المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الكتب والصحف العامي النبيل هي إحدى الروايات التمثيلية التي ألفها موليير الأديب - مجلة «الثقافة» السورية - جـ ١٠

[خليل مردم بك]

الفصل: ‌ ‌الكتب والصحف العامي النبيل هي إحدى الروايات التمثيلية التي ألفها موليير الأديب

‌الكتب والصحف

العامي النبيل

هي إحدى الروايات التمثيلية التي ألفها موليير الأديب المعروف وقد ترجمها إلى العربية الأستاذ فؤاد نور الدين ترجمة صحيحة بلغة جيدة وعبارات مختارة، فيها من التأنق وحسن الانتخاب ما لا يقل عن أصل العبارة الفرنسية وقد راجعنا بعض فصول الرواية الفرنسية وقابلناه بتعريبها فوجدنا أن الترجمة حسنة ندر أن تجد فيها ما تأخذه على المعرب مما يدل على عنايته الشديدة وحرصه على المحافظة على الأصل وأمانته في النقل الأمر الذي يحتاج إلى جهود كثيرة وصبر وجلد ولقد نجح في عمله فجاءت الرواية رشيقة الأسلوب تكاد لا تخسر شيئاً من قوتها باللغة الفرنسية وقد قدمها للقراء الأستاذ مظفر سلطان بلمحة عن الأدباء والأدب الفرنسي الروائي القديم وعن موليير الأديب الفرنسي وبعض مؤلفاته والرواية المعربة مطبوعة في حلب على ورق صقيل بأحرف جلية واضحة وهي جديرة بالمطالعة والاقتناء يستحق معربها كثيراً من الشكر على جهوده.

رواية ذكريات رفقة

عبارة ملؤها انسجام وسلامة ومعانٍ سامية في تمثيل الأخلاق الكريمة والمبادئ القويمة أبان الكاتب المتفنن والشاعر البليغ اللغوي الشيخ أمين ظاهر خير الله كيف تغرس الشيم الحسان في صدور الصغار فتعطي الثمار الجيدة في عهد الشباب وكيف تهتم الجدة بحفيدتها فتكون من بنات الفضيلة والصلاح في ريعان شبابها.

وفيها بيان موقف الفتاة متى بلغت سن الزواج وجاء النصيب فتحسن اختباره وتثبت كفاءتها لتكون ربة بيت تكرم جاهاً وتنشئ لزوجها بهجة حياة وتحرز الكرامة لأصالة رأيها ودماثة أخلاقها.

يحسن بكل حماة وكنه وفتاة وزوج وشاب يتطلب نصيباً أن يتصفح هذه الرواية التي هي خلاصة حكمة البيوت الراقية في فضيلة وجاه. عدد صفحات الرواية 140 من القطع الكبير بحرف جميل وورق جيد وثمن النسخة 10 قروش سورية تطلب من مؤلفها في دمشق ومن إدارة هذه المجلة وترسل القيمة مقدماً.

المنقذ من الضلال

ص: 68

لحجة الإسلام الغزالي

ألف الغزالي هذا الكتاب بعد أن أناف سنه على الخمسين، وجمع فيه على صغر حجمه، معظم المبادئ التي جاهد في سبيلها طول حياته. ولخص كثيراً من المذاهب الفلسفية السائدة في زمنه، فحرر القول فيها كلها، وأبدى رأيه في المتكلمين والإلهيين، والطبيعيين، وغيرهم، ثم انثنى على الفرق الدينية، فبدأ بالتعليمية وقوض أركانها إلى أن حط رحاله في حلقة الصوفية، وأبدى إعجابه العظيم بمبادئهم ورد على غلاتها القائلين بالحلول والتناسخ وغير ذلك. وختم كتابه بفصلين موجزين أولهما حقيقة النبوة واضطرار كافة الخلق إليها وثانيهما سبب نشر العلم بعد الأعراض عنه.

هذه هي أمهات فصول هذا الكتاب القيم، الذي تولى طبعه ونشره مكتب النشر العربي بدمشق مشروحاً مضبوطاً، مشكول الآيات، وبالجملة فهو مثل صالح لجودة الطبع والضبط في العصر الحاضر.

وقد صدر بمقدمة مستفيضة عن الغزالي وفلسفته وتحليل المنقذ من الضلال بقلم الدكتورين جميل صليبا وكامل عياد. والذي نراه حرياً بالعناية والتدبر، تلك التوطئة التي حاول فيها كاتبا المقدمة، أن يثبتا استقلال الفلسفة الإسلامية متمثلة بشخصية الغزالي. والحق أن هذه الفكرة التي بسطت في مقدمة هذا الكتاب بإيجاز يصح أن تكون نواة صالحة لسفر ضخم، يجب أن يضطلع بعبء تدوينه أحد علمائنا القديرين في هذا الموضوع الخطير أعني به نواحي استقلال الفلسفة الإسلامية عن فلسفة أرسطو، والأفلاطونية الحديثة، والفلسفة الهندية وغيرها وبدهي أنه موضوع جليل طريف، لم يكتب عنه حتى يوم الناس هذا إلا النزر اليسير.

