المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الكتب والصحف سلسلة الكشاف الأدبية أبو نواس اطلعنا على القسم الثاني من المختارات - مجلة «الثقافة» السورية - جـ ٤

[خليل مردم بك]

الفصل: ‌ ‌الكتب والصحف سلسلة الكشاف الأدبية أبو نواس اطلعنا على القسم الثاني من المختارات

‌الكتب والصحف

سلسلة الكشاف الأدبية

أبو نواس

اطلعنا على القسم الثاني من المختارات شعر أبي نواس لمؤلف هذه السلسة الأدبية الأستاذ الأديب البارع عمر فروخ، فرقنا ما فيها من حسن لاختيار والتعليق على ما في المختارات من ألفاظ غريبة والإشارة في رؤوس المقطوعات إلى أسباب قولها وما يعين على فهمها، دع عنك الطبع الجميع على الورق الثقيل، فهو مما حليت به هذه السلسلة، ولولا هفوات في ضبط بعض الأبيات لبلغت هذه السلسلة الكمال بين إخواتها، ومن تلك الهفوات الصغيرة نذكر على سبيل المثال:

في الصفحة 5: 48 (دجلةٌ همي وفكرتي وبها)، والصواب حذف التنوين من دجلة ليستقيم الوزن. أو لعل الأصح و (فكري) بدل وفكرتي التي لم تكن مستعملة مأنوسة في عهد أبي نواس.

وفي الصفحة 7: 60 (ولونٌ من الماءُ كالعَصفر)، والصواب جر الماء والعصفر، وزان قنفذ لاعنتر.

وفي الصفحة 7: 65 (كيف النزع عن الصهباء والكاس: قس ذا لنا يا عادلي بقياس) والصواب الذي يمرج البحرين فيلتقيان: كيف النزع عن الصهباء والكاس لأن الصدر من بحر والعجز من بحر، وليس في السهو من غضاضة على الإنسان ولا لون.

عز الدين التنوخي

الرثاء عند أبي تمام والبحتري وأبي الطيب

للسيدة أديبة فارس

بحثت رسالة السيدة أديبة فارس عن الرثاء في شعر أبي تمام والبحتري والمتنبي. يقول الأصمعي لأحد الأعراب: ما بال الرثاء أشرف أشعاركم فأجابه لأننا نقوله وقلوبنا مجروحة. إن جرح القلب في حوادث الأحزان يتفاوت ويجب أن ننظر في تفاوت هذا الجرح في قلوب هؤلاء الشعراء ليطيعنا الرأي الحق في الحكم على أيهم أشعر في الرثاء في قصيدة.

ص: 67

أبو تمام يرثي ولده فكان رثاؤه من هذه الجهة جرحاً من جروح القلب والبحتري يرثي المتوكل وقد عاش في رفه نعمته. إنه يرثي خليفة قد انحدر منذ موته تاج العروبة عن هاماتها فكان رثاؤه كذلك جرحاً. والمتنبي يرثي جدته وقد تركها لطلب الرزق لها ولخفق في الدنيا والتجول في كسب الجاه فأخفق وعاد لرؤيتها فماتت قبل أن تراه فقال:

طلبت لها حظاً ففاتت وفاتني

وقد رضيت بي لو رضيت بها قسما

فأتى في قصيدته برثائها على خواطر من الحزن والفجائع ما كانت لرفيقيه أبي تمام والبحتري. فإذا قرأ الناس رثاء حبيب لولده لم يتأثروا كلهم إذ ليس لكل الناس أولاد. ولن تفعل قصيدة أبي عبادة فعلتها في كل امرئ لأن فيهم من ليس له نزعة العروبة ومحبة الملوك وأما من قرأ مرثية المتنبي أياً كان أثرت فيه أي تأثير لأن كل امرئ له أم وجدة.

من هذا النحو في المقارنة كان ينبغي لصديقتي أديبة فارس أن تتكلم وأن تفضل مرثية أبي الطيب على مرثيتي رفيقيه. ومع ذاك فأنها أحسنت غاية الصنع في دراستها لمراثي هؤلاء الشعراء ومن رأيها أن البحتري يتأخر عن رفيقيه في البراعة بهذا الباب وأما الفوز في حلبته فإنما يتنازعه الشاعران الآخران أبو تمام والمتنبي.

