الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخبار العلم والأدب
ذكريات فسيولوجي
نشر الأستاذ شارل ريشة كتاباً جديداً سماه ذكريات فسيولوجي وقد سبق له أن ألف من قبل كتاب العالم ونشر فيه كثيراً من الذكريات الشخصية، إلا أن هذا الكتاب الجديد يحتوي على ترجمة العالم لنفسه مع استعراض لأهم أدوار حياته وقد جمع فيه طائفة من الوقائع والذكريات وجملة من الصور يصف بها حياة ملؤها السعي والنشاط والقوة والصبر، لم يتقاعس فيها لحظة واحدة، ولم يتأخر عن البحث والتدقيق، كل ذلك إلى جانب طائفة من العلماء الذي عرفهم وقضى قسماً كبيراً من حياته معهم. إن وصف شارل ريشة لحياته جميل لأنه بسيط، مفعم بحبه للحقيقة وهو ليس وصفاً لحياته فقط بل هو فصل من تاريخ العلم في هذه السنوات الأخيرة.
قال في أول الكتاب ما خلاصته:
إذا هبط الليل على السائح بعد قطع النهار كله في اجتياز الطريق الطويل تلذذ بالتفكير في الأشياء التي صادفها، والمشاهد التي رآها والأشخاص الذين لقيهم والمواقع التي أخرت مسيره، والشكوك التي آلمته عند انتخاب الطريق السهل.
ولما كانت شمس حياتي قد دنت من الغروب، فإنه يلذ لي كما يلذ لهذا السائح أن أتذكر الأشخاص الذين تعرفت بهم والشكوك والمواقع والرجاء واليأس وخيبة الأمل التي لقيتها.
وليس في حكاية حالي، أنا الفسيولوجي لذة أنانية فقط، بل أن ذلك منفعة - ومنفعة كبيرة - للشبان لأنهم سيشاهدون بقراءة حالي البسيطة ما هي الطرائق والأساليب والمناهج التي يتبعها الفسيولوجي للوصول إلى أثبات بعض الحوادث الجديدة الهامة، وما هي الطرق التي يسلها للعمل بلذة وإنتاج.
الرياضة والأمومة
ألقى الأستاذ (بينه) في المؤتمر الثالث لجمعية الطب خطاباً موضوعه البحث في جمال المرأة والحياة الجنسية قال فيه:
إن الاقتصار على حفظ الجمال والهيام بالألعاب يفقدان المرأة في الغالب الشعور بوظيفة الأمومة.
سل إحدى البطلات، أو إحدى المولعات بالألعاب اللواتي يحاولن الحصول على هذا اللقب، واطلب منها أن يكون لها أولاد. أو اطلب ذلك أيضاً من أحد كواكب السينما. فالأولى تقول لك: إن واجب الرياضة، يمنعني من ذلك والثانية تقول لك، أن الفن لا يسمح لي به.
لاشك أن هناك عاملاً أخلاقياً هو في غاية الانحطاط، لأنه يقضي على غريزة الأمومة أي غريزة المرأة الأساسية التي تبعثها على حب الغير. ويجعل المحراب القديم للميول الطبيعية خاوياً. فلا يرى الرجل في المرأة إلا آلة للذة والبذخ.
ولذلك فبالرغم من أن التربية الرياضية نافعة لنمو جسد المرأة وحفظ بنيتها فإنه من الضروري تعديلها بتربية المرأة تربية أخلاقية صالحة.
جائزة الأدب الكبرى
منح المجمع العلمي الفرنسي جائزة الأدب الكبرى في هذا العام للكاتب (هنري دومونترلان) ولد هذا الأديب في 21 نيسان سنة 1896، وقد ابتدأ حياته الأدبية بالكتابة في المجلة الأسبوعية وألف كتاب العازبين وكتاب الأحلام وكتاب ينابيع الرغبة، وكتاب صفحات الحنان، وكتاب مبادلة الجنود في الصباح وغير ذلك من الآثار القيمة، وهو كاتب غنائي، كثير الحماسة للرياضة، وقد أشاد في وصف أصدقاء اللعب، ورفاق الحرب والموت، ولكنه مال في آثاره الأخيرة إلى وصف اللذة واليأس والكبرياء.
