهُبور. وأَهْجَلَ القومُ فهُم مُهْجِلُون. والهَجِيلُ: الحوْض الَّذِي لَمْ يُحْكَمُ عمَله. والهَجُول: البَغِيُّ مِنَ النِّسَاءِ. والهَجُول مِنَ النِّسَاءِ: الْوَاسِعَةُ، وَقِيلَ: الفاجِرة؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

عُيون زَهاها الكُحْل، أَما ضَمِيرُها

فعَفٌّ، وأَما طَرْفُها فهَجُول

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَنه الفاجِر؛ وقال ثعلب هنا:

(1). قوله [يا ابن سمراء] في شرح القاموس: يا ابن حمراء

(2)

. ومما يستدرك عليه ما ذكره في التهذيب ونصه، وقال أَبُو زَيْدٍ: الْمُتْمَهِلُّ الْمُعْتَدِلُ، وَقَدِ اتْمَهَل سَنَامُ الْبَعِيرِ واتمأل إذا انتصب واستقام فهو متمهل ومتمئل

ص: 689

إِنه الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض، وَهُوَ مِنْهُ خَطَأٌ. والهَوْجَل مِنَ النِّسَاءِ «1»: كالهَجُول:

قُلْتُ تعلَّق فَيْلَقاً هَوْجَلَّا

والهَوْجَل: الْمَفَازَةُ الذَّاهِبَةُ فِي سَيْرِهَا. والهَوْجَل: الْمَفَازَةُ الْبَعِيدَةُ الَّتِي لَيْسَتْ بِهَا أَعلام. والهَوْجَل: الأَرض الَّتِي لَا مَعالم بِهَا، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ نُجيم: الهَوْجَل الطَّرِيقُ الَّذِي لَا عَلَمَ بِهِ، وأَنشد:

إِليك، أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ، رَمَتْ بِنَا

هُمومُ المُنَى، والهَوْجَل المُتَعَسِّف

وَيُقَالُ: فَلاةٌ هَوْجَل إِذا لَمْ يَهْتَدُوا بِهَا؛ وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ قَسَا:

وهَجْلٍ مِنْ قَساً ذَفِرِ الخُزامى،

تَهَادَى الجِرْبِياءُ بِهِ الحَنِينا «2»

. وَقَالَ: الهَجْل الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض، والهَوْجَل الأَرض الَّتِي لَا نَبْتَ فِيهَا؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

وجَرْداءَ خَرْقاءِ المَسارِح هَوْجَلٍ،

بِهَا لاسْتِداء الشَّعْشَعانات مَسْبَحُ

والهَوْجَل: الأَرض تأْخذ مرَّة هَكَذَا وَمَرَّةً هَكَذَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَرض هَوْجَل تأْخذ مَرَّةً كَذَا وَمَرَّةً كَذَا. والهَوْجَل: النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ الذَّاهِبَةُ فِي سَيْرِهَا، وَقِيلَ: هِيَ النَّاقَةُ الَّتِي كأَنَّ بِهَا هَوَجاً مِنْ سُرْعَتِهَا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

وبعد إِشارتهم بالسِّياطِ

هَوْجاء ليلتَها هَوْجَل «3»

. أَي فِي لَيْلَتِهَا. وَنَاقَةٌ هَوْجَل: لِلسَّرِيعَةِ الوَساع، وأَرض هَوْجَل مُشْتَقٌ مِنْهُ؛ قَالَ جَنْدَلٌ:

والآلُ فِي كلِّ مُرادٍ هَوْجَلِ،

كأَنَّه بالصَّحْصَحان الأَنْجَلِ

قُطْنٌ سُخام بأَيادِي غُزَّلِ

والهَوْجَل: الدَّلِيلُ الحاذِق. والهَوْجَل: الْبَطِيءُ المُتَواني الثقيلُ الوَخِم، وَقِيلَ: هُوَ الأَحمق. والهَوْجَل: الرَّجُلُ الذاهِب فِي حُمْقِه. ومشيٌ هَوْجَل: مُسْترخ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

فِي صَلَبٍ لَدْنٍ ومَشْيٍ هَوْجَلِ

وهَجَّلْتُ بِالرَّجُلِ: أَسمعته القبيحَ وشتَمْته. أَبو زَيْدٍ: هَجَّلْت الرجلَ وَبِالرَّجُلِ تَهْجِيلًا وسَمَّعْت بِهِ تَسْمِيعًا إِذا أَسمعته الْقَبِيحَ وَشَتَمْتَهُ. ابْنُ بُزُرْج: لَا تَهَجَّلَنَّ فِي أَعراض النَّاسِ أَي لَا تَقَعَنّ فِيهِمْ. والهَوْجَل: الرَّجُلُ الأَهْوَج؛ وَقَالَ أَبو كَبِيرٍ:

فأَتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً

سُهُداً، إِذا مَا نَامَ لَيلُ الهَوجَلِ

والمُهْجَل: المُهْمَل. ومالٌ مُهْجَل ومُسْجَل إِذا كَانَ مُضَيَّعاً مُخَلّى. وهَجَلَتِ المرأَة بِعَيْنِهَا ورَمَشَت وغَيَّقَت ورَأْرَأَتْ إِذا أَدارتها بغَمْزِ الرَّجُلِ. والهَوْجَل: أَنْجَر السَّفِينَةِ. والهَوْجَل: بَقايا النُّعاس. ابْنُ الأَعرابي: هَوْجَلَ الرجلُ إِذا نَامَ نَوْمَةً خَفِيفَةً؛ وأَنشد:

إِلَّا بَقَايَا هَوْجَل النعاسِ

والهَاجِلُ: النَّائِمُ. والهاجِلُ: الْكَثِيرُ السفَر. وهَجَلَ بالقَصَبَة وَغَيْرِهَا إِذا رَمَى بِهَا، وأَما الَّذِي فِي الْحَدِيثِ:

أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ الْمَسْجِدَ وإِذا فِتْية مِنَ الأَنصار يَذْرَعون الْمَسْجِدَ بقصَبة فأَخذ

(1). قوله [والهَوْجَل من النساء إلخ] قال في شرح القاموس: وشدده الشاعر للضرورة

(2)

. قوله [وهَجْلٍ من قساً إلخ] تقدم في مادة ذفر بلفظ:

بهَجْلٍ مِنْ قَسًا ذَفِرِ الْخُزَامَى،

تَدَاعَى الْجِرْبِيَاءُ بِهِ حنينا

(3)

. قوله [وبعد إشارتهم] في التكملة: وقبل إشارتهم

ص: 690

القَصَبَة فهَجَلَ بِهَا

أَي رَمَى بِهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف هَجَلَ بِمَعْنَى رَمَى، وَلَكِنْ يُقَالُ نَجَل وزَجَل بِالشَّيْءِ رَمَى به.

هجنجل: هَجْنْجَل: اسْمٌ، وَقَدْ كَنَّوْا بأَبي الهَجَنْجَل؛ قَالَ:

ظلَّت وظَلَّ يومُها حَوْبَ حَلِ،

وظَلَّ يومٌ لأَبي الهَجَنْجَلِ

أَي وظلَّ يومُها مَقُولًا فِيهِ حَوْبَ حَلِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: دُخُولُ لَامِ التَّعْرِيفِ فِي الهَجَنْجَل مَعَ الْعَلَمِيَّةِ يَدُلُّ أَنه فِي الأَصل صفة كالحرث والعباس «1» .

هدل: الأَزهري: هَدَر الغلامُ وهَدَل إِذا صوَّت؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

طَوى البَطْنَ زَيَّامٌ كأَنَّ سَحِيلَه

عليهنَّ، إِذْ وَلَّى، هَدِيلُ غُلام

أَي غِناءُ غُلام. ابْنُ سِيدَهْ: الهَدِيل صوتُ الْحَمَامِ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ وحْشِيَّها كالدَّباسِيِّ والقَمارِيِّ وَنَحْوِهَا، هَدَلَ القُمْرِيُّ، وَفِي الْمُحْكَمِ: هَدَلَ يَهْدِلُ هَدِيلًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

إِذا ناقَتي عِنْدَ المُحَصَّب شاقَها

رَواحُ اليَماني، والهَدِيلُ المُرَجَّعُ «2»

. وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

مَا هاجَ شَوْقَك مِنْ هَدِيلِ حمامةٍ،

تَدْعُو عَلَى فَنَنِ الغُصُون حَماما

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ الهَدِيل فِي صَوْتِ الهُدْهُد؛ قَالَ الرَّاعِي:

كَهُداهِدٍ كسَرَ الرُّماةُ جَناحَهُ،

يَدْعُو بِقارِعَة الطريقِ هَدِيلا

قَالَ: وَهَذَا تَصْغِيرُ هُدْهُد أُبْدِلت مِنْ يَائِهِ أَلف، قَالَ: وَمِثْلُهُ دُوابَّةٌ، حَكَاهُمَا أَبو عَمْرٍو وَلَمْ يُعْرَف لَهُمَا ثَالِثٌ. وهَدَلَتِ الْحَمَامَةُ تَهْدِلُ هَدِيلًا، وَقِيلَ: الهَدِيل ذكَرُ الْحَمَامِ، وَقِيلَ: هُوَ فَرْخها؛ قَالَ جِرانُ العَوْد:

كأَنّ الهَدِيل الظَّالِعَ الرِّجْل وَسْطَها،

مِنَ البَغْي، شِرِّيبٌ يُغَرِّد مُنْزَفُ

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَزْعُمُ الأَعراب فِي الهَدِيل أَنه فرْخ كانَ عَلَى عَهْدِ نُوحٍ، عليه السلام، فَمَاتَ ضَيْعةً وعطَشاً فَيَقُولُونَ إِنه لَيْسَ مِنْ حَمَامَةٍ إِلَّا وَهِيَ تَبْكِي عَلَيْهِ؛ قَالَ نُصيب «3». وَقِيلَ هُوَ لأَبي وَجْزَةَ:

فَقُلْتُ: أَتبكي ذاتُ طَوْقٍ تذكَّرتْ

هَدِيلًا، وَقَدْ أَوْدى وَمَا كَانَ تُبَّعُ؟

يَقُولُ: وَلَمْ يُخْلَقْ تُبَّع بعدُ، قَالَ: وَيُقَالُ صادَ الهَدِيلَ جارِحٌ مِنْ جَوارِح الطَّيْرِ؛ وأَنشد الْكُمَيْتُ الأَسدي:

وَمَا مَنْ تَهْتِفِينَ بِهِ لِنَصْرٍ

بأَسْرَعَ، جَابَةً لكِ، مِنْ هَدِيلِ

فَمَرَّةً يَجْعَلُونَهُ الطائرَ نفسَه، ومرَّة يَجْعَلُونَهُ الصَّوْت. والهَدِيلُ أَيضاً: الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الشعَر، وَقِيلَ: هُوَ الأَشْعَث الَّذِي لَا يسرِّح رأْسه وَلَا يَدْهُنُهُ؛ أَنشد أَبو زَيْدٍ:

هِدانٌ أَخُو وَطْبٍ، وصاحِبُ عُلْبة،

هَدِيلٌ لِرَثَّاثِ النِّقالِ جَرُورُ

(1). ومما يستدرك عليه ما في التهذيب ونصه: وامرأَة مهجلة وهي التي أفضى قبلها ودبرها؛ وقال الشاعر:

ما كان أهلًا أن يكذب منطقي

سعد بن مهجلة العجان فليق

(2)

. قوله [إذا ناقتي] في الصحاح: أرى ناقتي

(3)

. قوله [قال نصيب إلخ] في المحكم: قال نصيب، ولم يذكر خلافاً، وفي التهذيب: قال الأموي وأنشدني ابن أبي وجزة السعدي لنصيب

ص: 691

النِّقال: النِّعالُ الخُلْقان. وَرَجُلٌ هَدِيل: ثَقِيلٌ. وتَهَدَّلَتِ الثِّمارُ وأَغصان الشَّجَرَةِ أَي تدلَّت، فَهِيَ مُتَهَدِّلَة. وَفِي حَدِيثِ

قُسّ: وروضةٍ قَدْ تَهَدَّلَت أَغصانها

أَي تدلَّت واسترختْ لثِقَلها بِالثَّمَرِ. وَفِي حَدِيثِ

الأَحْنف: مِنْ ثِمارٍ مُتَهَدِّلةٍ.

وهَدَلَ الشيءَ يَهْدِلُهُ هَدْلًا: أَرسله إِلى أَسفل وأَرخاه. والهَدَل: استرخاه المِشْفَر الأَسفل، هَدِلَ هَدَلًا. ومِشْفَر هَادِلٌ وأَهْدَلَ وشَفة هَدْلاء: مُنْقَلِبة عَنِ الذَّقَن. وهَدِلَ الْبَعِيرُ يَهْدَلُ هَدَلًا فَهُوَ أَهْدَلُ: أَخذته الْقُرْحَةُ فهَدِلَ مِشْفَره وَطَالَ. وهَدِلَ يَهْدَلُ هَدلًا فَهُوَ هَدِلَ: طَالَ مِشْفره، وَبَعِيرٌ هَدِلٌ مِنْهُ. وَبَعِيرٌ أَهْدَلُ، وَذَلِكَ مِمَّا يُمْدَحُ بِهِ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمي:

يُبادِر الحَوْضَ، إِذا الحَوْضُ شُغِلْ،

بكلِّ شَعشاعٍ صُهابيٍّ هَدِلْ «4»

. وَقَدْ تَهَدَّلَتْ شَفَته أَي استرختْ، وَقِيلَ: الهَدَل فِي الشَّفَةِ عِظَمُها وَاسْتِرْخَاؤُهَا وَذَلِكَ لِلْبَعِيرِ، وإِنما يُقَالُ رَجُلٌ أَهْدَل وامرأَة هَدْلاء مُسْتَعَارًا مِنَ الْبَعِيرُ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: أَعْطِهم صَدَقَتك وإِن أَتاك أَهْدَل الشَّفَتَيْنِ

؛ الأَهْدَلُ: الْمُسْتَرْخِي الشَّفَةِ السُّفْلَى الْغَلِيظِهَا، أَي وإِن كَانَ الْآخِذُ أَسود حَبَشيّاً أَو زِنْجيّاً، وَالضَّمِيرُ فِي أَعْطِهم للوُلاة وأُولي الأَمْرِ. وَفِي حَدِيثِ

زِيَادٍ: أَهْدَبُ أَهْدَلُ

: وَالسَّحَابُ إِذا تدلَّى هَيْدَبُه فَهُوَ أَهْدَل؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

بِتَهْتانِ دِيمَتِهِ الأَهْدَلِ

وَيُقَالُ: شِدْق أَهْدَل؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

يُلْقِيه فِي طُرْقٍ أَتتها مِنْ عَلِ

قُذْف لَهًا جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِ «5»

. والتَّهَدُّل: اسْتِرْخَاءُ جِلْدَةِ الخُصْية وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ قَالَ:

كأَنَّ خُصْيَيْهِ مِنَ التَّهَدُّلِ،

ظَرْفُ عَجُوز فِيهِ ثِنْتا حَنْظَلِ

وَيُرْوَى: مِنَ التَّدَلْدُل. والهَدال: مَا تَهَدَّل مِنَ الأَغصان؛ قَالَ الأَعشى:

ظَبْيَةٌ مِنْ ظِباء وَجْرَة أَدْماءُ،

تَسُفُّ الكَباثَ تَحْتَ الهَدَالِ

الْجَوْهَرِيُّ: والهَدَالُ مَا تَدَلَّى مِنَ الْغُصْنِ؛ وَقَالَ:

يَدْعُو الهَدِيلُ وساقُ حُرٍّ فَوْقَه،

أُصُلًا، بأَوديةٍ ذَواتِ هَدَالِ

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

طامٍ عَلَيْهِ وَرَقُ الهَدَالِ

والهَدَالَةُ: شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي السَّمُر لَيْسَتْ مِنْهُ وَتَنْبُتُ فِي اللَّوْز وَالرُّمَّانِ وَفِي كُلِّ شَجَرَةٍ «6» . وَثَمَرَتُهَا بَيْضَاءُ، وَقِيلَ: الهَدَالَة كلُّ غُصْنِ نَبْتٍ مُسْتَقِيمًا فِي طَلْحة أَو أَراكة، وَهُوَ مِمَّا يُشْفَى بِهِ المَطْبوب، وَالْجَمْعُ هَدَالٌ، وَيُقَالُ: كُلُّ غُصْنٍ يَنْبُتُ فِي أَراكة أَو طَلْحة مُسْتَقِيمَةٍ فَهِيَ هَدَالَةٌ، كأَنها مُخَالِفَةٌ لِسَائِرِهَا مِنَ الأَغصان، وَرُبَّمَا دَاوَوْا بِهِ مِنَ السِّحْر والجُنون. والهَدَال: ضرْب مِنَ الشَّجَرِ. والهَدَال: شَجَرٌ بِالْحِجَازِ لَهُ ورَق عِراض أَمثال الدَّراهِم الضِّخام لَا يَنْبُتُ إِلَّا مَعَ أَشجار السَّلَع والسَّمُر؛ يَسْحَقه أَهلُ الْيَمَنِ ويطبُخُونه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ لَبَن هِدْلٌ لُغَةٌ

(4). قوله [يبادر الحوض إلخ] هكذا في الأصل، وأنشده للعجاج في شعشع بلفظ:

تُبَادِرُ الْحَوْضَ إِذَا الْحَوْضُ شُغِلْ

بِشَعْشَعَانِيٍّ صُهَابِيٍّ هَدِل

والشطر الثاني في المحكم والتهذيب مثل ما هنا

(5)

. قوله [يلقيه في طرق إلخ] هكذا في الأصل مضبوطاً

(6)

. قوله [وفي كل شجرة] كذا في الأصل والمحكم، وفي الصاغاني: وفي كل الشجر

ص: 692

فِي إِدْلٍ لَا يُطاق حَمَضاً، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه على البدَل.

