المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مائة نقلة من كتاب نقل الأديب وهو ألف نقله مقتطفة من ألف - مجلة «الثقافة» السورية - جـ ٤

[خليل مردم بك]

الفصل: ‌ ‌مائة نقلة من كتاب نقل الأديب وهو ألف نقله مقتطفة من ألف

‌مائة نقلة

من كتاب نقل الأديب

وهو ألف نقله مقتطفة من ألف كتاب

مؤلفه محمد إسعاف النشاشيبي

حق الطبع والنشر ونقل شيء من هذا النقل محفوظ

هدي مائة النقلة هذه إلى مجلة (الثقافة)

اهدي إلينا الأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي لمناسبة زيارته مجلة الثقافة مائة نقله من كتابه نقل الأديب واتبعها بطائفة من آثاره المعروفة وهي: كلمة في اللغة العربية وشاعرها الأكبر احمد شوقي، قلب عربي وعقل أوروبي، كلمة موجزة في سير العلم وسيرتنا معه، البطل الخالد صلاح الدين والشاعر الخالد احمد شوقي. فالثقافة تحيي الأديب العربي الكبير وتشكره على هديته الثمينة.

1 -

هذه أنفاس ريا جلقا

قال ابن الكتبي: قال بعضهم: مررت يوما ببعض شوارع القاهرة وقد ظهرت جمال، حمولها تفاح فتحي من الشام، فعبقت روائح تلك الحمول، فأكثرت التلفت لها، وكان أمامي امرأة سائرة ففطنت لما دخلني بتلك الرائحة فأومأت إلي وقالت:

هذه أنفاس ريا جلقا!!!

2 -

يا نسيما هب مسكا عبقا

قال السلمي الدمشقي المعروف بالبديع وقد اشتهرت هذه الأبيات،

وغنى بها المغنون:

يا نسيما هب مسكا عبقا

هذه أنفاس ريا جلقا

كف عني، والهوى، ما زادني

برد أنفاسك إلا حرقا

ليت شعري نقضوا أحبابنا

يا حبيب النفس ذاك الموثقا

يا رياح الشوق سوقي نحوهم

عارضا من سجد عيني غدقا

وانثري عقد دموع طالما

كان منظما بأيام اللقا

3 -

زمزم الحادي وسار المثل

ص: 5

قال أبو الوليد بن الجنان: محمد بن الشرف من شعراء الملك (الناصر)

صاحب الشام:

أنا من سكر هواهم ثمل

لا ابلي هجروا أم وصلوا

فبشعري، وحديثي فيهم

زمزم الحادي وسار المثل

إن عشاق الحمى تعرفني

والحمى يعرفني والطلل

رحلوا عن ربع عيني فلذا

أدمعي عن مقلتي ترتحل

ما لها قد فارقت أوطانها

وهي ليست لحماهم تصل؟

لا تظنوا إنني أسلو، فما

مذهبي عن حبكم ينتقل

4 -

ياعين صار الدمع عندك عادة

قالت اسما العامرية:

جاء الكتاب من الحبيب بأنه

سيزورني فاستعبرت أجفاني

غلب السرور علي حتى انه

من عظم فرط مسرتي أبكاني

يا عين صار الدمع عندك عادة

تبكين في فرح وفي أحزان

فستقبلي بالبشر يوم لقائه

ودعي الدموع لليلة الهجران

5 -

وكلهم لصروف الدهر أقران

قال حميد بن مالك:

ما بعد جلق للمرتد منزلة

ولا كسكانها في الأرض سكان

فكلهم بمجل منتزه

وكلهم لصروف الدهر أقران

وهم - وان بعدوا عني بنسبتهم

إذا بلوتهم بالود - إخوان

6 -

لم يقدر

قال ابن فائد البحراني:

برزت دمشق لزائري أوطانها

من كل ناحية بوجه أزهر

لو أن إنسانا تعهد أن يرى

مغنى، خلا من نزهة، لم يقدر

7 -

تغني الغريب عن الأهل

قال عبد الرحيم البيساني القاضي الفاضل:

ص: 6

يقولون لي ماذا رأيت بشامهم

فقلت لهم كل المكارم والفضل

فبلدتهم خير البلاد وأهلها

بإحسانهم تغنى الغريب عن الأهل

8 -

هذا بلاغ للناس

سئل علي بن عيسى الرماني فقيل له: لكل كتاب ترجمة، فما ترجمة كتاب الله؟

فقال: هذا بلاغ للناس ولينذروا به

9 -

نزلنا عن الاكوار نمشي كرامة

قال يونس بن محمد المفتي: أخبرنا أبو عبد الله بن منظور قال: لما سرنا إلى الزيارة وانتهينا إلى باب الخشبة - وهو الباب الذي يفضي إلى القبر - نزل رجل عن راحلته وانشد:

نزلنا عن الاكوار نمشي كرامة

لمن بان عنه أن نلم به ركبا

فلما سمعه الناس نزلوا عن رواحلهم، ومشوا إلى القبر

وتمثل هذا الرجل بهذا البيت أحسن من مدح أبي الطيب المتنبي من مدح به، وقال فيه.

10 -

صدقت

قال أبو الفوارس بن إسرائيل الدمشقي: كنت يوما عند السلطان صلاح الدين بن أيوب فحضر رسول صاحب المدينة ومعه قود وهدايا. فلما جلس اخرج من كمه مروحة بيضاء عليها سطران بالسعف الأحمر وقال: الشريف يخدم مولانا السلطان ويقول: هذه المروحة ما رأى السلطان ولا احد من بني أيوب مثلها

فاستشاط السلطان صلاح الدين غضبا. فقال الرسول: يا مولانا السلطان، لا تعجل قبل تأملها. وكان السلطان صلاح الدين ملكا حليما فتأملها، فإذا عليها مكتوب:

أنا من نخلة تجاور قبرا

ساد من فيه سائر (الخلق) طرا

شملتني عناية القبر حتى

صرت في راحة ابن أيوب أقرا

فإذا هي من خوص النخل الذي في مسجد الرسول. فقلبها السلطان صلاح الدين، ووضعها على رأسه، وقال لرسول صاحب المدنية النبوية صدقت فيما قلت من تعظيم هذه المروحة!!!

11 -

عيب

ص: 7

قيل لصوفي: لم تقول: الله، الله ولا تقول: لا اله إلا اله؟.

فقال: نفي العيب حيث يستحيل العيب - عيب.

12 -

في هذا مرة، وفي هذا مرة

وقال أبو بكرة: كنت عند النبي، وعنده إعرابي ينشده الشعر

فقلت: يا رسول الله، اشعرا أم قرآنا؟؟

فقال: في هذا مرة، وفي هذا مرة. . .

13 -

وما سواه كلام

قال الثعالبي: عليك بالقصار من الأحاديث، والغرر من النكت، مقتديا بابن المعتز القائل:

بين أقداحهم حديث قصير

هو سحر، وما سواه كلام

14 -

ثم ساروا ولست أعلم أينا!

قال الفتح بن خاقان - صاحب القلائد والمطمح -: قال الوزير أبو الحزم جهور بن محمد - وقد وقف على قصور الأمويين، وقد تقوصت أبنيتها، وعوضت من انيسها (بالوحوش) أفنيتها -:

قلت يوما لدار قوم تفانوا

أين سكانك العزاز علينا؟؟!

فأجابت: هنا أقاموا قليلا

ثم ساروا، ولست أعلم أينا!!!

15 -

ولكني رأيت الأمر ضاعا

قال أبو عطاء السندي:

أليس الله يعلم أن قلبي

يحب بني أمية ما استطاعا.

وما بي أن يكونوا أهل عدل

ولكني رأيت الأمر ضاعا.