المحامي زكي المحاسني

ابن خلدون

أصدر الأستاذان الدكتور جميل صليبا والدكتور عياد كتاباً جمعا فيه منتخبات من مقدمة ابن خلدون رتباها وفقاً لبرنامج شعبة الفلسفة في المدارس التجهيزية. والكتاب يقع في 112 صفحة. ولا يمكن أن يقال أنه جيد الطبع وعلى الأخص طبعة النصوص المنتخبة فهي لا تغري بالقراءة كثيراً. وقد صدَّر المؤلفان هذه المنتخبات بمقدمة مطولة أجملا فيها حياة ابن خلدون وفلسفته ونظرياته التاريخية والاجتماعية وقد استمدا أكثر ما أورداه في هذه المقدمة من نفس النصوص التي انتخباها حتى أنه يمكن لمن قرأ هذه المقدمة القيمة أن يستغني عن النصوص. وقد اشتركا في كتابة المقدمة اشتراكاً أفقدها وحدة الأسلوب والإنشاء وكنا نود لو انصرف كل منهما لكتابة قسم منها، وقد قابلا ما انتخباه من النصوص بنسخ عديدة فصححا وشرحا كثيراً من كلماتها وعباراتها وكان كل ما انتخباه من أهم ما يحتاج الطلاب لطالعته. وعلى الجملة فإن كتاب الصديقين كتاب جزيل الفائدة والنفع لا يفي بحاجة التلامذة

ص: 68

فحسب بل تلذ مطالعته لجميع من يريدون أن يصلوا من أسهل الطرق وأقصرها إلى فكرة عامة صحيحة عن حياة ابن خلدون وفلسفته وآرائه التي يجب على كل عربي مثقف أن لا تفوته معرفتها.

المسائل الرياضية

وضع الأستاذ السيد أحمد جودت الهاشمي والسيد محمد رشدي بركات كتاباً في المسائل الرياضية اللازمة لتلاميذ الصف الثاني من المدارس التجهيزية ولطلاب البكالوريا الأولى والثانية وهو يحتوي على 410 مسائل من أسئلة البكلوريا وغيرها مع الحل. يجد التلميذ فيه جميع المسائل التي أعطيت في السنين الأخيرة في البكلوريا السورية. ويحتوي على أسئلة في الجبر والهندسة والميكانيك والمثلثات والحساب وهو من خيرة الكتب التي ألفت في اللغة العربية لهذه الغاية لأنه يمرن الطلاب ويكسبه ملكة في حل المسائل الرياضية مهما اختلف نوعها.

الهدى

صحيفة عربية أسبوعية تصدر في سنغابورة (جاوة) وهي أكبر الصحف العربية في ماليزيا وابلغها تأثيراً، ينشئها السيد عبد الواحد الجيلاني العلوي، العامل على نشر لغة العروبة في تلك الأقاليم النائية عن جزيرة العرب، وهذا ما أثلج صدورنا وابتهجنا له الابتهاج كله.

عز الدين التنوخي

ملاحم الصليبين

تأليف الدكتور أنور حاتم

ألف الدكتور أنور حاتم أستاذ الآداب الفرنسية في مدرستي التجهيز والمعلمين هذا الكتاب للحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة باريس وهو من أحسن الكتب التي ألفها الشبان السوريين في عاصمة الفرنسيين لأنه يدل على جهود عظيمة بذلها المؤلف في إتباع الطريقة التاريخية حتى توصل إلى ما لم يتوصل إليه أحد قبله من البحث عن حقيقة الملاحم الصليبية وذكر مؤلفيها وتحليلها وبيان أصولها. يبدأ الكتاب ببيان نشوء الحروب

ص: 69

الصليبية والجهاد المقدس ثم يرجع إلى البحث في الحركة الأدبية في ممتلكات الصليبيين بسوريا. وقد حلل الدكتور حاتم ثلاث ملاحم مشهورة وهي ملحمة أنطاكية، وملحمة اوروشليم، وملحمةالضغاء