هدمل: الهِدْمِل، بِالْكَسْرِ: الثَّوْبُ الخلَق؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا:

ومَرْقَبةٍ، يَا أُمَّ عَمْروٍ، طِمِرَّةٍ

مُذَبْذَبةٍ فَوقَ المَراقِب عَيْطَل

نَهَضْت إِليها مِنْ جُثُومٍ كأَنها

عَجُوز، عَلَيْهَا هِدْمِلٌ ذاتُ خَيْعَل

مِنْ جُثوم أَي مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جُثوم جَمْعُ جاثِم أَي نَهَضْتُ مِنْ بَيْنِ جَمَاعَةٍ جُثوم. والهِدَمْلَة، عَلَى وَزْنِ السِّبَحْلة: الرَّمْلة المُشْرِفةُ الْكَثِيرَةُ الشَّجَرِ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ جَرِيرٌ:

حَيِّ الهِدَمْلَة مِن ذاتِ المَواعِيس

وَجَمْعُهَا الهِدَمْلات؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

ودِمْنة هَيَّجَتْ شَوْقي مَعالِمُها،

كأَنها بالهِدَمْلاتِ الرَّوَاسِيمُ

والهِدَمْلَةُ: مَوْضِعٌ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. والهِدَمْلَةُ: الدَّهْرُ الَّذِي لَا يُوقَفُ عَلَيْهِ لِطُولِ التَّقادُم، وَيُضْرَبُ مَثَلًا لِلَّذِي فَاتَ؛ يَقُولُ بعضُهم لِبَعْضٍ: كَانَ هَذَا أَيام الهِدَمْلَة؛ قَالَ كثيِّر:

كأَنْ لَمْ يُدَمِّنها أَنِيسٌ، وَلَمْ يكنْ

لَهَا بَعْدَ أَيّام الهِدَمْلَةِ عامِرُ

هذل: هَوْذَلَ فِي مَشْيهِ هَوْذَلَةً: أَسرع، وَقِيلَ: الهَوْذَلَة أَن يضْطَرِب فِي عَدْوِه. وهَوْذَلَ السقاءُ: تَمَخَّضَ، مِنْ ذَلِكَ. وهَوْذَلَ السقاءُ إِذا أَخرج زُبْدَتهُ. وهَوْذَلَ الرجلُ: اضْطَرَبَ فِي عَدْوه، وَكَذَلِكَ الدَّلْوُ؛ قَالَ:

هَوْذَلَةَ المِشْآةِ فِي الطَّوِيِ

وَفِي نُسْخَةٍ: فِي قَعْرِ الطَّوِيِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: المِشْآة الزَّبِيلُ الَّذِي يُخرج بِهِ تُرَابُ الْبِئْرِ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ لِابْنِ هَرْمة:

إِمَّا يَزالُ قائِلٌ أَبِنْ أَبِنْ،

هَوْذَلَة المِشْآةِ عَنْ ضِرسِ اللَّبِنْ

اللِّيْثُ: الهَوْذَلَة القَذْف بالبَوْلِ. وهَوْذَل إِذا قَاءَ. وهَوْذَل إِذا رمَى بالعُرْبُونِ، وَهُوَ الْغَائِطُ والعَذِرة. وَذَهَبَ بَوْلُه هَذَالِيلَ إِذا انْقَطَعَ. وهَوْذَلَ الْبَعِيرُ ببوله إِذا اختزَّ بَوْلُه وتحرَّك. وهَوْذَلَ ببَوْله: نَزَّاه وقَذَفه وَرَمَى بِهِ؛ قَالَ:

لَوْ لمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ،

فِي صَدْره، مِثْلُ قَفَا الكَبْشِ الأَجَمْ

وهَوْذَلَ الفحلُ مِنَ الإِبل ببوْلِه إِذا اهتزَّ وتحرَّك. والهَاذِلُ، بِالذَّالِ: وسَط اللَّيْلِ. وأَهْذَبَ فِي مَشْيِهِ وأَهْذَل إِذا أَسرع، وَجَاءَ مُهْذِباً مُهْذِلًا. والهُذْلُول: الرجلُ الْخَفِيفُ والسهمُ الْخَفِيفُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والهَوْذَلُ وَلَدُ القِرد؛ قَالَ الْشَّاعِرُ:

يُدِيرُ النَّهارَ بِحَشْرٍ لَهُ،

كَمَا دارَ بالمَنَّةِ الهَوْذَلُ

المَنَّة: القِرْدة، والهَوْذَلُ ابْنُهَا، والنَّهار فَرْخ الحُبارَى؛ يَصِفُ صَبِيًّا يُديرُ نَهَارًا فِي يَدِهِ بحَشْرٍ وَهُوَ سَهْمٌ خَفِيفٌ. والهُذْلُولُ: التلُّ الصَّغِيرُ الْمُرْتَفِعُ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ الهَذَالِيل؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

يَعْلو الهَذَالِيلَ ويَعْلو القَرْدَدا

وَقِيلَ: الهُذْلُول الرَّمْلة الطَّوِيلَةُ المُسْتَدِقَّة المشرِفة،

ص: 693

وَكَذَلِكَ السَّحابة المُسْتَدِقَّة. وهَذَالِيلُ الْخَيْلِ: خِفافُها؛ وَقَالَ اللِّيْثُ: الهُذْلُولُ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض مِنْ تِلال صِغَارٍ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الهُذْلُول الْمَكَانُ الوطيءُ فِي الصَّحْرَاءِ لَا يشعُر بِهِ الإِنسان حَتَّى يُشرِف عَلَيْهِ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

كأَنَّ دِياراً، بَيْنَ أَسْنِمةِ النَّقا

وَبَيْنَ هَذَالِيلِ البُحَيْرة، مُصْحَفُ

قَالَ: وبُعْده نَحْوَ القامةِ يَنْقاد لَيْلَةً أَو يَوْمًا وعُرْضُهُ قِيدُ رُمْحٍ أَو أَنْفس، لَهُ سَنَدٌ وَلَا حُرُوفَ لَهُ؛ قَالَ أَبو نَصْرٍ: الهَذَالِيلُ رِمال دِقاق صِغار، وَقَالَ غَيْرُهُ: الهُذْلُولُ مَا سَفَتِ الريحُ مِنْ أَعالي الأَنْقاء إِلى أَسافِلها، وَهُوَ مِثْلُ الخَنْدَق فِي الأَرض. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الهَذَالِيلُ مَسايِل صِغار مِنَ الْمَاءِ وَهِيَ الثُّعْبان. وَذَهَبَ ثوبُه هَذَالِيلَ أَي قِطعاً. ابْنُ سِيدَهْ: الهُذْلُولُ السَّرِيعُ الْخَفِيفُ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ الذِّئْبُ هُذْلُولًا. وهُذْلُول: فَرَس عَجْلان بْنِ بَكْرة»

. التَّيْمِيِّ. وهُذْلُول أَيضاً: فَرَسُ جَابِرِ بْنِ عُقَيل؛ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: الهُذْلُول اسْمُ سَيْفٍ كَانَ لِبَعْضِ بَنِي مَخْزوم، وَهُوَ الْقَائِلُ فِيهِ:

وَكَمْ مِنْ كَمِيٍّ قَدْ سَلَبْت سِلاحَه،

وغادَرَهُ الهُذْلُولُ يكْبُو مُجَدَّلا

وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

قلتُ لِقَوْمٍ خَرَجُوا هَذَالِيلْ

نَوْكَى، وَلَا يُقَطِّع النَّوْكَى القِيلْ «2»

. فَسَّرَهُ فَقَالَ: الهَذالِيل المتقطِّعون، وَقِيلَ: هُمُ المسرِعون يَتْبَعُ بعضُهم بَعْضًا. وهُذَيْل: اسْمُ رَجُلٍ. وهُذَيْل: قَبِيلَةٌ النِّسْبَةُ إِليها هُذَيْلِيّ وهُذَلِيٌّ قِيَاسٌ وَنَادِرٌ، وَالنَّادِرُ فِيهِ أَكثر عَلَى أَلسِنتهم. وهُذَيْل: حَيٌّ مِنَ مُضَر، وَهُوَ هُذيْل بْنِ مُدْرِكَة بنِ إِلياسَ بنِ مُضَرَ، وَقِيلَ: هُذَيْل قَبِيلَةٌ مِنْ خِنْدِف أَعْرَقَتْ فِي الشِّعْر.

هذمل: الهَذْمَلَةُ: كالهَذْلَمةِ وَهِيَ مِشْية فِيهَا قَرْمَطة، وَفِي الصِّحَاحِ: الهَذْمَلة ضرْب مِنَ المشي.

هرجل: الهَرْجَلَة: الِاخْتِلَاطُ فِي الْمَشْيِ، وَقَدْ هَرْجَلَ، وهَرْجَلَتِ النَّاقَةُ كَذَلِكَ. ابْنُ الفرَج: الهَراجِيبُ والهَرَاجِيلُ مِنَ الإِبل الضِّخام؛ قَالَ جِرَان العَوْد:

حَتَّى إِذا مُنِعَتْ، والشمسُ حامِيةٌ،

مَدَّتْ سَوالِفَها الصُّهْبُ الهَرَاجِيلُ

هردل: النِّهَايَةُ «3» فِي الْحَدِيثِ

فأَقْبَلَتْ تُهَرْدِلُ

أَي تَسْتَرْخِي في مَشْيها.

هرطل: الْجَوْهَرِيُّ: الهِرْطَالُ الطويلُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْبَوْلَانِيِّ:

قَدْ مُنِيَتْ بِناشِئٍ هِرْطَالِ

فازْدالَها، وأَيَّما ازْدِيالِ

وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الطَّوِيلِ الْعَظِيمِ الْجَسِيمِ: هِرْطالٌ وهِرْدَبَّةٌ وهَقَوَّرٌ وقَنَوَّرٌ.

هرقل: هِرْقِلُ: مِنْ مُلُوكِ الرُّومِ، وهِرْقِلُ، عَلَى وَزْنِ خِنْدِف: مَلِكُ الرُّومِ. وَيُقَالُ هِرَقْل عَلَى وَزْنِ دِمَشق، وَهُوَ أَول مَنْ ضرَب الدنانيرَ وأَول مَنْ أَحدث البَيعَة؛ قَالَ لَبِيَدٌ:

غَلَب اللَّيالي خَلْفَ آلِ محرِّقٍ،

وَكَمَا فَعَلْنَ بِتُبَّعٍ وبِهِرْقَلِ

أَراد هِرَقْلًا فاضطرَّ فغيَّر؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِجَرِيرٍ:

(1). قوله [ابن بكرة] كذا في الأصل والمحكم بالباء، وفي القاموس والتكملة بالنون بدلها وكتب عليه فيها علامة التصحيح

(2)

. قوله [ولا يقطع النوكى] في التهذيب: ولا ينفع للنوكى

(3)

. قوله [(هردل) النهاية إلخ] هكذا في الأَصل بالدال المهملة، وفي نسخ النهاية التي بأَيدينا بالذال المعجمة

ص: 694

وأَرْضَ هِرَقْلٍ قَدْ قَهَرْت وداهِراً،

ويَسْعَى لَكُمْ مِنْ آلِ كِسْرَى النَّواصِفُ

وأَنشد لِمُزاحِم العقيليّ:

يراتب جُمًّا فِي أَسِيلٍ ومُقْلةٍ،

كَمَا شافَ دِينارَ الهِرَقْليِّ شائفُ «1»

. وَفِي حَدِيثِ

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرٍ: لَمَّا أُريد عَلَى بَيْعة يزيدَ بنِ مُعاوية فِي حَيَاةِ أَبيه قَالَ جِئْتُمْ بِهَا هِرَقْلِيَّةً وقُوقِيَّة

: أَراد أَن البَيعة لأَولاد الْمُلُوكِ سُنَّة مُلُوكِ الرُّوم والعَجم. والهِرْقِلُ: المُنْخُل وأَما دَيْرُ الهِزْقِل فهو بالزاي.

هركل: الهَرْكَلةُ والهُرَكِلَةُ والهِرْكَوْلةُ والهِرَّكْلَة الحسَنة الْجِسْمِ والخلْق والمِشْية؛ قَالَ:

هِرَّكْلَةٌ فُنُقٌ نِيافٌ طَلَّةٌ،

لَمْ تعدُ عَنْ عَشْرٍ وحَوْلٍ، خَرْعَبُ

والهَرْكَلَةُ: ضرْب مِنَ الْمَشْيِ فِيهِ اخْتيالٌ وبُطْءٌ؛ وأَنشد:

قامَتْ تَهادَى مَشْيَها الهِرْكَلَّا،

بَيْنَ فِناءِ البَيْتِ والمُصَلَّى «2»

. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ قُطْرُبٍ: الهَرْكَلَةُ الْمَشْيُ الْحَسَنُ، وَحَكَى بَعْضُهُمْ: أَنه رأَى أَبا عُبَيْدَةَ مَحْمُومًا يَهْذِي يَقُولُ دِينَارُ كَذَا وَكَذَا فَقُلْنَا لِلطَّبِيبِ: سَلْه عَنِ الهِرْكَوْلَةِ، فَقَالَ: يَا أَبا عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: مَا لَكَ؟ قَالَ: مَا الهِرْكَوْلَة؟ قَالَ: الضَّخْمة الأَوْراك، وَقَدْ قِيلَ: إِن الْهَاءَ فِي هِرْكَوْلَة زَائِدَةٌ، وَلَيْسَ بقويٍّ. امرأَة هِرْكَوْلَة: ذَاتُ فَخْذَيْنِ وَجِسْمٍ وعَجُز. الأَصمعي: الهِرْكَوْلَة مِنَ النِّسَاءِ الْعَظِيمَةِ الوَرِكين. وَجَمَلٌ هُرَاكِل: جَسِيمٌ ضَخْمٌ، وَرَجُلٌ هُرَاكِل كَذَلِكَ. والهِرْكَوْلَة، عَلَى وَزْنِ البِرْذَونة: الْجَارِيَةُ الضَّخْمَةُ المُرْتَجَّة الأَرْداف. والهَرَاكِلَةُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ: حَيْثُ تَكْثُرُ فِيهِ الأَمْواج؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ دُرَّة:

رأَى مِنْ دُونِهَا الغَوَّاصُ هَوْلًا

هَرَاكِلَةً، وحِيتاناً ونُونا

التَّهْذِيبِ: الهَرَاكِلَة كِلابُ الْمَاءِ؛ أَنشد أَبو عُبَيْدَةَ «3» .

فَلَا تَزالُ وُرَّشٌ تأْتِينا

مُهَرْكِلاتٌ ومُهَرْكِلِينا

وُرَّش: جَمْعُ وارِش وَهُوَ الطفيليّ.

هرمل: هَرْمَلَت العجوزُ: بَلِيَتْ مِنَ الكِبَر. والهُرْمُولَةُ مِثْلُ الرُّعْبُولة تَنْشَقُّ مِنْ أَسفل الْقَمِيصِ ودَنادِنِ الْقَمِيصِ. والهُرْمُولُ: قِطْعَةٌ مِنَ الشَّعَر تَبَقَّى فِي نَوَاحِي الرأْس، وَكَذَلِكَ مِنَ الرِّيش والوَبَر؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:

هَيْق هِزَفّ وزَفَّانِيَّة مَرَطَى،

زَعْراء رِيشُ ذُناباها هَرامِيلُ

وشَعر هَرَامِيل إِذا سَقَطَ. وهَرْمَلَ الشعرَ وغيرَه: قَطَعَهُ ونتَفه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

رَدُّوا لأَحْداجِهِمْ بُزْلًا مُخَيَّسةً،

قَدْ هَرْمَلَ الصيفُ عَنْ أَعْناقها الوَبَرا

وهَرْمَلَ عملَه: أَفسده. وهَرْمَلَهُ أَي نَتَفَ شَعرَه. وهَرْمَلَ شعرَه إِذا زَبَقَه.

هرول: الهَرْوَلَة: بَيْنَ العَدْوِ وَالْمَشْيِ، وَقِيلَ: الهَرْوَلَة بَعْدَ العَنَق، وَقِيلَ: الهَرْوَلَة الإِسراع.

(1). قوله [يراتب] هكذا في الأَصل من غير نقط

(2)

. قوله [وأنشد قامت تهادى إلخ] عبارة شرح القاموس: ومما يستدرك عليه الهِرْكَلّ مثال قِثْوَلّ نوع من المشي، قال: قامت تهادى إلخ

(3)

. قوله [أنشد أبو عبيدة إلخ] عبارة القاموس وشرحه: والهركلة مشي في اختيال وبطء، حكاه أبو عبيدة وأنشد: ولا تزال ورش إلخ

ص: 695

الْجَوْهَرِيُّ: الهَرْوَلَة ضرْب مِنَ العَدْو وَهُوَ بَيْنَ الْمَشْيِ والعَدْو. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَن أَتاني يَمْشِي أَتَيْته هَرْوَلَة

، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ سُرْعَةِ إِجابة اللَّهِ عز وجل وَقَبُولِ تَوْبَةِ الْعَبْدِ ولُطْفه وَرَحْمَتِهِ. هَرْوَلَ الرجلُ هَرْوَلَةً: بَيْنَ الْمَشْيِ والعَدْو، وَقِيلَ: الهَرْوَلَة فَوْقَ الْمَشْيِ وَدُونَ الْخَبَبِ، والخَبَبُ دُونَ العَدْو.