ازدياد السكان في مختلف البلدان
لقد أثبتت مباحث الأستاذ شارل ريشة وملاحظاته لازدياد السكان في هذه السنوات الخيرة أن العرق الأبيض المحض أقل ازدياداً من العرق الأصفر والعرق الأحمر، وأن نسبة ازدياد هذين العرقين إلى العرق الأبيض هي كنسبة5 إلى 1. وإن الشعوب الأوروبية هي أقل الشعوب البيضاء ازدياداً وإن أقل الأمم الأوروبية ازدياداً أكثرها مدنية.
النقابات وتربية الشعب
اجتمعت لجنة التعليم في جمعية الاتحاد العام لنقابات العمال في فرنسا منذ بضعة أشهر وأقرت كثيراً من مبادئ التهذيب وطرائق التعليم التي نشرتها على أثر مؤتمر 1931، وهي مبادئ تتعلق بتربية العمال سواء أكلن في المدرسة أم بعد المدرسة وتلخص هذه المبادئ التي أقرتها لجنة تعليم العمال بما يأتي:
1 -
مساواة الأولاد في حق التعلم.
2 -
تحسين المواظبة على المدارس.
3 -
جعل التعليم كله مجانياً.
4 -
جعل التعليم علمانياً وديمقراطياً.
5 -
انتخاب التلاميذ وهدايتهم إلى المهن التي يصلحون لها بحسب استعداداتهم وذلك عند الانتقال من دورة أدنى إلى دورة أعلى في درجات التعليم.
6 -
جعل التعليم ذا غاية اجتماعية.
7 -
تعاون المدرسة والعائلة.
8 -
إبطال مونوبول التعليم لكثرة الأخطار الناشئة عنه.
9 -
جعل العمل حراً لأن ارتقاء الإنسانية المادي والمعنوي تابع لها.
10 -
جعل التعليم إجبارياً داخل المدرسة حتى الخامسة عشرة وجعله إجبارياً خارج المدرسة حتى الثامنة عشرة.
11 -
تحضير المعلمين في مدارس خاصة.
12 -
توحيد التعليم بين الذكور والإناث وجعله مشتركاً.
وقد اتجهت أنظار اللجنة في هذه السنة إلى ضرورة تنظيم التعليم خارج المدرسة وتأسيس كليات للعمل يداوم عليها العمال المسجلون في النقابات.
الحكم بالإعدام في اسبانيا
أسس الاشتراكيون في اسبانيا مجلة جديدة سموها (لفياتان)
نشر فيها الموسيو (لويس جيمنس دواسوا) مقالاً بحث فيه عن إبطال الحكم بالإعدام في الجمهورية الاسبانية منذ سنة 1931. ومما جاء في هذا المقال: إن الجمهورية الاسبانية قد حققت بقوانينها وطرائقها شيئاً من المبادئ الأخلاقية فألغت الحكم بالإعدام. نعم إننا لم نتمكن من إدخال هذا الإلغاء في القانون الأساسي ولكننا أدخلناه في قانون الجزاء سنة1931. فالدولة لا تستطيع بعد الآن أن تزيل حياة الموجود البشري باسم المنفعة الاجتماعية أو غير ذلك. نعم إن القانون الأساسي لا يمنع الحضارة التي وصلت إليها تمنعها من اقتراف هذه الجناية، وهذا المبدأ أي مبدأ الإلغاء مسيطر على جميع القوانين
المكتوبة ومن الضروري أيضاً إدخاله في القانون الأساسي.
الفن والحياة
نشرت صحيفة (كانديد) الأسبوعية حديثاً للموسيو (جان جيرودو) جاء فيه إن الفاعلية الأدبية هي راحة الحياة. وغن الأدب لا يحتاج إلى التجارب التي يكتسبها الإنسان في العمل اليومي.
انظر إلى (سونتني) إنه لم يعمر ولم يكن له في حياته ما كان لغيره من الأشكال والصور العظيمة إلا أن حياته الفكرية كانت أعمق وأوسع من كل حياة معاصرة له. ثم انظر إلى (راسين) هل كان يعرف الحياة حينما كتب (آندروماك). إن هذه الرواية مفعمة بالأحكام الأخلاقية. ولكن واضعها لم يكن عالماً بصورة الحياة في زمانه.