يقع الكتاب في مئة صفحة، والمقدمة في نحو خمسين، وترى في الكتاب أهم المصادر التي كتبت عن الغزالي، من المشارقة والمغاربة.

ظ 0 د 0 ع 0

طيب الأريج

في الجلاء عن حاجة علم متن اللغة إلى المباني والتخريج

ص: 69

وضع الشيخ أمين ظاهر خير الله العالم اللغوي الكبير رسالة في المباني والتخريج قدمها إلى المجمع الملكي للغة الضاد فقال: أمام هذا المجمع مذهبان له أن يختار أحدهما. الأول: النظر في تراث الأولين بتدقيق فما وجده صحيحاً أقره وما أنكره التدقيق قذف به. . . والثاني: أن يقدس جهود الأقدمين فلا يمد يداً إليها ثم يبني عليها ما يرى بنيانه ثم قال:

فإذا أريد تحرير متن اللغة على وجه يميط اللثام عن دقائق مباني الحروف ومعانيها لتعرف حكمة أوضاعها وتستقيم أقيسه صيغها فلا غنى عن علم المباني والأسلوب المحقق في تخريج الحروف بمقتضاه

وقد عرف الشيخ علم المباني بقوله:

علم المباني من الصرف كعلم المعاني من النحو أو مسك الدفاتر من حساب العدد فالنحو ينظر في تركيب الجمل وصحة إعرابها والمعاني ينظر في كل ذلك وفي مطابقة سبك الكلام على مقتضى المعاني المقصودة به فيستوي عند النحو (إنما زيدٌ عالم، وإنما عالم زيد) فكلا القولين صحيح. أما المعاني فلا يستويان لديه ويذهب إلى أن إنما زيد عالم ينبغي أن ترد حيث لا يصح أن ترد إنما عالم زيد. وكذلك يستلزم موضعاً آخر إنما عالم زيد. ومسك الدفاتر يستخدم القواعد الأربع الحسابية والنسبة والنمرة كما يستخدمها علم الحساب، ولكن له في استعمالها أسلوباً ليس في الحساب، فكل دفتري حسابي وليس كل حسابي دفترياً، وكل معاني نحوي وليس كل نحو معانياً. وعلى هذا يكون كل مباني صرفياً وليس كل صرفي مبانياً.

علم المباني ينظر في المعنى ويختار له المبنى الخاص به فيقول المعنى الفلاني له المبنى الفلاني وإن المبنى الفلاني للمعنى الفلاني.

والشيخ أمين ظاهر خير الله من الذين يفضلون الاستقراء والقياس في تخريج الألفاظ على التقليد فقال إن علم المباني استقرائي كعلم الصرف لأن الثمرة لما خصائص شجرتها، نعم إن الاستقراء مهما أجهد الفرد في استيعابه فلا يصل إلى منتهاه ولاسيما إذا كانت مواد استقرائه غير متسعة، وكانت المعاجم غير مستوعبة اللغة ومحررة العبارة ولا مدفقة المعاني ولا مستكملة المطالب ولا مستقصية المواد

غير أن الشيخ كوالده المرحوم ظاهر خير الله يقول ولذلك يجب أن تكون اعتمادنا في

ص: 70

المباحث اللغوية على القياس إلا في أصول المواد المذكورة في المعاجم.

ويجب أن يكون رائدنا في القياس علم المباني والتخريج.

لسنا نستطيع أن نأتي هنا بجميع الأمثلة التي أوردها صاحب الرسالة لبيان حقيقة هذا فنقتصر على إيراد كلمة واحدة، قال: يروي التصريف للفعلين المجردين: الثلاثي والرباعي بناءين ولكل منهما مزيدات أحصاها الاستقراء منذ القديم ولكل من تلك المزيدات معانٍ، ولكل مبنى من هذه المزيدات قبيل يكثر أو يقل بحسب اقتداره على الاتساع للمعاني المراد سبكها فيه. فقد يأتي معنى ما فيتجاذبه مبنيان فأكثر. فجاء أخبره وخبره وأفهمه وفهمه. وجاء أسرجت الجواد وألجمته. وجاء ثقفت الرمح وقومته ولم يجئ أثقفت الرمح وأقمته. ومن هذا المثال يتضح أن أفعل وفعل بينهما اجتماع على معنى أو معانٍ وافتراق على معنى أو معان.

على أن الفكرة الفلسفية الأساسية التي يجب التصريح بها أن صاحب الرسالة يعتقد أن امتزاج الحروف كامتزاج العناصر الكيمائية فهذه إذا امتزجت تألفت منها الأجسام وتلك إذا امتزجت تألفت منها الألفاظ. ولكل من هاتين الحالتين نواميس طبيعية.

ومن طالع الرسالة أعجب بسعة اطلاع هذا العالم اللغوي المدقق وتمنى للغة الضاد الانتفاع بعلمه وواسع أطلعه.

ص: 71