هزل: الهَزْل: نَقِيضُ الجِدّ، هَزَلَ يَهْزِلُ هَزْلًا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

أَرانا عَلَى حُبِّ الحياةِ وطُولِها

تَجِدُّ بِنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ ونَهْزِلُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي فِي شِعْرِهِ. يُجَدُّ بِنَا؛ قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ. وهَزِلَ فِي اللَّعِبِ هَزَلًا؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وهَزَلَ الرجلُ فِي الأَمر إِذا لَمْ يجدَّ، وهَازَلَنِي؛ قَالَ:

ذُو الجِدِّ، إِنْ جدَّ الرِّجَالُ بِهِ،

ومُهَازِلٌ، إِن كَانَ فِي هَزْل

وَرَجُلٌ هِزِّيلٌ: كَثِيرُ الهَزْل. وأَهْزَلَهُ: وجَدَه لَعَّاباً. حَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: كلُّ النَّاسِ يَقُولُونَ هَزَلَ يَهْزِلُ مِثْلُ ضرَب يضرِب، إِلا أَن أَبا الْجَرَّاحِ الْعُقَيْلِيَّ قَالَ: هَزِلَ يَهْزَلُ مِنَ الهَزْل ضِدُّ الجِدّ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ تَحْتَ الهَيْزَلَةِ

؛ قِيلَ: هِيَ الرَّايةُ لأَن الريحَ تَلْعَب بِهَا كأَنها تَهْزِل مَعَهَا، والهَزْل واللَّعِب مِنْ وادٍ واحِد، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ. وَفِي حَدِيثِ

عُمر وأَهل خَيْبَرَ: إِنما كَانَتْ هُزَيْلَة مِنْ أَبي الْقَاسِمِ

؛ تَصْغِيرُ هَزْلَة، وَهِيَ المرَّة الْوَاحِدَةُ مِنَ الهَزْل ضِدُّ الجِدّ. وقولٌ هَزْل: هُذاءٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَما هُوَ بِالْهَزْلِ

؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: أَي لَيْسَ بِهَذَيان، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَي مَا هُوَ باللَّعِب. وَفُلَانٌ يَهْزِلُ فِي كَلَامِهِ إِذا لَمْ يَكُنْ جَادًّا؛ تَقُولُ: أَجادٌّ أَنت أَم هَازِل؟ والمُشَعْوِذُ إِذا خفَّت يَدَاهُ بالتَّخاييل الْكَاذِبَةِ ففِعْله يُقَالُ لَهُ الهُزَيْلَى «1» لأَنها هَزْل لَا جِدَّ فِيهَا. والهُزَالَة: الفُكاهة. ابْنُ الأَعرابي: الهَزْل اسْتِرْخَاءُ الْكَلَامِ وتَفْنينه. والهُزَال: نَقِيضُ السِّمَن، وَقَدْ هُزِلَ الرَّجُلُ والدابَّة هُزَالًا، عَلَى مَا لَمْ يُسمَّ فَاعِلُهُ، وهَزَلَ هُوَ هَزْلًا وهُزْلًا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو إِسحق:

واللهِ لَوْلَا حَنَفٌ بِرِجْلِه،

ودِقَّةٌ فِي ساقِه مِنْ هُزْلِه،

مَا كَانَ فِي فِتْيانِكم مِنْ مِثْله

وهَزَلْته أَنا أَهْزِلُه هَزْلًا فَهُوَ مَهْزُول، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كُلُّ ضُرٍّ هُزَال؛ قَالَ الْشَّاعِرُ:

أَمِنْ حَذَرِ الهُزال نَكَحْتِ عَبْدًا؟

وعَبْدُ السَّوْءِ أَدْنى لِلهُزَال

ابْنُ الأَعرابي قَالَ: والهَزْل يَكُونُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا، يُقَالُ: هَزَلَ الفرسُ وهَزَلَه صَاحِبُهُ وأَهْزَلَه وهَزَّلَه. وهَزَلَ الرجلُ يَهْزِل هَزْلًا: مَوَّتَتْ ماشِيَتُه، وأَهْزَلَ يُهْزِلُ إِذا هُزِلت مَاشِيَتُهُ، زَادَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ تَمُت؛ قَالَ:

يَا أُمَّ عبدِ اللَّهِ، لَا تَسْتَعْجِلي

ورَفِّعِي ذَلاذِلَ المُرَجَّلِ،

إِنِّي إِذا مُرُّ زَمانٍ مُعْضِلِ

يُهْزِلْ ومَنْ يُهْزِل وَمَنْ لَا يُهْزَلِ

يَعِهْ، وكلٌّ يَبْتَلِيهِ مُبْتَلي

يُهْزِل مَوْضِعُهُ رَفْعٌ وَلَكِنَّهُ أُسكن لِلضَّرُورَةِ وَهُوَ فِعْلٌ لِلزَّمَانِ، ويَعِهْ كَانَ فِي الأَصل يَعِيه فَلَمَّا سقطت

(1). قوله [يقال له الهُزَيْلَى] هكذا ضبط في الأَصل، وفي التهذيب ضبط بتشديد الزاي كقبيطي

ص: 696

الْيَاءُ انْجَزَمَتِ الْهَاءُ، ويَعِه: تُصِبْ ماشِيَتَه العاهةُ. وأَهْزَلَ القومُ: أَصابتْ مَواشيهم سَنة فهُزِلتْ. وأَهْزَلَ الرجلُ إِذا هُزلتْ دابَّته. وَتَقُولُ: هَزَلْتها فعَجِفَت. وَفِي حَدِيثِ

مازِن: فأَذهَبْنا الأَموالَ وأَهْزَلْنا الذَّراريّ والعِيالَ

أَي أَضعفناهم، وَهِيَ لُغَةٌ فِي هَزَل وَلَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ. والهَزْل: مَوْتُ مَوَاشِي الرَّجُلِ، وإِذا مَاتَتْ قِيلَ: هَزَلَ الرجلُ يَهْزِلُ هَزْلًا فَهُوَ هَازِل أَي افْتَقَرَ، وَفِي الهُزَال يُقَالُ: هُزِلَ الرَّجُلُ يُهْزَلُ فَهُوَ مَهْزُول؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ هَزَلْت الدَّابَّةَ أَهْزُلُها هَزْلًا وهُزَالًا، وهَزَلَهم الزَّمَانُ يَهْزِلُهم. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَزَلَ القومُ وأَهزَلُوا هُزِلت أَموالهم. والهَزِيلَة: اسْمٌ مُشْتَقٌّ مِنَ الهُزَال كالشَّتِيمة مِنَ الشتْم ثُمَّ فَشَتِ الهَزيلة فِي الإِبل؛ قَالَ:

حَتَّى إِذا نَوَّرَ الجَرْجارُ وارْتَفَعَتْ

عَنْهَا هَزِيلَتُها، والفحلُ قَدْ ضَرَبا

وَالْجَمْعُ هَزَائِل وهَزْلَى. والهَزْل: الفَقْر. والمَهَازِل: الجُدُوب. وأَهْزَلَ القومُ: حبَسوا أَموالهم عَنْ شِدَّةٍ وَتَضْيِيقٍ. وَاسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ الهَزْل فِي الجَراد فَقَالَ: يَجِيءُ فِي الشِّتَاءِ أَحمر هَزْلًا لَا يَدَع رطْباً وَلَا يَابِسًا إِلَّا أَكله؛ وأَرض مَهْزُولَة: رَقِيقَةٌ؛ عَنْهُ أَيضاً؛ وَاسْتَعْمَلَ الأَخفش المَهْزُول فِي الشِّعْرِ فَقَالَ: الرَّمَل كُلُّ شِعر مَهْزُول لَيْسَ بِمُؤْتَلِفِ الْبِنَاءِ كَقَوْلِهِ:

أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِه مَلْحُوبُ

فالقُطَبِيَّات فالذَّنُوبُ «2»

. وَهَذَا نَادِرٌ. الأَزهري: الْعَرَبُ تَقُولُ للحيَّات الهَزْلَى عَلَى فَعْلى جَاءَ فِي أَشعارهم وَلَا يعرَف لَهَا وَاحِدٌ؛ قَالَ:

وأَرْسال شِبْثانٍ وهَزْلَى تَسَرَّبُ

وهَزَّال وهُزَيْلٌ: اسْمَانِ.

هزبل: مَا فِي النِّحْيِ هَزْبَلِيلَةٌ أَي شَيْءٌ، لَا يتكلَّم بِهِ إِلَّا في الجَحْد، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: مَا فِيهِ هَزْبَلِيَّة إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ. الأَزهري: الهَزْبَلِيلُ الشَّيْءُ التافِه الْيَسِيرُ. وهَزْبَل إِذا افْتَقَرَ فَقْرًا مُدْقِعاً.

هزقل: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ هرقل: وأَما دَيْرُ الهِزْقِل فهو بالزاي.

هشل: ابْنُ سِيدَهْ: الهَشِيلةُ، مِثْلُ فَعِيلة؛ عَنْ كُرَاعٍ: كلُّ مَا ركِبْت مِنْ غَيْرِ إِذن صَاحِبِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَشِيلَة مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا الَّذِي يأْخذه الرَّجُلُ مِنْ غَيْرِ إِذن صَاحِبِهِ يَبْلُغُ عَلَيْهِ حَيْثُ يُرِيدُ ثُمَّ يَرُدُّهُ؛ وَقَالَ:

وكلُّ هَشِيلةٍ، مَا دُمْتُ حَيّاً،

عَلَيَّ محرَّم إِلَّا الجِمال

والهَيْشَلَة مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا: مَا اعْتَصَب؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا حَرْفٌ وَقَعَ فِيهِ الْخَطَأُ مِنْ جِهَتَيْنِ: إِحداهما فِي نَفْسِ الْكَلِمَةِ، والأُخرى فِي تَفْسِيرِهَا، وَالصَّوَابُ الهَشِيلَة مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا مَا اغتُصِب لَا مَا اعْتَصب؛ قَالَ: وأُثبت لَنَا عَنْ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: يَقُولُ مُفاخِر الْعَرَبِ منَّا مَنْ يُهْشِل أَي مِنَّا مَنْ يُعْطِي الهَشِيلة، وَهُوَ أَن يأْتي الرَّجُلُ ذُو الْحَاجَةِ إِلى مُراح الإِبل فيأْخذ بَعِيرًا فَيَرْكَبَهُ فإِذا قَضَى حَاجَتَهُ ردَّه، وأَما الهَيْشَلَة، عَلَى فَيْعَلَة، فإِن شَمِرًا وَغَيْرَهُ قَالُوا: هِيَ النَّاقَةُ المُسِنَّة السمينة، والله أَعلم.

هضل: الهَضْل: الْكَثِيرُ؛ قَالَ المرَّار الْفَقْعَسِيُّ:

أُصُلًا قُبَيْلَ الليلِ، أَو غادَيْتُها

بَكراً غُدَيَّةَ فِي النَّدى الهَضْلِ

وامرأَة هَضْلاء: طَوِيلَةُ الثَّدْيَين، وهي أَيضاً التي

(2). قوله [فالقطبيات] هكذا ضبط في الأصل والمحكم ويوافقه ما في القاموس في مادة قطب، وضبطه ياقوت بتشديد الطاء والياء في عدة مواضع واستشهد بالبيت على المشدد

ص: 697

ارْتَفَعَ حَيْضها. الْجَوْهَرِيُّ: الهَيْضَلَة من النساء الضَّخْمة النَّصَفُ، وَمِنَ النُّوقِ الغَزيرة. والهَيْضَل والهَيْضَلَةُ: جَمَاعَةٌ متسلِّحة أَمْرُهم فِي الْحَرْبِ وَاحِدٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ:

أَزُهَيرُ، إِنْ يَشِبِ القَذالُ فإِنَّني

رُبْ هَيْضَلٍ لَجِبٍ لفَفْت بِهَيْضَلِ

قَالَ اللَّيْثُ: الهَيْضَل جَمَاعَةٌ فإِذا جُعِلَ اسْمًا قِيلَ هَيْضَلَة، وَقِيلَ: الهَيْضَلَة الْجَمَاعَةُ يُغْزى بهم ليسوا بالكثير. والهَيْضَل: الرَّجَّالة، وَقِيلَ: الجَيْش. وَقِيلَ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. وَجَمَلٌ هَيْضَل: ضَخْمٌ طَوِيلٌ عَظِيمٌ، وَنَاقَةٌ هَيْضَلَة كَذَلِكَ. والهَيْضَلَة مِنَ الإِبل: الْغَزِيرَةُ، وَهِيَ مِنَ النِّسَاءِ الضَّخْمة النَّصَف، وَقِيلَ: الهَيْضَلَة مِنَ النِّسَاءِ والإِبل وَالشَّاءِ هِيَ المسِنَّة، وَلَا يُقَالُ بَعِيرٌ هَيْضَل. و

حَمَلْتُهم فِيهَا مَعَ الهَيَاطِلَهْ،

أَثْقِلْ بِهِمْ مِنْ تِسْعَةٍ فِي قافِلَهْ

والهَيْطَلُ: الْجَمَاعَةُ يغزى بهم لَيْسُوا بالكثير. وَيُقَالُ: الهَيَاطِلَة جِيلٌ مِنَ النَّاسِ كَانَتْ لَهُمْ شَوْكة وكانت

(1). قوله [والسحاب يَهْطِلُ بالدموع] هكذا في الأصل، وعبارة التهذيب: والسحاب يَهْطِلُ والعين تَهْطِلُ بالدموع

(2)

. قوله [يَهْطِلُها الركض] في الصاغاني: يعصرها الركض. وقوله [بطيس] في التكملة والتهذيب: بطشّ

(3)

. قوله [فوق الناعجات] هكذا في الأصل والتهذيب، وفي التكملة للصاغاني: فوق الواسجات

ص: 698

لَهُمْ بِلَادُ «1» طَخَيْرِسْتان، وأَتراك خَزْلَخَ وَخَنْجِينَةَ مِنْ بَقَايَاهُمْ. وَفِي حَدِيثِ

الأَحنف: أَن الهَيَاطِلَة لَمَّا نَزَلَتْ بِهِ بَعِلَ بِهِمْ

؛ قَالَ: هُمْ قَوْمٌ مِنَ الهِنْد، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ كأَنه جَمْعُ هَيْطَل، وَالْهَاءُ لتأْكيد الْجَمْعِ. والهَيْطَل يُقَالُ: هُوَ الثعْلب. الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ الهَيْطَلَة آنِيَةٌ مِنْ صُفْر يُطْبَخُ فِيهَا؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ مُعَرَّبٌ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ صَحِيحٍ، أَصله پاتِيلَهْ. التَّهْذِيبُ: وتَهَطْلَأْتُ وتَطَهْلأْتُ أَي وقَعْتُ «2» . الأَزهري فِي تَرْجَمَةٍ هَلَطَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الهالِطُ الْمُسْتَرْخِي الْبَطْنِ، والهاطِل الزرع الملتفُّ.

هطمل: التَّهْذِيبُ: فِي الرُّبَاعِيِّ: الهَطْمَلِيّ «3» الأَسود القصير.

