الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ردّه صلى الله عليه وسلم عين قتادة
قال ابن إسحاق-رحمه الله: "وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى عن قوسه حتى اندقت سِيَتُها (*) فأخذها قتادة بن النعمان فكانت عنده، وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان، حتى وقعت على وجنته، فحدثتي عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّها بيده فكانت أحسن عينيه وأحدّهما (1) ". وهذا إسناد مرسل. وضعّفه الذهبي (2). وأخرجه الحاكم من طريق الواقدي (3)، وأخرجه البيهقي في (الدلائل) من طريق عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن قتادة بن النعمان (4)
…
وفي إسناده يحي الحمّاني، قال عنه في (التقريب):"حافظ، إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث (5) " وعمر بن قتادة مقبول (6)، واختُلف على الحماني فيه، ففي بعضها دون عمر بن قتادة، وأخرجه أيضًا أبو القاسم الأصبهاني في (دلائل النبوة (7)) من طريق عاصم بن عمر بن قتادة مرسلًا.
وعزاه الهيثمي في (المجمع) إلى الطبراني وقال: "وفيه من لم أعرفه". وفي موضع آخر عزاه إلى الطبراني وأبي يعلي، وقال:"وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم، وفي إسناد أبي يعلى يحي بن عبد الحميد الحماني، وهو ضعيف (8) ".
(*) السّية: المنعطف من طرفي القوس.
(1)
الروض الأنف (5/ 445).
(2)
تاريخ الإِسلام، المغازي، ص 194.
(3)
المستدرك 3/ 334 رقم (5281).
(4)
دلائل النبوة (3/ 99 - 100).
(5)
تقريب التهذيب (2/ 352).
(6)
تقريب التهذيب (2/ 62).
(7)
دلائل النبوة (3/ 1031)
(8)
مجمع الزوائد (6/ 113) و (8/ 298).
ونقل الألباني رحمه الله كلام الهيثمي هذا ثم تعقبه بقوله: "لكنه عند أبي نعيم من طريقين آخرين فهو يتقوى بهما (9) ".
وفي متن الخبر اختلاف، ففي رواية ابن إسحاق أن ذلك يوم بدر، وفي رواية البيهقي أنها يوم أحد، قال ابن عبد البر: وقيل يوم الخندق (10).
وقد أسهب في تخريج هذا الخبر بما لا مزيد عليه، الشيخ مساعد الراشد الحميد -وفقه الله- في تحقيقه لكتاب:(دلائل النبوة للأصبهاني) وبَيّن ضَعْف الحديث (11). ويغني عن هذا الحديث الضعيف أحاديث عدة في آياته صلى الله عليه وسلم في شفاء المرضى والمصابين -بإذن الله - منها: مَسحه صلى الله عليه وسلم على رِجْل عبد الله بن عتيك رضي الله عنه لمّا انكسرت ساقه في قصة قتل ابن أبي التحقيق اليهودي، وفيه، فقال لي:"ابسط رجلك فبسطت رجلي فمسحها، فكأنها لم اشتكها قط" رواه البخاري (12).
ومنها ما جرى لعلي رضي الله عنه يوم خيبر، وكان يشتكي عينيه "فجئ به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأل عنه فبصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع". رواه البخاري (13)، ومسلم (14).
ومنها: ما جرى لسلمة بن الأكوع رضي الله عنه حين أُصيبت ركبته يوم خيبر، قال:"فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فنفث فيه (أي في موضع الإصابة) ثلاث نفثات، فما اشتكيت حتى الساعة " أخرجه البخاري (15).
(9) بداية السول، للعز بن عبد السلام، حاشية ص 42.
(10)
الاستيعاب (3/ 238).
(11)
دلائل النبوة للأصبهاني (3/ 1031).
(12)
كتاب المغازي، باب قتل أبي افع (7/ 340 - 341 فتح).
(13)
كتاب المغازي، باب غزوة خيبر (7/ 476 فتح).
(14)
كتاب الفضائل، فضل علي رضي الله عنه (15/ 176 نووى)
(15)
كتاب المغازي، باب غزوة خيبر (7/ 475 فتح).