الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شُرْب مّالك بن سنان لدمه صلى الله عليه وسلم
قال ابن هشام رحمه الله: "وذكر رُبَيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري، أن عتبة بن أبي وقاص رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ، فكسر رَباعيته اليمنى السفلى، وجرح شفته السفلى، وأن عبد الله بن شهاب الزهري شجّه في جبهته، وأن ابن قمئة جرح وجنته فدخلت حلقتان من المغفر في وجنته، ووقع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عمل أبو عامر ليقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون، فأخذ علي بن أبي طالب بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائمًا، ومصّ مالك بن سنان، أبو أبي سعيد الخدري الدم عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ازدرده (*) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مس دمه دمي لم تصبه النار (1) ".
ورُبيح بن عبد الرحمن قال عنه الإِمام أحمد: ليس بمعروف. وقال أبو زرعة: شيخ. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وذكره ابن حبان في (الثقات). وقال الترمذي في (العلل الكبير) عن البخاري: "رُبيح منكر الحديث (2) ". وابن هشام لم يسمع من رُبيح بن عبد الرحمن.
والخبر ذكره الذهبي في (المغازي) فقال: "قال ابن إسحاق: وعن أبي سعيد الخدري، أن عتبة كسر رَباعية النبي صلى الله عليه وسلم .. " وذكره، ثم قال:"منقطع (3) ".
وقال الحافظ ابن حجر في (الإصابة): "وروى ابن أبي عاصم والبغوي من
طريق موسى بن محمَّد بن علي الأنصاري حدثتني أمي أم سعد بن مسعود بن
حمزة بن أبي سعيد أنها سمعت أم عبد الرحمن بنت أبي سعيد تحدّث عن
أبيها قال: أصيب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبله مالك بن سنان فمصّ الدم عن
(*) ابتلعه. (لسان العرب. مادة: زرد).
(1)
الروض الأنف (5/ 442).
(2)
تهذيب التهذيب (3/ 238).
(3)
المغازي، ص 193، وكَسْرُ رباعيته صلى الله عليه وسلم ثابت في الصحيحين.
وجهه ثم ازدرده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ينظر إلى من خالط دمه دمي، فلينظر إلى مالك بن سنان. وأخرجه ابن السكن من وجه آخر من رواية مصعب بن الأسقع عن ربيح بن عبد الرحمن
…
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عمرو بن السائب أنه بلغه أن مالكًا والد أبي سعيد
…
فذكر نحوه (4) ".
وموسى بن محمَّد قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: هو شيخ مديني قدم بغداد نزل درب الأنصار (5) ". واُمّ سعد بن مسعود، وأُمّ عبد الرحمن بنت أبي سعيد لم أجد لهما ترجمة فيما وقفت عليه. ورواية ابن السكن فيها مصعب بن الأسقع، قال ابن أبي حاتم:"روى عن ربيح بن عبد الرحمن، وروى عنه موسى بن يعقوب الزمعي. سمعت أبي يقول ذلك (6) ". وفي ترجمة موسى بن يعقوب من (التهذيب): "قال الآجري: قال أبو داود .. له مشايخ مجهولون (7) ". ومن الظاهر أن مصعب بن الأسقع أحد هؤلاء. وربيح بن عبد الرحمن سبق الكلام عليه. ورواية سعيد بن منصور فيها إرسال، وعمرو بن السائب، قال الحافظ في (التقريب) صوابه:"عمر بن السائب، صدوق فقيه، من السادسة، مات سنة 134 هـ (8) "، والطبقة السادسة نصّ الحافظ في مقدمة (التقريب) على أنه لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة (9).
وقال رحمه الله في (التلخيص) عن حديث عمر بن السائب: "مرسل (10) ".
(4) الإصابة (3/ 325).
(5)
"الجرح والتعديل" دار الكتب العلمية (8/ 161، رقم 713)
(6)
الجرح والتعديل (8/ 307) رقم 1424.
(7)
التهذيب (10/ 378).
(8)
(2/ 55).
(9)
(1/ 6).
(10)
التلخيص الحبير (1/ 42).
والحديث أخرجه الحاكم من طريق أمّ عبد الرحمن بنت أبي سعيد الخدري، عن أبيها أبي سعيد رحمه الله وسكت عنه، وقال الذهبي:"إسناده مظلم (11) ". وأورده الهيثمي في (المجمع) وعزاه إلى الطبراني، ولم يتكلم عليه (12). وقال ابن الملقِّن: "وفيه مجاهيل لا أعرفهم بعد الكشف عنهم (13).
(11) المستدرك (3/ 649) و (652).
(12)
مجمع الزوائد (6/ 114).
(13)
البدر المنير (1/ 481).