هقل: الهِقْلُ: الفتيُّ مِنَ النَّعام؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

وإِنْ ضُرِبَتْ عَلَى العِلَّات أَجَّتْ

أَجِيجَ الهِقْلِ مِنْ خَيْطِ النَّعامِ

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الهِقْل الظَّلِيمُ وَلَمْ يُعَيِّنِ الفتيَّ، والأُنثى هِقْلَة. والهَيْقَل: كالهِقْل؛ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ:

وَاللَّهِ مَا هِقْلةٌ حَصَّاد عَنَّ لَهَا،

جَوْن السَّراةِ، هِزَفٌّ لحمُه زِيَمُ

هكل: تَهَاكَلَ القومُ: تَنَازَعُوا فِي الأَمر. والهَيْكَلُ: الضخمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. والهَيْكَلَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الْعَظِيمَةُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والهَيْكَلُ مِنَ الْخَيْلِ: الْكَثِيفُ العَبْلُ الليِّنُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

بِمُنْجَردٍ قَيْدِ الأَوابِدِ هَيْكَلِ «4»

. وَالنَّبْتُ لَا يُوصَفُ بالضِّخَم لَكِنَّهُ أَراد الْكَثْرَةَ فأَقام الضِّخَم مَقَامَهَا. اللَّيْثُ: الهَيْكَلُ الْفَرَسُ الطَّوِيلُ عُلُوًّا وعدْواً. ابْنُ شُمَيْلٍ: الهَيْكَلُ الضَّخْمُ مِنْ كُلِّ الْحَيَوَانِ. الأَزهري: الهَيْكَلُ البِناء الْمُرْتَفِعُ يُشَبَّهُ بِهِ الْفَرَسُ الطَّوِيلُ. والهَيْكَلُ: الْفَرَسُ الطَّوِيلُ الضَّخْم؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَانَتْ الدَّهْناء بِنْتُ مِسحل زَوْجَةِ الْعَجَّاجِ رَفَعَتْهُ إِلى الْوَالِي وَكَانَتْ رَمَتْهُ بالتَّعْنين فَقَالَ:

أَظَنَّت الدَّهْنا، وظنَّ مِسْحَلُ

أَنَّ الأَمِيرَ بالقَضاء يَعْجَلُ

عَنْ كَسِلاتي، والحصانُ يُكْسِلُ

عَنِ السِّفاد، وَهُوَ طِرْفٌ هَيْكَلُ؟

أَبو حَنِيفَةَ: الهَيْكَل النَّبْتُ الَّذِي طَالَ وعظُم وبلَغ وَكَذَلِكَ الشَّجَرُ، وَاحِدَتُهُ هَيْكَلَة. وهَيْكَل الزَّرْعُ: نَما وَطَالَ. والهَيْكَل: بَيْتٌ لِلنَّصَارَى فِيهِ صَنَمٌ عَلَى خلْقة مَرْيَمَ فِيمَا يَزْعُمُونَ؛ وأَنشد:

مَشْيَ النَّصارى حَوْلَ بَيتِ الهَيْكَلِ

وَفِي الْمُحْكَمِ: الهَيْكَل بَيْتٌ لِلنَّصَارَى فِيهِ صُورَةُ مَرْيَمَ وَعِيسَى، عليهما السلام، قَالَ الأَعشى:

وَمَا أَيْبُلِيٌّ عَلَى هَيْكَلٍ

بَناه، وصَلَّب فِيهِ وَصَارَا

(1). قوله [وكانت لهم بلاد إلخ] هكذا في الأصل، والذي في الصحاح: وأتراك خلخ إلخ، وفي شرح القاموس: طخارستان وأتراك خلج والخنجية من بقاياهم انتهى. وفي ياقوت: أن طخارستان وطخيرستان لغتان في اسم البلدة، وفيه خلج آخره جيم اسم بلد وأما خلخ وخزلخ آخره خاء وخنجينة فلم يذكرهما

(2)

. قوله [أي وقعت] في التكملة: برأت من المرض

(3)

. قوله [الهَطْمَلِيُّ إلخ] هكذا في الأصل، والذي في التهذيب والقاموس: الطهملي بتقديم الطاء

(4)

. قوله [بمنجرد قيد الأَوابد إلخ] هكذا في الأصل، وعبارة المحكم بعد الشطر: وقيل هو الطويل عُلُوّاً وعداء وقيل هو التام، قال أبو النجم فاستعاره للنبات: في حبة جرف وحمض هَيْكَل وَالنَّبْتُ لَا يُوصَفُ إلى آخر ما هنا

ص: 700

وَرُبَّمَا سُمِّيَ بِهِ دَيْرُهم. الهَيْكَلُ: الْبِنَاءُ المُشرف. والهَيْكَلُ: بيت الأَصنام.

هلل: هَلَّ السحابُ بِالْمَطَرِ وهَلَّ المطرُ هَلًّا وانْهَلَّ بِالْمَطَرِ انْهِلالًا واسْتَهَلَّ: وَهُوَ شدَّة انْصِبَابِهِ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ:

فأَلَّف اللَّهُ السَّحَابَ وهَلَّتْنَا.

قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ، يُقَالُ: هَلَّ السحابُ إِذا أَمطر بشدَّة، والهِلالُ الدُّفْعَةُ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَوَّل مَا يُصِيبُكَ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَهِلَّة عَلَى الْقِيَاسِ، وأَهَالِيلُ نَادِرَةٌ. وانْهَلَّ الْمَطَرُ انْهِلالًا: سَالَ بشدَّة، واسْتَهَلَّتِ السماءُ فِي أَوَّل الْمَطَرِ، وَالِاسْمُ الهِلالُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: هَلَّ السَّحَابُ إِذا قَطَر قَطْراً لَهُ صوْت، وأَهَلَّه اللَّهُ؛ وَمِنْهُ انْهِلالُ الدَّمْع وانْهِلالُ الْمَطَرِ؛ قَالَ أَبو نَصْرٍ: الأَهَالِيل الأَمْطار، وَلَا وَاحِدَ لَهَا فِي قَوْلِ ابْنُ مُقْبِلٍ:

وغَيْثٍ مَرِيع لَمْ يُجدَّع نَباتُهُ،

ولتْه أَهَالِيلُ السِّماكَيْنِ مُعْشِب

وَقَالَ ابْنُ بُزُرْج: هِلال وهَلالُهُ «1» وَمَا أَصابنا هِلالٌ وَلَا بِلالٌ وَلَا طِلالٌ؛ قَالَ: وَقَالُوا الهِلَلُ الأَمطار، وَاحِدُهَا هِلَّة؛ وأَنشد:

مِنْ مَنْعِجٍ جَادَتْ رَوابِيهِ الهِلَلْ

وانْهَلَّتِ السماءُ إِذا صبَّت، واسْتَهَلَّتْ إِذا ارْتَفَعَ صوتُ وَقْعِهَا، وكأَنَّ استِهْلالَ الصَّبِيِّ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ

النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ قَالَ: فنَيَّف عَلَى الْمِائَةِ وكأَنَّ فاهُ البَرَدُ المُنْهَلُ

؛ كُلُّ شَيْءٍ انصبَّ فَقَدِ انْهَلَّ، يُقَالُ: انْهَلَّ السَّمَاءُ بِالْمَطَرِ يَنْهَلُّ انْهِلالًا وَهُوَ شِدَّةُ انْصِبابه. قَالَ: وَيُقَالُ هَلَّ السَّمَاءُ بِالْمَطَرِ هَلَلًا، وَيُقَالُ لِلْمَطَرِ هَلَلٌ وأُهْلُول. والهَلَلُ: أَول الْمَطَرِ. يُقَالُ: اسْتَهَلَّتِ السَّمَاءُ وَذَلِكَ فِي أَول مَطَرِهَا. وَيُقَالُ: هُوَ صَوْتُ وَقْعِه. واسْتَهَلَّ الصبيُّ بالبُكاء: رَفَعَ صوتَه وَصَاحَ عِنْدَ الوِلادة. وَكُلُّ شَيْءٍ ارْتَفَعَ صوتُه فَقَدِ اسْتَهَلَّ. والإِهْلالُ بِالْحَجِّ: رفعُ الصَّوْتِ بالتَّلْبية. وكلُّ مُتَكَلِّمٍ رَفَعَ صَوْتَهُ أَو خَفَضَهُ فَقَدْ أَهَلَّ واسْتَهَلَّ. وَفِي الْحَدِيثِ:

الصبيُّ إِذا وُلِد لَمْ يُورَث وَلَمْ يَرِثْ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صَارِخًا.

وَفِي حَدِيثِ الجَنِين:

كَيْفَ نَدِي مَن لَا أَكَل وَلَا شَرِبَ وَلَا اسْتَهَلَّ؟

وَقَالَ الرَّاجِزُ:

يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها،

كَمَا يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ

وأَصله رَفْعُ الصوَّت. وأَهَلَّ الرَّجُلُ واسْتَهَلَّ إِذا رَفَعَ صوتَه. وأَهَلَّ المُعْتَمِرُ إِذا رَفَعَ صوتَه بالتَّلْبية، وَتَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الإِهْلال، وَهُوَ رفعُ الصَّوْتِ بالتَّلْبِية. أَهَلَّ المحرِمُ بِالْحَجِّ يُهِلُّ إِهْلالًا إِذا لَبَّى ورفَع صوتَه. والمُهَلُّ، بِضَمِّ الْمِيمِ: موضعُ الإِهْلال، وَهُوَ الْمِيقَاتُ الَّذِي يُحْرِمون مِنْهُ، وَيَقَعُ عَلَى الزَّمَانِ وَالْمَصْدَرِ. اللَّيْثُ: المُحرِمُ يُهِلُّ بالإِحْرام إِذا أَوجب الحُرْم عَلَى نَفْسِهِ؛ تَقُولُ: أَهَلَّ بحجَّة أَو بعُمْرة فِي مَعْنَى أَحْرَم بِهَا، وإِنما قِيلَ للإِحرامِ إِهْلال لِرَفْعِ المحرِم صَوْتَهُ بالتَّلْبِيَة. والإِهْلال: التَّلْبِيَةُ، وأَصل الإِهْلال رفعُ الصوتِ. وَكُلُّ رافِعٍ صوتَه فَهُوَ مُهِلٌّ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل: وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ*

؛ هُوَ مَا ذُبِحَ لِلْآلِهَةِ وَذَلِكَ لأَن الذَّابِحَ كَانَ يسمِّيها عِنْدَ الذَّبْحِ، فَذَلِكَ هُوَ الإِهْلال؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَذْكُرُ دُرَّةً أَخرجها غَوَّاصُها مِنَ الْبَحْرِ:

أَو دُرَّة صَدَفِيَّة غَوَّاصُها

بَهِجٌ، متى يَره يُهِلَّ ويَسْجُدِ

(1). قوله [هِلال وهَلالُهُ إلخ] عبارة الصاغاني والتهذيب: وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ هِلَالٌ المطر وهلاله إلخ

ص: 701

يَعْنِي بإِهْلالِه رفعَه صوتَه بِالدُّعَاءِ وَالْحَمْدِ لِلَّهِ إِذا رَآهَا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ فِي اسْتِهْلال الصبيِ

أَنه إِذا وُلد لَمْ يَرِثْ وَلَمْ يُورَثْ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صَارِخًا

وَذَلِكَ أَنه يُستدَل عَلَى أَنه وُلد حَيًّا بِصَوْتِهِ. وَقَالَ أَبو الْخَطَّابِ: كُلُّ مُتَكَلِّمٍ رافعِ الصَّوْتِ أَو خافضِه فَهُوَ مُهِلٌّ ومُسْتَهِلٌّ؛ وأَنشد:

وأَلْفَيْت الخُصوم، وهُمْ لَدَيْهِ

مُبَرْسمَة أَهَلُّوا ينظُرونا

وَقَالَ:

غَيْرَ يَعفور أَهَلَّ بِهِ

جَابَ دَفَّيْه عَنِ الْقَلْبِ «2»

. قِيلَ فِي الإِهْلال: إِنه شَيْءٌ يَعْتَرِيهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ يَخْرُجُ مِنْ جَوْفِهِ شَبِيهٌ بالعُواء الْخَفِيفِ، وَهُوَ بَيْنَ العُواء والأَنين، وَذَلِكَ مِنْ حاقِّ الحِرْص وَشِدَّةِ الطَّلَبِ وَخَوْفِ الفَوْت. وانْهَلَّتِ السَّمَاءُ مِنْهُ يَعْنِي كَلْبَ الصَّيْدِ إِذا أُرسل عَلَى الظَّبْي فأَخذه؛ قَالَ الأَزهري: وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ وَحَكَاهُ عَنْ أَصحابه قَوْلُ السَّاجِعِ عِنْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، حِينَ قَضى فِي الجَنين «3» إِذا سقَط مَيِّتًا بغُرَّة فَقَالَ: أَرأَيت مَن لَا شَرِبَ وَلَا أَكَلْ، وَلَا صَاحَ فاسْتَهَلّ، وَمِثْلُ دَمِه يُطَلُّ، فَجَعَلَهُ مُسْتَهِلًّا برفعِه صَوْتَهُ عِنْدَ الوِلادة. وانْهَلَّتْ عينُه وتَهَلَّلَتْ: سَالَتْ بِالدَّمْعِ. وتَهَلَّلَتْ دموعُه: سَالَتْ. واسْتَهَلَّتِ الْعَيْنُ: دمَعت؛ قَالَ أَوس:

لَا تَسْتَهِلُّ مِنَ الفِراق شُؤوني

وَكَذَلِكَ انْهَلَّتِ العَيْن؛ قَالَ:

أَو سُنْبُلًا كُحِلَتْ بِهِ فانْهَلَّتِ

والهَلِيلَةُ: الأَرض الَّتِي استهلَّ بِهَا الْمَطَرُ، وَقِيلَ: الهَلِيلَةُ الأَرض المَمْطورة وَمَا حَوالَيْها غيرُ مَمطور. وتَهَلَّلَ السحابُ بالبَرْق: تَلأْلأَ. وتَهَلَّلَ وَجْهُهُ فَرَحاً: أَشْرَق واستهلَّ. وَفِي حَدِيثِ

فَاطِمَةَ، عليها السلام: فَلَمَّا رَآهَا استبشَر وتَهَلَّلَ وجهُه

أَي اسْتَنَارَ وَظَهَرَتْ عَلَيْهِ أَمارات السُّرُورِ. الأَزهري: تَهَلَّلَ الرَّجُلُ فَرَحًا؛ وأَنشد «4» :

تَراه، إِذا مَا جئتَه، مُتَهَلِّلًا

كأَنك تُعطيه الَّذِي أَنت سائلُهْ

واهْتَلَّ كتَهَلَّلَ؛ قَالَ:

وَلَنَا أَسامٍ مَا تَليقُ بغيرِنا،

ومَشاهِدٌ تَهْتَلُّ حِينَ تَرانا

وَمَا جَاءَ بِهِلَّة وَلَا بِلَّة؛ الهِلَّة: مِنَ الْفَرَحِ وَالِاسْتِهْلَالِ، والبِلَّة: أَدنى بَللٍ مِنَ الْخَيْرِ؛ وَحَكَاهُمَا كُرَاعٌ جَمِيعًا بِالْفَتْحِ. وَيُقَالُ: مَا أَصاب عِنْدَهُ هِلَّة وَلَا بِلَّة أَي شَيْئًا. ابْنُ الأَعرابي: هَلَّ يَهِلُّ إِذا فَرِحَ، وهَلَّ يَهِلُّ إِذا صَاحَ. والهِلالُ: غِرَّةُ الْقَمَرِ حِينَ يُهِلُّه الناسُ فِي غُرَّةِ الشَّهْرِ، وَقِيلَ: يُسَمَّى هِلالًا لِلَيْلَتَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ ثُمَّ لَا يسمَّى بِهِ إِلى أَن يَعُودَ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي، وَقِيلَ: يُسَمَّى بِهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ ثُمَّ يُسَمَّى قَمَرًا، وَقِيلَ: يَسِمَاهُ حَتَّى يُحَجِّر، وَقِيلَ: يُسَمَّى هِلالًا إِلى أَن يَبْهَرَ ضوءُه سَوَادَ اللَّيْلِ، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلا فِي اللَّيْلَةِ السَّابِعَةِ. قَالَ أَبو إِسحاق: وَالَّذِي عِنْدِي وَمَا عَلَيْهِ الأَكثر أَن يسمَّى هِلالًا ابنَ لَيْلَتَيْنِ فإِنه فِي الثَّالِثَةِ يَتَبَيَّنُ ضوءُه، وَالْجَمْعُ أَهِلَّة؛ قال:

(2). قوله [غير يعفور إلخ] هو هكذا في الأصل والتهذيب

(3)

. قوله [حِينَ قَضَى فِي الْجَنِينِ إلخ] عبارة التهذيب: حِينَ قَضَى فِي الْجَنِينِ الذي أسقطته أمه ميتاً بغرة إلخ

(4)

. هذا الْبَيْتُ لِزُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى من قصيدة له

ص: 702

يُسيلُ الرُّبى واهِي الكُلَى عَرِضُ الذُّرَى،

أَهِلَّةُ نضّاخِ النَّدَى سابِغ القَطْرِ

أَهَلَّة نَضَّاخِ النَّدَى كَقَوْلِهِ:

تَلَقَّى نَوْءُهُنّ سِرَارَ شَهْرٍ،

وخيرُ النَّوْءِ مَا لَقِيَ السِّرَارا

التَّهْذِيبُ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ: يسمَّى الْقَمَرُ لِلَيْلَتَيْنِ مِنْ أَول الشَّهْرِ هِلالًا، وَلِلَيْلَتَيْنِ مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ ستٍّ وَعِشْرِينَ وسبعٍ وَعِشْرِينَ هِلالًا، وَيُسَمَّى مَا بَيْنَ ذَلِكَ قَمَرًا. وأَهَلَّ الرجلُ: نَظَرَ إِلى الهِلال. وأَهْلَلْنا هِلال شَهْرِ كَذَا واسْتَهْلَلْناه: رأَيناه. وأَهْلَلْنا الشَّهْرَ واسْتَهْلَلْنَاه: رأَينا هِلالَه. الْمُحْكَمُ: وأَهَلَّ الشَّهْرُ واسْتَهَلَّ ظَهَرَ هِلالُه وتبيَّن، وَفِي الصِّحَاحِ: وَلَا يُقَالُ أَهَلَّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ قَالَهُ غَيْرُهُ؛ الْمُحْكَمُ أَيضاً: وهَلَّ الشَّهْرُ وَلَا يُقَالُ أَهَلَّ. وهَلَّ الهِلالُ وأَهَلَّ وأُهِلَّ واستُهِلَّ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ: ظهَر، وَالْعَرَبُ تَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ: الحمدُ لِلَّهِ إِهْلالَك إِلى سِرارِك يَنْصِبُونَ إِهْلالَك عَلَى الظَّرْفِ، وَهِيَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي تَكُونُ أَحياناً لِسَعَةِ الْكَلَامِ كخُفوق النَّجْمِ. اللَّيْثُ: تَقُولُ أُهِلَّ الْقَمَرُ وَلَا يُقَالُ أُهِلَّ الهِلالُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ وَكَلَامُ الْعَرَبِ أُهِلَّ الهِلالُ. رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ أَبي عَمْرٍو: أُهِلَّ الهلالُ واستُهِلَّ لَا غَيْرُ، وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: أُهِلَّ الهلالُ واسْتُهِلَّ، قَالَ: واسْتَهَلَّ أَيضاً، وَشَهْرٌ مُسْتَهلٌّ؛ وأَنشد:

وَشَهْرٌ مُسْتَهلٌّ بَعْدَ شهرٍ،

ويومٌ بَعْدَهُ يومٌ جَدِيدُ

قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَسُمِّيَ الهلالُ هِلالًا لأَن النَّاسَ يَرْفَعُونَ أَصواتهم بالإِخبار عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: أَن نَاسًا قَالُوا لَهُ إِنَّا بَيْنَ الجِبال لَا نُهِلُّ هِلالًا إِذا أَهَلَّه النَّاسُ

أَي لَا نُبْصِره إِذا أَبصره النَّاسُ لأَجل الْجِبَالِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: انطَلِقْ بِنَا حَتَّى نُهِلَّ الهِلال أَي نَنْظُر أَنَراه. وأَتَيْتُك عِنْدَ هِلَّةِ الشَّهْرِ وهِلِّه وإِهْلاله أَي اسْتِهلاله. وهَالَّ الأَجيرَ مُهَالَّةً وهِلالًا: استأْجره كُلَّ شَهْرٍ مِنَ الهِلال إِلى الهِلال بِشَيْءٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وهَالِلْ أَجيرَك كَذَا؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَهكذا سَمِعَهُ مِنْهُمْ أَم هُوَ الَّذِي اخْتَارَ التَّضْعِيفَ؛ فأَما مَا أَنشده أَبو زَيْدٍ مِنْ قَوْلُهُ:

تَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصُولِ،

والزايَ والرَّا أَيَّما تَهْلِيلِ

فإِنه أَراد تَضَعُها عَلَى شكْلِ الهِلال، وَذَلِكَ لأَن مَعْنَى قَوْلِهِ تَخُطُّ تُهَلِّلُ، فكأَنه قَالَ: تُهَلِّلُ لَامَ أَلِفٍ مَوْصولٍ تَهْلِيلًا أَيَّما تَهْليل. والمُهَلِّلَةُ، بِكَسْرِ اللَّامِ، مِنَ الإِبل: الَّتِي قَدْ ضَمَرت وتقوَّست. وحاجِبٌ مُهَلَّلٌ: مشبَّه بِالْهِلَالِ. وَبَعِيرٌ مُهَلَّل، بِفَتْحِ اللَّامِ: مقوَّس. والهِلالُ: الجمَل الَّذِي قَدْ ضرَب حَتَّى أَدَّاه ذلك إِلى الهُزال والتقوُّس. اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا اسْتَقْوَس وحَنا ظهرُه وَالْتَزَقَ بَطْنُهُ هُزالًا وإِحْناقاً: قَدْ هُلِّلَ الْبَعِيرُ تَهْلِيلًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

إِذا ارْفَضَّ أَطرافُ السِّياطِ، وهُلِّلَتْ

جُرُومُ المَطايا، عَذَّبَتْهُنّ صَيْدَحُ

وَمَعْنَى هُلِّلَتْ أَي انحنتْ كأَنها الأَهِلَّة دِقَّةً وضُمْراً. وهِلالُ الْبَعِيرِ: مَا اسْتَقْوَسَ مِنْهُ عِنْدَ ضُمْره؛ قَالَ ابْنُ هَرِمَةَ:

وطارِقِ هَمٍّ قَدْ قَرَيْتُ هِلالَهُ،

يَخُبُّ، إِذا اعْتَلَّ المَطِيُّ، ويَرْسِمُ [يَرْسُمُ]

ص: 703

أَراد أَنه قَرَى الهَمَّ الطارقَ سيْر هَذَا الْبَعِيرِ. والهِلالُ: الْجَمَلُ الْمَهْزُولُ مِنْ ضِراب أَو سَيْرٍ. والهِلال: حَدِيدَةٌ يُعَرْقَب بِهَا الصَّيْدُ. والهِلالُ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي تضمُّ مَا بَيْنَ حِنْوَيِ الرَّحْل مِنْ حَدِيدٍ أَو خَشَبٍ، وَالْجَمْعُ الأَهِلَّة. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْحَدَائِدِ الَّتِي تضمُّ مَا بَيْنَ أَحْناءِ الرِّحال أَهِلَّة، وَقَالَ غَيْرُهُ: هلالُ النُّؤْي مَا استقْوَس مِنْهُ. والهِلالُ: الحيَّة مَا كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ الذكَر مِنَ الْحَيَّاتِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

إِلَيك ابْتَذَلْنا كلَّ وَهْمٍ، كأَنه

هِلالٌ بدَا فِي رَمْضةٍ يَتَقَلَّب

يَعْنِي حيَّة. والهِلال: الحيَّة إِذا سُلِخَت؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

تَرَى الوَشْيَ لَمَّاعاً عَلَيْهَا كأَنه

قَشيبُ هِلال، لَمْ تقطَّع شَبَارِقُهْ

وأَنشد ابْنُ الأَعرابي يَصِفُ دِرْعًا شَبَّهَهَا فِي صَفائها بسَلْخ الحيَّة:

فِي نَثْلةٍ تَهْزَأُ بالنِّصالِ،

كأَنها مِنْ خِلَعِ الهِلالِ

وهُزْؤُها بالنِّصال: ردُّها إِياها. والهِلالُ: الْحِجَارَةُ المَرْصوف بعضُها إِلى بعضٍ. والهِلالُ: نِصْف الرَّحَى. والهلالُ: الرَّحَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:

ويَطْحَنُ الأَبْطالَ والقَتِيرا،

طَحْنَ الهِلالِ البُرَّ والشَّعِيرَا

والهِلالُ: طَرَفُ الرَّحَى إِذا انْكَسَرَ مِنْهُ. والهِلالُ: الْبَيَاضُ الَّذِي يَظْهَرُ فِي أُصول الأَظْفار. والهِلالُ: الغُبار، وَقِيلَ: الهِلالُ قِطْعَةٌ مِنَ الغُبار. وهِلالُ الإِصبعِ: المُطيفُ بِالظُّفْرِ. والهِلالُ: بقيَّة الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ. ابْنُ الأَعرابي: والهِلالُ مَا يَبْقَى فِي الْحَوْضِ مِنَ الْمَاءِ الصَّافِي؛ قَالَ الأَزهري: وَقِيلَ لَهُ هِلالٌ لأَن الْغَدِيرَ عِنْدَ امْتِلَائِهِ مِنَ الْمَاءِ يَسْتَدِيرُ، وإِذا قلَّ مَاؤُهُ ذَهَبَتِ الاستدارةُ وَصَارَ الْمَاءُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ. اللَّيْثُ: الهُلاهِلُ مِنْ وَصْفِ الْمَاءِ الْكَثِيرِ الصَّافِي، والهِلالُ: الْغُلَامُ الحسَن الْوَجْهِ، قَالَ: وَيُقَالُ للرَّحى هِلال إِذا انْكَسَرَتْ. والهِلالُ: شَيْءٌ تُعرقَبُ بِهِ الحميرُ. وهِلالُ النَّعْلِ: ذُؤابَتُها. والهَلَلُ: الفَزَع والفَرَقُ؛ قَالَ:

ومُتَّ مِنِّي هَلَلًا، إِنما

مَوْتُك، لَوْ وارَدْت، وُرَّادِيَهْ

يُقَالُ: هَلَكَ فُلَانٌ هَلَلًا وهَلًّا أَي فَرَقاً، وحَمل عَلَيْهِ فَمَا كذَّب وَلَا هَلَّلَ أَي مَا فَزِع وَمَا جبُن. يُقَالُ: حَمَل فَمَا هَلَّلَ أَي ضَرَبَ قِرْنه. وَيُقَالُ: أَحجم عنَّا هَلَلًا وهَلًّا؛ قَالَهُ أَبو زَيْدٍ. والتَّهْلِيل: الفِرارُ والنُّكوصُ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ:

لَا يقَعُ الطَّعْنُ إِلا فِي نُحورِهِمُ،

وَمَا لهمْ عَنْ حِياضِ المَوْتِ تَهْلِيلُ

أَي نُكوصٌ وتأَخُّرٌ. يُقَالُ: هَلَّلَ عَنِ الأَمر إِذا ولَّى عَنْهُ ونَكَص. وهَلَّل عَنِ الشَّيْءِ: نَكَل. وَمَا هَلَّلَ عَنْ شَتْمِي أَي مَا تأَخر. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: لَيْسَ شَيْءٌ أَجْرأَ مِنَ النَّمِرِ، وَيُقَالُ: إِنّ الأَسد يُهَلِّلُ ويُكَلِّل، وإِنَّ النَّمِر يُكَلِّل وَلَا يُهَلِّلُ، قَالَ: والمُهَلِّل الَّذِي يَحْمِلُ عَلَى قِرْنه ثُمَّ يجبُن فَيَنْثَني وَيَرْجِعُ، وَيُقَالُ: حَمَل ثُمَّ هَلَّلَ، والمُكَلِّل: الَّذِي يَحْمِلُ فَلَا يَرْجِعُ حَتَّى يَقَعَ بقِرْنه؛ وَقَالَ:

قَوْمي عَلَى الإِسْلام لمَّا يَمْنَعُوا

ماعُونَهُمْ، ويُضَيِّعُوا التَّهْلِيلا «1» .

(1). قوله [ويضيعوا التَّهْلِيلا] وروي ويهللوا التهليلا كما في التهذيب

ص: 704

أَي لمَّا يَرْجِعُوا عمَّا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الإِسلام، مِنْ قَوْلِهِمْ: هَلَّلَ عَنْ قِرْنه وكَلَّس؛ قَالَ الأَزهري: أَراد ولمَّا يُضَيِّعوا شَهَادَةُ أَن لَا إِله إِلا اللَّهُ وَهُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالشَّهَادَةِ، وَهَذَا عَلَى رِوَايَةِ مَنْ رَوَاهُ ويُضَيِّعوا التَّهْليلا، وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّهْليل قَوْلُ لَا إِله إِلا اللَّهُ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَا أَراه مأْخوذاً إِلا مِنْ رَفْعِ قَائِلِهِ بِهِ صَوْتَهُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

وَلَيْسَ بِهَا رِيحٌ، وَلَكِنْ وَدِيقَةٌ

يَظَلُّ بِهَا السَّامي يُهِلُّ ويَنْقَعُ

فَسَّرَهُ فَقَالَ: مرَّة يَذْهَبُ رِيقُه يَعْنِي يُهِلُّ، وَمَرَّةً يَجيء يَعْنِي يَنْقَع؛ وَالسَّامِي الَّذِي يَصْطَادُ وَيَكُونُ فِي رِجْلِهِ جَوْرَبان؛ وَفِي التَّهْذِيبِ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ: السَّامِي الَّذِي يَطْلُبُ الصَّيْدَ فِي الرَّمْضاء، يَلْبَسُ مِسْمَاتَيْه ويُثير الظِّباء مِنْ مَكانِسِها، فإِذا رَمِضت تشقَّقت أَظْلافها ويُدْرِكها السَّامِي فيأْخذها بِيَدِهِ، وَجَمْعُهُ السُّمَاة؛ وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ فِي قَوْلِهِ يُهِلُّ: هُوَ أَن يَرْفَعَ الْعَطْشَانُ لِسَانَهُ إِلى لَهاته فَيَجْمَعُ الرِّيقَ؛ يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ يُهِلُّ مِنَ الْعَطَشِ. والنَّقْعُ: جَمْعُ الرِّيقِ تَحْتَ اللِّسَانِ. وتَهْلَلُ: مِنْ أَسماء الْبَاطِلِ كَثَهْلَل، جَعَلُوهُ اسْمًا لَهُ عَلَمًا وَهُوَ نَادِرٌ، وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: ذَهَبُوا فِي تَهْلَل إِلى أَنه تَفْعَل لمَّا لَمْ يَجِدُوا فِي الْكَلَامِ [ت هـ ل] مَعْرُوفَةً وَوَجَدُوا [هـ ل ل] وَجَازَ التَّضْعِيفُ فِيهِ لأَنه عَلَمٌ، والأَعلام تُغَيَّرُ كَثِيرًا، وَمِثْلُهُ عِنْدَهُمْ تَحْبَب. وَذَهَبَ فِي هِلِيَّانٍ وَبِذِي هِلِيَّانٍ أَي حَيْثُ لَا يدرَى أَيْنَ هُوَ. وامرأَة هِلٌّ: متفضِّلة فِي ثَوْبٍ واحدٍ؛ قَالَ:

أَناةٌ تَزِينُ البَيْتَ إِمَّا تلَبَّسَتْ،

وإِن قَعَدَتْ هِلًّا فأَحْسنْ بِهَا هِلَّا

والهَلَلُ: نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ، وَيُقَالُ لِنَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ الهَلَل والهَلْهَلُ. وهَلَّلَ الرجلُ أَي قَالَ لَا إِله إِلا اللَّهُ. وَقَدْ هَيْلَلَ الرجلُ إِذا قَالَ لَا إِله إِلا اللَّهُ. وَقَدْ أَخذنا فِي الهَيْلَلَة إِذا أَخذنا فِي التَّهْليل، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ حَوْلَقَ الرَّجُلُ وحَوْقَلَ إِذا قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ؛ وأَنشد:

فِداكَ، مِنَ الأَقْوام، كُلُّ مُبَخَّل

يُحَوْلِقُ إِمَّا سالهُ العُرْفَ سائلُ

الْخَلِيلُ: حَيْعَل الرَّجُلُ إِذا قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ هَذَا إِذا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِلْكَلِمَتَيْنِ ضَمُّوا بَعْضَ حُرُوفِ إِحداهما إِلى بَعْضِ حُرُوفِ الأُخرى، مِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَا تُبَرْقِل عَلَيْنَا؛ والبَرْقَلة: كَلَامٌ لَا يَتْبَعه فِعْلٌ، مأْخوذ مِنَ البَرْق الَّذِي لَا مَطَرَ مَعَهُ. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الحَوْلَقة والبَسْملة والسَّبْحَلة والهَيْلَلة، قَالَ: هَذِهِ الأَربعة أَحرف جَاءَتْ هَكَذَا، قِيلَ لَهُ: فالْحَمدلة؟ قَالَ: وَلَا أُنْكِرُهُ «1» . وأَهَلَّ بِالتَّسْمِيَةِ عَلَى الذَّبِيحَةِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ

؛ أَي نودِيَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ اسْمِ اللَّهِ. وَيُقَالُ: أَهْلَلْنا عَنْ لَيْلَةِ كَذَا، وَلَا يُقَالُ أَهْلَلْناه فهَلَّ كَمَا يُقَالُ أَدخلناه فدَخَل، وَهُوَ قِيَاسُهُ. وَثَوْبٌ هَلٌّ وهَلْهَلٌ وهَلْهَالٌ وهُلاهِل ومُهَلْهَل: رَقِيقٌ سَخيفُ النَّسْج. وَقَدْ هَلْهَلَ النَّسَّاج الثوبَ إِذا أَرقّ نَسْجه وخفَّفه. والهَلْهَلَةُ: سُخْفُ النسْج. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هَلْهَلَه بالنَّسْج خَاصَّةً. وَثَوْبٌ هَلْهَلٌ رَديء النسْج، وَفِيهِ مِنَ اللُّغَاتِ جَمِيعُ مَا تَقَدَّمَ فِي الرَّقِيقِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

أَتاك بقولٍ هَلْهَلِ النَّسْجِ كاذبٍ،

وَلَمْ يأْتِ بِالْحَقِّ الَّذِي هُوَ ناصِعُ

(1). قوله [قال ولا أنكره] عبارة الأزهري: فقال لا وأنكره

ص: 705

وَيُرْوَى: لَهْلَه. وَيُقَالُ: أَنْهَجَ الثوبُ هَلْهَالًا. والمُهَلْهَلَة مِنَ الدُّروع: أَرْدَؤها نسْجاً. شَمِرٌ: يُقَالُ ثَوْبٌ مُلَهْلَةٌ ومُهَلْهَل ومُنَهْنَةٌ؛ وأَنشد:

ومَدَّ قُصَيٌّ وأَبْناؤه

عَلَيْكَ الظِّلالَ، فَمَا هَلْهَلُوا

وَقَالَ شَمِرٌ فِي كِتَابِ السِّلَاحِ: المُهَلْهَلَة مِنَ الدُّروع قَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ الحَسنة النسْج لَيْسَتْ بِصَفِيقَةٍ، قَالَ: وَيُقَالُ هِيَ الْوَاسِعَةُ الحَلَق. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: ثَوْبٌ لَهْلَهُ النَّسْجِ أَي رَقِيقٌ لَيْسَ بِكَثِيفٍ. وَيُقَالُ: هَلْهَلْت الطَّحِينَ أَي نَخَلْتَهُ بِشَيْءٍ سَخيف؛ وأَنشد لأُمية: «1» .