إني أظن أن الحكمة تبتدئ في السنة الأولى من العمر. وإن عبقرية الفنان تظهر في ألعابه بعد زمن الولادة بقليل، وإن التجربة الأدبية هي تجربة فطرية لا علاقة لها بالحياة. إن في بعض الموجدات نوعاً من الحقيقة تجعلهم يكشفون حركات النفس.
الإلهام الشعري
طرحت مجلة الشعراء هذا السؤال على قرائها: ما هي طبيعة الإلهام الشعري؟
فأجاب الشاعر الفرنسي (روبر فيفيه عن هذا السؤال بمقال انتخبنا منه الفقرات الآتية:
يبقى في الشعراء حالة تزول عند الكثيرين من بني الإنسان وهي حالة النظرة الأولى التي يلقيها الطفل على الأشياء ويكون قلبه مفعماً بوله الحيرة. ولعل لذة الشعر بالنسبة إلى القارئ هي في تذكر الدور القصير من العمر حيث كان كل فرد منا يشعر بأنه منفصل عن الحياة وأنه ينظر غليها كما ينظر السائح إلى مشهد جديد رائع.
لا يرجع الشاعر إلى هذه الحالة حينما يريد بل حينما تضعه المصادفات النفسية السابقة أمام سر الكون المغلق، ويشعر بميل في قلبه ودافع في نفسه إلى تفهم ما يظهر له من علاقات هذا الكون ووجوده.
إن هذا التفهم ليس كتفهم العلماء والفلاسفة للأشياء بل هو نوع الحدس الذي لا يتجزأ لأنه ينطوي على حياة الشاعر.
فالخاصة الهامة الموجودة في كل وحي شعري هي عبارة عن هيجان ملائم أو منافٍ تشعر
به النفس أثناء تفهمها للأشياء.
إن النفس تهتز للأشياء فتستيقظ، ثم تصغي، ثم ترى، ثم تفهم وأخيراً تتكلم. وإذا تكلمت رددت أشياء لم تتعلمها من التأمل والدراسة. وإذا وصفت ما تشعر به من الحزن والأسى كان هذا الوصف مفعماً بالألوان والروعة والأسرار.
مدام كوري
كانت مدام كوري بالرغم من حبها للسكون ميالة إلى الرياضة. فقد كانت تسوق سيارتها بنفسها حتى هذه السنوات الخيرة وتتمرن على السباحة حينما تجد إلى ذلك سبيلاً. وقد ذكر لنا كثيرون أنها كانت في الحرب العمة تسوق السيارات الطبية وتأتي بها إلى الجبهة. وقد أسست مصلحة للراديوم وكان التداوي على طريقتها نافعاً جداً ثم أنها كانت ماهرةً جداً في الأعمال اليدوية حتى لقد صنعت مع زوجها (بيير كوري) بعض الآلات التي لا يمكنها شراؤها، وصنعت بعد ذلك عدداً وافراً من الآلات التي يحتاج إلى دقة ومهارة يدوية.
كانت مدام كوري كريمة النفس. تعطف على الفقراء وتواسي المساكين. ومما حكي عنها أنها كانت تحب خياطة بولونية مقيمة في حي (سين سولبيس) بباريس فكانت تزورها وتطلب منها أن تصنع لها ثيابها بالرغم من ضعة منزلتها. حتى لقد رضيت بأن تكون عرابة لحد أولادها فأهدتها سريراً جميلاً فحفظته الخياطة زماناً طويلاً ولما تزوجت ابنة مدام كوري وولدت ولداً جاء زوج الخياطة وأهداها السرير الذي كانت مدام كوري قد أهدته لزوجته، ولكن بعد أن زينه فقبلته مدام كوري شاكرة.
كان لمدام كوري في (برتياني) بيت صغير تذهب إليه في أيام الراحة ثم اشترت في (برونوا) منزلاً آخر كانت تقطنه مع ابنتها بعد زواجها. غير أنها لم تشأ بعد وفاة زوجها (بيير كوري) أن تعود إلى ذلك المنزل. فتركته لبعض العمال الفقراء ليستفيدوا منه في أدوار النقاهة أو في حالات المرض.