(والضغاء هم الأسرى المسيحيون الذين وقعوا في يد المسلمين) ولم يقتصر في درس هذه الملاحم الثلاث على طبعتها القديمة بل اعتمد على مخطوطاتها المحفوظة في المكتبة الوطنية بباريز وغيرها من خزائن الكتب فجاء كتابه مثالاً للتحقيق العلمي والتنقيب التاريخي. كانت هذه الملاحم الصليبية قبل ظهور كتاب الدكتور حاتم مزيجاً من الحقيقة والوهم فلا يعرف قارئها أبن ينتهي التاريخ وأين يبتدئ الخيال فبين لنا المؤلف قيمة كل ملحمة من الوجهة التاريخية وخصوصاً ملحمة أنطاكية لأنها أقرب إلى الحقيقة التاريخية من ملحمة أوروشليم وملحمة الضغاء ولعل أول نص تاريخي لملحمة أنطاكية هو من نظم (ريشارد لو به له رن) أي ريشارد الحاج وهو من الحجاج الذين رافقوا الحملات الصليبية الأولى إلا أن هذا النص الأول قد تغير وأضيف إليه أناشيد عديدة. ومن أحسن ما جاء في نشيد أنطاكية وصف حصار الصليبيين لها وموتهم جوعاً وأكلهم لحوم الحيوانات ولحوم البشر ثم انتصارهم على المسلمين ودخولهم أنطاكية ثم حصار المسلمين لهم ووصف الشجاعة والإخلاص والتضحية واحتقار الموت في سبيل الخلود، كل ذلك بروح شعرية تدل على أثر الشرق في نفوس أولئك الشعراء الذين جاؤوا مع الصليبيين إلى سوريا المقدسة. قال الدكتور حاتم: لقد جاء على أثر الحروب الصليبية كثير من العائلات الفرنسية إلى سوري. ولا نشك في أن الأناشيد التي نبحث عنها الآن ربما كانت من أحسن الشواهد الدالة على حياة تلك العائلات ومغامراتها. . . عاش هؤلاء الفرنجة بين المسامين وأخذوا بعاداتهم وتقاليدهم وتعلموا لغتهم وتأثروا بروح المدينة الشرقية التي أعجبوا بها.

وهذا ما يجعل للبحث في هذه الملاحم قيمة تاريخية خاصة لأنها تدل على الحركة الأدبية التي كانت منتشرة في سوريا. وقصارى القول إن كتاب الدكتور حاتم يبين لنا بوضوح أن الملاحم الثلاث تولدت في جو سوري من وحي فرنسي وأنها من أهم الوثائق التاريخية التي تبين لنا كيف اتصل الغرب بالشرق وكيف تأثر بحضارته وكيف انصرف الأوربيون بعد هذا الاتصال إلى نقل حضارة العرب إلى بلادهم ونسجوا على منوالها في علومهم

ص: 70

وفلسفتهم وآدابهم حتى عصر النهضة.

مجلة المغرب

في بلاد المغرب العربية نهضة أدبية جديدة تبشر بمستقبل زاهر. ولا تقتصر هذه النهضة اليوم على الاهتمام بالعلوم والآداب والسعي لاقتباسها بل قد تعدتها إلى الإنتاج الأدبي الناضج حتى بدأنا منذ سنوات نرى المؤلفات القيمة والصحف الراقية تظهر وتنتشر بكثرة. ومن الأسف أننا فسوريا لا نعرف إلا النزر واليسير من هذه الحركة الفكرية في البلاد الشقيقة. ولذلك لابد أن يأخذ منا الإعجاب كل مأخذ إذا اطلعنا على بعض المؤلفات أو الصحف التي تصدر في إفريقيا الشمالية.

وهذه (مجلة المغرب) مثلاً التي وصلنا العدد التاسع من سنتها الثانية قد بهرنا إتقان طبعها وحسن تبويبها وجمال صورها وغزارة مواضيعها وتنوع مباحثها الجيدة، الدقيقة. وهي تصدر في الشهر مرة بالرباط من أعمال مراكش، رئيس تحريرها: الأستاذ محمد الصالح ميسة.

ص: 71