كَمَا تَذْرِي المُهَلْهِلةُ الطَّحِينا

وَشِعْرٌ هَلْهَلٌ: رقيقٌ. ومُهَلْهِل: اسْمُ شَاعِرٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِرَداءة شعْره، وَقِيلَ: لأَنه أَوَّل مَنْ أَرقَّ الشعْر وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ رَبِيعَةَ «2» أَخو كُليب وَائِلٍ؛ وَقِيلَ: سُمِّيَ مُهَلْهِلًا بِقَوْلِهِ لِزُهَيْرِ بْنِ جَناب:

لمَّا تَوَعَّرَ فِي الكُراعِ هَجِينُهُمْ،

هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ جَابِرًا أَو صِنْبِلا

وَيُقَالُ: هَلهَلْت أُدرِكه كَمَا يُقَالُ كِدْت أُدْرِكُه، وهَلْهَلَ يُدْركه أَي كان يُدركه، وَهَذَا الْبَيْتُ أَنشده الْجَوْهَرِيُّ:

لَمَّا تَوَغَّلَ فِي الكُراع هَجِينُهم

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ لَمَّا توعَّر كَمَا أَوردْناه عَنْ غَيْرِهِ، وَقَوْلُهُ لَمَّا توَعَّر أَي أَخذ فِي مَكَانٍ وعْر. وَيُقَالُ: هَلْهَلَ فُلَانٌ شعْره إِذا لَمْ ينَقِّحه وأَرسله كَمَا حضَره وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الشَّاعِرُ مُهَلهِلًا. والهَلْهَل: السَّمُّ القاتِل، وَهُوَ معرَّب؛ قَالَ الأَزهري: لَيْسَ كُلُّ سَمّ قَاتِلٍ يسمَّى هَلْهَلًا وَلَكِنِ الهَلْهَلُ سَمٌّ مِنَ السُّموم بِعَيْنِهِ قاتِلٌ، قَالَ: وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ وأَراه هنْدِيّاً. وهَلْهَلَ الصوْتَ: رجَّعه. وماءٌ هُلاهِلٌ: صافٍ كَثِيرٌ. وهَلْهَلَ عَنِ الشَّيْءِ: رجَع. والهُلاهِلُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ الصَّافِي. والهَلْهَلَةُ: الِانْتِظَارُ والتأَني؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِ حَرملة بْنِ حَكيم:

هَلهِلْ بكَعْبٍ، بَعْدَ مَا وَقَعَتْ

فَوْقَ الجَبِين بساعِدٍ فَعْمِ

وَيُرْوَى: هَلِّلْ وَمَعْنَاهُمَا جَمِيعًا انْتَظِرْ بِهِ مَا يَكُونُ مِنْ حَالِهِ مِنْ هَذِهِ الضرْبة؛ وَقَالَ الأَصمعي: هَلْهِلْ بكَعْب أَي أَمْهِله بَعْدَ مَا وَقَعَتْ بِهِ شَجَّة عَلَى جَبِينِهِ، وَقَالَ شَمِرٌ: هَلْهَلْت تَلَبَّثت وتنظَّرت. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ أَهَلَّ السيفُ بِفُلَانٍ إِذا قَطَعَ فِيهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر:

وَيْلُ امِّ خِرْقٍ أَهَلَّ المَشْرَفِيُّ بِهِ

عَلَى الهَباءَة، لَا نِكْسٌ وَلَا وَرَع

وَذُو هُلاهِلٍ: قَيْلٌ مِنْ أَقْيال حِمْير. وهَلْ: حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ، فإِذا جَعَلْتَهُ اسْمًا شَدَّدْتَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَلْ كَلِمَةُ اسْتِفْهَامٍ هَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ، قَالَ: وَتَكُونُ بِمَنْزِلَةِ أَم لِلِاسْتِفْهَامِ، وَتَكُونُ بِمَنْزِلَةِ بَلْ، وَتَكُونُ بِمَنْزِلَةِ قَدْ كَقَوْلِهِ عز وجل: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟

قَالُوا: مَعْنَاهُ قَدِ امْتَلأْت؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا تَفْسِيرٌ عَلَى الْمَعْنَى دُونَ اللَّفْظِ وهَلْ مُبقاة عَلَى اسْتِفْهَامِهَا، وقولها

(1). قوله [وأنشد لأمية إلخ] عبارة التكملة لِأُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ يصف الرياح:

أذعن به جوافل معصفات

كَمَا تَذْرِي المُهَلْهِلَة الطَّحِينَا

به أي بذي قضين وهو موضع

(2)

. قوله: وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ربيعة: هكذا في الأصل، والمشهور أنه أبو ليلى عَدِيّ بن ربيعة

ص: 706

هَلْ مِن مَزِيدٍ أَي أَتعلم يَا ربَّنا أَن عِنْدِي مَزِيدًا، فَجَوَابُ هَذَا مِنْهُ عزَّ اسْمُهُ لَا، أَي فكَما تَعْلَمُ أَن لَا مَزيدَ فَحَسْبِي مَا عِنْدِي، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الْجَزَاءِ، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الجَحْد، وَتَكُونُ بِمَعْنَى الأَمر. قَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: هَلْ أَنت سَاكِتٌ؟ بِمَعْنَى اسْكُتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ ثَعْلَبٍ وَرِوَايَتُهُ. الأَزهري: قَالَ الْفَرَّاءُ هَلْ قَدْ تَكُونُ جَحْداً وَتَكُونُ خبَراً، قَالَ: وَقَوْلُ اللَّهِ عز وجل: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ

؛ قَالَ: مَعْنَاهُ قَدْ أَتى عَلَى الإِنسان مَعْنَاهُ الْخَبَرُ، قَالَ: والجَحْدُ أَن تَقُولَ: وهَلْ يقدِر أَحد عَلَى مِثْلِ هَذَا؛ قَالَ: وَمِنَ الخبَر قَوْلُكَ لِلرَّجُلِ: هَلْ وعَظْتك هَلْ أَعْطَيتك، تقرَّره بأَنك قَدْ وعَظْته وأَعطيته؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَالَ الْكِسَائِيُّ هَلْ تأْتي اسْتِفْهَامًا، وَهُوَ بابُها، وتأْتي جَحْداً مِثْلَ قَوْلِهِ:

أَلا هَلْ أَخو عَيْشٍ لذيذٍ بِدَائِمِ

مَعْنَاهُ أَلا مَا أَخو عيشٍ؛ قَالَ: وتأْتي شرْطاً، وتأْتي بِمَعْنَى قَدْ، وتأْتي تَوْبيخاً، وتأْتي أَمراً، وتأْتي تَنْبِيهًا؛ قَالَ: فإِذا زِدْتَ فِيهَا أَلِفاً كَانَتْ بِمَعْنَى التَّسْكِينِ، وَهُوَ مَعْنَى

قَوْلِهِ إِذا ذُكِر الصَّالِحُونَ فحَيَّهَلًا بعُمَر

، قَالَ: مَعْنَى حَيّ أَسرِعْ بِذِكْرِهِ، وَمَعْنَى هَلًا أَي اسْكُن عِنْدَ ذِكْرِهِ حَتَّى تَنْقُضِي فَضَائِلَهُ؛ وأَنشد:

وأَيّ حَصانٍ لَا يُقال لَها هَلًا

أَي اسْكُني لِلزَّوْجِ؛ قَالَ: فإِن شَدَّدْت لامَها صَارَتْ بِمَعْنَى اللوْم والحضِّ، اللومُ عَلَى مَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ، والحَضُّ عَلَى مَا يأْتي مِنَ الزَّمَانِ، قَالَ: وَمِنَ الأَمر قَوْلُهُ: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ

. وهَلًا: زجْر لِلْخَيْلِ، وهَالٍ مِثْلُهُ أَي اقرُبي. وَقَوْلُهُمْ: هَلًا اسْتِعْجَالٌ وَحَثٌّ. وَفِي حَدِيثِ

جَابِرٍ: هَلَّا بكْراً تُلاعِبُها وتُلاعِبُك

؛ هَلَّا، بِالتَّشْدِيدِ: حَرْفٌ مَعْنَاهُ الحثُّ والتحضيضُ؛ يُقَالُ: حَيَّ هَلا الثريدَ، وَمَعْنَاهُ هَلُمَّ إِلى الثَّرِيدِ، فُتحت يَاؤُهُ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنَ وبُنِيَت حَيّ وهَلْ اسْمًا وَاحِدًا مِثْلَ خَمْسَةَ عَشَرَ وسمِّي بِهِ الْفِعْلُ، وَيَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، وإِذا وَقَفْتَ عَلَيْهِ قُلْتَ حَيَّهَلا، والأَلف لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ كَالْهَاءِ فِي قَوْلِهِ كِتابِيَهْ* وحِسابِيَهْ* لأَنَّ الأَلِف مِنْ مَخْرَجِ الْهَاءِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

إِذا ذكِرَ الصَّالِحُونَ فحَيَّهَلَ بعُمَرَ

، بِفَتْحِ اللَّامِ مِثْلُ خَمْسَةَ عَشَرَ، أَي فأَقْبِلْ بِهِ وأَسرِع، وَهِيَ كَلِمَتَانِ جُعِلَتَا كَلِمَةً وَاحِدَةً، فحَيَّ بمعنى أَقبِلْ وهَلا بمعنى أَسرِعْ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ عَلَيْكَ بعُمَر أَي أَنه مِنْ هَذِهِ الصِّفَةِ، وَيَجُوزُ فحَيَّهَلًا، بِالتَّنْوِينِ، يُجْعَلُ نَكِرَةً، وأَما حَيَّهَلا بِلَا تَنْوِينٍ فإِنما يَجُوزُ فِي الْوَقْفِ فأَما فِي الإِدراج فَهِيَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ عرَّفت الْعَرَبُ حَيَّهَلْ؛ وأَنشد فِيهِ ثَعْلَبٌ:

وَقَدْ غَدَوْت، قَبْلَ رَفْعِ الحَيَّهَلْ،

أَسوقُ نابَيْنِ وَنَابًا مِلإِبِلْ

وَقَالَ: الحَيَّهَل الأَذان. والنابانِ: عَجُوزان؛ وَقَدْ عُرِّف بالإِضافة أَيضاً فِي قَوْلِ الْآخَرِ:

وهَيَّجَ الحَيَّ مِنْ دارٍ، فظلَّ لَهُمْ

يومٌ كَثِيرٌ تَنادِيه، وحَيَّهَلُهْ

قَالَ: وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ فِي آخِرِ الْفَصْلِ:

هَيْهاؤُه وحَيْهَلُهْ

وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَيْهَل نَبْتٌ مِنْ دِقّ الحَمْض، وَاحِدَتُهُ حَيْهَلة، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لسُرعة نَبَاتِهَا كَمَا يُقَالُ فِي السُّرْعَةِ والحَثّ حَيَّهَل؛ وأَنشد لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ:

ص: 707

بِمِيثٍ بَثاءٍ نَصِيفِيَّةٍ،

دَمِيثٍ بِهَا الرِّمْثُ والحَيْهَلُ «3»

. وأَما قَوْلُ لَبِيدٍ يَذْكُرُ صاحِباً لَهُ فِي السَّفَرِ كَانَ أَمَرَه بالرَّحِيل:

يَتمارَى فِي الَّذِي قلتُ لَهُ،

وَلَقَدْ يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ

فإِنما سَكَّنَهُ لِلْقَافِيَةِ. وَقَدْ يَقُولُونَ حَيَّ مِنْ غَيْرِ أَن يَقُولُوا هَلْ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِي الأَذان: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الفَلاح إِنما هُوَ دُعَاءٌ إِلى الصَّلاةِ والفَلاحِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

أَنْشَأْتُ أَسأَلهُ: مَا بالُ رُفْقَتِهِ

حَيَّ الحُمولَ، فإِنَّ الركْبَ قَدْ ذهَبا

قَالَ: أَنْشَأَ يسأَل غُلَامَهُ كَيْفَ أَخذ الرَّكْبُ. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ أَن بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: حَيَّهَلا الصَّلَاةَ، يَصِلُ بهَلا كَمَا يُوصَلُ بعَلَى فَيُقَالُ حَيَّهَلا الصَّلَاةَ، وَمَعْنَاهُ ائْتُوا الصَّلَاةَ واقربُوا مِنَ الصَّلَاةِ وهَلُمُّوا إِلى الصَّلَاةِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ حَيَّهَلَ الصلاةَ بِنَصْبِ الصَّلَاةِ لَا غَيْرُ، قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ حَيَّهَلَ الثريدَ، بِالنَّصْبِ لَا غَيْرُ. وَقَدْ حَيْعَلَ المؤَذن كَمَا يُقَالُ حَوْلَقَ وتَعَبْشَمَ مُرَكَّباً مِنْ كَلِمَتَيْنِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَلا رُبَّ طَيْفٍ منكِ باتَ مُعانِقي

إِلى أَن دَعَا دَاعِي الصَّباح، فَحَيْعَلا

وَقَالَ آخَرُ:

أَقولُ لَهَا، ودمعُ العينِ جارٍ:

أَلمْ تُحْزِنْك حَيْعَلةُ المُنادِي؟

وَرُبَّمَا أَلحقوا بِهِ الْكَافَ فَقَالُوا حَيَّهَلَك كَمَا يُقَالُ رُوَيْدَك، وَالْكَافُ لِلْخِطَابِ فَقَطْ وَلَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الإِعراب لأَنها لَيْسَتْ بِاسْمٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: سَمِعَ أَبو مَهْدِيَّة الأَعرابي رَجُلًا يَدْعُو بِالْفَارِسِيَّةِ رَجُلًا يَقُولُ لَهُ زُوذْ، فَقَالَ: مَا يَقُولُ؟ قُلْنَا: يَقُولُ عَجِّل، فَقَالَ: أَلا يَقُولَ: حَيَّهَلك أَي هَلُمَّ وتَعَال؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

هَيْهاؤه وحَيْهَلُهْ

فإِنما جَعَلَهُ اسْمًا وَلَمْ يأْمر بِهِ أَحداً. الأَزهري: عَنْ ثَعْلَبٍ أَنه قَالَ: حَيهل أَي أَقبل إِليَّ، وَرُبَّمَا حُذِفَ فَقِيلَ هَلا إِليَّ، وَجَعَلَ أَبو الدُّقَيْشِ هَل الَّتِي لِلِاسْتِفْهَامِ اسْمًا فأَعربه وأَدخل عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامَ، وَذَلِكَ أَنه قَالَ لَهُ الْخَلِيلُ: هَلْ لَكَ فِي زُبدٍ وَتَمْرٍ؟ فَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: أَشَدُّ الهَلِّ وأَوْحاهُ، فَجَعَلَهُ اسْمًا كَمَا تَرَى وعرَّفه بالأَلف وَاللَّامِ، وَزَادَ فِي الِاحْتِيَاطِ بأَن شدَّده غَيْرَ مُضْطَرٍّ لتتكمَّل لَهُ عدّةُ حُرُوفِ الأُصول وَهِيَ الثَّلَاثَةُ؛ وَسَمِعَهُ أَبو نُوَاس فَتَلَاهُ فَقَالَ لِلْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ:

هَلْ لكَ، والهَلُّ خِيَرْ،

فيمَنْ إِذا غِبْتَ حَضَرْ؟

وَيُقَالُ: كلُّ حَرْفِ أَداة إِذا جَعَلْتَ فِيهِ أَلِفاً وَلَامًا صَارَ اسْمًا فقوِّي وثقِّل كَقَوْلِهِ:

إِنَّ لَيْتاً وإِنَّ لَوًّا عَناءُ

قَالَ الْخَلِيلُ: إِذا جَاءَتِ الْحُرُوفُ الليِّنة فِي كَلِمَةٍ نَحْوِ لَوْ وأَشباهها ثقِّلت، لأَن الْحَرْفَ الليِّن خَوَّار أَجْوَف لَا بدَّ لَهُ مِنَ حَشْوٍ يقوَّى بِهِ إِذا جُعل اسْمًا، قَالَ: وَالْحُرُوفُ الصِّحاح القويَّة مُسْتَغْنِيَةٌ بجُرُوسِها لَا

(3). قوله [بها الرمث والحيهل] هكذا ضبط في الأصل، وضبط في القاموس في مادة حيهل بتشديد الياء وضم الهاء وسكون اللام، وقال بعد أن ذكر الشطر الثاني: نقل حركة اللام إلى الهاء

ص: 708

تَحْتَاجُ إِلى حَشْو فتتركْ عَلَى حَالِهَا، وَالَّذِي حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي حِكَايَةِ أَبي الدُّقَيْشِ عَنِ الْخَلِيلِ قَالَ: قُلْتُ لأَبي الدُّقيْش هَلْ لَكَ فِي ثريدةٍ كأَنَّ ودَكَها عُيُونُ الضَّيَاوِن؟ فَقَالَ: أَشدُّ الهَلِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ رَوَى أَهل الضَّبْطِ عَنِ الْخَلِيلِ أَنه قَالَ لأَبي الدُّقَيْشِ أَو غَيْرِهِ هَلْ لَكَ فِي تَمْرٍ وزُبْدٍ؟ فَقَالَ: أَشَدُّ الهَلِّ وأَوْحاه، وَفِي رِوَايَةٍ أَنه قَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ فِي الرُّطَب؟ قَالَ: أَسْرعُ هَلٍّ وأَوْحاه؛ وأَنشد:

هَلْ لَكَ، والهَلُّ خِيَرْ،

فِي ماجدٍ ثبْتِ الغَدَرْ؟

وَقَالَ شَبيب بْنُ عَمْرٍو الطَّائِيُّ:

