المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وفي الحديث: "اتخذ ربك في الجنة واديًا أفيح من مسك" - لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية - جـ ٢

[السفاريني]

الفصل: وفي الحديث: "اتخذ ربك في الجنة واديًا أفيح من مسك"

وفي الحديث: "اتخذ ربك في الجنة واديًا أفيح من مسك"(1).

قال في النهاية: "كل موضع واسع يقال له أفيح، وروضة فيحاء"(2).

‌تنبيهات:

الأول: أعلم أن القدر عند السلف:

ما سبق به العلم القديم وجرى به القلم العظيم مما هو كائن إلى الأبد، وأنه عز وجل قدر مقادير الخلائق وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل، وعلم تعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده، وعلى صفات مخصوصة فهي تقع حسب ما قدرها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس اللَّه روحه: "علم اللَّه السابق محيط بالأشياء على ما هي عليه ولا محو فيه ولا تغيير، ولا زيادة ولا نقص فإنه تعالى يعلم ما كان وما يكون وما لا يكون لو كان كيف كان يكون".

= المعاشرة مع الأهل، ومسلم رقم (2448) في فضائل الصحابة باب ذكر حديث أم زرع، وهو حديث مشهور وقد شرحه غير واحد من العلماء منهم القاضي عياض سمي شرحه "بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد"، وهو مطبوع وللسيوطي عليه شرح ومو مطبوع معه.

(1)

الحديث أورده أبو موسى المديني في المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (2/ 650)؛ وابن الأثير في النهاية (3/ 484) وهو جزء من حديث طويل رواه الشافعي في مسنده (15/ 126 - 127)؛ وأبو يعلى في مسنده (7/ 228 - 229) عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه.

(2)

النهاية (3/ 484).

ص: 118

قال: "وأما ما جرى به القلم في اللوح المحفوظ فهل يقع فيه محو وإثبات على قولين للعلماء".

قال: "وأما الصحف التي بيد الملائكة فيحصل فيها المحو والإثبات".

الثاني: الإيمان بالقدر على درجتين:

إحداهما: الإيمان بأن اللَّه تعالى سبق في علمه ما يعمله العباد من خير وشر وطاعة ومعصية قبل خلقهم وإيجادهم ومن هو منهم من أهل الجنة، ومن أهل النار، وأعد لهم الثواب والعقاب جزاء لأعمالهم قبل خلقهم وتكوينهم وأنه كتب ذلك وأحصاه وأن أعمال العباد تجري على ما سبق في علمه وكتابه.

الثانية: أن اللَّه تعالى خلق أفعال العباد كلها من الكفر والإيمان والطاعة والعصيان، وشاءها منهم، فهذه الدرجة يثبتها أهل السنة والجماعة وينكرها القدرية (1).

والدرجة الأولى أثبتها القدرية أيضًا ونفاها غلاتهم كمعبد الجهني الذي سئل ابن عمر رضي الله عنهما عن مقالته: وهي أن لا قدر وأن الأمر أنف (2) فقال: إذا لقيت (3) أولئك فأخبرهم أني برئ متهم وأنهم براء مني والذي يحلف به عبد اللَّه بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبًا فأنفقه ما قبل منه حتى يؤمن بالقدر" رواه مسلم في صحيحه (4)(5).

(1) القدرية تقدم التعريف بهم (1/ 180).

(2)

أنف: بضم الهمزة والنون أي مستأنف لم يسبق به قدر ولا علم من اللَّه تعالى وإنما يعلمه بعد وقوعه. شرح مسلم للنووي (1/ 156).

(3)

في "ظ" إذا رأيت.

(4)

مسلم (1/ 36) في الإيمان في فاتحته.

(5)

انظر هذا المبحث في: جامع العلوم والحكم (1/ 60 - 61).

ص: 119