الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محاولة فضالة بن عمير قتله صلى الله عليه وسلم
-:
قال ابن هشام: "حدثني من أثق به أن فضالة بن عمير بن الملوح الليثي أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يطوف بالبيت عام الفتح، فلما دنا منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا كنت تُحدِّث به نفسك؟ قال: لا شيء، كنت أذكر الله، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: استغفر الله، ثم وضع يده على صدره، فسكن قلبه، فكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما مِنْ خَلْق الله شيء أحبَّ إليّ منه .. (22) ".
قال الشيخ الألباني رحمه الله: "ضعيف، رواه ابن هشام .. بإسناد معضل (23) " وقال أيضًا في رده على البوطي: "لا يصح؛ لأن ابن هشام لم يذكر له إسنادًا متصلًا ليُنظر في رجاله (24) ".
خذوها خالدة تالدة
.. :
ومما اشتهر في فتح مكة ما رواه ابن إسحاق قال: "حدثني محمَّد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور، عن صفية بنت شيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل مكة واطمأن الناس، خرج حتى جاء البيت، فطاف به سبعًا على راحلته يستلم الركن بمحجن في يده، فلما قضى طوافه، دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة ففُتحت له، فدخلها .. " ثم قال ابن إسحاق: "فحدثني بعض أهل العلم
…
فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده، فقال: يا رسول الله أجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين عثمان بن طلحة؟ فدعي له، فقال: هاك مفتاحك
(22) الروض الأنف (7/ 114).
(23)
تخريج أحاديث فقه السيرة (ص 383).
(24)
دفاع عن الحديث النبوي والسيرة. ص 33.
ياعثمان، اليوم يوم برّ ووفاء (25) ". وسند ابن إسحاق أول الخبر حسن، قاله الحافظ في (الفتح (26)). أما باقيه فقد ساقه رحمه الله من غير سند. وسبق الكلام قريبا على ذلك في: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يعني يوم فتح مكة): "خذوها يابني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم. يعني حجابة الكعبة" أورده الهيثمي في (المجمع) ثم قال: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط" وفيه عبد الله بن المؤمِّل وثّقه ابن حبان، وقال: يخطئ، ووثقه ابن معين في رواية" وضعفه جماعة (27) ".
وذكر الحافظ القصة في (الفتح) بقوله: "وروى ابن عائد من مرسل عبد الرحمن بن سابط أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع مفتاح الكعبة إلى عثمان [بن أبي طلحة] فقال: خذها خالدة مخلدة، إني لم أدفعها إليكم، ولكن الله دفعها إليكم، ولا ينزعها منكم إلا ظالم. ومن طريق ابن جريج أن عليًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: اجمع لنا الحجابة والسقاية، فنزلت: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} فدعا عثمان: فقال: خذوها يا بني شيبة خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم (28) ".
والأول مرسل، والثاني منقطع بين ابن جريج وعلي رضي الله عنه. والحديث أورده الذهبي في (السير) وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط:"إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمل (29) ". وفي ترجمة عثمان بن طلحة من (التهذيب): "قال مصعب الزبيري: دفع النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة لشيبة بن عثمان وقال: "خذوها
(25) الروض الأنف (7/ 74،75).
(26)
فتح الباري (8/ 19)
(27)
مجمع الزوائد (3/ 285).
(28)
فتح الباري (8/ 19).
(29)
سير أعلام النبلاء (3/ 12).