هَلْ لَكَ أَن تدخُل فِي جَهَنَّمِ؟

قلتُ لَهَا: لَا، والجليلِ الأَعْظَمِ،

مَا ليَ مِنْ هَلٍّ وَلَا تكلُّمِ

قَالَ ابْنُ سَلَامَةَ: سأَلت سِيبَوَيْهِ عَنْ قَوْلِهِ عز وجل: فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ؛ عَلَى أَي شَيْءٍ نُصِبَ؟ قَالَ: إِذا كَانَ مَعْنَى إِلَّا لَكِنَّ نُصِبَ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ

أُبيّ فهَلَّا

، وَفِي مُصْحَفِنَا فَلَوْلا، قَالَ: وَمَعْنَاهَا أَنهم لَمْ يُؤْمِنُوا ثُمَّ اسْتَثْنَى قَوْمَ يُونُسَ بِالنَّصْبِ عَلَى الِانْقِطَاعِ مِمَّا قَبْلَهُ كأَنَّ قَوْمَ يُونُسَ كَانُوا منقطِعين مِنْ قَوْمٍ غَيْرِهِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ أَيضاً: لَوْلَا إِذا كَانَتْ مَعَ الأَسماء فَهِيَ شَرْطٌ، وإِذا كَانَتْ مَعَ الأَفعال فَهِيَ بِمَعْنَى هَلَّا، لَوْمٌ عَلَى مَا مَضَى وتحضيضٌ عَلَى مَا يأْتي. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ، مَعْنَاهُ هَلَّا. وهَلْ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى مَا؛ قَالَتِ ابْنَةُ الحُمارِس:

هَلْ هِيَ إِلَّا حِظَةٌ أَو تَطْلِيقْ،

أَو صَلَفٌ مِنْ بَيْنِ ذَاكَ تَعْلِيقْ

أَي مَا هِيَ وَلِهَذَا أُدخلت لَهَا إِلا. وَحُكِيَ عَنِ الْكِسَائِيِّ أَنه قَالَ: هَلْ زِلْتَ تَقُولُهُ بِمَعْنَى مَا زِلْتَ تَقُولُهُ، قَالَ: فَيَسْتَعْمِلُونَ هَلْ بِمَعْنَى مَا. وَيُقَالُ: مَتَى زِلْت تَقُولُ ذَلِكَ وَكَيْفَ زِلْت؛ وأَنشد:

وهَلْ زِلْتُمُ تأْوِي العَشِيرةُ فيكُم،

وتنبتُ فِي أَكناف أَبلَجَ خِضْرِمِ؟

وَقَوْلُهُ:

وإِنَّ شِفائي عَبْرَةٌ مُهَرَاقَة،

فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دارسٍ مِنْ مُعَوَّل؟

قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا ظَاهِرُهُ اسْتِفْهَامٌ لِنَفْسِهِ وَمَعْنَاهُ التَّحْضِيضُ لَهَا عَلَى الْبُكَاءِ، كَمَا تَقُولُ أَحسنت إِليّ فَهَلْ أَشْكُرك أَي فَلأَشْكُرَنَّك، وَقَدْ زُرْتَني فَهَلْ أُكافِئَنَّك أَي فَلأُكافِئَنَّك. وَقَوْلُهُ: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ

؟ قَالَ أَبو عُبَيْدَةُ: مَعْنَاهُ قَدْ أَتَى؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يُمْكِنُ عِنْدِي أَن تَكُونَ مُبْقاةً فِي هَذَا الْمَوْضِعِ عَلَى مَا بِهَا مِنَ الِاسْتِفْهَامِ فكأَنه قَالَ، وَاللَّهُ أَعلم: وَهَلْ أَتَى عَلَى الإِنسان هَذَا، فَلَا بُدَّ فِي جَوابهم مِنْ نَعَمْ مَلْفُوظًا بِهَا أَو مُقَدَّرَةً أَي فَكَمَا أَن ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَيَنْبَغِي للإِنسان أَن يَحْتَقِرَ نَفْسَهُ وَلَا يُباهي بِمَا فُتِحَ لَهُ، وَكَمَا تَقُولُ لِمَنْ تُرِيدُ الِاحْتِجَاجَ عَلَيْهِ: بِاللَّهِ هَلْ سأَلتني فأَعطيتك أَم هَلْ زُرْتَني فأَكرمتك أَي فَكَمَا أَن ذَلِكَ كَذَلِكَ فَيَجِبُ أَن تعرِف حَقِّي عَلَيْكَ وإِحْساني إِليك؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: إِذا جَعَلْنَا مَعْنَى هَلْ أَتى قَدْ أَتى فَهُوَ بِمَعْنَى أَلَمْ يأْتِ عَلَى الإِنسان حينٌ مِنَ الدَّهْر؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: ورَوَيْنا عَنْ قُطْرُبٍ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ أَنهم يَقُولُونَ أَلْفَعَلْت، يُرِيدُونَ هَلْ فَعَلْت. الأَزهري: ابْنُ السِّكِّيتِ إِذا قِيلَ هَلْ لَكَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ قُلْتَ: لِي فِيهِ، وإِن لِي فِيهِ، وَمَا لِي فِيهِ، وَلَا تَقُلْ إِن لِي فِيهِ هَلًّا، والتأْويل: هَلْ لَكَ فِيهِ حَاجَةٌ فَحُذِفَتِ

ص: 709

الْحَاجَةُ لمَّا عُرف الْمَعْنَى، وَحَذَفَ الرادُّ ذِكْر الْحَاجَةِ كَمَا حَذَفَهَا السَّائِلُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: هَلْ حَقِيقَةً اسْتِفْهَامٌ، تَقُولُ: هَلْ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وهَلْ لَكَ فِي كَذَا وَكَذَا؛ قَالَ: وَقَوْلُ زُهَيْرٍ:

أَهَلْ أَنت وَاصِلُهُ

اضْطِرَارٌ لأَن هَلْ حَرْفُ اسْتِفْهَامٍ وَكَذَلِكَ الأَلف، وَلَا يُسْتَفْهَمُ بحَرْفي اسْتِفْهَامٍ. ابْنُ سِيدَهْ: هَلَّا كَلِمَةُ تَحْضِيضٍ مُرَكَّبَةٍ مِنْ هَلْ وَلَا. وَبَنُو هِلَالٍ: قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ. وهِلال: حيٌّ مِنْ هَوازن. والهِلالُ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ فِي أَسفل الرُّكيّ. والهِلال: السِّنانُ الَّذِي لَهُ شُعْبتان يصاد به الوَحْش.

همل: الهَمْل، بِالتَّسْكِينِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ هَمَلَتْ عينُه تَهْمُلُ وتَهْمِلُ هَمْلًا وهُمُولًا وهَمَلاناً. وانْهَمَلَتْ: فَاضَتْ وَسَالَتْ. وهَمَلَتِ السماءُ هَمْلًا وهَمَلاناً وانْهَمَلَتْ: دَامَ مطرُها مَعَ سكونٍ وضعفٍ، وهَمَلَ دمعُه، فَهُوَ مُنْهَمِلٌ. والهَمَل: السُّدى الْمَتْرُوكُ لَيْلًا أَو نَهَارًا. وَمَا تَرَكَ اللَّهُ النَّاسَ هَمَلًا أَي سُدًى بِلَا ثوابٍ وَلَا عِقاب، وَقِيلَ: لَمْ يَتْرُكْهُمْ سُدى بِلَا أَمر وَلَا نَهْيٍ وَلَا بَيَانٍ لِمَا يَحْتَاجُونَ إِليه، وهَمَلتِ الإِبل تَهْمُلُ، وبعيرٌ هَامِل مِنْ إِبل هَوامِل وهُمَّلٌ وهَمَلٌ، وَهُوَ اسْمُ الْجَمْعِ كَرَائِحٍ ورَوَح لأَن فَاعِلًا لَيْسَ مِمَّا يكسَّر عَلَى فَعَلٍ، وَقَدْ أَهْمَلَها، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْغَنَمِ. ابْنُ الأَعرابي: إِبِل هَمْلَى مُهْمَلة، وإِبِل هَوامِل مُسَيَّبة لَا رَاعِيَ لَهَا، وأَمر مُهْمَل مَتْرُوكٌ؛ قَالَ:

إِنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوَامِلِ

خَيْرًا مِنَ التَّأْنانِ والمَسائلِ

أَراد: إِنَّا وَجَدْنَا طَرَدَ الإِبل المُهْملة وسَوْقَها سَلًّا وسَرِقة أَهْون عَلَيْنَا مِنْ مَسَأَلَةِ النَّاسِ والتَّباكي إِليهم. وَفِي حَدِيثِ الْحَوْضِ:

فَلَا يَخْلُص مِنْهُمْ إِلَّا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَم

؛ الهَمَل: ضَوالُّ الإِبلِ، وَاحِدُهَا هَامِلٌ، أَي أَنَّ النَّاجِيَ مِنْهُمْ قَلِيلٌ فِي قلَّة النَّعَم الضالَّة. وَفِي حَدِيثُ

طَهْفَةَ: وَلَنَا نَعَم هَمَلٌ

أَي مهمَلة لَا رِعاءَ لَهَا وَلَا فِيهَا مَنْ يُصلحها ويَهديها فَهِيَ كالضَّالة؛ وَمِنْهُ حديثُ

سُرَاقَةَ: أَتيته يَوْمَ حُنَين فسأَلته عَنِ الهَمَل.

وَفِي حَدِيثِ

قَطَن بْنِ حَارِثَةَ: عَلَيْهِمْ فِي الهَمُولَة الرَّاعِيَةِ فِي كُلِّ خَمْسِينَ ناقةٌ

؛ هِيَ الَّتِي أُهْمِلت تَرْعَى بأَنفسها، وَلَا يُسْتَعْمَلُ فَعولة بِمَعْنَى مَفْعولة. وأَهْمَلَ أَمرَه: لَمْ يُحْكِمْه. والهَمَل، بِالتَّحْرِيكِ: الإِبلُ بِلَا راعٍ، مِثْلُ النَّفَش، إِلَّا أَن الهَمَل بِالنَّهَارِ «1». والنَّفَش لَا يَكُونُ إِلَّا لَيْلًا. يُقَالُ: إِبِل هَمَلٌ وهَامِلَة وهُمَّال وهَوَامِل، وتركْتها هَمَلًا أَي سُدًى إِذا أَرسلتها تَرْعَى لَيْلًا بِلَا راعٍ. وَفِي الْمَثَلِ: اختلطَ المَرْعيُّ بالهَمَل، والمَرْعيُّ: الَّذِي لَهُ راعٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فسأَلته عَنِ الهَمَل

يَعْنِي الضَّوالَّ مِنَ النَّعَم، وَاحِدُهَا هَامِل مِثْلُ حارِس وحَرَس وَطَالِبٍ وَطَلَب. وَفِي الْحَدِيثِ:

فِي الهَمُولَة الراعِية كَذَا مِنَ الصدَقة

؛ يَعْنِي الَّتِي قَدْ أُهْمِلَت تَرْعَى. والهَمَل أَيضاً: الْمَاءُ الَّذِي لَا مَانِعَ لَهُ. وأَهْمَلْت الشَّيْءَ: خلَّيت بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ. والمُهْمَل مِنَ الْكَلَامِ: خِلَافُ المستعمَل. والهَمَلُّ: الْبَيْتُ الصَّغِيرُ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو؛ وأَنشد لأَبي حَبِيبٍ الشَّيْبَانِيِّ:

دخلتُ عَلَيْهَا فِي الهَمَلّ، فأَسْمَحَتْ

بأَقْمَرَ، فِي الحِقْوَيْن، جَأْبٍ مُدَوَّرِ

(1). قوله [إِلَّا أَنَّ الهَمَل بِالنَّهَارِ إلخ] مثله في التهذيب، وعبارة الصحاح: إلا أن النفش لَا يَكُونُ إِلَّا لَيْلًا والهَمَل يَكُونُ لَيْلًا وَنَهَارًا انتهى. ويوافقه ما يأتي للمؤلف بعد

ص: 710

والأَقْمرُ: الأَبيض. وَثَوْبٌ هَمالِيل: مخرَّق. وكِساءٌ هِمِلٌّ: خَلَق. والهِمِلُّ: الْكَبِيرُ السِّنِّ. والهَمَل: اللِّيف الْمُتَنَزِّعُ، وَاحِدَتُهُ هَمَلَة؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وهُمَيل وهَمَّال: اسْمَانِ. وأَرض هُمَّال بَيْنَ النَّاسِ: قَدْ تَحامَتْها الحُروب فَلَا يَعْمُرها أَحد. وَشَيْءٌ هُمَّال: رِخْوٌ. واهْتَمَلَ الرجلُ إِذا دَمْدَمَ بِكَلَامٍ لَا يُفهم؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمَعْرُوفُ بِهَذَا الْمَعْنَى هَتْمَل، وهو رباعي.

همرجل: الهَمَرْجَلُ: الجَواد السَّرِيعُ، وعَمَّ بِهِ السِّيرَافِيُّ كُلَّ خَفِيفٍ سَرِيعٍ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَنَاقَةٌ هَمَرْجَلَة: سَرِيعَةٌ، وَتَكُونُ مِنْ نَعْتِ السَّيْرِ أَيضاً، والهَمَرْجَلَة مِنَ النُّوقِ: النَّجيبة، وَتُجْمَعُ الهَمَرْجَلَةُ هَمَرْجَلات. والهَمَرْجَل مِنَ الإِبل: السَّرِيعُ. وَجَمَلٌ هَمَرْجَل: سَرِيعٌ؛ وأَنشد:

يَسُفْن عِطْفَيْ سَنِمٍ هَمَرْجَل

ونَجَاء هَمَرْجَل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

إِذا جَدَّ فيهنَّ النَّجَاءُ الهَمَرْجَلُ

ابْنُ الأَعرابي. الهَمَرْجَل الْجَمَلُ الضَّخْمُ، ومثله الشَّمرْذل.

هنبل: الهَنْبَلَة، بِزِيَادَةِ النُّونِ: مشْية الضَّبُع العَرْجاء، وَقِيلَ: هِيَ مِنْ مَشْي الضِّبَاعِ. وهَنْبَلَ الرجلُ: ظَلَع وَمَشَى مِشْية الضَّبُع العَرْجاء، ونَهْبَل كَذَلِكَ، وَجَاءَ مُهَنْبلًا؛ وأَنشد:

مِثْلُ الضِّباع إِذا رَاحَتْ مُهَنْبِلةً،

أَدنى مآوِبِها الغِيرانُ واللَّجَفُ

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

خَزْعَلة الضِّبْعان راحَ الهَنْبَلَهْ

هنتل: هَنْتَلٌ: موضع.

هنجل: الهُنْجُل: الثقيل.

هندل: الهَنْدَويلُ: الضَّخْمُ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو الهَنْدَويل الضَّعِيفُ الَّذِي فِيهِ اسْتِرْخَاءٌ ونُوكٌ.