16 -

فاقسم أنا والبرابر أخوة

قال عبيدة بن قيس العقيلي:

إلا أيها الساعي لفرقة بيننا

توقف، - هداك الله سبيل الأطايب

فاقسم أنا والبرابر أخوة

تناولنا جد كريم المناسب

فنحن وهم ركن منيع وأخوة

على رغم أعداء لئام النقائب

18 -

فمن لها بزياد أو بحجاج

ص: 8

قال الابيوردي، الأموي:

دهرا تذأب من أبنائه نقد

وأوطئت عرب أعقاب أعلاج

وأينع الهام لكن نام قاطفها

فمن لها بزياد أو بحجاج

وكم أهبنا إليها في الملوك فلم

نظفر بأروع، للغماء فراج

19 -

أنا لا اسمع لو ما في حبيب

قال ابن حجة: كان صلاح الدين الصفدي، مذهبه تقديم أبي الطيب المتنبي على أبي تمام حبيب الطائي. فاتق أن صلاح الدين اجتمع بابن نباته بالديار المصرية وذاكره في أبي الطيب وأبي تمام فوجد على مذهبه واجتمع بعد ذلك بالشيخ أثير الدين بن حيان وذاكره في ذلك. فقدم أبا تمام، فلاماه على ذلك.

فقال: أنا لا اسمع لوما في حبيب. . .

20 -

وسماع الشعر المطبوع

قال أبو عمر بن سالم المالقي: كنت جالسا بمنزلي بمقالة، فهاجت نفسي أن اخرج إلى الجبانة، وكان يوما شديد الحر. فراودتها على القعود، فلم تمكني من القعود،

فمشيت حتى انتهيت إلى مسجد يعرف برابطة الغبار وعنده الخطيب أبو محمد عبد الوهاب بن علي المالقي، فقال لي: إني كنت أدعو الله أن يأتيني بك وقد فعل، فالحمد لله، فأخبرته بما كان مني، ثم جلست عنده، فقال: أنشدني، فأنشدته:

غصبوا الصباح فقسموه خدودا

واستوعبوا قضب الأراك قدودا

ورأوا حصى الياقوت دون نحورهم

فتقلدوا شهب النجوم عقودا

لم يكفهم حد الأسنة والظبي

حتى استعاروا أعينا وخدودا

وتضافروا بضفائر ابدوا لنا

ضوء النهار بليلها معقودا

صاغوا الثغور من الأقاحي، بينهما

ماء الحياة، لو اغتدى مورودا

فصاح الشيخ، وأغمي عليه، وتصبب عرقا، ثم أفاق بعد ساعة وقال يا بني، اعذرني، فشيئان يقهراني: النظر إلى الوجه الحسن، وسماع الشعر المطبوع

21 -

لأجل هذا البيت الواحد

وفد أبو الفضل بن شرف بن برجة على المعتصم (صاحب المزية) يشكو عاملا ناقشه في

ص: 9

قرية يحرث فيها، وانشده الرائية التي مطلعها:

قامت تجر ذيول العصب والحبر

ضعيفة الخصر والميثاق والنظر

إلى أن بلغ إلى قوله:

لم يبق للجور في أيامها أثر

غير الذي في عيون الغد من حور

فقال له: كم في القرية التي تحرث فيها؟

قال: فيها نحو خمسين بيتا.

قال: أنا أسوغك جميعها لأجل هذا البيت الواحد، ثم وقع له بها وعزل عنها نظر كل وال.

22 -

حتى أتى الله بالفرج

قال عبد الله بن مسلم بن جندب:

تعالوا أعينوني على الليل انه

على كل عين لا تنام طويل

قال عبد الله: فطرقني عيس بن طلحة فقال لي: سمعت قولك فجئت أعينك. . .

فقلت: يرحمك الله، أغفلت الإجابة حتى أتى الله بالفرج.

23 -

دنت مسافة بين العجم والعرب

كتب البحتري إلى صديقه ابن خرداذبة الأديب المشهور:

إن كنت من فارس في بيت سؤددها

وكنت من محتدي بالبيت والنسب

فلم يضرنا تنائي المنصبين وقد

رحنا نسيبين في علم وفي أدب

إذا تقاربت الآداب والتأمت

دنت مسافة بين العجم والعرب

محمد إسعاف النشاشيبي

ص: 10