الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القدم العارية
حاولت النهوض وهي تتمتم قائلة:
إنه أرق السعادة
إنما شعرت بذراعي زوجها النائم تحيطان بخصرها وتمنعانها من النهوض وبأنفاسه الحارة تملأ إبطها وتعبث بشعره الناعم.
على المنضدة مصباح من الخزف الأغبر، خنيق النور، ينشر فوق السرير أضواء كدراء راجفة تكشف عن قدم عارية، قدم زوجها وقد برزة من الغطاء والتوت نحو الحائط وعليها كدرة قائمة.
نظرت إلى هذه القدم العارية وبسمت
ثم أخذت تسأل نفسها أهي سعيدة. .؟
أجالت ببصرها في أنحاء الحجرة وكأنما الغبطة تملأ فؤادها ونظرت إلى الأشياء المبعثرة هنا وهناك. . . أهي سعيدة؟ بلى، كلا. . . إن في قرارة نفسها حزة ألم، حزة يخالطها شيء من اليأس وخيبة الأمل. نظرت إلى زوجها الذي لم تعرفه إلا منذ عشرة أيام قضتها في داره وأخذت تعجب كيف أنها ترقد إلى جانب رجل. . لا مجال للشك أنها ترقد بين ذراعين عاريتين تجتذبانها إلى صدر اشعر يا لهذا الزوج
ما أغربه!
رجل لا تعرفه الفتاة: فإذا بها زوجة له. . . . زوج رجل تخجل أن تريه ساعديها قبل يوم وإذا بها بعد ليلة ترقد إلى جانبه عارية الساعدين مكشوفة النهدين.
أطبقت عينيها وراحت تفكر كما هو شأنها منذ عشر ليال. لقد كانت كل ليلة بعد نوم زوجها إلى جانبها واستسلامه للكرى تطبق عينيها وتحاول إحياء الماضي إنما أنفاس الزوج الحارة تحول بينها وبين الرجوع إلى ما قرب من الغابر وتجعلها في دائرة ضيقة لا تتجاوز حدود عشرة أيام من الزمن فهي مهما حاولت أن تمضي بخيالها لا تتعدى ذكريات الزواج. ثم تفتح عينيها وتجيلهما في الحجرة وفي أثاثها الجديد أثاث غرفة الزواج أو الزوج. إن هذه الحجرة بما فيها من رياش ضخمة قائمة وما انعكس عليها من نور ضعيف لا تشبه بشيء الحجرة التي كانت تسكنها الفتاة العذراء منذ أيام فيخيل لها أنها في حلم أو أنها عروس تصفها إحدى قصص ألف ليلة وليلة فتطرب لهذا الخيال وتأرق من جرأته وها هي في هذه
الليلة العاشرة يعاودها الأرق رعشة مفاجئة في جسم الزوج وحركة في قدمه العارية. يحسن بي أن أطفئ المصباح. . .
وقوست ظهرها ولوت خصرها وحاولت التسلسل من بين الساعدين المحيطين
فما استطاعت فرددت في نفسها قائلة: كأنني في قفص.
ورفعت رأسها عن الوسادة ثم أمالته ونظرت إلى القدم العارية. . . وعادت تقول
في نفسها
- ما أضخم هذه القدم
قدم منتفخة العقد، بارزة المفاصل، بادية العروق مكتلة الأظافر تتلامع فوقها بضع شعرات تقرب من الشقرة والأضواء الراجفة تحمل ظلال هذه القدم نحو الحائط وتطبعها فوقه ضخمة غليظة يقشعر لها البدن.
حاولت التملص أيضاً من بين ذراعي الزوج واستطالت نحو القدم العارية تحاول سترها وإنما رجفة أخرى بدت من الزوج اهتز لها جسمه الضخم وتحركت القدم من جديد وارتفعت وهبطت ومال الإبهام على الإصبع التي تجاوره.
ودوى في الشارع بوق سيارة تمر وتجاوبت جدران الحجرة القائمة فتحرك جسم الزوج النائم وارتجف وانفرجت أصابع القدم العارية عن بعضها وظلت كذلك كأنها مخالب برزت من قنوبها ثم عاود جسم الزوج سكونه وأخذ يغط في نومه.
خفت صوت البوق ثم تلاشى وعاد إلى الحجرة ما كان فيها من سكون ولانت الأصابع وتضامت وأشبهت القدم ضفدعة مفلطحة. فتمتمت الزوجة بصوت راجف: ما أقبح هذه القدم؟
أللقدم أذنان؟ أتسمع القدم؟ أتشعر. . .؟ أغضبت لان امرأة استقبحتها وكرهتها؟ انفرجت الأصابع الخمس دفعة واحدة ثم تقوست واحتجنت الغطاء فجذبته واستترت به وكأنها غاضبة خجولة.
جلس الزوج إلى المائدة وشمس الصباح تلمس قدمه التي مازالت عارية وكانت الشعرات الشقراء التي عليها تتلامع كخيوط دقيقة:
امسك بالسكين وقال:
أأقتطع لك قطعة من الزبدة؟
وما أن حرك يده حتى أفلتت السكين منها وسقطت فوق قدمه وعلقت بالفرجة التي بين الإصبعين.
شعرت الزوجة برجفة من السرور تتسرب إلى نفسها وكأن السكين تنتقم لها من هذه القدم العارية التي أقلقت مضجعها ليلة كاملة. . . إنما تكتمت ورأت نفسها مضطرة للتملق فسارعت إلى القدم العارية تحيطها براحتيها وتجذبها إلى صدرها وتحنو عليها. .
طرب الزوج معتزاً وتاه مفتخراً.
ليلى. س.