هول: الهَوْلُ: الْمَخَافَةُ مِنَ الأَمر لَا يَدْري مَا يَهْجِم عَلَيْهِ مِنْهُ كَهَوْل اللَّيْلِ وهَوْل الْبَحْرِ، وَالْجَمْعُ أَهْوَال وهُؤُول، والهُؤُول جَمْعُ هَوْل؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ:

رَحَلْنا مِنْ بِلَادِ بَنِي تَمِيمٍ

إِليك، وَلِمَ تَكَاءَدْنا الهُؤُولُ

يَهْمِزُونَ الْوَاوَ لِانْضِمَامِهَا. والهِيلَة: الهَوْلُ. وهَالَنِي الأَمرُ يَهُولُنِي هَوْلًا: أَفزَعَني؛ وَقَوْلُهُ:

وَيْهاً فِدَاءً لَكَ يَا فَضالَهْ

أَجِرَّهُ الرُّمْحَ، وَلَا تُهالَهْ

فَتَحَ اللَّامَ لِسُكُونِ الْهَاءِ وَسُكُونِ الأَلف قَبْلَهَا، وَاخْتَارُوا الْفَتْحَةَ لأَنها مِنْ جِنْسِ الأَلف الَّتِي قَبْلَهَا، فَلَمَّا تحرَّكت اللَّامُ لَمْ يَلْتَقِ سَاكِنَانِ فَتُحْذَفُ الأَلف لِالْتِقَائِهِمَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فأَما قَوْلُ الْآخَرِ:

إِضْرِبَ عنكَ الهُمُومَ طارِقَها،

ضَرْبَك بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَس

فإِنَّ ابْنَ جِنِّيٍّ قَالَ: هُوَ مَدْفوع مَصْنُوعٌ عِنْدَ عَامَّةِ أَصحابنا وَلَا رِوَايَةَ تثبُت بِهِ، وأَيضاً فإِنه ضَعِيفٌ سَاقِطٌ فِي الْقِيَاسِ، وَذَلِكَ لأَن التأْكيد مِنْ مَوَاضِعِ الإِطْناب والإِسْهاب فَلَا يَليق بِهِ الحَذْف وَالِاخْتِصَارُ، فإِذا كَانَ السماعُ والقياسُ يَدْفَعَانِ هَذَا التأْويل وَجَب إِلغاؤه والعُدول إِلى غَيْرِهِ مِمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ وصحَّ قِيَاسُهُ. وهَوْلٌ هَائِلٌ ومَهُول، وكَرِهَها بَعْضُهُمْ،

ص: 711

وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الْفَصِيحِ. والتَّهْوِيل: التَّفْزِيعُ؛ الأَزهري: أَمر هَائِل وَلَا يُقَالُ مَهُول إِلا أَن الشَّاعِرَ قَدْ قَالَ:

ومَهُولٍ، منَ المَناهِل، وَحْشٍ

ذِي عَراقيبَ آجِنٍ مِدْفانِ

وَتَفْسِيرُ المَهُول أَي فِيهِ هَوْل، وَالْعَرَبُ إِذا كَانَ الشَّيْءُ هُوَ لَهُ أَخرجوه عَلَى فاعِل مِثْلُ دارِع لِذِي الدِّرْع، وإِن كَانَ فِيهِ أَو عَلَيْهِ أَخرجوه عَلَى مَفْعول، كَقَوْلِكَ مَجْنون فِيهِ ذَاكَ، ومَدْيون عَلَيْهِ ذَاكَ. وَمَكَانٌ مَهِيل أَي مَخُوف؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

مَهِيلُ أَفْيافٍ لَهَا فُيُوفُ «2»

. وَكَذَلِكَ مَكَانٌ مَهالٌ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عائذ الهذلي:

أَلا يَا لَقَوْمي لِطَيفِ الخَيالِ

أَرَّقَ مِنْ نازِحٍ ذِي دَلالِ

أَجازَ إِلينا، عَلَى بُعْده،

مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالِ

وَيُقَالُ: اسْتَهَال فُلَانٌ كَذَا يَسْتَهِيلُه، وَيُقَالُ يَسْتَهْوِلُه، والجيِّد يَسْتَهِيله. وهُلْته فاهْتَالَ: أَفزعته فَفَزِعَ، وَقَدْ هَوَّلَ عَلَيْهِ. والتَّهْوِيل والتَّهَاوِيلُ: مَا هُوِّلَ بِهِ؛ قَالَ:

عَلَى تَهَاوِيلَ لَهَا تَهْوِيلُ

التَّهْذِيبُ: التَّهَاوِيلُ جَمَاعَةُ التَّهْوِيل، وَهُوَ مَا هَالَكَ مِنْ شَيْءٍ، وهَوَّلَ القومُ عَلَى الرَّجُلِ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي سُفْيَانَ: أَن مُحَمَّدًا لَمْ يُناكِرْ أَحداً قطُّ إِلا كَانَتْ مَعَهُ الأَهْوَال

؛ هِيَ جَمْعُ هَوْل وَهُوَ الْخَوْفُ والأَمرُ الشَّدِيدُ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي ذرٍّ: لَا أَهُولَنَّك

أَي لَا أُخِيفُك فَلَا تَخَفْ مِنِّي. وَفِي حَدِيثِ الوحْيِ:

فهُلْت

أَي خِفْت ورُعِبْت، كقُلْتُ مِنَ القَوْل. وهَوَّلَ الأَمرَ: شنَّعه. والهُولَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي تَهُول الناظرَ مِنْ حُسْنِهَا؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيِّ:

بَيْضاءُ صافِيةُ المَدامِعِ، هُولةٌ

لِلنَّاظِرِينَ، كدُرَّة الغَوَّاصِ

ووَجْهُه هُولَةٌ مِنَ الهُوَلِ أَي عَجَب. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ مَا هُوَ إِلَّا هُولَةٌ مِنَ الهُوَل إِذا كَانَ كَرِيهَ المنظَر. والهَولةُ: مَا يفزَّع بِهِ الصَّبِيُّ، وَكُلُّ مَا هَالَكَ يسمَّى هُولَةً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

كَهُولَة مَا أَوْقَدَ المُحْلِفُون،

لَدى الحالِفِينَ، وَمَا هَوَّلُوا

وهَوَّلَ عَلَى الرَّجُلِ: حَمل. وَنَاقَةٌ هُولُ الجَنان: حديدةٌ. وتَهَوَّلَ لِلنَّاقَةِ تَهَوُّلًا: تشبَّه لَهَا بالسبُع لِيَكُونَ أَرْأَمَ لَهَا عَلَى الَّذِي تُرْأَم عَلَيْهِ، وَهُوَ مِثْلُ تَذَأَّبت لَهَا تَذَؤُّباً إِذا لَبِسْتَ لَهَا لِبَاسًا تَتَشبَّه بِالذِّئْبِ، قَالَ: وَهُوَ أَن تستخْفي لَهَا إِذا ظَأَرتْها عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا فتَشَبَّهت لَهَا بِالسَّبُعِ فَيَكُونُ أَرْأَم لَهَا عَلَيْهِ. والتَّهَاوِيل: زِينَةُ التَّصاوِير والنُّقوش والوَشْي وَالسِّلَاحِ وَالثِّيَابِ والحَلْي، وَاحِدُهَا تَهْوِيل. والتَّهَاوِيل: الأَلوان الْمُخْتَلِفَةُ مِنَ الأَصْفر والأَحْمر. وهَوَّلت المرأَة: تَزَيَّنَتْ بِزِينَةِ اللِّباس والحَلْيِ؛ قَالَ:

وهَوَّلَتْ مِنْ رَيْطِها تَهاوِلا

والتَّهَاوِيل: مَا عَلَى الهَوادِج مِنَ الصُّوفِ الأَحمر والأَخضر والأَصفر؛ وَيُقَالُ للرِّياض إِذا تَزَيَّنَت

(2). قوله [قال رؤبة إلخ] نقل الصاغاني مثله عن الجوهري ثم قال: هذا تصحيف وصوابه مهبل بسكون الهاء وكسر الباء المعجمة بواحدة، والمهبل المنقطع بين أرضين

ص: 712

بِنَوْرها وأَزاهِيرها مِنْ بَيْنِ أَصفر وأَحمر وأَبيض وأَخضر: قَدْ عَلَاهَا تَهْوِيلُها؛ وَقَالَ عَبْدُ الْمَسِيحِ بْنُ عَسَلة فِيمَا أَخرجه الزرعُ مِنَ الأَلوان؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: يصِف نَبَاتًا:

وعازِبٍ قَدْ عَلا التَّهْوِيلُ جَنْبَتَهُ،

لَا تنفعُ النَّعْل فِي رَقْراقِهِ الحافِي

وَمِثْلُهُ لِعَدِيٍّ:

حَتَّى تَعاوَنَ مُسْتَكٌّ لَهُ زَهَرٌ

مِنَ التَّهَاوِيل، شَكْل العِهْن فِي التُّوَمِ

وَرَوَى

الأَزهري بإِسناده عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: رأَيت لِجِبْرِيلَ، عليه الصلاة والسلام، سِتَّمائة جَناح ينتَشِرُ مِنْ رِيشِهِ التَّهاوِيلُ والدرُّ والياقوتُ

أَي الأَشياء الْمُخْتَلِفَةُ الأَلْوان؛ أَراد بالتَّهَاوِيل تَزايينَ رِيشِهِ وَمَا فِيهِ مِنْ صُفْرَةٍ وَحُمْرَةٍ وَبَيَاضٍ وَخُضْرَةٍ مِثْلَ تَهاوِيلِ الرِّيَاضِ؛ وَيُقَالُ لِمَا يَخْرُجُ مِنْ أَلوان الزَّهْر فِي الرِّيَاضِ التَّهَاوِيل، وَاحِدُهَا تَهْوَال، وأَصلها مَا يَهُولُ الإِنسانَ وَيُحَيِّرُهُ. والتَّهْوِيلُ: شَيْءٌ كَانَ يُفْعَلُ فِي الجاهليَّة، كَانُوا إِذا أَرادوا أَن يستحلِفوا الرَّجُلَ أَوْقَدُوا نَارًا وأَلْقَوْا فِيهَا مِلْحاً. والمُهَوِّل: المحلِّف، وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِكُلِّ قَوْمٍ نَارٌ وَعَلَيْهَا سَدَنةٌ، فَكَانَ إِذا وَقَعَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ خُصومة جاءَا إِلى النَّارِ فيحلَّف عِنْدَهَا «1» وَكَانَ السَّدَنة يطرَحون فِيهَا مِلْحاً مِنْ حَيْثُ لَا يشعُر يُهَوِّلون بِهَا عَلَيْهِ، وَاسْمُ تِلْكَ النَّارِ الهُولَةُ، بِالضَّمِّ؛ التَّهْذِيبُ: كَانَتِ الهُولَةُ نَارًا يُوقِدونها عِنْدَ الحَلِف ويُلْقون فِيهَا مِلْحاً فيَتَفَقَّع، يُهَوِّلُون بِهَا، وَكَذَلِكَ إِذا اسْتَحْلَفُوا رَجُلًا؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ:

إِذا اسْتَقْبَلَتْه الشمسُ صَدَّ بِوَجْهِه،

كَمَا صَدَّ عَنْ نارِ المُهَوِّل حالِفُ

وهِيلَ السَّكْرَانُ يُهالُ إِذا رأَى تَهاوِيل فِي سُكْرِهِ فَيَفْزَعُ لَهَا؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ خَمْرًا وَشَارِبَهَا:

تَمَشَّى فِي مَفاصِلِه، وتَغْشى

سَناسِنَ صُلْبِه حَتَّى يُهالا

وَرَجُلٌ هَوَلْوَلٌ: خَفِيفٌ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وَهُوَ فَعَلْعَل؛ وأَنشد:

هَوَلْوَلٌ إِذا ونَى القومُ نَزَلْ

وَالْمَعْرُوفُ حَوَلْوَل. والهَالُ: فُوهٌ مِنْ أَفْواهِ الطِّيبِ. والهَالَةُ: دارةُ الْقَمَرِ، وهَالَةُ: الشمْسُ مَعْرَّفَةً؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالَةَ أُمُّهُ،

سَبَاهِي الفُؤادِ مَا يَعِيش بمَعْقُول

وَيُرْوَى أُمَّه، يُرِيدُ أَنه فَرس كَرِيمٌ كأَنما نُتِجَته الشمسُ، ومُنْتَخَب حذِر كأَنه مِنْ ذَكاء قلْبه وشُهومته فزِعٌ، وسَباهِي الفُؤاد: مُدَلَّهه غافِلهُ إِلا مِنَ المَرَح، وهو مدكور فِي مَوْضِعِهِ. وهَالَةُ: اسْمُ امرأَة عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وهَالٌ: من زجر الخيل.

هيل: هَالَ عَلَيْهِ التُّرابَ هَيْلًا وأَهَالَه فانْهَالَ وهَيَّله فتَهَيَّلَ، وَيُذَمُّ الرَّجُلُ فَيُقَالُ: جُرْفٌ مُنْهَالٌ، «2» فإِنما يَعْنِي أَنه لَيْسَ لَهُ حَزْم وَلَا عَقْل؛ وأَما قَوْلُهُمْ سَحَابٌ مُنْجال فَمَعْنَاهُ أَنه لَا يُطْمَع فِي خَيْرِهِ كأَنه مَقْلُوبٌ مِنْ مُنْجَلٍ. والهَيْل: مَا لَمْ تَرْفَعْ بِهِ يَدَكَ، والحَثْيُ: مَا رَفَعْتَ بِهِ يَدَك. وهَالَ الرملَ: دَفَعَهُ فانْهَالَ، وَكَذَلِكَ هَيَّلَه فَتَهَيَّلَ. والهَيْل والهَائِل

(1). قوله: يحلَّف عندها أي الخصم

(2)

. قوله [فيقال جرف منهال إلخ] عبارة المحكم: فيقال جرف منهال وسحاب منجال، أَما جُرْفٌ مُنْهَالٌ فَإِنَّمَا يَعْنِي

إلى آخر ما هنا

ص: 713

مِنَ الرَّمْلِ: الَّذِي لَا يثبت مكانَه حتى يَنْهال فَيَسْقُطُ، وهِلْتُه أَنا؛ وأَنشد:

هَيْلٌ مَهِيلٌ مِنْ مَهِيلِ الأَهْيَلِ

وَفِي حَدِيثِ الخندَق:

فَعَادَتْ كَثِيبًا أَهْيَلَ

أَي رَمْلًا سَائِلًا، والهَيْل والهَيَال والهَيْلانُ: مَا انْهال مِنْهُ؛ قَالَ مُزَاحِمٌ:

بِكُلٍّ نَقاً وَعْثٍ، إِذا مَا عَلَوْتَه

جَرَى نَصَفاً هَيْلانُه المُتَساوِقُ

وَرَمْلٌ أَهْيَلُ: مُنْهال لَا يَثْبُتُ. وَجَاءَ بالهَيْل والهَيْلَمَان والهَيْلُمَان أَي جَاءَ بِالْمَالِ الْكَثِيرِ؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ، وَضَعُوا الهَيْل الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ مَوْضِعَ الِاسْمِ أَي بالمَهِيل، شُبِّهَ بِالرَّمْلِ فِي كَثْرَتِهِ، فَالْمِيمُ عَلَى هَذَا فِي الهَيْلَمَان زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي زُرْقُم؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي بِالرَّمْلِ وَالرِّيحِ، فالهَيْل مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا

؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيَّة الْهُذَلِيُّ يَصِفُ ضبُعاً نَبَشت قَبْرًا:

فذَاحَتْ بالوَتائر ثُمَّ بَدَّت

يدَيْها، عِنْدَ جانِبِه، تَهِيلُ

والهَيْلَمَان، فَيْعَلان، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ هَلْمان فَسَقَطَتِ الْيَاءُ، وَضَعُوا الهَيْل الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ مَوْضِعَ الِاسْمِ أَي بالمَهِيل، شُبِّهَ بِالرَّمْلِ فِي كَثْرَتِهِ فَالْمِيمُ عَلَى هَذَا فِي الهَيْلَمَان زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي زُرْقُم، الْأَلِفُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ فَالْوَزْنُ عَلَى هَذَا فَعْلَمان. وانْهَالَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ: تَتَابَعُوا عَلَيْهِ وعَلَوْه بِالشَّتْمِ وَالضَّرْبِ والقَهر. والأَهْيل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:

هَلْ تَعرِف المنزلَ بالأَهْيَل،

كالوَشْمِ فِي المِعْصَمِ لَمْ يَخْمُل

والهَيُول: الهَباءُ المنبتُّ وَهُوَ مَا تَرَاهُ فِي الْبَيْتِ مِنْ ضَوْء الشَّمْسِ يَدْخُلُ فِي الكُوَّةِ، عِبْرَانِيَّةٌ أَو رُومِيَّةٌ معرَّبة. والهَالَةُ: دَارَةُ الْقَمَرِ؛ قَالَ:

فِي هَالَةٍ هِلالُها كالإِكْليلْ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى عَيْنِهَا أَنها يَاءٌ لأَن فِيهِ مَعْنَى الهَيُول الَّذِي هُوَ ضَوْءُ الشَّمْسِ، فإِن قُلْتَ: إِن الهَيُول رُومِيَّةٌ والهَالَة عَرَبِيَّةٌ كَانَتِ الْوَاوُ أَولى بِهِ لأَنّ انْقِلَابَ الأَلف عَنِ الْوَاوِ وَهِيَ عَيْنٌ أَكثر مِنِ انْقِلَابِهَا عَنِ الْيَاءِ كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ، وَالْجَمْعُ هالاتٌ. الْجَوْهَرِيُّ: هِلْتُ الدَّقِيقَ فِي الجِراب صَبَبْته مِنْ غَيْرِ كَيْل، وَكُلُّ شَيْءٍ أَرسلته إِرْسالًا مِنْ رَمْلٍ أَو تُرَابٍ أَو طَعَامٍ أَو نَحْوِهِ قُلْتَ هِلْتُه أَهِيلهُ هَيْلًا فانْهَالَ أَي جَرَى وانصبَّ، وَهُوَ طَعَامٌ مَهِيلٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن قَوْمًا شكَوْا إِليه سُرْعَةَ فَناء طَعَامِهِمْ فَقَالَ: أَتَكِيلون أَم تَهِيلُون؟ فَقَالُوا: نَهِيلُ، فَقَالَ: كِيلوا وَلَا تَهِيلُوا فإِنَّ الْبَرَكَةَ فِي الكَيْل.

وَفِي الْمَثَلِ: أَراكِ مُحْسنَةً فَهِيلِي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُضرب مَثَلًا لِلرَّجُلِ يُسيء فِي فِعْلِهِ فَيُؤْمَرُ بِذَلِكَ عَلَى الهُزْء بِهِ. وَفِي حَدِيثِ

العَلاء: أَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ هِيلُوا عليَّ هَذَا الكثيبَ وَلَا تحفِروا لِي.

وتَهَيَّلَ: تصبَّب. وأَهَلْتُ الدَّقِيقَ: لُغَةٌ فِي هِلْت، فَهُوَ مُهَال ومَهِيل. وهَيْلانُ فِي شِعْرِ الْجَعْدِيِّ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، وَيُقَالُ: هُوَ مَكَانٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ بَيْتُ الْجَعْدِيِّ هُوَ قَوْلُهُ:

كأَنَّ فاهَا، إِذا تَوَسَّنُ، مِنْ

طِيبِ مِشَمٍّ وحُسْن مُبْتَسَم،

يُسَنُّ بالضَّرْوِ مِنْ بَرَاقِش أَو

هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ مِنَ العُتُم

والضرْوُ: شَجَرٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ، والعُتُم: الزَّيْتُونُ،

ص: 714